نقرأ في هذا الكتاب مجموعة حوارات أجراها الكاتب حسن ناظم مع الشاعر فوزي كريم في منفاه في لندن. يتضمن الكتاب (22) محوراً يتناول خلاله المؤلف مجالات الشعر والثقافة والسياسة والإعلام ومواقف المثقفين والشعراء من سلطات الاستبداد، وقد طرح فوزي كريم في إجاباته على الأسئلة مجموعة من الآراء في الشعر؛ وشعرية الشعر العربي تحديداً متناولاً الجواهري والسياب ومواقف الديب سعدي يوسف الأخيرة والبياتي وعبد الرزاق عبد الواحد وصلاح عبد الصبور وغيرهم.
يقترح هذا الكتاب خارطة قراءات معاصرة لعالم الأدب والرواية والمواطنة العالمية والأدب مابعد الكولونيالي وروايات القرن الحادي والعشرين والسجالات المستمرة حول وظيفة الأدب، وماهية المعرفة وأسئلة السعادة الانسانية، ويساعد احتواء هذا الكتاب على فصول مختارة من كتب حديثة الباحثين والدارسين وهو يقترح عليهم مصادر معاصرة تعينهم في دراساتهم إذ يتوفر الكتاب على فصول من تلك الكتب التي تعدُّ من أهم المصادر الحديثة في مجال تخصصها. نلتقي في هذا الكتاب بأسئلة الأدب والفلسفة وأسئلة الحقيقة والمعرفة والنقد الأدبي والنظرية النقدية وأسئلة الحياة الإنسانية السعيدة من وجهة نظر تعتمد الفلسفة والرؤى الأدبية التي تناقش مفهوم السعادة. شئتُ أن أفتتح الكتاب مع الروائية والناقدة فيرجينيا وولف في مقالتها التأريخية (الرواية الحديثة) التي تُعدُّ مقالة تأسيسية في موضوع الحداثة الروائية في مطلع القرن العشرين، وضمن ماتقدّمه في دراستها الرصينة أمثلة وتحليلات لروايات بشّرت بالحداثة، كما تعقد مقارنة نقدية ممتعة بين الرواية الروسية والرواية الإنكليزية وتشير إلى صوت الإحتجاج الروسي القائم على حضارة عميقة مختلفة مقابل حمى الكتابة السوداوية لدى الانكليز. وتكشف لنا مقالة الناقد آدم كيرش (دفاعاً عن الروائي العالمي) عن التحوّلات في رؤية النقاد والأدباء لوظيفة الأدب في عصر العولمة، ويتساءل بعد مناقشة عدد من الروايات التي توصف بالعالمية: «هل أنّ الروايات التي أتاح لنا الحظ قراءتها مثل روايات باموك وايلينا فيرانتي وبولانيو هي حقاً الأفضل والأكثر أصالة؟ أم أنها ببساطة الروايات التي تناغمت مع الحسابات التجارية القائمة حسب؟ »، وفي سياق مناقشة وظيفة الأدب يعارض كيرش رأياً للفيلسوفة (مارثا نوسباوم) تقول فيه (الأدب يشجّعنا على أن نشغل أنفسنا بخير أناسٍ آخرين سوانا منالذين تبدو حيواتهم بعيدة عن حيواتنا الشخصية).
كانت غاية الان الشغوفة هي تصميم آلة تستطيع فحص كل معضلة رياضياتية ومن ثم تحاول إيجاد إجابة لتلك المعضلة من خلال تجزئة تلك المعضلة إلى أجزاء صغيرة ومن ثم المضي في بلوغ الإجابة النهائية الصحيحة لها ( أو « البرهنة » عليها ) . يبدو خيار آلان في إتخاذ هذا الموضوع جديراً بكل الإعتبار الذي يستحقه إذا ما وض ع المرء في حسبانه الموقف الدافع لتصغير الشأن الذي جوبه به عمل آلان في كل من مدرسة شيربورن وبعدها في جامعة كامبردج بسبب تغاضيه عن تسجيل الخطوات الوسطية التفصيلية للطرق التي إعتمدها في بلوغ الإجابات النهائية للمعضلات الرياضياتية . هل كان بحث آلان وسعيه البلوغ إجابة مقبولة لمعضلة القرار التي وضعها هلبرت طريقة مضمرة لكي يحلل بها آلان ويميط اللثام عن طرائقه الخاصة في فكره الإستنتاجي لنفسه هو ( قبل الآخرين ، المترجمة ) ؟ مثلما فعل بابيج و آدا بايرون من قبله فقد صمّم آلان آلته المرتجاة بصورة نظرية ) في مخياله وحسب ، المترجمة ( بدل أن يشرع في بنائها وجعلها حقيقة مجسّدة ، وفي سياق سنته البحثية التالية أنجز آلان سلسلة من الحسابات الرياضياتية التي تعرض الأطوار التفصيلية خطوة إثر خطوة ) المطلوبة عند التعامل مع أية معضلة رياضياتية ، وكانت كل تلك الخطوات تتبع سلسلة تتابعية صارمة من المنطق الرياضياتي .
إزدهرت في السنوات الأخيرة حركة تحقيق ونشر الرحلات العربية القديمة، كما بدأت عملية ترجمة ونشر الرحلات الأجنبية إلى بلادنا منذ العصور القديمة وحتى القرن التاسع عشر أو بدايات القرن العشرين، أما ترجمة الرحلات الحديثة والحديثة نسبياً فلم تلقى حتى الآن الإهتمام الذي تستحقه، ألا نريد أن نفهم كيف شاهد السائح الأجنبي بلادنا، ماذا أعجبه وماذا لم يعجبه؟ ماذا أدهشه وماذا صدمه؟ ألا يهمنا أن نعرف كيف حدّث أهل بلده عنا وعن بلدنا؟ للإجابة عن هذه الأسئلة من الضروري أن نترجم وننشر وندرس كتب الرحلات الأجنبية
ليس المقصود بالثقافة الثالثة - كما قد يتبادر إلى ذهن المرء أوّل الأمر - أن تكون تركيباً تخليقياً يجمع الثقافة العلمية مع الأدبية ليخرج منها بخلطة ذات عناصر متوازنة من تينك الثقافتين؛ بل يجادل بروكمان في أطروحته الفكرية بأنّ نموذج المثقف الشكسبيري الذي عُدّ النموذج الأعلى للمثقف الموسوعي حتى خواتيم العصر الفكتوري لم يَعُد صالحاً ليكون النموذج المبتغى في عصر مابعد الثورة التقنية الثالثة التي نشهد مفاعيلها في حياتنا الحاضرة، ولم تعُد الثقافة تمتلك دلالاتها المرجعية بمقدار التمرّس في الدراسات الإغريقية واللاتينية والتواريخ الكبيرة، وكذلك لم تعد الثقافة دلالة على الإنعطافات الثقافية المبتكرة حتى لو تلبّست بمسوح الثورية المتطرفة التي شهدنا آثارها في حركات الحداثة ومابعد الحداثة إلى جانب الحركات الفرعية التي تفرّعت منها أو إعتاشت على نسغها مثل: البنيوية واللسانيات والسيميوطيقا وتحليل الخطاب،،، إلخ من مفردات السلسلة الطويلة؛ بل صار العلم وعناصره المؤثرة في تشكيل الحياة البشرية وغير البشرية هو العنصر الحاسم في الثقافة الإنسانية بعد أن غادر العلم مملكة الأفكار والرؤى الفردية والآيديولوجيات وصار قوة مرئية على الأرض بفعل مُصنّعاته التي لامست أدقّ تفاصيل الحياة البشرية
كتاب نادر وفريد من نوعه، وهو يؤلف مكتبة كاملة من الصعوبة جردها واستيعاب مضامين كتبها ومحتويات وثائقها. ويظهر المؤلف العالم "السوفيتي" المعاصر بوريس دانتسيغ في هذا السفر كمدافع عن الشعوب المستضعفة وهي في الواقع جميع الشعوب غير التركية التي كانت تخضع للإمبراطورية العثمانية، ويصب في تضاعيفه جم غضبه على السلطان والطبقات الحاكمة التركية. هذا الكتاب هدية ثمينة ونفيسة إلى المكتبة العربية والباحثين والدارسين والقراء أجمعين...
هناك شيء انثلم في نفس الدكتور هشام، ونغص عليه مزاجه، وحقه في ممارسة حياته الطبيعية في وطنه، بمأمن من أي مكروه، بعد أن اعتزل السياسة واتخذ قراراً بالأحجام عن المشاركة في أي نشاط يحسب على جهة ما. وتذكر كلمات الدكتورة نادرة، زوجة ابن عمه "في العهد الملكي" كانوا يحاسبون الناس لتدخلهم في السياسة، أما اليوم فهم يلاحقونهم ويضايقونهم إذا لم يتدخلوا في السياسة".
مهما يكن من أمر فإن شعرالكرخي سجل مجتمعه , أودعه عاداته التي ألفها,و تقاليده التي اتبعها , و صفاته التي اتصف يها . و لم يغادر دقيقاً و لا جليلاً منها إلا أثبته و أحصاه , حتى ما أصلح عليه أرباب المهن و الصناعات و الحرف ,و ما كان ينادى به الباعة المتجولون .فهو إذاً شعر يصوّر لك مجتمع الشاعر في العهد الذي عاش فيه تصويراً صادقاً. يقول المؤرخ الأستاذ عباس العزاوي :إن المرحوم الكرخي لامس الحياة ,فاكتسب الرغبة ,و نال المكانة من نفوس القوم في سوادهم الاعظم ,تمكن من التعبير عن رغائبهم .لقد حاول أن يبلّغ الفكرة الحقة عن طريق الأدب العامي في جده و هزله بل تمكن ,و تيسر له ذلك .و أضاع أدباؤنا طريق الصواب فحرموا تفهيم السواد الأعظم و كان نصيب شاعرنا العامي .
تاب (الشرق الخيالي) لتييري هنتش في العام 1988، وكان علاجاً شافياً لجدال لم ينقطع في الغرب يوماً ما منذ اكتشاف الغرب للشرق، ولكن الجدال هذه المرة كان أكثر انتظاماً وأهمية، وأكثر حداثة، ذلك لأن تييري هنتش بين أن الإنشطار شرق/غرب الذي حدث في غروب القرن الخامس عشر تم إسقاطه على العصر الإغريقي-الروماني الذي لم يكن يدرك أية فكرة عن هذا الانشطار كما نعرفه اليوم. لقد أراد هنتش أن يقول: إن الشرق هو اختراع غربي تمت صياغته عبر الاختراع مراحل تحولات الوعي الغربي بذاته، ويرسم صوراً للشرق تتنوع
"شاتوبريان من أوائل المستشرقين الفرنسيين الذين كتبوا عن الشرق، وهو في كتابه هذا يكتب ما يراه، وما يسمع أو يشعر به بأسلوب تلتقي فيه نكهة الأدب بخطوط الجغرافيا والتاريخ.
كتاب «الكتب في حياتي»، وهو ترجمة أنجزها المترجم «حسين شوفي» لكتاب بعنوان The Booksة in My life كان الكاتب والفيلسوف البريطاني الراحل «كولن ويلسون» قد نشره عام 1998. لن نغالي إذا قلنا إنّ كولن ويلسون هو واحدٌ من أكثر الكتّاب إشكالية في العالم، وفي العالم العربي بالتحديد، لأسباب كثيرة، منها أنه جاء مثالاً مخالفاً للنسق الثقافي الغربي الذي سعى لتكريس رؤية محدّدة بأطرٍ متشدّدة لما يمكن تسميته بالمثقف المؤثر في النطاق العام Public Intellectual. لم يأتِ ويلسون من قلب المؤسسة الأكاديمية البريطانية؛ فهو لم يسعَ للحصول على شهادة أكسفوردية أو كامبردجية تفتحُ أمامه المغاليق المستعصية في دهاليز الإنتلجنسيا البريطانية العنيدة والمثقلة بتقاليد الثقافة الفكتورية؛ لذا جاء كتابه الأول «اللامنتمي» ليكون له وقع الصاعقة في الدوائر الثقافية العالمية، ونال مقروئية واسعة، وبخاصة في عالمنا العربي