صراع القوى وتوازن الارادات بين الماضي والحاضر - محمد احسان - المدى

يبتدئ الكتاب بتمهيد يستعرض فيه ظاهرة الصراع في اطار زمني أزلي يحدده مع نشأة الخليقة ونزول آدم على الأرض،ليبدأ من داخل الإنسان نفسه،صراع بين الخير والشر، وبين الحق والباطل،ليرافقه ويحدد شكل عالمه،وعلاقته بالآخرين، فيمتد تأثيره عليهم،ويصبح سنة من سنن الحياة،فتنشأ على اساسه دول وأمبراطوريات وحضارات تنهض وتسقط في مجرى طويل للحياة،تخترقه فترات هدوء وسلام وتوترات وحروب تباينت شدتها ومدتها تبعا ً لمثيراته في الزمان والمكان المحددين،وهذا ما حفز الكثير من الفلاسفة وعلماء النفس والسياسة بوضع نظرياتهم لتحديد انواعه واشكاله التي يتطرق اليها المؤلف باختصار في هذه المقدمة التمهيدية لينتقل بعدها وعبر ثمانية فصول الى بحث الصراع الدولي والتوازن، عبر عدة مواضيع، ومناقشة آراء قادة المنظرين السياسيين والفلاسفة. الفصل الأول من الكتاب جاء بعنوان (رؤية في موضوع الصراع الدولي)بين فيه تطور الحرب، وتعدد اساليبها، وادواتها عبر التاريخ،وارتباطها بتطور العلوم التكنولوجية،فيسوق عدداً من الأمثلة المستوحية من التاريخ القديم للدلالة على نتائج الحاضر، لتساعدنا على فهم طبيعة الصراع،وتبيان تطور العلاقات في السياسة الدولية للقرن الواحد والعشرين،الذي تميز بازدياد عدد الدول،وبروز انظمة متعددة لها رؤى متباينة عن طبيعة الصراع واستخدام القوة. كما يتطرق الى عامل القانون والأخلاق باعتبارهما أحد العوامل الفاعلة التي تقلل من استخدام القوة وتلعبا دوراً متميزاً في السياسة الدولية،ويسوق مثالاً على ذلك غزو صدام حسين للكويت وضمها للعراق، وكيف أن غالبية الدول رأت فيه عملاً مخلاً للقانون الدولي، ويتعارض مع الأعراف الدولية. اما الفصل الثاني من الكتاب فقد جاء بعنوان (بنية الصراع في القرن العشرين) فيبن فيه بأن دوافع انتقال الصراع الى المستوى المسلح محاولاً أن يرجعه الى تفاعل ثلاثة عوامل: تتجسد في الخصائص الفردية للحاكم، وشكل نظام الدولة،والنظام السياسي الدولي،وللمضي في شرح وتحليل ذلك يوضح المؤلف ماهية النظام السياسي، وبنية الصراع،ودوافعه وانعكاسات الماضي على الحاضر. لينتقل بعدها الى الفصل الثالث. في الفصل الثالث (ميزان القوى والحرب العالمية الأولى)يتطرق د. إحسان الى ميزان القوى باعتباره واحدا من أوسع المصطلحات استعمالاً وانتشاراً واشدها تعقيداً في السياسة الدولية، ولطالما عده الباحثون والسياسيون السبب في حدوث الحرب العالمية الاولى.ولفهم معنى التوازن يعرفنا المؤلف على ماهية القوة ومصادرها،مبينا الاساليب المباشرة، وغير المباشرة لاستعمال القوة مثل: الاساليب العسكرية والقومية والاقتصادية لينتقل بعد ذلك الى الفصل الرابع من الكتاب. بحث في الفصل الرابع (الأمن الجماعي والحرب العالمية الثانية) نظام الأمن الجماعي الذي افرزته مأساة الحرب العالمية الأولى حيث دعت الحاجة إلى تأسيس منظمات وقواعد تنفذ الاتفاقيات،وعلى ضوء ذلك كما يذكر المؤلف سعى ولسون –رئيس الولايات المتحدة في تلك الفترة – الى تحقيق فكرة انشاء عصبة الأمم. يمضي الباحث د. إحسان بتحليل بنود ميثاق عصبة الأمم،موضحاً تباين مواقف الدول الكبرى منها والاسباب التي ادت الى فشلها كمنظمة لم تستطع منع وقوع الحرب العالمية الثانية،التي كانت ويلاتها أضعاف ويلات الحرب العالمية الأولى.وفي هذا الفصل ايضاً يناقش الآراء التي تؤكد على مبدأ الحتمية في وقوع الحرب الثانية بالرجوع الى اعتماد مبدأ التضاد. بعد ان يوضح مفردات الصراع التي افرزتها الحرب الثانية ينتقل الى الفصل الخامس وفيه يطرح و يناقش مسألة (الحرب الباردة) بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، والتي بدأت بنهاية الحرب العالمية الثانية، وانتهت بعد أربعة عقود في عام 1989،ولم تشهد خلالها سوى القليل من المفاوضات،مما اثير جدلاً كبيراً بين الفقهاء والسياسيين وطرح عدداً من الأسئلة: من المسؤول عن اشعالها؟ وما هو السبب؟ ولماذا لم تحدث حرب فعلية بين هاتين الدولتين،مع انها استمرت كل هذه السنين؟ ولماذا لم تتحول الى حرب عالمية ثالثة؟ يجيبنا الباحث د.إ حسان على هذه الأسئلة جميعاً عند تطرقه الى موضوع السلاح النووي في الردع والسياسة وتوازن الرعب والقضايا الأخلاقية في الردع النووي. لينتقل بعد ذلك الى الفصل السادس. الفصل السادس جاء تحت عنوان (التدخل في الصراعات الإقليمية) ويناقش فيه قضايا تتعلق بالصراعات الاقليمية. وبعد أن يعرفنا بمفهوم التدخل، والسيادة، وتقرير المصير، يربط هذه التعاريف والمفاهيم بمنطقة الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي وغزو صدام للكويت ليؤكد في نهاية الفصل على أن منطقة الشرق الأوسط ستبقى منطقة من أكثر مناطق العالم الساخنة. اما الفصل السابع من الكتاب (مفهوم القوة في الاتكال المتبادل)يطرح فيه ويناقش قضايا تتعلق بالاقتصاد والنفط وعلاقتهما بصراع القوى وميزان القوى، محاولاً أن يسجل فيه رؤيته الخاصة عن هذه العلاقة.وبه يكون قد انهى بحثه خلال القرون الماضية ليدخلنا الى الألفية الثالثة في الفصل الثامن. في الفصل الثامن (نظرة الى المستقبل من زوايا الصراع) يتطرق الى عزم زعماء ورؤساء وملوك دول العالم في بداية الألفية الثالثة على حل مشاكل البشرية وتحسين اوضاعهم الاقتصادية والصحية والثقافية في القمة العالمية التي انهت اعمالها في مطلع شهر أيلول عام 2000.ومن خلال مناقشته لقرارات هذه القمة يؤكد بانه لابد من تعاون دولي وعمل جماعي مشترك، وعلى الدول العظمى وخاصة الولايات المتحدة ان تبذل جهداً استثنائيا ينسجم مع سيادتها،مما دفع البعض الى التساءل هل هو البديل عما سمي بالنظام العالمي الجديد؟ وهل ينسجم مع فكرة افول الدولة الوطنية في ظل العولمة؟وهل هناك علاقة بين الفاعلية والاقليمية والبيئوية وغيرها من الأسئلة التي يجيب عليها د. إحسان في هذا الفصل. وبنهاية الفصل الثامن يكون د. إحسان قد انهى هذا الكتاب القيم وعرفنا بماهية الصراع وتوازن القوى وفق المنهج العلمي التحليلي،وأثبت لنا بأن التاريخ رفيق الحرب.
الموزع: المدى
الكود الدولي: 9782843061165
البائع: احمد متنبي
السعر القديم: 24.000د
22.500د

عنوان الكتاب: صراع القوى وتوازن الارادات بين الماضي والحاضر

تأليف: محمد احسان

التصنيف: دراسات

اللغة: عربية

دار النشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع

عدد الصفحات: 408

نوع الكتاب: طباعة ورقية اصلية

حالة الكتاب: جديد

سنة الاصدار: 2012

ISBN: 9782843061165