دار المدى للنشر والتوزيع هي دار نشر عراقية تأسست عام 1994، أصدرت الدار العديد من المنشورات الأدبية والكتب والروايات العربية، كما شاركت في العديد من معارض الكتاب المحلية والدولية.
تاريخ الدار
دار المدى تم تأسيسها رسمياً عام 1994 وهي إحدى شركات مجموعة المدى الثقافية والتي أسسها فخري كريم عام 1960، وتخدم القضايا الأدبية والسياسية والسير والمذكرات والفكر القومي. تضم دار المدى شبكة توزيع ووكلاء في عدة دول، وعدة مكاتب في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق وقبرص وأربيل.
مجالات الدار
تتنوع إصدارات الدار وتغطي موضوعات مختلفة على رأسها التاريخ، وقد أصدرت الدار أعمال متنوعة في مجالات مختلفة منها:
- الدراسات النقدية - المجموعات القصصية - الروايات. - المقالات والخواطر
مساهمات ثقافية تنشر دار المدى للعديد من الكتاب والأدباء العرب مثل: ميسلون هادي، بلال فضل والتي وصلت روايته الصادرة من دار المدى «أم ميمي» للقائمة الطويلة في الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2022، محمد الماغوط، ليلى العثمان، سعدي يوسف، نزيه أبو عفش. كما تنشر دار المدى ترجمات بعض الكتب من كل اللغات العالمية
الكتاب يضم 7 قصص من بين الروائع العديدة التي تركها دوستويفسكي .. وهذه القصص هي : 1. المساكين 2. الليالي البيض 3. الصباح 4. القلب الضعيف 5. حادثة شنيعة 6. الوديعة 7. حلم رجل مضحك وجميعها من ترجمة الراحل غائب طعمة فرمان
كانت قبرة فتاة صالحة، صالحة جدّاً، وهي فرحة حياتهما الوحيدة. هذا ما ردّده آكوش لنفسه، وأمام الآخرين على الدوام. كان يدرك أن المسكينة لم تكن جميلة، وهذا ما آلمه لمدة طويلة، ولكنه فيما بعد رآها على نحو مختلف. غسل صورتها، وأحاطها بغشاوة ضبابية حادة، ولم يفكر بأمرها بعد الآن، وأحبّها على حالها إلى ما لا نهاية. مضى خمس سنوات، وربما عشر منذ أن تخلّى عن آماله كلّها، ولم يخطر له قط أنه سيُزَوّجها. ولكن حين حصل ذلك الحدث مع الفتاة: بدّلت قبرة تسريحة شعرها، وارتدت مع انقضاء الخريف معطفها الشتائي، ولبست الثياب الجديدة مع قدوم الربيع، وأحسّ آكوش بالحزن لأنه لم يألف أن يراها على هذه الصورة. ولقد عانى الآن كذلك. أشفق على قبّرة، ولكي يخفف من شعور الشفقة لديه، راح يعذّب نفسه. رمقها بانتباه، مدققاً في هيئتها على نحو يكاد يكون مهيناً: هذا الوجه غير المألوف الذي كان بديناً وهزيلاً في الوقت ذاته، الأنف السمين، المنخران الوسيعان كمنخري حصان، الرموش القاسية الرجولية، العينان المصليّتان الصغيرتان اللتان تذكرانه بعينيه. لم يكن طوال حياته يفهم بأمور النساء، لكنه شعر بشدة أن ابنته قبيحة. لم تكن الآن قبيحة فحسب، لكنها عانس حقيقية، عجوز، ذابلة. لم يتكشف كل هذا إلّا تحت فيض النور الوردي للمظلة الشمسية، وفي هذه الإضاءة الأشبه بالإضاءة فوق خشبة المسرح. مثل يرقة تحت شجيرة ورد- فكّر. مضت، ومضت بثوبها الرمادي الجردوني، وحين بلغوا ساحة سيتشيني - وهي الساحة الكبيرة الوحيدة في شارسيغ، وسوقها، ومركزها- سبقها لاشعوريّاً ببعض الخطوات لكي لا يتحتم عليه السير إلى جانبها.
ذات يوم وعند مدينة بحرية ، مفعمة بصخور حادّة وبحر لا يهدأ واشجار تتقاسم المنظر ، وتلال رطبة ، مزهرة طوال العام ، وحقول ممتدة في أرض خصبة ، هناك في مدينة مونفاسيا ولد الشاعر اليوناني يانيس ريتسوس 1909 - 1990 كسليل آخر ، للأغارقة الغابرين ، في يونان اصطخبت فيها العلوم والفنون والأشعار . طفولة ريتسوس لم تكن طفولة يسيرة ، بل كانت شاحبة وصعبة ، في عائلة تتكون من أربعة أطفال ، كان ريتسوس أصغرهم سنّاً ، عائلة تتناهشها الأمراض كالسل والجنون ، السل الذي اصاب أخته وأصابه هو ، والجنون الذي ألم بالأم ، والأب كان شبه معتوه قضى أيامه الأخيرة في لعب القمار ، بعد أن عاشوا في الماضي حياة رخية . إن شعر ريتسوس المشبع بأشياء الحياة وتفاصيلها ، شعره اليومي الأليف والمرهف هو خزين للظلال والضوء والحركة ، للنور الساقط على الأرض ، شعر يبدو في ظاهره بسيطاً ، بيد إنه شديد العمق حين يستغرقنا داخلين في شبكته الخيطية ونسيجه الباهر ، متين البنيان ، ضاربة جذوره في تراب الأسطورة الإغريقية ، لقد كان ريتسوس أهم شاعر في القرن العشرين بإعتراف كبار شعراء عصره كالفرنسي أراغون وشاعر تشيلي نيرودا وشاعر اليونان بالماس وغيرهم ، قصائده قرأها الملايين ، حتى أن الملاعب ومدرّجاتها كانت لا تتسع لمحبي شعره ، كيف لا وهو سليل أسخيلوس وهوميروس ، وأيضاً كفافي وبالماس وسيفيرس ، وريث لغة الأساطير والملاحم ، وريث الثقافة الإغريقية المتنوعة ، وريث فلسفتها وجدها وتحولاتها عبر التاريخ ، منذ أرسطو وسقراط وأفلاطون ، هو نتاج هذا التراث الفلسفي المترع بثقافة دينية - أرثوذوكسية وميثولوجيا ممتدة إلى بدايات الخلق والتكوين ونشأة المنطق والسؤال الوجودي الذي كان يطرحه المناطقة والفلاسفة وحكماء للوغوس في الأكروبول . إذاً شاعرية ريتسوس وثقافته ومعرفته هي مزيج من كل هذا ، مزيج متداخل ومتواشج مع حيوات كبرى وتفاصيل موغلة في عمق الحاضر اليوناني ، إنها ثقافة الحاضر المتجلي في الماضي ، الوثنية إلى جوار المسيحية ، الميتافيزيقية بمحاذاة الماركسية ، المادية حذاء المثاليّة ، الفاشية مقابل الشيوعية ، والأخيرة هي التي جرته إلى ضواحي وأزقة سالونيك العالية ، حيث النضال ضد الديكتاتورية ونظام العقداء السود ، كل هذا تجده يتنفس ويحيا ككائنات لها روح ودم في شعر ومسرحيات وروايات ونثر ريتسوس .
وقد انفرد هذا الكتاب في أنه لم يقصر على جنس أدبي معين أو على السرديات كما هو المألوف في كتبي الأخرى، بل تجاوز البحث فيه جنس القصة والرواية إلى الشعر الحديث وإلى نقد النقد بل إن بعض ما كتبته في القصيدة الحديثة لم أجد أحداً من النقاد العرب يقترب منه وخاصة موضوع أبنية التجاور والانقطاع في قصيدة الحداثة. بل إن أحداً لم يعالج الموضوع حتى بأدوات البلاغة التقليدية والفصل والوصل فيها.
إنصب اهتمامنا حتى الأن على الطريقة التي فُهم بها العقل في القرآن. وقد أتخذ رأي القرآن في معنى العقل لاحقاً نقطة إنطلاق نحو نقاش أعمق بين علماء الدين والفلاسفة المسلمين. كان الجانب الأول في هذا النقاش قبول كل العناصر الأساسية في العقيدة دون سؤال من جهة، والسماح بقدر معين من التعقل المستقل في الأمور المتعلقة بالفقه الإسلامي من جهة أخرى.
يذكر ان الرواية صدرت بالإنكليزية عام 1945، وهي تستلهم من سيرة سمارت (1913 ــ 1986) وعلاقتها بالشاعر البريطاني جورج باركر (1913 ــ 1991) حيث تحكي قصّة فتاة كندية تحبّ شاعراً متزوّجاً وتنجب منه. ورغم رفض الأخير الانفصال عن زوجته للعيش معها، إلّا أنها تصرّ على ملاحقته حتى حين انتقاله للعيش في الولايات المتّحدة. يُصَنَّف العمل ضمن ما يُعرَف بالنثر الشعري
إشكالية هذا البحث يحتويها السؤال المركب التالي: لماذا بقي الصراع العربي - الإسرائيلي مفتوحاً، ولماذا أخفق السلام، وهل للسلام مستقبل؟ لقد دخلنا في مرحلة "نزع الاستعمار" منذ عقود جديدة، بعد أن حصلت كل شعوب المستعمرات وأشباه المستعمرات في آسيا وأفريقيا على استقلالها السياسي، وإن ما زالت تكافح من أجل استقلالها الاقتصادي، وزال، منذ اكثر من عقد، آخر نظام للتمييز العنصري في جنوب أفريقيا، ولم يبقَ في ميدان الكفاح من أجل التحرر الوطني والاستقلال السياسي سوى الشعب الفلسطيني، فما الذي يفسر هذا الاستعصاء؟ وأين تكمن خصوصية الصراع في هذه المنطقة، التي أطلق عليها اسم "الشرق الأوسط؟ من هذا السؤال المركب، نبع الافتراض الذي حكم هذا البحث ومفاده بأن هذا الاستعصاء، وهذه الخصوصية، مرتبطان بطبيعة الحركة الصهيونية، ومشروعها الذي تبلور في نهاية القرن التاسع عشر، وبكيفية تعامل الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ولا سيما بعد حرب حزيران 1967، مع ما سمي بـ "عملية السلام" في الشرق الأوسط، وبالتحولات التي طرأت على المجتمع الاسرائيلي في العقود الأخيرة وما رافقها من تحديات، وبالضعف المزمن الذي عانى منه الفلسطينيون، وأشقاؤهم العرب، منذ بدايات هذا الصراع. سينقسم هذا الكتاب، الذي سيعتمد على منهج وصفي وتحليلي في آن معاً، إلى أقسام ثلاثة، بحيث يشتمل، إلى جانب المقدمة والإستخلاصات وفهرست الأعلام، على تسعة فصول، يعالج الأول والثاني منها جذور الصراع، من خلال الرجوع إلى المقدمات التي سبقت نشأة الحركة الصهيونية الحديثة، وإلى التيارات التي انضوت في إطار هذه الحركة إثر تأسيسها. بينما يعالج القسم الثاني، الذي يشتمل على الفصول الثالث والرابع والخامس، تطورات الصراع العربي - الإسرائيلي بعد قيام دولة إسرائيل، والنزعة العدوانية والتوسعية التي حكمت سياسات قادتها، خلال خمسينيات القرن العشرين. أما القسم الثالث، والأخير، الذي يغطي الفصول السادس والسابع والثامن والتاسع، فهو يحلل، بعد الإستعراض التاريخي لتطورات الصراع و"عملية السلام"، العوامل التي حالت دون توصل هذه العملية إلى مبتغاها، أي دون التوصل إلى حل عادل، دائم وشامل.
وفي لحظة يحدثُ الشيءُ. يحدث صدفة: كأن تتحاشى طرأ في الكتابِ الذي كنت تقرأه أملاً بالتوافق. فتأخذ ركناً بحجة أن تتأملَ، أو حاجةٍ أن تُعيد انسجام المغنين والعازفبن بداخل أوركسترا كيانك.. وإذ بكَ، لا عن إرادة تقاومُ لحناً نشازاً بدا على آلةٍ، لم تكن في الحساب. تقاومه، أوّل الأمر، عن رغبة في العتاب، ولكنه يتفشى بلون الوشاية بين صفوف المغنين والعازفين...! وإذ بك تدخلُ لا عن يقين، خيوط الشرك وتهلك، فيمن هلك!
تتناول (قصة او) حياة مصوًرة أزياء فرنسية تُكنى بـ «او»، حُبست في أماكن غامضة وتعرضت لشتى أنواع التعذيب والإذلال والعنف والعبودية، في سبيل إثبات إخلاصها لعشيقها رينيه. في مجريات القصة، تُعصب عيناها وتربط بالسلاسل وتجلد بالسوط وتثبت الحلقات في جسمها وتوسم بالنار. كتبت أوري هذه الرواية إهداءً لبولان بشكل خاص، رداً على ملاحظته الارتجالية، أن ليس بمقدور امرأة أن تكتب رواية جنسية حقيقية، إلا أن السبب الملّح لذلك كان خوفها من أن تنتهي العلاقة التي تجمعهما، حيث كشفت هذا السر فيما بعد (لم أكن في ريعان صباي، ولم أكن باهرة الجمال، وبما أن الجانب الجسدي لم يكن كافياً، لذا كان من الضروري أن أجد أسلحة أخرى، للأسف، تلك الأـسلحة كانت تدور في رأسي). كُتبت هذه الراوية كتحدٍ لجرأة بولين، (لقد كتبتُها له وحده، إرضاءً له، ولكي أستحوذ على تفكيره)، هذا ما قالته لـ بولا ربابورت مخرجة الفيلم الوثائقي، قبل وفاتها بفترة قصيرة.
"الطريق السريع" هو مسافرٌ حول العالم، وَنَسّاج قِصص، وجامعٌ للأشياء والحكايا، وبائعٌ أسطوريّ في المزاد العلني. أغلى مُقتنياته والأثيرة على قلبه هي أسنان مشاهير "سيئي السُّمعة"، مثلَ أفلاطون وبترارك وفيرجينيا وولف. كُتِبَت "قصّة أسناني" بالتعاون مع العمّال في مصنع خوميكس للعصير، وهي عبارة عن مَرحٍ فَكِهٍ ذكيّ وسَارّ عبرَ الضواحي الصناعية في مكسيكو سيتي، وتأثيرات لويزلي الأدبية الخاصة والمميزة.
كان يبدو في الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة من عمره بسبب رقته، ولأنه أمرد وشعر رأسه حَليق كله تقريباً . ولكن مايتا فكر في أنه يجب ألا يكون فتياً إلى هذا الحد. فحركات يديه، ونبرة صوته، وثقته بنفسه تستدعي التفكير في أنه أكثر نضجا. وكانت له أسنان كبيرة وبيضاء تبعث البهجة في وجهه الأسمر. وكانواحدا من قلة في الحفلة يرتدون سترة وربطة عنق، وكان يبرز فوق ذلك منديل صغير من جيبه. وكان يبتسم طوال الوقت وفيه شيء من المباشرة واندفاع العواطف. أخرج علبة سجائر ماركة إنكا وقدم سيجارة لمايتا . فقبلها .
بينما كنت أكْبُر، كنت أدرك أنّني مختلفة عن الأطفال الآخرين، لأنه لم يكن هناك قُبُلات أو مواعدات في حياتي. دائمًا ما كنت أشعر أني وحيدة وأنني أريدُ أن أموت. كنت أحاول أن أُسرّي عن نفسي بأحلامِ اليقظة. لم أكن أحلم أبدًا بأيّ شخصٍ يعشقني مثلما كنت أرى أطفالًا آخرين يُعشَقون. تلك الرّغبةُ في اجتذاب الانتباه كان لديها دورٌ ما لتقومَ به، أظنُّ مع مشكلتي في الكنيسة أيّام الآحاد. فلم أكَدْ أصبحُ داخل المقصورة أثناء عزف الأورغون، والجميع يُنشِدون ترنمية؛ حتى تأتيني الرّغبة في أن أنزع جميع ملابسي. كنت أريدُ على نحوٍ يتّسمُ بالتهوّر أن أقف عاريةً من أجل الرّب، ولأجْلِ الجميع أيضًا كي يروني. نزوتي بأن أظهر عاريةً وأحلامي عن ذلك لم تتضمّن أيَّ شعورٍ بالخزي أو بالذنب. الحُلم بالناس يتطلّعون إليّ جعلني أشعر أنّني أقلَّ وحدة. أظنُّ أنّي أردتُ أن يرَوْني عارية لأنني كنت أخجل من ملابسي التي كنت أرتديها-فستانُ الفقر الأزرق الباهت الذي أبدًا لا يتغيّر. أمّا حين أكون عارية؛ فأنا أكون مثل الفتيات الأُخْرَيات، وليس مثل شخصٍ يرتدي الزيَّ الموحَّدَ للأيتام. هوليوود التي عرفتُها كانت هوليوود الفشل. تقريبًا كلُّ شخصٍ قابلته كان يعاني من سوء المأكلِ أو لديه نزواتٍ للانتحار. هوليوود مكانٌ حيثُ سيدفعون لك آلاف الدولارات مُقابل قُبْلة، وخمسين سِنتًا من أجل رُوحك. كانت مكانًا بشريًّا أكثرَ منه جنةً قد حلمتُ بها ووجدتُها.
يحتوي الكتاب على عدد كبير من القصص الإيطالية المثيرة والتي لها طابع خاص ومعنى مؤثر في حياة الآخرين, حيث انتقل الكاتب في كتاباته بين عدة أساليب من الرومانسية إلى الواقعية ثم الطبيعية والتعبيرية والرمزية والفرويدية, وترك تأثيرات واضحة على كتاب المسرح في العالم. وكان من أهم هذه القصص ما يلي: صوت, نور ا
يخلق تولستوي في قصة "سيباستوبول في شهر كانون الأول" الشخصية الجماعية للبحارة والجنود وقادة الوحدات، وأهالي المدينة المدافعين عنها ببسالة في وجه ضغط قوى العدو المتفوقة، وما تزال هذه القصة تعتبر حتى اليوم ريبورتاجاً حربياً عن المدينة البطلة التي صمدت لحصار العدو أحد عشر شهراً. وقصة "سيباستوبول في آ
ضم مجموعة من القصص المعاصرة، اختارتها وترجمتها فدوى فاضل عن مجاميع قصصية لخمسة عشر قاصّاً ممن كتبوا باللغة الإنجليزية، أو ترجمت قصصهم إليها، مثل قصة (باقة زرقاء) للشاعر المكسيكي اكتافيو باز. ومن الأسماء الأخرى للكتّاب يظهر أن المترجمة وضعت اختيارها على مؤلفين معاصرين في أسلوب سردهم ومواضيعهم، وأغلبهم ما زالوا أحياء يواصلون الإبداع، بينهم كتّاب لم يسمع القارئ العربي عنهم من قبل رغم دورهم البارز في الأدب العالمي الحديث، مثل الأميركي جون شيفر والأميركية غريس بيلي، والقاصة نومافيندا ماثياني والكاتب إيفان فلاديسلافيتش من جنوب أفريقيا، وأحمد إيسوب من الهند، والعديد منهم حصل على جوائز أدبية مهمة، مثل الكاتبة الكندية إفلين لو، التي حصلت على جائزة الحاكم العام الكندي على كتابها الأول، وكانت أصغر كاتب على الإطلاق ينال مثل هذا التقدير.
ولدت كاثرين مانسفيلد (اسمها بالأصل كاثلين بوشامب موراي) عام 1888 في ولنغتون، عاصمة نيوزيلاندا، وماتت في منطقة فونتبلو الفرنسية عام 1923. قدمت إلى إنكلترا من أجل متابعة دراستها، واستقرت هناك منذ عام 1908. نشرت أولى كتاباتها في «العصر الجديد» التي كانت تكاتبها بانتظام. ثم نشرت في عام 1911 مجموعتها القصصية الأولى «في بنسيون ألماني». وفي عام 1912 أخذت تكاتب «إيقاع» التي كانت يرأس تحريرها جون ميدلتون موراي الذي تزوجها فيما بعد. كانت كتاباتها في السنوات التالية يغلب عليها التجريب، غير أن ما نشرته في عام 1916 أظهر أنها قد أصبحت ذات صوت متميز ككاتبة قصصية حديثة. أصيبت بالسل عام 1917، ومنذ ذلك الوقت عاشت حياة متنقلة بحثاً عن الشفاء. ولم تنشر مجموعتها الثانية «سعادة تامة» إلا في عام 1921. أما مجموعتها الثالثة «حفلة في الحديقة» فقد ظهرت في العام التالي، وكانت آخر ما نُشر لها في حياتها. بعد وفاتها نُشرت مجموعتان لها هما «عش الحمام» في عام 1923، و«شيء صبياني» في عام 1924. وفيما بعد نشر لها زوجها «يوميات» (1927)، و«رسائل» (1928)، و«سجل القصاصات» (1940). وفي عام 1945 نشرت دار كونستابل أعمالها القصصية الكاملة، ثم أعادت نشرها دار بنجوين عام 1981. ضمَّ هذا الكتاب ثلاثاً وسبعين قصة، وخمس عشرة قصة غير منتهية.
هانس كريستيان أندرسن 1805-1875، يعد من أكبر شعراء الدنمارك، وقد أطلق عليه النقاد شاعر الدنمارك الوطني. كتب روايات، مسرحيات وأعمالاً شعرية، لكن إسهامته الكبرى في الأدب العالمي كانت هي الحكايات الخرافية، والتي تأخذ بشكلها قالب الحكاية الشعبية، وبعض منها ينطلق من القصص الخرافية الشهبية التي كان الشاعر قد سمعها عندما كان صغيراً، لكن المحتوى لحكم هـ.ك. أندرسن أكثر تعقيداً بكثير، فهي تتضمن في الوقت نفسه مستويات عدة في بنائها. وعندما تكون الحكايات الخرافية هي أجمل ما يكون، يمكننا نحن الكبار وبالمتعة ذاتها التي يشعر بها الأطفال لدى سماعهم لها، أن نفهمها وبشكل أعمق عندما نقرؤها لهم بصوت عال.
الرواية تتناول قصة اغتيال الرئيس الباكستاني الجنرال ضياء الحق وذلك بتفجير طائرته في الجو بقنبلة يعتقد أنها كانت في صندوق هدية من ثمار المانغو، موحمد حنيف صحفي وروائي باكستاني يعيش في بريطانيا من مواليد 1964، انتقل إلى لندن للعمل لدى البي بي سي. حازت روايته "قضية المانغا المتفجرة" على اهتمام كبير حيث تم ترشيحها على القائمة الطويلة للبوكر، وحصلت على جائزة الغارديان للكتاب الاول، وجائزة الكومنولث لافضل رواية
العربية لغة جسيمة عظيمة قديمة، لأمة كريمة عظيمة، وقد حافظت على قوامها ونظامها وكلامها بقرآنها العزيز، وتراثها الأدبي البارع، طوال العصور التي انصرمت بين زمن الجاهلية وهذا العصر، وهي لا تزال قوية الكيان، عليّة المكان، مستمرة الإزدهار، ولقد أصابها من الشوائب ما لم يكن لها منه منتدح من ضرورات شعرية أو سجعية وأوهام للخواص والعوام، وترجمة للأعجام والإتام، قد تداركها الأدباء القدامى بالتأليف والتنبيه والتصنيف، من جمع الضرائر، وبيان للأوهام وإصلاحها، وكشف عن اللحن وإيضاح للهجات، وأكثر ما ألَّف وصنّف في هذا الموضوع مطبوع متداول، فيه الغثّ والسمين، والرخيص والثمين، بحسب الحاجة إليه، وبالنسبة إلى المقبلين عليه، فلكل عصر جمل ومفردات، وتعابير ومصطلحات، ومجازات وإستعارات، تتحكم بالكاتب المقلّد ولا يتحكم بها، إلا أن هذا العصر باين جميع عصور اللغة العربية المنصرمة بالظلم العبقري الذي أصابها فيه، مع أنه قد سُمّي عصر النهضة العربية، واليقظة الأدبية، وذلك أنه ظهرت فيه طبقة من المترجمين، أتقنوا اللغات الأعجمية واستهانوا باللغة العربية وأهلها فلم يتقنوها، وبنوا في العالم العربي ترجمتهم الفاسدة لعلوم وفنونه وآدابه وسياسته وتاريخه وعلم إجتماعه.
في رواية قلعة المصائر المتقاطعة تتعزز نباهة القراءة وفراسة القارئ.. القارئ، هاهنا، هو الراوي الأول الذي يلج القلعة في وسط الغابة بعد عناء ويجد نفسه على طاولة مع عابرين آخرين تقاطعت طرقهم فالتقوا ليحكوا بعضهم لبعض حكاياتهم، إلا أنهم جميعاً يفاجأون بفقدان مقدرتهم على الكلام فيلجأون إلى أوراق التاروت ـ أوراق لعب ـ فيلقون بهذه الأوراق باختيار حاذق فيحدث نوع من القراءة السيميائية للصور المرسومة على الأوراق والتي بتتاليها تتصاعد أحداث الحكايات، لتجري وقائع أكثر من لعبة: لعبة الورق التي تحكي، ولعبة قراءة الراوي الأول وهو يؤول علامات الورق ويرسلها لنا كتابة، ولعبة قراءتنا ونحن نشهد احتمالات شتى وتأويلات مختلفة في أثناء هذه القراءة فالأشياء والمصائر منثورة أمامك، المتغير منها وما لا يتغير.
كتاب (قِمَم عِراقية) هو جزء آخر مستقل يضم 28 ترجمة لمن عرفتهم ولي ذكريات معهم سجلت شطراً منها في هذا الكتاب. – ولا بدّ لي من تكرار الاعتذار عن ترداد كلمة (أنا) التي أمقتها، لكن السياق يقتضي ذلك وأنا أعيد مقولة العلامة (آينشتاين): إن القيمة الحقيقية للإنسان، تقاس بمدى تحرره من كلمة (أنا). – أؤكد هنا بأن كتابي يشتمل على تقريظ (مدح) المترجم لهم.. أي إنه يعكس الوجه الإيجابي الناصع لهذه الكوكبة المنتقاة من المبدعين العراقيين الأفذاذ، ولعل لبعضهم جوانب (سلبية)، لكنهم في جميع الأحوال بشر ليسوا معصومين من الأخطاء و(السلبيات)، لكنني أؤمن أنهم قدموا معظم حياتهم لخدمة المجتمع والناس. – لقد فكرت في كيفية ترتيب الكتاب، وبعد تفكير عميق آثرت أن أرتبه حسب تواريخ وفيات المترجم لهم هكذا: – أولهم علي الشرقي -المتوفى سنة 1964 . – آخرهم يوسف عز الدين المتوفى سنة 2013 . وأشير هنا إلى أنني أهملت الألقاب كالشيخ والدكتور والأستاذ وما أشبه قدر الإمكان. وبعد: فإنّ هذه المراثي المتواضعة التي يحتجنها هذا السفر الصغير ليست مجرد أكاليل ورد تنثر فوق أجداثهم الشامخة، فهذه الكوكبة المتألقة من رموز العراق وأعلامه تستحق منا التثمين والإقرار بما قدموا من خدمات جليلة للوطن والمواطن.
"قوة العمر" وهو جزء من مذكرات سيمون دي بوفوار التي صدرت باربعة اجزاء وستصدر ترجمتها الكاملة عن دار المدى.. نشرت "سيمون دي بوفوار" رواية "المثقفون" في عام 1954 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية والتي بفضلها حازت على الجائزة الأدبية الأعلى في فرنسا "جائزة غونكور"، وكتبت "سيمون دي بوفوار" 4 مجلدات من السيرة الذاتية تحتوي على "مذكرات فتاة مطيعة"، و"قوة العمر"، و"قوة الأشياء"، إضافة إلى "كل شيء قيل وانتهى". خلال السبعينيات أصبحت ناشطة في حركة تحرير النساء الفرنسيات.
شكلت علاقة الأدب بالفلسفة وتأريخ الأفكار والاشتغالات المعرفية الأخرى - إلى جانب عالم الرواية والترجمة والسّيرة - هاجساً لم تخفت جذوته المتقدة في عقلي منذ أن بدأتُ تعاطي الكتابة الإبداعيّة بكافة أشكالها المعروفة ، وكان السياق الذي حرص عليه دوماً هو ترجمة مقالات وحوارات وسير ذاتية ومذكرات وكتب تتوفر على رصانة بيّنة ممتزجة بطراوةً في التناول وصلة حيّة بالحياة النابضة بعيداً عن الصلابة والصرامة الأكاديميّتين لغرض جعل تلك الترجمات قادرة على طرق قلوب القرّاء وملامسة عقولهم الشغوفة وإثراء حيواتهم الثمينة ، وهذا ما يمكن ملاحظته في هذه الإضمامة من الترجمات المختارة.
إبّان عودتي إلى محترفي في منتصف الليل،كنتٌ غالباً ما أقفُ عند الطاولة وأسجّل في ذلك السجّل السماوي بنوداَ صغيرة لا حصر لها تؤلّف دفتر حسابات الكاتب: أحلاماَ،خُطط هجوم ودفاع،ذكريات،عناوين كتب صمَّمتُ على قراءتها، أسماء وعناوين دائنين مُحتلين،تعبيرات آسرة،مُحررّين يجب حثّهم على الإسراع في العمل،ساح ات القتال،نُصُب تذكارية، مُعتزلات رهبانيّة،وما إلى ذلك. وأتذكر بوضوح الإثارة التي انتابتني وأنأ أُدون كلمات مثل موبايل،نهر سواني، نافاخوس، الصحراء المرسومة، النحل القاتل، الكرسي الكهربائي.
كتاب "كارل ماركس وولادة المجتمع الحديث" تأليف ميخائيل هاينريخ ترجمه الى العربية ثامر الصفار والكتاب يعد سيرة ذاتية جديدة وشاملة لحياة وعمل كارل ماركس..هذا المجلد الأول يتعامل على نطاق واسع مع شباب ماركس في ترير ودراساته في بون وبرلين، كما سيدرس وظيفة الشعر في تطوره الفكري ومهنته الأولى مع الفلسفة الهيغيلية ومع ما يسمى بـ"الهغيليين الشباب" في أطروحته عام 1841. بالفعل خلال هذه الفترة، كانت هناك أزمات وكذلك فواصل في التطور الفكري لماركس دفعت ماركس إلى التخلي عن المشاريع وإعادة تصور مشروعه النقدي.
يتناول تجربة رسام الكاريكاتير المعروف الراحل مؤيد نعمة. كما نتوقف عند ضيفين الاول شاعرة ما زالت تشق طريقها في دروب الكتابة، والاخر مقدم برامج الاطفال المعروف وليد حبوش، ليتحدثا عن جانب من عملهما وتصوراتهما حوله. هذا فضلا عن وقفة مع مجموعة الشاعر الكردي سيروان قجو وعنوانها (حلم، فودكا، واشياء اخرى). مؤيد نعمة والكاريكاتير في كتاب مؤيد نعمة فنان الكاريكاتير المشهور شاخص بارز من شواخص الثقافة والابداع العراقي. ونتناول كتابا سبق ان صدر عن دار المدى يضم الكثير من رسومه وبعض الكتابات حوله.
قلّما إعتادت فعالياتنا الثقافية على مقاربة موضوعات تحتفي بتفاصيل حياة الكائن البشري؛ فقد صار التقليد أن نمايز بين الأفكار وبين الكائن البشري الخالق لهذه الأفكار ونسينا في خضمّ هذا التمايز أنّ الإنسان – في واحد من أهم توصيفاته الأنثروبولوجية – هو صانع أفكار في المقام الأول وأن الأفكار غالباً ما تنبثق من مكابدات حياته اليومية وليست محض مفاهيم فوقية أو أكاديمية مغلقة، ولعل فكرة (الحب) هي أكثر الموضوعات أهمية في إشباع حياة الكائن البشري والإرتقاء بها إلى مستويات أكثر رقياً ورفعةً؛ غير أن تأريخنا وحاضرنا معاً قلما احتفيا بالحب على عكس ما فعلا ويفعلان مع الكراهية ومفاعيلها. أذكر أنني ترجمت قبل بضعة أعوام مقدمة لكتاب يتناول معاني الحب وفلسفته، ونقرأ في بدء تلك المقدمة هذه العبارات الرائعة في توصيف الحب: كم هو فوضوي ومشوّش موضوع الحب!!! إذ نراه في كل مكان يُحتفى به على أساس أنه «التجربة الأكثر أهمية في الحياة الإنسانية». أتساءل: هل يوجد ثمة من يجادل بالضد من الحب؟ وسواءٌ منَحَنا الحب متعة عظمى أم تسبّب لنا بمعاناة رهيبة فإن القليل وحسبُ هم الذين ينكرون أن الحب هو مايمنح الحياة معنى وهدفاً جديرين بالاحترام، وإن غياب الحب يحيل الحياة صحراء موحشة. ثمة الكثير من الشكوك السائدة عن الإرباكات والتناقضات التي يحتويها مفهوم الحب، وغالباً ما نتساءل: كيف يمكن لهذه الخصلة الإنسانية العظيمة أن تكون لها نتائج غير مرغوب فيها وعصية على الفهم البشري؟ وإذا كان «الحب هو كل ما تحتاجه» كما تخبرنا كلمات أغنية فرقة البيتلز فلماذا يبدو أحياناً أن الحب ينساب في مسارات خاطئة تقود إلى آلام ومعاناة مؤذية؟ كيف يمكن لشيء مثل الحب يبدو في غاية الوضوح أن يتسبّب في آلام وتناقضات على قدر عظيم من الإيذاء؟ يبدو أن السبب يكمن في أننا لا نفهم الحب على قدر واف من الكفاية.
آلي سميث كاتبة اسكتلندية، ولدت في إنفرنس عام 1962 لأبوين من الطبقة العاملة، وفي منزل هو إعانة من مجلس المدينة. التحقت بجامعة أبردين، ثم بجامعة نيونهام في كمبريدج، لكنها لم تُكمل دراستها للحصول على درجة الدكتوراه. وعملتْ كمُحاضرة في جامعة ستراثيكلايد، إلى أنْ بدأتْ تظهر عليها علامات الإصابة بالتعب المزمن، فتركت العمل وتفرّغت للكتابة. وهي الآن تساهم بمقالات في الغارديان والسكوتسمان وفي الملحق الأدبي لصحيفة التايمز. هي عضو في جمعية الأدب الملكية. نالت عدداً من الجوائز على كتبها، منها جائزة إنكور على رواية «فندق العالم»، وجائزة مجلس الفنون الاسكتلندية، ورُشّحت لجائزة الأدب وجائزة مان بوكر. وفي عام 2005 نالت جائزة وايتبريد. من كتبها الأخرى ومجموعاتها القصصية: «المُصادفة»، «فتاة وفتى»، «كان ولكن ذلك الحقيقة»، «كيف تكوني كليهما»، «حب حر وقصص أخرى»، «القصة الكاملة وقصص أُخرى»، «الشخص الأول وقصص أخرى». تعيش مع صديقتها في كمبريدج. في روايتها الشهيرة «المُصادفة»، عمدت آلي سميث إلى جعل عنوان كل فصل من فصول روايتها هو الكلمة الأولى من ذلك الفصل، على سبيل المثال، إذا بدأ الفصل: «كانت ميري تطل من نافذة غرفة نومها...»، فإنَّ عنوان الفصل هو كلمة «كان»، وإذا بدأ الفصل: «عندما فتح تشارلز الباب وجد ما لم يخطر على باله...» – فإنَّ عنوان الفصل هو «عندما»، وهكذا. ثم إنَّ العنوان كان جزءاً من النص وليس منفصلاً عنه. أما في الرواية التي بين أيدينا فإنَّ آلي سميث تمادت وجعلت مجموع عناوين فصول الرواية هو عنوان الرواية كلها، وعليه فإنّ العنوان «كان ولكن ذلك الحقيقة» ليس جملة مفيدة بل هو مجموع عناوين فصول الكتاب الأربعة وُضِعَتْ كعنوان للكتاب
ذات يوم سألني صديقي الشاعر البصريّ، الخصيبيّ الاصل، اليوسفاني المولد جمال مصطفى، المقيم في الدنمرك الآن، سؤالاً بدا لي رومانسيا جداً: ألمْ تنجب أبو الخصيب شاعراً بعدنا؟ قلت بلى، وسمّيت له بعض الأسماء، ثم نصحني بإلحاح العارفين أن أكتب معجماً للألفاظ المتداولة في أبي الخصيب. وقتذاك، كنت منشغلاً بشاغل الشعر والصحافة وتفاصيل البيت والأسرة، لكنني قلت له: والله هي فكرة ممتازة، قد اتمكن من الشروع في كتابة شيءٍ من ذلك، لعلمي بأنَّ النسيان لا بدَّ آتٍ على كثير من المفردات لدينا، والتي لم يعد الكثير منها متداولاً الآن، بحكم نزوع الناس نحو (التمدّن) وتقليد سكان المدنية، التي يجد بعض الشباب، من سكان القضاء أنها الأليق بهم، وما يلوكه آباؤهم وأجدادُهم من مفردات إنما هي محط استهزاء وسخرية سكان المدينة، الذين راحوا يلهجون بكلمات المقيمين الجدد فيها، القادمين من ريف العمارة والناصرية. وفيهم من راح يتبغدد بلسانه أيضاً، في هجران واضح لألفاظهم، ألفاظنا، نسيج أرواحنا الذي نسجته أنوال سنين طوال من العيش بين النخيل والظلال والانهار، حتى غدا حلواً متشهىً، كمثل رطبنا وتمرنا ومروءتنا، كمثل كلماتنا والفاظنا التي لا أجمل ولا أسهل منها في اللسان، ولعمري حين يقول الخصيبي: (منيّل) منّجل. (المنجل)المعروف، والمستخدم لدى الفلّاح، أجدها أطرى بين الشفتين وأسهل لفظاً، ذلك لأن حرف النون متبوعاً بحرف الياء أسهل في اللفظ من حرف النون متبوعاً بحرف الجيم.
"أما عن عبارة «كتاب الأربعاء» فالأربعاء من الأيام التي شهدت أحداثاً جساماً تكاد تكون مخالفة لمنطق المصادفة في التشابه بين حادثات الماضي والحاضر ولكثرة النّواحس فيها. وكان أهل العراق يتطيرون منه، لا يتناكحون، ولا يسافرون فيه، ولا يدخلون من سفر، ولا يبايعون فيه بشيء". رشيد الخيون هو باحث وكاتب مهتم بقضايا الفكر العربي القديم، صدرت له العديد من المؤلفات في التراث والفكر.