دار المدى للنشر والتوزيع هي دار نشر عراقية تأسست عام 1994، أصدرت الدار العديد من المنشورات الأدبية والكتب والروايات العربية، كما شاركت في العديد من معارض الكتاب المحلية والدولية.
تاريخ الدار
دار المدى تم تأسيسها رسمياً عام 1994 وهي إحدى شركات مجموعة المدى الثقافية والتي أسسها فخري كريم عام 1960، وتخدم القضايا الأدبية والسياسية والسير والمذكرات والفكر القومي. تضم دار المدى شبكة توزيع ووكلاء في عدة دول، وعدة مكاتب في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق وقبرص وأربيل.
مجالات الدار
تتنوع إصدارات الدار وتغطي موضوعات مختلفة على رأسها التاريخ، وقد أصدرت الدار أعمال متنوعة في مجالات مختلفة منها:
- الدراسات النقدية - المجموعات القصصية - الروايات. - المقالات والخواطر
مساهمات ثقافية تنشر دار المدى للعديد من الكتاب والأدباء العرب مثل: ميسلون هادي، بلال فضل والتي وصلت روايته الصادرة من دار المدى «أم ميمي» للقائمة الطويلة في الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2022، محمد الماغوط، ليلى العثمان، سعدي يوسف، نزيه أبو عفش. كما تنشر دار المدى ترجمات بعض الكتب من كل اللغات العالمية
لقد تمثلت شعرية الحداثة الشعرية العربية في نهاية الأربعينيات ومطلع الخمسينيات على أيدي المثلث العراقي "نازك الملائكة"، بدر شاكر السيَاب، البياتي " في تأسيس بنية شعرية شمولية متماسكة تميل إلى الإنسجام والتماسك وتفارق التقاليد الشعرية للشعر الكلاسيكي والكلاسيكي الجديد والرومانسي في الأدب العراقي خاصة الأدب العربي يصورة عامة.محاولتنا هذه تهدف إلى مساءلة الحراك الشعري الراهن وإعادة قراءة النقلات المفصلية والأنساق الثقافية في حركة الحداثة الشعرية في الشعر العراقي بشكا خاص والشعر العربي بشكل عام، وينطلق في ذلك من رؤيا منهجية "سوسيو-شعرية" هي جزء من مشروع المؤلف النقدي الذي يزاوج بين الفحص الداخلي النصي للخطاب الشعري ومناهج التحليل الخارجي ولكنه لا يتعالى على الساقات الثقافية والتاريخية والنصية والسيكولوجية التي تحيط بالإنتاج الأدبي بوصفه معطى إجتماعياً وتاريخياً يرتبط بوعي إنساني في مرحلة تاريخية محددة ويحمل دلالاته ومعطياته السيمائية الخاصة.
حين يُذكر شعر الحرب العالميّة الأولى، يبزغ في الذّهن حالاً، الشّعر الإنجليزي، وتتّضح تلك المجموعة المعروفة في العالم من الشعراء الإنجليز الشباب، حتى لكأنّهم المقصودون بتسمية «شعراء الحرب الأولى». ولا يبدو هذا غريباً إذا علمنا بأن عشرات وربما مئات القصائد كتبت بالإنجليزية خلال الحرب العالمية الأولى. وإذا كان شعراء العالم الآخرون ممّن دخلوا تلك الحرب كانوا إما متطوّعين، فدخلوها مختارين، أو أنهم دخلوا الحرب مراسلين أو معالجين طبيـين، والقليل منهم جداً كانوا جنوداً مقاتلين. أما الشعراء الإنجليز فبعضهم جاء موعد تجنيدهم فالتحقوا بالجيش، والآخرون شملتهم التعبئة العسكرية فارتدوا الكاكي وحملوا السلاح. وقد عرف أولئك الشعراء الحرب في البحر أو في الخنادق، والباقون منهم المراسلون والمعالجون الطبيون.
"ماذا تسمّي الالتماعات الشجاعة، حين يأنس المرء بلحظته دائماً، ولا يأسف على ما فات، ويقتحم ما سيأتي به الغد من دون خشية؟ هي دهشة الطفولة في أول العمر، والحلم الرومانسي لتغيير العالم وبنائه من جديد، في وسط العمر، والومضات الشحيحة للسعادة مثل غمزات النجوم في ليل غائم، آخر العمر، شعرية العمر هي في ديموم ة الدهشة، وهي الشباب الذي لا يشيخ، فليس الشباب زمناً معيارياً للعمر تحدّده السنوات، إنما الشباب حقاً رؤية متقدمة للعالم تتجاوز إحباط السنوات التي تخترقك، ومن هنا، ما لم يخضع العمر لقانون الشعرية بهذا المعنى، فإن المرء سيتثاءب حياته ويبصقها من الضجر. "كنا صغاراً نمتطي قصبة لا نتخيلها حصاناً إنما نراها حصاناً حقاً نرفع أعجازنا عن القصبة حين نسرع، ونقعدها حين نتريث في السير، وبعد جولتنا، نُركن القصبة الحصان عند جدار، نشدّ مقدمها بالحبل بحنوّ بالغ.. هذه هي الشعرية الأولى من عمرنا.
هنا ينشر للمرة الأولى السجل الخاص لصداقة عميقة وعلاقة حب رومانسي مع الأدب استمرت على امتداد المسار الطويل لحياة كاتبين ، رغم الظروف كلها . بدأت بغداء تم مصادفة في محيط مدينة باريس في أواخر عام ۱۹۳۱ ، وذلك عندما تعرفت أنييس نن ، زوجة هيو بارکر غويلر ذات الثمانية والعشرين عاما ، وكانت في ذلك الوقت امرأة شابة على أهبة الاستعداد للانطلاق في مغامرة عقلية وجسدية ، إلى هنري ميللر ، « الكاتب المتشرد » ، کما لقبه أحد الأصدقاء ، الذي كان سيبلغ الأربعين من العمر في السادس والعشرين من شهر كانون الأول ( ديسمبر ) التالي . وكانت الظواهر كلها تدل على أنهما متنافران ، لكنهما كانا يشتركان في أمر واحد : کلاهما كانا كاتبين ناشئين وعاشقين شغوفين للكلمة . وبعد مضي بضعة أشهر من تبادل الأحاديث الفكرية العنيفة - على طاولات المقاهي الفرنسية ، وفي منزل آل غويلر في لوفسيين ، وعبر سيل من الرسائل - انفجرت العلاقة لتغدو علاقة . عنيفة . على مدى السنوات العشر التالية حاول المفلس دائما الذي لقب نفسه « فتی بروکلن » و « المرأة الطفلة » الإسبانية المفرطة الحساسية ( كما اطلق عليها إدموند ولسون ) أن يؤسسا حياة معا . وعندما فشلت تلك المساعي ، لأسباب اتضحت من خلال المراسلات ، استأنف هنري ميللر وأنييس نن ، في أوائل الأربعينيات ، حياتيهما المنفصلة . لكنهما بقيا مرتبطين برباط أساسي . وبعد أن تخلصا من العواطف العابرة ، ومن تلبية كل منهما للآخر حاجاته المادية والعاطفية ، ومن طابع الرفقة الخطرة في كسر المحرمات الاجتماعية ، بقيت علاقتهما قائمة بثبات على أساس حاجتهما المشتركة إلى خلق نفسيهما عبر الكتابة . وكما كتب هنري ميللر لاحقا ، كانت سعياً « إلى إدراك نفسي بالكلمات » . بالنسبة إليه ، كانت بحثا مهووساً ، بروستياً في ماضيه والدور المريب الذي لعبته النساء فيه . وبالنسبة إلى أنييس نن ، في يوميات واظبت على تدوينها منذ الطفولة ، كانت السعي الذي لا يكل إلى حاضر عاطفي متملص . وفي شهر شباط من عام ۱۹۳۲ ، کتب میللر إلى أنييس نن « یا الله ، أكاد أجن عندما أفكر في أن يوما واحدا يجب أن يمر من دون أن أكتب . لن أستطيع أبدا أن أسرع . ولا شك في أن هذا هو السبب في أنني أكتب بحماس ، و تحریف . بيأس » . بعد مضي بضعة أشهر كتبت أنييس نن في يومياتها : « إن الشيء نفسه الذي يجعل هنري صامداً يجعلني أنا كذلك ، هو أن ما يوجد في أعماقنا هو كاتب ، وليس كائناً بشرياً.
جميع صحف اليوم التالي الصباحية أشارت إلى السرقة الفاشلة، الجميع فوجئ، مفاجأة النفاق، بأنّ أسطورة غايتان ما تزال تُلهِبُ العواطفَ بعد ستّ وستين سنة من الأحداث وقارن بعضهم للمرّة الألف بين مقتل غايتان ومقتل كِندي، الذي أتّم في العام الماضي نصف القرن، دون أن يكون قد تقلّص الذهول أدنى تقلّص. الجميع تذكّروا، عندما دعت الحاجة، ظروفَ القتل غير المتوقَّعة: المدينة التي أحرقتها الاحتجاجات الشعبية، القنّاصة الذين اتخذوا مواقعهم على السطوح، الذين كانوا يطلقون النار من دون أوامر ولا تمييز، البلد في حرب السنوات اللاحقة. المعلومة ذاتها كانت تتكرّر في كل مكان، بتنويعات أكثر أو أقل وبكثير أو قليل من الميلودراما، مرفقة بكثير أو قليل من الصور بما فيها تلك التي انتقمت فيها الشرذمة الغاضبة توًّا من القاتل، وراحت تجرّ جسده شبه العاري وسط الطريق السابع باتجاه القصر الرئاسي.
في جديده الشعري "شمال القلوب وغربها" يقحم سليم بركات نقاط الضعف في قلوب العاشقين هم برأيه (عشاق لم يحسموا أمرهم) عشاق مذهولون، حائرون ومحيرون كالقصيدة ذاتها: "عثروا على الحب قبل العثور على قلوبهم / هم أهواءُ كلماتٍ تسابقهم حباً بالكلمات / هم أهواء الومضةِ في خيال الكرزِ، / وحظوظاً لا يثق بسَندِها التفاحُ، بل التوت / همُ البداية مدهشةً مُذْ لا نهاية مدهشة ...". وبهذا المعنى هو كتاب عن العشاق بطبائع مختلفة، وطبائع محتملة،وطبائع إفتراضية. عشاق بحب مؤجل، وقلوب مؤجلة في اللعبة الشعرية، مع خطط كثيرة للإيقاع بهم في مفاجآت قلوبهم: "ولكل عاشق عشرة قلوب، تسعة مفقودة إذا عُثر عليها حسم أمره عاشقاً" هو شعر محيّر، يلقي بقارئه كإلقائه بعشاقه في الحيرة، هو محاولة من الشاعر لاستنطاق القلوب وفتح مفاليقها. وكل ذلك يأتي في نسيج شعري شفاف وجميل لا يقف عند حدود غجتراح الفكرة والإيقاع البصري والإيقاع الدلالي، وإيقاع التجربة نفسها، لكنه يخرج بكل هذه المؤتلفات إلى اجتراح خطاب متمرد تشكل في أعماق اللاوعي وتمظهر عبر المرونة الشعرية في قالب دينامي وبهيكلية خطاب شعري تحديثي. و "شمال القلوب أو غربها" هي قصيدة طويلة مؤلفة من مقاطع شعرية تمتد على طول صفحات الكتاب
ولد آل سكورتا ملطخين بالعار لأن سلالتهم نشأت من اغتصاب شقي لعانس. في مونتيبوتشيو، بلدتهم الصغيرة في جنوب إيطاليا، يحيون في عوز، ولمن يموتوا أثرياء، غير أنهم عاهدوا أنفسهم على توارث القليل الذي منت به الحياة عليهم من جيل إلى جيل. لذا كانت ثروتهم، ما عدا دكان التبغ المتواضع الذي أنفقوا عليه "نقود نيويورك" ثروة لا مادية قد تكون تجربة في الحياة، أو ذكرى أو حكمة أو لحظة فرح عابرة. وقد تكون سراً كالسر الذي تبوح به كارميلا العجوز لكاهن مونتيبوتشيو السابق، خشية أن تفقد ملكة الكلام.
يشكل هذا الكتاب شهادة على زمن عاصف وجوانب من سيرة ذاتية للمناضل العراقي "عبد الرزاق الصافي" الذي يعد، أحد الوجوه المعروفة في الحركة الشيوعية العراقية، والذي عمل في صفوفها قرابة الستين عاماً وشغل مواقع قيادية فيها على مدى يزيد على الثلاثين عاماً، عضواً في اللجنة المركزية ومكتبها السياسي ورئيساً لتحرير جريدة الحزب الشيوعي العراقي المركزية "طريق الشعب" وغيرها من المواقع القيادية.
يدرس هذا الكتاب الشروط التي تنتج "الاستشهادي" و/أو "الانتحاري". إنه يدرس ذلك في مستويات مختلفة، وفي بلدان متعددة: البسيج الإيراني، حزب الله اللبناني، حماس، القاعدة، منفذو العمليات الانتحارية في إنجلترا وفرنسا. يدخل الكتاب في النسيج المجتمعي والنفسي لبيئة الانتحاري كإطار خارجي، ثم ينفذ إلى بيئته الجوانبة، أي بواطن أناه كإنسان، ومواطن، ومهاجر. هنا تتكشف كل الخيوط الدنيوية، الخفي منها والظاهر، لما يسميه أنصاره "الموت المقدس" ويسميه خصومه "الإنتحار الإرهابي". والمؤلف فرهاد خسرو خافار سوسيولوجي ينتمي إلى حقلنا الحضاري، ويفهم بواطن النص المقدس والسيكلولوجيا الاجتماعية المؤولة له، وهو يخوض في ثنايا موضوع يلم به إلماماً جلياً. كتاب لا غنى عنه لفهم ظاهرة العنف الجديد من داخلها.
تدور الرواية حول الفتى الطيب والطفلة الخبيثة. الفتى الطيب هو ريكاردو الذي يعمل مترجمًا لدى الأمم المتحدة، أما الطفلة الخبيثة فأسماؤها كشخصياتها لا تُحصى. عرف ريكاردو الطفلة الخبيثة في مدينة ليما، لكنها بعد فترة قصيرة اختفت نهائيًا، لتظهر بعد عشرة أعوام في باريس حيث باتت تعمل في السياسة، ثم تتكرّر اللقاءات بحكم عمل الفتى الطيب الذي يسافر كثيرًا، ويلتقيان في بلدان متعددة، فرنسا وإسبانيا وبريطانيا. على مدار صفحات كتاب شيطنات الطفلة الخبيثة تسير حياة الشخصيتين من زمن المراهقة إلى الشيخوخة، ويترافقان في رحلة أربعين عامًا، تصرّ الأقدار فيها على أن تجمعهما من جديد، وكل مرة في مكان مختلف، محافظين على علاقة غير عادية، تجمع الحب وجنون الرغبات، وعلى خلفية تلك العلاقة وتفاصيل مجنونها وجنونها تمر في الخلفية كل أحداث القرن العشرين.
إنّي أتردّد في أن أضع اسمًا لهذا الإحساس المجهول حيث يتملّكني الضّجر والعذوبة، أتردّد في أن أطلق عليه ذاك الاسم الجميل الوقور... اسم الحزن. إنّه إحساس من الشموليّة والأنانيّة حتّى إنّي أكاد أشعر بالخجل منه، ذلك أنّ الحزن كان يبدو لي دائمًا أمرًا جديرًا بالاحترام. لم أكن أعرفه... بخلاف الملل والحسرة وشيء يسير من النّدم. واليوم شيءٌ مّا يحتويني كالحرير، شيءٌ مُزْعِجٌ وعذبٌ، يفصلني عن الآخرين.» ولدت فرانسواز ساغان، اسمها الحقيقي فرانسواز كواراز، في كاجارك (لوت)، بدأت الكتابة سنة 1954، عندما نشرت روايتها الأولى صباح الخير أيها الحزن. أثارت هذه الرواية فضيحة حقيقية بمعالجتها لموضوع الجنسانية النسائية بأسلوب وقح ولاذع. فازت في السنة نفسها بجائزة النقد، لتصبح شعاراً لجيل ما بعد الحرب ولتدفع بكاتبتها إلى مقدمة المشهد الأدبي. أصدرت ساغان لحد اليوم حوالي ثلاثين رواية من بينها «هل تحب برامز...»، التي صدرت سنة 1963 من قِبَلِ أناطول ليتفاك، ثم رواية «السحب العجيبة» سنة 1973، «عاصفة ساكنة» سنة 1983، «المراوغون» سنة 1991، «المرآة الشاردة» سنة 1996. قاصة وكاتبة مسرحية، كتبت فرانسواز مجموعة من المسرحيات وسيرة ذاتية عن سارة برنار نشرت سنة 1987. ألفت هذه الشخصية الكبيرة المنتمية للمشهد الثقافي الفرنسي سيناريو «لاندر» لكلود شاربول. توفيت فرانسواز ساغان في 24 شتنبر سنة 2004 عن سن تناهز 69 سنة.
اليودميلا ستيفانوفنا بيتروشيفسكايا - كاتبة متعددة المواهب : فهي روائية وكاتبة مسرحية وشاعرة وكاتبة سيناريو وفنانة ترسم بالألوان المائية ومخرجة الثانية من الأفلام المتحركة وملحنة ومغنية وممثلة مسرحية . ولدت في موسكو عام 1938 . نالت الكثير من الجوائز الروسية والعالمية على أعمالها السردية والمسرحية . تُرجمت أعمالها إلى الكثير من اللغات الأجنبية وعرضت أعمالها الدرامية على أفضل المسارح في روسيا والعالم . صبية من متروبول » - ليست مذكرات أو محاولة لإجراء مقابلة بعد عشرين عاماً من الصمت ، على الرغم من أن الكتاب يبدأ برسالة للمؤلفة تتحدث فيها عن بديل للمقابلة الصحفية . إذ أنّ الكاتبة قدّمت سردها على شكل مجموعة من القصص والمقالات القصصية التي كتبتها بدوافع شتى . ومع ذلك ، من خلال وصف الحوادث والمصير الدرامي للشخصيات ، تتكشف أمامنا تدريجيّاً بشكل جلي القصة الصعبة لقدّر حياة المؤلفة نفسها . ' | تكشف لنا الكاتبة في عملهاهذا بأسلوبها المشوّق الجوانب الخفية للمجتمع الروسي من بداية الثورة إلى مرحلة السبعينيات من القرن الماضي بجوانبها الإيجابية والسلبية . | « صبية من متروبول » - هي حكايات حقيقية عن حياة مؤلفة هذا الكتاب . بدءاً من الاستعراضات الأدبية الأولى لها في الأفنية بين المنازل مقابل قطعة خبز وهي في سن السابعة من العمر ، ومن كتابة القصص الخيالية حول اليد السوداء التي تمتد نحوها في غرفة النوم في دار رعاية الأطفال ، والمغامرات في المدرسة والجامعة إلى أول عمل إذاعي ، والمسرحيات الأولى . كما يتضمن مواقف هزلية عن حياة المجتمع البوهيمي في الداخل والخارج . إنه كتاب للأشخاص المبدعين ولأولئك الذين يستكشفون الأدب والمسرح والفن ويستعرضون الكيفية التي رعت فيها صبية صغيرة أحلامها لتغدو كاتبة مرموقة ومعروفة ومحبوبة على المستوى العالمي ، ومدى صعوبة الطريق نحو الإبداع الحر غير المحدود .
كما هي المتغيرات الحادة في حياة العراق الحديث كانت المتغيرات الحادة التي مرت بها الصحافة العراقية، في كل إنجازاتها، وانكساراتها. حكايات الصحافة في العراق هي حكايات الشعب العراقي في صراعاته الطويلة باحثاً عن الحرية والديمقراطية، للأستاذ فيصل ح
يستهل فوزي كريم كتابه (صحبة الآلهة ــ حياة موسيقية) بمقولة شوبنهاور عن الموسيقى جاء فيها: “تقف الموسيقى وحدها منفصلة عن الفنون جميعا ..إنها لا تعبّر عن فرح محدّد بعينه، عن حزن، أو كرب، أو رعب، أو مسرّة أو راحة بال، بل هي الفرح، والحزن، والكرب، والرعب، والمسرّة وهي راحة البال نفسها في التجريد وفي طبيعة هذه المشاعر الجوهرية، دون عامل مساعد، وبالتالي دون أهداف تجعلها وسيطا”.
رواية "ملاك الجليل.. صحبة حلوة" للكاتبة الكولومبية لاورا ريستريبو، وهي كاتبة وصحفية، ولدت في كولومبيا، سانتافي دي بوجوتا 1950. وهي واحدة من الكتاب الكولموبيين الأكثر شهرة بفضل روايتها الهذيان والتي فازت بجائزة الفاجوارا لعام 2004، كما فازت أيضا بجائزة جرينثاني كابوور لعام 2006 باعتبارها أفضل رواية أجنبية نشرت في إيطاليا. ودائما ما تُظهر في أعمالها خليطا من البحث الصحفي والخبرات الخاصة عن طريق قصص رفيعة المستوى وكثيفة المضمون والتي دائما ما تدور أحداثها في كولومبيا. وبجانب كتابتها الروائية قامت أيضا بكتابة مقالات صحفية وكتاب للأطفال.
أيها الوقت.. هأنذا بين عقربيك.. دون لافتة تدلّ العابرين على بقاياي.. خذ وتري الحزين.. وامنحني قمر الحضور.. لأزرع الهوس في الشارع.. فقط أعد لي وجهي القديم، أعدني لبعضي..! لأطير الى جهة خامسة.. ولو بجناح مكسور..!
تتنوع الأشكال والأجناس الأدبية لدى توماس برنهارد (1931/2/9-1989/2/12)، لكن أغلب أعماله تدور في فلك واحد: المرض والجنون والموت. بدأ برنهارد حياته الأدبية شاعراً، ثم اتجه إلى النثر، وفي مطلع الثمانينيات لمع اسمه في دنيا المسرح في البلاد الناطقة بالألمانية. وعندما توفي في الثامنة والخمسين من عمره، كان قد أمسى من أنجح "المهمشين" على ساحة الأدب الألماني المعاصر. في "صداقة" يتحدث توماس برنهارد عن علاقته بباول فيتغنشتاين، ابن شقيق الفيلسوف المشهور لودفيغ فيتغنشتاني. وكانت أواصر الصداقة قد جمعت بينهما عام 1967، عندما كان الكاتب يُعالَج في مصحة لأمراض الرئة، بينما كان باول نزيلاً على بعد خطوات منه في مستشفى الأمراض العقلية. كان باول في مطلع حياته من الأثرياء، فهو سليل عائلة من أغنى عائلات النمسا، غير أنه بعثر نقوده بلا حساب على أصدقائه وعلى الفقراء، حتى انتهى به الحال معدماً وحيداً، لا تربطه صداقة بإنسان سوى بالمؤلف.
يبتدئ الكتاب بتمهيد يستعرض فيه ظاهرة الصراع في اطار زمني أزلي يحدده مع نشأة الخليقة ونزول آدم على الأرض،ليبدأ من داخل الإنسان نفسه،صراع بين الخير والشر، وبين الحق والباطل،ليرافقه ويحدد شكل عالمه،وعلاقته بالآخرين، فيمتد تأثيره عليهم،ويصبح سنة من سنن الحياة،فتنشأ على اساسه دول وأمبراطوريات وحضارات تنهض وتسقط في مجرى طويل للحياة،تخترقه فترات هدوء وسلام وتوترات وحروب تباينت شدتها ومدتها تبعا ً لمثيراته في الزمان والمكان المحددين،وهذا ما حفز الكثير من الفلاسفة وعلماء النفس والسياسة بوضع نظرياتهم لتحديد انواعه واشكاله التي يتطرق اليها المؤلف باختصار في هذه المقدمة التمهيدية لينتقل بعدها وعبر ثمانية فصول الى بحث الصراع الدولي والتوازن، عبر عدة مواضيع، ومناقشة آراء قادة المنظرين السياسيين والفلاسفة. الفصل الأول من الكتاب جاء بعنوان (رؤية في موضوع الصراع الدولي)بين فيه تطور الحرب، وتعدد اساليبها، وادواتها عبر التاريخ،وارتباطها بتطور العلوم التكنولوجية،فيسوق عدداً من الأمثلة المستوحية من التاريخ القديم للدلالة على نتائج الحاضر، لتساعدنا على فهم طبيعة الصراع،وتبيان تطور العلاقات في السياسة الدولية للقرن الواحد والعشرين،الذي تميز بازدياد عدد الدول،وبروز انظمة متعددة لها رؤى متباينة عن طبيعة الصراع واستخدام القوة. كما يتطرق الى عامل القانون والأخلاق باعتبارهما أحد العوامل الفاعلة التي تقلل من استخدام القوة وتلعبا دوراً متميزاً في السياسة الدولية،ويسوق مثالاً على ذلك غزو صدام حسين للكويت وضمها للعراق، وكيف أن غالبية الدول رأت فيه عملاً مخلاً للقانون الدولي، ويتعارض مع الأعراف الدولية. اما الفصل الثاني من الكتاب فقد جاء بعنوان (بنية الصراع في القرن العشرين) فيبن فيه بأن دوافع انتقال الصراع الى المستوى المسلح محاولاً أن يرجعه الى تفاعل ثلاثة عوامل: تتجسد في الخصائص الفردية للحاكم، وشكل نظام الدولة،والنظام السياسي الدولي،وللمضي في شرح وتحليل ذلك يوضح المؤلف ماهية النظام السياسي، وبنية الصراع،ودوافعه وانعكاسات الماضي على الحاضر. لينتقل بعدها الى الفصل الثالث. في الفصل الثالث (ميزان القوى والحرب العالمية الأولى)يتطرق د. إحسان الى ميزان القوى باعتباره واحدا من أوسع المصطلحات استعمالاً وانتشاراً واشدها تعقيداً في السياسة الدولية، ولطالما عده الباحثون والسياسيون السبب في حدوث الحرب العالمية الاولى.ولفهم معنى التوازن يعرفنا المؤلف على ماهية القوة ومصادرها،مبينا الاساليب المباشرة، وغير المباشرة لاستعمال القوة مثل: الاساليب العسكرية والقومية والاقتصادية لينتقل بعد ذلك الى الفصل الرابع من الكتاب. بحث في الفصل الرابع (الأمن الجماعي والحرب العالمية الثانية) نظام الأمن الجماعي الذي افرزته مأساة الحرب العالمية الأولى حيث دعت الحاجة إلى تأسيس منظمات وقواعد تنفذ الاتفاقيات،وعلى ضوء ذلك كما يذكر المؤلف سعى ولسون –رئيس الولايات المتحدة في تلك الفترة – الى تحقيق فكرة انشاء عصبة الأمم. يمضي الباحث د. إحسان بتحليل بنود ميثاق عصبة الأمم،موضحاً تباين مواقف الدول الكبرى منها والاسباب التي ادت الى فشلها كمنظمة لم تستطع منع وقوع الحرب العالمية الثانية،التي كانت ويلاتها أضعاف ويلات الحرب العالمية الأولى.وفي هذا الفصل ايضاً يناقش الآراء التي تؤكد على مبدأ الحتمية في وقوع الحرب الثانية بالرجوع الى اعتماد مبدأ التضاد. بعد ان يوضح مفردات الصراع التي افرزتها الحرب الثانية ينتقل الى الفصل الخامس وفيه يطرح و يناقش مسألة (الحرب الباردة) بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، والتي بدأت بنهاية الحرب العالمية الثانية، وانتهت بعد أربعة عقود في عام 1989،ولم تشهد خلالها سوى القليل من المفاوضات،مما اثير جدلاً كبيراً بين الفقهاء والسياسيين وطرح عدداً من الأسئلة: من المسؤول عن اشعالها؟ وما هو السبب؟ ولماذا لم تحدث حرب فعلية بين هاتين الدولتين،مع انها استمرت كل هذه السنين؟ ولماذا لم تتحول الى حرب عالمية ثالثة؟ يجيبنا الباحث د.إ حسان على هذه الأسئلة جميعاً عند تطرقه الى موضوع السلاح النووي في الردع والسياسة وتوازن الرعب والقضايا الأخلاقية في الردع النووي. لينتقل بعد ذلك الى الفصل السادس. الفصل السادس جاء تحت عنوان (التدخل في الصراعات الإقليمية) ويناقش فيه قضايا تتعلق بالصراعات الاقليمية. وبعد أن يعرفنا بمفهوم التدخل، والسيادة، وتقرير المصير، يربط هذه التعاريف والمفاهيم بمنطقة الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي وغزو صدام للكويت ليؤكد في نهاية الفصل على أن منطقة الشرق الأوسط ستبقى منطقة من أكثر مناطق العالم الساخنة. اما الفصل السابع من الكتاب (مفهوم القوة في الاتكال المتبادل)يطرح فيه ويناقش قضايا تتعلق بالاقتصاد والنفط وعلاقتهما بصراع القوى وميزان القوى، محاولاً أن يسجل فيه رؤيته الخاصة عن هذه العلاقة.وبه يكون قد انهى بحثه خلال القرون الماضية ليدخلنا الى الألفية الثالثة في الفصل الثامن. في الفصل الثامن (نظرة الى المستقبل من زوايا الصراع) يتطرق الى عزم زعماء ورؤساء وملوك دول العالم في بداية الألفية الثالثة على حل مشاكل البشرية وتحسين اوضاعهم الاقتصادية والصحية والثقافية في القمة العالمية التي انهت اعمالها في مطلع شهر أيلول عام 2000.ومن خلال مناقشته لقرارات هذه القمة يؤكد بانه لابد من تعاون دولي وعمل جماعي مشترك، وعلى الدول العظمى وخاصة الولايات المتحدة ان تبذل جهداً استثنائيا ينسجم مع سيادتها،مما دفع البعض الى التساءل هل هو البديل عما سمي بالنظام العالمي الجديد؟ وهل ينسجم مع فكرة افول الدولة الوطنية في ظل العولمة؟وهل هناك علاقة بين الفاعلية والاقليمية والبيئوية وغيرها من الأسئلة التي يجيب عليها د. إحسان في هذا الفصل. وبنهاية الفصل الثامن يكون د. إحسان قد انهى هذا الكتاب القيم وعرفنا بماهية الصراع وتوازن القوى وفق المنهج العلمي التحليلي،وأثبت لنا بأن التاريخ رفيق الحرب.
ليس ثمة قائمامقام في البلدة منذ ثلاثة أشهر. يقوم كاتب الديوان رسول أفندي بالوكالة. ولا فرق بين وجوده أو غيابه... إنه رجل مسن، ضئيل، يخاف من ظله، ولا يمكن القيام بأي عمل مع هذا الرجل. حلً نيسان، وبدأت المراجعات للحصول على تراخيص زراعة الأرز. تمتد متسارعة: قضايا خرائط الحقول، وتأجيرها، وصراعات الماء، والتسوق، والخوزقة الخوزقة. ولكن القائمقام غير موجود. ويقول رسول أفندي القائم بأعمال القائمقام: "أنا لا أدس أنفي بأمر زراعة الأرز. لا أدس أنفي حتى لو عرفت بأن المحافظ سيطردني من عملي، لا أدسه، لا أدسه
صدرت حديثا عن دار المدى رواية "صندوق باندورا" للروائي الفرنسي برنار فير بير صاحب الثلاثية الشهيرة "النمل". الرواية تتناول حياة استاذ جامعي يحاول ممارسة التنويم المغتاطيسي في التأثير على حياته الحالية. حيث ينشأ امامه تحد جديد يعيد كتابة تاريخ حياته.. برنارد فيربير كاتب روايات خيال علمي. يمزج في رواياته بين عدة انواع ادبية مختلفة، كالأسلوب الملحمي، وأسلوب الخيال العلمي والأسلوب الفلسفي. رواياته حققت مبيعات كبيرة ولا تزال على قائمة الكتب الأكثر مبيعاً.
يقول ماريو بارغاس يوسا إن بورخيس هو الذي فتح بوابات أوربا والعالم أمام الرواية الأمريكية اللاتينية في الستينات، وهنا في ست محاضرات يحكي بورخيس عن الشعر الجديد والقديم من زوايا خاصة، وفي لغات متعددة، تلعب الذاكرة الشخصية فيها دوراً إبداعياً في الأفكار والتشريح وبورخيس حالة إبداعية ملونة ومبهرة.
هنا محنة الإنسان المعاصر محنة مبدع تهيمن عليه فكرة الزوال ولا يعنيه ابداع، على ان ينجو من قدره المحتوم.. بطل الرواية رسام يعشق الحياة ومباهجها وتسكنه فكرة الميلاد والموت. ان هيسه المفتون بالأسماء الغريبة يقدم لنا كلنكسر هذه المرة بشخصية المفتون بسحر الشرق
كنت أحاول أن أتذكر أين التقيت بالشاهد الآخر، كان وجهه من النوع الذي لا يعرف المرء إن كان التقاه قبل مدة طويلة أم منذ برهة. فجأة تذكرت عندما نظر إلي نظرة مفادها أنه من الأفضل ألا أتذكره.
أردت في هذا الكتاب أن أثبت بالكلمات واقعا هاربا، ومن خلال الكلمات أعطي هذا الواقع معنى ما. المكان كان هاجسي ووسيلتي، لكنه يهرب مني حين أغيب عنه إو أعود إليه. بين ذاكرة الصور وذاكرة الكلمات لم تأتني هذه الأمكنة وحكاياتها وأنا مستلق على قفاي، ولا هي اخترقتني وأنا أسير في منفاي ساهياً عنها. لكي أتذكرها وأدرك جوهرها الخفي ذهبت أنا إليها، وبالأصح غرزت رأسي فيها ووجدت أن الأمكنة ليست وجودا شعريا ساكنا وحسب، هي في جدل مع الزمن ومع ساكنيها. التقاطع والتوازي بين الزمان التاريخي والزمان الآني، بين المتذكر والمتخيل.. هذا ما يعطي للزمان والمكان الذي يحتضنه لحما ودما. هل يمكن للتأريخ أن يخرج من التجريد ويصبح عيانيا أقرب للرواية؟ ما يعطي المعنى للأمكنة في هذا الكتاب هو ما فيها من رموز وذكريات، إنجذابات، واتصالات. أحببت وأنا أكتب عن الأمكنة أن تكون حاضرة أمامي لذلك عدت إليها ماشيا لوحدي وأحيانا من دون رفقة وفي جو الخطر لأفرغ حواسي فيها ولها. أردت أن أمشي الهوينى مع الأفعال اليومية العادية على إيقاع الناس وهم يتجولون في شوارع (الكرادة) أو (البتاويين) أو في مولات (زيونة) أو بين باعة الخردة الجالسين في يوم جمعة شتائي مشمس في (الميدان). تابعت أفعال البيت والشارع التي تشكل رتابة واستمرارية الأفعال العادية، كما أردت أن أمسك في ذاكرتي الأحداث الكبيرة التي غيرت التأريخ الذي عشته مثل سقوط الصنم في (ساحة الفردوس) الانفجار في(الكرادة) والتظاهرات في (ساحة التحرير).. أرى المشهد في اتساعة وأنزل لأدقق في تفاصيله ورموزه. وخلافاً للرؤية الوجودية في توصيف الآخر ب «الجحيم» وجدت الثراء في علاقات الفرد بالناس الأخرين في المكان الذي يجمعهم. كل فرد بذاته إنما هو نقطة تقاطع لعدد من العلاقات التي تتداخل عبر الأفراد وتقوم فيهم وتتجاوز حياتهم.
"ضوء نهار مشرق" رواية هندية تدور أحداثها في عام 1947، حيث الاضطرابات الأهلية ذات الطابع الديني بين الهنود والمسلمين. وفي هذه الرواية تتابع "أنيتا ديساي" الشقيقيتن تارا وبيم وهما تحاولات إعادة بناء ذكريات طفولتهما في منزلهما بدلهي القديمة. تزور تارا أختها بيم في البيت القديم الذي نشأتا فيه، وتحاول المرأتان التوفيق أو المواءمة بين أحلام طفولتهما وحياتهما الراهنة لعلهما تنجوان من شعورهما بالذنب إزاء الصراعات القديمة بين أفراد العائلة والصراعات الإثنية والدينية بين مكونات الأمة الهندية التي انعكست على علاقات الأسرة، وهنا يبتدى نضال الجميع من أجل الاستقلال الشخصي والحكم الذاتي على خلفية الهند الجريحة حديثة التقسيم إلى بلدين: الهند وباكستان... وتدور ثيمات "ضوء نهار مشرق"، الأساسية حول الطفولة وحياة العائلة واكتشاف الذات وهيمنة الذاكرة وأحداث سنوات الأربعينيات بموسيقاها وثقافتها المختلطة وهيمنة الثقافة الغربية على الهند من جانب والثقافة الإسلامية الأوردية من جانب آخر مع إهمال واضح للثقافة الهندوسية، كما تتقصى الرواية ذلك الشعور بالذنب الذي يميز الأخت الكبرى بيم إزاء عائلتها التي تمثل انهيار الطبقة الوسطى الهندية إثر تقسيم البلاد، مثلما تبحث في علاقة الأخوة بالخوات، والأخوات ببعضهن وتكشف تفاصيل حياة الناس في شرق الهند وهم يواجهون التحديات النفسية والاجتماعية الصعبة، كذلك تقدم الرواية عرضاً ساحراً للتقاليد العائلية والطقوس الدينية وتقاليد الزفاف وولع الأخ راجا (شقيق الفتاتين) بالشعر الأوردي والشعراء الإنكليز... باختصار هي رواية تقدم رؤية ثقافية لهند ما بعد الكولونيالية لحظة امتزاج الثقافات وسعي الجيل الجديد للتنصل من الثقافة الأم
من أراد أن يقرأ نصاً روائياً يمثل ما عرف بالواقعية السحرية خير تمثيل فعليه بهذه الرواية . ومن أراد أن يغامر ويبحر في عوالم فنطازية لا يخرج منها إلا بما تخرج به الشبكة من شعاع الشمس أو قبضة اليد من الريح فعليه بهذه الرواية . ومن أراد أن يتفرج على عالم من مخلوقات مرعبة مشوهة كاريكاتيرية منحرفة ا لسلوك غريبة التفكير تعيش في عوالم سفلية مغلقة غامضة فعليه بهذه الرواية .
يُعدّ الدالاي لاما إحدى أكثر الشخصيات أهمية وتأثيراً في عالمنا المعاصر، ولست أغالي كثيراً أو أجانب الصواب إذا قلتُ أنّ مكانة الدالاي لاما وتأثيره في المشهد العالمي تفوق كثيراً تلك التي يمتلكها الكثير من مشاهير هذا العصر (بما فيهم السياسيون ونجوم هوليوود ورجال الأعمال وأصحاب النفوذ والسلطة السياسية أ و المالية). تنبع أهمية شخصية الدالاي لاما كما أرى من حقيقتين: الأولى تتعلق بطبيعة شخصيته وهندسته البدنية؛ فهو يظهر دوماً بوجه مبتسم لايفارقه المرح والإسترخاء، وتلك خصيصتان ثمينتان قد يصارع الكثيرون في محاولة حيازتهما لكن من غير طائل، اما مع الدالاي لاما فتبدوان خصلتين طبيعيتين فيه. الحقيقة الثانية التي تؤكد أهمية شخصية الدالاي لاما فتتأتى من أنه - بالإضافة لكونه قائداً سياسياً يحمل على عاتقه عبء قضية شعبه التبتي - يطرح مفهوماً للدين هو أقرب إلى النسق المجتمعي - السايكولوجي - الثقافي المغاير للمنظومة اللاهوتية الفقهية المتداولة؛ وعليه سيكون أمراً مثمراً الإستماعُ إلى آرائه التي يطرحها في شتى الموضوعات المهمة على الصعيدين الفردي والعالمي. كانت رغبتي قائمة ومؤكدة من وقت ليس بالقصير على ترجمة عمل يختصّ بفكر الدالاي لاما ورؤيته للعالم - تلك الرؤية التي أراها عظيمة الأهمية وبخاصة في منطقتنا الشرق أوسطية حيث يتداخل الدين تداخلاً سلبياً مع السياسات الموجهة لخدمة أغراض بعينها والتي هي في مجملها أغراض لاتخدم شعوب المنطقة ولاتسمح بإطلاق الطاقات الحبيسة للأفراد، وقد وجدت في هذا الكتاب الموجز مادة جيدة تتواءم مع ماكنت أتطلع إليه في إلقاء الضوء على فكر الدالاي لاما من غير وسطاء وإنما على لسان الدالاي لاما ذاته.
رواية طعام، صلاة، حب: امرأة تبحث عن كل شيء pdf تأليف إليزابيث جيلبرت .. إليزابيث في العقد الثالث من عمرها، تسكن في منزل فاخر مع زوج محب يريد أن ينشئ عائلة. ولكن هذا المشروع ليس من ضمن أولوياتها، فيحصل الطلاق المر لتصفع تردداته العنيفة إليزابيث، التي تنهض بعد وقت محطمة ولكن مصممة على البحث عن كل ما تفتقده. هنا يبدأ البحث. في روما تغرق في ملذات الطعام والحفلات فيزداد وزنها عشرين كيلوغرماً دفعة واحدة. في الهند تنير الهداية روحها وهي تحف أرض المعابد. وأخيراً في بالي تكتشف على يدي عراف سقطت أسنانه الطريق إلى السلام الذي يقودها إلى الحب.
على فصِّ خاتمِهِ الأزرق وضَعَ طغراءَ النورِ والماء. طغراء تشّف عن أمواجٍ تبرقُ من قصيدةٍ عن الطبيعةِ والجمالِ والحكمة لم يتممْها. وعن قلبِ فَراشةٍ طائرةٍ من جملةٍ موسيقية تتموجُ على وجهِ البرق. هناك، في القاع، أسفل الطغراءِ التي وَضَعَها على فصِّ خاتمِهِ الأزرق، حيثُ يختلطُ النورُ بالماء.
" طقوس فارسية " ، أو " سووشون " التي نُشرت أصلاً بالفارسية في إيران العام 1969 هي أول رواية تكتبها روائية إيرانية ، بيع منها ما يزيد على نصف مليون نسخة وعُدّت عملاً كلاسيكياً صاغ أفكار وتطلّعات ووجهات نظر جيل كامل من الإيرانيين في حقبة زمنية تميزت بالغليان الاجتماعي والسياسي الكبيرين . وهي ليست رواية إيرانية مهمة فحسب بل أحد الأعمال الكلاسيكية العالمية ، وسبق أن تُرجمت إلى 17 لغة عالمية .وبعض القراء يعزون نجاح الرواية إلى كونها مكتوبة من وجهة نظر أنثوية فريدة ، بحيث تُتيح للقارئ أن يسافر بحرية بين العالم الصغيرة للأسرة والشبكة الأوسع للمجتمع . كما أنها تحتوي على حكايات وشذرات منسوجة ببراعة تُضيف لمُجمل الوصف . تجري أحداث هذه الرواية ، خلال الحرب العالمية الثانية في شيراز ، " المدينة التي تنحني الملائكة كي تُقبّل تربتها " ؛ شيراز حافظ ، الشاعر الغنائي الأشهر . يُسحرنا الوصف الشاعري لجمال الطبيعة الأخاذة ، مواسم القطاف في القرى ، والجداول والبساتين ، وتُسكرنا روائح الزهور والورود ؛ الندى ما يزال يشع على ورق الشجر ؛ زقزقة العصافير عند الفجر ؛ رقة النساء وجمال أجسادهن وعذوبة أصواتهن . لكن الكاتبة لا تكتفي بالوصف والتغزل بل تعرض لنا شخصيات روائية نبيلة ، ومُحبة للخير ، وتتعاطف مع الفلاحين الفقراء ، ومع السجناء والمرضى العقليين والرجال الثوريين والمتنوّرين ، وتدافع عن العدالة والحرية وكرامة الإنسان ، وتصف الطقوس الدينية والعادات الاجتماعية لأبناء بلادها ، وهي إذ تستقي من تراث بلادها الأدبي والشعري لا يفوتها أن تقتبس من حافظ ، وتستلهم من " شاه نامه " . إننا لا نبالغ إذا ما قلنا إن الحياة الإيرانية كلّها موجودة في هذه الرواية : الطموحات والأفكار والشعائر الدينية والأحزان والآلام والطيبة والنبل والإحسان والخيانة والثأر والحب الجنوني والموت والتضحية بالنفس والأحلام السعيدة والكوابيس والجوع والتيفوئيد والانتهازية والتدّخل الأجنبي . " طقوس فارسية " عمل أدبي باهر من تأليف سيمين دانشور ( 1921 – 2012 ) . في بداية مسيرتها عملت في الإذاعة والصحافة وبعدها شرعت تكتب القصة القصيرة والمقالة والرواية ، ومما يلفت انتباه القارئ والناقد هو تنوع شخصياتها واختيارها للأفكار وفهمها الكامل المتمكن للمجتمع الإيراني بوجوهه المتعددة وطبقاته الاجتماعية الفقيرة والثرية . ترجمت سيمين لتشيكوف وبرنارد شو وهوثورن ، ونالت الدكتوراه في الأدب الفارسي من جامعة طهران . تزوجت من جلال آل أحمد ، المثقف والكاتب الإيراني البارز . ولعبت دوراً مهماً في " جمعية الكتاب الإيرانيين " ، وكانت تقدّم الدعم المعنوي للكتاب والمفكرين المعارضين لحكم الشاه .
ترصد هذه الرواية جوانب من تحولات المجتمع الإيراني الحديث، وترسم صورة واضحة للمرأة في مواجهة العقلية الذكورية التي تتعامل معها كجارية أو أداة للمتعة. وتعرض النص الأصلي من هذه الرواية إلى التشويه بمقص الرقابة، لكن النص المترجم هنا مأخوذ عن النص الأصلي دون حذف أو تشويه.
قبل رواية كين كيسي "طيران فوق عشواق" ، يشعر القارئ بالحيرة والخوف ، الحيرة أمام هذا التشابه المذهل بين مستشفى الأمراض العقلية والمجتمع ؛ و الخوف من هذا الوهم الذي هو أكثر واقعية من الحقيقي ، وبين الارتباك والخوف ، يروي القائد ، برومدن ، بلغته المنفصمة المغطاة بضباب الرؤية الممزقة ، مأساة ماك ميرفي والآخرون ، مأساة المجتمع الأمريكي من خلال عينة صغيرة تجتمع في مستشفى الأمراض العقلية ، ويعرض لوحة متكاملة عن مأساة الإنسان المعاصر داخل كابوس القيم الرأسمالية.