دار المدى للنشر والتوزيع هي دار نشر عراقية تأسست عام 1994، أصدرت الدار العديد من المنشورات الأدبية والكتب والروايات العربية، كما شاركت في العديد من معارض الكتاب المحلية والدولية.
تاريخ الدار
دار المدى تم تأسيسها رسمياً عام 1994 وهي إحدى شركات مجموعة المدى الثقافية والتي أسسها فخري كريم عام 1960، وتخدم القضايا الأدبية والسياسية والسير والمذكرات والفكر القومي. تضم دار المدى شبكة توزيع ووكلاء في عدة دول، وعدة مكاتب في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق وقبرص وأربيل.
مجالات الدار
تتنوع إصدارات الدار وتغطي موضوعات مختلفة على رأسها التاريخ، وقد أصدرت الدار أعمال متنوعة في مجالات مختلفة منها:
- الدراسات النقدية - المجموعات القصصية - الروايات. - المقالات والخواطر
مساهمات ثقافية تنشر دار المدى للعديد من الكتاب والأدباء العرب مثل: ميسلون هادي، بلال فضل والتي وصلت روايته الصادرة من دار المدى «أم ميمي» للقائمة الطويلة في الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2022، محمد الماغوط، ليلى العثمان، سعدي يوسف، نزيه أبو عفش. كما تنشر دار المدى ترجمات بعض الكتب من كل اللغات العالمية
أصدر الكاتب الروسي ليونيد أندرييف مجموعته الأولى "قصص" عام 1901 في دار "زناني" (المعرفة) التي كان يرأسها مكسيم غوركي. وقد أرسى هذا الحدث الأدبي شهرة أندرييف، وارتقى به إلى مصاف خيرة أقرانه من الكتاب الروس يومذاك، أمثال إيفان بونن وألكساندر كوبرين. كما حظيت هذه المجموعة باستقبال دافئ ومرحب من قبل مشا هير عصره: ليف تولستوي، وأنطون تشيخوف، وزعيم الحركة الشعبية نارودنكي ن.ك. ميخايلوفسكي.. وحتى 1907 كان قد أعيد نشر هذه المجنوعة القصصية اثنتي عشرة مرة، وبلغ عدد النسخ الإجمالي خمسين ألفاً، وهو رقم قياسي في ذلك الزمان. على أن تاريخ نشر أول قصة كتبها الطالب ليونيد أندرييف موقعة بحرفين "ل.ب" يعود إلى عام 1892، أما تاريخه الفعلي كأديب فيبدأ من قصة "برغموت وغراسكا" التي نشرها عام 1898.
نعيش مع هذا الكتاب القصير أنواع من حالات ومفردات ولحظات الحب؛ شوق، لهفة، انتظار، مواعيد، لقاءات، قوة، ضعف، ابتعاد، صبر، تضحية، نصيحة، تفاهم، تحليل، تأمل.. إلخ من مزيج مشاعر إنسانية تمر بنا ونبدو في أغلب الأحيان عاجزين عن التعبير عنها كما نريد، لكننا نجد حسن مطلك يعبر عنها هنا بشكل بالغ الدقة والجمال، وربما هذا من بين الدوافع التي حدت بنا إلى اقتحام خصوصياته ونشرها، فهو بكل تأكيد لم يكن ليضع بحسبانه جعل ما نقرأه الآن من يوميات وذكريات و(كتابة حرة) كتاباً للنشر، لأن الكتاب في مفهومه هو جهد وعمل آخر يعمل على صوغه وإعادته ومراجعته أكثر من مرة.. إلا أن قيمة حسن مطلك الأدبية والإنسانية، ومسؤوليتنا عن إرثه، ورحيله المبكر قبل إنجاز أكثر مشاريعه.. هي التي تجعلنا نتلقف ونهتم بكل ما دونه. هذا ومن الأمور المهمة الأخرى التي دفعتنا إلى كشف هذه التجارب، هو أن حسن مطلك قد صاغ شخصياته الأدبية عن طريق استيحائها من شخصيات حقيقية عاش وتفاعل معها وكان -كما يلاحظ المتابع لأدبه - يوظف العديد من مقاطع يومياته داخل نصوصه الأدبية. شخصية (عزيزة القطان) في روايته (دابادا) وشخصية (سارة) في روايته (قوة الضحك في أورا) وشخصيات بعض قصصه القصيرة الأخرى مثل (تشرين الثالث) و(المذكر والمؤنث) هي مزيج من حبيبتيه (م) و(هـ) وقد أشار هو إلى ذلك في أكثر من موضع، الأمر الذي سينفع الباحثين والدارسين والمتتبعين لأدبه وسيرته ويعينهم على استيضاح المزيد عن شخصياته وأبعادها ومن ثم طبيعة أسلوبه في التوظيف الأدبي للمعطيات الشخصية الواقعية.
في رحلة تقصيها حقيقة سيباستيان دي لاكروا، تجد المؤرخة ميشال دوبري نفسها في متاهة بوليسية تسبر أغوار قصة غريبة تؤرخ لنبي مجهول باسم الوافد بن عباد، تحوم حوله الكثير من الأسئلة التي تنتهي دائما بأسئلة أخرى.تكتشف ميشال أنها مجرد حلقة في سلسلة طويلة من الحو
في هذه الرواية تتبع سوزان أورلين قصة الحريق الغامض الذي أحرق 400000 كتاب بينما يتتبع أيضًا حب أورليان للمكتبات، من الرحلات مع والدتها إلى اصطحاب ابنها. على طول الطريق، تتحدث عن التاريخ الملون بشكل غير متوقع ومستقبل مكتبة لوس أنجلوس العامة " كان اهتمامي الأول هو كتابة كتاب عن الحياة اليومية لمكتبة مدينة كبيرة". قالت أثناء الغداء بعد أن قمنا بزيارة المكتبة معاً:"لقد أحببت فكرة القيام بذلك في لوس أنجلوس، بسبب هذه الفكرة المتناقضة المتمثلة في أن الناس لا يربطون المكتبات بلوس أنجلوس، مما جعلها ممتعة نوعًا ما". تصف أورلين الحريق بمذاق روائي، وتنقل للقرّاء رعب النار وكيف كانت تتوهج بغضب، وتغذي نفسها كتاباً تلو الآخر. "كانت ألسنة اللهب نفسها غير عادية ولا تُنسي" تنتقل أورليان بسلاسة بين التعامل مع الحريق وعواقبه، وحياة المكتبة المقامة اليوم، وتأسيسها والتاريخ اللاحق. تصف صحيفة الغارديان رواية أورلين بأنها رسالة حب بلا خجل لنظام المكتبات العامة.
يستكشف هذا الكتاب المبادئ الأساسية لكتابة المسرحية، إذ يقدم أفكارا معينة من اختيار المادة الدرامية وكيفية تنظيمها للأغراض الفنية. ويركز في مجال التنظير والتطبيق على بناء الدراما باعتبار أن البنية الدرامية في فعاليتها ليس مجرد شكل بل معالجة الأفعال والعلاقات الإنسانية واضطرابها. وإذ يقدم الكتاب وصفاً لمبادئ البناء الدرامي لا يزوّدنا بكيفية استخدام تلك المبادئ، ولا يناقش اعتبار المسرحية الجيدة الصنع جنساً أدبياً، بل يؤكد لنا وجوب أن تكون المسرحية جيدة الصنع، وذلك من خلال وجهة نظر الكاتب المسرحي لا من وجهة نظر الناقد. ويتوجّه الكتاب إلى جميع كتّاب المسرحية سواء كانوا من المبتدئين أم من المحترفين. وفي صفحات الكتاب تنكشف تقنيات كثيرة استكشفها الكتّاب القدماء ليستفيد منها الكتّاب الشباب. وفيها مبادئ سبق لمؤلفين آخرين التطرق إليها. ومن حق الكاتب ، من أي جيل كان أن يختار ما شاء منها وفق صلتها بالمجتمع المعاصر ومسرحه. وفي هذه الصفحات شرح لبعض التقنيات الجديدة لغرض الدراسة والتنظيم والتنفيذ في مجال الدراما. وتشكِّل المبادئ والتقنيات التي يحتويها الكتاب عوناً لكاتب المسرحية، إذ يستطيع اكتشافها بنفسه في الوقت المناسب لاستخدامها وكيفية ذلك الاستخدام.
كانت كركوك ومناطق أخرى مثار صراع بين الحكومات المتعاقبة والكورد المتمركزين في المنطقة منذ آلاف السنين، ويسبب هذا الصراع اتجهت غالبيتها التي سبقت السقوط عام 2003 إلى تنفيذ برامج مقننة لتغير طبيعة هذه المناطق، فأُسكنت فيها آلاف العوائل العربية التي جلبتها من الوسط والجنوب وكذلك من الشمال العربي، ورَحل تْ منها في ذات الوقت الآلاف من الكورد أصحاب الأرض الأصليين.
ثم كرّس عشر دقائق للحديث عن المغول. قال إن ما يصل إلى صفر فاصلة خمسة بالمئة من الرجال في العالم يحملون البصمة الوراثية الصرفة لجنكيزخان، لأنه مارس الجنس بوحشية مغتصباً الكثير والكثير من الفتيات. قال إن إمبراطورية جنكيز خان كانت الأكبر في تاريخ العالم، وإن المغول قتلوا من الناس قرابة أربعين مليون نفس
مختارات من القصص الإشراقية تقترب في بنيتها من حكايات القرون الوسطى الرمزية، نطلع عليها من خلال كتاب"كلمات الصوفية"لمؤلفه شيخ الإشراق شهاب الدين السهروردي، والصادرة عن دار المدى للثقافة والنشر بتحقيق وتقديم قاسم محمد عباس.. وفيه نجد الرمز يمثل أحد مفاصل الرؤيا والمجاز في التجربة الروحية الاسلامية بحسب تعبير السهروردي المعروف بسعة اطلاعه وعمق معرفته بالعلوم الدينية والفلسفية. إلا إن جرأته وصراحته جعلتاه في صدام مباشر مع الفقهاء الذين ظهروا في موقع لا يحسدون عليه، في المناظرات التي كان يدعو إليها الملك الظاهر بن صلاح الدين الايوبي. مما أوغر صدورهم حقدا عليه وراحوا يحوكون له تهمة الخروج عن الدين.. وفي مناظرة علنية خطط لها الفقهاء سأله أحدهم: هل يقدر الله إن يخلق نبيا آخر بعد النبي محمد (ص)؟ فأجاب السهروردي: بأنه لا حد لقدرته. وكان التأويل جاهزا بان السهروردي يجيز خلق نبي آخر بعد النبي محمد (ص) وهو خاتم النبيين.
كما يسخر الوعى للجسد . يوميات 1964 – 1980، إذ يوفر تبصراً فريداً داخل عقل واحدة من المفكرين الرئيسيين فى عصرنا الحديث، للرحلات الفكرية، الأخلاقية والسياسية لهذه الناقدة والمجددة فى أوج قواها .
ترسم الكاتبة لوحة عائلية في رواية من شخصيات حية، بألوان متفرقة، ومن زوايا مختلفة، تتحرك في أجواء حميمة، تحمل خصوصية الحياة اليومية في المجتمع الكوردي الجديد، بما فيه من اختلاف المفاهيم والعلاقات بين الأجيال، وبين الرجل والمرأة، في رواية مكتوبة بأنامل تعيش التجربة بعمق ووعي وحرية.
هذهِ بإختصار بطاقة تعريفية أقلُ مِنْ مُوجزة لشخصية يوحنا، بطلُ رواية “فكتوريا” للأديب النروجيّ كنوت هامسون ، الرواية التي حازتْ جائزة نوبل لا لحساسيتها الشعرية ، إنَّمَا للشجن الإنسانيّ الذي احتوتهُ . وأمّا فكتوريا الجميلة ، فهي التي قال عنها يُوحنا : فكتوريا ! فكتوريا ! لو تعلمُ أنّها تملكُ كلّ لحظة من لحظات حياتهِ يرغبُ في أنْ يُصبحَ خادماً مُطيعاً لها، عبداً يُكنسُ بأكتافه الطريق أمامها ، يُقبلُ راضياً حذاءها الصغير ، يجرُّ عربتها ، ويضعُ الحطب في مدفأتها ليالي الشتاء – حطبٌ مُذهبٌ في مدفأتكِ ، فكتوريا. وإذا كانَ معروفاً عن كنوت هامسون حذرهُ الشديد في رسم شخصياته الروائية ، فإنَّ شخصية يوحنا في هذه الرواية أكثرُ مِنْ لوحة ، وأعمقُ مِنْ قصيدة ، وأشرحُ مِنْ مُوسيقى . تقومُ الرواية على حُبٍ طفوليّ بين يوحنا العامل البائس، والأرستقراطية فكتوريا ابنة صاحب القصر التي اجبرها والدها على الزواج من الملازم أول “أوتو” otto ، بيدَ أنَّ الرواية تبدأ بالإستطرادِ قبلَ الزواج ، وباستثناء الأدبيات التشويقية، فإنَّ التوترَ السرديّ في هذه الرواية يتزاحمُ كلَّ بضعَ صفحات، بينَ مدٍّ وجزرٍ في القشعريرة التي أسمُها : الحُب .
على الرغم مما يشير إليه عنوان الرواية "كوابيس هلسنكي" إلى عاصمة دولة أوربية هي فلندا، إلا أن أحدائها ترتبط بالعنف والارهاب في العراق وهموم شخوصها العراقيين ومعاناتهم مع عسف النظام الديكتاتوري السابق في ذلك البلد وبقدر ما حاولت الرواية أن تعكس تفاصيلاً عراقية شفافة لكنها تبدو في جوانب منها مفزعة في حقائقها، من هنا جاء عنوان الكوابيس التي يعيشها الإنسان العراقي في حياته اليومية. الرواية تتناول أيضاً حياة وأفكار الجماعات المتأسلمة المتطرفة المقيمة في أوربا، وتحديداً فنلندا التي تغذي وتساند العنف الطائفي في العراق وخطط ومخاطر هذه الجماعات على الحياة الديمقراطية في أوربا. وفي هذا الفضاء الروائي حاول الكاتب استعارة شيء من حرفيات السينما وعمل على خلط الواقع بالخيال والأحلام بالوثائق بقصد استقراء موضوعة العنف وهويته وجذوره ومخاطره، والتحذير من التطرف محاولاً القول: أن العنف يمكن أن يندلع في أي مكان لأسباب لا علاقة لها بالدين فقط.
الجسور، والمضائق والأصوات مروراً بأقسام المدينة وضواحي معجون الأسنان ولوجاً إلى امتداداتٍ في الأرض والسماء التي لا يمكن إ أنْ تُسمّى بالمسافة السحيقة. لم يعرف ماذا يريد. كان الليل لا يزال مُهيمناً على النهر، بل نصف ليل، وكانت أبخرة رمادية تتمايلُ مرتفعة فوق المداخن على الضفة البعيدة. وتخيَّل أنَّ العاهرات سيكنَّ الآن قد هربنَ من الزوايا التي تضيئها أعمدة النور، وهنَّ يهززنَ مؤخّراتهنّ الشبيهة بمؤخّرات البط، وهناك مِهنٌ قديمةٌ أخرى توشك أنْ تبدأ نشاطها؛ شاحنات المنتجات تخرج من الأسواق، وشاحنات جديدة تخرج من أرصفة التحميل، وشاحنات الخبز تقطع المدينة وبضع سيارات متفرّقة تخرج من مستشفى المجانين وتتهادى على الجادّات، ومكبرات الصوت تضخُّ أصواتاً صاخبة. أما المشهد الأشدّ نُبلاً فهو الجسر الممتد عبر النهر، والشمس التي بدأتْ تهدر من خلفه. راقبَ مائة طائر نورس ينتشرون في إثر ماعونٍ يتهادى في النهر. إنها تتمتع بقلوب كبيرة وقوية. يعلمُ ذلك، وهو أمرٌ لا يتلاءم وحجم الجسم. ذات يوم كان يهتمّ بها وتضلَّعَ في التفاصيل الغزيرة للتركيب البنيوي للطيور. تضلَّعَ في أدقّ المسائل خلال جزءٍ من فترة بعد الظهر. لم يكن يعرف ماذا يريد. ثم عرَفَ. لقد أراد أنْ يقصَّ شعره. أطال مدة وقوفه قليلاً، وهو يراقب طائر نورس واحداً مرتفعاً ومتماوجاً في وجه هبّة ريح، مُعجباً بالطائر، وينفذ بفكره إلى داخله، في محاولة لمعرفته، شاعراً بالوجيب الثابت والرصين لقلب الطائر القَمَّام النَّهِم. ارتدى بذلة ووضع ربطة عنق. وقد خفَّفَتْ البذلةُ احْدِيْدابَ صدره الشديد الانتفاخ. كان يحب ممارسة التمارين الرياضية ليلاً، فيرفع أثقالاً حديدية، ويؤدي تمارين الالتفاف والضغط على المقعد بحركات رزينة متكررة تستهلك توترات النهار وضغوطه. أخذ يتمشى في أرجاء الشقة، المؤلفة من 48 غرفة. كان يفعل ذلك حين يكون متردّداً ويشعر بانقباض القلب، ويمرّ بخطى واسعة على طول بركة السباحة المُخصصة للمسابقات، ثم بصالون لعبة الورق، والصالة الرياضية، مروراً ببركة أسماك القرش وغرفة عرض الأفلام. وتوقّفَ عند بيت الكلاب وتحدث إلى كلابه. ثم توجّه إلى المُلحق، لكي يُتابع حالة العملات ويتفحَّص التقارير.
روايّة كو فاديس إلى أين ، للكاتب البولوني هنريك سنكوفيتش . قصة حب تدور أحداثها في زمن نيرون روما. نتعرف من خلالها على الاوضاع السياسيّة والاجتماعيّة والدينيّة والثقافيّة في ذلك العهد، ونقف فيها على الاسباب الحقيقيّة لإحراق روما، وعلى شخصيّة نيرون وحاشيته الامبراطوريّة من أمثال بترونيوس بطل الروايّة ، وسينيكا وغيرهما من الادباء والمفكرين . ثم وهذا أهم ما في الروايّة كيف تأسس التبشير للدين المسيحي من خلال أهم حواريين من تلامذة المسيح بولص، بطرس.
رواية كومنولث للروائية الامريكية آن باتشيت، وهي روايتها السابعة نشرت عام 2016 تبدأ الرواية بقبلة غير مشروعة تؤدي الى علاقة غرامية تتسبب بدمار عائلتين.. الاحداث تدور في ستينيات القرن الماضي وتستغرق اكثر من 50 عاما. صحيفة واشنطن بوست وصفت الرواية بانها قصة ملحمية، وقائع مترامية الاطراف للاحداث والعلاقات موزعة على عشرات الفصول.. لقد طغت احداث الماضي على خطوط القصة الحالية فالمشاهد الاكثر حداثة فيها موجودة اساسا كمدخل الى الذكريات القديمة.. آن بتشيت حصدت الكثير من الجوائز الادبية ابرزها جائزة كافكا وجائزة فوكنر. وتعد الروائية الاكثر مبيعا في امريكا.
ن لندن في عقود الستينيات والسبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي والفترة ذاتها في العراق، وبين دمشق خلال القرن الثالث عشر أثناء سنوات المُتصوِّف ابن عربي الأخيرة، ينسج «لؤي عبد الإله» روايته «كوميديا الحب الإلهي» (دار دالمون- دمشق) جاعلاً من مقولة سقراط «الحياة غير المختبَرة لا تستحق أن تُعاش»، صِراطه في رسم شخصيات عمله الروائي على اعتبارها من ممكنات الوجود التي يستطيع الحب، وحده، أن يجعلها قادرة على صياغة منعطفات حياتية، سواءً أكان ذاك الحب موجّهاً تجاه الجسد فقط، أم مُندغماً مع عاطفة الأمومة، أم متجسداً من خلال سطوته على عالم الأفكار التي في إمكانه أن يُحلِّلها من جميع عناصر قوتها، وجعلها مطواعة بين يديه. أربع شخصيات أساسية جمعتهم العاصمة البريطانية: «عَبْدِلْ» الطامع بكسب المال والوصول إلى الثراء بعد أن كشفت طفولته عن قدرات ذهنية تجارية عالية، و«بيداء» التي لم تفكِّر البتة بالخروج من بغداد، لكن زواجها من «عبدل» جعل منها امرأة تعيش وفق القيم العراقية في لندن، و«شهرزاد» ابنة عمة بيداء، طبيبة متحررة من كل التقاليد وتعيش على هواها في عاصمة الضباب، التي التجأت إليها إثر خروج عائلتها من العراق بعد ثورة الرابع عشر من تموز ١٩٥٨، و«صالح» الهارب من رجال الأمن في بغداد، والطامع بخوض غمار التجارب الحياتية لإغناء شخصيات روايته. من خلال لقاءات هذه الشخصيات الأربع وحواراتهم، وعبر تداعيات أحلامهم وهواجسهم وتناقضات أفكارهم، استطاع «عبد الإله» أن يُقدِّم لنا صورة عن تاريخ العراق المعاصر، من خلال الربط المتواصل بين ماضي الشخصية وحاضرها، والمتغيرات الحاصلة في أسلوب عيشها وتفكيرها، مع رصد المخاوف وانعكاساتها في مُضارع كل منها، إلى جانب التأكيد على أن «الشخصية هي مصيرها» عارضاً لمروحة الخيارات التي فُتحت أمام كل منها، وكيفية اتخاذ القرار وفق الخصوصية النفسيّة التي طرّزها بعناية، مع تحليل عميق لمكامن الضعف والقوة في كل شخصية، وكأننا أمام جلسات لعلم النفس يقوم فيها الروائي بتشريح علمّي دقيق لشخصياته والمآلات التي وصلت إليها، لكن من دون أن تفتقد، ولو جزءاً يسيراً من حيويتها، إذ تستشعر بأسلوب الكتابة ضيقها وفرحها، حيرتها وجنونها، نبضها وأصوات تنفسِّها، حتى إنك تُحسّ كأنك تعيش في تيارات وعيها، وتفتُّح خياراتها على الحياة، ومن ذلك تلمُّس الفارق الكبير بين عبدل وبيداء بعد ولادة ابنهما البكر «سليم» الذي يُعاني متلازمة داون، فعبدل استدعى غيبياته الخاصّة وغضب والده منه، معوّضاً الغرابة التي استشعرها من ابنه بمزيد من الجنس مع زوجته لولادة أبناء معافين يليقون به، وكانت النتيجة توءماً وبعدها مباشرة طفلة، في حين أن بيداء كانت تستشعر قوّتها في تعاطيها الإيجابي مع ابنها «سليم»، وفي الوقت ذاته في الرضوخ لرغبات زوجها ومزاجيته، على قسوتها في كثير من الأحيان.
نظم "غابرييل غارسيا ماركيز" ورشات عمل لكتابة السيناريو كان يقوم بها بدور المايسترو الذي يضبط إيقاع فريق العمل، ويطرح الأفكار الجديدة، ونقاط الإنطلاق في كتابة السيناريو، ويصحح مسار الحكايات الواقعية والخيالية التي تختلط بالأحلام. وفي كل مرة تبدأ الحكاية من فكرة عارية، ثم تتطور، لتصبح سيناريو فيلم ينتظر التصوير. وقد ضم هذا الكتاب هذه الورشات التي أعد لها وأدارها الكاتب "غابرييل غارسيا ماركيز" فيها الكثير من مختلف البلدان ككولومبيا، بنما، البرازيل، المكسيك، الأرجنتين، أسبانيا، كوبا
"لكن حان الآن موعد موتك." لِمَ تقول "موت"؟ لا تجعل الأمر مأساوياً. قل الأمر كما هو –"حان الآن موعد عودة مادتك إلى المصدر الذي جاءت منه أساساً." ما الرهيب في ذلك؟ وما الذي سيخسره العالم، وأي حدث غريب وغير مسبوق هذا؟ أهذا ما يرعبنا الطغاة به؟ ألهذا تُشحذ سيوف الحراس؟ دع الآخرين يقلقون بشأن ذلك. بعد أن فكرت في هذا كله، أجد أنه ما من سلطة لأحد عليَّ. لقد حررني الإله، وتعرفت على أوامره، ولا يملك أحد قدرة على استعبادي؛ هذا هو الانعتاق الحقيقي من قِبَل القاضي الحقيقي. المُحادثات 4.7.7-17
في هذه الرواية الثالثة لآلي سميث، بعد "المُصادفة" و"كان ولكن ذلك الحقيقة" اللتين أصدرتهما دار المدى، وهما مغامرتان جديدتان تماماً في مجال الأدب، تبتعد الروائية عن السرد الروائي التقليدي، وتقدّم لنا عملاً يعتمد بالكامل على التداعيات الفكرية والانطباعات الشخصية والاستطرادات. هذا العمل يخصّ آلي سميث؛ إ نه ذاتيّ بامتياز. خطرت لها فكرة كتابته وهي تقوم بزيارة لبلدة فيرارا الإيطالية التي تحتوي قاعات أثرية وقصوراً تضم لوحات جدارية جصّية (فريسكو) لرسامين مغمورين من القرن الخامس عشر، حين كانت عائلة إيست العريقة تحكم البلدة والدوق بورسو يستعد لتنصيبه حاكماً على البلدة. وكان الحكّام وأصحاب الألقاب والقصور يحبّون الظهور والفخامة والأبهة، ويُجنّدون لتحقيق ذلك أفضل الرسامين لتزيين قصورهم بالرسوم التي تبيّنهم جنباً إلى جنب مع الآلهة اليونانيين المشهورين. وكان بورسو هذا صاحب القصر المُسمّى "القصر الذي لا يعرف الملل" أو "قاتل الملل" Palazzo Schifanoia قد عيَّن رسّاماً شاباً موهوباً يُدعى فرانشيسكو ديل كوسا Del Cossa. وكان الرسم يتم على هيئة غرف تُسمّى بأسماء أشهر العام، وتمثّل كل غرفة إلهاً من الآلهة اليونانيين.
رواية رائعة ومثيرة جدًّا عن حياة مغنّي الراب «الورعين أو الأتقياء»، وعن الحب أيضًا، وعن معنى الحب الحقيقي والمزيف. وكيف أنَّه يمكن للحبِّ الحقيقي أن يكون القيمة الأكثر سموًّا بالنسبة للإنسان. عن درجة الثقة بأولئك الذين يحيطون بالشخص. عن الوفاء وعن الخيانة. عن اليأس الذي يسلبُ الإنسان عقله وإدراكه. وعن التأثير الخالي من أيّ رأفة لذلك للشغف الذي لا يصغي أبدًا إلى صوت العقل، ولكنه مع ذلك يتحكم بمصائر الناس ويحطّمها.يغوص المؤلف مع القارئ إلى أعماق وتفاصيل المشاعر التي يعيشها ويعاني منها أبطال روايته، ناقلًا الأحداث ومعبِّرًا عنها من خلال أحاسيسهم ومداركهم، ومن خلال حركة الروح والانفعالات، والأمزجة عندهم. لطالما كانت حياة المشاهير ومعبودي الجماهير مثار اهتمام المُعجَبين بهم. بيدَ أنَّ المشاهير هم أيضًا بشر، مع كل ما يتصف به الناس من خصال حميدة وعيوب. وقد نجح أندريه غِلاسيموف في تتبع حياة جيل كامل من أبطاله بشكل صادق ومن دون أي تمويه أو تلميع أو إضافات. ولذلك سوف يحظى الكتاب باهتمام أوسع دائرة من القراء بكل تأكيد. الرواية صادرة عن دار نشر «غوروديتِس» في موسكو. عام 2020
استمر اوستروفسكي يعمل في نص رواية " كيف سقينا الفولاذ " حتى الأيام الاخيرة من حياته ، وفي عام 1934 بدأ أوستروفسكي بمراجعة جديدة لرواية " كيف سقينا الفولاذ " ويكتب عدداً من المشاهد ، والصور ، والوقائع . وقد حصلت الرواية على تقييم رفيع من قبل الحكومة والرأي العام السوفييتي ، وأقرت اللجنة التنفيذية الم ركزية للاتحاد السوفيتي منح وسام لينين إلى الكاتب نيقولاي اوستروفسكي ، الذي استرك ببطولة في الحرب الأهلية وفقد صحته في الكفاح في سبيل السطلة السوفيتية ، وواصل بنكران ذات وبسلاح الكلمة الفنية نضاله في سبيل قضية الاشتراكية ، وهو مؤلف هذا العمل الموهوب " كيف سقينا الفولاذ " .
الحياة اعزّ شيء للإنسان. أنها توهب له مرة واحدة، فيجب أن يعيشها عيشة لا يشعر معها بندم معذب على السنين التي عاشها، ولا يلسعه العار على ماضٍ رذل تافه، وليستطيع أن يقول وهو يحتضر: كانت حياتي، كل قواي موهوبة لأروع شيء في العالم: النضال في سبيل تحرير الانسانية.
كتاب كيمياء البشر بقلم هنرييت عبودي..كيمياء البشر رواية تشريحية (ليس بالمشرط، وإنما بالقلم) لمجموعة من الشخصيات في علاقات متشابكة، معلنة، وسرية، مرسومة بدقة متناهية، وحس خاص بالتحولات في الطبائع. وهذا ما برعت في مجاله المؤلفة في أعمالها السابقة
بعد أن نالت ليدي سالفير جائزة غونكور عن روايتها (لا تبكي) عام 2014 طافت شهرتها، بوصفها جوهرة صغيرة تستحق القراءة. تتحدث الرواية هذه عن الحرب الإسبانية وعن نفي أبويها إلى فرنسا. وقد لعبت حالة المنفى في البدء في حياتها ثم في هذه الرواية دوراً أساسياً. إلى جانب ذلك، فإن إعادة بناء حياة أمها، قد فكك رم وز الذكريات، وقد يكون إحياء هذه الرموز وبناؤها بأسلوب أدبي أمراً صعباً، وعليه تراجعت الكاتبة بخطوة إلى الوراء لتروي عن منفى الأم وتجربة التحرر الإسبانية. ربما لهذا السبب كان عنوان روايتها «لا تبكي»، ثم إن العبارة المقتبسة من دون كيشوت لميغيل سرفانتس، في صدر الرواية توضح فكرة الكتاب «ما خطبك، أيها المخلوق الجبان؟ ما الذي يبكيك، يا رقيق القلب؟ » لأنها كانت تريد التعبير عن حالتها الذهنية في وقت تصور الرواية، متجنبة السرد المؤلم والمثير للبكاء عن المنفى
برعتْ ثين في تدوين رواية على قدرٍ كبير من النضج والتعقيد، الفكاهة والجمال، رواية هي في آنٍ حميمة وسياسية بنحوٍ كبير، مدتْ جذورها في تفاصيل الحياة في الصين لكنها استثنائيةً في كونيتها. ومما يلفت القارئ والناقد الأدبي هو قوة الحبكة ومتانة الأسلوب ورقة الكلمات وشاعريتها بحيث إنّ المتلقي لا يكاد يلتقط أنفاسه وهو يلتهم صفحات هذه الرواية الأخاذة، فنرى الكاتبة تقفز من زمنٍ إلى زمن في لعبة سردية ذكية، إذ يتنقل الراوي بحرية بين الماضي والحاضر، تارةً للأمام، وطوراً للوراء. وخلال صفحات هذا الأثر الروائي المهم تُعرّفنا ثين على موسيقى بتهوفن وباخ وشوستاكوفيتش وكثير من الموسيقيين الغربيين، وعلى الإرث الأدبي والفكري والفني للكتاب والفلاسفة والرسامين والموسيقيين الصينيين منذ زمن السلالات الحاكمة والاحتلال الياباني وحتى يومنا الحاضر. نتعرّف على آلات موسيقية صينية لم نسمعْ عنها من قبل، ولا يفوت الكاتبة أن تصف لنا درجات السلالم وطرائق العزف والأحاسيس التي ترافق الاستماع للألحان والمؤَلفات الموسيقية؛ وهذا بالطبع لم يأتِ من الفراغ، على نحو ما يقول اليونانيون، بل من خلال دراسة عميقة، متخصصة، لأن كاتبتنا درست الموسيقى والباليه قبل شروعها بالكتابة الإبداعية. نعم، حازتْ ثين على شهادة البكالوريوس في الرقص المعاصر من «جامعة سيمون فريزر» قبل نيلها شهادة الماجستير في الكتابة الإبداعية من «جامعة كولومبيا البريطانية»، بعد حصولها على منحة دراسية.
تدور حوادث رواية "لا مصير" في أواخر الحرب العالمية الثانية وهي تتحدث عن حياة المعسكرات وعلاقة المعتقلين ببعض وبالدرجة الأولى عن اكتشاف المعتقل اليافع العالم المحيط به ومحاولة فهم ما يدور حوله ووضع تصوراته الخاصة به عن هذه البيئة غير الطبيعية. وهي في مجملها تقدم لنا صورة ذاتية واقعية وليست انتقائية أو نمطية كما جرت العادة على تقديم صورة معسكرات الاعتقال. كما دون كرتيس في هذه الرواية أفكاره الأساسية التي نجد أصداءها تتردد في أعماله اللاحقة. إذ يقول: "لو كان هناك مصير، فالحرية غير ممكنة؛ لكن لو.. كانت هناك حرية، فلا يوجد مصير، أي.. أننا نحن أنفسنا المصير ذاته".
يختزل زفايج بعبقرية شديدة معاناته مع الإنسانية في صورة ""مباراة شطرنج"" بين بطل العالم في اللعبة والغريب الذي يقابله على متن سفينة متجهة من نيويورك إلى بوينس إيرس، وعلى سطح المركب حيث بالكاد يمكنك أن تلفظ أنفاسك مع كل حركة يقوم بها البطل متحديًا بطل العالم وسط البحر وطاقم السفينة الذي يشاهد المباراة المثيرة في ترقب مهيب يجعلك تتسائل طول الرواية عن كيفية الفوز في لعبة الشطرنج ولعبة الحياة بأكملها.. بل إنك ستتسائل بعد أن تغلق الرواية عن تعريف الفوز نفسه.إنها رواية بديعة يمكنك قراءتها في جلسة واحدة، لكنك أبدًا لن تنساها هي وصاحبها.
يؤكد كل مقال في هذا الكتاب أن تشومسكي لا يؤيد فكرة وجود بُعد واحد للسلطة، وهي فكرة غالبًا ما يجد المرء تأييدًا لها بين كثيرين من مفكري اليسار. إنه يدرك جيدًا أن السلطة متعددة الأوجه، وتعمل من خلال عدد من الوسائل المادية والمعنوية، هي ماهرة بشكل خاص في الإشارة إلى أن السلطة لها أيضًا وظيفة تربوية ويجب أن تتضمن فهمًا تاريخيًا لصناعة العلاقات العامة والجهاز الثقافي الناشئ والقائم، التي تعتبر عناصر مركزية في قضايا السلطة وتمثيل رغبات الناس والخيال الراديكالي والتي تعتبر أنماط الإقناع وتشكيل الهويات وصياغة الرغبات. يكشف تشومسكي باستمرار عن الفجوة بين الواقع والوعد بديمقراطية راديكالية
هذه الرواية تتناول الأفعال القاسية والظواهر الخارقة في التاريخ العام. تعود حوادث الرواية إلى القرن الخامس عشر والقرن السادس عشر، إي إلى حقبة نشوء الدولة الروسية الحديثة، التي بدأت تُكتَبُ فيها الحوادث التاريخية بشكل موثوق. ومع ذلك، يتجاور الماضي والمستقبل في بنية النص ويتداخلان بشكل خفي: طوبولوجيا الوقت لا تتطابق مع التسلسل الزمني للحوادث. لا يضيع القديم في سياق الحوادث، بل يتداخل في الجديد. وسأُشَبِّه حركة الوقت بالدوامة. إنه التكرار، ولكنه على مستو جديد أعلى. أو، بصورة أدق، تجربة جديدة، ولكن ليس من صفحة فارغة. بل تحمل معها ذاكرة الماضي المُعاش. وهذه الرؤية لترتيب الأشياء تغيّر مكانة الإنسان في العالم، واتجاه الأفكار في الشخص. إذ يتقارب ديالكتيك هيجل مع تصوف رؤيا القديس يوحنا عن نهاية العالم في وعينا غير الواضح في فكرة واحدة لنهاية التاريخ، وأمل واحد في عودة الوقت الضائع كله إلى الأبدية. هذا النص هو بمثابة جسر بين العالم القديم والعالم المعاصر. إنه يعيد إلى الدورةِ الروحيةِ القيمَ الأبدية للقناعة المرتبطة بتعاليم القديس نيلوس الصُوري وشخصيته. ويدفع بصرنا الداخلي نحو نور الله، نحو البصيرة الصوفية والمتصوفين الروسيين. إنَّ مقاربة المؤلف لسر التصوف الروسي هو اطلاع للقارئ على المعنى الخفي للأرثوذكسية الروسية. وإنَّ تطرقه لها هو أعمق من أي كلمات. وقد ولَّدت إجابة في رأس السائل نفسه، لأن مَن يطرح السؤال غالباً ما يعرف الإجابة، برغم أنه لا يعترف بها دائماً لنفسه. فعندما يتخلص الشخص الذي يبحث عن ذاته من الفائض في نفسه، يتجلى له أهم شيء بوضوح أكبر: ألا وهو - صورة الله. إنه كتاب واضح وساطع، مثل أيقونة. أتمنى أن يكون ما قلته كافياً لإثارة اهتمام القارئ حتى يجد الوقت الملائم ويجهد نفسه في قراءة الأربعين صفحة الأولى على الأقل؛ ثم يُكمِلُ قراءة الصفحات الأربعمائة المتبقية من تلقاء نفسه، لأنه سيجد المتعة فيها. تمارا اليكسانوفا-ناقدة روسية
عالم دوبوا عالم مأساوي، وعنيف، وحياة غير عادلة (الموت المبكر، والزنزانة بحجم 6م ²، والعزلة) عالم من الفشل والضياع والندم عبر سارد يدعى بول هانسن، الذي يرى أن هناك طرقاً كثيرة لا تُحصى للفشل في الحياة. يعمل كحارس عمارة، ويعيش حياة عادية وهانئة في مونتريال بكندا دون مشكلات، إلى أن يقترف جريمة، ويدخل ا
تقدم أريانا هارويكز في هذه الرواية نمطاً من النساء يثير التعاطف في نفس القارئ بسبب اضطراباتها التي تحيلها إلى كائن ضعيف، لكنه سرعان ما يتخلى عن شعوره هذا عندما يستفزه بل يثير نفوره واشمئزازه شعور مناقض يمارسه عليه سلوك وحشي غريب يرافق البطلة على امتداد الرواية. بل يسبقه شعور مفاجئ آخر يقوده إليه عنو ان الرواية «لتَمُتْ يا حبيبي» وما تلاه من بداية حيث تداعب البطلة السكين بيدها وتراودها فكرة قتل زوجها وابنها. امرأة لا تكف عن السعي إلى موتها وهي ترى في نفسها صورة المرأة الشهوانية التي تطاردها رغباتها ورغبات من يطاردها من الرجال الذين تذعن لهم باستسلام. نجحت هارويكز في إثارة مشاعر القارئ وخلخلة مزاجه وخلق شعور بعدم الارتياح لديه وهي تعكس حالة الازدواجية التي تعانيها شخصية تلك المرأة وتلك الانتقالات المفاجئة لها وسط الرغبة التي تتنازعها تجاه زوجها والشعور بالنفور منه بل الرغبة في إزاحته من الوجود وهي تعمد إلى فرض سطوة لغة فجة ومباشرة. لغة تزداد صعوبة وتعقيداً وقرفاً كلما اقتربت من أسلوبية تفتقر إلى الحياء وتتعمق في رؤى حميمية وحسية جريئة عبر صيغة اقترحتها الكاتبة وأكدتها وهي تقول: «نعم، عندما أكتب أحاول تحطيم اللغة وتفكيكها، بين مزدوجين أحاول أن لا تجمعني بها علاقة حسنة، إذ إنني بفعل تحطيم اللغة وضربها أبحث عن دوزنتها وكأنها آلة موسيقية، آلة كمان أو بيانو مثلاً».
مسرحية تصور أحوال غرام والشهوات والعواطف للشيوخ والعجائز بأسلوب ساخر ولكن متفهم ومتعاطف. أصبحت "لعبة القطة" من بين أهم الأعمال التي تقدمها المسارح الهنغارية البارزة، وهي تتحدث عن السيدة أوربان التي قاربت السبعين من العمر وعلاقاتها بمحيطها: بصديقتها باولا التي "اختطفت" منها عشيقها فكتور تشرمليني مغني الأوبرا الأكول والنهم، والمصاب بتوسع الرئة، وعلاقتها بأختها غيزا التي تقطن في ألمانيا الغربية حينذاك عند إبنها وزوجته وحفيدتها، وعلاقتها بجارتها فارة، وببنتها إلوش وصهرها يوجي، وعلاقتها بزوجها الذي لا يظهر.
ينبع نص الكاتب أولاً من همه الذاتي، من رغبته في تحدي الحياة والموت معاً، بل وفي حدود قصوى من رغبته في الوقوف خارج الجماعة، ومن هنا يكون الفن (أدبياً أو غير أدبي) هو فعل مشاكسة، ولأن كل مشاكسة تجاوز، يصبح الفن لغة التطلع الدائم الى الممكن، الى المستحيل،
هذا الكتاب, لا يبحث عن البدهيات ولا يرمي الى تكرارها, بل ثمة محاولة لمزيد من التعمق في قراءة العرض, بعد تفكيكه الى عناصره, وإضاءة ما قد يعتقده البعض هامشياً أو غير فعّال. لغة العرض المسرحي محاولة للوقوف على مكونات الصورة, وإزاحة ما قد يبدو ملتبساً أو غامضاً, والتوكيد على ما هو بصري ومشهدي, من أجل قراءة متوازنة للعرض المسرحي. وكان من أهم المواضيع التي عالجها هذا الكتاب: العرض المسرحي دلالة مكثفة, النص المسرحي علامة درامية, الممثل حامل الخطاب المسرحي, المخرج ذلك الساحر الخفي, الجسد لغة مسرحية, الجو المسرحي, الملابس المسرحية, الماكياج والقناع, الإرشادات المسرحية, الإضاءة, المسرح والمتفرج, صعود الدراما وهبوطها.