دار المدى للنشر والتوزيع هي دار نشر عراقية تأسست عام 1994، أصدرت الدار العديد من المنشورات الأدبية والكتب والروايات العربية، كما شاركت في العديد من معارض الكتاب المحلية والدولية.
تاريخ الدار
دار المدى تم تأسيسها رسمياً عام 1994 وهي إحدى شركات مجموعة المدى الثقافية والتي أسسها فخري كريم عام 1960، وتخدم القضايا الأدبية والسياسية والسير والمذكرات والفكر القومي. تضم دار المدى شبكة توزيع ووكلاء في عدة دول، وعدة مكاتب في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق وقبرص وأربيل.
مجالات الدار
تتنوع إصدارات الدار وتغطي موضوعات مختلفة على رأسها التاريخ، وقد أصدرت الدار أعمال متنوعة في مجالات مختلفة منها:
- الدراسات النقدية - المجموعات القصصية - الروايات. - المقالات والخواطر
مساهمات ثقافية تنشر دار المدى للعديد من الكتاب والأدباء العرب مثل: ميسلون هادي، بلال فضل والتي وصلت روايته الصادرة من دار المدى «أم ميمي» للقائمة الطويلة في الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2022، محمد الماغوط، ليلى العثمان، سعدي يوسف، نزيه أبو عفش. كما تنشر دار المدى ترجمات بعض الكتب من كل اللغات العالمية
"ما أتعس الكلمات/ ما أتفه الآراء/ في وقتنا الراهن/ والحبل/ على الجرار/ واللوم في الأول/ حتى وفي الآخر/ يلقى على من كان/ قد كبل الأفكار/ بالعسف والتحديد/ حتى وبالتنديد/ والنفي والتشريد/ فجف وادينا/ وشحت الأمطار(...)". إن الشاعر سعد الحميدين في "غيوم يابسة" يتأمل المشهد الكوني وتعددية كارثية حلم العالم وحلمه الشخصي، فيبدو أشد حساسية وهو يؤسس لخطابه الشعري، وتبدو هذه القراءة عبر تدوينات الوجع والألم والأنين الذي تتضح من الإشارات النصية في قصائد الشاعر التي تتماهى خلالها الذات الشاعرة إلى حد الذوبان في أفق المعنى الحياتي والجوهر الشعري وحتى في فوضى الذاكرة ومغامراتها في تأسيس الدال المتشرب لتراث القصيدة وإخصاب الرمز بالشعرية،
بعد النجاح العالمي لرواية (ساعي بريد نيرودا) أبحر الكاتب التشيلي أنطونيو سكارميتا في قص ملحمة فريدة: ملحمة سكان ساحل مليسيا على البحر الأدرياتيكي الذين هاجروا إلى تشيلي هرباً من الحروب والعنف. في روايته السابقة (عرس الشاعر)، روى أسباب ذلك الهروب. والمصير الغريب للأخوين كوبيتا: فأولهما ألقى بنفسه إلى البحر عندما لمح منهاتن، وواصل الثاني الرحلة إلى أن رست به السفينة في تشيلي. وفي روايته الجيدة الآن، (فتاة الترومبون)، يواصل القصة في الأراضي التشيلية، حين يسلم عازف ترومبون إلى استيبان طفلة في الثانية من عمرها مؤكداً له أنها حفيدته.
"وأنا لا أحب أن أتزين، أو أستعمل الماكياج، لكنه أحب أن يراني متزينة، بشكل صارخ، مومسي، كما اقترح. قال: "أريدك، يا حبيبتي، أن تتصرفي في اللقاء القادم كمومس". فاستجبت له، واشتريت في الطريق إليه أدوات زينة. وفي غرفة الفندق بدأت أتزين، لأول مرة في حياتي، وهو ينظر إليَّ، ويقول: "أكثر، أكثر، يا حبيبتي، كوني بغياً رخيصة. إغ، ما أجمل ذلك!" وأنا أضحك، وأقول له: "إلى أي درك أنزلتني، يا جون". فيقول: "إن في تحقيق النزوات لسعادة، لا تفوقها سعادة". ثم قلت له، وأنا لا أدري كيف واتتني الفكرة: "إعطني، إذن، عشري
رغم أصابتها بشلل الأطفال في سن مبكرة ورغم تعرضها الى حادث أليم خضعت على أثره الى ٣٥ عملية جراحية ورغم خيانات زوجها المتكررة إليها أصبحت فريدا كاهلو الرسامة المكسيكية الأشهر في القرن العشرين،وصورتها اليوم واحدة من أكثر الصور استعمالا في مجال الفنون الجماهيرية والملصقات التجارية الشائعة في العالم. فريدا كاهلو:رسامة شهيرة ولدت في أحد ضواحي كويوكان، المكسيك في 06 يوليو، 1907 وتوفيت في 13 يوليو، 1954 في نفس المدينة. هذا الكتاب الذي كتبته المؤلفة هايدن هيربرا، يعيد أحياء سيرة فريدا كاهلو التي تعتبر ملهمة لمئات الفنانين والأدباء في مختلف بلدان العالم وتعتمد مؤلفته على مصادر أرشيفية متنوعة وتقدم تحليلات غاية في العمق والفهم لأعمال فريدا وتقارنها برسامي عصرها وتعطي مزيدا من الجهد في التعاطي مع أعمال المدارس المختلفة وبالذات الحركة السوريالية التي تقاطع أعلامها مع ريفيرا وزوجته فريدا. وتنتهي إلى اعتبار حياتها سيرة من الفقد المتواصل وأن رسومها لم تكن إلا أداة لمقاومة هذا الفقد.
يهدف كتاب "فعل العمارة... ونصّها: قراءة في عمارة الحداثة... وما بعدها" إلى تجسير الهوة بين الفعل المعماريّ المتحقّق، وبين مستغلّي هذا العمل ومتلقّيه، وصولاً إلى تبيان قيمته وأهميّته المعرفيّة. من ناحية، ومن ناحية أخرى، إثراء معارف المستخدم والمتلقي لذلك الفعل بدرايات إضافية، يشتمل الكتاب على ثلاثة فصول، تضمَّنت مواضيع معماريّة شتى، إنها تسعى وراء إضاءة منجز معماريّين مهمين، يرى المؤلِّف في مقاربتهم التصميميّة أهميَّة خاصة، أغنت المشهد المعماريّ بتصاميم مميّزة. كما يعرض الكتاب "مروحة" واسعة لنماذج معماريّة مستلّة من البيئة المبنيّة، وقضايا مهنيّة متداولة في الخطاب، وفي كلّ الأحوال يحرص المؤلف على تقديم نصوصه، للقارئ، ناظراً إليها نظرة خاصة، نابعة عن قراءة ذاتية، تشي بأنَّ المنجز الإبداعي يستبطن وجهات نظر عديدة، مثلما يكتنز قراءات متنوّعة، بمعنى آخر، يتوق مؤلِّف الكتاب، لأنَّ تكون قراءته للنماذج المعماريّة المصطفاة، حافزاً لقراءات أخرى، يمكن لقارئ الكتاب أنْ يجترحها أو يستدل عليها.
لا ينفتح بالعادة شباك بيتها ، ولا يجد شرار النار خبراً أو أثراً لأصبع واحد يظهر منه ، غير أن هذا الشح لم يدفعه أبداً إلى الشكوى من سوء حظه ، أو الانقطاع عن مروره اليومي من هناك ، فهو لا يملك إلا أن يتداعى عندما يصل بابها ، ويقف ساكناً كالتمثال ليرهف السمع لصوتها العذب البعيد ، أو يشم بنهم رائحة الهواء الذي تنفسته قبل قليل . . وماهي إلا لحظات حتى تدب الروح في التمثال ، ويغدو أسداً حقيقياً يهجم على الأرض ، فيفترسها في الحال ، ويترك باب البيت ، وقد آمن بالقدر ، وأدرك أن المكتوب على جبينه هو أن يكتفي من ريحانة بهذه المسافة من القرب . فهو لا يعرف حتى لون عينيها . . ولم يصادف منها سوى صفحة وجهها الذي يتلألأ تحت شيلة سوداء ، وقد حالفه الحظ لكي يراه ، عندما أطلت من باب البيت لمناداة طفلتها آسيا ، الوحيدة التي تبقت من صغارها على قيد الحياة .
إن الدراسة النقدية العميقة للتصورات المختلفة التي رسمها الغرب المسيحي في تفكيره حول الشرق، والشرق الإسلامي خاصة، تجد جذورها دائماً، وبشكل مثير، في إرث فلسفي ولاهوتي عتيق وقاتم، قائم في الجوهر على إفتراضات ذاتية مؤسسة عن سبق إصرار بدورها على بعض المعلومات الإنتقائية دائماً والشوهاء غالباً، وخلاصة ذلك الإرث، إن الغرب كعالم متحيز ومركزية ذاتية، لم ينظر ولم يفكر بالشرق إلا بإعتباره "الآخر" أي "الغير" بل "الضد"، وبالتالي نسب إليه كل مثالبه هو ذاته، معتبراً نفسه كــ"ضدّ" هو أيضاً لذلك "الآخر"، ما أفضى إلى الإستنتاج بأن المركزية الذاتية الغربية تصورت الشرق وخاصة الشرق الإسلامي بإعتباره "الغرب مقلوباً"، وفي كل مميزاته وخصائصه ونواقصه كما لاحظ ذلك من قبل المفكر الفرنسي جان بول شار ناي.
كان البحث في تاريخ الحزب الشيوعي الفلسطيني، بارتباطه مع الكومنتون، (الأممية الشيوعية) قد شدّ في عقد السبعينيات، اهتمام عدد من الباحثين الذين توفرت لهم فرص الاطلاع على أرشيف وزارتي الخارجية والمستعمرات في لندن، وعلى أرشيف الدولة الإسرائيلية والأرشيف الصهيوني المركزي في القدس. ومع أن تقدماً كبيراً قد أحرز على طريق كشف خفايا تاريخ الحزب الشيوعي الفلسطيني؛ إلا أن تزكية النتائج العلمي التي تمّ التوصل إليها، بفضل هذا الجهد الجماعي، بقيت، في الواقع، مرهونة بتوفر فرصة الاطلاع على الأرشيف السري للكومنترن، باعتباره المرجع العلمي الأهم لدراسة تاريخ الحزب الشيوعي الفلسطيني، وتاريخ مجمل الأحزاب الشيوعية، في الفترة الممتدة من تأسيس الكومنترن في عام 1919 إلى حلّه في عام 1943. فطوال تلك الفترة، لم يكن للكومنترن تحالفاً بين الأحزاب الشيوعية في البلدان المختلفة فحسب، بل كان كذلك حزباً شيوعياً عالمياً، يقوده مركز واحد، على أساس مبادئ المركزية الديموقراطية، وتحدد سياساته العامة المؤتمرات والاجتماعات الموسعة للجنة التنفيذية، التي كان يعقدها بصورة دورية. هذا وبعد اطلاع ما هو الشريف على ما جاء في ذاك الأرشيف عمد إلى إعداد كتابه هذا والذي اقتصر فيه على نشر كل المواد الصادرة عن الحزب الشيوعي الفلسطيني، أو عن قيادة الكومنترن بخصوص فلسطين، والتي حملت طابعاً سرياً، أو سرياً جداً في بعض الأحيان. وقد غطى الأرشيف الخاص بفلسطين الفترة ما بين عامي 1920 و1973.
الحب ليس مصادفة سعيدة، ولا هبة من القدر، بل هو فن رفيع يتطلب من الإنسان سعياً إلى الكمال الذاتي، وإبداعاً، وحرية داخلية. إن الحب الحقيقي المشبع بالقيم السامية ما زال نادراً، وذلك لأن الكثيرين ليسوا مهيئين له بعد، بل إنهم يخافونه؛ فهذا الحب يتطلب "روحاً حية" ، ونكراناً للذات، واستعداداً للفغل والقلق والاهتمام. كما أن عمق الحب، وكثرة أنواعه لا يتحددان بموضوع الحب وحده، إنما أيضاً بتهذيب القدرة ذاتها على الحب، وتطور الصفات الإنسانية لدى المحب.
الحب ليس مصادفة سعيدة، ولا هبة من القدر، بل هو فن رفيع يتطلب من الإنسان سعياً إلى الكمال الذاتي، وإبداعاً، وحرية داخلية. إن الحب الحقيقي المشبع بالقيم السامية مازال نادراً، وذلك لأن الكثيرين ليسوا مهيئين له بعد، بل إنهم يخافونه؛ فهذا الحب يتطلب \\\"روحاً حية\\\"، ونكراناً.
يرصد الباحث العراقي صلاح نيازي تقنية الشعر وتنويعاته في نصوص ملحمة كلكامش، انطلاقاً من أن هذه الملحمة التاريخية، كانت مجموعة من الحكايات المتفرقة، جمعها شاعر ذو موهبة خاصة، في حبكة روائية ممسرحة، وربما جمعتها شاعرة، لأن ما فيها من صور الأمومة والضعف الأنثوي ما يعجز عن تصويره الرجل. ويمهد لدراسته (فن الشعر في ملحمة كلكامش – دار المدى) بمقدمة تؤكد اهتمامه الخاص والمتواصل بهذه الملحمة التي تعددت قراءاتها وتقنياتها ومستوياتها، بما فيها من مزيج عجيب من التاريخ والخرافة والفلسفة والشعر، وهي في تقنيتها الشعرية "لا تقل عن تقنيات أي شاعر معاصر، عربي أم أجنبي، وربما بهذه التقنيات انسحر ريلكه، كما انسحر الشاعر الإنكليزي المعاصر ميتشل الذي ترجم مؤخراً الملحمة إلى اللغة الإنكليزية "شعراً".
سعة وثلاثون تأملاً في بهجة القراءة، يأخذنا عبرها ألبرتو مانغويل في رحلة أدبية استثنائية ترفدها مرويّاتُ هوميروس ودانتي، وموضوعاتٌ تمتدّ من بينوكيو إلى أليس، ومن بورخيس إلى تشي غيفارا. يبيّن مانغويل كيف تضفي الكلمات التناغم على العالم وتمنحنا "أمكنة آمنة قليلة، حقيقيةً كالورق ومنعشة كالحبر، فتهبنا مأوى ومائدة في عبورنا خلل الغابة المظلمة والمجهولة الاسم".
مجموعة من القصائد تعلم وتشرح بشكل جميل حرفة كتابة الشعر، بحيث بات ينظر إليها كأعمال عظيمة لمبدعيها. وهذه القصائد تأخذنا في رحلات خلابة إلى متاهات النفس والخيال، وتصلنا عبر ذلك بالمصدر السري القابع تحت العالم. في هذه القصائد يقودنا الشاعر، بل ويبث فينا الروح عبر معراج أدبي وهو في الوقت نفسه معراج روحي. فن الكتابة مثل "التاو" عصي على التعريف بطبيعته. ومثل "التاو" القوة الخلاقة التي تحكم سكان العالم فإنه متبدل باستمرار ووجوهه العديدة لا يمكن أبداً الإحاطة بها. غير أن محاولة معرفة "التاو" تمثل
تستند كتابة السيناريو في الواقع على قواعد شديدة الدقة ينبغي على كتاب السيناريو الشباب الإلتزام بها تحت طائلة أن يجدوا أنفسهم مطرودين بسبب جهلهم بالقوانين، وهكذا، بدءاً بفكرة الفيلم وصولاً إلى الإستمرارية الحوارية، سيرافقك هذا الكتاب في تطوير قصتك شيئاً فشيئاً وفي إماطة اللثام عن تعقيداتها وكل ذلك له دف واحد: أن تلامس مشاعر قارئك بطريقة أو بأخرى وأن تسترعي إهتمامه، وهكذا، سنبدأ بشرح وتحليل كل خطوة من الخطوات الضرورية لوضع سيناريو ذي معنى. ثم سنلقي الضوء على المبادئ الكبرى التي ستسمح لك ببناء قصتك: إن خيارات بطل الرواية والغريم، وتحديد الشخصيات الثانوية، وتعريف الأهداف، ووضع العراقيل هي كلها تشكل المسار الذي يسمح ببناء حبكة تثير إهتمامنا.
حدثَ في هذا الصباح الأخير أنهما تواجدا هنا في وقتٍ واحد، في المطبخ، وأخذا يتمشيان بخُطى متثاقلة ماراً كل منهما بالآخر يُخرِجان أشياء من الخزانات والأدراج ثم ينتظر أحدهما الآخر ليبدأ عند المغسلة أو البرّاد، ولا يزالان مُشوَّشَين قليلاً يخوضان في مياه الحلم، وفتحت ماء الصنبور على ثمار العنبيّة التي تح مل حفنة منها بيدها وأغمضَتْ عينيها لتستنشق العبير المنبعث
"حين ينتابنا الخوف نطلق الرصاص، وحين ينتابنا الحنين نطلق الصور" (سوزان سونتاغ) في واحد من منعطفات هذا الزمن القريب، وفي لحظة ارتبكت فيها منظومة القيم والمبادئ، وأخذ كل منا زاوية، يرتكن إليها، ويتمثلها، تاركاً خلفه موروثه بحسناته وسيئاته من دون مراجعة، كان علي طالب واحداً من شهود هذا العصر، وكان له م وقفه الخاص، لم يخفْ أو يرتبك، بل أخذه الحنين إلى حاضره، حينما بدأت تتفتّت ملامح وطنه، ويتشتّت أبناؤه، بين بلدان الغربة، بعاداتهم وتقاليدهم، فأخذ على عاتقه توثيق كل ما يؤكد للعراق عراقه، بمفرداته اليومية، بشوارعه، بمبانيه وجغرافيته، تمسكاً بالحياة وخوفاً من فقدان الأمل ورؤية ضياع إجزائنا شيئاً فشيئاً.. عاش حياته خلف الكاميرا، وتطوّع بسنواته الأربعين، لإنتاج أجمل المعاني لبلده، صورٌ تنافست بتعبيرها عن العراق، فكان رفيقاً للأهوار، ماؤها وبيوتاتها، كان عربة يجرها إنسان بسيط، كان ابتسامة أجيال تائهة، عاشت في أنفاق الحروب وعذاباتها، كان زقاقاً مزهواً في حي شعبي، وكان ساقية عذبة بين جبلين في كردستان... صوره، تناوبت بين هذا وذاك ومازجت باحتراف، بين التوثيق والتشكيل، تُحدّثك لتغوص برؤيتك لما هو أعمق من السطح، تتحوّل من يوميات روتينية مُمِلة، إلى التقاطة يعود إليها المتلقي باعتبارها هي التاريخ، انتزع بعين محترفة، كل ماهو كامن ومتأرجح بين البصر والبصيرة بين دلالات الشكل وما يحمله من تأويلات، ليمسك باللحظة، ويوثق أزمنة نمرّ بها منشغلين من دون التفات وتمعّن، فكان شاهداً على عصرنا، وموثقاً بصوره، صفحة من صفحات تاريخ هذا البلد بلا رتوش، فحينما نصوّر نتفوق على اللغة بما نقول، ولا جدال فيما نقول..! علي طالب فنان الفوتوغراف،
هذه القصص المتفرقة لفولتير (1694-1778) مأخوذة، دون تسلسل، من الجزء الأول، المجموعة الكاملة لأعمال فولتير القصصية، مطبوعات كتاب الجيب، لعام 1972. ورب قائل: هذا كتاب غطّاه غبار التاريخ على رفوف دور الكتب الوطنية! ولا رد على هذا المعترض إلا القول: لكن الفكر الإنساني خالد عبر العصور ورموزه باقية لا تموت! وما فولتير إلا أهم رموز الفكر الفرنسي-والإنساني- في أوج عصر التنوير. وما أحوجنا في عالمنا العربي، قبل الخوض في البنيوية أو غيرها، إلى الوقوف الدقيق والمعمق على أفكار ومفاهيم عصر النهضة في أوروبا: إنها بوابتنا الحقة والضرورية لولوج العصر الحديث، ودون العبور منها سنظل إلى ما لا نهاية نراوح في دهاليز العصر الوسيط.
لقد اهتمت الباحثة في دراسة الأفكار التي شاعت وانتشرت واستقرت في بداية الحضارة الإسلامية بالمقارنة مع الأفكار التي انزاحت إلى الهامش وتوارت في محاولة لفهم سبب شيوع الأولى وتهميش الأخرى. ففي الفصل الأول عقدت مقارنة بين ما جاء في كتب التفسير من أسباب النزول للآيات مع ما جاء في كتب السيرة. وفي الفصل الثاني قارنت علم أصول الفقه كما جاء في رسالة الشافعي مع تجربة عمر بن الخطاب. وفي الفصل الثالث قارنت بين محنة أهل الحديث في زمن المأمون مع محنة المتكلمين/القدرية القائلين بخلق القرآن منذ الزمن الأموي.
أنتَ تكتب كتاباً عن... ماذا؟!!» قل للناس إنّك تؤلّف كتاباً عن الزمن، وستتلقّى ردود أفعال مدهشة! سيحتار البعض منهم، أو يهزّون أكتافهم بلا مبالاة ويسألون: «وماذا عن الزمن؟!»، وكأنّ من الصعب وجود ما يكفي من الأمور المشوّقة لتأليف كتاب كامل عنه (ألا يمرّ الزمن فحسب؟!)، أمّا البعض الآخر فيبدو أنّهم يفهمون إغراءه على الفور، ويتساءلون عن مواضيع محدّدة: «هل ستكتب عن السفر عبر الزمن؟!»، «طبعاً» أجيبهم، وأؤكّد لهم أنّني سأخصّص فصلاً بأكمله للسفر عبر الزمن، رغم أنّه مستحيل كما أخبرهم، لكنّه يطرح أسئلة ساحرة عن طبيعة الزمن نفسه وعن الفضاء وقوانين الطبيعة. بعض الناس يخمّنون أنّني أؤلّف «كتاباً عن الفيزياء»، ولا بدّ أنّه سيكون تقنيّاً متخصّصاً، فيه الكثير عن الإنتروبيا وحدود العالم وما إلى هنالك. كلّا، أطمئنهم، على الأقلّ ليس «كتاب فيزياء» فحسب، هدفي هو مقاربة أوسع للغز الزمن من اتّجاهات متعدّدة، يحمل كلّ منها وجهةَ نظره وبصيرته الخاصّة، وسِجلَّ نجاحاته وخيباته. في الواقع، يجب أن نقارب الزمن من عدّة زوايا، إذ لا يوجد «جواب» بحوزة أيّ فرع من فروع العلوم مهما كان. أدركتُ ذلك عندما ألقيتُ نظرة على الكتب التي تصطفّ على رفوف مكتبة بيتي (سأقوم برحلات عديدة إلى مكتبات مختلفة، لكنّ إحدى مزايا إنشاء مجموعة كتب رائعة في المنزل، هي أنّ جزءاً ضخماً من البحث يُنجَز حتّى قبل أن يتصدّى المرءُ لتفاصيله). أوّل رفّين من رفوف مكتبتي يضمّان كتباً عن تاريخِ وفلسفةِ العلوم: فيهما أبحث عن الكلاسيكيّات مثل برونوڤسكي وبورستِن وغامو، ومجموعة من عناوين كارل ساغان، والأعمال الأحدث التي كتبها تيموثي فيريس ودينيس دانيلسون مثلاً. تحتهما، الكتب التي تتناول سيرة حياة العلماء: «غاليليو» لدرايك وسوبل، «نيوتن» لويستفول وغليك، «آينشتاين» لبايس، فولسنغ، وإيزاكسون، بالإضافة إلى العديد من الكتب التي تركّز بشكل خاصّ على نظريّات أولئك المفكّرين العظماء.
يقرأ المرء هذا الكتاب ويتنور ثقافياً بصدقه وأصالته ويلهم روحانياً بحرارة عاطفته بالإضافة إلى كل المعلومات الأدبية ونفاذ البصيرة في هذه المقالات. هذه الصفات جعلت منه كتاب صداقة- بين كاتب وآخر وبين الكاتب والقارئ: "نقصد بالصداقة هذه المواجهة بين إنسان وآخر والتي تحمل الصراحة وعدم التحفظ في الأفكار والمشاعر: هذه اللاغاية واللإخلاص الملزم في الجزء الأعمق من حياة الإنسان الذي يحاول أن يتفاعل مع المشاعر الوجدانية في كائن آخر". علينا أن نشكر جوزيف كونراد على هذه الكلمات المخلصة التي سيراها القارئ متمثلة في صفحات هذه المجموعة مرّة بعد أخرى.
قبل هذا الكتاب، كان العشاق العذريون في تصورنا أنقياء كالملائكة، معصومين كالقديسين. ويأتي صادق جلال العظم في هذا الكتاب ليمزق القناع عن وجوه العشاق العذريين، وليكشف بالمنطق والفكر الفلسفي العميق، أنهم كانوا في حقيقتهم نرجسيين وشهوانيين... نزار قباني
كيف عرفتَ بأني احيا، اني مازلتُ، كما الدنيا، أتنفّسُ، امشي، أضعُ المعطفَ أُلقيهِ...؟ هل تعلم اني ميتةٌ منذ سنينْ؟ أقبيةٌ لا تعرفها الدنيا يولَدُ فيها بشَرٌ ويموتونْ. يستيقظ فيها الصبح، يرى اكوام خسارات محترقه ويرى ارتال دخان تتحرك لا تدري وجْهتَها والشجر الواقف في الجهتينْ ينتظر الحكم عليه؟ هي تلك م دينتنا، كل الايام هنالك ماتتْ خنْقاً، لا احدٌ يفتح باباً ويرى!
تُهاجرُ مجموعةٌ من البولنديين إلى أمريكا وعلى رأسِهم، الممثلةُ البولنديّة الذائعة الصيت هيلينا مودييسكا، صحبة زوجها الكونت كارول تشالـﭙوﭬيسكي، وابنها الفتى ذي الأعوام الخمسة عشر، رودولف، والصحافي الشاب هينريك سينكيويتش والكاتب مستقبلاً، وعدد قليل من الأصدقاء والصديقات؛ يُقيمون مُؤقتاً في أنهايم، ولاية كاليفورنيا، ويَسعونَ إلى تأسيسِ مجتمعٍ يوطوبي، لكنَّ هذا المُجتمع يفشلُ، ويعودُ معظمُ المُهاجرين إلى بلادِهم، لكن هيلينا مودييسكا تَبقى وتَنتصر وتُصبحُ لاحقاً نجمةً من نجومِ المسرح الأمريكي. استوحتِ الكاتبة الأمريكية الطليعيّة سوزان سونتاج ( 1933 – 2004 ) هذهِ القصة الحقيقيّة في روايتِها المعنونة ((في أمريكا)) التي تَقولُ عنها: ((يَنبغي لي القول إنني شاطرتُ نفسي المُعتقدَ المُدهشَ في قوةِ إمكانيةِ إعادةِ اكتشافِ الذات. نحن دوماً نؤمنُ بأمريكا: بوسعنا أَن نَبدأَ ثانيةً، يُمكننا أَن نَقلبَ الصَفحةَ، يُمكننا أَن نَكتشفَ أَنفسَنا، يُمكننا أَن نُحوِّلَ أنفسَنا مِن حالٍ إلى حال. لذا، حَسبتُ أنَّ ذلكَ كان… ذلك كانَ إغراءُ أمريكا لهذهِ المجموعةِ من المُهاجرين البولنديين. هُم ليسوا لاجئين اقتصاديين (أي جاؤوا هَرَباً من الفقرِ والعَوَز)؛ اختاروا المَجيءَ إلى أمريكا وكانوا يُريدون أَن يُصبحوا أُناساً مختلفين. وثمةَ مغامرةٌ كبرى هناك أَن تُحوِّل ذاتَكَ، أن تُعيدَ اكتشافَ ذاتِكَ كما يفعلُ المُمثلون، بطبيعةِ الحال، طوالَ الوقتِ، حينَ يكونون على خشبةِ المَسرح)).
“في انتظار البرابرة” هي رواية “كويتزي” الثانية التي تحوز على جائزة، فهي استعارة للحرب بين المضطهد. إنها رحلة القوة الرهيبة الغاشمة، فليس القاضي إنساناً يعيش أزمة ضمير في مكان غامض وأزمنة بعيدة فحسب، بل حالته هي حالة كل البشر الذين يعيشون، ويشتركون في جريمة لا تحتمل مع أنظمة تقيم وجودها فوق العدالة و الحياة الكريمة. روايته التي بين أيدينا عدت من أهم الأعمال الروائية في القارة الإفريقية، وحسبنا أن نعلم أن طبعها أعيد تسع مرات في عقد الثمانينات. حصل في العام 2003 على جائزة نوبل للآداب، ويعتبر حالياً من أهم الروائيين الكبار في العالم.
نقدم لقرائنا الأعزاء ترجمة جديدة لاحدى أهم أعمال الكاتب المسرحي العبثي الايرلندي صامويل بيكت مسرحية ( في انتظار جودو ) ترجمة وتقديم :( بول شاوول ) - مسرحية في انتظار غودو لصاموئيل بيكت اعتبرت على نظاق واسع من اعظم مسرحيات القرن العشرين، عرضت للمرة الاولى على مسرح بابيلون في باريس عام 1953 وادى لوسيان ريمبورغ وبيير لاتور دوري فلادمير واستراغون، في السنوات التي اعقبت عرض المسرحية.. -المسرحية تدور حول شخصيات معدمة ، مهمشة ، ومنعزلة تنتظر شخصاً يدعى (غودو) ليغيّر حياتهم نحو الأفضل ، مسرحية كانت رمزاً للمسرح العبثي ،تكتنفها نزعه سوداوية وسخرية لا متناهية ،التي تتمثل باستخدام التلاعب بالألفاظ او بأحداث التوتر الذي يقدم السخرية بدوره, الرمزية تغلف كل شيء فيها هي قصة الانتظار ذاتها تتكرر عبر الأزمان والأماكن ، في نهاية الأمر أن “غودو” هو ( الذي لايأتي ) هو المشكلة التي بقيت بدون حلول ، هو اللاسؤال واللاجواب هو اللاشيء ولهذا كانت مسرحيةً تحاور الذات ، ثرثرة بلا نهاية , الانتظار في مسرحية الكاتب الايرلندي صموئيل بيكت ( في انتظار غودو) بحد ذاته عبث حقيقي لا تشوبه شائبة ، خاصة عندما يكون الشيء هو ( الانتظار) لا وجود له أصلا أو لا معنى له
في بعض مفارقات الحداثة وما بعدها؛ دراسات فلسفية وفكرية - خلدون النبواني الناشر: دار المدى – الطبعة الأولى -2011 يتضمن الكتاب الذي بين يدينا مجموعة مقالات وابحاث للباحث خلدون النبواني يناقش فيها عدة مواضيع تتعلق ببعض القضايا الفلسفية ومسالة الحداثة وعلاقة المسلمين بالحداثة.
لم ترد . النجاح هو سلسلة النظرات الفضولية التي صادفتها في كل مكان خلال العشاء، تلك التي تعقبت الجنرالة، سلسلة الاسئلة. كان ذلك فوزاً . لقد فازت بشيء ما. وتعجبت كيف يكون البرهان على ذلك مشتتاً بهذا الشكل.
هذه مجموعة مقالات نشرتها تباعاً وبصورة أسبوعية في صحيفة المدى العراقية للفترة من 2016–2020. وقد رأيت أنْ أجمعها لأنشرها في كتاب واحد بالنظر لما يوحدها علمياً ولما احتلته في نفسي من أهمية علمية ومهنية مسؤولة. تقع هذه المقالات ضمن أحدث فروع علم الاجتماع الحديث، علم اجتماع الحياة العامة أو ما يعرف باللغة الإنكليزية (Public Sociology). يعنى هذا الفرع المستجد من فروع علم الاجتماع العام بقضايا ذات شأن عام ولا يكتفي بعرض وتفسير ما هو قائم وسائد وفق المقاربات المتعارف عليها بل يتعداه إلى اقتراح ما ينبغي أنْ يكون عليه واقع الحال. صار الواقع مفهوماً ومنظوراً بدرجة كبيرة بيد أنّ المشكلة في محدودية التقييم النقدي البناء الذي يضع حلولاً لمعالجة ما هو كائن ويشجع على النظر إليه من زاوية مختلفة.
سبع عشرةَ قصة كردية قصيرة بدأت بالروّاد ولم تخلُ من تجارب الشباب، بهدف إيصال شيءٍ غير قليل من السرد الممتع الممزوج بالمعرفي والسياسي والتاريخي والواقعي واللاواقعي والفتنازي من الأدب الكردي الذي يكاد يكون مجهولاً للقارئ العربي، باستشراف جوانب مبتورة من الحياة الاجتماعية والمشهد الثقافي للشعب الكردي ف ي فترات زمنية مختلفة. يقول هربرت أرنست بيتس (يمكن للقصة القصيرة أنْ تكون أيَّ شيء يقرِّره كاتبها) والقارئ كاتبٌ ثانٍ للقصة، وبهذا تصير عملية قراءة قصة ظاهرة إنتاج ثقافي فكري سيكولوجي، تعمل على ترسيخ انفعالات مختلفة تنتجُ عن نصوصٍ هي الأقصر والأقل تعقيداً، تدفع إلى التفكير واستنتاج أسبابٍ مختلفة: لماذا يبدو الطفل الكردي عنيداً في يوم مثلج؟ لماذا يهتم الغرب بمقهى للعميان في مدينة صغيرة؟ لماذا ينزعج الشرطي من ابتسامة مواطن في ليلة المطر؟
ان هذا الكتاب يقنع قارئه بأن (فسيفولود مييرهولد) هو احد اولئك النوادر من رجال المسرح الذين لاتنحسر اهميتهم بمرور الزمن. وان الخدمات التي قدمها الى المسرح تصبح جلية اكثر فأكثر , وان حيوية تأثيره تتجلى في كل فرد يكتشفه لنفسه من جديد ويجدد له التقدير على ماعمل. ويدرك الى اي مدى غير مييرهولد فهم امكا نات وقدرات المسرح. والشيء نفسه يمكن ان يقال عن مؤلف هذا الكتاب. تقول البروفيسورة غالينا تيتوفا في تقديمها للكتاب (انكم على حق , هكذا يجب ان يكون اللعب.. هي عبارة قالها الشاعر الروسي بوريس باستيرناك عن المخرج الروسي(ان حب مييرهولد لايحرك وجدان الشعراء
تمثل هذه الحوارات مع نخبة معاصرة من الروائيات والروائيين إضمامة عولمية تجتمع فيها الرؤى المختلفة والتلاوين الفكرية ومصادر الإلهام اللامحدودة التي تجعل من الرواية موسوعة العصر الثقافي والشكل الإبداعي المتغير والذي يبقى في حالة صيرورة دائمة وحركية ومفعمة بالحيوية والطموح والقدرة على بعث الإلهام، الروا ية كجنس أدبي دائمة التغير لكونها منفتحة على احتمالات لاتحصى تفرزها الحياة الإنسانية وترتبط في الوقت ذاته باللحظات الفلسفية الفارقة والتغيرات الدراماتيكية في الإقتصاد والسياسة، وانعكاساتهما على الأوضاع الديموغرافية والنفسية للكتلة البشرية في عموم العالم.