ما الذي ستصير اليه ( إذا كنت تحب ؟؟ لن يعرف تلك الصيرورة سوى العشاق الذين خبروا الشغف والتوق والتفتح واكتملت ذواتهم بالتحولات التي ينجزها الحب ، فكل عشق أو موجة حب تعبر أفقنا تحول الحياة البشرية الخامدة إلى أسمى درجات التأنسن بفاعلية الشغف وتوهجات التوق وتفتح الروح وتمنح المرء قدرة التحليق واستيلاد الروي الأحلام ، عند صعود الحب بين كائنين يسجل الموت إحدى هزائمه ففي الحب لا نأبه بالمخاطر والموت ونجازف لمغادرة مألوف حياتنا وكلما تعثرنا بلغات الحب وتراتيل العشق تتقاطر النجوم على أرواحنا وتضاء أرواحنا ، وتحدق بنا تجليات الجمال حين نتهجى الجسد في مباهج الحرية ونفلت من قيود الزمان والمكان ..يخطئ من يظن أن موضوعه الحب يمكن أن تستنفدها القصص والروايات والملاحم . فالحب طاقة فيضية متجددة كمثل طاقة الكون العظيم ومن فيوض الحب تخصب حياة البشر وأحلامهم وتتفجر طاقاتهم الحبيسة وقدراتهم وتعلو بهم الفيوض إلى مرتقيات لم يكونوا ليبلغوها دون تجربة حب .. وهل بغير الحب تسمو الحضارات ويتأنسن البشر ؟
تعرض لنا المؤلفة في قصتها الأولى "الحج" كيف تطورت شخصيتها منذ الطفولة حتى فترة المراهقة عرضاً واقعياً، وتصور اهتماماتها الأدبية والفنية. فمنذ طفولتها الأولى إلى المقابلة مع "توماس مان" تتضح رحلة نضجها العقلي والنفسي من خلال ثقافتها التي تتفوق على ثقافة الكثير من أبناء جيلها. إنها بالفعل قصة حاجة، لي س إلى المكان الذي يمثل المنبع الروحي لما تؤمن به، بل إلى المؤلف "توماس مان"، الذي يمثل بالنسبة إليها الفضاء الثقافي والروحي الذي تتوق إلى بلوغه. وفي قصتها الثانية، قصة المومس "فلات فيس" ومشغِّلها السيد "أوبسينتي" اللذان يمثلان الحثالة الاجتماعية الساقطة في ظلال الفقر والرذيلة وانعدام الثقافة، وذلك بفعل التمايز المستمر بين الأغنياء والفقراء في المجتمعات الرأسمالية. وقبل ذلك تلقي الأضواء في قصة "مشروع رحلة إلى الصين" على بعض الثقافات العريقة، مثل ثقافة الصين حيث كان والدها يعمل دبلوماسياً هناك.
حين تذكر عبارة "الحكواتي"، تتداعى إلى الذهن حكايات الزمن الجميل، ولكن حكايا "عبد الستار ناصر" هي من نوع آخر، أقل ما يقال عنها حكايات الزمن الرديء، ذلك الذي عاشه العراقيون يلملمون جراحهم، في إنتظار يوم يبدو أنه بعيد المنال، من هنا جاءت قصص المجموعة تجسيداً للمشهد العراقي في تحولاته عبر الزمان والمكان، وتأثير ذلك على الناس العاديين في حيواتهم اليومية، ففي قصة (بائع الجثث) نرى كيف دارت الدينا على بطلها الذي يبعث جثته بـ (بلاش) من بعد أن كان يبيع كل جثة تمر بين يديه إلى أهلها. أما قصة (المبدع الكبير) فتناولت ثقافة الزيف والتهشيم كمظهر من مظاهر المجتمع العراقي بعد الحرب، وأما مهنة القنص، قنص الرؤو في الحروب الأهلية والطائفية فعبَر عنها في قصة (المطعم التركي). بهذه اللجة العالية يكتب عبد الستار ناصر كحكَاءً يتقن صنعته بمهارة، فيجعل قارئه وراءه في شوق إلى نهاية الحكاية. يضم الكتاب (29) قصة قصيرة نذكر من عناوينها: "في المطعم التركي"، "شاي بالحليب"، "حفلة السيد الوزير"، "ذهاباً وإيابا إلى الهند"، "صانع التوابيت"... الخ.
عندما قلبت فجيعةُ الحمامة، التي ألمت به، كيانه رأسا على عقب، كان جوناثان نويل قد تجاوز الخمسين من العمر ويراجع الآن ذكرى عشرين سنة هنية أمضاها من دون أن تجري فيها أي أحداث, مطمئنا إلى مستقبل لن يجري له فيه أي شىء جوهري بعد، حتى يحين الأجل. كانت حياته الآمنة في العشرين سنة الأخيرة رضية مرضيّة، فهو يم قت الأحداث، ويمقت منها خصوصاً تلك التي تزلزل التوازن الداخلي وتخلّ بنسق الحياة الخارجية.
جمع الكاتب “إيرفينغ والاس” في روايته هذه صالة من النساء المختلفات في الأعمار، والخلفيات الاجتماعية، والمواهب، النساء اللواتي أثارت اهتمامي حيواتهن وشخصياتهن -اللواتي كن شهيرات أو سيئات السمعة في الماضي والحاضر، لأنهن سلكن سلوكاً فضائحياً، فأصبحن بذلك شخصيات مثيرة للجدل. جميع النساء في هذا الكتاب، شابات أو مسنات، يربطهن رباط واحد: فكل واحدة منهن كانت متورطة في فضيحة أو عدة فضائح، وكل واحدة أحرزت شهرة، أو حصدت عاراً لسلوك أهان أسرتها وأصدقاءها ونظراءها والناس عموماً. وإن معظم هؤلاء النسوة، أو ربما كلهن بالاختيار أو المصادفة، أصبحت شخصيات فضائحية لأنهن كن مهووسات.
"الشماعية" اسم مشفى الأمراض العقلية في بغداد، وهذه الرواية ليست تحقيقاً صحفياً عن هذا المستشفى. إنها مقاربة إبداعية ترصد لما كان يحدث، ويمكن أن يحدث، في الحياة هناك، في ظل المتغيرات العاصفة التي مر بها العراق.
غزالة صغيرة من نوع الريم ، بدت لجمالها كأنها مصنوعة من مادة هشة لربما كيك أو بسكويت القرفة، بأعين واسعة، ورموش كثيفة وأظلاف رقيقة كبتلات الورد . هل هذه التي يسمونها غزالة العشق ؟ والتي تعيش في فجة الفجر الذي ينساب بين أجساد العشاق؟
ثمة علامة فارقة تميز الآداب عامة، والأدب الروسي خاصة. وهي ازدهار الأدب الساخر، أو ما يمكن أن ندعوه مجازاً بـ «أدب العدسة المكبرة»، في المراحل الانتقالية الصعبة التي يمر بها هذا المجتمع أوذاك. وهذه ظاهرة طبيعية إيجابية. فمن الملاحظ في الآداب عامة، أن ازدهار السخرية والفكاهة، وانتشار التورية والعبارات القارصة والتلميحية، والمبالغة، يتزامن أكثر ما يتزامن، مع مراحل التحولات. الثورية والتغيرات الاجتماعية الكبيرة، والانتقال من نظام اجتماعي- سياسي إلى نظام آخر. ولم يشذ الأدب الروسي عن هذه القاعدة. فقد ازدهر الأدب الروسي الساخر، والقصة الروسية القصيرة الساخرة تحديداً، وانتشر انتشاراً واسعاً في السنوات العشر الأولى التي أعقبت ثورة أكتوبر عام 1917 ، وفي أعقاب «البيريسترويكا» وانهيار الاتحاد السوفييتي في الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وتعد هذه الفترات الزمنية المذكورة بحق) العشرينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين والعقد الأولى من القرن الحادي والعشرين (من الفترات النادرة والفريدة في مجال الأدب الساخر، والقصة الروسية القصيرة الساخرة والانتقادية الفكاهية. ولعل أصدق دليل على ازدهار هذا الأدب الساخر، في المراحل المذكورة، صدور الأعداد الكبيرة من المجلات الساخرة والفكاهية فيها. ورغم انتشار الأدب الساخر في الأجناس الأدبية المختلفة) الرواية، المسرحية، القصة، القصة القصيرة إلخ لكنه كان أكثرانتشاراً وتركيزاً في أدب القصة القصيرة.
يضم الكتاب أربع مجموعات قصصية كتبها ماركيز في فترات وظروف مختلفة وقد ترجمت بعض هذه القصص في كتب متفرقة مثل (جنازة الأم الكبيرة) و(إيرنديرا البريئة) و(اثنتا عشرة قصة تائهة) وبعضها شكلت نواة لرواياته مثل قصة (أحد هذه الأيام) التي تحولت فيما بعد إلى رواية (ساعة الشؤم) حسب
الأوركسترا – عليكم ألا تنسوا ذلك – قائمة على الترتيب الهرمي. لا بد أن تكون كذلك، وهي بهذا الترتيب الهرمي صورة طبق الأصل للمجتمع البشري. ليس صورة لمجتمع بشري معين، بل للمجتمع البشري عموماً... لا تعتقدوا أنني أتحدث عن حسد وغيرة. لا، الحسد شعور غريب لا أعرفه، لأنني أعرف قيمة ذاتي. ما يهمني هو العدل، و بعض الأشياء في مجال العزف الموسيقي هي الظلم بعنيه. الجمهور يفيض على السوليست بالتصفيق الغامر، فالناس يعتبرون الأمر عقوبةً لهم شخصياً، إذا لم يُسمح لهم بالتصفيق. التهليل والتقدير يكون من نصيب المايسترو، والمايسترو يشد على يد عازف الكمان الأول على الأقل مرتين، في بعض الأحيان تنهض الأوركسترا كلها ... ولكن حتى عازف الكونترباص لا يستطيع حتى النهوض بطريقة لائقة. عازفو الكونترباص – أعذروني على التعبير – هم زبالة الزبالة! ولهذا أقول إن الأوركسترا صورة طبق الأصل للمجتمع البشري. إن الذين يقومون بأقذر الأعمال – هنا وهناك – لا يجنون إلا احتقار الآخرين ... (من المسرحية) "عمل نادر لمؤلف ألماني فريد، في ترجمة عربية رشيقة."
مجموعة قصص مسلية جدا، تصهر روح الخيال، وتاريخ العلوم مع رؤية ثاقبة ومتشككة للشؤون البشرية ». میر سلونام، مراجعة كتب « نيويورك تايمز » «لا أستطيع أن أفكر أن واحدا من بين الكتاب الإيطاليين المعاصرين يمكن أن يكون قادراً على أن ينافس ایتالو كالفينو. وقد يبدو أمراً قسرياً مقارنة كالفينو ببعض الكتاب الهزل يين الإنكليز، لكن هناك شيئا فيه من النضارة وأصالة الخيال، الممزوجة بأناقة رفيعة في الأسلوب، يجعلني أفكر بلویس کارول وإدوارد لير. كما أن هناك يا للأسف هوّة كبيرة من التجربة المأساوية تفصل بين المقدمات السوريالية التي قدمها كتّاب السخرية الإنكليز وبين سخافات كالفينو الهزلية. مع أن كالفينو يحتفظ بنوع من خفة الحركة تعد نادرة بين الكتاب المعاصرين، سواء الإيطاليين منهم أو الأجانب ». نینیتا جاكر، « الإيكونوميست » «قدم كالفينو درساً استثنائياً : فهو كلما ارتفع نحو السحب، أصبح أكثر وضوحا وقسوة مع نفسه». کارلو بو ، « لوربيو » «بدأت أری ایتالو كالفينو أحد الكتّاب الأوروبيين ممن نجحوا في محاولة إنشاء أدب تحريري ... فكالفينو كثيرا ما يوضح بطريقة عملية المشاغل الكبرى التي تهم الفكر المعاصر فيما يتعلق بالنظام الأدبي : مثل إيجاد المصادر ، والعثور في أعماق الفكر والوقائع المحسوسة على حلول غير عقلانية ومتعددة وعلى ترتيبات تظهر غنى كل الصور الموجودة فيها، وكل مجموعات كلماتها، وذلك قبل أن تعمل العادات والفئات العقلية على تجميد الإنسان ضمن السلبية وكسل النفس. وبما أن كالفينو يشعر أكثر من أي شخص آخر بتعددية الكون المعاصر، فإنه يكشف لقرائه عن تعددية الأشخاص الذين يجسدهم هو بنفسه، ورغماً عن أنفه ». جاك نوبیکو ، « لوموند »
لعلّنا جميعاً نعرف سعاد الجزائري القاصّة والإعلامية المعروفة والتي كانت ومازالت من أوائل اللواتي كتبن القصة القصيرة بجدارة وبجدية وحساسية عالية، ربما نكاد اليوم نتحسر عليها في زمن أصبح فيه كتابة القصة القصيرة عملة نادرة وحالة استثنائية فقلّما نجد هذا القصّ الصافي الذي يسجل الحياة بتوازن دقيق بين الم عاش والمتخيل بين المحسوس والمعبَّر عنه ذلك التمازج الخاص الذي نجده في قصص سعاد الجزائري والذي يعتمد على لعبة داخلية تجعل القصة القصيرة لديها تثير الكثير من التساؤلات الدهشية والتفكير بواقع حال الحياة في حزنها وفرحها خضير ميري
الوردة الذهبية محاولة لاكتشاف أسرار الإبداع الأدبي استناداً إلى خبرته في إبداع أعماله الأدبية، وتأملاته حول الأعمال الإبداعية لعظماء الكتّاب، ليس من خلال التنظير، بل تحديداً من خلال سرد قصص كان شاهداً عليها أو رويت له، يستخلص منها أفكاره حول الأدب وكيف يجب العمل على كتابته، ويضيف إلى ذلك في الفصول الأخيرة من الكتاب تعريفات شيقة جداً ببعض أشهر كتاب الرواية والقصص القصيرة والشعر في زمنه، من الروس والأوروبيين بعامة، مثل الدنماركي كريستيان أندرسون أشهر كتّاب قصص الأطفال والروائي والقاص الفرنسي غي دو موباسان، والقاص الروسي والمؤلف المسرحي أنطون تشيخوف، وغيرهم ممن تركوا بصمتهم على خارطة الأدب العالمي، رابطاً بين شخصياتهم وأدبهم، سواء فيما بينها من انسجام أو تناقض. يتوصل المؤلف من خلال هذا الكتاب القصصي إلى تأملات استمرت على مدى سنوات طوال تتعلق بالمشاكل المعقدة لسيكولوجية الإبداع ومهارات الكتابة وعناصرعا المتنوعة، وإلى استنتاجات لا تخلو من عبر، مفيدة، حتى في عصرنا الحالي الذي تسود فيه الأساليب الحديثة في الكتابة النثرية أو الشعرية المتمردة على الأساليب والمدارس الأدبية السابقة. يروي باوستوفسكي قصصه ويصف الأشياء التي يتحدث عنها بأدق ما يمكن من التفاصيل، يروي ويستفيض في السرد، بما قد يوحي للوهلة الأولى بأنه يبتعد عن هدفه، أو يخرج عن الموضوع، لكن، لا شيء مجانياً فيما يكتبه، فالقارئ المتمهل، الصبور، سيشعر بكيف تتغلغل في أعماقه، شيئاً فشيئاً، بهدوء، الأفكار التي يرغب المؤلف، بطريقة غير مباشرة، أن يوصلها إليه.
إنها قصص حدثت بين أربعة جدران في شقة أو مكتب أو مطعم في نيويورك، أو في مطابخ أمهات ريفيات، أو انتقلن من المدينة إلى الريف. الريف منغلق، ومتخلف، وعنصري. المدينة وحش لا يروض. إنها قصص قد تصبح فيها امرأة عاجزة عن العودة إلى شقتها التي لا يفصلها عنها سوى ممر مشاة، ولا شيء يعيقها سوى ذاتها، كما أن إقدام كلب على قتل دجاجات الجيران قد يؤدي إلى اكتشاف كم من الوحشية في براءة الأطفال... إنها قصص تتحول فيها ضربة حظ إلى ضربة هلاك.