دار المدى للنشر والتوزيع هي دار نشر عراقية تأسست عام 1994، أصدرت الدار العديد من المنشورات الأدبية والكتب والروايات العربية، كما شاركت في العديد من معارض الكتاب المحلية والدولية.
تاريخ الدار
دار المدى تم تأسيسها رسمياً عام 1994 وهي إحدى شركات مجموعة المدى الثقافية والتي أسسها فخري كريم عام 1960، وتخدم القضايا الأدبية والسياسية والسير والمذكرات والفكر القومي. تضم دار المدى شبكة توزيع ووكلاء في عدة دول، وعدة مكاتب في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق وقبرص وأربيل.
مجالات الدار
تتنوع إصدارات الدار وتغطي موضوعات مختلفة على رأسها التاريخ، وقد أصدرت الدار أعمال متنوعة في مجالات مختلفة منها:
- الدراسات النقدية - المجموعات القصصية - الروايات. - المقالات والخواطر
مساهمات ثقافية تنشر دار المدى للعديد من الكتاب والأدباء العرب مثل: ميسلون هادي، بلال فضل والتي وصلت روايته الصادرة من دار المدى «أم ميمي» للقائمة الطويلة في الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2022، محمد الماغوط، ليلى العثمان، سعدي يوسف، نزيه أبو عفش. كما تنشر دار المدى ترجمات بعض الكتب من كل اللغات العالمية
تأفف العم عبد الواحد ، ومدّ يده وتناول علبة السيجائر من على الأرض ، وأشعل سيجارة ، وملأ صدره بدخانها الجاف ، تنحنح ونظف صدره ، وأحس بأنه ينفث مع الدخان هماً ملبدا في صدره ، وسُمّاً كان يسري في روحه ، حتى أحسّ براحة خاطفة ، عندما خفف الثقل الذي يجثم عليه ، وغاب عن الدنيا وهمومها في لحظة من السهوم وال نسيان ، فتصور أن حسيبة ما تزال في البيت لم تغادره ، وأن ذلك مجرد وهم ، وسوء ظن ، كما امتلأ قلبه منها في الأسابيع القليلة الماضية من رعونة وعدم اكتراث وتجاهل للمصيبة التي هي فيها . . . أو ربما خرجت حقاً ، وقد عادت الآن ، ووقعت على رأس عمتها لثماً وتقبيلاً ، مبللة إياه بدموع الندم والحسرة ، قائلة : " عمة ! كنت متضايقة فخرجت أشم الهواء وتهت في الدروب . بغداد القديمة تهدمت ، ولم يبق منها غير خرائب ، وبغداد الجديدة شوارع يتيه فيها الناس ، وداخ رأسي ، وشعرت وكأنني في ولاية أخرى " . وللحظة يصدق عبد الواحد بهذا الهاجس ، ويعطيها العذر . صحيح ! يقول لنفسه . بغداد العتيقة صارت منخلاً ، خرائب بابل . وأنا ، في هذا العمر أحس أحياناً بأن رأسي يدور مثل البروانة ! ! ويتخذ تفكير عبد الواحد مساراً آخر ، لعلها حنت إلى بيتها القديم حقاً . كم مرة حنّ هو الآخر إلى بيته القديم ، البيت الذي تربى فيه ، وتزوج ، وأنجب ، وزرع سني عمره في أرضه المتربة . رغم إنه يقضي سحابة نهاره في حي لا يختلف شخطة واحدة عن حبه السابق
في هذه القراءة العظيمة عن الهاجس الخارج عن السيطرة ، تهبنا السيدة بارتليت لمحة رائعة عن عالم الكتب النادرة والعقل الإجرامي وحدود التدخل الصحفي . أي شخص يرغب بزيارة مكتية عتيقة ويعجز عن ذلك ، سيحب . هذا الكتاب ". لين هـ نیکولاس، مؤلفة كتاب اغتصاب أوروبا " فاجأني الكتاب ، قرأت الفقرة الأولى وغاصت بي الرواية في أعماقها ، سحرني أسلوب المؤلفة المريح والهادئ الذي يستحضر أعمال دافا سوبيل وجانيت مالكوم. وجدت السرد مقنعاً، وأحببت الحكايات عن الكتب القديمة "
قصة حياة المخرج السينمائي هاياو ميازاكي وعمله، بما في ذلك تأثيره الكبير على اليابان والعالم كانت في كتاب (عالم الإخراج.. رحلة مع المخرج هاياو ميازاكي) للمؤلفة سوزان جاري نابير وبترجمة احمد الزبيدي. غابة سامة من القرن الثلاثين، حمام للآلهة المتعبة، فتاة سمكة ذات شعر أحمر، وروح غابات فروي – ما الذي يشترك فيه هؤلاء؟ كلهم ينبعون من عقل هاياو ميازاكي، أحد أعظم رسامي الرسوم المتحركة، والمعروف في جميع أنحاء العالم بأفلام حيث قدم العديد من أفلام الرسوم المتحركة التي لاقت شهرة عالمية. تستكشف عالمة الثقافة والرسوم المتحركة اليابانية سوزان نابير حياة وفن هذا المخرج الياباني الاستثنائي لتقديم وصف نهائي لأعماله. يسلط نابير الضوء بعمق على الموضوعات المتعددة التي تتقاطع مع عمله، من النساء المتمكنات إلى الكوابيس البيئية إلى الأحلام الطوباوية، مما يخلق صورة لا تُنسى لرجل تحدى فنه هيمنة هوليوود وأدخل فصلًا جديدًا من الثقافة الشعبية العالمية.
كان تسفايغ شاعراً وفيلسوفاً ومؤرخاً وروائياً، جمعته علاقات صداقة مع كبار معاصريه ومنهم فرويد ودالي، وهو هنا يؤرخ لعصره في مذكرات حية ذكية، صريحة، وكأنها أهم رواياته.. لم يحظَ الأديب النمساوي ستيفان تسفايج، المولود في فيينا عام 1881 م، بحياة مستقرة آمنة، فالحياة التي بدت في بدايات الطفولة والصبا رخية، هادئة سرعان ما كشفت عن أنيابها الحادة لصبي غر يتلمس أول الطريق في عالم الكتابة؛ والإبداع؛ والفن. إن السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين شهدت استقرارا في القارة الأوربية. لكن وتيرة الأزمات بدأت مع نشوب الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918) لتؤذن بدخول هذه القارة الهانئة مرحلة من الصراعات القاتلة. صعود النازية في ألمانيا، والفاشية في إيطاليا. اشتعال الحرب الأهلية في أسبانيا. ومع نهاية الثلاثينيات ساد الخواء الثقافي، والانهيار الاقتصادي وتكلل ذلك بنشوب الحرب الكونية الثانية (1939 ـ 1945) التي لم يرَ تسفايج نهايتها لإقدامه على الانتحار في مدينة بتروبولس البرازيلية في 23 شباط 1942م.
منذ أن صفّقت (نورا) الباب وراءها منطلقة إلى الحياة الواسعة خارج أسوار (منزل الدمية) في مسرحية الكاتب (ابسن) – وعدد لا يحصى ولن يحصى من الأبواب تصفِّقها الحريم وراءهن يومياً في عملية إزدهار مثابر لا رجعة فيه.
«ما يمتازُ به فوليت هو قُدرتُه على سردِ الحكاياتِ ففي حبكاته المتداخلة مُتعةٌ كافيةٌ لأسرِ القارئ لواحدٍ وتسعين فصلاً... لن تكون قادراً على وضعِ الكتابِ من يدكَ». الإندبندنت «هذا كتابٌ ضخمٌ بامتيازٍ، وهو شاملٌ ومُفصّلٌ في آنٍ معاً. بين دفتيه حكايةٌ عظيمةٌ تفيضُ بشخصياتٍ آسرةٍ جداً وتستَحْضِرُ بكلِّ براعةٍ حِقبةَ وباءِ الطاعون الأسود الفتّاكِ وولادةَ الطبّ الحديثِ». مجلة تشويس كين فوليت روائي بريطاني يجنح إلى التاريخ في رواياته.وكتبه من أكثر الكتب مبيعاً حول العالم حيث باع أكثر من "160" مليون نسخة. ُعدُّ ثلاثيةُ كينغزبريدج: أعمدة الأرض- عالمٌ بلا نهايةٍ- عمودُ نارٍ (صدرت ترجمتها العربية عن دار المدى)، من أكثرِ الكتبِ مبيعاً على مستوى العالم منذُ نشرِ أول جزء منها عام 1989. من رواياته المشهورة: الظلام والفجر، عالم بلا نهاية، مفتاح ريبيكا . ولد فوليت في كارديف، إنكلترا عام 1949 حصل على إجازة الفلسفة من جامعة كوليج في لندن، ثم أتبعها بشهادة جامعية في الصحافة، فتحت الطريق أمامه ليعمل محرر تحقيقات، أكسبته خبرة في نشر أول رواية له عام 1974 بعنوان" الإبرة الكبيرة " . عام 1978 ينشر روايته بعنوان "خُرم الإبرة" التي رفعتهُ إلى مصاف كبار الروائيين البريطانيين. واكتسحت أرقام المبيعات منذ تصدرها واجهات المكتبات البريطانية، لأنها عادت بالذاكرة إلى التفاصيل الدقيقة للسنة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية. عام 1989 نشر روايته " أعمدة الأرض" التي شكل صدورها حدثاً أدبياً كبيراً و"أعمدة الأرض" الجزء الأول من ثلاثية كينغزبريدج. سحرت ثلاثية كين فوليت " الملايين من القراء بدراما الحرب والعاطفة والصراع الأسري التي تدور أحداثها في بريطانيا في العصور الوسطى حيث يتصارع رجال ونساء وأطفال المدينة مرة أخرى مع الاجتياح المدمر للتغيير التاريخي. يتحدث عن ثلاثيته قائلا :" قراءة الروايات هي وسيلة لتوسيع أذهاننا، والدخول في مشاعر الناس المختلفين ..إنَّها أهم من دراسة التاريخ ، لكنني أعتقد أنَّ القارئ عندما يقرأ في روايتي عن هذهِ الفترة سيكتشف بأن خرق القانون من قبل الأقوياءِ يمثل مشكلة كبيرة ، إذ لم يكن الملك في ذلك الوقت قوياً بما يكفي لدعم القانون ، وكان الحكام يفعلون مايريدون ..اليوم ، نرى قادة يخالفون القانون وحكومات تحد من سلطة القضاء ".
يعود تاريخ نشوء «عالم لورنس» إلى عام 1932 في باريس، وذلك عندما اقترح جاك كاهين من دار أوبيلسك للنشر، والذي كان قد وافق حديثاً على نشر كتاب «مدار السرطان»، اقترح على ميللر أنه سيكون تصرفاً سياسياً إذا ما ظهرَ على الساحة الأدبية كمؤلفٍ لدراسةٍ نقديةٍ قصيرةٍ عن لورنس أو جويس قبل أن ينشر مثل تلك الرواية الصادمة. وربطُ اسمه باسميّ تينك الكاتبين الشهيرين وأن يُعرف كناقد سوف يمنحه موقعاً كمفكّر جادّ- ومثل هذه السمعة هي التي ساعدت كُلاًّ من لورنس وجويس على النجاة من الرقباء. وزيادة على ذلك، في نظر كاهين، فإنّ من المنطقي تماماً أن يكتب ميللر عن لورنس، بما أنّ تأثير لورنس على أفكاره شديد الوضوح.
بسرعة تتغير الحياة. في لحظة تتبدل الحياة. تراك جالساً تتناول العشاء وإذ بالحياة التي تعرفها تنتهي. أي شفقة على الذات تلك ! تلك كانت أولى الكلمات التي دونتها بعد أن حدث ما حدث. تاريخ التحديث الأخير کما يبين الملف الذي يحمل عنوان « أفكار عن التغيير » هو ۲۰ « مايو ، ۲۰۰4 ، الساعة ۱۱:۱۱ ليلا » لكن لا بد وأن هذا التاريخ يعود إلى آخر مرة فتحت فيها الملف وضغطت أمر الحفظ بلا تفكير قبل إغلاقه. لم أكن قد أجريت أي تغيير على النص في شهر مايو. في الحقيقة، لم أجر أي تغيير على الملف منذ أن كتبت هذه الكلمات في يناير ۲۰۰4، أي بعد يوم أو يومين، أو ربما ثلاثة، من الواقعة. مرّ وقت طويل بعد ذلك لم أكتب خلاله أي كلمة.
لا يعمل المؤلف، وهو يصف الأحداث الحقيقية، في فراغ. إن نقده للأحداث التي تتسبب في (أو أحياناً تمنع) حدوث نتائج مثيرة، يعتمد على أعمال من سبقوه، ابتداءً من الكتبة اللاتينيين القدماء إلى المراسلين الصحفيين في وقتنا الحاضر، على الرغم من تعرضهم إلى محاولات التقليل من شأنهم أو قمعهم في كثير من الأحيان. وم ع ذلك، فقد تم سرد كل شيء جرى بعد الحدث! يمكن مقارنة التأثير التاريخي الذي أحدثته بعض الأحداث، على الرغم من أنها كانت صغيرة نسبياً، بتأثير المعارك الضخمة التي لا تزال تختزنها الذاكرة الحديثة. وعلى سبيل المثال، في حين أن معركة غابة تويتوبورغ، الحاسمة بين الألمان والرومان التي جرت وقائعها في سنة 9 م شهدت مواجهة بين حوالي أربعين ألف محارب قاتل بعضهم البعض الآخر، لكن معركة موسكو في عام 1941، شهدت تدمير أربعين ألف مدفع، وموت الملايين من الجنود. ومع ذلك، وسواء كانت تلك الأحداث كبيرة أم صغيرة، فإن كل واحد منها شكل منعطفاً تاريخياً. لقد طلبت النصيحة من المؤرخين البارزين في الوقت الحاضر لتوجيهي في خياري. واعتمدت على أعمال أخرى، مثل أعمال المؤرخ الروماني تاسيتس، فهي محفوظة جيداً ويمكن العثور عليها في المكتبات الرئيسية.
عبده بشور هو "اللبناني الطائر" المغامر حول العالم، يحلم بالسفن والحب والبحر والسماء والمدن، والنساء، في النصف الآخر من الكرة الأرضية. وإذا لم يكن عبده بشور شخصيو واقعية، فإنه حتماً يشبه مهاجراً لبنانياً لا نعرفه. الفارو موتيس، صديق ماركيز، يعرف جيداً كيف يرسم اللبناني الطائر، بجاذبية واضحة، ونكهة خاصة.
موضوعات وأطروحات شتى يعالجها هذا الكتاب في سياق السعي إلى تعميق الرؤية البصرية وإثرائها في الثقافة العربية المتعطشة إلى المزيد من الأنساق النظرية الضرورية لدعم الحركة التشكيلية التي بلغ تراكم نماذجها المائزة حداً متقدماً قصر عنه الدرس النظري الموازي أو المضافر الداعم في سبيل جعل التواصل مع الفن التشكيلي تقليداً راسخاً في المشهد الثقافي الراهن. حركة الصورة من المجاز إلى توضّعها المادي، ومن الانتفاع بها في سياق جعل استعراف الشيء بصرياً مقدمة لامتلاكه. والجدل بشأن الحاجة إلى الصور ومتعة تأملها، ومحاولات شحن اللوحة بالمزيد من الحمولة الاجتماعية.. وإشكالية العلاقة بين اللوحة بوصفها جزءاً من العالم المرئي والآليات التخييلية التي تنتج حالة مزدوجة من اتجادل والتواصل العميق بين العالمين المرئي وغير المرئي. وخصوصية الضوء في الثقافة العربية، عتبات يامل الكتاب أن تمكن القارئ من تجاوزها باتجاه تلك \"الرؤية المضاعفة\" الرتجى وضعها في حيز الإنجاز.
في كل جديد يقدمه "سليم بركات" طفرة إنسياقية وراء اشتغال حداثي، ينزع إلى الغرائبية، وينهض على أساس تنويع متجدد في الآليات الصياغية القادرة على بث متعة التلقي لدى القارئ "عجرقة المتجانس" قصيدة ملحمية، يلجأ فيها الشاعر إلى اللغة اليومية، وغلى نسق من العفوية والكشف في آن معاُ بكل ما تحمله اللغة الشعرية من البناء والنظم التي تميزت بها شعرية سليم بركات
يسلط المؤلف الضوء على عدد من الشخصيات العراقية التي عاصرها وحاورها من أمثال محمد مهدي البصير وشمران الياسري، والسياب وجلال الحنفي وكوركيس عواد ومير بصري وغيرهم،
إن اختياري لهذه الأسماء التي وردت في هذا الكتاب، (عراقيون في الوجدان)، وفاء لدين في عنقي، فقد عاصرتهم، وتتبعت سيرهم، وربطتني بهم صداقات، امتدّ بعضها إلى ما يزيد عن خمسين عاماً. والبعض الآخر، تواصلت معهم داخل وخارج الوطن، عبر قراءات ومتابعات ولقاءات في هذا البلد أو ذاك، فتشكل لديّ أرشيف شخصي، ضمّ نتا جات ثقافية، وإنجازات سياسية، وذخيرة لسِير وطنيّة، ولقادة من العرب والكورد، وفي ميادين الصراعات والانتفاضات، في إخفاقاتها وانتصاراتها، فإن غاب بعضهم عن هذه الحياة، بقيت آثارهم أمنية، تحكي مآثر هؤلاء الأوفياء، لوطن أعطى الكثير لأبنائه، فكان لا بدّ لهؤلاء الأبناء، من أن يعطوا، ولو القليل، للوطن الذي أحبّوه، وفاء لدين في أعناقهم.
المعروف أن فيليس تشيسلر، عالمة النفس الأميركية في أفغانستان، تزوجت وعاشت لأكثر من خمسين عاما هناك، وفى هذا الكتاب، قدمت رؤيتها خلال الفترة التى عاشتها فى أفغانستان، باعتبارها أجنبية، وغير مسلمة، تعيش فى مجتمع ذات طابع خاص.ففى هذا الكتاب يتعرف القارئ على فيليس تشيسلر، الفتاة اليهودية الأمريكية من بروكلين، ومغامراتها التى استمرت لأكثر من نصف قرن. في عام 1961، عندما وصلت إلى كابول مع عريسها الأفغاني، واستولت السلطات على جواز سفرها الأمريكي. كانت تشيسلر ملكًا لعائلة زوجها وليس لديها حقوق المواطنة. بالعودة إلى أفغانستان، عاد زوجها، وهو طالب جامعي أجنبي ثري ذي طابع غربي ويحلم بإصلاح بلاده، إلى العادات التقليدية والقبلية.وهناك وجدت تشيسلر نفسها محاصرة بشكل غير متوقع في عائلة فاخرة متعددة الزوجات. ناضلت ضد عزلتها وانعدام الحرية، ومحاولات أسرتها الأفغانية لتحويلها من اليهودية إلى الإسلام، ورغبة زوجها في ربطها بشكل دائم بالبلاد من خلال الولادة. بالاعتماد على مذكراتها الشخصية، تروي تشيسلر محنتها، وطبيعة الفصل العنصري بين الجنسين - وشوقها لاستكشاف هذا البلد والثقافة الجميل والقديم والغريب.
كافة الدراسات التاريخية التي تناولت تطور مفهوم القومية العربية، في مصر تحديداً وفي العالم العربي عموماً، بالدور الهام الذي لعبه عبد الرحمن عزام، والذي اكتسب شهرة عالمية تحت اسم "عزام باشا" لدى توليه منصب أول أمين عام لجامعة الدول العربية بين عامي 1945-1952. إلى أن مدى أهمية هذا الدور، علاوة على طبيعة ومنشأ هذه القومية العربية ذاتها، تبقى أموراً يكتنفها الغموض، كما تظل إلى يومنا هذا موضوعاً لجدل أكاديمي احتدم حيناً وخبا بعد ذلك، لكنه لم يظهر أية دلائل على إمكانية حسمه وانتهائه. يتناول هذا الكتاب بالدراسة السنوات المبكرة في حياة عبد الرحمن عزام، منذ ولادته عام 1893 وحتى تعيينه وزيراً مصرياً مفوضاً مطلق الصلاحية لدى العراق وإيران عام 1936. كما يسعى إلى تقديم صورة غنية عن حياته في تلك الفترة، محاولاً التركيز على رسم الخطوط العريضة لأصل ومنشأ ومجمل السمات الرئيسة لمفهوم القومية العربية الذي تبناه عزام وغيره من ممثلي النخبة السياسية والفكرية في مصر قبل تأسيس جامعة الدول العربية بعهد بعيد.
تدرك نهى من تتابع الإشارات الغريبة على وعيها أنّ جذورها تمتد لأكثر من عرق وأكثر من بلاد وأكثر من عصر ، لاتعلم حقيقةَ منْ أية نطفة أتت ومن أي صلب تحدّرت . أيُّ البشر يعلم حقيقة أصوله ونسبه ؟ لاأحد ... هي لاتريد أن تعرف ، ماجدوى أن تعرف ؟؟ فلتعش حاضرها حسبُ . إنها في قلب الحياة ولها أن تتقبل وجودها مه
في هذه التحفة الأدبية، يسرد لنا ماركيز قصة حياته منذ ولادته في العام 1927، مروراً بمراحل دراسته حيث ظهرت شخصية الكاتب، ثم بدايات مشروعه في الكتابة، وصولاً إلى لحظة فارقة في فترة الخمسينات عندما تقدّم لخطبة المرأة التي ستصبح زوجته… سيرة تتميّز بحيوية الحوار المباشر مع القارئ… حكاية عن الأشخاص والأماكن والأحداث التي شكّلت خزّان ما كتبه ماركيز لاحقاً… في هذه السيرة سنكتشف كيف أن السحرية التي طبعت أعمال ماركيز، أساسها في غرائبية أفراد عائلته، وفي التأثير الكبير لأمّه وجَدّه. سنتعرّف إلى مرحله عمله المضني في مجال الصحافة التي بقيت تجذبه، إلى الأصدقاء والمعلمين الذين شجعوه وساندوه، والأساطير والأسرار المحيطة ببلده الحبيبة كولومبيا. سنتعرّف إلى تفاصيل شخصية ماركيز التي ستظهر لنا لاحقاً… وفوق كل ذلك سندرك أنه طوال حياته تملّكته رغبة مستعرة في أن يصبح كاتباً. وكما في أعمال ماركيز الأدبية، فإن الراوي هنا هو مراقب ملهم لعالمنا الحي، من خلاله تتوضّح وتتعيَّن العواطف والرغبات الكامنة في عمق الحياة، التي هي، في هذا الكتاب، حياته هو
في هذا الكتاب نحس بنبضات التاريخ المعاصر ونرى تموجاته: مسراته وأوجاعه خلال السيرة الذاتية لهوبزبوم المفكر اليساري، والمؤرخ الأشهر في العالم خلال العقود الأخيرة.. يقول"لقد عشت تقريباً معظم سنوات قرن يعــد أكثر قرون التاريخ الإنساني روعة وترويعا". اختص "هوبزبوم" بنبش وتحليل وتقويم التاريخ الحديث، بدءاً من القرن الثامن عشر، من منظور منهجي علمي، يرتع من الماركسية ولا يكتفي بها، بل يستفيد من كشوفات المناهج الحديثة في حقول العلوم الإنسانية المختلفة، لاسيما علم الاقتصاد حيث اختصاصه الدقيق هو التاريخ.
كان عليّ أن أخترق أول التابوهات مطوّقة بخوفي وحده؛ فكيف لمخترق المحظور أن يكفّ عن الخوف وهو أمام كشف مدهش؟؟ شهوة مواجهة المجهول هي ما يجعل الخوف - وليس الإقدام - دافعاً لاختراق المحرّمات: الحواسّ البِكر تنقذف في التجربة وتجعلنا نبصر ونشمّ ونسمع ونتذوق ونلمس وفي الغالب نشمّ أكثر في الصمت، الخوف من الإنفضاح هو ذاته سرّ لذتنا في الإكتشاف، الإنفضاح وحده لا يكفي. مع أوّل كتاب لمسته يداي - غير كتب المدرسة - فغمت أنفي رائحة التبغ الخام ممتزجة برائحة الكتب الصفراء - الورق الهشّ والطباعة الحجرية، مزيجٌ من روائح كانت تفور من نبع سرّيّ في حجرة معتمة تسلّلتُ إليها ذات ظهيرة صيف أنا الصبية الصغيرة التي تتصبّب عرقاً وترتعش وهي تعبر الغرفة إلى كشوفها الأولى لتمزق أوّل الحجب. الخوف من انكشاف تسلّلي إلى حجرة المُحرّمات يرعش يديّ النحيلتين وهما تقلّبان الكتب الشهيّة في بصيص نور يتسلل من كوّة وسط السقف يدعونها (السمّاية)، والكلمة تصغير عاميّ لصفة منسوبة للسماء. كانت السماء سندي في الإنغماس بالخطيئة الأجمل: إستراق قراءة الممنوع والمحظور. مفارقة جعلتني وأنا صبية أتمزق بين أشواق أرضية ونزوع سماوي؛ فدخلت ظلال الكلمات وأطياف المعاني وترحلّت في خفاء الحلم دون أن أفقد ظلي. أبي كان ماركسياً حالماً باليوتوبيا والعدالة موه وماً - شأنه شأن الكثيرين - بالنظرية التي سحرتهم وعودها الفردوسية، هو وصحبه كانوا يتداولون كتباً ومجلات وصحفاً تعذّر عليّ - وأنا إبنة التاسعة - أن أعي مضامينها، وكانوا يتعمدون إغوائي بقراءتها وما كنت أحفل بها آنئذ، أقلّبها بعجالة وأهجرها إلى أحلامي وقصصي الطفولية التي كنت أكتبها وأرسم وقائعها في الصفحة المقابلة وأتمتع بخلق شخصيات لا وجود لها في عالم الكبار المقنّن حتى ملأت دفاتري المدرسية كلها بالحكايات والرسوم ونلت عقاباً من معلّماتي وزجراً من الوالدين. مقابل ضلال أبي الماركسيّ - كما كان يقال - كان زوج خالتي تاجر التبغ المتدّين يحظى باحترام العامة ونفور المتعلمين والمثقفين، ومقابل كتب أبي التي تتخطّى فضاء المقدس إلى مدى حرية الفكر وتفنيد ماهو مستقرّ وثابت من الأحكام كان زوج خالتي يقيم أذكاراً دينية كلّ ليلة جمعة في داره أو في خان البلدة القديم، ويؤمّ الذكرَ دراويشٌ ومشرّدون ومتصوّفة ومشايخ وجياعٌ ولصوص يتقمّصون توبة لليلة واحدة، وكان يرقي المرضى والمصروعين ويعوّذ الأطفال بالأحجبة ويقوم هو وجمعٌ من المريدين وعوائلهم بزيارات لمراقد الأولياء لتقديم الولاء والصّدقات وفكّ أسر المأخوذين واستنزال الخصب لأرحام النساء العواقر.
أعدمناه أمام كاتدرائية كينغزبريدج حيث تُنفذ الإعدامات عادةً؛ فإن لم تكن قادراً على قتل رجلٍ أمام الرّبّ لن تنجح في قتله أبداً. أحضره الشريف من الزنزانة أسفل مبنى غيلد هيل ويداه مُقيّدتان خلف ظهره. مشى بانتصابٍ وبوجهٍ شاحبٍ يفور بالتحدي والشجاعة. سخر منه الحشد وشتمه، ولكنه بدا وكأنّه لا يرى أحداً سواي. تلاقت عيوننا، وفي هذا التبادل اللحظي للنظرات مرّ عمرٌ بأكمله. كنتُ المسؤول عن إعدامه وهو يعلمُ بهذا. طاردته لعقودٍ من الزمن، فقد كان مَن زرع المتفجرات، ولو لم أوقفه لكان قتل نصف حُكّام بلدي – بمن فيهم العائلة المَلكيّة – بكل وحشية وتعطشٍ للدماء. قضيت حياتي في تقفي أثر المجرمين أمثاله، وقد أوصلت الكثيرين إلى المقصلة. لم يُعدموا فحسب بل أُغرقوا وقُطّعوا، أمّا أحكام الموت الأكثر ترويعاً فقد كانت من نصيب أسوأ المجرمين. قمتُ بهذا مراتٍ عديدة، وراقبتُ كل رجلٍ يموت وأنا على علمٍ تام أنّي – وأكثر من أيّ أحدٍ آخر – مَن أوصله إلى هنا لينال عقاباً رهيباً وعادلاً في آنٍ معاً. قمتُ بهذا خدمةً لبلدي الغالي، ومن أجل المَلكيّة التي أعمل لمصلحتها، ومن أجل مبدأ آخر وهو الإيمان بأنّ أيّ شخص يملك حق اختيار طريقه إلى الرّبّ. كان آخر الرجال الكُثر الذين أرسلتهم إلى الجحيم، ولكنه جعلني أعتقد أنه أوّلهم.
حصل مرة أن راح زوسكيند ينقب في الكتب بحثاً عن مادة يوظفها في كتابة سيناريو لفيلم يعمل عليه وأنتج عام 2005، فقاده البحث المضني للبحث عن سؤال جوهري لطالما شغل البشرية واالفلاسفة منذ أزمنة بعيدة : ( لماذا الحب متصل بالموت وعلى نحو جوهري لا فكاك منه ، منذ القديم وحتى يومنا هذا ؟ ) و هنا كانت نقطة
صدر عن دار المدى كتاب "عن الطبيعة البشرية" للفيلسوف والروائي الإنكليزي روجر سكرتن الذي ألَّف اكثر من ثلاثين كتابا في مختلف فروع الفلسفة: من فلسفة الجمال إلى فلسفة السياسة، مرورا بفلسفة الثقافة، وفلسفة الاجتماع، وفلسفة الدين. ويتكوَّن كتاب "في الطبيعة البشرية" من مقدمة وأربعة فصول (الفصل الأول: الجنس البشري، الفصل الثاني: العلاقات البشرية، الفصل الثالث: الحياة الخلقية، الفصل الرابع: الإلزامات المقدسة)؛ فيكون الكتاب بذلك دائرا على أربعة مباحث فلسفية: "الأنثربولوجيا الفلسفية"، و"الأنطولوجيا الاجتماعية"، وفلسفة الأخلاق وفلسفة الدين. ترجمت الكتاب الى العربية رشا صادق.
لاأظنّ أنّ أحداً سيتخالف معي بشأن قلّة الأدبيات الخاصة بمبحث علم المستقبليات Futurology في عالمنا العربي، وربما يمكن للمرء بعد طول تفكّر في هذه الحقيقة أن يخلص إلى قناعة بأننا نفكّر ليومنا بأكثر ممّا نفكّر في مآلات الغد. قد يرى بعضٌ أننا لسنا لاعبين مؤثرين في الجغرافيا السياسية للعالم؛ وعليه فليس من ضرورة ملزمة لأن نتفكّر في مآلات عالمٍ لانساهم في صناعته وتشكيله لأنّ هذا الأمر إختصاص حصري لكبار اللاعبين السياسيين وعمالقة العلم والتقنية في العالم. أرى أنّ هذا الرأي فاسدٌ يجانب أمثولات التأريخ وحقائق الجغرافيا السياسية، وينطلق من قناعات راسخة إستطابت واقع الحال وفترت عزائمها على النهوض بواقعها –مهما بدا عصياً على التغيير–؛ فالأمم –كما الأفراد– تستطيع إحداث إنقلابات جذرية في أحوالها متى ماامتلكت الرؤية والرغبة في التغيير، وليس مثال رواندا عنّا ببعيد. إنّ العالم العربي، وبرغم كلّ الصور الأقرب إلى العوالم الديستوبية، يحفل بالكثير من البؤر المضيئة والمحاولات الجادة التي تتطلّع لأن تكون مثاباتٍ عالمية في مستقبل لاأحسبه بعيداً عن يومنا هذا. ثمّة أمرٌ آخر بشأن أهمية المباحث الخاصة بالدراسات المستقبلية: المعرفة تسبق الفعل، وهذه حقيقة أظنها تصحّ في كلّ المجالات؛ وعليه إذا أردنا أن نرتفع بوتيرة تطورنا العلمي والتقني لابدّ من معرفة مآلات التوجهات العلمية والتقنية الحالية والتي سيكون لها الأثر الأعظم في تشكيل صورة العالم في المستقبل القريب. هنا تلعب الدراسات المستقبلية دوراً حاسماً في إعادة ترتيب أولويات الإنفاق الإقتصادي على القطاعات التي يُتوقّعُ أن يكون لها الأثر الأعظم في تمكين الإقتصاد وتعظيم دور الفرد والمجتمع معاً. لاينبغي أن نتناسى بالطبع أنّ بعض جوانب التطوّر العلمي والتقني الحالي والمستقبلي تنذرُ بمفاعيل مهدّدة للحياة البشرية –وربما بلغت مبلغ الكارثة–؛ وعليه سيكون من المناسب –بل الضروري للغاية– معرفة الوسائل التي تتيحُ لنا تفادي مثل هذه المخاطر المعوّقة؛ فنحن –العرب– في النهاية جزءٌ من هذا العالم ولسنا سكّان جزيرة معزولة، والكوارث المستقبلية –إن حدثت– لن تستثني أحداً لأنها كوارث عالمية الطابع globalised بالضرورة.
"عناق الأسرة" رواية تناقضات تدور أحداثها خلال الإجتياح الأمريكي لليابان إبّان الحرب العالمية الثانية، وهي تتناول التضارب بين التقاليد الشرقية والتقاليد الغربية، والنزاع بين زوج وزوجته، والتناقض بين المثل العليا والواقع. في بداية الرواية، يكون "ميوا شنزوك" وزوجته" حبيسَيْ" زواج منهك، يُهاجم كل واحد منهما الآخر بطريقة غير مباشرة مثلما تفعل شخصيات مسرحية: "من يخشى فرجينيا ولف؟" لكن عندما ترتبط زوجته بعلاقة غرامية مع جندي أمريكي يستسلم ميوا ليقرّ بإنفجار علاقته معها وإنتهاء زواجه والإقتناع بأنّ محاولاته لرأب صدع علاقتهما لن تزيد العلاقة إلاّ تدهوراً يقضي على زواجه. نالت هذه الرواية عدة جوائز، ورأى فيها النقّاد إستعارة رمزية للمجتمع الياباني ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث يتمّ تهميش الأصول التقليدية والأخلاقية والفلسفية للثقافة اليابانية لصالح التوافق مع القيم والأنماط الغربية. ألف "نوبو كوجيما" ما يزيد على ثلاثين رواية وبحثاً ودراسة نقدية، وقد حصل على جائزة أغاتوا، وجائزة تانيزاكي جونيشيرو الأدبية، وجائزة وزير التربية، وإضافة إلى الكتب التي ألفها، ترجم كذلك أعمال "وليام سارويان وجي دي سالنغر" إلى اليابانية. "عناق الأسرة" هو أوّل كتاب له تتمّ ترجمته إلى الإنكليزية وعنها إلى العربية.
"لكن ماذا لو طلبت منك أن تختاري موقفاً ما أو لحظة حدثت لك بعد وصولك الدنمارك، أو شخصاً جديداً تعرفت عليه هنا في كوبنهاجن مثلاً؟ تصمت قليلاً لتفكر. تكرر فرك كتفها، تمسج أعلى رقبتها، تمط شفتيها ثم تقول بصوت خافت: ستكون "مروى". مروى البصري؟ أجل مروى البصري. نهضت مروى من مكانها وتوجهت إلى اللوحة الكبيرة المسنودة إلى الجدار في غرفتها. راحت تتحسس سطحها بيدها الملوثة بلون أخاله زيتياً. تبدو تعبة. تذكرت فجأة بأنها لم تحرص على أن تظهر لي بزيها الخاص الذي اعتادت أن تظهر به، كما هو مدرج. كنت قد جمعت ملاحظ
إن تاريخ أية أمة من الأمم قد لا يخلو عبر مسيرتها التاريخية الطويلة من أحداث تتصف بالعنف والقتل والظلم والدمويّة والسلوك العدواني لأن مثل هذا السلوك وما يرافقه من عنف وتطرّف ودمويّة لدى الإنسان يكاد يكون صفة ثابتة معروفة وموجودة في تاريخ المجتمعات البشرية كلها. إن ما نجده في تاريخ العراق منذ أقدم العصور وحتى الآن هو أمر مختلف، فهذا التاريخ لا يزدحم بأحداث العنف الدموي والظلم والقسوة الشريرة فحسب بل إن تلك الأحداث والوقائع التاريخية المشحونة بالعنف الدموي تميل على نحو ظاهر للاتصاف بالمبالغة والتطرّف والتصعيد اللامعقول في أداء هذه المعاني جميعاً والإيغال في تطبيقها وممارستها إلى الحد الأقصى، أي المبالغة بالعنف الدموي والمبالغة بالقسوة والظلم والمبالغة في الشراسة والدمويّة خلال التعامل مع القضايا والنشاطات الإنسانية بمختلف أشكالها ومستوياتها. قدمت الأساطير العراقية تفاصيل غزيرة جداً عن الاستبداد الذي مارسه جلجامش على سبيل المثال وصاغت شخصيته أنموذجاً أدبياً، ملحمياً رفيعاً، صاغ أصل الملحمة في التاريخ وتعاملنا مع ظواهر الظلم الاجتماعي والعنف كتمظهرات أولى لهذه الظاهرة المميزة لحضارة العراق القديم والتي كانت الآلهة وخصوصاً البانثيون العراقي هم مصدر الحروب والتدمير والتعسف والعنف، وهذا أمر مثير للدهشة لأن المقدس هو الحامي الروحي والمولّد للأمان النفسي، واستطاع من خلال طقوسه وشعائره وثقافته اللاهوتية، والكهنة الأكثر مهارة بدورهم المركزي في تكريس نظام الآلهة والاعتراف به.
نمَت رواية عود المشنقة من بذرة فكرة بالغةِ الصِّغَر، وهي فكرة أن أحكي لكم الحكاية التاريخية الحقيقية لعصابة مُجرمين كانوا، قبل سنوات طويلة، يحكُمون وادي يوركشاير، وهو ذاتُ الوادي الأخضر المطير الذي نشأتُ وترعرعتُ أنا فيه. ذات يوم قرأَت زوجتي، وهي أيضًا كاتبة ولكنها في ذلك الوقت كانت مُنشَغِلة بأعمال أخرى، عن أولئك المجرمين وزعيمهم "الملك" ديفد هارتلي في إحدى المكتبات. ولمّا عادت إلى البيت اقترحَت عليَّ كتابةَ نصٍّ سينمائيّ مُقتبَسٍ عن تلك القصة. والحقُّ أنها كانت فكرة بديعة. وهكذا بدأت هذه الرواية من بذرة صغيرة. كان ذلك عام 2014، والآن صارَت الحكايةُ بكل تفاصيلها بين أيديكم، مترجمة إلى العربية. ولقد كانت رحلتي في كتابتها شاقّة وغيرَ مُسلّيَةٍ في بعض مراحِلِها، وكذلك كانت دربًا مُعبّداً بالمخاطر والعقَبات والنهايات المسدودة والرفض والوجع. ولكنّ الرحلة أثمرَت عَظَمَة وتألُّقًا، وذلك أنَّ العَمَل قد وصل الآن إلى جمهور قُرّاء عالميّ، وحازَ على أكبر جائزة عالمية مُخصّصة لأدب الخيال التاريخي.
إن «الشرق الكبير» بالنسبة إلى روسيا اليوم هو إحدى وخمسون دولة شريكة في منطقة المحيط الهادئ والشرقين الأدنى والأوسط وآسيا الوسطى والجنوبية، ولا شك أن هناك تبايناً في دور كل من هذه الدول الخاص في سياسة روسيا الاتحادية الخارجية، فهناك دول يؤمها الكثير من الأثرياء الروس للاستجمام، وهناك شركاء استراتيجيو ن، تتميز العلاقات معها بعمق خاص وبمغزى كبير. يسلط هذا الكتاب الضوء على أهم اتجاهات سياسة روسيا الخارجية وإنجازاتها في «الشرق الكبير»، والكتاب يستند أساساً إلى الوقائع والأحداث، التي جرت في ولاية بوتين الثانية (2004- 2008)، وقد وضع الكاتب نصب عينيه تحقيق ثلاث مهام: الكشف عن الخصوصية المعاصرة لسياسة بوتين في الشرق (بحسب البلدان والأقاليم). تعريف القارئ بأسلوب مبسط بعض قضايا سياسة روسيا الشرقية في بعض المناطق (الأكثر تعقيداً)، بما فيها بشكل خاص: مسألة ما يعرف بــ«الترانزيت العربي» لروسيا، ومعضلة بوتين الإيرانية، بالإضافة إلى الإمكانيات والتحديات التي تواجه روسيا في سياستها تجاه الصين، كذلك محاولة استقراء السيناريوهات المحتملة لتطور السياسة الروسية في الشرق في عامي 2007- .2008
كتاب عين الزهور -سيرة ضاحكة بقلم بو علي ياسين لقد تقصدت أن تكون السيرة ضاحكة، غير متحرج من الضحك حتى على نفسي. ذلك لأنني رغبت مرة أن لا يزيد مع الزائدين بؤسي وغمي على بؤس القراء وغمهم. فللحياة، كيفما كانت، وجهان: وجه عابس طاغي الصورة والصوت، ووجه باسم خجول. في الأحوال العادية لحياتنا يختفي الوجه الباسم وراء الوجه العابس، بقدر ما تتغلب العلاقات الطبقية الكريهة على علاقات التعاون والتضامن والتآلف الإنسانية. فإذا كانت الأمور هكذا، قلت لنفسي، لماذا لا أقوم –على مبدأ السحر- بقلبها ثقافياً؟ وهكذا فعلت، فقمت قسرياً بإبراز الوجه المشرق الضحوك ما منع قط معرفة ولا قصّر في تقديم فائدة، ومع ذلك فهو الجميل والأليف والمحبوب. أردته أن يضحك تيّمن الإيحائي بالخير وتسلّح العلمي بما يعينه على صنع حياة أفضل.
هذه المرأة التي جلست أمامه ليرسمها كانت مجهولة من قبل الجميع، لم يرها أحد، لم يظهر الأستاذ معها في أي جلسة أو اجتماع، الوحيد الذي يعرف هذه المرأة المجهولة هو رجب خادم الأستاذ وهو لا يتذكر شيئاً عن الأمر أو إذا كان يعلم لا يفصح عنه أو لا يريد أن يكشفه، إضافة لذلك يقول رجب: إنه لا يرى تشابهاً بين عيني اللوحة وبين وجه تلك المرأة المجهولة. ما الذي قصده من رسم هذا الوجه؟ هل قصد تقديمه كهدية لحبيبته ليثبت وفاءه وهو في الغربة، وذلك بعد موته أو أنّه أراد أن يقول لتلك المرأة التي أسرته بعينيها: إنني عرفتك كما لم تعرفي نفسك وأعرف اليوم أنك سبب عذابي؟ ربما أراد أن يقول: (أيتها العينان لو كانت صاحبتكما معي لتحملت الشقاء وبلغت مرادي). ولكن ما الذي فهمه الأستاذ؟ وكيف تعرّف عليها؟ ماذا يفهم من هذه النظرة وهذه الحالة اليائسة؟
رواية من تأليف الكاتب الأمريكي فرنسيس سكات فيتزجيرالد نشرت لأول مرة في عام 1925 وتعتبر هذه الرواية واحدة من كلاسيكيات الأدب الأمريكي وإحدى أهم الوثائق الأدبية التي أرَّخت لعقد العشرينات الصاخب Roaring Twenties، وهي فترة مفصلية شكلت نقطة تحول في حياة الأمريكيين، أخلاقياً ومادياً واجتماعياً، أطلق عليه ا فيتزجيرالد اسم عصر الجاز The Jazz Age، فأضحى المسمى في ما بعد المصطلح المعتمد في الدوائر الأدبية، الأكاديمية منها وغير الأكاديمية. يبدأ عصر الجاز مع نهاية الحرب العالمية الأولى (1918)، بعيد رواج موسيقى الجاز، عندما أخذ الاقتصاد الأمريكي يحقق أفضل أداء له بمعدلات غير مسبوقة من النمو. و استتبع ذلك ولوج أمريكا عصراً من حال الدعة بعد البؤس، عصراً ذهبياً براقاً متخماً ركن فيه أصحاب النعمة إلى الرفاهية، والتبذير، والرخاء، وما رافق ذلك من السعي وراء المتع الحسية وضروب التسلية مع دخول المخترعات الحديثة كالسيارة والتلفون والنقل الجوي . إلخ التاريخ البشري لأول مرة.
لماذا نكتسي أجساداً وأرواحاً بشجىً، بضباب أسى، بأسف مما نرى مما نسمع ومما نقرأ عن عذابات الناس؟ نرى مزارعين طردوا، عمالاً عاطلين أو مفصولين ومثقفين حاولوا وخابوا، جنوداً انكسروا بعد انتصارهم وانتهاء المعارك ومسافرين بلا حقائب واضح عليهم شحوب العوز والضياع في بقاع العالم بلا جدوى؟.. هذا ما نراه. هو حزن لهم وهو حزن لأنفسنا التي رأت أو سمعت أو قرأت. نحن من غير أن نعلن، نخشى مثل ذلك، نخشى أن يمسنا الضر الموجع الذي مس أولئك أو نحن، وهذا ما نقول به نحن الكتاب، نعيش حياة آخرين لنضاعف حياتنا. فمن الآخرين من يفجعوننا ومنهم من نشاركهم في المتعة أو في ساعات اللهو والرفاه الجميل. هكذا نحن حيناً نلتم على أسى وحيناً نكون في جوقة المنشدين. هي المشاركة الإنسانية في العيش والشعور. هي الإنسانية تضيف شعراً وجمالاً وتضفي ألماً لا مناص منه. ونحن نعيش الحياة، قد نتقدم للعون، وقد نستسلم لا نستطيع، ونترك المنكسر بانكساره والمعوز بعوزه معتذرين باللاحول أو باللاجدوى. نستدير عن الضحية ونحن نتمتم حاملين بعض انكساره: ها إن قلباً نبيلاً قد تحطم، عمَّ مساء أيها الأمير اللطيف ولتهدهد جوقات الملائكة منشدةً، سباتك (هاملت) هذا المساء مبكرين توجهنا إلى محطة قطار كييف. قطارنا بعد العاشرة، ونحن في التاسعة. هذا دفتري الصغير بجيبي وأنا التقط ملاحظات كما مصور يسرق لقطات في غفلة عن أصحابها. كنت اتطلع بوجوه المسافرين، وكمن يفتش عن حاجة استكشف ملامحهم، حقائبهم وثيابهم ولا تفوتني طريقتهم في الكلام. لكن ما الذي يجعلني أقرب لمشاهد فقراء الناس، عمالاً، نساء حزانى، جنوداً وشيوخاً خائبين من الدنيا ولا يريدون بعد خسارتها؟