دار المدى للنشر والتوزيع هي دار نشر عراقية تأسست عام 1994، أصدرت الدار العديد من المنشورات الأدبية والكتب والروايات العربية، كما شاركت في العديد من معارض الكتاب المحلية والدولية.
تاريخ الدار
دار المدى تم تأسيسها رسمياً عام 1994 وهي إحدى شركات مجموعة المدى الثقافية والتي أسسها فخري كريم عام 1960، وتخدم القضايا الأدبية والسياسية والسير والمذكرات والفكر القومي. تضم دار المدى شبكة توزيع ووكلاء في عدة دول، وعدة مكاتب في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق وقبرص وأربيل.
مجالات الدار
تتنوع إصدارات الدار وتغطي موضوعات مختلفة على رأسها التاريخ، وقد أصدرت الدار أعمال متنوعة في مجالات مختلفة منها:
- الدراسات النقدية - المجموعات القصصية - الروايات. - المقالات والخواطر
مساهمات ثقافية تنشر دار المدى للعديد من الكتاب والأدباء العرب مثل: ميسلون هادي، بلال فضل والتي وصلت روايته الصادرة من دار المدى «أم ميمي» للقائمة الطويلة في الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2022، محمد الماغوط، ليلى العثمان، سعدي يوسف، نزيه أبو عفش. كما تنشر دار المدى ترجمات بعض الكتب من كل اللغات العالمية
شير علي الشوك في ملاحظة أولى يصدِّر بها روايته «مثلث متساوي الساقين (دار المدى ـ 2008) إلى أنها امتداد لروايته السابقة «عشب أحمر» (2007)، وقد أفاد في كتابتها من أوراق كتبها عام 1980. وهذه الرواية كسابقتها تبدو كأنّها سيرة الشوك نفسه الذي يتّخذ من هشام المقدادي البطل الأساسي في الروايتين قناعاً له. وفي كلتَيهما نجد «بورتريه» لمثقف عراقي من الطبقة الوسطى يحاول تحدي إشكالات الواقع ويجد لنفسه مكاناً خارج هيمنة السلطة.
صدر في بيروت العدد الأول من المجلة العراقية الجديدة" أقواس" ، وهي ثقافية فصلية يرأس تحريرها فاضل السلطاني ، ويتولى سكرتارية التحرير فيها جمال جمعة. في باب" أقواس البوح" كتب الراحل فؤاد التكرلي عن رؤيته الأدبية ، ونشر علي الشوك "اعترافات" عن مسيرته الثقافية ، وتجربته الأدبية. وفي"أقواس البحث" ، ساهم الباحث السوري هاشم صالح بدراسة عن الزمن الليبرالي والزمن الأصولي في مرحلة عبد الناصر ، وتناول د.ابراهيم الحيدري الحداثة العربية والخوف من الحرية. ونشرت د. سهام جبار نقداً لكتاب جورج طرابيشي" أنثى ضد الأنوثة". وترجم عبد الهادي سعدون فصلاً من الإيروتيكية والآداب الكلاسيكية العربية "نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب" نموذجا للباحث الاسباني أغناثيوغوتيرث تيران. وفي الباب الثالث" أقواس الآخر" ، نشرت"أقواس" فصلاً من كتاب يتناول تجربة الكتاب الالمان في مرحلة الفاشية للكاتب داريوش شايغان ، ترجمته تحرير السماوي ، وموضوعاً آخر عن تجربة الدانمارك في" صناعة المبدعين" كتبه جمال جمعة. وترجمت فدوى فاضل الكتب الاولى لخمسة كتاب اميركيين (نورمان ميلر - جون آبدك - بول بولز - ستيفن كنغ - اسحق عظيموف).
صدر العدد الرابع من مجلة \" أقواس\"، وهي مجلة ثقافية عراقية فصلية. وقسم العدد، كالعادة، إلى عدة أبواب. ضم باب\" البحث\" عدة أبحاث ودراسات. فقد كتب د. عبد الخالق حسين عن \" حكم ولاية الفقيه\"، وتناول أحمد مختار العود والموسيقى في مؤلفات الكندي. ونشر فاضل السلطاني دراسة بعنوان\" الفردية والحداثة في روايتي كافكا: المحاكمة والقلعة\"
هي سيرة لم تكتمل لمناضل يقول عن نفسه إنه إنسان عادي جداً، ولا يزعم غير ذلك؟ وهي تجربة نادرة: أن تجلس صحافية إلى مناضل يعيش أيامه الأخيرة على فراش المرض، فتسجل له نتفاً من يومياته وتجاربه السياسية ولمحات عن أصدقائه الشخصيين والبعض من آرائه السياسية في الأوضاع العربية عامة، وفي حالة العراق بشكل خاص. لقد أجرت الحوار منى سكرية، وكتبت في هذا الكتاب "سيرة" محمد الحبوبي، الذي حكى لها "وسرد وتذكر وأعاد الذاكرة، ذاكرته الخاصة إلى ما وراء الطفولة والمراهقة والصدمات ...". ستنقل إلينا سكرية في صفحات هذا الكتاب "صورة شاب عربي أضاء بأحلامه سنوات تعب، فأحب وطنه العربي وخانته ظروفه .. وأحب الإنسان أي إنسان يشبه قائمة مسلماته الأخلاقية العنيدة، فوجدهم في لائحة أصدقاء بعثوا فيه ما قبل الرحيل ...". قدم للكتاب بمقدمة الأستاذ طلال سلمان الذي اعتبر الحبوبي مناضلاً إستثنائياً "جمع في تجربته بين أفكار العروبة من دون أدلجة، وبين الماركسية بالقراءة والسماع، وبين "نجفيته" من دون تعصب لشيعيته، وبين التعاطف مع الأكراد العراقيين، والعمل مع المقاومة الفلسطينية كمتطوع، ومع النخبة الناصرية كمبشر، وعاش بعض حياته في القاهرة وبعضها الآخر في دمشق وبعضها الثالث في بيروت، وبعض البعض في ألمانيا، متابعاً بحثاً عن اليقين ...". وعليه، يحتوي هذا الكتاب على وقائع الحوار الذي أجرته المؤلفة مع محمد الحبوبي وذلك بتاريخ "بعد ظهر الأربعاء في 26/9/2012، وأكملتها – والكلام للمؤلفة – بامتداد اليوم الثاني من الخميس 27/9، وفي جلسة أخيرة من مساء يوم الأحد 30/9/2012" لتنتهي المحاورة بمذكرات وأحداث ووقائع، وآلام وأحلام، كان الموت هو الجزء الناقص منها ... ، وداعاً أيها الإنسان الشهم الذي أضاف إلى صورة المناضل شيئاً من الكبرياء، وخفف شيئاً من الإدعاء.
لا تنحصر أهمية سيرة حياة محمد شرارة فيما كتب في الأدب والنقد والشعر، وإنما هي كذلك جزء من المعاناة نفسها التي كان يتعرض إليها الفكر الحر بعامته، في مرحلة تطور الفكر الليبرالي الحر العراقي، في فترة الثلاثينات ولغاية الستينات من القرن الماضي. ثار محمد شرارة شرارة على النظم المتوارثة في التدريس عندما التحق في المدرسة الدينية في النجف في بداية العشرينات من القرن الماضي، فخلع العمامة بعد أن حصل على شهادة الاجتهاد، لأنه وجد أن لا سبيل إلى إصلاح المدرسة الدينية. كما انتقد بشدّة المناهج وطرق التدريس عندما التحق بالمدارس الثانوية. وبعد أن اطلع على الأدب الأوروبي الحديث والليبرالي، في الأربعينات، انتقل إلى الرؤية العلمانية المادية. فكتب في مواضيع متعددة، وعالج قضايا كثيرة بجرأة ومن غير تردد، ووقف نصيرا في الدفاع عن حقوق المرأة وحركة السلام والعلمانية. أصبحت داره في منتصف الأربعينات في تغداد ملتقى الأدباء والشعراء، ودار في هذه اللقاءات الأسبوعية النقد والتحليل والبحث عن إيجاد أسس لتجديد الشعر، وكان من بين الشعراء بدر شاكر السياب ونازك الملائكة ولميعة عباس عمارة وبلند الحيدري وغيرهم.
قال لي الحسن البصري: تعال أقم في بيتي, هنا في هذي البلدة بين النخل والبحر تعلم الزهد وانتظر الرؤيا. ولا تفزع إذا اختطفتك واحدة من حسان الجن وغيبتك في مدائنهم. فسيعود بك الباز وقد صرت كل جمال غاب.
هذه القصص التي اختيرت من أربع مجموعات صدرت إحداها في الستينيات، والثلاث الأخرى في السبعينيات من القرن العشرين، كُتبت أو صدرت كلها، خلال النصف الأول من القرن العشرين. ومن المعروف أن هذا النصف الأول الذي نشبت فيه حربان عالميتان هو زمن الحداثة (Modernism). وبما أن هذه الحركة كانت قطيعة مع التراث، مع ما ترسّخ فيه من أفكار سياسية واجتماعية ودينية وأدبية، فإن الثقافة الغربية عموماً- والقصة القصيرة بالطبع- قد شهدت تغيرات عميقة. يرى مؤرخو الأدب أن القص قديم ومتنوع بالأصل، إلا أن القصة القصيرة التي يعتبر إدغار ألان بو (Edgar Allan Poe) (1809-1849) مبتكرها، لم تصبح نوعاً أدبياً إلا في القرن التاسع عشر. ومنذ مطلع القرن العشرين حتى منتصفه، برز مئات الكتاب، وكتبوا آلاف القصص القصيرة التي اتصفت بالتنوّع والتعقيد. وكان لأهمّ الدوريات في بريطانيا وأمريكا دور كبير في ترويج هذا الفن الحديت وتشجيع مبدعيه. وفي هذه المرحلة، أهمل الكتّاب أساليب الكتابة المتواضَع عليها في القرن التاسع عشر (الواقعية والطبيعية)، وعكفوا على ابتكار أساليب جديدة، وعدل أكثرهم- وربما أبرزهم- عن استكشاف عالم الواقع إلى استكشاف عالم النفس، أو عن تصوير الصراع الخارجي إلى تصوير الصراع الداخلي، متأثرين باكتشافات علم النفس في المقام الأول. غير أن أعمال أولئك الكتاب لم تلْقَ اهتماماً متساوياً من القراء في مراحل لاحقة. وفي هذه المجموعة المختارة سوف يكتشف القارئ نماذج من القصة النفسية، والقصة المتخيَّلة، أو الفنتازية، والقصة المحليّة، والقصة التربوية، إضافة إلى قصص أخرى لم تقطع صلتها تماماً بالتراث التقليدي (الرهينة، إشعال نار، حب الحياة). كما أنه سوف يطّلع لا على بعض ما أنجزه تجريب كتّاب هذه القصص في الشكل فحسب، بل على ملامح من رؤيتهم الجديدة للحياة أيضاً.
روديارد كبلنغ (1865 - 1936) "Rudyard Kipling" كاتب وشاعر وقاص بريطاني ولد في الهند البريطانية. من أهم أعماله "كتاب الأدغال" 1894. مجموعة من القصص، تحوي قصة "ريكي تيكي ريڤي"، و"قصة كيم" 1901 "عبارة عن مغامرة". كما ألف العديد من القصص القصيرة. منها الرجل الذي اصبح ملكاً 1888. من لا يعرف من العرب الشاع ر والقاص والكاتب البريطاني راديارد كيبلينغ، يعرف مقولته الشهيرة: «الشرق شرق والغرب غرب، ولن يلتقيا أبدا ». هذا الحسم الأيديولوجي من جانب صاحب «كتاب الأدغال ، جعلته في نظر الكثيرين الناطق الثقافي باسم النزعة الإمبراطورية (الاستعمارية) البريطانية، وبسبب مواقفه المستمدة من هذه المقولة أطلق عليه جورج أورويل لقب «نبي الإمبراطورية»، وإن كان قد أبدى احترامه الشديد له في وقت لاحق بسبب موهبته الأدبية التي لا تضاهى. كيبلينغ هذا، وبهذا الوصف تحديداً، يعود حالياً –عودة الابن غير الضال– ليتصدر الاهتمام الأكاديمي البريطاني، وكأنه يخضع لاكتشاف جديد. فالنزعة الممتدة إلى خارج حدود الجزيرة الإنجليزية، وما تواجهها من تحديات تجعل من المتحمسين لها يبحثون عن مبرر ثقافي يسوّغ لهم توجهاتهم، أو أيقونة يرصعون بها مراميهم التي أصيبت بالضمور خلال العقود الماضية ولعل الصدفة وحدها، هي التي جعلت كيبلينغ قبل عامين يعود إلى صدارة الاهتمام، فمن دون سابق تصميم عثر الباحث الأميركي توماس بيني على نحو 50 قصيدة لراديارد كيبلينغ في محفوظات عائلته أثناء أعمال الترميم في أحد منازله في مانهاتن، وقد تم كتابة بعض هذه القصائد خلال الحرب العالمية الأولى والتي خسر كيبلينغ بسببها ابنه.
"توماس وولف" كاتب أمريكي ولد في اليوم الثالث من شهر تشرين الأول عام 1900 في آشفيل بنورت كارولينا. وقد عالج وولف بأسلوبه المميز موضوعاته التي يلتقطها من الواقع، حيث يلمس القارئ أن هناك صراعاً في الأفكار في أعمال وولف كما أن الحافز الملحمي والرغبة في أن يعرف الشخصية والتجربة الأمريكية كانا ظاهرين بصورة حادة في مؤلفاته. كما تتجلى في مؤلفاته أقوى ميزاته وهي تعبيره البلاغي في رصد السلوك الذاتي.
رواية "مدار الجدي" هي ثالث ثلاثيّة ميللر الأولى: "مدار السرطان"، و"ربيع أسود" وأخيراً "مدار الجدي"، صدرتْ في عام 1939، وبقيَتْ ممنوعة من النشر في الولايات المتحدة الأميركية على مدى ثلاثين عاماً، بسبب ما تحتوي من تفصيلات جنسية. هذا التوأم لرواية "مدار السرطان" يؤرِّخ لحياته في حقبة العشرينات من ال قرن العشرين في مدينة نيويورك، وأبرز ما تتصف به هو طريقته الغريبة في الكتابة، وأسلوبه الذي يقترب كثيراً من السرد السريالي لحياته في حي بروكلن، الذي يعجّ بالجنسيات المتباينة من الناس. يتميِّز ميللر بأسلوب تيار الوعي الذي يُطلق العنان للذكريات والأحاسيس والإنطباعات بالتدفٌّق دون كابح،، والنتيجة قصيدة من السرد تحكي عن إنحطاط الحلم الأميركي في أحياء نيويورك الخلفية، بلغةٍ شديدة الحيوية وبصورة إبداعيّة تعكس عبقرية هذا الكاتب.
رواية "مدار السرطان" هي العمل الأول والأبرز "لهنري ميللر" وفيه تتمثل كل مقومات أدب ميللر. بل إن أجود ما كتبه هذا المؤلف وأسوأه موجودان جنباً إلى جنب في الكتاب، وبذلك يكون ميللر قد حقق ما نادى به دائماً وهو أن يقدم الحياة كما عرفها دون تشذيب أو زخرفة، وأن يترك نفسه على سجيتها لكي تنطلق وتعبر عن ذاتها في شطحات تحتوي الغث والنفيس. والرواية هي خيال أكثر منها حقيقة. وهذا طبعاً، لا ينتقص من قيمتها، بل لهذا السبب أضحت الرواية أعلى قيمة. فقبل كل شيء، نحن لا نكتب لنستعيد تجربة، بل نكتب لنقترب منها قدر استطاعتنا.
هي رواية للكاتب الفرنسي جوستاف فلوبير (1821 – 1880). صدرت في العام 1857 وقد تعرّض الكاتب بسببها لتهمة الإساءة إلى الأخلاق العامة وخدش الحياء والدين وعندما طرح على الكاتب الفرنسي غوستاف فلوبير سؤال: من هي إيما في رواية مدام بوفاري؟ وجد من الجيد له أن يقول الحقيقة وأجاب باختصار وكل صراحة: هي أنا. لم يكن لاعبًا بالكلمات، ولا محاولًا استفزاز من يستمع إليه. كان يؤمن بذلك حقاً: ذلك أن تلك الشخصية التي ألحت عليه طويلاً بعدما استقاها من الواقع وصاغها طوال خمس سنوات، اثر قراره النهائي جعلها بطلة روايته - وكان حين اتخذ القرار يزور مصر ويتأمل في مساقط مياه النيل عند أسوان. تلك الشخصية سرعان ما تملكته وغيّرت حتى من أسلوب حياته وتعامله مع البشر، علماً بأن جزءاً كبيراً من عالم الرواية، إضافة الى كونه استقي من الواقع بحيث أن كل شخصية يمكن أن تحيل الى شخصية حقيقية عرفها فلوبير وعايش حكايتها، بني على أساس علاقة فلوبير نفسه بواحدة من فاتناته الأول: لويز كوليه. أيما امرأة وغوستاف رجل؟ لا بأس، ليس هذا مهماً. المهم أن شخصية ايما، خلال سنوات صياغتها تملكت فلوبير تماماً واستحوذت عليه، بحيث أنه لم يتوان عن أن يكتب لصديقه الناقد تين قائلاً:"عندما كنت أصف، كتابة، تسميم ايما بوفاري لنفسها، كنت أحس طعم الآرسينك في فمي. إن شخصياتي المتخيلة هذه تفعل فيّ كلياً وتطاردني
مراجعة/ فريدة الانصاري يبدأ كتاب مدخل الى الأدب لروسي في القرن التاسع عشر لمؤلفيه د. حياة شرارة ود. محمد يونس الصادر عن دار المدى بمقدمة (توطئة ) يبين فيه المؤلفان كيف أثرت الحياة الاجتماعية المتناقضة والمتدنيه في روسيا ،وعدم سعي القياصرة لحلها ،بخلاف اوربا التي اقامت فيها الطبقة الوسطى دولاًبرجوازية على انقاض الأنظمة الإقطاعية. بعد هذه المقدمة وتحت عنوان (ملامح الادب الروسي في نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر )
يركز هذا الكتاب على دراسة مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية، والعلاقات المختلفة ضمن دائرة الأفراد، وبين الطبقة الحاكمة والشعب. ويعطي اهتماماً خاصاً بالحياة الروحية والمعتقدات الدينية. كما يقدم لمحة شاملة عن الجوانب الإبداعية الثقافية، في منهج تحليلي علمي مقارن.
رواية تتنفس عبير الحب والطعم اللاذع للحياة، تدور أحداثها خلال أربعينيات القرن العشرين في نيويورك، تقدم مؤلفة الرواية الأشهر «طعام، صلاة، حب»، في مدينة البنات رؤيتها عن تمرد الفتيات الساذجات والعالم الخفي العسير لفتيات الاستعراض والعاملين في مجال المسارح في العموم، إنها قصة لامرأة وحيدة حائرة تحاول أن تستقل بحياتها بقدر ما يمكِّنها العالم من ذلك.
أبحث عن ثنايا الغمام عن جثة طاهرة وبعض من التراب الخصب، وزرقة تشبه أرضي، ألملم الشوك من جسد الهواء الرهيف وافرش مهادي... فيوقظني صوت البكاء، ونواح المغيب.
قدم آنا غريغوريفنا في مذكراتها فكرة وافية عن دستويفسكي الإنسان، وكيف أنهما عاشا حياة صعبة مليئة بالأحداث والصعوبات ورغم ذلك عاشا حياة مليئة بالمشاعر النبيلة والعميقة. كما تتحدّث عن مشاريع دستويفسكي الروائية وأسفاره خارج روسيا، وتعرض لعلاقته بأدباء عصره ونقاده ومنهم تورغينيف وتولستوي وبيلينسكي وبوشكين، وصولاً إلى اللحظات الأخيرة في حياته.
قد تبدو هذه المذكرات للقارئ العادي وكأنها تمجد أنظمة اقتصادية واجتماعية وسياسية أصبحت بائدة في عصرنا ولا تظهر إلا بصورتها السلبية المعادية لمصالح الشعوب التي صنفت حديثاً تحت اسم "البلدان النامية"، أو "دول العالم الثالث"، أو "دول الجنوب" الفقيرة مقابل "دول الشمال" الغنية. لكن عندما ننظر إليها من هذه الزاوية فإننا نظلمها، فهي ليست تاريخاً، لأن للتاريخ أسلوبه وطرائقه ونظرياته في تفسير الأحداث والنظر إليها, وهي ليست أدباً، لأن للأدب فنونه وأساليبه نثراً كان أم شعراً.. إنها ببساطة انطباعات عن أحداث ومشاهد إنسانية ورؤية سكنت ذهن صاحبها فترة طويلة من الزمن حتى حان الوقت لتدوينها ليشارك بها الآخرين تجربته الشخصية وخبرته التي أكسبته إياها سنوات عمره الثمانون.
رواية مذكرات الحجر هي قصة حياة امرأة واحدة؛ رواية تمتع الحواس، تظهر العقود المضطربة لقرننا وتلقي الضوء عليها. دايزي غودويل، المولودة عام 1905، تنجرف عبر فصول الطفولة، الزواج، الترمّل، الزواج الثاني ، الأمومة والشيخوخة. دايزي المرتبكة بسبب عدم قدرتها على فهم دورها بالذات، تسعى إلى العثور على طريقة ك ي تروي قصتها ضمن روايةٍ هي نفسها تتحدث عن قصور السِّيَر الذاتية ومحدوديتها. "أنشودة شكر مدروسة بصورة جميلة لكل القصص الخاصة التي نُجلّها ونعزّها."
بدو كتاب ( مذكرات تنيسي ويليامز )* في جانب منه، كما لو أنه محاولة لتصفية حساب مؤلمة مع الذات، مع التاريخ الشخصي، مع ماضٍ لا يمكن تغييره بأية حال.. إنها تصفية حساب نهائية، طالما حصلت في الشفق الصارخ والمؤسي للحياة، احتجاجاً، ليس على الموت المقبل وحسب، بل على الحياة نفسها، لأنها على هذا القدر الكبير من الهشاشة، وماضية حتماً نحو التبدد. فهو احتجاج على بذرة الفناء الثاوية في قلب الأشياء. وعلى الأشياء التي تتنكر بحكم الضرورة لنفسها ولحيويتها، وللجمال.. الجمال الذي هو قيمة عليا لشخص مثل ويليامز وقد استقطر رحيقه، أو سعى جاهداً، لذلك، حد الإشباع. وربما، حد الاستهتار بالقيم السائدة.. إنه كتاب غاضب، كُتب من قبل رجل لا يهادن وهو يعرض الحقيقة مثلما حصلت؛ عارية وقاسية ومثيرة للحيرة والحنق… كتاب، كان يدرك أنه سيشعل غيظ التقليدين والمحافظين والمنافقين، وقد فعل.
يضم هذا الكتاب سلسلة من المقابلات أجرتها الأكاديمية الأميركية ليزا ودين مع جار الله عمر بين الأعوام 1999 و 2002 في مجرى إعدادها لكتاب عن اليمن، بقيت غير مكتملة باستشهاده يوم 28 كانون الاول/ديسمبر 2003 . وقد تفضلت ليزا بتسليمي المخطوطة وتركت لي حرّية ومسؤولية تحريرها وإعدادها للنشر. وأنا شاكر لها ثقتها ومبادرتها في وضع هذه الوثيقة النادرة بين يدي القراء في اليمن والعالم العربي. غني عن القول إنني أتحمّل بمفردي المسؤولية عن الحصيلة النهائية للمخطوطة. جار الله عمر نسيج وحده في الحزب الاشتراكي والسياسة اليمنية يتفرّد بقدر ما يجمع. سعى للجمع بين الوطني والقومي من جهة والتحويل الديمقراطي والعدالة الاجتماعية من جهة أخرى، في زمن يُعْمَل فيه المستحيل للتفرقة بين هذه المستويات المتداخلة من قضايانا العربية. هذا الكتاب شهادة أيضاً على أن جار الله عمر نادر بين القادة الثوريين الذين تجرأوا على مراجعة تجربتهم مراجعة جذرية. على النقيض من ممارسة مألوفة لدى الكثير من المعارضين العرب الذين يستسهلون موالاة نظام استبدادي للنضال ضد نظام استبدادي آخر، وقف جار الله عمر أمام تلك المفارقة متسائلاً كيف يمكن أن يؤيد حكم الحزب الواحد في جنوب اليمن، بل وأن يشارك في قيادته، وهو يقود، من عدن، معارضة شعبية مسلحة وسياسية لإسقاط نظام حكم الحزب الواحد في الشمال؟ لم يؤخذ برأي جار الله في مسألة التعددية والتحويل الديمقراطي. ولا أخذ برأيه عندما دعا لمرحلة انتقالية ينجز فيها النظام في الجنوب التعددية والتحويل الديمقراطي، نحو وحدة كونفدرالية. تقرّرت وحدة اندماجية عجولة واعتباطية بالاتفاق بين رئيسي الجنوب والشمال سوف تمهّد للنزاعات اللاحقة وللحرب بين الشطرين.
وُلد جورج أورويل في يوم 25 يوليو عام 1903 في موتيهاري، البنغال، ابناً لريتشارد والمسلي بلير (Richard Walmesley Blair)، الذي كان حينها نائب وكيل في إدارة الأفيون في الخدمة المدنية الهندية، وزوجته أيدا (Ida). عُمّد باسم إيريك آرثر (Eric Arthur). وكانت له أخت كبرى تدعى مارجوري (Marjorie)، عاد معها عندما كانا طفلين إلى إنكلترا عام 1904 واستقرّا في بلدة هنلي على التيمز. سَعيت، في تقديم مذكّرات أورويل هنا، إلى الحفاظ على السمات النمطية لأورويل كاتب المذكّرات، لا أورويل المؤلف المحبّ للكمال، مع ضمان أن يكون النّص سهل القراءة. أما الأغلاط التافهة والأخطاء الإملائية مثل «actualy» بدلاً من «actually»، فقد جرى تصحيحها من دون الإشارة إليها مع الإبقاء على عادته في كتابة «i.e.» و«e.g.» على شكل «ie.» و«eg.»، لكن، على سبيل المثال، كُتبت أسماء المجلات بالخط المائل. وجرت الإشارة إلى جميع التغييرات الهامة. لا يتقيّد أورويل بالاستخدام الصحيح للحروف الكبيرة في غالبية كتاباته (لذا لدينا بعد إدخال أو إدخالين «Canterbury bells» و«Canterbury Bells» وكثيراً ما يغفل عنها. لذلك، لم توضَع الأحرف الكبيرة إلّا في الأماكن التي يؤدي غيابها إلى سوء الفهم (كما في هذا المثال). ومن الجدير بالملاحظة أن كتابة إيلين الإملائية، عندما دوّنت اليوميّات، أدقّ من كتابة زوجها. فكتبت «scabious» (نبات سكابيوزة)، في حين كتب أورويل «scabius». سترد الكلمة في الكتاب بالشّكلين. حدّدت بقدر استطاعتي، كذلك، عدداً من الشخصيات التي ذُكرت باستخدام الأحرف الأولى فحسب، وأوضحت بقية الاسم بين قوسين مربعين – مثلاً [أفريل] و[بيل]. وثمة إشارة إلى الاختلافات القليلة الموجودة في النسخ التي دقّها أورويل بنفسه على الآلة الطابعة بعد أن كانت مكتوبة بخطّ اليد. في حين تمّ الأخذ بمعظم التصحيحات التي أضافها بخطّ يده على النسخ المطبوعة النهائية من دون إشارة. ويمكن العثور على التفاصيل كلّها في الأعمال الكاملة لجورج أورويل.
الكتاب المطروح بين أيديكم ليس ذکریات أدبية، بل حديثي الأخير مع ناظم. بدأ الحديث بعد مرور أسبوعين أو ثلاثة على رحيله، لأن، صدقوني، التواصل بين الناس المقربين أحدهم من الآخر، أمر لا يمكن لأي شيء أن يحول دونه. على مدى عامين، من 1963 إلى 1965، ليلة إثر ليلة، تواصل هذا الحديث بسلاسة. النتيجة : ألف صفحة، وناظم، کما عرفته. وهذا هو الأهم الآن. بالطبع، لا توجد هنا ألف صفحة، بل النصف، وإلا زاد الأمر عن حده. حذفت القصص المتعلقة بتاريخ علاقتنا، وكذلك العديد من لحظات الحياة الحميمة. لم أضمن الكتاب تفاصيل اشتغال ناظم على أشعاره، مسرحياته، سيناريوهاته، روایاته، والتي كنت شاهدة عليها. کما تجاهلت بعض الأمور لاعتبارات إنسانية تتعلق بالأشخاص الذين لا يزالون أحياء، والذين، على الأغلب، يشعرون بالندم لما سببوه لناظم من أحزان. فيرا عرفت بسرعة أن فيرا كانت زوجة ناظم حکمت. في ذلك الوقت لم أكن قد قرأت شيئا من کتب ناظم حکمت. وكانت الصفة الملازمة له « الشاعر الشيوعي » تجفلني. أضيف أنني بدأت قراءة ناظم حکمت بمتعة وانبهار، فقط بعد فترة طويلة من تخرجي من معهد السينما. أتذكر الآن باستغراب : لم تسأل فيرا أبدا أيا منا إن كان قرأ ناظم حکمت. ولم تلح علينا أبدا لكي نقرأه. وعموما، نادرا ما كانت فيرا تتحدث عنه - ) في شقتها، بوجود صوره، كان من الغريب ألا يتطرق الحديث إليه ( - كان الحديث يفتقر إلى الحراس العاطفي، وحتى الحزن : كانت فيرا تستذکر بفرح فقط الأشياء المرحة وحتى المزاح. مثلا، عندما رفضت سفينة الشحن الرومانية، حسب الاتفاق مع ستالين، السماح بصعود ناظم حکمت الهارب من تركيا على متنها، وهو ما كان سينتهي بمقتله، حادثة كانت ترويها فيرا مصحوبة بضحكتها الدائمة .
هي مجموعة من القصص القصيرة نشرت 1852 بقلم إيفان تورغينيف. وكان هذا أول عمل كبير حقق له الشهرة. وكان قد كتب هذه المجموعة من القصص القصيرة بناء على ملاحظاته الخاصة عندما كان يذهب للصيد في أملاك والدته في سباسكوي، حيث شاهد إساءة معاملة الفلاحين وظلم النظام .
السينما بلا شك هي أوسع الفنون انتشاراً في العالم. ولا يرجع السبب في ذلك إلى مجرد أن الأفلام التي تنتجها الدول المختلفة تعرض في كل أنحاء العالم. إنما يرجع قبل كل شيء إلى أن السينما تستطيع بما لها من حرفيات تتحسن يوماً بعد يوم، وبما تحققه من أعمال في تزايد مستمر، أن تقيم صلة عالمية مباشرة من الفكر الخلاق. ومع ذلك، نجد أنه لم يُستغل من موارد السينما التي لا تنفد، خلال نصف القرن الأول من عمرها، إلا جزء لا يذكر. أرجو ألا تسيئوا فهم ما أعنيه. فأنا لا أتكلم عما تم إنجازه، لأنه قد تم إنجاز الكثير الذي يعتبر ممتازاً بحق. ويحتل المكان الأول، فيما يختص بأقصى ما يذهب إليه المضمون، التيار المندفع للأفكار الجديدة والمُثل الجديدة المستحدثة على الشاشة بواسطة الأفكار الاجتماعية الجديدة والمثل الاشتراكية الحديثة. وأنا إنما أتكلم عما كان من الممكن عمله، وعما تستطيع السينما وحدها أن تعمله: وأعني تلك الأشياء الفذة المعينة، التي لا يمكن تحقيقها وخلقها إلا في دنيا السينما وحدها. فمشكلة الجمع والتأليف بين الفنون، وهو التركيب الذي يمكن تحقيقه في السينما، لم تجد الحل الكامل لها. وتنشأ في الوقت نفسه مشكلات جديدة بأعداد متزايدة. فما إن تمت لنا السيطرة على حرفية اللون، حتى اضطررنا إلى تناول مشاكل الحجم والمساحة التي أقامتها لنا السينما المجسمة، التي لم تكد تخرج بعد من ثياب مهدها. وهناك بعد ذلك، معجزة التليفزيون – وهي حقيقة حية تواجهنا في جسارة، وعلى استعداد لأن تلغي تجربة السينما الصامتة والناطقة التي لم يكتمل بعد تمثلها هي نفسها تمثيلاً كاملاً. فقد كان التوليف، مثلاً، في تجربة السينما الصامتة والناطقة، مجرد مرحلة (كاملة بصورة أو بأخرى) من المنهاج الحقيقي لرؤية الفنان للأحداث وعكسه لها بطريقة خلاقة من خلال وعيه وعواطفه. أما في التليفزيون، فيصبح التوليف هو منهاج الأحداث نفسها أثناء تقديمها وعرضها في نفس لحظة حدوثها.
صاحب هذه المذكرات هو المثقف والمعلم العراقي غضبان الرومي الذي ينتمي إلى طائفة (الصابئة المندائيين) الصغيرة في العراق، وقد عاصر الحربين العالميتين الأولى والثانية، وشهد ثورة عام 1958 في العراق، فقد ولد منذ أن كان العراق مرتبطا بالحكم العثماني، ثم عاش مراحل وقوع العراق تحت الانتداب البريطاني، ومن ثم الحكم الملكي وحتى تشكيل الجمهورية العراقية. فراح يسجل هذه المحطات المفصلية في تاريخ العراق، إلى جانب اهتمامه بتاريخ هذه الطائفة ومعتقداتها وطقوسها ودورها في الحركة السياسية والثقافية في العراق، ويعود تاريخ كتابة هذه المذكرات التي جاءت تحت عنوان «مذكرات مندائية» الصادرة عن دار المدى (دمشق ـ 2007) إلى مطلع الثمانينات، وهي من الكتب النادرة التي تلقي ضوءا على تاريخ هذه الطائفة بقلم أحد أبنائها ذلك أن الكتب التي أصدرها مؤلفون آخرون حول هذه الطائفة، على قلتها، اتسمت بالتبسيط والجهل، وابتعدت عن الموضوعية. الكاتب غضبان الرومي، ورغم تركيزه على الجوانب الذاتية الشخصية وحديثه عن عائلته وأفراد أسرته،
بعد ان تقدم بي العمر وأنا –الآن- قد تجاوزت الثالثة والثمانين من عمري، لم أجد بُداً من الاستجابة لمناشدات ومطالبات شقيقي الأكبر رفعة، وعدد آخر من الاصدقاء الذين وصلت مطالباتهم حد الالحاح بضرورة كتابة مذكراتي التي لم تخطر ببالي يوما كتابتها وتدوينها. كنت أتضايق من تلك المطالبات في كثير من الأحيان، وكان مردّها يعود لكوني ولجت طريقاً شائكاً وصعباً في العراق أغلب سني عمري، وهو العمل السياسي المعارض في أغلب سنوات نشاطي في هذا المضمار، سائِراً من خلاله على خطى الوطنيين الاحرار الذين كرّسوا جُلّ حياتهم في العمل السياسي المعارض، (الوطني والديمقراطي)، في ظروف كانت في الغالب يسودها القمع والاضطهاد والتهجير، ولربما كانت تؤدي حتى الى الموت، كما حدث للعديد ممن ساروا بهذا الدربِ بإرادتهم، حيث كنت من ضمن هؤلاء الذين اختاروا السير في ذلك الطريق الذي اخترته بقناعة تامة لايشوبها ندم أو تردد.
هذا الكتاب يسرد الأحداث التي عشتها شخصياً أثناء عملي كوزير للتخطيط أو كمستشار في مجلس قيادة الثورة، وخلال فترة لم يكن فيها صدام حسين متمتعاً بـ «الصفات» التي تلازمه الآن. في تلك الفترة كان صدام حسين نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة، وكان حذراً في تصرفاته، عملياً في ممارسته للسلطة، يستمع جيداً لكل المناقشات، ينفذ ما يعد به ولا يفقد اتزانه أبداً. كما كان جريئاً في اتخاذ القرار. لم يخطر ببالي أن صداماً سيصل في ظلمه وبطشه وطيشه الحد الذي وصله بعد فترة قصيرة من استلامه مقاليد الحكم في العراق. لم يكن بحاجة الى كل هذا العنف اللامحدود وكل هذه الاستهانة بأبسط الأعراف والقواعد القانونية. لقد كان بإمكانه البقاء في الحكم طوال حياته في عراق تسوده الرفاهية والاطمئنان وسيادة القانون لو أنه تروى وتعقل وتخلص من عقدة الخوف من التآمر عليه، ولو لم يحط نفسه بحفنة من الجهلة والمتخلفين وبمجموعة غير عراقية من المنتفعين... تجار السلاح ومحترفي السياسة.
كتاب مذهب المعتزلة من الكلام إلى الفلسفة رشيد الخيون PDF ،تأتي دراسة فكر وفلسفة مذهب الإعتزال، كجزء لا يتجزأ من كيان الفكر الإسلامي، إنطلاقاً مما حققه هذا المذهب في الفكر الديني والإجتماعي بشكل عام، فبعد أن كان الإتجاه السائد في التفكير يشجع على تقديم النص وإهمال العقل، إلى حد ما، فإن المعتزلة جعلوا لهذا العقل الأولوية في الفكر. ربما تكون هذه هي البداية، وهذا هو الأساس الذي بنى المعتزلة عليه فكرهم الكلامي ثم الفلسفي، خلافاً لمستوى عصرهم، وما ساد من الأفكار آنذاك، وبطبيعة الحال، تقدمت عليهم بمثل مقالاتهم فرق أخرى، مثل ما ورد في فكر الشراة أو الحرورية (الخوارج) من نفي الصفات وخلق القرآن، ومما زال مذهب الإباضية بعُمان عليه حتى اليوم.
بعد وفاة جورج لوكاتش ، بعام ونصف العام ، ظهر الكثير من الأعمال والوثائق الخاصة التنضاف إلى المكتبة الغنية من المؤلفات والأعمال التي توثق لحياته الزاخرة بالإبداع . قام صاحب هذه المراسلات ، بإيداعها ، بمحفظة ، في إحدى الخزائن في بنك هايدلبرغر في ألمانيا ، وكان ذلك في السابع من تشرين الثاني عام 1917 . ولم يذهب ، من أجلها ، بعد ذلك أبداً . ( الكتاب إذن يقتصر على الرسائل المؤرخة حتى عام 1917 فقط ) . ولقد ولد اكتشافها ، صدى واسعاً في الصحافة الألمانية . ويعود الفضل في هذا الاكتشاف اللدراسة التي أعدها فريتز رداتز ، وأصدرها في كتاب يتضمن معطيات عن سيرة حياة جورج لوكاتش ، أوقعت أحد موظفي البنك ، في شكوك دفعته للتأكد من صاحب الخزانة المجهول . احتوت المحفظة إضافة إلى المخطوطات اليدوية ، والمذكرات ، والملخصات - على رسائل من جورج لوكاتش وإليه ( ألف وخمس مئة رسالة معنونة إليه ، وخمس مئة رسالة كتبها بخط يده ) ، تشكل معظم محتويات المحفظة . ولقد قام معدّو ( كتاب المراسلات ) في هنغاريا باستكماله فأضافوا إلى الرسائل المودعة كل ما أمكنهم العثور عليه من الرسائل التي تخص المفكر المجري الكبير . إلا أن الغالبية العظمى من المودعات كانت بالدرجة الأولى بين الفيلسوف الشاب جورج لوكاتش وصديقه الفنان التشكيلي والناقد ( ليو بوبر ) . وقد انضاف إليها بعض الرسائل التي احتفظت بها زوجة الصديق . وتأتي في الدرجة الثانية مجموعة الرسائل التي تمّت بين جورج لوكاتش والكاتب المسرحي الألماني آرنست باول من رسائل قد وصلته من الفيلسوف . قام معدّو ( كتاب المراسلات ) باصطفائه من بين هذه المجموعة الكبيرة لتشكل وثيقة تاريخية ثقافية ، لا نقرأ فيها بدايات تشكل عبقرية الفيلسوف ، فحسب ، بل نقف من خلالها على الخصوصيات التاريخية والثقافية ، والاتجاهات الفلسفية والأدبية والنقدية السائدة في تلك الفترة ، ما بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين . وهي الفترة ذاتها التي قدمت عبقريات فلسفية ، واقتصادية ( نيتشه ، برغسون ، ماكس فيبر ) وترعرعت فيها قامات أدبية مرموقة من كتاب رواية ومسرحيين ( توماس مان ، إبسن ) وشعراء ( أدي أندره ) . ولد في بودابست عام 1885 وتوفي فيها عن ستة وثمانين عاما في الخامس من تموز ۱۹۷۱ . فيلسوف ومفكر ماركسي . ناقد أدبي ، اهتم بعلم الجمال والفن ، وانشغل بالسياسة . درس الحقوق في بودابست . وبرلين حيث حصل على الدكتوراه
كتاب مراعي الصبار بقلم فوزي كريم ...في تعريفه للكتاب يكتب الشاعر فوزي كريم هذه النصوص منتزعة من يومياتي، ولكن تحت تصرف سحر الخيال استجابة لذاكرتي ومخيلتي معاً، آخذ صورة الفوتوغراف واتصرف بالرسم على سطحها حرا مع فرشاة الالوان .. ويضيف: لا يخلو عالم الواقع من امتداد له لايتضح للبصر بل للبصيرة وحدها ، ولا يخلو العالم الخفي والمجهول الذي يحيط بنا من اثار خطوات يتركها على تربة الواقع