كانت غاية الان الشغوفة هي تصميم آلة تستطيع فحص كل معضلة رياضياتية ومن ثم تحاول إيجاد إجابة لتلك المعضلة من خلال تجزئة تلك المعضلة إلى أجزاء صغيرة ومن ثم المضي في بلوغ الإجابة النهائية الصحيحة لها ( أو « البرهنة » عليها ) . يبدو خيار آلان في إتخاذ هذا الموضوع جديراً بكل الإعتبار الذي يستحقه إذا ما وض ع المرء في حسبانه الموقف الدافع لتصغير الشأن الذي جوبه به عمل آلان في كل من مدرسة شيربورن وبعدها في جامعة كامبردج بسبب تغاضيه عن تسجيل الخطوات الوسطية التفصيلية للطرق التي إعتمدها في بلوغ الإجابات النهائية للمعضلات الرياضياتية . هل كان بحث آلان وسعيه البلوغ إجابة مقبولة لمعضلة القرار التي وضعها هلبرت طريقة مضمرة لكي يحلل بها آلان ويميط اللثام عن طرائقه الخاصة في فكره الإستنتاجي لنفسه هو ( قبل الآخرين ، المترجمة ) ؟ مثلما فعل بابيج و آدا بايرون من قبله فقد صمّم آلان آلته المرتجاة بصورة نظرية ) في مخياله وحسب ، المترجمة ( بدل أن يشرع في بنائها وجعلها حقيقة مجسّدة ، وفي سياق سنته البحثية التالية أنجز آلان سلسلة من الحسابات الرياضياتية التي تعرض الأطوار التفصيلية خطوة إثر خطوة ) المطلوبة عند التعامل مع أية معضلة رياضياتية ، وكانت كل تلك الخطوات تتبع سلسلة تتابعية صارمة من المنطق الرياضياتي .
هناك شيء انثلم في نفس الدكتور هشام، ونغص عليه مزاجه، وحقه في ممارسة حياته الطبيعية في وطنه، بمأمن من أي مكروه، بعد أن اعتزل السياسة واتخذ قراراً بالأحجام عن المشاركة في أي نشاط يحسب على جهة ما. وتذكر كلمات الدكتورة نادرة، زوجة ابن عمه "في العهد الملكي" كانوا يحاسبون الناس لتدخلهم في السياسة، أما اليوم فهم يلاحقونهم ويضايقونهم إذا لم يتدخلوا في السياسة".
مهما يكن من أمر فإن شعرالكرخي سجل مجتمعه , أودعه عاداته التي ألفها,و تقاليده التي اتبعها , و صفاته التي اتصف يها . و لم يغادر دقيقاً و لا جليلاً منها إلا أثبته و أحصاه , حتى ما أصلح عليه أرباب المهن و الصناعات و الحرف ,و ما كان ينادى به الباعة المتجولون .فهو إذاً شعر يصوّر لك مجتمع الشاعر في العهد الذي عاش فيه تصويراً صادقاً. يقول المؤرخ الأستاذ عباس العزاوي :إن المرحوم الكرخي لامس الحياة ,فاكتسب الرغبة ,و نال المكانة من نفوس القوم في سوادهم الاعظم ,تمكن من التعبير عن رغائبهم .لقد حاول أن يبلّغ الفكرة الحقة عن طريق الأدب العامي في جده و هزله بل تمكن ,و تيسر له ذلك .و أضاع أدباؤنا طريق الصواب فحرموا تفهيم السواد الأعظم و كان نصيب شاعرنا العامي .
كتاب «الكتب في حياتي»، وهو ترجمة أنجزها المترجم «حسين شوفي» لكتاب بعنوان The Booksة in My life كان الكاتب والفيلسوف البريطاني الراحل «كولن ويلسون» قد نشره عام 1998. لن نغالي إذا قلنا إنّ كولن ويلسون هو واحدٌ من أكثر الكتّاب إشكالية في العالم، وفي العالم العربي بالتحديد، لأسباب كثيرة، منها أنه جاء مثالاً مخالفاً للنسق الثقافي الغربي الذي سعى لتكريس رؤية محدّدة بأطرٍ متشدّدة لما يمكن تسميته بالمثقف المؤثر في النطاق العام Public Intellectual. لم يأتِ ويلسون من قلب المؤسسة الأكاديمية البريطانية؛ فهو لم يسعَ للحصول على شهادة أكسفوردية أو كامبردجية تفتحُ أمامه المغاليق المستعصية في دهاليز الإنتلجنسيا البريطانية العنيدة والمثقلة بتقاليد الثقافة الفكتورية؛ لذا جاء كتابه الأول «اللامنتمي» ليكون له وقع الصاعقة في الدوائر الثقافية العالمية، ونال مقروئية واسعة، وبخاصة في عالمنا العربي
السيرة الذاتية لكارل بوبر عملٌ جليل فخم زاخر بالمتعة العقلية الفائقة لأنها نتاجُ عقل فلسفي رصين يعدُّ أحد أعمدة فلسفة المنهج العلمي الذي طوّر أسسه في كتابه المرجعي (منطق الاكتشاف العلمي)، كما ترك لنا كتبا مرجعية أخرى (مثل: المجتمع المفتوح وأعداؤه) أودعها ذخيرة عقله الشغوف.
لا يتضمن هذا الكتاب أي تلميح عن حياة وموت بروست الأسطوريين، ولا عن الثرثرة الشائخة حول رسائله، ولا عن الشاعر، ولا عن مؤلف المقالات، ولا عن ماء سولزيان (Eau de Selzian) المرتبطة بقنينة ماء الصوداء الجميل لـ«كارليال» (Carlyle's Beautiful bottle of soda–water) كنتُ أحبذ الاحتفاظ بالعنوان الفرنسي. أنا من قام بترجمات النص المراجع مأخوذة عن الطبعة الرديئة التي نشرتها المجلة الفرنسية الجديدة (Nouvelle Revue Française)، بستين مجلداً. المعادلة البروستية ليست سهلة أبداً. فالمجهول (Unknown)، الذي اختار أسلحته من مخزون القيم، هو كذلك ما لا يمكن معرفته (is also the unknowable). كما يمكن لتوعية أفعاله أن تقع تحت توقعين (two signature). عند بروست يمكن أن تكون كل حرية بمنزلة حرية تيلفوس (Telephus) سيتمّ فحص هذه الثنائية في تعدديتها عن قرب عبر علاقة بروست بالمنظور (Perspectivism). من أجل الحصول على مركب كهذا، من الأفضل اتّباع التسلسل الزمني الداخلي للبرهنة البروستية، والقيام أولاً بفحص المسخ المزدوج الرأس للإدانة والخلاص – الزمان.
جيرترود ستاين ( 1874 - 1946 ) Gertrude Stein شاعرة ، روائية وناقدة أمريكية ، ظلت سنوات مقتربة من باريس وكانت مثار نقاشات في العشرينيات . ستاين من عائلة ثرية ، ارتضت الحياة الخصبة في العاصمة الفرنسية ، فأقامت فيها مع سكرتيرتها أليس ب . توكلاس Elice B . Toklas التي يظن أنها مؤلفة سيرة حياة اليس ب . توكلاس . لم تعد إلى أمريكا إلا مرة واحدة لتحاضر هناك ، وكانت زيارة قصيرة . اهتمت بالرسامين : بيكاسو ، ماتيس ، براك وجان كريز . وكتبت عن الأولين سنة ۱۹۱۲ . الآنسة ستاين أصبحت من بعد ناقدة فنية ونصيرة للفنانين ترعاهم . أسلوبها الفريد المتميز أفاد من نظريات وليم جيمس في علم النفس ومن الرسامين الفرنسيين المحدثين ، هي تعنى بالكلمات من أجل صوتها وإيحاءاتها ، أكثر من عنايتها بمعانيها الحرفية . لها طريقة معقدة في تكرار الفكرة الكلامية الواحدة وتنويعها . تتحاشى التنقيط ونظام الجملة التقليدي . وكتابات ستاين كلها تتسم بالتأكيد على الانطباعات وعلى حالات العقل الخاصة أكثر مما على رواية القصة . صياغتها محدودة وبسيطة ، مع ميل واضح للكلام الاعتيادي الموجز . ' تلك هي جيرترود ستاين ، وذلك هو أسلوبها الخاص الذي لم تكن مدينة به لأحد » ، الأسلوب الذي أفاد منه كتاب معروفون مثل شير ود أندرسون الذي نال منها فوائد تكنيكية عظيمة ، تعلم من كتابيها ثلاث سير » و « براعم طرية » ضرورة الاعتماد على الصناعة الفنية التي جعلت من نقل الحقائق عملية معقدة . وبفضل هذا الاحترام للتكنيك - الذي كان من السمات المميزة للعصر - استطاع أندرسون أن يلتف على عدم التماسك المنطقى المتأصل في موضوعه ، وبالرغم من استفادته من أسلوب ستاين ، وبالرغم أيضاً من ميله لجيرترود ستاين التي كوّن معها صداقة قوية ، لم يخف عن فطنته أن كتاباتها لم تنجح في نقل كل أفكارها وإيحاءاتها . لذلك كتب عنها سنة ۱۹۲۳ : ' إنها هامة لا بالنسبة للجمهور ، بل بالنسبة للفنان الذي يتخذ من الكلمات مادة العمله )
لم تكن توني موريسون (التي غادرت عالمنا في الخامس من شهر آب 2019) محض كاتبة أو روائية ذات خصوصية عرقية-باعتبارها أيقونة الكاتبات السود-فحسب؛ بل كانت إمرأة شجاعة حفلت حياتها بكلّ صنوف المجالدة والممانعة التي يمكن أن تميّز إمرأة ذات عزيمة فولاذية أرادت رؤية حلمها متحققاً على أرض الواقع، فضلاً عن أنها ك انت عنصراً فاعلاً في حقل الدراسات الجندرية والعرقية والمباحث الخاصة بسياسات الهوية والجماعات المهمّشة والمتمايزة، لا على الصعيد الأمريكي فحسب بل على المستوى العالمي بأكمله. شدّتني علاقة روحية خاصة إلى توني موريسون منذ أن قرأت لها روايتها الأولى (العين الأكثر (زرقة)، ثمّ توطّدت وشائج هذه العلاقة مع رواياتها اللاحقة وبخاصة روايتاها المميزتان )جاز و(فردوس)، بالإضافة إلى أعمالها الرصينة في حقل الدراسات الثقافية التي شاعت وترسّخت مفاعيلها بفعل المؤثرات العولمية المعروفة. تتوّجت مقدرة توني موريسون الروائية والثقافية بحصولها المستحق على جائزة نوبل للأدب عام 1993، كما قلّدها الرئيس الأمريكي باراك أوباما وسام الحرية الأمريكي (وهو أعلى تقدير يمكن أن يحصل عليه فرد من الأمريكيين من غير العسكريين) وتُعدّ بين أعاظم الروائيين الأمريكيين، كما يرى الكثير من النقّاد الادبيين أنّ روايتها (محبوبة) واحدة من أفضل الروايات الأمريكية التي كُتِبت في الربع الأخير من القرن العشرين. وُلِدت توني موريسون ونشأت في منطقة الغرب الأوسط الأمريكي وسط عائلة تكنّ حبّاً لاحدود له لثقافة السود، وقد شكّلت القصص المروية شفاهياً مع الأغاني والحكايات الفلكلورية المعين الثرّ الذي نهلت منه موريسون معظم خبرتها الطفولية. حصلت (موريسون) على شهادة البكالوريوس في الأدب من جامعة هوارد عام 1953 ثم أعقبتها بشهادة الماجستير من جامعة كورنيل عام 1955 ومارست التعليم الجامعي في عدة جامعات أمريكية حتى انتهى بها المطاف أستاذة في جامعة برينستون الأمريكية المرموقة منذ عام 1989 ، كما عملت محررة للنشر في فترات مختلفة من حياتها في بعض دور النشر الأمريكية ولاسيما دار نشر (راندوم هاوس) المعروفة. المترجمة.
الكتاب يمثل رحلة كاتبة السيرة حول موضوعين عظيمين، فبعد قضاء سبع سنوات في العمل على حياة بيكيت، قضت باير ما يروم العقد وهي تحوم حول جارته سيمون دي بوفوار. تستحضر باير من خلال مذكراتها وملاحظاتها التفصيلية عن تلك الفترة، أجواء المدينة التي عاش فيها صاحبا السيرتين اللتين دونتهما. لا ننسى أبدًا حماسها وذعرها وإحباطها أثناء التنقل بين الصالون والمقهى بحثًا عن حكاياتهما بشكلٍ قد يكون أحيانًا هزليًّا.
هذا الكتاب عن رفعة الجادرجي كمعمار، ومنظر وكاتب وفوتوغرافي، عن رفعة الذي كان في سباق مع الزمن. كان رفعة يؤمن بعبثية الوجود، ولا يؤمن بالطقوس لكنه يحترمها، فالحياة قصيرة مهما طالت، وعلينا ان نقبل الواقع، فلكل شيء نهاية، كما قال الكاتب والخطيب الروماني، ماركوس ترليون شيشرون" علينا ان نقبل ان الحياة قرض اعطي لنا من قبل الطبيعة، من دون تاريخ محدد، وان دفع هذا القرض ربما يطلب منا في اي وقت"، لذا نشعر بسبب تقدم العمر، بالخسارة و لا نلتفت الى ما كسبناه ابدا. والمهم هو ما الذي تركه الإنسان من إرث ليكون درسا تتعلم منه الاجيال. اكتشفت بعد انجاز كتابي هذا ، جوانب اخرى لم اتناولها من شخصية وسيرة رفعة. من بينها محاسبة نفسه حد القسوة، والاعتراف بفشله في السيطرة التكوينية في بعض مشاريعه التصميمية ذاكراً ذلك:" لحداثة خبرتي في السيطرة على مشاريع كبيرة تخرج من عالم التكوين الورقي الى حيز التنفيذ الحقيقي لأول مرة في ممارستي " ويعترف ان" في كل سطر كتبته، بل في كل خط رسمته، كانت ثمة مؤثرات…انا معمار فحسب، اسمع كلام الناس وأنصت اليهم، ادرس تراثهم واحزن وافرح معهم، بمعزل عنهم ومعهم، أتعرف على التكنولوجيا المعاصرة، انا فرد متشخص ومتفرد وأنا واع في التشخيص الذي اتمتع به واقصده، وبانفراد اقوم بصهر هذه المعطيات ". تميز رفعة بالقدرة على التركيز والدقة في التعبير وحرية البحث والتقصي، مما أعانه على تنظيم حياته ومساره الفكري .
لا يُخطئنَّ أحدٌ الظن. أنا لست كاتباً، ولا أنا بمالكٍ لحقيقةٍ مطلقة. لقد حاولت جاهداً على مدى هذه الصفحات تدوينَ الوقائع التي كنت شاهداً عليها. شاهداً متيقّظاً أحياناً، ومتسليّاً أحياناً أخرى. وحتى شاهداً منبهراً من وقت إلى آخر. ولكنني لم أكُن قطّ شاهداً سلبياً عليها، عديم التأثر. وأيّاً كانت الصبغة التي يصطبغ بها هذا الكتاب من حسن النية، ومن الصدق، ومن الأمانة، ومن التعلّق بوالدتي، فإنه يظلّ انعكاساً لحقيقتي. فالمكانة المميّزة جداً التي شغلتها بقربها تضعني الآن في موقفٍ غير مسبوق تقريباً، ومُلزِم. موقف مصحّحٍ لأخطاء كتّاب السِّيَر. إنني أراهم جيداً، أولئك الذين يتوقعون مني أن يوجّه هذا الكتاب ضربة مكنسة على كل ما سبق أن قيل، وحُوّلَ، وكُرّرَ، حول حياة والدتي منذ سنوات. وأراهم أيضاً جيداً أولئك الذين اندفعوا قبلي في رواية حياة ساغان، والذين لابدّ أنهم يرتعدون الآن. أُكرر قولي، إنني لا أمتلك الحقيقة المطلقة وغير القابلة للدحض عن والدتي، فإن موقعي بقربها لم يسمح لي بالإفلات من أسطورتها. وربما أخون ضميري لو أكّدت أنني لن أختبئ خلفها أبداً. وإذا كان من الصعب على ولدٍ المقارنة بين والدته وبين أسطورةٍ هائلةٍ إلى هذه الدرجة، فإنه من الصعب أيضاً الدّأبُ على جعل هذه المِرآة المُشوِّهة مُطابقة للواقع إلى أبعد حدٍّ ممكن. إنني لا أمتلك إذن، إن جاز لي التعبير، سوى جزءٍ بسيطٍ من حياة والدتي. لقد قمت بعمليةٍ حسابيةٍ سريعة. فلو حذفنا اللحظات التي لم أكُن فيها موجوداً بعد، وتلك التي كنت فيها موجوداً إلا أنني بقيت معنّداً على عدم التلفّظ إ بالكلام المغمغم، وتلك التي أبعدتنا فيها الحياة أحدنا عن الآخر، (الأسفار، والغزوات، والتنقل بين البيوت، والفترات العصيبة)، فقد أمضت والدتي نصف حياتها معي. (في حين لو أننا حذفنا هذه الفترات نفسها من حياتي للاحظنا أنني، في يوم رحيلها، كنت قد أمضيتُ أربعة أخماس حياتي معها). وعلى هذا لا أكون شاهداً، مهما كان تيقّظي وموضوعيتي، إلا عن نصف حياةٍ
من هو ج. د. سالينجر؟ كاتبٌ أسطورةٌ، أم أسطورةُ كاتبٍ؟ عاش إحدى وتسعين سنة. رافقه هاجس الكتابة على مدى ما يقرب من ثلاثة أرباع القرن.... r> اعتكف في صومعته في قرية كورنيش في منطقة نيوهمبشاير على ما يقرب من خمسين عاماً، من أجل التفرغ للكتابة، على حد زعمه. لم يخرج من معقله إلا لبضع سفرات اضطرارية وم حدودة. امتنع عن استقبال الناس في بيته باستثناء أفراد لا يتعدى عددهم عدد أصابع اليدين، وفي فترات محدودة جداً. رفض المساهمة في أي عمل يتطرق إلى سيرته الذاتية. على مدى عدة عقود، كان هدفاً لكل طامع في كتابة شيء عن حياته، ولم يسمح لأي فضولي بالاقتراب منه. خلال حياته كلها، كتب رواية واحدة وبضع قصص قصيرة. نُشِر البعض منها وبقي البعض الآخر نائماً في الخزائن، أو توارى في غياهب الضَّياع. روايته الوحيدة أصبحت أسطورة في عالم الأدب الأمريكي والغربي. وكذلك ما نُشِر من قصصه القصيرة. ألَيْسَ كلُ هذا سبباً كافياً لدفع كاتب جريء مثل ديني ديمونبيون للمخاطرة والبدء في مشروع التغلغل إلى حياة سالينجر الحميمية؟ ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟
سورين كيركغارد سيرة حياة كان الأسقف مارتنسن في مقره الرسمي ، يقف خفيّاً بعض الشيء وراء ستارة . وكانت فتحة النافذة تطل على مشهد رائع عبر الميدان المجاور ل (كنيسة سيدتنا) مع وجود المدرسة المتروبوليتانية في الخلفية وجامعة كوبنهاغن على اليسار والكنيسة سيدتنا » نفسها على اليمين ، كان يوم أحد ، ۱۸ تشرين ا لثاني / نوفمبر ۱۸55 قبيل الساعة الثانية بعد الظهر . وفجأة اندفع عملياً حشد من الأشخاص المتلفعين بالسواد خارج الكنيسة متجمعين أولاً في حلقات صغيرة قبل أن يختفوا في كل الاتجاهات . بعد ساعتين شق القلم الأسقفي المتفجر غضباً طريقه على صفحات رسالة إلى تلميذ مارتنسن وصديقه القديم منذ سنوات عديدة لودفيغ غودي الذي كان راعي أبرشية في هوسيبي في جزيرة لولاند قائلا فيها : اليوم بعد قداس أقيم في كنيسة سيدتنا العذراء دُفن كيركغارد . وكان هناك موكب كبير من المشيعين ( بطريقة مهيبة ، يا لها من مفارقة ! ) فنحن نادراً ما شهدنا فظاظة تضاهي فظاظة العائلة بدفنه يوم أحد بين صلاتين دينيتين أقيمتا في أهم كنيسة في البلاد . ولكن منع ذلك بقوة القانون كان متعذراً رغم أن منعه كان ممكنا بالسلوك المناسب الذي يفتقر إليه ترايدي هنا كما في كل مناسبة يكون مطلوباً فيها . تحدث شقيق كيركغارد في الكنيسة ( بوصفه شقيقاً وليس راعي أبرشية ) . وهنا لا أعرف أي شيء بالمرة عما قاله وكيف قاله .
قصة حياة المخرج السينمائي هاياو ميازاكي وعمله، بما في ذلك تأثيره الكبير على اليابان والعالم كانت في كتاب (عالم الإخراج.. رحلة مع المخرج هاياو ميازاكي) للمؤلفة سوزان جاري نابير وبترجمة احمد الزبيدي. غابة سامة من القرن الثلاثين، حمام للآلهة المتعبة، فتاة سمكة ذات شعر أحمر، وروح غابات فروي – ما الذي يشترك فيه هؤلاء؟ كلهم ينبعون من عقل هاياو ميازاكي، أحد أعظم رسامي الرسوم المتحركة، والمعروف في جميع أنحاء العالم بأفلام حيث قدم العديد من أفلام الرسوم المتحركة التي لاقت شهرة عالمية. تستكشف عالمة الثقافة والرسوم المتحركة اليابانية سوزان نابير حياة وفن هذا المخرج الياباني الاستثنائي لتقديم وصف نهائي لأعماله. يسلط نابير الضوء بعمق على الموضوعات المتعددة التي تتقاطع مع عمله، من النساء المتمكنات إلى الكوابيس البيئية إلى الأحلام الطوباوية، مما يخلق صورة لا تُنسى لرجل تحدى فنه هيمنة هوليوود وأدخل فصلًا جديدًا من الثقافة الشعبية العالمية.
يسلط المؤلف الضوء على عدد من الشخصيات العراقية التي عاصرها وحاورها من أمثال محمد مهدي البصير وشمران الياسري، والسياب وجلال الحنفي وكوركيس عواد ومير بصري وغيرهم،
رغم أصابتها بشلل الأطفال في سن مبكرة ورغم تعرضها الى حادث أليم خضعت على أثره الى ٣٥ عملية جراحية ورغم خيانات زوجها المتكررة إليها أصبحت فريدا كاهلو الرسامة المكسيكية الأشهر في القرن العشرين،وصورتها اليوم واحدة من أكثر الصور استعمالا في مجال الفنون الجماهيرية والملصقات التجارية الشائعة في العالم. فريدا كاهلو:رسامة شهيرة ولدت في أحد ضواحي كويوكان، المكسيك في 06 يوليو، 1907 وتوفيت في 13 يوليو، 1954 في نفس المدينة. هذا الكتاب الذي كتبته المؤلفة هايدن هيربرا، يعيد أحياء سيرة فريدا كاهلو التي تعتبر ملهمة لمئات الفنانين والأدباء في مختلف بلدان العالم وتعتمد مؤلفته على مصادر أرشيفية متنوعة وتقدم تحليلات غاية في العمق والفهم لأعمال فريدا وتقارنها برسامي عصرها وتعطي مزيدا من الجهد في التعاطي مع أعمال المدارس المختلفة وبالذات الحركة السوريالية التي تقاطع أعلامها مع ريفيرا وزوجته فريدا. وتنتهي إلى اعتبار حياتها سيرة من الفقد المتواصل وأن رسومها لم تكن إلا أداة لمقاومة هذا الفقد.
الحبُّ والنضال الثوري، توأمان في شعر مُظفّر النوّاب، بينما همّ الحرية والعدالة والجمال، هو الأسمى والأقوى في كل ما سطره من قصائد متينة البناء الفني والجمالي ومتنوعة المضامين العاطفية والإنسانية، ومن نضال سياسي ومواقف مبدئية جريئة، ومما قاساه من سجون واضطهاد وحياةٍ زاهدة وغربة وحرمان، هذا الشاعر الرائد والفنان المجدّد الذي يندر أن نجح مبدع كبير واحد أن يجمع معاً، كل ما امتلكه من مواهب أصيلة وطاقات متنوعة وعطاء ثَرّ، والذي تبنّى أدباء عراقيون وعرب في 2017 إطلاق مبادرة تكريمية بترشيحه لنيل جائزة نوبل للآداب تقديراً لإنجازه الأدبي ومواقفه الوطنية والأممية.
لأولئك الذين تدفعهم شهيّتُهم للكلمة المكتوبة إلى قراءة كلّ ما تقع عليه أعينُهم، أو الذين يدلّلون كتاباً قديماً كما يداعبون أطفالهم، أو مَن تفتنهم رائحةُ الورق والحبر, "من كتبي: اعترافاتُ قارئةٍ عاديّة" يقدّم رحلةً ميدانيّةً مشوّقةً إلى عالم الثقافة وهوس القراءة. آن فاديمان، الفائزة بجائزة National B ook Critics Circle Award والمحرّرة في مجلّة The American Scholar ، تقدّم لنا الكتبَ من خلال عينيّ القارئة – لا الكاتبة - كعشّاق من لحم ودم أحياناً، وأحياناً كأداة لتثبيت الباب، وأحياناً أخرى كوجبة خفيفة للأطفال الجائعين. "من كتبي" هو كتاب عن الكتب يدعونا لاستكشاف ذاتِنا العاشقةِ للقراءة من وجهة نظر مختلفة، تتنقّل فاديمان فيه بأناقة ومرح ما بين عادات عشّاق الكتب الغريبة، إلى الطرائف عن المؤلّفين، وإلى ذكريات عنها وعن عائلتها. " من كتبي: اعترافاتُ قارئة عاديّة" هو احتفاءُ القارئ الأصيل بالكتب التي أصبحت فصولاً من حياته.
أنت أول من جعلت حصة الفلاحين من الغلة نصف المحصول قبل تشريع قانون المناصفة على خلاف رأي الملاكين والإقطاعيين والحكومة الملكية آنذاك ، مما أدى ذلك إلى اعتقالك ، لابل إلى تزوير الانتخابات البرلمانية في عام 1954 ، عندما شعرت الحكومة آنذاك بأن الفوز من نصيبك لا محال ، لأنك انصفت الفلاحين وأعطيت من مالك لهم ، وأعدت الحق إلى أهله زراع الارض الحقيقيين ، كنت متحمساً للإصلاح الزراعي ، صرّحت بعد أسبوعين من تحمل مسؤولية وزارة الزراعة بضرورة إنصاف الفلاحين ، وإنقاذهم من ربقة الاقطاع ، عندما قلت : ( لقد شعرت بأن الفلاح مظلوم ، وإن العهد السابق قد جار عليهم ، وإن رؤساء العشائر لا هم لهم إلا مصالحهم ، ذلك تعسف ، والتعسف لن يدوم . . وبما أن الفلاحين يمثلون أكثرية هذا الشعب لذا فإن حكومتنا . . . لابد أن تكون في خدمة الفلاح ورعاية مصالحه ) وأبديت تصورك للواقع الزراعي وطموحاته المستقبلية بالقول أيضاً : ( إن ألفاً من الملاكين يملكون ثلثي مساحة الأرض الزراعية ، وقد تزيد إقطاعيات بعض الشيوخ على 3 - 4 ملايين دونم ، وهناك عدد غير قليل ممن يملكون نصف مليون دونم ، إن معظم أراضي العراق أميرية ، ونتيجة لتطبيق قانون التسوية انتقلت مساحات واسعة من الأراضي الأميرية إلى الشيوخ والمتنفذين ، وأدى ذلك إلى حرمان الفلاحين من الأراضي . إن الحقيقة التي لا تقبل الجدل هي أن ثلاثة أرباع سكان العراق يمتهنون الزراعة كحرفة أو كواسطة لكسب القوت ، ولابد من رسم الخطط الكفيلة بالإصلاح الشامل ، وستكون الخطط الرئيسة للإصلاح مبنية على دراسة الأوضاع السائدة دراسة وافية ) وكنت مثالاً يُحتذى به ، و كسبت ودّهم قبل أن تكسب أصواتهم .