دار المدى للنشر والتوزيع هي دار نشر عراقية تأسست عام 1994، أصدرت الدار العديد من المنشورات الأدبية والكتب والروايات العربية، كما شاركت في العديد من معارض الكتاب المحلية والدولية.
تاريخ الدار
دار المدى تم تأسيسها رسمياً عام 1994 وهي إحدى شركات مجموعة المدى الثقافية والتي أسسها فخري كريم عام 1960، وتخدم القضايا الأدبية والسياسية والسير والمذكرات والفكر القومي. تضم دار المدى شبكة توزيع ووكلاء في عدة دول، وعدة مكاتب في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق وقبرص وأربيل.
مجالات الدار
تتنوع إصدارات الدار وتغطي موضوعات مختلفة على رأسها التاريخ، وقد أصدرت الدار أعمال متنوعة في مجالات مختلفة منها:
- الدراسات النقدية - المجموعات القصصية - الروايات. - المقالات والخواطر
مساهمات ثقافية تنشر دار المدى للعديد من الكتاب والأدباء العرب مثل: ميسلون هادي، بلال فضل والتي وصلت روايته الصادرة من دار المدى «أم ميمي» للقائمة الطويلة في الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2022، محمد الماغوط، ليلى العثمان، سعدي يوسف، نزيه أبو عفش. كما تنشر دار المدى ترجمات بعض الكتب من كل اللغات العالمية
في خريف 1989 ، وبينما كان إعصارٌ عاتٍ يضرب هافانا، انتهى الملازم ماريو كونده من آخر قضيّة له في قسم التحقيقات. كان قد اتخذ قراره بترك العمل في الشرطة والتفرّغ للكتابة. قدّم استقالته يوم أتمّ السادسة والثلاثين. يومها بلغه خبرُ عزم أحد أصدقائه القدامى على مغادرة كوبا إلى غير رجعة، وقد أشرتُ إلى مغامرة ماريو كونده الأخيرة هذه في رواية منظر خريفي، وهي الأخيرةُ في سلسلة «الفصول الأربعة »، التي كتبتُها ونشرتُها بين عامي 1990 و 1997 ، والتي ضمّت أيضا روايات «ماض تام » و «رياح الصوم الكبير » و «أقنعة .» قررتُ، إذن، أن أمنح ماريو كونده إجازة لوقت بدا لي أنّه سيطول، وبدأتُ بكتابة رواية لم أشركْه فيها. في تلك الأثناء، اتصل بي ناشرو كتبي البرازيليون، وسألوني إن كنتُ راغباً في المشاركة في سلسلة يعتزمون إصدارها تحت عنوان «أدبٌ أو موت »، وطلبوا منّي أن أخبرهم، في حال موافقتي، عن اسم الأديب الذي ستدور حوله حكايتي. وصادفتْ فكرة البرازيليين قبولاً في نفسي. أمّا الأديبُ الذي وقع عليه اختياري فهو إرنست همنغوي، الذي كانت لي معه، ولسنوات، علاقة غريبة، هي مزيج من حُبّ ونفور. لم يخطر ببالي، حين فكّرتُ في تناول موقفي الشخصي من مؤلف «حفلة »، غير أن أرمي بأحاسيسي وهواجسي على عاتق ماريو كونده – كما فعلتُ مرات ومرات–، وأجعلَ منه – كما فعلتُ مرات ومرّات– بطلَ الحكاية. فكّرت أن أبني أحداث هذه الرواية على علاقة مزعومة بين همنغوي وكونده، نشأت إثرَ اكتشاف جثة دفنت في مزرعة المؤلف الأمريكي في هافانا. هنا أجدُ لزاماً عليّ أن أنبّه إلى وجوب ألا تخرجَ الرواية عن نطاق صفتها ووصفها، كيفما قُرئت، ومن أيّة زاوية رُصدت: فما ستقرأون محضُ رواية، حكايةٌ صِرف، بل لقد أضفتُ على الكثير من أحداثها، بما فيها التي استقيتها من أصحّ الوقائع وأدقّ التواريخ، من خيالي إلى درجة أنّي ما عدتُ أدري أين تنتهي ريشة المروحة اليدوية هذه وأين تبدأ تلك. مع ذلك، وعلى الرغم من أنّني أبقيتُ على بعض الشخوص أسماءها الحقيقيّة، فقد أعدتُ تسمية أخرى تجنّباً لحساسيات محتملة، لذلك امتزجت شخصياتُ الواقع بشخوص الخيال، في أرض لا حكم فيها إلا لقواعد الرواية ولا كلمة فيها إلا لزمانها. وعليه، فهمنغوَي هذه الرواية همنغوَي مصطنع، مصنوع، لأنّ القصّة التي سنراه فيها من نسج خيالي، بل لقد استعنتُ فيها بالإجازات الشعريّة وأساليب ما بعد الحداثة، واستخدمتُ فقراتٍ من أعماله ومقابلاته لنسج أحداث الليلة الليلاء، ليلة الثاني على الثالث من أكتوبر 1958
"سيدوري تسألها الشمس "هل بقيت في الكأس ثمالة "وهل فجرُ يطلع من أمس؟ "رجل في غابات الموت "يحمل غصناً من زيتون "فأحالوه الى مجنون "سنبلة الضوء بدت تقلق "رقصت في كل مفاتنها "رقصت طرباً كي لا تغرق.
وعد الفجر سيرة ذاتية للكاتب الفرنسي رومان غاري يروي فيها قصة طفولته وشبابه مع والدته الممثلة الروسية السابقة ، تلك المرأة ، التي قررت أن تجعل من ابنها محور حياتها الوحيد. كانت تنظر إليه وتصرّ على أنّه «سوف يصبح شخصية مهمّة» هي التي أرادت له منذ صغره أن يكون دبلوماسياً وكاتباً في آن واحد، فـ«فكتور هوغو كان رئيساً للجمهورية» كما كانت تقول. لقد أصرّت على ذلك طيلة حياتها، كانت تتنقل بين أصدقائها وتفتخر أن ابنها هو سفير فرنسا أو سوف يصبح كذلك. كل ذلك قبل أن يبلغ رومان سن الثالثة عشرة وقبل حتى أن تطأ قدما الصبي عتبة فرنسا. الصبي تآكله حب الوالدة، ففعل المستحيل منذ صغره لإرضائها.
هل تشكل هذه المقالات بمجملها سياقاً منتظماً أو بحثاً في موضوع؟... هذا السؤال طرحته على نفسي وأنا أجمع مقالات عن فنّانين تشكيليين وسينمائيين ومسرحيين وكتّاب وشعراء عالميين لأضعها في كتاب واحد... لقد كتبت هذه المقالات في أزمنة مختلفة تقارب العشرين عاماً، وفي ثلاثة منافٍ ووطن. وقد كتبت في الغالب بدوافع الاستجابة للعمل في صحف ومجلات عديدة، وفي مناسبات يوبيلية تتعلق بالميلاد أو الموت. وبين المنافي وطوارئها التي لا تسمح بنقل الكتب والمسودات، ولا تسمح قبل ذلك بثبات المكان، أي لا تسمح بتطور الفكر الثابت والتأسيس المنساب، وبين الصحافة التي تسلّط مساحة النشر وضرورات الوقت على التأنّي والتخصّص، سألت نفسي وأنا أجمع هذه المقالات وأعيد تعديلها وتبويبها: ما الذي حكم الاختيار، وما الذي حكم المدخل؟ وفي زمن صعب وجارف تبتر فيه الأحداث سياق الثقافة وتزيحها جانباً أو إلى الخلف، يبدو البحث في أعمال فنّانين وكتَّاب كبار، أبعد من أن يجيب عن الأسئلة المُلحّة التي تطرحها المرحلة. ولكن هؤلاء الفنّانين والكتَّاب واجهوا أصعب الأسئلة التي طرحها قرننا هذا وتركوا بصماتهم عليه وعلى ركائزه الثقافية... فقد واجهوا المشاكل التي طرحها التطور الصناعي الكاسح على المثل الإنسانية. وعاشوا التحديات الفكرية التي طرحتها الثورات الكبرى في عصرنا، ومحنة الإنسان بين حربين عالميتين شهدنا صعود الفاشية والنازية... إذن فقد عاشوا قرننا وأسهموا في ثقافته بعمق. وقد بحثت وأنا أقرأ أعمالهم عن شيء أريده: كيف يمكن أن تؤثر التجربة التي عاشوها على تكوين رؤيتهم وكيف انعكست في أعمالهم، وبالتالي مواقفهم من القضايا التي طرحها عصرنا... إن عوامل معقدة ومتنوعة ومؤثرات لا تحدّ حكمت هذا التعامل بين التجربة والوعي هذه المقالات لا تدّعي الإجابة عليها، إنما تسهم في البحث عنها.
ما هي القيمة الحقيقية لقدم جنديٍّ أنقذت حياة ضبّاطٍ أعلى منه رتبة؟ كيف يضحك في الحقيقة شخصٌ اتّخذ الضحك مهنة له؟ كيف تختصر إجابات مقتضبة بنعم أو لا سعادةَ رجل؟ وما الذكريات التي ستثيرها بضع لوحاتٍ معلّقة في مدرسةٍ تحوّلت لمستشفى عسكريّ، لدى تلميذٍ مصابٍ عائد من الحرب؟ أيكون من الجيّد أن نعيش لنعمل، أم أن نعمل لنعيش؟هذه الأسئلة وغيرها، سيحرّكها الكاتب الألماني "هاينريش بُل" في هذا الكتاب. عاكساً بأسلوبه الطريف حيناً، الغاضب حيناً آخر، والحسّاس في كلّ حين، سخريّته من الظروف التي تلت الحرب، وأجبرت الناس على معاودة حياتهم كأنّ شيئاً لم يكن، واستهزاءه بالنزعة الرأسمالية التي تطالب الجميع بالعمل بأقصى طاقتهم من أجل "المستقبل"... مثمّناً التأمل والبطء، يكتب "هاينرش بُل" في هذه القصص ردّه على عالمٍ عجول، ممسوس بالجنون، وفاقد لإنسانيّته.
ولادة ثانية "، صورة شخصية متعددة الألوان لواحدة من أعظم الكتاب والمفكرين الأمريكيين، تعج بفضول سونتاغ النهم وظمئها للحياة. في هذه اليوميات، أو الاعترافات (( العظيمة ))، نراقب بشغف تفتحها على الحياة، ونشاركها لقاءاتها مع الكتّاب الذين أغنوا معارفها، وننشغل بتحديها العميق للكتابة نفسها. كل هذا، يترش ح في تفاصيل لا تضاهى للحياة اليومية. في اليوميات بوح ذاتي على نحو غير عادي، يتظافر مع وصف شغفها الفريد الى معرفة فكرية، وحسية ايضا، عندما كانت سونتاغ تتوق الى أن تغدو جديرة بالكتّاب والرسامين والموسيقيين الذين تبجل. جشع سونتاغ الاستثنائي ــ (( الإحساس الذي كانت بحاجة اليه لتسمع كل قطعة موسيقى، وترى كل عمل فني، وتلم بكل الأعمال العظيمة في الأدب )) ــ كان موجودا منذ البداية، ونحن نلمسه في هذه اليوميات " الحقيقية ".
يا قصائدي المثقلات أعرفُ انكِ متعبة من بضائع مؤسفة هو هذا الطريق و ذلك ما كان فاحتملي العبء و مري ببطءٍ اظن المحطة باتت على وشك و أظنكِ حُملتِ أكثر مما أستطعتِ و لكنها هذي هي حياتي و هذا أنا لأعيش.
وفي هذه الرواية يصور بول وضع الناس الخارجين من الحرب العالمية الثانية، والذين يجدون أنفسهم فجأة بلا سند في عالم مخرب مادياً وروحياً.ما يميز كتابه هانير شربول أن القارئ لرواياته يتلمس عمق الجرح الذي تعانيه كل شخصية من شخصيات الرواية، وهي تتحدث لا عن نفسها
عندما تنتزع الصحافة شاعراً من عرشه، فهي بذلك تضيّق عليه حرية الخيالات، وانطلاقها الى آفاق لا مدى لها، يوفرها ذلك العالم الساحر، وتضعه بين في زحمة الضجيج الصاخب للأحداث التي توجب تغلب العمومية، على خصوصية المشاعر والاحاسيس الشخصية، والتي قد تتماهى مع نبضات قلوب الآخرين. أخيراً، حانت لي الفرصة لجمع بعض ما تشتت من قصائدي، التي فقدتُ الكثير منها، خلات سنوات تنقلي بين السجون والمعتقلات، إضافة الى فقدان اول مجموعة أرسلتها للطباعة في بيروت، من خلال دار نشر كنت اعتقد انها موثوقة. ولا أكتم هنا، وانا اُقدم مجموعتي الشعرية هذه، الاشارة الى اختلافي في الأسلوب، مع معظم النتاجات التي صدرت في السنوات الأخيرة، والتي اراها ابتعدت مسافات شاسعة عن الشعر، وتحولت الى صيغة "النثر"، بل الأكثر من ذلك، ابتعدت حتى عن اللغة العربية السليمة، تحت ذريعة "ما علاقة الشعر باللغة!؟". وعلى الرغم مما اسلفت، اطلعت من خلال متابعاتي، على نتاجات راقية، وراقية جدا، في تقديم الصور الشعرية الجميلة، وهذا ما احترمه، وفي نفس الوقت، اضعه في باب "النثر"، او "الشعر المنثور"، الذي يتقن موسيقى الكلمة، وليس موسيقى الشعر. أتمنى ان تروق هذه المجموعة للقارئ الكريم، وأعد بالاستمرار.
"يملكون ولا يملكون" هي الرواية الثانية لهمنغواي التي تدور أحداثها في الولايات المتحدة الأميركية بعد رواية "سيول الربيع" وكتبها في شكل متقطع بين 1935-1937 ونقّحها أثناء سفره وتنقلاته خلال الحرب الأهلية الإسبانية. تتحدث الرواية عن مكابدات ربّان بحري "هاري مورغان" الذي يعمل على قارب في تهريب البضائع بين كوبا وفلوريدا. تقدم الرواية هاري رجلاً خيّراً أرغمته ظروف اقتصادية قاسية للعمل في السوق السوداء. فيفقد يده وقاربه خلال عملية تهريب جرى فيها تبادل لإطلاق النار. تظهر في الرواية آثار مرحلة الكساد الكبير في فترة الثلاثينات بما فيها من الفقر والإنحلال اللذان يثقلان كواهل سكان "كي وست" الفقراء الذين يشار إليهم في الرواية بلقب (الكونكس)، وهذه الرواية متأثرة بسيناريوهات السينما فهي مغامرات بوليسية ومطاردات في بعض جوانبها. يظهر تأثير الفكر الماركسي على العمل جلياً إذ كان همنغواي يناصر الجمهوريين في الحرب الأهلية الإسبانية وقت كتابة الرواية.
تعد «يوتوبيا» أكثر أعمال توماس مور شهرة وذيوعاً كما تكاد تكون الأولى من سلسلة الأعمال الأدبية الفكرية التي تقدم صورة متكاملة لعالم مثالي، تختفي منه شرور عالم الواقع، وتتحقق فيه أحلام الإنسانية بالسعادة والكفاية والعدل، وذلك في قالب روائي جذاب. أما فكرة العالم المثالي أو الفردوس الأرضي أو اليوتوبيا كما صارت تسمى منذ صاغ توماس مور هذه الكلمة، ففكرة راودت خيال الإنسان من قديم الزمان وتناولها الفلاسفة والمفكرون وقدموا لها صوراً مختلفة اتخذت الطابع الديني أحياناً والطابع الفلسفي أحياناً أخرى، وصيغت في قالب الحوار تارة وفي قالب القصة الخيالية تارة أخرى. ومن أمثلة ذلك «جمهورية» أفلاطون وكتاب «السياسة» لأرسطو، «وآراء أهل المدينة الفاضلة» للفارابي، و«مدينة الشمس» لكامبانيللا أما ما يميز «يوتوبيا» عن تلك الأعمال السابقة لها فهو الشكل الأدبي الروائي الذي قدم به توماس مور عالمه المثالي من ناحية وارتباطها بعالم الواقع ومشاكله ارتباطاً وثيقاً من ناحية أخرى. أما من الناحية الأولى فلم يركن توماس مور إلى تقديم أفكار مجردة أو عرض نظري لما يجب أن تكون عليه الدولة المثلى، كما فعل أفلاطون في جمهوريته مثلاً، بل قدم صورة أدبية لجزيرة مثالية ادّعى أنها حقيقة واقعة صادفها الروائي أثناء رحلاته وتركت في نفسه أثراً قوياً، فنقل صورة مفصلة لها، وربط بينها وبين عالم الواقع عن طريق الموازنة وإبراز أوجه الشبه والخلاف، فأرسى مور بذلك قواعد الرواية اليوتوبية التي نعرفها اليوم في أعمال هـ. ج. ولز (H. G. Wells) وألدس هكسلي (Aldous Huxley)، وجورج أورويل (George Orwell) مثلاً، والتي تعتمد – في سبيل تقديم مضمون فكري اجتماعي أو سياسي – على التشويق والتجسيم والإيجاء بأن العالم الذي يصفه الكاتب عالم واقعي موجود بالفعل – وإن كان هذا العالم الجديد لا يمثل في جميع الأحوال العالم المثالي المرغوب فيه. بل على العكس من ذلك قد تتمثل فيه مساوئ عالم الواقع بشكل مفرط وذلك على سبيل التحذير والتبصير بما يهدّد الإنسانية من أخطار، كما هو الحال في «عالم جديد شجاع» (Brave New World) لألدس هكسلي أو «1984» لجورج أورويل مثلاً.
يكمل المترجم عمله في ترجمة يوليسيس بإكماله الحلقة الثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة مزودة بأكثر من ألفي هامش، وهو يقول بأن الشرك الحقيقي يكمن في الحلقة الخامسة عشرة، فهي في نظر الكثيرين من النقاد الجويسيين (جيمس جويس) أصعب الحلقات طرّاً؛ وبها تبدأ الرواية؛ كذا ظنّ بعض النقاد، ففيها حاكى جويس أكثر من دزينة من الأساليب النثرية بدأها بالمؤرخون اللاتين من أمثال سالسوت وتاسبتوس من دون أن يجعل محاكاته إنكليزية؛ ثم حاكى المؤرخين اللاتين في العصور الوسطى وجعلها تشبه نفسها، أي لا علاقة لها بالإنكليزية. لينتقل بعد ذلك إلى الأنكلوساكسونية، فالنثر الإنكليزي في العصور الوسطى، فأشهر الكتاب الإنكليز من مختلف العصور إلى جون رسكن، وتوماس كارلايل، مضيفاً بأن موثقة جويس اللغوية هنا احتوت اللغات؛ السنسكريتية والعبرية و"الغالية" والألمانية والفرنسية والأسبانية والكلمات المهجورة في العامية الإيرلندية والأمريكية والفرنسية وعامية شرقي لندن المعروفة بإسم "الكوكني، Cockney". بالإضافة إلى منحوتاته، حتى أنه صاغ من الحروف أصواتاً موسيقية لتصوير ثلاثة مساقط مائية وفي كل مرة تختلف الموسيقى بإختلاف توزيع الحروف وكأنها نوتات موسيقية لتصوير ثلاثة مساقط مائية وفي كل مرة تختلف الموسيقى بإختلاف توزيع الحروف وكأنها نوتات موسيقية، في الحلقة الخامسة عشرة، وهي أطول حلقة في الرواية، ينهض جويس بالعبقرية إلى تخوم جنونية ليس هناك أكثر حكمة وثقافة مثلها، في أي كتاب آخر... وكأن انفلت الذهن من عقاله، فلا فرق بين الرواية والمسرحية.
"ملحمة القرن العشرين" هذه كما سميت، في غاية الصعوبة، ومغاليقها مستغلقة لدرجة اليأس واﻹحباط وانقطاع النفس مرة بعد مرة، العزاء الوحيد أن القارئ اﻹنجليزي ليس أكثر حظًا. لتكن هذهِ الرواية- الاعجوبة امتحانًا لقدرتك على الصبر و الجلد، و اختبارًا لقدرتك على الاصغاء الكامل و بكافة الحواس، إنها مثل مرافبة نمو نبتة، عملية بطيئة بلا شك، أي أنكَ لا تستطيع أن تقرأها دفعة واحدة أو بدفعات كبار فتصاب بالتخمة، لا مفر من التعامل مع هذهِ الرواية على أنها مثل مركبات
"ملحمة القرن العشرين" هذه، كما سمّيت، في غاية الصعوبة، ومغاليقها مستغلقى لدرجة اليأس والإحباط وانقطاع النفس مرة بعد مرة. العزاء الوحيد أن القارىء الإنكليزي ليس أكثر خطأ. لتكن هذه الرواية – الأعجوبة، امتحاناً لقدراتك على الصبر والجلد، ومحكاً لقابلية إصغائك الكامل وبكل الجوارح والحواس، إنها مثل مرا قبة نمو نبتة. عملية بطيئة بلا شك، أي أنك لا تستطيع أن تقرأها دفعة واحدة أو بدفعات كبار فتصاب بالتخمة. لا مفر من التعامل مع هذه الرواية، على أنها مركبات أدوية، الإكثار منها يؤدي إلى عطبك. قراءة مقطع، التأمّل فيه، التمعّن في أبعاده، ثم إعادة قراءته مرات ومرات. لا يمكن الإنتقال إلى مقطع آخر من دون التأكد من هضم المقطع الأول وتمثّله، أي أن هذه الرواية تتطلب تغييراً أساسياً في العادات التي تعوّدناها في القراءة سابقاً. لا بد للقارىء الذي وطن نفسه على قراءتها من تخصيص وقت ينقطع فيه إليها انقطاعاً كاملاً، كما لا بد له من الإطلاع على أوديسة هوميروس، بالدرجة الأولى وعلى التوراة والإنجيل، وقصص “DUBLINERS” القصيرة لجيمس جويس نفسه
منذ عمر السادسة عشرة، ولج برنار فيربير (المولود سنة 1961 في مدينة تولوز) عالم الأدب. فكتب قصصاً قصيرة، وسيناريوهات، ومسرحيّات. وبعد أن أنهى دراسته في علم الجريمة والصحافة، عمل محرّراً في الصحافة العلميّة. أصدر سنة 1991 روايته الأولى (النمل) التي حظيت بنجاح منقطع النظير، وهو لم يتجاوز بعد الثلاثين من عمره. يقترح برنار فيربير في أعماله نوعاً جديداً من الكتابة الأدبيّة يدعوها “الخيال الفلسفيّ”، والتي هي مزيج من الخيال العلميّ والفلسفة والمعتقدات الروحيّة. يصبو فيربير إلى فهم مكانة الإنسان داخل هذا الكون عبر وجهات نظر، متعدّدة وغريبة، خارجة عنه: حيوانات، أشجار، آلهة قديمة، وحتّى سكّان محتملون من خارج الكوكب. تستقبل أعمال برنار فيربير بحفاوة ليس في فرنسا فحسب، وإنّما في العالم. غير أنّ ثلاثيةّ النمل -والتي تشكّل هذه الرواية كتابها الأوّل، إذ لحقها يوم النمل 1992، وثورة النمل 1996 -تبقى هي الجوهرة في تاجه الإبداعي، والسمة التي منحت تجربته النكهة الفريدة التي اختصّ بها، وألهمت كتّاباً آخرين.
صدر للكاتب زهير الجزائري كتاب بعنوان " يوميات الالم والغضب " يروي فيه حكاية انتفاضة تشرين في ضوء مشاركته ومراقبته ومعايشته لساحات الاحتجاج، وفي الكتاب يشير زهير الجزائري الى العوامل التي ادت الى اندلاع الانتفاضة متسائلا؛ما الذي أشعل الانتفاضة؟ وأجاب، هنالك عدد من العوامل مثلت مقدمات لاندلاع الانتفاضة ، ويرى المؤلف ان مستقبل التظاهرات الاحتجاجية بالعراق سيظل مرتبطًا بمدى تطبيق مقتضيات الدستور والعدالة الاجتماعية في توزيع الثروة والعدالة الانتقالية عـلى وجـه صحيح؛ ووجـود إرادة حقيقيــة مــن الدولــة إزاء مكافحــة الفســاد ، ودعــم اســتقلالية القضــاء وتجــاوز تحكم الفصائل المسلحة وتدخل القانون العشائري .
ذلك إننا يجب أن نسعى بجهد إلى معنى كل كلمة وكل سطر، لأننا نفترض دائماً أن هناك مهنى أكبر من الاستعمال الشائع الذي تتيحه لنا الحكمة والشجاعة وسماحة النفس التي نتحلى بها. هناك كتب نتصفها بمتعة ناسين الصفحة التي قرأناها ما أن ننتقل إلى الصفحة التالية. وكتب نقرأها بخشوع دون أن نجرؤ على الموافقة أو الاعتراض على فحواها. و أخرى لا تعطي سوى معلومات ولا تقبل التعليق. وهناك كتب نحبها بشغف ولوقت طويل، لهذا نردد كل كلمة فيها لأننا نعرفها عن ظهر قلب. القراءة عبارة عن محادثة، تماماً مثلما يبتلى المجانين بحوار وهمي يتردد صداه في مكان ما في أذهانهم، فإن القراء يتورطون أيضاً بحوار مشابه، يستفزهم بصمت من خلال الكلمات التي على الصفحة. في الغالب لا يدون القارئ ردود أفعاله، لكن أحياناً تنتاب قارئ ما رغبة بإمساك القلم والتواصل مع هذا الحوار بكتابة الهوامش على النص. هذا التعليق، هذه الهوامش، هذه الكتابة الظل التي ترافق أحياناً كتبنا الأثيرة توسع من النص وتنقله إلى زمن آخر، وتجعل من القراءة تجربة مختلفة وتضفي واقعية على الأوهام التي يرويها لنا الكتاب، ويريدنا (نحن قرائه) أن نعيشها.
((ليسامح الناس تلك المرأة التي ربما كانت عاجزة، منذ أعوام الشباب، عن أن تحمل على كتفيها الضعيفتين تلك المهمة الرفيعة- أن تكون زوجة رجل عبقري وإنسان عظيم)). هذا ما كتبته صوفيا أندرييفنا تولستايا في عام 1913م عقب وفاة زوجها كاتب روسيا الكبير ليف تولستوي، بعد أن عاشت حوالي نصف قرن إلى جانبه، وشاطرته صعوبات الحياة في المجتمع القيصري المتزمت، وفي صعوده سلّم المجد حتى أصبح من أشهر كتاب روسيا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. إن اليوميات هي بمثابة رواية للأحداث اليومية التي تجسد خصال الكاتب وموقف زوجته من سلوكياته معها ومع الاخرين، وأفكاره الطليعية في ذلك الزمان، ومعاناتها بسبب هذا كله. إنها تزوجت الكونت ليف تولستوي في عام 1862م، وأصبحت تحمل لقب كونتيسة، حين كانت في سن 18 عاماً، بعد أن شبّت بلا هموم في كنف أبيها اندريه بيرس طبيب الأسرة القيصرية الذي عاش مع أسرته في شقة حكومية في داخل الكرملين. واكتسبت صوفيا الكثير من العادات الأرستقراطية وحصلت على تعليم جيد من إجادة ثلاث لغات أجنبية، هي الفرنسية والإنجليزية والألمانية، والعزف على البيانو، ناهيك عن الاطلاع على الآداب العالمية. واتسمت بطبيعة شاعرية وبمواهب عدة تركت أثرها في العلاقات مع زوجها لاحقاً، حيث أحبت صوفيا سحر الطبيعة في الريف الروسي، كما أحبت الموسيقى والفن عموماً، وخالفت زوجها في تقييمه للفنون الذي ورد في كتابه “حول الفن”. وكان تولستوي قد أصبح آنذاك كاتباً معروفاً ونافس حتى تورجينيف في الشهرة، وترجمت أعماله إلى اللغات الأجنبية. وقد شق طريقه في ميدان الأدب بعد تجارب حياتية قاسية منها الخدمة في الجيش والمشاركة في حرب القرم ومن ثم في القوقاز بصفة ضابط مدفعية، وعرف كل مساوئ حياة الضباط آنذاك من سكر وعربدة ومعاشرة الغجر وبنات الهوى ولعب القمار.
في سن الثامنة عشرة رأى شون بيثل أول مرّة المكتبة الغريبة في البلدة الساحلية الاسكتلندية ويغتاون. «هذه المكتبة لن تبقى لعام آخر»، قالها حينئذٍ على نحو ساهٍ لصديق له. بعد ثلاثة عشر عاماً كانت لم تزل قائمة وشون مالكها. هو يقيم ويعمل في المكتبة، التي رفوفها المتصدّعة تحوي كل شيء من إنجيلٍ من القرن الساد س عشر إلى طبعةٍ أولى من أغاثا كريستي. جنّة عاشق كتب؟ حسنٌ، تقريباً... في يومياته الصادقة والمضحكة على نحو مرير وساخر يسجّل شون حياته اليومية في، وحَول، المكتبة، كاشفاً عن حياة تجارة الكتب بنجاحاتها وإخفاقاتها، كيف العيش كبائع كتب في عصر الديجتال، كيف التعامل مع زبائن غريبي الأطوار، مع مستخدمين يعملون وفق مزاجهم ودرج نقود فارغ معظم الأحيان. إلى جانب ذلك يأخذك في رحلات شراء إلى عِزَب قديمة وبيوت مزاد، ويقدّم لك إثارة اكتشاف اللّقى على غير توقّع. «يوميات بائع كتب» قصة حميمة عن رجل يعيش من أجل، مع، ووسط الكتب. ‹يوميات بائع كتب› دافئ (بخلاف مكتبة شون الباردة المجمِّدة) ومضحك، ويستأهل أن يصبح واحداً من الكتب البستسيلرز (الأكثر مبيعاً)، وهو التعبير الذي يزعجه كثيراً.
امبرانت، لم يكن يؤمن بالخلود. ربما حضر له كأمرٍ ديني، لكنه لم يصل عنده حد يقينيات الكائن البشري. و لم يكن عنده فاعلاً وموجِّهاً. وهذا كان سبب اكتئابه. لكنه أيضاً، لم يستطع ابعاده عن حياة الانسان المتفوق فيه. لهذا كانت استمراريته متجاوزا ما هو ادنى. هو بقي سجينَ احلامه الكبيرة وسجين فنائه وظمئه. جسد متنافر. لذا صار المكان والزمان عنده بُعدين لخلية جسدية. لم يكفّ عن قياس الفرح المر بالاضطهاد، وكما لو ان الحرمان من الابدي لم يكن الا وعياً مؤسفا اكثر بنهايتنا. مارسيل بريون 1946 MARCEL BRION رامبرانت صور نفسه بوضوح، في الرسم الزيتي وفي النقش على المعادن وفي التخطيطات، ما يقارب المائة مرة. وفي كل مرة من هذه المرات نتعلم اكثر عن رامبرانت. إلى حدٍ ما، حقّقَ رامبرانت متطلبات يونج وعرض الشخصية في رسومه كظاهرة متطورة. تقنياً، كانت سمتُه التقدم بحذق متزايد في مضمون اللوحة. تبدو النفس في رسومه تخترق القناع المرسوم وتجعل منه تسجيلا مهتزا لحياة الفنان الداخلية. لكن رامبرانت كان يشعر بوضوح ان هذه الدرجة من الكشف ليست كافية وان الشخصية تتحطم تدريجيا تحت ضغط الواقع و الوجه يفقد نعومته وتناسقه وتماسكه. هربرت ريد 1955
تحول النص الخيالي, والنص النظري, بين يدي المبدع والدارس إلى يوتوبيا, مثقلة بقناعة قابليتها للتطبيق العملي. صار الشاعر- بدل السعي للكشف عن التباسات الشرط الإنساني, وإضاءة الأركان المعتمة, أو نصف المضاءة في الإنسان يسعى -على النقيض- إلى فرض حلول سحرية بقوة الكلمة, داخلاً المعترك الأرضي, يداً بيد مع المغامر السياسي, لتطبيقها. طبعاً عادة ما يكون الشاعر أو الكاتب الخيالي, لضعف تأثيره العملي وضعف حيلته, مع السياسي, أو تحت ظله, أو خلفه, يزوده بدفق المشاعر التي يفتقدها الأخير, ثم مع الأيام يجد نفسه وقد تقزم إلى مؤيد ومطبل, للسياسي الذي تسلم زمام السلطة. حدث هذا بصورة غاية في الملموسية والتاريخية مع ثقافة رؤى البعث القومية، والثقافة المعارضة لها في العراق. خرج الشاعر الذي لا يرى إلا "جنةً عرضها الوطن العربي"، معززاً بالشاعر المعارض له الذي يراها جنة "بذلة العمال الزرقاء". وبدأت معهما مخاضة الدماء، التي انتهت بصعود الدكتاتور.