دار المدى للنشر والتوزيع هي دار نشر عراقية تأسست عام 1994، أصدرت الدار العديد من المنشورات الأدبية والكتب والروايات العربية، كما شاركت في العديد من معارض الكتاب المحلية والدولية.
تاريخ الدار
دار المدى تم تأسيسها رسمياً عام 1994 وهي إحدى شركات مجموعة المدى الثقافية والتي أسسها فخري كريم عام 1960، وتخدم القضايا الأدبية والسياسية والسير والمذكرات والفكر القومي. تضم دار المدى شبكة توزيع ووكلاء في عدة دول، وعدة مكاتب في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق وقبرص وأربيل.
مجالات الدار
تتنوع إصدارات الدار وتغطي موضوعات مختلفة على رأسها التاريخ، وقد أصدرت الدار أعمال متنوعة في مجالات مختلفة منها:
- الدراسات النقدية - المجموعات القصصية - الروايات. - المقالات والخواطر
مساهمات ثقافية تنشر دار المدى للعديد من الكتاب والأدباء العرب مثل: ميسلون هادي، بلال فضل والتي وصلت روايته الصادرة من دار المدى «أم ميمي» للقائمة الطويلة في الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2022، محمد الماغوط، ليلى العثمان، سعدي يوسف، نزيه أبو عفش. كما تنشر دار المدى ترجمات بعض الكتب من كل اللغات العالمية
ليس هناك"استبداد شرقي"او"استبداد غربي"، لكن هناك استبداد بل استبداد بشع في الشرق كما في الغرب.هذا هو الاستنتاج المحوري الذي يسعى الى اثباته هذا الكتاب محاولا تعميق الجدل حول مفهومي “الاستبداد” و”الاستبداد الشرقي”، منها ان السلطة الاستبدادية تتضارب بجو
تعرض لنا المؤلفة في قصتها الأولى "الحج" كيف تطورت شخصيتها منذ الطفولة حتى فترة المراهقة عرضاً واقعياً، وتصور اهتماماتها الأدبية والفنية. فمنذ طفولتها الأولى إلى المقابلة مع "توماس مان" تتضح رحلة نضجها العقلي والنفسي من خلال ثقافتها التي تتفوق على ثقافة الكثير من أبناء جيلها. إنها بالفعل قصة حاجة، لي س إلى المكان الذي يمثل المنبع الروحي لما تؤمن به، بل إلى المؤلف "توماس مان"، الذي يمثل بالنسبة إليها الفضاء الثقافي والروحي الذي تتوق إلى بلوغه. وفي قصتها الثانية، قصة المومس "فلات فيس" ومشغِّلها السيد "أوبسينتي" اللذان يمثلان الحثالة الاجتماعية الساقطة في ظلال الفقر والرذيلة وانعدام الثقافة، وذلك بفعل التمايز المستمر بين الأغنياء والفقراء في المجتمعات الرأسمالية. وقبل ذلك تلقي الأضواء في قصة "مشروع رحلة إلى الصين" على بعض الثقافات العريقة، مثل ثقافة الصين حيث كان والدها يعمل دبلوماسياً هناك.
هذا الكتاب يزوّد المكتبة العربية في تاريخ الدولة السلجوقية، ألف - اصلاً بالفارسية، فوجدنا من المفيد أن نترجمه إلى العربية حتى يستطيع الدارسون أن يستفيدوا منه الفائدة المرجوة، وهذا الكتاب هو العراضة في الحكاية السلجوقية لإبن النظام الحسيني المتوفى في عام 743هـ أي بعد زوال دولة السلاجقة الرئيسية في بلاد فارس والعراق بأكثر من قرن ونصف قرن من الزمن. وقد كان مؤلف الكتاب يعيش في العصر المغولي، في عصر السلطان أولجايتو فتعصب للسلاجقة لأنهم كالمغول من الأقوام التركية البدوية التي اجتمعت فقوي جانبها واستطاعت أن تقوم بحملات، وتقيم دولة قوية مترامية الأطراف، تستطيع أن تمثّل دوراً مهماً على مسرح التاريخ وتؤثر في تاريخ غيرها من الدول والشعوب
سيرة أسمهان مرة أخرى. المرأة الغامضة التي أحاطتها ألغاز وأسرار وشائعات خلال حياتها، وبعد موتها المفجع والمباغت في حادث سيارة: هل كان الحادث مدبّراً لصاحبة الصوت الملائكي الذي هزّ عرش أم كلثوم في ثلاثينيات القرن العشرين، كما أُشيع حينذاك؟ أم أنّه محصلة أكيدة لعلاقاتها الملتبسة مع أكثر من معسكر خلال الحرب العالمية الثانية؟ أم لعلّه قدرها حسب نبوءة عراّفة أخبرتها بأنّها ستموت باكراً؟ علاقاتها المتشابكة مع الألمان والفرنسيين والبريطانيين، ألصقت بها صفة «الجاسوسة» في المقام الأول، لكن ماذا عن حياتها كمغنية استثنائية أو أيقونة وجسد وصوت؟ الباحثة شريفة زهور اقتفت أثر أسمهان من قريتها عرى في الجنوب السوري إلى دمشق، فالقدس، فالقاهرة، بهدف لملمة خيوط حياتها المبعثرة وإعادة تدوينها على نحوٍ آخر، بعيداً من الشائعات التي روّجت لها كتب السيرة، إذ رصدت حياتها من موقع الفضيحة الصحافية أكثر منها توثيقاً لتاريخ مغنية وأميرة. تشير الباحثة الأميركية من أصل عربي في كتابها «أسرار أسمهان: المرأة، الحرب، الغناء» (دار المدى) الذي عرّبه عارف حديفة، إلى أنّها سعت إلى ترميم الانقطاع بين التاريخ المدوّن، والغموض الذي يكتنف حياة أسمهان، انطلاقاً مما تقترحه دراسات الجنوسة في الدرجة الأولى
في هذا الكتاب الساحر يقدم لنا أورهان باموق التاريخ الثري لهذہ المدينة، مستعينًا بذكرياته وبذكريات هؤلاء الذين سبقوہ؛ فكتبوا ورسموا وصوَّروا وأرَّخوا لمراحل حياة إسطنبول. البحث الذي أجراہ باموق ليكتب هذا الكتاب دقيق ومفصَّل، فيقدِّم لنا بانوراما شاملة تمتزج فيها الاقتباسات من المراجع مع سرد المؤلف ال سَّلِس. في تصويرہ للمدينة يحكي باموق قصة حياته وتاريخ أسرته، بأسلوب غني بالشجن. يضفر باموق تاريخه الشخصي مع انطباعاته عن المدينة وتراثها، ويُهدينا عملًا مفعمًا بحبه لإسطنبول، والذي أصبح من أهم أعمال باموق وأرقى ما كُتب عن هذہ المدينة.
في هذه الرواية نموذج بيرني لشباب قدموا أنفسهم نماذج عليا للشباب الأوربي في تلك الفترة الحاسمة من تاريخ أوروبا، التي شملت الثورة الفرنسية بما سبقها وما تلاها من سنوات كانت تمهيداً أو ذيولاً لها، وختاماً إنما ستجد فيه نوعاً من اليأس القوي الدافع إلى عدم الاكتراث، لا غفلة، بل ازدراء واحتقار، وستجد فيه نزوعاً عاروماً إلى نشدان المخاطر، واكتساب التجارب الحية الجديدة باستمرار، وتحقيق الأفعال من وراء الخواطر والأحلام وستغزو نفسك نزعة وحنين إلى الحياة المضطربة العاصفة الزاخرة بأعنف العواطف وأنبل الانفعالات وستقف معها وقفات طويلة عند آثار الماضي وتقرأ في صفحات التاريخ فتخلو إلى نفسك تسألها في كل حين إلى أين؟ فلن تجد فيها عمق فرتر، ولا خيال سان بريه ، ولا رقة رينيه ، ولا هم أقران.
يثير اسم كالدويل ذكريات حميمة لدى قراء الأدب الأمريكي في القرن العشرين، من خلال مؤلفاته التي كشفت عن أشكال غير معروفة من العنف والفساد والفقر ووحشية الجنوب الأمريكي، في مختلف العلاقات السائدة بين مواطنيه، بيضاً وسوداً. جاءت هذه المؤلفات في نحو خمس وعشرين رواية، ومائة وخمسين قصة قصيرة وطويلة، واثني عشر كتاباً منوعاً في موضوعات مختلفة، أهمها كتابه «اسمها تجربة» الذي حمل خلاصة تجربته في الحياة والكتابة، وترجم إلى أكثر اللغات الحية منذ عام 1951، وصدرت طبعته العربية عن دار المدى في دمشق، أخيرًا.
يريد الكاتب هذه الذكريات الممتعة العودة إلى عالم مدينة فريزنو في ولاية كاليفورنيا بين سنة 1915- 1925 (من الزمن الذي كان فيه في السابعة من عمره وكان قد بدأ في استيطان العالم كفرد متمایز حتى الزمن الذي أصبح فيه في سن السابعة عشرة وقد هجر الوادي الذي ولد فيه إلى مكان آخر ما في أرجاء العالم)، وإلى أفراد عائلته المباشرة التي عاشت في ذلك المكان خلال تلك السنوات. أي إلى المدينة الصغيرة القبيحة التي تحتوي العالم الهزلي الواسع وإلى عائلة سارویان الفخورة والغاضبة التي تحتوي الإنسانية جمعاء. وفي حين أن أية شخصية في هذا الكتاب لا تشخص أي فرد حي أو ميت كما يقال، فإن أية شخصية في هذا الكتاب ليست كذلك من نسج الخيال. وهكذا لن ينجح أي فرد من أفراد أسرتي في العثور على نفسه في أي من شخصيات هذا الكتاب، لكن أيا منهم كذلك لن ينجح في أن يجد نفسه غائباً تماماً عن أي منها. فإن صح الأمر فيما يخصنا، فإنه يصح على الأرجح كذلك من أجل أي شخص آخر وهو أمر مناسب برأي الكاتب.
نقرأ في هذا الكتاب مجموعة حوارات أجراها الكاتب حسن ناظم مع الشاعر فوزي كريم في منفاه في لندن. يتضمن الكتاب (22) محوراً يتناول خلاله المؤلف مجالات الشعر والثقافة والسياسة والإعلام ومواقف المثقفين والشعراء من سلطات الاستبداد، وقد طرح فوزي كريم في إجاباته على الأسئلة مجموعة من الآراء في الشعر؛ وشعرية الشعر العربي تحديداً متناولاً الجواهري والسياب ومواقف الديب سعدي يوسف الأخيرة والبياتي وعبد الرزاق عبد الواحد وصلاح عبد الصبور وغيرهم.
لكل منا تأريخه الشخصي: حصيلة وقائع وحيثيات ومسرات وفواجع ونكبات ورحلات وصداقات ودراسة وعمل وتحولات،،،،،; اما الكاتب (والمشتغل في الحقول المعرفية التاي عمادها الفكر والكلمة) فهو وحده من يمتلك تاريخين: الاول شخصي يماثل التوصيف السابق، والثاني تاريخ فكري أشبه بمملكة ساحرة تستوطنها كلمات وافكار ورؤى ولا شئ سواها. بدأت الكتابة المنتظمة منذ بواكير سبعينيات القرن العشرين بعد أن كانت لي مساهمات متناثرة في بضع صحف عراقية، ثم تنامت هذه المسيرة بالدأب والمثابرة حتى انتهت إلى ماینوف على الخمسين كتاباً في الرواية والقصة والمسرحية والمصنفات المعرفية العامة والترجمة، فضلا عن آلاف المقالات الطويلة والقصيرة التي دأبت على نشرها أسبوعيا أو شهرياً في بعض الصحف والمجلات الثقافية العراقية والعربية. يضم هذا الكتاب منتخبات من بعض مقالاتي المنشورة التي أراها صالحة لتكون عابرة لمحددات الزمان والمكان والبيئة الثقافية والأمزجة الشخصية المحكومة بسطوة اللحظة، لكونها - کما أری - تنطوي على أفكار ورؤى ومواقف وبعض خلاصات من واقعنا تهم القارئ العراقي والعربي في برهتنا الراهنة هذه وربما لأوقات قادمة. من المناسب هنا أن أورد ملاحظتين اثنتين : الأولى هي أنني عمدت إلى تبويب المقالات بصيغة محاور رئيسية لتيسير أمر القراءة والمتابعة على القارئ الذي قد يفضل قراءة محاور محددة دون سواها ؛ أما الملاحظة الثانية فهي أن معظم هذه المقالات مكتوبة خلال السنتين الماضيتين (2018 , 2019).
ليسمح لي عزيزي القارىء الكريم أن أطرح في هذا الكتاب شيئا من آرائي في الفن المسرحي عموما وفي المسرح العربي والعراقي خصوصا. هذه الآراء التي تبلورت عبر أكثر من خمسين سنة من التجربة من عملي المسرحي ومن دراستي. انها آراء ليست حاسمة بل قابلة للنقاش والتصحيح ولكنها تعكس حتما واقعا مسرحيا ساد في مراحل زمنية متتابعة من الحياة المسرحية. ومن تلك الآراء ما يتعلق بتأصيل الفن المسرحي وبلورة هوية خاصة به يدعى أمة من الأمم. وأهمية ذلك في مدى تقدم تلك الأمة وثمر حضاراتها وقد توصلنا بعد حين إن هوية مسرح أية أمة ترتبط بنتاج مؤلفيها المسرحيين، وإذا كانت بعض الأمم قد افتخرت باصالة منها المسرحي وقدم جذوره وان مثل تلك الأصالة قد لا تكون متوافرة لدى امم أخرى وليس من تراثها ما هو مختص في الفن المسرحي، وذلك ليس عيبا ولا مثلبة فقد تتميز تلك الأمم بحقول اخرى من الثقافة. وفي كل الاحوال فقد اصبح المسرح فنا كونيا لا يقتصر على هذا البلد دون الآخر واكبر دليل على ذلك ان مسرحيات شكسبير على سبيل المثال تمثل في مختلف انحاء العالم وان مؤلفقين اوربيين قد اعتمدوا في مؤلفاتهم على فنون ادبية لامم اخرى. ويكفي ان نذكر اوغست سترندبرغ في مسرحية (حذاء ابو القاسم الطنبوري) وبرتولد بريخت في مسرحية (الرجل الطيب من سشوان).
هذه الحفلة انتهتْ... وإمبراطوريّة التسوُّق الخاصة بنا تلفظُ أنفاسها الأخيرة... باي-باي للأسواق الحرَّة، وداعاً للشروط والبنود، وتشاو للضحك الزائف... عندما يبدأ غابرييل سويفت الذي تجاوز العشرين من العمر والناشِط المُناهِض للرأسماليّة، يبدأ بجني الأرباح، تكون تلك هي القشّة الأخيرة. وتساؤلاته الفلسفيّة عن وضع العالم – بدءاً بمبادلة الائتمان الافتراضيّة وانتهاءً بمُجمعات التسوُّق المُجرّدة من الروح – تُشير كلّها إلى اتّجاهٍ واحد. ولكن قبل أنْ يُغادر الحياة، يُقرِّرُ غابرييل أنْ يقوم برحلة أخيرة، تأخذه من لندن إلى طوكيو وإلى برلين – وأخيراً إلى أرض العجائب. «إنْ كان هناك روائيٌّ يستطيع أنْ يُبرِز المُفارقة القاتلة لِما يحدث حولنا فهو دي. سي. بيير» آلان وورنر في صحيفة «الغارديان». «إنّه صوتٌ سرديٌّ حيويّ، مُنطلِق ومُضحِك بصورة مُعقّدة» صحيفة «سكوتسمان» «إنّه مُنعِش... ومُقنِع حقّاً» صحيفة «فاينانشل تايمز»
في الساعة الثانية عشرة ظهراً، الخامس من آب 1945 ، حدث أمران تاريخيان في نفس الوقت في اليابان: الشعب الياباني سمع صوت امبراطوره لأول مرة، ليخبرهم في الراديو أن بلدهم خسرت حربها الأولى. هذا الكتاب هو سجل تفصيلي للاربع والعشرين ساعة التي سبقت ذلك البث، منذ الاجتماع الامبراطوري حيث اُتخذ قرار الاستسلام إلى خطاب الأمبراطور نفسه. كان ذلك أطول يوم يعيشه شعب اليابان في تاريخه. بالنسبة لنا، نحن أعضاء معهد دراسات حرب الباسيفيك، كانت فكرة تجميع وكتابة هذا السجل مهمة للغاية، إذ بدا كما لو أننا نعيش من جديد قسوة تلك الاحداث التي عاناها بلدنا. الخامس عشر من آب سنة 1945 ، كان ذروة السنوات المائة الأخيرة في تاريخ اليابان، منذ «إحياء ميجي». كل مستقبل الشعب الياباني، واليابان نفسها، يتوقفان على ذلك اليوم. إنني الأكبر سناً بين أعضاء معهد دراسات حرب الباسيفيك، فقد كنت في الصف الثالث الاعدادي يوم تحدث الأمبراطور من الراديو. حينها كنت أعمل في مصنع للعتاد الحربي ينتج خرطوشة للرشاش 20 ملم، وتلك كانت مساهمتي في الحرب. وفي أحد الايام قصفت طائرات بي 29 المصنع وقتل العديد من زملائي في العمل. يومها كانت جبهة القتال قد انتقلت إلى الداخل، مع ذلك كنت لا أزال آمل بانتصار اليابان، لذلك كان شعوري في منتصف ذلك اليوم خليطاً من المرارة والغضب، مع احساس بعبثية الأمل، إذ اُخبرنا أننا مع احتلال اليابان سوف نُجبر على عيش حياة العبيد.
النسخة العربية من كتاب الإسكتلندي شون بايثل “Confessions of a Bookseller” «اعترافات بائع كتب» (ترجمة أحمد الزبيدي). يستعرض الكتاب حياة شون بايثل، مالك متجر للكتب في ويجتاون، اسكتلندا، وهي بلدة صغيرة تشتهر بهوسها بالكتب. ويقدم الكتاب نظرة من الداخل على أفراح وإحباطات الحياة التي نعيشها مع الكتب، عبر مذكرات المؤلف الشخصية، ورحلة حياته المليئة بالمغامرات كمالك متجر للكتب المستعملة. ويعد هذا الكتاب تكملة لـكتاب بايثل المنشور عام 2017 “The Diary of a Bookseller” الذي صدرت نسخته العربية تحت عنوان (يوميات بائع كتب) عن دار المدى بترجمة من عباس المفرجي
كانت موجة عرضية قد انطلقت من اتجاه « قناة فورموزا » حوالي الساعة العاشرة ، دون أن تقلق هؤلاء المسافرين كثيرة ، لأن نان - شان ، بقاعها المسطح والأسافين الدوارة المثبتة على الجزء الأسفل منها ، والعرض الواسع جدا لها ؛ كل هذا منح السفينة الشهرة بقدرتها على الصمود في البحر . كان السيد دجوكس في لحظات التو اجد على الشاطئ يصرح بصوت مدو بأن « الفتاة العجوز ( السفينة ) كانت جيدة بقدر ماهي جميلة » . لم يكن يخطر للكابتن ماکویر أن يعبر عن رأيه الإيجابي بكل هذا الصوت العالي أو بمثل هذه الأوصاف العجيبة إلى هذا الحد . كانت سفينة جيدة دون شك ، وليست عجوزة أيضا . لقد تم بناؤها في « دمبارتون » قبل أقل من ثلاث سنوات لصالح شركة من التجار في سيام : « السادة سيغ أند سن » ( سيغ وولده ) . وحين نزلت إلى البحر لأول مرة ، وقد تم إكمالها من كل النواحي وأصبحت جاهزة لتارس عمل حياتها ، راح صناعها يتأملونها بفخر . قال أحد الشركاء : « لقد طلب منا سيغ أن نجد لها قبطانا موثوق ليبحر بها » ؛ وقال الآخر بعد بعض التأمل : « أعتقد أن ماکوير على الشاطئ الآن في الوقت الحاضر » . « هل هو كذلك ؟ أرسل له برقية على الفور . إنه الرجل المناسب تماما » ، هذا ما صرح به كبير الشركاء دون لحظة تردد واحدة . في صباح اليوم التالي وقف ماكوير أمامهم بهدوء ، بعد أن سافر من لندن بقطار منتصف الليل السريع وبعد أن ودع زوجته على نحو مفاجئ وغير معبر عن العاطفة . كانت هي ابنة زوجين عاليي المقام عرفا أياما أفضل . قال الشريك الأكبر : « الأفضل أن نذهب معا إلى السفينة يا كابتن » . وانطلق الرجال الثلاثة لمشاهدة كل نواحي الكال في نان - شان من مؤخر السفينة إلى مقدمتها ، ومن رافدة صلبها إلى بكرات صواريها الثخينة . ولد جوزيف كونراد باسم « یوزف تيودور کونراد كوجينوفسكي » في الثالث من كانون الأول ( 1857 ) في برديتشوف في أوكرانيا البولندية
تعتمد المقالات التي يتضمنها هذا الكتاب على تحليل وتعريف نماذج للأفلام الأميركية على إمتداد قرن من الزمن، وقد اختار المؤلف لهذه الغاية الأفلام المدرجة على قائمة معهد الأفلام الأميركي لأفضل مئة (100) فيلم أميركي في القرن العشرين، وتضم هذه القائمة عدداً كبيراً من كلاسيكيات السينما الأميركية وأفضل وكذلك أشهر ما قدّمته هوليوود من أفلام عبر تاريخها الطويل. وتتضمن هذه المقالات سرداً للمعلومات الأساسية المتعلقة بهذه الأفلام كأسماء ممثليها الرئيسيين ومخرجيها بالإضافة إلى كتّابها وبعض الفنيين المشاركين فيها، في كثير من الأحيان، ومخلصاً لقصصها وتقويماً لأهم ما يميزها، وأهم الجوائز السينمائية التي حصلت عليها، وتكاليف إنتاجها وشعبيتها الجماهيرية كما تنعكس في إيراداتها على شباك التذاكر، وذلك حين تكون مثل هذه البيانات متوفرة.
يقول فيلليني الذي لا يشبه غيره: «إن كل الفنون هي سيرة ذاتية، فالجوهرة هي سيرة ذاتية للمحارة التي صقلتها»، وهو بذلك يوسّع طيف السيرة الذاتية لتشمل عدة أفلام متقاربة أو متباعدة من أعماله، ولهذا نجد أن كل الأفلام التي ترصد، أو تلامس، شخصيات معروفة في الماضي أو الحاضر، تدخل في نسيج السيرة الذاتية، بتدرجات مختلفة، وأن نسبة هذه الأفلام أكثر مما نظن في الإنتاج السينمائي العالمي المتواصل، إذا أضفنا إليها ما يسمى «شبه سيرة ذاتية». اختار الناقد السينمائي علاء المفرجي، في هذا الكتاب، أن يرصد تنويعات من هذا «النوع» من الأفلام الأجنبية والعربية، بأساليبها وموضوعاتها المختلفة، ليكشف عما وراء المرئي فيها، صعوداً وهبوطاً، مع تأكيده على فكرة أن أفلام السيرة الذاتية لا يمكن أن تحيط بكامل تفاصيل سيرة الشخصية، لأن كل فيلم محكوم بمستوى السيناريو والمخرج والممثل، وتأتي أهمية كل فيلم من قدرته على تقديم الشخصية بطريقة توحي بأنها إعادة كتابة التاريخ بلغة الصورة، والكشف عن المسكوت عنه في النصوص المكتوبة أو المعلنة، وهذا ما نجده في الأفلام الثلاثة للمخرج اوليفر ستون عن الرؤساء الامريكيين السابقين جون كيندي ونيكسون وجورج بوش الابن. إن الأفلام التي تناولها الكتاب تغطي كل وجوه النشاطات والإبداعات البشرية من السياسة إلى العلوم النظرية والتطبيقية والفنون والعلاقات الإنسانية، في مسافات زمنية وجغرافية متباعدة أو متقاربة، مع محاولات جريئة لتشريح السلوك والتوجه الفكري والعاطفي، ونقاط القوة والضعف في حياة الشخصيات التي رسمتها الأفلام، إضافة إلى رصد نقاط الضعف والقوة في الأفلام نفسها، مع التركيز على وباء الفساد السياسي في القرن العشرين وما بعده، حيث اختفى التعريف القديم للسياسة: العلم والفن والأخلاق، وصار البديل: القتل العنصري والطائفي، والتدمير الشامل، والتهجير، والحرق بالأسلحة الكيماوية، والعودة إلى خرافات المذاهب في القرون الوسطى. بندر عبد الحميد أقل
أفواه الزمن - إدواردو غاليانوثل طائر يهبط الى الارض بسرعة ليلتقط شيئا لانراه، كذلك يفعل ادواردو غاليانو في كل كتاباته يلتقط صورا نادرة من حياتنا اليومية، ويعيد تلوينها باقلامه الساحرة، في صور مدهشة وغريبة كانها من عالم اخر.. الكتاب عبارة عن مجموعة من القصص والحكايا والطُرف والمفارقات والتأملات في الكون والتاريخ والسياسة والحياة وكل ما يخطر على بال الكاتب .. الأسلوب فكاهي وممتع .. أفكار قصيرة ومتفرقة ومتسلسلة بطريقة ذكية.
يقترح هذا الكتاب خارطة قراءات معاصرة لعالم الأدب والرواية والمواطنة العالمية والأدب مابعد الكولونيالي وروايات القرن الحادي والعشرين والسجالات المستمرة حول وظيفة الأدب، وماهية المعرفة وأسئلة السعادة الانسانية، ويساعد احتواء هذا الكتاب على فصول مختارة من كتب حديثة الباحثين والدارسين وهو يقترح عليهم مصادر معاصرة تعينهم في دراساتهم إذ يتوفر الكتاب على فصول من تلك الكتب التي تعدُّ من أهم المصادر الحديثة في مجال تخصصها. نلتقي في هذا الكتاب بأسئلة الأدب والفلسفة وأسئلة الحقيقة والمعرفة والنقد الأدبي والنظرية النقدية وأسئلة الحياة الإنسانية السعيدة من وجهة نظر تعتمد الفلسفة والرؤى الأدبية التي تناقش مفهوم السعادة. شئتُ أن أفتتح الكتاب مع الروائية والناقدة فيرجينيا وولف في مقالتها التأريخية (الرواية الحديثة) التي تُعدُّ مقالة تأسيسية في موضوع الحداثة الروائية في مطلع القرن العشرين، وضمن ماتقدّمه في دراستها الرصينة أمثلة وتحليلات لروايات بشّرت بالحداثة، كما تعقد مقارنة نقدية ممتعة بين الرواية الروسية والرواية الإنكليزية وتشير إلى صوت الإحتجاج الروسي القائم على حضارة عميقة مختلفة مقابل حمى الكتابة السوداوية لدى الانكليز. وتكشف لنا مقالة الناقد آدم كيرش (دفاعاً عن الروائي العالمي) عن التحوّلات في رؤية النقاد والأدباء لوظيفة الأدب في عصر العولمة، ويتساءل بعد مناقشة عدد من الروايات التي توصف بالعالمية: «هل أنّ الروايات التي أتاح لنا الحظ قراءتها مثل روايات باموك وايلينا فيرانتي وبولانيو هي حقاً الأفضل والأكثر أصالة؟ أم أنها ببساطة الروايات التي تناغمت مع الحسابات التجارية القائمة حسب؟ »، وفي سياق مناقشة وظيفة الأدب يعارض كيرش رأياً للفيلسوفة (مارثا نوسباوم) تقول فيه (الأدب يشجّعنا على أن نشغل أنفسنا بخير أناسٍ آخرين سوانا منالذين تبدو حيواتهم بعيدة عن حيواتنا الشخصية).
بساطٌ من العشب المحروق يرتفع عند مركزه في شكلِ تلّ. منحدراتٌ خفيفة عن يمينِ خشبة المسرح وشمالِها، وكذا في مقدّمتها. وفي الخلف – على مستوى المشهد – منخفَضٌ أشدّ انحداراً. وينبغي اعتماد أقصى درجةٍ ممكنةٍ من البساطة والتناسق (التماثل). ضوءٌ يعمي الأبصار. لوحةٌ في الخلفية للإيهام البصريّ (واضحٌ فيها ا لادّعاء والتكلّف)، تمثّلُ امتدادَ سماءٍ خاليةٍ من الغيومِ وسهلاً عارياً، والتقاءَهما في البعيد. ويني، مدفونة حتّى خصرها في التلّ، في مركزِه تحديداً. في الخمسين من عمرها. بها أثرٌ من جمالٍ. يفضَّل أن تكون شقراءَ، ممتلئة الجسم، عاريةَ الذراعين والكتفين، ترتدي صِداراً مكشوفاً جداً، صدرها ممتلئٌ، وتضع عقداً من اللؤلؤ. تنامُ واضعةً ذراعَيها على التلّ، ورأسَها على ذراعيها. بجانبها، عن شمالها كيسٌ أسودُ كبيرٌ، من صنف أكياس التسوّق (قفّة)، وعن يمينها مظلّةٌ مقبضها ملمومٌ إلى الدّاخل، فلا يُرى منه سوى قبضتِه التي هي على شكل قفل الباب. وخلفَها من اليمين، يرقدُ ويلي على الأرض، نائماً، يحجبُه التلُّ.
رواية "إلا إذا" للكاتبة كارول سيلدز ترجمة نوال لايقة.. صدرت الرواية لاول مرة عام 2002، وكانت تتويجا لحياة كارول شيلدز المهنية ككاتبة، إذ توفيت بعد صدورها بوقت قصير. لاقت الرواية رواجا ونجاحا كبيرين ورشحت لجائزة البوكر وجائزة الاورنج. كما نالت عددا من الجوائز. ووردت على لائحة الكتب الاكثر قراءة عام 2011. وتستكشف رواية "إلا إذا"، شأنها شأن اعمال شيلدز الادبية، الجانب الاستثنائي الرائع الذي تنطوي عليه الحياة الطبيعية للمرأة العادية.
تقف رواية تورغينيف (الآباء والبنون ) التي أهداها إلى ذكرى بيلنسكي والتي حققت له شهرة عالمية ، في طليعة هذا الأدب، إذ أنه في الواقع كتب رواية فكرية بحتة في إطار ممتع وفني جميل . وتعتبر اليوم أقوى آثاره و أروعها .وقد ترجمت إلى عدة لغات .
وهي قصيدة واحدة طويلة، موزعة على فقرات ومقاطع فرعية، هنا نموذج منها: «العالقون عالقون أمام أبواب المخامر، لا تزجروهم، والناكصون ناكصون:وراء أولاء الأبواب تُبعثُ الأنهارُ للحساب أولاً، والحدائق للحساب على فضائح الشجر، ومروق الظلال، وهرطقة الممرات.حساب من
يتعرّض المعماري العراقي المعروف رفعة الجاردجي في كتابه هذا إلى مسألتين، أولهما: كيف تطوّرت النواة الفكرية لنظرية جدليّة العمارة، وثانيتهما: وصف للأبنية التي أنجزها المؤلف مع العديد من زملائه العاملين بصفته مهندساً معمارياً. وهذا الكتاب لا يسرد تاريخ العمارة في العراق ولا يسرد تاريخ ما قام المؤلف بممارسته، وهو كتاب لا ينحصر في مسألة معمارية معينة، وإنما يشمل موضوعات عديدة ذات صلة أساسية بفن العمارة من خلال تجربة وممارسة شخصية وعامة على مدار ربع قرن.
هذا كتاب شامل ومرجعي في مادته، يحتوي على أربعة أبواب، يمكن اعتبارها كتباً مستقلة أيضاً. تم التقديم لها جميعها وترجمة المتون. الباب الأول: دراسة نقدية تاريخية ثقافية شاملة ومكثفة، ترصد التحولات التي طرأت على الفكر والآداب واللغة الإسبانية في القرنين السادس والسابع عشر ضمن المناخات السياسية والثقافية التي كانت سائدة آنذاك. ويتم التركيز والتعريف بأهم الكتاب والشعراء وبأهم أفكارهم وأعمالهم التي كانت رائدة ومؤسسة لما جاء بعدها. الباب الثاني: يحتوي على مقدمة وخمسين قصة قصيرة لأربعة عشر كاتباً إسبانياً من العصر الذهبي، حيث قام هؤلاء بالتأسيس الأول للقصة الإسبانية. وتمتاز هذه القصص المختارة بتنوعها على أصعدة الشكل والمضمون فنجد بينها ما يهدف إلى الإمتاع وآخر للتعليم؛ طرائف ومواقف وتاريخ وخرافات وحكمة وغيرها مما يمزج بين الواقع والخيال، بحيث أن قراءتنا لهذه القصص تمنحنا تصوراً كاملاً عن طبيعة المناخ القصصي في تلك المرحلة. الباب الثالث: هو تقديم ومختارات شعرية تضم أكثر من مائة قصيدة لأربعين شاعراً تقريباً. الباب الرابع: يضم مقدمة وثلاثة نماذج مسرحية قصيرة لأهم كاتب أنجبته الثقافة الإسبانية في كل عصورها والذي صارت تسمى اللغة الإسبانية باسمه كما تسمى الإنكليزية بلغة شكسبير والإيطالية لغة دانتي والألمانية لغة غوته، ألا وهو ثربانتس: ميغيل دي ثربانتس مؤلف رائعته الخالدة (دون كيخوته).
القصة الفلسفية "الأرانب والثعابين" آخر قصص الكاتب الروسي الأبخازي الأصل فاضل إسكندر التي انتقد فيها فترة البيريسترويكا في أيام غورباتشوف وأعقبها انهيار الاتحاد السوفيتي.
وأصر الضيوف على الجلوس قليلاً فوق المصطبة، كانوا ثلاثة من الكهول المتعبين من ذوي الثياب الخلقة والأصابع التي تهتز عند لف اللفائف. وقال أحدهم بعد أن نهى سعلة موفقة: "والآن... هل ما زال الفهد في قفصه أم عاد يهزج ويمرح مع بنات السوء؟". "بل لا نعرف في أي قفص حتى. اللعنة عليهم! من أين أبدأ وكيف أنتهي. ذهبت أولاً إلى مكان ما، فقالوا لي: اصعدي إلى الطابق الثاني، وعندما صعدت، قالوا: عودي إلى الطابق الأول... وعندها هبطت، قالوا: إلى الطابق الثالث، حتى تورمت قدماي دون جدوى. كلهم أنكروا معرفته"
لماذا هذه الترجمة لقصيدة «الأرض اليباب »؟ سؤال لا بد أن يخطر في ذهن أي قارىء حين يقرأ ترجمة جديدة لعمل ما. وقبل القارىء، هوسؤال يقلق المترجم نفسه، وقد يدفعه لترك المحاولة برمتها، ويريح رأسه ورأس القارئ أيضاً، الذي قد لا يكلف نفسه قراءة عمل مترجم سابقاً، تعرف عليه وألفه مهما كان مستوى الترجمة التي اط لع عليها. ويزداد الأمر تعقيداً، إذا كان العمل قد ترجم عدة مرات من قبل، وليس مرة واحدة، على أيدي كتاب ونقاد وشعراء معروفين، قد تكفي اسماؤهم لتزكي عند القارئ ما يفعلون وما ينتجون. لقد قال بول ريكور مرة أن الأعمال العظيمة قد شكلت على مر العصور موضوع ترجمات عديدة. وعبر التاريخ الأدبي، نجد أمثلة كثيرة على ذلك. فقد ترجمت «الأوديسة » لهوميروس، التي كتبت حوالى 700 سنة قبل الميلاد، عشرات المرات إلى اللغة الانجليزية منذ أن ترجمها جورج شابمان، معاصر شكسبير، سنة 1615 ؛ منها 27 ترجمة صدرت منذ 2000 لحد الآن بأشكال مختلفة، نثراً وشعراً، وضمنها ترجمة إيميلي ويلسون عام 2017 ، وهي أول امرأة تترجم الملحمة، وترجمة بيتر غرين عام 2018. وينطبق الأمر أيضاً على الإلياذة،التي ترجمها توماس هوبز عام 1676، وإنيادة فيرجيل، وكذلك ملحمة كلكامش، التي ترجمها جورج سميث عام 1870، وتوالت الترجمات لها. وفي بداية هذا القرن، 2001 ، ترجمها بنجامين فوستر، المختص بالبابليات في جامعة ييل الإميركية، ثم صدرت ترجمة جديدة لها عام 2007، أنجزها أندرو جورج، وصدرت عن مطبعة جامعة اوكسفورد، بعد العثور على ألواح جديدة لها في سوريا تتضمن أبياتها الافتتاحية، تم تهريبها من العراق بعد 2003 . ونحن نذكر الملاحم هنا دون غيرها، لأننا نعتبر، مثل كثيرين، عرباً وأجانب، «الأرض اليباب» ملحمة القرن العشرين فعلاً، وربما تكون الملحمة الوحيدة في ذلك القرن الشقي، بالإضافة إلى الأعمال الادبية التي ترجمت أكثر من مرة إلى هذه اللغة او تلك والتي لا يمكن حصرها.
أحب أن تبدأ الأشياء بالأسئلة، وتنتهي بالأسئلة، وما بين هذا الحشد من علامات الاستفهام، في البدء والخاتمة، يليق بالمرء أن يقول أنه قد أنجز عملاً طيباً، لأن أسئلته تلك قد أنجبت عالماً جديداً من الأسئلة الأعمق والأدق، فاللعنة على الإجابات وعلى كل الذين يجعلون إجاباتهم نهاياتنا! ليس أن نتساءل عن كأس: ما هو، كأن نتساءل عن شخص ما: من هو، ولا عن لغز في هذا الكون، ولا عن خلق أو حقيقة أو، أو، أو حتى لا تنتهي الأشياء! حسناً.. سأبدأ من المكان والوقت، الرحم الذي تتوالد منه الأقدار والقصص والحكايات المؤلمة، وتلك الأخرى الجميلة، وتلك الجميلة والقبيحة في آن! كتبت هذا العمل بين 1999-2005، هذا كتاب اجتهدت ألا أصنفه، فصدت منه أن تعرفوا زاهي الجبالي، هذا الذي احتمالاً أكيداً لتمام الـ 19 قاتلاً في سبتمبر أمريكا، فهو ألإرعابي الـ20، وكانت احتمالاً أوثق لتمام قائمة الـ26ـ فهو الإرهابي الـ27 في السعودية، واحترت كثيراً في الطريقة التي أقدم بها هذين الاحتمالين، وأخيراً رأيت أن يمضي العمل هكذا عفواً، فسحته لزاهي، يتحدث عن نفسه، على طريقته، التي لا أسميها!