دار المدى للنشر والتوزيع هي دار نشر عراقية تأسست عام 1994، أصدرت الدار العديد من المنشورات الأدبية والكتب والروايات العربية، كما شاركت في العديد من معارض الكتاب المحلية والدولية.
تاريخ الدار
دار المدى تم تأسيسها رسمياً عام 1994 وهي إحدى شركات مجموعة المدى الثقافية والتي أسسها فخري كريم عام 1960، وتخدم القضايا الأدبية والسياسية والسير والمذكرات والفكر القومي. تضم دار المدى شبكة توزيع ووكلاء في عدة دول، وعدة مكاتب في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق وقبرص وأربيل.
مجالات الدار
تتنوع إصدارات الدار وتغطي موضوعات مختلفة على رأسها التاريخ، وقد أصدرت الدار أعمال متنوعة في مجالات مختلفة منها:
- الدراسات النقدية - المجموعات القصصية - الروايات. - المقالات والخواطر
مساهمات ثقافية تنشر دار المدى للعديد من الكتاب والأدباء العرب مثل: ميسلون هادي، بلال فضل والتي وصلت روايته الصادرة من دار المدى «أم ميمي» للقائمة الطويلة في الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2022، محمد الماغوط، ليلى العثمان، سعدي يوسف، نزيه أبو عفش. كما تنشر دار المدى ترجمات بعض الكتب من كل اللغات العالمية
«مرحباً أيّها القارئ المجهول... هذا الكتابُ يهدُف إلى تغييرِ العالم. لا، لا تتبسَّم. ذلك ممكن... يمكنُ أنْ يؤدي بعضٌ مِنْ سببٍ إلى نتيجةٍ فادِحَة. يُقالُ بأنّ رفرفةَ جناحِ فراشة في الهونولولو تكفي لتُسَبِّبَ إعصاراً في كاليفورنيا. أمّا أنتَ فلديكَ أنفاسٌ وهي أعتَى بكثيرٍ ممّا تُثيرُهُ رفرفةُ جناحِ فراشة، أليسَ كذلك؟». بعد اكتشافِ الآخَر والاتّصال معه في الكتاب الأوّل «النّمل»، وبعدَ المُواجهة في الكتاب الثاني «يوم النّمل»، التي لم تُسفر عن نصر أو هزيمة، يتوّجُ برنار فيربير في كتابهِ الثالث «ثورة النّمل» المرحلةَ الأخيرة في سياق العلاقة مع الآخَر بالاعتراف. فهل ستتمكّن الحضَارتان الأكثر تطوّراً على الأرض، بعدَ ألفيّاتٍ من الجَهل والأحكام المُسبقة، من الالتقاء والتفاهم؟ وهل يُمكن حدوثُ ذلك دونَ ثورةٍ تُخلْخِلُ ما استقرَّ مِن الأفكار؟ الثورةُ التي يَصِفُها فيربير في كتابهِ هذا خاليةٌ من العنف، من الغرور، لا تُراقُ فيها دماء، وتتجنّبُ لفتَ الأنظار، تشتَعلُ بالرأس لا في الشارع. حيثُ تحاولُ كلٌّ من جولي بانسون، الشّابة ذات الصّوت السّاحر، والنملة 103، بطلةُ الملحَمة النمليّة، تَحريكَ المياهِ الراكدة في مجتمَعَيهِما عبرَ خطَّين سرديَّين مُتوازيين تتواترُ على مقاطعتِهِما مقالاتٌ موسُوعيّةٌ تُسهِمُ في تَعميقِ الحدَث وإدراجهِ ضِمن التجربة الإنسانيّة الطامِحة لتجاوز شَرطِها. تتجاوزُ كتابات فيربير التصنيفات الكلاسيكيّة، فما إنْ يشرعَ القارئُ بتقليب صفحاتِ كتابِه حتّى يجدَ نفسَه أمامَ لوحة فسيفسائيّة حافلة، فلا عجبَ أنْ نرى مشَاهد التشويقِ والمغامرة إلى جانب الحكاية الفلسفيّة العميقة، الخيال العلميّ إلى جانب الحقائق المُثبتة، التاريخ إلى جوار الرياضيّات... «نَحنُ لَسنا سِوى أناسٍ مِنْ قَبلِ التّاريخ. المُغامَرةُ الكبيرَة أمامنَا، وليست خلفنا. انهلوا من بنك المعلومات الهائل الذي تُمثّلهُ الطّبيعةُ المُحيطَةُ بكم. ذلكَ هَديّة. كلّ شكلٍ مِنَ الحَياةِ ينطَوي في دَاخِلهِ على عِبرة. تواصَلوا مع كلّ ما يمتُّ للحياةِ بصلةٍ. امْزجُوا المَعارِف... ليسَ المُستَقبلُ مُلكاً للأقويَاءِ ولا للشَخصِيّاتِ اللّامِعَة... المُستَقبلُ للمُختَرعِين بلا رَيب... اختَرِعوا». يُعدُّ الكاتِب الفرنسيّ برنار فيربير (المولود في تولوز 1961) واحِداً من أهمّ كتّاب الخَيال العلميّ في العالَم، مُخرِجٌ وصحفيّ وعضوٌ في معهد البحوث الخاصّ بالخبرات الخارقة، حاز لنفسه مكانَةً مرموقةً مُنذ روايته الأولى النمل 1991، والتي بِيعَ منها نحو عشرين مليون نسخة، ولم تلبثْ أنْ ترسّخَتْ مع كتابَي الثلاثيّة اللّاحقَين (يوم النمل، 1992) و(ثورة النمل، 1996) الذي تُرجِمَ إلى أكثر من ثلاثين لغة.
اصدر هذا الكتاب كمبادرة لمواجهة عسف نظام البعث الصدامي وتصفياته الجسدية التي طالت المئات من الشيوعيين والديمقراطيين تحت التعذيب وبالإعدامات والاغت. . . يالات المنظّمة بوسائل ابتكرتها المنظمة السرية التي كان يقودها ويشرف عليها صدام حسين شخصياً، عشية انفراده بالسلطة بعد إزاحة أحمد حسن البكر عن رئاسة الجمهورية فيما يُشبه انقلاباً، إن لم يكن انقلاباً مبتكراً في سلسلة الانقلابات التي شهدها العالم العربي طوال الأربعينيات والخمسينيات وما بعد ذلك ، وحتى يومنا هذا، وربما حتى «يوم الدين»، إن لم نشهد استنهاضاً شعبياً واعياً ومنظماً يقتلع جذور الاستبداد ويصفّي مظاهره . كان الدكتاتور قد أصبح على ثقة بـ«اقتداره» على المضي في تصفية الحزب الشيوعي سياسياً بوسائل الإبادة الجسدية الشاملة، بعد أن أجهض الثورة الكردية، وأفرغ البعث نفسه من إمكانية مقاومة مطامعه في فرض سلطته المطلقة، وجعل الحزب الشيوعي «مكشوفاً» أمام وسائل قمعه نتيجة نهجه المتخم بقناعة واهمة بجدية توجه «البعث الجبهوي» وادعاءاته بالتخلي عن السياسة الدموية التي انتهجها بعد انقلابه في ٨ شباط . وفي خطوة تصعيدية بالغة القسوة والتعسف المكشوف، أقدم صدام على إعدام كوكبة من الشيوعيين بزعم انضمامهم إلى التنظيم العسكري للحزب الشيوعي. ولم تكن تلك الخطوة سوى رسالة بالدم الزكي إلى قيادة الحزب، تدعوه للدخول في «خيمة البعث» أي التخلّي عن أُسس وركائز وجوده أو مواجهة التصفية . انبثقت فكرة ترجمة الكتاب ونشره في فورة الأحزان والشعور العميق بالخيبة التي كانت تلازمني وأنا أتابع ما يتعرض له يومياً مئات الرفيقات والرفاق من ملاحقات واعتقالٍ وتعذيب لا نظير له، وتحت قهر التزام الصمت، بل وأحياناً كآبة الموقف بسبب التواطؤ الضمني، تنفيذاً لسياسة الحزب بـ«ليّ الحقائق» ومجافاتها للواقع حول تلك الأهوال التي تحاصر منظمات الحزب وأعضاءه، باظهارها في اعلام الحزب كما لو أنها مجرد «حوادث» غامضة، تحتل مكاناً خجولاً في جريدة الحزب من دون أن تنال بطولة المناضل وبسالة صموده ما يستحقه من نعي وتشييعٍ واستذكار
انصتوا إلى هزائمنا... خسرْنا. ليس لأنّنا لم نكنْ جديرين، ليس بسبب أخطائنا أو لنقصٍ في فطنتنا، لم نكن أكثرَ تعجرفاً أو جنوناً من الآخرين، غير أنّنا نعانق الهزيمةَ لأنّه ما من انتصارٍ والجنرالات الرافلةُ بالأوسمة، الطواطمُ التي تعبدها المجتمعاتُ بحماسة، يوافقون، ويعلمون بذلك منذ البداية، أوغلُوا بعيداً جداً، تاهُوا لمدّة أطولَ من أن يعود هناك مكانٌ للانتصار.» لقاء بمحض الصدفة يجمع عاصم (عميل الاستخبارات الفرنسيّة) ومريم (الآثاريّة العراقيّة)، في فندق في مدينة زوريخ السويسريّة، أو عند حافة الهاوية، إذ سرعان ما يتكشّف الوهن الذي يكتنف حياتهما. عاصم ينتابه السأم، ورغم نجاحه في جميع المهمّات التي أوكلت إليه يشعر بالهزيمة عميقة في داخله: «لماذا لا يكون هناك أبداً لحظات فرح خالص لا يعقبها شيء سوى حياة ترفل بالسلام نعيشها في دَعَةٍ؟». مريم تعمل على إنقاذ القطع الأثريّة في أكثر بقاع الأرض توتراً، حيث تستحكم الهمجيّة ويصعب تفادي الهزيمة. «لا يكتفون بمتحف الموصل. يتقدّمون، وفي كلّ مكان يمرّون فيه، يحطّمون التماثيل وينسفون الآثار... يتقدّمون... يمحون المواقع واحداً واحداً، النمرود، الحضر... بمطارق، بجرّافات...» ثمّ لا تلبث هذه السرديّة أن تتساير مع ثلاث سرديات أخرى تخرج من التاريخ (هنيبعل، أوليس غرانت، هيلا سيلاسي)، تجاور هذه السرديّات يمنح اللحظة الراهنة إمكانيّة التأمّل كما يشحن تجارب التاريخ بحرارة الراهن، ما يؤكّد على ترابط الأزمنة في صيرورة تعبر مثل نشيد ترجيديّ يتردّد صداه في مصائر البشر على خلاف أزمنتهم وأماكنهم. فما من حدود واضحة تفصل الانتصار عن الهزيمة، واللذين يخضعان في الغالب للصدفة، طالما لن تكون المحصّلة سوى موت وصدوع، ما يجعل الانتصار -أيّ انتصار- هشاً أو مرحلة من مراحل إنضاج الهزيمة التي لا فكاك منها أمام الذات، وأمام الزمن. وبالتالي يكون مبرّراً لنا التّساؤل إلى أيّة هزائم تهيئنا انتصاراتنا؟ وكيف يمكن أن نعانقها إذا بدا واضحاً زيف ما عداها؟ رواية مقلقة وقاتمة، مشغولة برهافة جارحة، وبنبرة ملحميّة غنائيّة عالية، تصدر عن تأمّل طويل وعميق في التاريخ البشري، حيث الفن والحب والشعر وكل ما تعرّف فيه الحضارة عن نفسها خير ما فيه. لوران غوديه (المولود سنة 1972 في باريس) واحد من أميز الكتّاب الفرنسيّين المعاصرين، يكتب المسرح والروايّة والقصّة القصيرة، نالت روايته «موت الملك تسونغور، 2002» جائزة غونكور للطلبة، إضافة إلى جائزة المكتبات سنة 2003، كما حازت روايته «شمس آل سكورتا» على جائزة غونكور سنة 2004، والتي تعدّ أرفع جائزة أدبيّة فرنسيّة
هذا الكتاب، هو باكورة أعمال ينتجها المركز اللبناني للدراسات والحوار والتقريب، تتمحور حول متابعة المسألة السياسية في التفكير والوعي الإسلامي الشيعي، رصداً وبحثاً وتحليلاً. ولما كان حاضر الفكر السياسي الإسلامي الشيعي لا ينفصل عن ماضيه الإسلامي ولا عن خصوصياته التي تميزه من دون أن تفصله عن العام الإسلامي، ولم يكن بالإمكان فهم أو تفسير راهن السلوك الإسلامي الشيعي المعاصر في المجال العام، إلا بالعودة إلى محددات هذا السلوك، الذي نشأ في فترات التأسيس الأولى للإسلام، ونما وتشكل في عصور التقلبات والتحول
كتاب "ابتسامة في أسفل السلم" للكاتب الامريكي الشهير هنري ميللر ترجمه الى العربية ياسين طه حافظ. الكتاب يحتوي ثلاثة نصوصٍ تتأرجحُ بين الإبداع والدراما السّاخرة، الانتحار وقلب السُّخرية فعلاً جادّاً وملاحقة الأسئلة الصعبة بعد الموت.. وقد عرف عن هنري ميللر عدم رضاه عن الاتجاه الأدبي العام في الأدب الأمريكي. وبدأ تطوير نوع جديد من الرواية والتي هي عبارة عن خليط من القصة والسيرة الذاتية والنقد الاجتماعي والنظرة الفلسفية والتصوف، يجمع هنري بين نقيضين فهو يمتلك القدرة على التعبير الواقعي ثم لا ينعدم وجود أفكار خيالية في أدبه.
«الحبّ هو ما يحدث بين اثنين يحب كلاهما الآخر» روجي قايان. قبل العشاء عند لوك، قضيتُ يومين محتملين للغاية. في النهاية ماذا لدي كي أفعله؟ المذاكرة الامتحان لن يفضي بي إلى الشيء الكثير، التسكع تحت الشمس، أن أكون محبوبة دون أن يكون ذلك مُتبادلاً من جهتي نحو برتران؟ مع أني أحبه. الثقة، العطف، التقدير لا تبدو لي أشياء بلا وزن وقليلاً ما أفكر في العشق. غياب العاطفة الحقيقيّة يبدو لي السّبيل الأكثر طبيعية للعيش. العيش في تجلياته القصوى، هو أن يرتب المرء نفسه ليكون سعيداً أكثر ما يمكن. وهذا ليس سهلاً. أسكن في نوع من الإقامات الداخلية لعائلة مُؤلفة فقط من طالبات. الإدارة مُتفهمة وفي استطاعتي العودة عند الواحدة أو الثانية صباحاً. سقف غرفتي واطي وهي كبيرة وعارية تماماً، الأن مشاريع تزويقها سقطت كلها في النسيان. لستُ مُتطلبة كثيراً فيما يخص الدّيكور إلا فيها يزعجني. تضوع في الغرفة رائحة القاطعات الفرنسية التي أحبها بشكل خاص. تفتح نافذة على ساحة سورها قصير، تقبع فوقه ساء متأكلة دائماً، أسيئت معاملتها من جانب باريس، تهرب أحياناً في شكل آفاق تعلو شارعاً أو شرفة، مُؤثر وعذبة. أستيقظ، ألتحق بالدّروس، أجد برتران، نتناول الغداء، هناك مكتبة التربون، البناء العمل، شرفات المقاهي، الأصدقاء. مساء نذهب للرّقص، أو نعود إلى شقة برتران، نتمتد اما به نارس الحب، ثمّ نظل نتحدث طويلا في العتمة. كنت بخير وكان دائاً ثية في أعاني ما و الداية الساخنة الحية، طعم الضجر، الوحدة والحماس في فترات أخرى أحدث نفسي أحياناً بأني مُصابة بالتهاب الكبد.
رواية "أبشالوم، أبشالوم" للكاتب الأمريكي الشهير وليم فوكنر والتي يقول عنها "أعتقد أنها أفضل رواية كتبها أمريكي حتى الآن"، وإذا أخذنا بالاعتبار أن أبشالوم كُتبت بعد الصخب والعنف، التي نال عليها جائزة نوبل عام 1949، يمكن لنا أن نتخيل مدى اعتزاز فوكنر برواية "أبشالوم، أبشالوم"، والجهد الحثيث الذي بذله لكتابتها، وكم أعطاها من قلبه وروحه، ومقدار رضاه عن تحفته الروائية هذه التي قدم فيها صوراً شعرية، ورموزاً وأحلاماً تطارد صاحبها حتى الرمق الأخير.
يتحدث هذا الكتاب عن بعض الرجال والنساء الذين خاطروا بحياتهم، وعن شجاعتهم في مواجهة تحديات مذهلة، وحول طبيعة الصدفة؛ حول الظلم الكبير الذي يتعرض له بعض الأشخاص حين يتمّ جعل المآسي التي واجهتهم من أسرار الدولة؛ حول الأحداث المأساوية، والروايات المتعددة للحقيقة. في كثير من الأحيان، تنبع البطولة من الأف عال التي تتمّ بطريقة غريزية وسط سخونة الحدث، وتسببها ظروف خارجة عن السيطرة. هناك فكرة تقول: «لقد قاتلوا حتى آخر رجل وإلى النفس الأخير »، حيث يفتدي الأفراد حياتهم بأغلى ما يملكون على أمل أن يعيشوا براحة، وعندما تبدو الإبادة أمراً حتميّاً، فلن يكون أمامهم إ التضحية بكل ما يملكون لأجل أن يحصلوا على أدنى فرصة لأن يعيشوا يوماًًً واحداً زيادة. شهد التاريخ أمثلة عدة عن رفض الكثير من الأفراد الاستسلام. في الحرب العالمية الثانية، قرّر اليابانيون الانتحار بسبب إيمانهم الديني بأن حياتهم كانت ملكاً لإمبراطورهم. كان منتشراً بين مقاتليهم ما يعرف بـ «السلوك القتالي الجدير بالثناء »،
يعرض هذا الكتاب الآراء المتضاربة في شرح مفهوم "علم العمران" الخلدوني، كثير من هذه الآراء والشروحات أعطت ابن خلدون الأولوية أو الفضل في اكتشاف جوانب عديدة من العلوم الاجتماعية. فهناك من يرى أن ابن خلدون هو "أول" من وضع أسس العلوم الاجتماعية، أو على وجه التحديد، إنه "مؤسس" فلسفة التأريخ، و"أول عالم اجتماع، والمفكر الذي وضع الأساس الرئيسي للأثنولوجيا، و"الرائد" ف يعلم السياسة، و"الأب" لعلم الاقتصاد، ومن أوائل من اهتم بدراسة علم الجغرافية البشرية وعلم التربية الاجتماعية.
انتقامًا من موت طِفلتي في العراق، أنجبتُ سبعة وعشرين طفلًا في إسبانيا وكولومبيا». بهذه العبارة يفتتح محسن الرملي روايته (أبناء وأحذية)، ويهديها «... إلى الذين بَعثرَت الأقدارُ أحلامَهم؛ فرمَّمُوها بأُخرى». حيث تحفل هذه الرواية بالتنوُّع الثَّريِّ في الشخصيات والأحداث والأماكن والمواقف والأفكار والعواطف، مُشيرةً إلى تشابُه ما هو إنسانيٌّ في العمق، على الرغم من الاختلاف في الثقافات. وتعيد طرح التساؤلات حول مواضيع إنسانية كبرى، والمفاهيم التي طالما أعادت الآدابُ الخالدة طَرْحَها في مختلف العصور: الخير والشر، الحب، الحلم، الحرية، القَدَر، الموت، الأخلاق، والعلاقات العائلية وأثرها في رسم مصائر الأشخاص. كل ذلك بأسلوب الرملي الذي وصفته صحيفة (الغارديان) العالمية بأنه «ينحو -أحيانًا- للتَّشَبُّه بتولستوي، في تركيزه على التفاعل بين الشخصيات خلال تدفُّق نهر الزمن (الذي يمرُّ من بينهم ومن حولهم)، وفي إحساسه بالحياة الفردية وعلاقتها بالمجتمع... محسن الرملي من نجوم الأدب العربي المعاصر». سبق وأن حَظِيَتْ أعمالُه باهتمام القُرَّاء والنُّقَّاد، شرقًا وغربًا، وتُرْجِمَتْ إلى عدَّة لغات، كرواياته: (الفَتيت المبعثَر) التي فازت ترجمتها الإنكليزية بجائزة أركنساس 2002، و(تَمْرُ الأصابع) و(حدائق الرئيس) اللتين تَرشَّحتا ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية 2010 و2013، ونالت الترجمة الإنكليزية لـ (حدائق الرئيس) جائزة القلم الدولي 2016. ورواية (ذئبة الحُبِّ والكُتب) التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2015
رواية عن الشّرق الفرنسي المهمّش الذي لا نعرفه، عن منطقة ألقى الانحسار الاقتصادي بظلاله عليها، وأحلام انطفأت بانطفاء المصانع. مصائر أشخاص تتباعد وتتداخل في توليفة اجتماعيّة خلال أربعة أصياف متتالية في سنوات التّسعينيات. من سنة 1992 إلى سنة 1998، تتفرّع حكايات الأبناء والآباء، وتغذّيها أحلام مسعورة بالهروب من واقع بائس. فتتشابه المصائر، كلعنة أبديّة. مراهقون تمرّدوا على النّواميس العائليّة، وآباء رجّتهم الحياة بتفاصيلها الحادّة. ويسبح الجميع في فلك الشّقاء، طامعين في مستقبل يخرجهم من دوّامة التّفاصيل المؤرقة لمنطقة الوادي. وتدور الأحداث في كيمياء اجتماعية متقلّبة بين الكُحُول والحشيش والحُبّ والرّفض والطُّمُوح والفَشَلِ، بين الرّغبات والواقع، حيثُ تتخضّب الحِكايَاتُ بمسائل الهُويّة والمهاجرين والعرب والضّواحي الفرنسية المهمّشة والسّياسات المرفوضة. فكيف نحتت الحياة البائسة في منطقة الوادي مسألة الشّعور بالانتماء؟ وكيف صهرت أفران الحديد الصّدئة مصائر الآباء وأبنائهم؟. المُترجِم.
هذه التفاصيل كلّها – من أين أتيتَ بها؟! فقد تشنّجت معدتي تقريباً بسببها. هذا كلّه – كأنّي أراه بأم عيني، أنت ابن كلب! أنت شكسبير أشعث! شيللر مغبَرّ! ما الذي يحدث هناك – في هذا الرأس الأصمّ المُوْبِر، ها، قل؟ أيّ شياطين موجودة في داخلك؟ – وبعد أنْ قفز إلى باخ، قرَّب هوفمان منه حسب العادة وجهه الجميل كثيراً وهزَّ منخريه فجأة وخفق برموشه. هذه هي المرة الثانية التي نقول فيها هذا بأعلى أصواتنا لغوزيل ياخينا، ونحن نقرِّب حسب العادة وجوهنا الجميلة إلى السطور التي كتَبَتْها. ولا يمكننا التوقف عن القراءة. وكلّما نقرأ أكثر نندهش أكثر. في الرواية الأولى التي اشتهرت بسرعة بعد عام واحد من ظهورها لأول مرة، والتي صدرت في ثلاثين ترجمة ونالت أفضل الجوائز الأدبية العالمية، أخذتنا ياخينا إلى سيبيريا وفي الوقت نفسه أظهرت لنا الروحية التترية في داخلها، وفي روسيا، ويمكن للمرء أن يقول في داخلنا جميعاً. والآن تغمر القارئ في ماء نهر الفولغا البارد، في الطحلب الجليدي والخث، وفي التماوج والوحل، في إتيل – بولغو – سو، و «فكره الشعبي»، إنها مثل نهر الفولغا، العميق، تتلمَّس أيضاً الروحية الألمانية في داخلها وفي روسيا، ويمكن أنْ نقول، في داخلنا جميعاً.
في هذا الكتاب ملفّ وضع فيه المؤلف بعض ما كتبه شمران الياسري واختاره ليضعه في مجموعات طُبعت وهو في العراق، فاختار بعض ما ورد في مجموعة (ثمن ملح الخبز) وما ورد في مجموعة (شجرة التفاح البيضاء)، كما وضع (بتصرف) أو (نصاً) بعض ما كُتب عنه، فأشار إلى المصدر واسم الكاتب وعنوان المادة، وقد اعتمدت عملية الجمع على المواد المنشورة بالإضافة إلى المواد التي وردت بمناسبة إعداد الكتاب.
يهدف هذا الكتاب إلى تقديم رؤية تفصيلية محققة للبسطامي، عن طريق اقتراح جمع كتاباته الصوفية التي تتركز في مساحة كبيرة منها في النص الشطحي الذي انتشر في البيئة الصوفية الإسلامية في القرن الثالث الهجري، واهتم الكتاب بتقديم موقف ايتمولوجي عن مفهوم الشطح، وعرض خصائص هذا النص الذي يرتبط بمضاعفات اللغة الصوفية ونظمها وبنيتها، عن طريق فحص علاقة هذا المفهوم بمحددات فكرة التأويل التي أنتجت بشكل أو بآخر جانباً فعالاً من المعرفة الإسلامية، وكشفت عن تجليات البناء المعرفي للظاهرة الصوفية.
جوهان أولمان (ولدت في 16 ديسمبر 1938) ممثلة ومخرج سينمائية نرويجية نشأتها ولدت في من أبوين نرويجيين حيث كان والدها جوني أولمان مهندساً يعمل ويقيم هناك آنذاك. كتبت "ولدتُ في مستشفى صغير في طوكيو مسيرتها الفنية بدا مسيرة الفنية اوائل 1960 أنجزت أولمان خمسة أفلام روائية هي: ـ حب (1982) سيناريو وإخراج ـ صوفيا (1992) سيناريو وإخراج. ـ كريستين لافرانسداتار (1996) سيناريو وإخراج. ـ اعترافات خاصة. مسلسل تلفزيوني (1996) عن مخطوطة لبيرغمان. ـ الخائن (2000) عن مخطوطة لبيرغمان. أما في ميدان الإخراج المسرحي فقد أنجزت أولمان عام 2009عرضاً مميزاً لمسرحية تنيسي وليمس “عربة إسمها الرغبة” لفرقة سدني المسرحية في استراليا لعبت فيها كل من الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت والبريطانية كيت وينسل الدورين الرئيسيين.
في آخر ملوك شنغهاي يروي جوناثان كوفمان التاريخ الرائع لكيفية مشاركة هذه العائلات في الازدهار الاقتصادي الذي فتح الصين على العالم، لكنه ظل متجاهلًا لعدم المساواة العميقة في البلاد والاضطرابات السياسية على أعتابها. في قصة تمتد من بغداد إلى هونغ كونغ إلى شنغهاي إلى لندن، يدخل كوفمان في حياة وعقول هؤلاء الرجال والنساء الطموحين ليصوغ قصة تهريب الأفيون والتنافس الأسري والمؤامرات السياسية والبقاء على قيد الحياة.
إن أدب الغزل في بلاد الرافدين الذي جاءنا متكاملا حيويا مؤثرا من خلال النصوص المسمارية المدونة باللغتين السومرية والأكدية منذ ما يقرب من خمسة ألاف سنة، وكذلك مشاهد الإثارة التي صورتها الفنون المرئية العراقية القديمة، كل هذه الوثائق عرضت لنا المراحل السرّية والعلنية، المقدسة والدنيوية لخفايا الحب والغزل والجنس عبر المراحل الحياتية للمرأة والرجل.
وهو الجزء المعلن والأخير من حياتها. لقد أحدث موتها مع إحدى ابنتيها صدمة في الأوساط الثقافية العراقية. كانت حياة شرارة تسعى إلى الانتصار على الألم عن طريق الكتابة وكانت الكتابة آخر خنادقها في مواجهة الموت الذي انتصر عليها أخيراً، بل وأقنعها بالذهاب إليه بقدميها طوعاً وكانت روايتها "إذا الأيام أغسقت" وصيتها إلى عالم يغرق في ظلامه.
ما الذي ستصير اليه ( إذا كنت تحب ؟؟ لن يعرف تلك الصيرورة سوى العشاق الذين خبروا الشغف والتوق والتفتح واكتملت ذواتهم بالتحولات التي ينجزها الحب ، فكل عشق أو موجة حب تعبر أفقنا تحول الحياة البشرية الخامدة إلى أسمى درجات التأنسن بفاعلية الشغف وتوهجات التوق وتفتح الروح وتمنح المرء قدرة التحليق واستيلاد الروي الأحلام ، عند صعود الحب بين كائنين يسجل الموت إحدى هزائمه ففي الحب لا نأبه بالمخاطر والموت ونجازف لمغادرة مألوف حياتنا وكلما تعثرنا بلغات الحب وتراتيل العشق تتقاطر النجوم على أرواحنا وتضاء أرواحنا ، وتحدق بنا تجليات الجمال حين نتهجى الجسد في مباهج الحرية ونفلت من قيود الزمان والمكان ..يخطئ من يظن أن موضوعه الحب يمكن أن تستنفدها القصص والروايات والملاحم . فالحب طاقة فيضية متجددة كمثل طاقة الكون العظيم ومن فيوض الحب تخصب حياة البشر وأحلامهم وتتفجر طاقاتهم الحبيسة وقدراتهم وتعلو بهم الفيوض إلى مرتقيات لم يكونوا ليبلغوها دون تجربة حب .. وهل بغير الحب تسمو الحضارات ويتأنسن البشر ؟
تدور أحداث الرواية حول قصة طالبة تسمي ' فرح ' تفوز من قبل دولتها الكويت بشرف تمثيل بلدها في السويد لتكمل أبحاثها في علم الأحياء شريطة اجتياز الاختبار هناك من بين طلبة آخرين لدول أخري. هناك في البيئة الجديدة والغربة الموحشة بالنسبة إليها تنفجر الأسئلة من خلال بعض المواقف المفاجئة والتي لا تخلو من غرابة، أو من خلال هذا الارتطام الصامت والقوي بين مواطنة ' التي هي فرح ' ومواظن ' بدون ' اسمه ' ضاري ' المقيم منذ أكثر من عشر سنوات في السويد، إنه علي ما يبدو ارتطام ' ضاري ' بالوطن من خلال ' فرح' أو إنه ارتطام الوطن بالبدون من خلال ' ضاري '، والارتطام كعنوان اختارته الكاتبة لروايتها معبر ويشي بالكثير، فالارتطام هو اصطدام بدني قوي بين جسمين أو شيئين كبيرين وثقيلين، إنه اصطدام يأتي من بعد، من مسافة كبيرة وبسرعة فائقة يحصل، انه ارتطام بين نيزك وكوكب، أو بين كوكب وآخر، إنه في هذه الرواية يأخذ رسالة قوية لمعناه: ارتطام بين وجهين أو بين وجهي شخصين أضحيا رمزا لوطن ولغربة عن الوطن، للهوية وللاهوية، فالمسافة بينهما تقاس بمدي قسوة الاغتراب ' المسافة بين الكويت والسويد ' في اللغة واللسان والوجه والمناخ والعادات والتقاليد، وفيه يقاس مدي غربة الإنسان عن ذاته أيضا، كاغتراب ' ضاري ' الذي ترعرع في الكويت ثم بعد عنها حاملا حبها بين ضلوعه، وهو العاشق الدائم لمطرها ولنخيلها
تحت عنوان "الأعمال الشعرية" تقدم هالة النابلسي ترجمة للأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الفرنسي "آرثور رامبو" (1854-1891) الشاعر الذي أثنى عليه فيكتور هوجو في بداياته وقبل أن يبلغ الحادية والعشرين توقف كلياً عن الكتابة، وباعتبار رامبو مشاركاً هاماً في حركة التدهور على ما ترى "المترجمة"، فقد أثر بطبيعة ا لحال في الأدب الحديث وكذلك الموسيقى والفن، ويُشار دوماً إلى رامبو على أنه واحد من الطائشين المتحررين من الأخلاق والعادات، وقد سافر في رحلات كثيرة إلى ثلاث قارات قبل أن تنتهي حياته في السابعة والثلاثين بمرض عضال هو السرطان. قدّمت المترجمة هالة النابلسي للكتاب بمقدمة أشارت فيها أن إنجاز هذا العمل استغرق واحداً وثلاثين عاماً، و"رامبو" بالنسبة إليها "مشروع العمر"، "كان شعره ينسرب داخلي ببطءٍ ليعود فيولد ثانية محافظاً على جميع قسماته وخصوصيته...". يقسّم الكتاب إلى سبعة أجزاء تمضنت ترجمة لأعمال رامبو وجاءت تحت العناوين الآتية: 1-الموسم الأول: الطفولة، 2-الموسم الثاني: الطريق المفتوح، 3-الموسم الثالث: الحرب، 4-الموسم الرابع: القلب المعذب، 5-الموسم الخامس: الحاكم، 6-الموسم السادس: الروح المعذبة، و7-الموسم السابع: بعض الجبن المتأخر.
اضطروا للانتظار على الرصيف أكثر من ساعتين. أكلوا فلافل ومخللات، وتركوا حصة ابن مالك ملفوفة في ورق الجرائد. أما الصورتان اللتان جاء بهما، فقد كانتا من حجم واحد. يظهر عبد الناصر في الأولى، وهو ينظر إلى اليسار، وقد ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيه، أما في الثانية فيمشي بالطول الكامل، وحيداً، وضاحكاً، وهو يخطو برجله اليمنى إلى الأمام ويرفع اليسرى قليلاً، استعداداً للمتابعة. كان واضحاً أنها التقطت على أساس عاطفي، وقد حاول المصور فيها أن يجسد بالأحماض والعدسة، تلك العلاقة التي تربط القائد بالناس. فمن الواضح، أنه يسير نحوهم، وأنهم يحتشدون خلف الورق الأبيض المقوى (فيما بعد سوف تتحول مشية عبد الناصر المرتجلة وضحكته البيضاء إلى نموذج يسحر شباب السماقيات الذين سيأتون إلى نازي حطاب، ليستخدم أقصى طاقاته الفنية من أجل التقاط الصور لهم، وهم ينفذون تلك المشية الرئاسية السامية، قال حليم لابن مالك: "كثر خيرك، كنا تبهدلنا لولاك". فشعر ابن مالك بالاعتذار، لا لأنه أنقذ اللجنة من ورطة فقط، وإنما لشعوره بالقرابة مع الرئيس فلم يعنه في يوم من الأيام، الخداع والرياء اللذان يظهرهما كثيرون في حبه، لأن ميثاقه الشخصي معه مكتوب بلغة تشبه رباط المشيمة. "أنا أحبك" همس من أعماقه للوجه الحنطي. (في تلك الليلة، حلم أنهما وقفا معاً أمام كاميرا نازي، وكان شعر الرئيس أسود كالليل، وحين التفتا إلى اليمين، رفعا أيديهما لتحية الناس. ثم رآه يلقي كلمة، وهو بالزي العسكري أمام حشود كالنحل، تهتف وتهلل وترفع الأيدي. وهو يقول: أيها الأخوة المواطنون، رأى نفسه جالساً في السيارة المكشوفة قربه، وحين حملوها انقلبت، فاستيقظ، وصار يقول: "خير إن شاء الله".".
ميخائيل شولوخوف ولد في 24 مايو 1905 وتوفي في 21 فبراير 1984. حصل شولوخوف على جائزة نوبل في الأدب لسنة 1965. وأوّل كتاب نشره هو «حكايات الدون» 1926 وهو مجموعة قصص قصيرة. وفي عام 1925 بدأ روايته الشهيرة «الدون الهادئ»، وقد استغرق 12 عاماً في كتابتها. وقد اعتبرت كتابات شولوخوف النموذج الأمثل للواقعية الاشتراكية. كتب ميخائيل شولوخوف روايته الملحمية «أرضنا البكر» في ظروف صعبة للغاية بالنسبة له وللفلاحين في الاتحاد السوفيتي، ولاسيما في مناطق وسط روسيا على ضفاف الفولجا والدون. لقد أنجز شولوخوف كتابة «أرضنا البكر»، التي أراد فيها أن يصوّر محنة الفلاحين القوزاق في فترة فرض نظام الكولخوزات قسراً عليهم، وتحول الفلاحين إلى «موظفين» لا يهتمون البتة بالأرض التي كانوا يحلمون بأن تصبح ملكاً لهم. وهذا بالذات ما أدى الى انهيار الزراعة في العقود التالية لحد أن البلاد اضطرت لشرائها من الخارج بمليارات الدولارات سنوياً. وعندما نشبت الحرب العالمية الثانية عمل شولوخوف مراسلاً في الجبهة، وهناك تلقى نبأ مصرع أمه لدى قصف الطيران النازي لبيته. ومن ثم كتب «مصير إنسان» و«قاتلوا من أجل الوطن». وبعد ذلك توقف عن الكتابة تقريباً، ربما بسبب خيبة أمله من النظام ومن الأوضاع في البلاد عموماً. ويقال أنه أراد أن ينسى الهموم في مقارعة بنت الحان، وفارقته إلهة الشعر والإبداع.
أنحن مرئيون ؟ إشكال محض ، فها نحن قوغل في الأزقة من دون أن يلتفت إلينا أحد قط . وكانت خالية تلك الأزقة بعض الشيعة الكع فمك ماة مهرولين ، بين حين وآخر . وكلما تقدمنا فيها تكشف لنا أنها تفضي إلى طرق أومعه و في البيوت الوطيئة ، التي تزدهر فناءاتها بهياكل سيارات رثة ، وإطارات المطاطه إلى بيروت لأكثر قالولن تزدهر فناءاتها ببعض الشجر ، وبآلات أقل رثاثة . وتفضى هذه بدورها إلى حارات عالية وأخرى شاهقة ، تنتصب فوقها أدغال من هوائيات التلفاز المعدنية . و أوغلنا كثيراً على ما نعتقد ، حتى استوقفتنا مارة بالمشهد الذي كان يجري أمامها . رجلان بقناعين ، يمسكان بقضبان حديدية يصهر انها بوساطة نافورة من اللهب الأزرق . فهما كانا يلحان بوابة أجزاء إلى أجزاء . وكانا يستوقفان كل داخل ليعطياه مفتاحاً . والواضح أنها إنها عمدا إلى إغلاق مدخل العمارة ببوابة معدنية إسرافاً ، ربما ، في ابتغاء الأمان ، لأنهما كانا يسترسلان في الإشارات ، كلّما أعطيا شخصاً مفتاحه ، مباعدين بين أذرعهما ، ناظرين إلى الأعلى ، وإلى الأسفل ، كأنها يقيسان المدخل شبراً شبراً ، ويحدّران من الشر المنتظر إذا لم تُثبّت عوارض هنا ، وعوارض هناك . وكانا ، في أثناء هذا كله ، هرولان إلى الداخل ، محتمين بالجدار الذي يجاور الدرج ، كلما سمعا صوتاً يشبه صوت الطبل في كهف ، أجوف مشخشاً ، ثم يرجعان ، في حذر غير واضح ، إلى إكال عملها ، وهما يرفعان سيقان بنطاليها ، من الركبة إلى ما فوقها ، بحركة آلية يحفظان بها مرونة انحناء السيقان إذا قَرَفَهَا . شاعر وروائي سوري ، كردي ، قوي البناء ، فريد ، نسيج وحده في وصف النقد لأعاله . يجب له أنه تَحَا بالرواية العربية إلى ثراء في خيالها ، وجعل اللغة في صياغة موضوعاتها لحماً على هيكل السرد والقصّ لا ينفصل عن جسدها ، حتى كأنّ اللغة لم تُعَدّ وساطة إلى السرد ، بل هي السرد لا تنفصل عن سياق بناء الحكاية . . ويُحسَب له في الشعر أنه أب نفسه ، من القصيدة من استعادة خواصها كحرية تعبير في أقصى ممكناتها . ما من امتثال عنده لنمط أو مذهب . عنيد في نحته العبارة بلا خوف من المجازفات ، وكل كتاب اله ، في الشعر والرواية ، موسوعة مختصرة
الباحث ناجح المعموري ولعله بموضوعه الخلود في الأساطير وجمع المعلومات عنها الانتباه إلى مجمع الآلهة في الديانة القديمة والذي لعب دوراً هاماً معروفاً في ملحمة جلجامش مثلاً حيث قرر مصير انكيدو، بشيء من العسف والظلم. كذلك موقف آنو المعروف مع آدابا في أسطورته. لقد دفعه هذا الموقف وتلك الأهمية التي تتمتع بها الآلهة وسط مجلسها إلى متابعتها وتدوين المعلومات عنها والعناصر المكونة لها والوظائف المناطة بها، مع تحولاتها ومتغيراتها التي تحصل بشكل موضوعي بين المراحل الحضارية.