دار المدى للنشر والتوزيع هي دار نشر عراقية تأسست عام 1994، أصدرت الدار العديد من المنشورات الأدبية والكتب والروايات العربية، كما شاركت في العديد من معارض الكتاب المحلية والدولية.
تاريخ الدار
دار المدى تم تأسيسها رسمياً عام 1994 وهي إحدى شركات مجموعة المدى الثقافية والتي أسسها فخري كريم عام 1960، وتخدم القضايا الأدبية والسياسية والسير والمذكرات والفكر القومي. تضم دار المدى شبكة توزيع ووكلاء في عدة دول، وعدة مكاتب في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق وقبرص وأربيل.
مجالات الدار
تتنوع إصدارات الدار وتغطي موضوعات مختلفة على رأسها التاريخ، وقد أصدرت الدار أعمال متنوعة في مجالات مختلفة منها:
- الدراسات النقدية - المجموعات القصصية - الروايات. - المقالات والخواطر
مساهمات ثقافية تنشر دار المدى للعديد من الكتاب والأدباء العرب مثل: ميسلون هادي، بلال فضل والتي وصلت روايته الصادرة من دار المدى «أم ميمي» للقائمة الطويلة في الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2022، محمد الماغوط، ليلى العثمان، سعدي يوسف، نزيه أبو عفش. كما تنشر دار المدى ترجمات بعض الكتب من كل اللغات العالمية
"إن كبار الكتّاب تطوف بخواطرهم نوادر الأفكار، وتلوذ بقلوبهم شوارد العواطف، حتى إذا صحت عزيمتهم على جمع شتيت فكرهم، ولمِّ ما تفرق من عواطفهم، نزلت بصدورهم ضيقة لارتيابهم في قيمة ما يخرجون، فإما أن يكون ما يقدمه الكاتب ظاهراً في زي المتداول المألوف، فيعزّ عليه ألا يكون ما تنتجه قريحته أجل وأسمى مما تن تجه سائر القرائح، وإما أن تتزيا له بنات فكرة في زي طريف، فيخشى أن تقع في النفوس موقع ما لم تألفه النفوس، ويترجح عنده أن الناس أدنى إلى أن تميل عن الجديد، لا أن تميل إليه. وقد ينبغي له أن يخشى ذلك إذا هو قدّم للجمهور رقصة طريفة، والطريف لا يلقى من الناس كرامة، ولا يجد من الدهر معيناً، فإن بني على أساس متين فإن الناس تتعشقه وتعتنقه، بعد أن تضطهده وتطارده.
تدور أحداث هذه الرواية في غاليثيا (جليقية) حيث يعيش الساحر مرلين رابطا بهده الطريقة سحر هذه المنطقة الاسبانية بالاساطير الارثرية لفرسان المائدة المستديرة . وبذالك يجمع كونكيرو بين التراث الأدبي وتقاليد غاليثيا الشعبية,بين السحر والواقع . تتعلق المسالة بواقع لايبقى في المحيط الاطلسي بل يصل الى مناطق كثيرة من الأرض على يد ساحر لاينسى سوريتنا الحبيبة .
وتتحدث الرواية عن امرأة من السود الأميركين تنضم إلى حركة الحقوق في ستينيات القرن الماضي وتبذل كل شيء من أجل تغيير حياة المحيطين بها. وتتمحور الرواية حول شرعية قتل إنسان لأي إنسان آخر تحت أي مسمّى أو ذريعة، وتطرح تسؤلات حول مشروعية قتل إنسان آخر في سبيل الثورة. وتناقش "ووكر" مدى صحة لجوء حركة ا لحقوق المدنية التي نشطت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي إلى العنف دفاعاً عن حقوق السود في أميركا.
إنها سورية أو بلاد الشام ولكنها ليست سورية السياسية المعاصرة التي تعرفها الآن بل هي سورية المعاصرة ومعها لبنان المعاصر والإسكندرون قبل فصلهما عن سورية. إنها سورية عام 1926 أي بعد إنهيار الثورة السورية وإنسحاب وتوزع الثوار ما بين مصر والأردن والعراق، و...ظهور الطامعين الكثيرين في عرش سورية، بدءاً من ميشيل لطف الله، الأمير المصرفي وحتى عبد الله بن الحسين وبينهما الكثيرون. إنها سوريا التي لم يجف ماء الرحم العثماني التي انبثقت منه بعد، والتي لم تعرف عبء بسطار الإنقلابات بعد؛ إنها سورية ولكن من خلال عيني مثقف فرنسي، روائي وصحفي يحاول أن يكون عادلاً في قراءته للفساد البيروقراطي الفرنسي، وللتعصب الديني لدى الجنرالات الفنرسيين. إنها سورية من خلال عيني علماني ابن حقيقي للثورة البورجوازية الفرنسية المجيدة، ورؤية جديدة للباحثين عن هوية جديدة يتلمسونها؛ كتاب وثيقة ضروري لإستعادة الكثير من الثوابت زمن الزلازال
وقد وضعت جولر مقدمة موسعة لعملها النقدي التتبعي ابرزت فيه خصائص هذه المدرسة التي مارست عملها في الشرق الاسلامي ونقلت تفاصيل الحياة اليومية للشرق عبر القرون وقالت في مقدمتها ان الهواء الحبشي لم يكن وحده الذي عبر البحر المتوسط إلى ايطاليا في عصر دانتي لان البلاد ـ تقصد ايطاليا خصوصا ـ كانت مكانا لالتقاء الشرق بالغرب قبل المسيحية بفترة طويلة. وتستعرض جولر الصلات القديمة بين الفينيقيين اللبنانيين الذين استقروا في ايطاليا وبين صقلية في القرن الثامن قبل الميلاد ثم مجيء الرومان غزاة لشمال افريقيا وبيزنطة والشرق الادنى والبيزنطيين ومن العرب من سلالة الاغالبة الذين نقلوا حضارتهم من تونس إلى سردينيا في جنوب ايطاليا والى صقلية حوالي عام 800 . وعند الاحتدام التجاري مع الشرق في القرن الخامس عشر غادر تجار الموانئ الإيطالية حيهم الخاص في القسطنطينية (استانبول فيما بعد) وعاد معماريون ايطاليون إلى ايطاليا بعد ان درسوا فنهم في الشرق الادنى وقد بعث دوق البندقية الرسام بيلليني إلى السلطان محمد الثاني عام 1479 لينفذ له عدة لوحات في القصر العثماني منها رسوم شخصية وبورتريهات للسلطان نفسه. وفي عام 1525 ذهب فيليبو انجيلي إلى البلاط الفارسي كرسام مزكى من ال ميدتشي وعاد بعد عمل ممتاز هناك بلوحتين زيتيتين تمثلان مشهد الصيد الفارسي ضخم التجهيز . وزار فنانون اخرون مصر وسوريا كما لعبت مسألة استقلال اليونان عن السلطة العثمانية ـ دورها في تحفيز الفنانين الايطاليين على تقديم اعمال أفضل كان ملهمهم فيها اللورد بيرون الذي قاد تياراً ثقافياً في ايطاليا يدعو للانتصار لليونان. وتشير جولر إلى استقلال ايطاليا وتوحيدها كحافز للوصول إلى الشرق وتؤكد على دراسة ظهرت في 1927 اظهرت ان عدد الايطاليين الذين يعيشون في مصر ازاداد من ستة الاف فرد 1820 إلى أكثر من (52) الفا وقد جلب الايطاليون معهم ضمن عملية التحديث التي قام بها محمد علي مجموعة مدهشة من الخدمات والمواهب. وعرضت جولر مجموعة من الاسماء المؤثرة التي هاجرت أو ظلت موزعة بين ثقافة الشرق والثقافة الإيطالية اضافة لتأثيراتهم على مدارس الفن والعمارة في استانبول. لقد كانت للثقافة والفن والزخارف الإسلامية تاثيراتها الواضحة على المدارس التشكيلية الإيطالية خلال القرن التاسع وكانت فتنة الشرق حافزاً لعمل المبدعين من رسامين وفوتوغرافيين ومعماريين وسواهم.
عدت ابحث عن بقايا شئ من جسد المرأة الذي اختفى وذهبت فزعة الى غرفة نومي : وقفت امام المرآة الكبيرة في خزانة ثيابي فلم اشاهد شيئاً ولم ينعكس فيها سوى الجدار ولوحة امرأة نصف عارية تمثل (زليخا) عاشقة (يوسف) رسمها لي طالب فنون معدم بثمن قميص وسروال. حدقت بالصورة فلبثت (زليخا) في ذهول شهوتها ترمق بابا ً موارباً يوشك ان ينفتح ليبزغ منه الفتى يوسف, وجسدها يتألق في إشراقة الرغبة, وردياً وصافياً تنضج فتوته من اعطافها.. رايتها تنظر الي حتى ظننت انها تسخر مني وهي تراني بكل حواسها المتوفزة, بينما تحولت انا الى عدم وفراغ, لقد انتهيت وبقيت (زليخا) تتراءى في المرايا وتتكاثر في الهوى الصاخب وتصرخ في الازمنة : (هيت لك..) تملكني الرعب وبدأت أعي محنتي : انني امرأة استحالت الى هواء, فماذا تفعل امرأة بلا جسد بحياتها؟؟ وشئت ان اختبر حواسي وانا في وحدتي, فتحت التليفزيون الصغير في غرفة نومي فانهمرت صور القتلى وملأت الشاشة جثث رجال متيبسة واخرى مقطوعة الرؤوس والاطراف وبعضها اخصيت قبل قتلها, وجثث جرى تعذيب اصحابها حتى الموت
شاهدت في قرية إيرانية نائية شيئاً من أقوى الأشياء التي شاهدتها في المسرح في أيما وقت مضى: مجموعة من أربعمائة قروي يجلسون تحت شجرة ينتقلون من هدير الضحكات الى النحيب العلني، رغم أنهم يعرفون تماماً نهاية القصة، فقد شاهدوا الحسين سابقاً وهو يتعرض لخطر القتل، وكيف كان بناور أعداءه، واستشهاده بعدئذ، وعندما يموت الحسين يغدو شكل المسرح حقيقة.
لا يمكن الحديث عن مسرح الأديب الروسي إيفان سرجييفيتش تورغينيف دون التعرُّض إلى دراسته الأكاديمية وكتاباته الشعرية والروائية والقصصية. إذ أنهى دراسته الثانوية على أيدي مدرِّسين خصوصيين، والتحق بجامعة موسكو في العام 1833 درس فيها عاماً واحداً بكلية الآداب، ثم انتقل إلى جامعة بطرسبرغ حيث درس اللغات الأ جنبية، وأنهى دراسته الجامعية باكتساب حاسة التذوق الأدبي. سافر إلى برلين في العام 1838 لإتمام معارفه بالتاريخ والفلسفة، وتعرَّف على فلسفة هيغل، وعند عودته إلى موسكو تابع دراسته للحصول على ماجستير بالفلسفة، وكان يداوم على حضور الندوات الأدبية ويكتب الشعر. ورغم حصوله على ماجستير في الفلسفة من جامعة بطرسبرغ إلا أنّه لم يسلك الطريق الأكاديمي، فقد غلبت عليه موهبته الأدبية، فاتجه إلى الكتابة، وتعرَّف على الأدباء الروس مثل بيلنسكي، نيكراسوف، ودوستويفسكي. تولَّع إيفان الصغير بحب الأدب والقراءة وتذوق اللغة الروسية عن طريق بونين العامل في منزل العائلة بالقرية. بالإضافة إلى أنّ مكتبة القرية سباسكي كانت زاخرةً بأمهات كتب الأدب الفرنسي والأوروبي. يتميز مسرح تورغينيف بالتصوير الواقعي للحياة اليومية الروسية، والأخلاق وطباع البشر، والحوار الذي ينبض حياةً، وبقدرة الشخصيات المسرحية في التعبير عن أنفسهم بصدق ووضوح.
مشروع أومّا نصٌّ يغذّي إمكانات الأمل بالخلاص ، ينبثق عن قصص حبّ ملهمة ومداولات أفكار تجترح تفاصيل المشروع فيزدهر بها وتدوم به ، ويرعى وقائع الحب البرّية انتماءٌ متجذّر للطبيعة وإيمانٌ بالخلاص المرتجى ، إنتماءٌ وايمانٌ يشتبكان وجودياً بالمشروع حتى لكأنّهما يشكّلان كياناً ملتحماً وسط التحديات القاتلة . مشروع أومّا يمثل رؤية مستقبلية ممكنة إجتمع عليها أشخاصٌ آمنوا بأنّ خلاص أية مجموعة بشرية إنما هو مجموع " الخلاصات " الفردية لأعضائها ، أشخاص يضيء الحب مسالك زمنهم الوعر ، يعتمدون قدرات شخصية وخبرات علمية وتقنية متاحة - بدائية أحياناً - مستلهمة من البيئة المحلية أو من بعض الثقافات البرّية المهملة ، يُفضي مسعاهم لإنقاذ الوجود الحيوي وإحياء الأرض وماعليها إلى تحفيز العقول لمجابهة الخطر المحلي المحدق بهم ، ومواجهة معضلات التغوّل التقني العالمي وندرة مصادر المياه ونضوب موارد الطاقة والاحتباس الحراري والمجاعات الوشيكة التي تلوح أشباحها في الأفق
ديوان الشاعر العراقي المغترب في كندا ضياء الدين العلاق، الذي مهره بعنوان (مضاف إليّ). جاءت النصوص بأسلوب (الهايكو الياباني). وقد ضم الديوان بين دفتيه مئة وواحد وخمسين نصاً تجول في مدى فلسفي لغوي إبداعي ، وعلى الرغم من قصر النصوص والقصر المتناهي لبعضها إلا أن ذاك لم يمنع القصائد (قرابين لصلصالات لا تجف) و(مزامير عالقة في شفاه بغدادية) و(بفوضاي أنصص حروفك ) و (جيكور تلدنا مرتين) من الامتداد على اثنتين وستين صفحة من الديوان .
بغداد نهاية سبعينات القرن الماضي، تفيض بالنازحين من المثقفين المصريين والفلسطينيين والعرب، الذين غادروا أوطانهم لأسباب سياسية اجتماعية، وتلقتهم بغداد واحتضنتهم بالحب العميق. فترة تاريخية حاسمة أعقبت حرب أكتوبر وعاصرت اتفاقيات السلام التي وقعت بين الرئيسين السادات والعدو الإسرائيلي، ماجت بأحداث جسام، شهدت سطوع أزمة الفكر القومي واليساري، وبزوغ الديكتاتورية وقبضتها الدامية. وحبلت بالمقدمات المفزعة لما جرى في ما بعد. البطلة من الأهوار والبطل صحفي مصري يعيش انهيار عالمه القديم من حوله، والكاتبة قاهرية تزوجت في ربوع بغداد، فعشقتها وحملت هموم المدينة العريقة وحروبها على كاهلها، وداومت على زيارتها عبر سنوات الجمر والنار، لتلتقي أبطالها وشخوصها في أرجاء العراق العظيم. مطر على بغداد رواية ضخمة من خلال عيون مصرية، حكايات عن روعة الأمكنة بين الجنوب العربي وساحات الأهوار، والشمال الكردستاني الساحر، وشخوصه المفعمة بالجمال الإنساني وثقافاته المتنوعة في زمن الحب والدمار وسؤال يلح عليك طوال فصول الرواية هل ما حدث كان حتمياً؟
الحبُّ والنضال الثوري، توأمان في شعر مُظفّر النوّاب، بينما همّ الحرية والعدالة والجمال، هو الأسمى والأقوى في كل ما سطره من قصائد متينة البناء الفني والجمالي ومتنوعة المضامين العاطفية والإنسانية، ومن نضال سياسي ومواقف مبدئية جريئة، ومما قاساه من سجون واضطهاد وحياةٍ زاهدة وغربة وحرمان، هذا الشاعر الرائد والفنان المجدّد الذي يندر أن نجح مبدع كبير واحد أن يجمع معاً، كل ما امتلكه من مواهب أصيلة وطاقات متنوعة وعطاء ثَرّ، والذي تبنّى أدباء عراقيون وعرب في 2017 إطلاق مبادرة تكريمية بترشيحه لنيل جائزة نوبل للآداب تقديراً لإنجازه الأدبي ومواقفه الوطنية والأممية.
نا، للمرّة الأولى، تفتح فرانسواز ساغان جدار حياتها الشخصية لتقدّم بورتريهاً صريحاً عن نفسها، أصدقائها، حماساتها- عن حياة عيشت، حقاً، بكل امتلائها. لم تكن ساغان ترغب أن تكون ذكرياتها إلّا عن لحظات سعادة وعن أناس أحبّتهم. هذا ما يجعل كتابها عَذباً، وما جعله ناجحاً لدى الجمهور والنقّاد. بيلي هوليداي، أروسن ولز، جان-بول سارتر، كارسون ماككولرز، ماري بل، رودولف نورييف، تنيسي ويليامز… الكثير من البورتريهات والحكايات التي لا تُنسى. «مع أطيب ذكرياتي» هو أيضاً تبصّر مطلّع في الأدب والدوّامة الاجتماعية لسنوات الخمسينات والستينات. هذا الكتاب هو من أكثر أعمالها الصعبة جدّيةً: اختزنت فرانسواز ساغان فيه هذه المرة أقلّ ما يمكن من الكلمات وتركت أقصى الانطباع. مشاويرها الخفيفة عبْر الماضي غير مدّعية لكنها أتت بأخيلة ولحظات تشبه تصريحات حب مباشرة. هذه هي مرّة وإلى الأبد: ذكريات عزيزة. *الإكسبرس العلاقة بين اللغة والعاطفة تبقى سرّاً مغلقاً: في هذا الكتاب فرانسواز ساغان، بعيداً عن كل البلاغة الاجتماعية من كثير من كتبها السابقة، هي كاتبة مذكرات مثالية كما هي مدهشة. * ليتراري سابليمنت
تحتل ووكر موقعا استثنائيا في تاريخ الكاتبات الأمريكيات المنحدرات من أصول إفريقية... إن معبد تابعتي عمل مذهل. – مجلة Essence بعد ظهورها الأول عام 1990. ظلت معبد تابعتي، رواية أليس ووكر التي هي تكملة لأيقونتها اللون أرجواني، على مدى ما يربو أربعة أشهر على قائمة أفضل المبيعات في نيويورك تايمز وساهمت في توطيد مكانتها وسط أهم الكتاب في أمريكا. يتماوج القالب الرؤيوي للشخصيات بين الماضي والحاضر في آن معا، في نسيج معقد بأسلوب رائع من سرد الحكايات. يحكي التركيب الناتج قصة المعدمين والمشردين، بشر تاريخهم موغل في القدم ومستقبلهم مجهول. من بينهم ليزي، امرأة ذات ماض متعدد؛ أرفيدا، عازف الغيتار الشهير، وزوجته الأمريكية اللاتينية التي أرغمت على الهروب من موطنها؛ سويلو، مدرس التاريخ الذي يدرك إهمال أنباء جيله من الرجال للمرأة، وزوجته السابقة فاني، الواقعة بحب الأرواح. تجوس السيدة سيلي وشوغ فوق حكاياتهم عن قرب، الشخصيتان المحبوبتان من رواية اللون أرجواني. على حد وصف المؤلفة رومانسية آخر خمسمائة ألف عام، تلاحق معبد تابعتي هذه الشخصيات متشابكة العلاقات، معظمهم ينحدر من أصول إفريقية ويمثل كل منهم سلالة عرقية مختلفة – من القبائل الإفريقية المتنوعة إلى ذوي الدم المختلط من سكان أمريكا اللاتينية – تساهم في تجربة السود في أمريكا. أليس ووكر، الكاتبة الأكثر مبيعا، لها سبع أعمال روائية، وثلاث مجموعات في القصة القصيرة، وثلاث مجموعات في المقالة، وستة مجلدات شعرية إضافة إلى عدة كتب للأطفال. ترجمت أعمالها إلى أكثر من عشرين لغة. ولدت في إيتونتون، في جورجيا. وهي تعيش الآن في شمالي كاليفورنيا.
أعتقد أن انتحاري ليس حادثة استثنائية في حاضر المدينة، وربما لا يحدث أي ضجيج من النوع الذي يحدثه انتحار الحيتان على شواطئ البحار، أو احتمال انقراض سلالة من دببة القطب. قد تكون حادثة عابرة، وغير مؤسفة، وروتينية، سوف يتكوم فوق جسدي الميت بعض من كائنات الليل وربما يبول عليه بعض السكارى ساخرين من فعلتي التافهة. بعد ذلك سوف تأتي الشرطة وتتمم بعض الإجراءات الروتينية في التحقيق، سيتضح أن الحادثة ليست جريمة قتل، بعدها ستحملني عربة إسعاف إلى براد المستشفى، بانتظار أن يتعرف أحد على جسدي، سوف يأتي الكثير من أناسٍ فقدوا آخرين في ظروف غامضة، يلقون نظرة علي، سيتضح لهم بالتأكيد، أني رجلٌ غريب ولا أخصهم على الإطلاق، فالذين كانوا سبب وجودي في هذا العالم سبقوني منذ أعوام إلى العتمة والفراغ الكلي، ثم وبعد أيام سوف تنشر الصحف خبر انتحاري وسوف يتبين للرأي العام أن الجسد الميت مقطوع الجذور، وإني أقرب إلى مشاع عام. إنها مهزلة.. شيء سخيف للغاية.
يعتبر هذا الكتاب أكثر من ممتع.. وباهر.. حيث يتمتع سيبروك بنظر ثاقب ورؤية دقيقة لما يجري حوله, ولقد أغنى هذا العمل بالكثير من المعلومات, والعديد من الانطباعات. تتميز طريقته في رواية قصته بالروعة, وله بصيرة تستطيع النفاذ الى أعماق الشخصية والحدث... كما يتمتع بثقة كاملة ودون أدنى تردد, كما يصف الكتاب الشعوب الأخرى وأنماط حياتها وظروفهم المعيشية غير المألوفة. وكان من أهم ما تناوله الكتاب: بين البدو: بوجه الله, خيام سود وإبل بيض, مغوية الرجال في الصحراء, العبد منصور, ولي اللصوص, المسير الى الغزو, منشان عيون قطنه, بين الدروز: في معقل سلطان باشا الأطرش, العجل الذهبي, سيدة المختارة ذات النقاب, بين الدراويش: في صرح المولوي, قفزة ديدان حلمي, قاعة التعذيب الرفاعية, بين الزيدية: جبل عبدة الشيطان, في باحة الأفعى.
نُزلاءُ المهازل. نُزلاءُ الأرقامِ الفاخرةِ الفنادق. نُزلاءُ الحمْضِ الهجينِ من تلاقُحِ الثمارِ الهِجان. ليس بوصفٍ للمصارعيْنَ هذا، بل تقديرٌ لا موثوقٌ للأحوالِ تعهَّدها السماسرةُ للأجساد منازلاتٍ بلا لَكْمٍ، او رفٍسٍ، أو نطحٍ: غَلبةُ الأذرعِ تطويقاً للأعناقِ. غَلبةُ التفافِ الأسرعِ قبْضاً على الخصم بيديْنِ تُحْنيانه حصاراً على كيانه من أعلى، ومن أسفلَ، بعَرَقٍ صبيبٍ في مَسيلهِ يتخالطُ نازفاً من الآباطِ بالعَرَقِ نازفاً من الآباض. عراكٌ يُلزِمُ المصارعَ جندلةَ الغريم أرضاً مغمىً عليه، صريعاً، مهدوداً، مُسْتنزَفَ العضل لا يقوى على احتمالِ النزالِ. سُكَّرٌ من مُسْتَحْلَبِ اليقظةِ بعد النومِ الخوفِ، أو النومِ في الخسارةِ الخوفِ، أو الخسارةِ في الخوفِ النوم. سُكَّرٌ نباتيٌّ؛ حيوانيٌّ؛ إنسانيٌّ.
من عمق الريف التركي إلى قاع المدينة ينتقل أورهان كمال ليرصد عالم المهمشين وحكاياتهم وأوهامهم وخوفهم، وأحلامهم التي تتحول إلى كوابيس. شخصيات حية في هذه الرواية تنسج حولها أساطيرها الشخصية وتمزق الأقنعة المزيفة في حياتها اليومية.
توقّف الرجل لبرهة قبل أن يدخل. كان من العبث أن ينظر حوله ليحاول أن يعرف ما إذا كان أحد قد تبعه. كان مدخل القلعة في منطقة قديمة من ميلانو، على طول طريق رطب ومظلم لا يمكن بلوغه إلّا من خلال طرق أخرى رطبة ومظلمة أيضاً، لذلك فحتّى لو كان هناك أحد يجري وراءه فلابدّ أن يكون قد ضيّعه منذ فترة، رغم أنّه كان يرتدي ثوباً ورديّاً مبهرجاً. وإذا قلنا الحقيقة فقد حدث أنّه خشي هو أيضاً أن يضيع. فهو لم يكن قادراً أبداً على معرفة الاتّجاهات بعدما تاه في كبكوبة الأزقّة المحيطة بالقلعة. وكان ذلك بسببه إلى حدّ ما، لأنّه لم يكن يملك أبداً شعوراً قويّاً بالاتّجاهات. وكذلك بسبب تلك المدينة التي تطّورت بشكل سيّئ لا يقوم لا على تصميم ولا على شكل ورؤية. لذلك كان لابدّ من إعادة النظر فيها، بتلك المدينة، من أعلاها إلى أسفلها. لابدّ من تنظيمها بطريقة مختلفة، ملائمة. مختلفة بصورة جذريّة. بطريقة غير معروفة من ذي قبل. كأن تكون مدينة على عدّة مستويات مثلاً. من الأسفل إلى الأعلى، من الماء إلى السماء. مدينة على عكس البيت، حيث يقيم الفقراء في الهواء، والأغنياء على الأرض، كما كان يجري في بيوت أهل روما كما وصفها فيتروفيو. وكان الحقّ مع فرانشيسكو دي جورجو عندما ترجم الكتاب، لأنّه يستحقّ ذلك بالفعل. ويستحقّ الثمن المرتفع الذي اشتراه به، وإذا كان قد كلّفه غالياً، فهو قد ذكّره بكثير من... اهتزّ الرجل ذو الثوب الورديّ بعد أن أدرك أنّه قد تاه - لكن ضمن أفكاره فقط. وكان هذا الأمر يحدث له في كثير من الأحيان، فتكون تلك أفضل الأوقات في يومه. لكنّ تلك لم تكن اللحظة المناسبة للاستغراق في تخيّلاته. لأنّ الوقت الآن هو وقت عمل. بهدوء، ولكن من دون طمأنينة، قرع الرجل على الباب. سمع مباشرة صوت صرير فهم منه أنّهم في طريقهم لفتح الباب، كما أنّ غُريفةَ المدخل ظهرت كأنّها مضيئة وسط عتمة الشارع. كلمة واحدة فقط. - ادخل. دخل الرجل وترك الظلام وراءه.
ليس الإنسان أكثر من عود قصب قابل للكسر. لكنه عود قصب مفكِّر، لا تحتاج القدرة الكلية أن تحشد سلاحاً من أجل سحقه. لأن بوسع قطرة ماء صغيرة أن تقضي عليه. ولكن حتى لو كان بإمكان هذه القدرة الكلية أن تسحق الإنسان، فإنما يبقى هو أكثر نبلاً. لأنه مدرك أنه سوف يموت. في حين أنها لا تعرف شيئاً عن هذه الميزة التي بها يتربع الإنسان فوق عرش الأرض. هكذا فإن كل ما نتمتّع به من رفعة كامن في تفكيرنا. من هذا المنطلق علينا أن ننتفض كبشر، وليس من منطلق التحرك في المكان والزمان، مسؤوليتنا كبشر أن نفكر جيداً. وهذا هو منطلقنا الأخلاقي. باسكال أقل
"هذا الكتاب الأليف واللطيف والممتع جولة بين الناس وعن الناس، وفيه لا نقرأ الوقائع أو الحكايات وحدها، بل نقرأ حياة غنية ومتشعبة لبضع عشرة شخصية من الذين غيروا أفكارنا، أو أثّروا فينا بهذا المقدار أو ذاك، وأثْروا حياتنا ببعض البهاء أمثال شكيب أرسلان وأنطون سعادة وكمال جنبلاط والمطران جورج خضروالسيد مح مد حسين فضل الله وحسين مروة وياسر عرفات وخليل الوزير ومحجوب عمر وغسان تويني والإمام موسى الصدر وجورج حاوي وآخرين.
ما المبرر لهذه الترجمة العربية الجديدة لمكبث، وقد تُرجمت من قبل؟ قد يُجاب عن هذا السؤال بسؤال مشابه: لماذا توجد عدَّة طبعات لمكبث باللغة الإنكليزية، علماً أن النصَّ فيها يكاد يكون واحداً، والاختلافات في قراءة كلمة هنا، أو كلمة هناك تكاد تُعَدُّ؟ الشرَّاح الإنكليز يجدون مبررهم في طريقة فهم النصَّ، لذا تختلف هذه الطبعات باختلاف ثقافات الشرَّاح ومكنتهم من تحليل فهم النص وتقنياته، ومدى تعمقهم في تصورات وعقائد ومفاهيم العصر الإليزابيثي الذي عاش فيه شكسبير. المترجم العربي لا يختلف في مبرراته عن الشارح الإنكليزي، مع فارق جسيم هو أنَّ الترجمة مهما كانت أمينة ودقيقة تبقى غير دقيقة. لذا فالترجمات المتعددة لعمل واحد، إثراء بوجه أو بآخر ومحاولة للاقتراب من النص أكثر فأكثر. أما مبررات الترجمة هذه، فكانت ردَّة فعل، على اجتهادات غريبة في الترجمات السابقة، غرابة لافتة المنظر، تضرُّ بشكسبير، وبالقارئ العربي في آن واحد . إذن لننظر قليلاً في آخر ترجمة لهذه المسرحية التي تتوالد فيها المعاني في كل قراءة جديدة لها، وفي كل إخراج مسرحي أو سينمائي. المسرحية الشكسبيرية - وكل المسرحيات الكبرى عموماً - نسيج سمفوني متعدد الآلات، والمترجم في هذه الحالة، قائد موسيقي يهتم بكل آلة، ويعطيها الإصغاء الكامل. يمهد كذلك لتقديمها باحترام. إذن هذه محاولة متواضعة للإسهام في تطوير المترجمات الشكسبيرية، وهي أبعد ما تكون عن النقد أو التجريح، أو - في الأقل - هذه نية كاتب السطور. لا بد من القول أولاً، إن الترجمات العربية السابقة خلت من الشروح إلا قليلاً. بينما الطبعات العديدة لمسرحية «مكبث» بالإنكليزية، تتنافس فيما بينها، وتتفاضل بنوعية شروحها للنص ولا أدري لِمَ يحتاج القارئ الإنكليزي إلى كل هذه الشروح والتعليقات لزيادة الفهم، ويُحرم منها القارئ العربي؟
قصة حُب تجمع على نحوٍ استثنائي، خلافاً للسائد، أطرافاً ثلاثة تمثل، كل على حدة، هويات إثينية مختلفة ومتعارضة: ملائكة يهودية ، نعيم مسلم لام صابئية، ونور صابئي الأب والأم، هؤلاء الثلاثة ينشئون في "عماريا" جنوب العراق، ويكبرون فيها ليواجهوا لاحقا أقدارا مأساوية متشابهة
أول قراءة عراقية جديدة بهذا العمق والتأويل الواسع للتماثل بين ملحمة جلجامش بإعتبارها أول نص أدبي في التاريخ الحضاري الإنساني وبين التوراة، وأضاءت حجم الأصول الأسطورية وأنظمتها وتأثيرها في التوراة بوصفه حواراً حضارياً وتبادلاً للثقافة والدين والفكر وكشفت هذه الدراسة عن تفاصيل غير معلن عنها غيبتها التوراة.
تشكِّل ملحمة جلجامش صورة رائعة لمواضيع إنسانية حسَّاسة ففيها الحب والصداقة والبغض والحقد والأماني والحنين الى الذكريات والبطولة والرجولة والمغامرات والرثاء. ولعل أبلغ رثاء في تأريخ الحب والصداقة نجده في رثاء جلجامش المؤثِّر لصديقه وخلّه "انكيدو" وبكائه عليه. في هذا الكتاب يناقش طه باقر كيف تناول الأدباء ملحمة جلجامش.. أي الأعمال البطولية والمغامرات المنسوبة الى جلجامش وصاحبه انكيدو وخاصة حادثة الطوفان الشهيرة الأمر الذي جعل الملحمة برأيه "كلها تبدو وكأنه وحدة فنية مطردة على الرغم من أن المؤلف أو المؤلفين استعملوا ما يشبه طريقة سرد القصص المتبعة في ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة في ربط قصة بأخرى". وفي هذا السياق يرجع المؤلف "طه باقر" الى أصول حوادث الملحمة بنصها الذي جاء باللغة الأكدية (البابلية)، معتبراً أنها ذات مصادر سومرية. فقد وجد – والكلام للمؤلف – بالفعل نصوصاً أدبية سومرية، منها ما يتعلق بأعمال جلجامش وأنكيدو والعفريت "خمبايا"، وقصة حب عشتار لجلجامش وقصة الثور السماوي وغيرها.
الشاعر إبن تجربته؛ وممدوح عدوان من الشعراء القلائل الذين وضعوا بصمة لا تُنسى في المشهد الثقافي لعالمنا المعاصر؛ بدءاً من الشعر وصولاً إلى المسرح والدراما التلفزيونية وصولاً إلى الصحافة والترجمة. إنه المثقف الصاخب، الحاضر دائماً بحيوية بيننا يحفر في ذاكرتنا صنوفاً شتى من الفن الصعب الذي غربلته سنوات الخبرة والتجربة، حتى بات أهم ما حفلت به الساحة الأدبية ليس في المشهد السوري فحسب، بل العربي والعالمي أيضاً.
الشاعر إبن تجربته؛ وممدوح عدوان من الشعراء القلائل الذين وضعوا بصمة لا تُنسى في المشهد الثقافي لعالمنا المعاصر؛ بدءاً من الشعر وصولاً إلى المسرح والدراما التلفزيونية وصولاً إلى الصحافة والترجمة. إنه المثقف الصاخب، الحاضر دائماً بحيوية بيننا يحفر في ذاكرتنا صنوفاً شتى من الفن الصعب الذي غربلته سنوات الخبرة والتجربة، حتى بات أهم ما حفلت به الساحة الأدبية ليس في المشهد السوري فحسب، بل العربي والعالمي أيضاً.
هذا الكتاب، ومجموعات المعالجة النسائية، حول التحرر بمعناه الجوهري: التحرر من الأعراف الاجتماعية التي تمنع النساء (والرجال بطرق مختلفة) من التحكم بحيواتهم ومن التعبير عن أنفسهم كشخصيات مستقلة - حرية التصرف بالطريقة التي يشعرون بها على الرغم من آراء الآخرين. الحرية الجنسية تقتضي قبول استجاباتك الجنسية الاستثنائية، ونشاطك الجنسي بوجه عام، ليس لأنها تتناغم مع المعايير الظاهرية، أو لأنها توفر المتعة لشريك، ولكن لأنها التعبير الحميمي عن نفسك. إن كونك متحررة جنسياً يعني حرية الاختيار - اختيار نوع الإثارة التي تناسبك، اختيار النشاطات الجنسية الممتعة بالنسبة لك. كذلك تعني اختيار (لا) لعمل أشياء لا تتلاءم مع حاجاتك وقيمك. إن كونك متحررة جنسياً يعني أن يكون لديك معتقداتك ومشاعرك وأفعالك ورغباتك حول نشاطك الجنسي. التحرر الجنسي هو مظهر من مظاهر الحرية الشخصية. التحكم بحياتك يقود إلى التحكم بمجالات الحياة الأخرى، النساء في المجموعات أصبحن أكثر جزماً في الحصول على حاجاتهن الجنسية وغير الجنسية. أصبحن أكثر ثقة بأنفسهن وشعرن على نحو أفضل بأنفسهن وبأجسادهن. والأكثر أهمية هو أن كونك متحررة يعني حرية قول لا، لأنك حين تستطيعين قول لا حين تودين ذلك، فأنت أكثر حرية في أن تقولي نعم - وأنت تعنين ذلك حقاً. إن كونك قادرة على قول لا يجعل كلمة نعم ممتعة أكثر. حين تتحكمين بحياتك، وتشعرين بحرية كونك أنت، تفقدين الخوف، إذ إن شعورك بالثقة بنفسك يقلل من خوفك من الآخرين، من المجهول. هذا الخوف المتضائل المقترن بحس احترام الذات يسمح باحترام أكبر للآخرين وحقوقهم في أن يكونوا أنفسهم - كلٌ حر، وحر الإرادة. التحرر الجنسي هو البداية.
تعد “من الاعماق” توثيقاً أدبياً السَفرة اوسكار وايلد الروحية في أعوام سجنه التي غيرت اعتقاداته بشأن البهاء والتحرير، ليعي بواسطتها ان السطحية هي الرذيلة الاكبر. كانت تبعات الاتهام الذي أدى لسجنه تطارده على النطاقين الشخصي والادبي، دخل أوسكار وايلد السجن تحاصره ضحكات الساخرين والشامتين وكل من تمنى له الوقوع والفشل. حتى ادبه الذي وصل صيته أعلى المعدلات آنذاك، والمسرحياتالتي كانت تعرض لسنوات طويلة، توقفت كلها وحرم إسترداد تمثيلها على المسارح الوطنية، واصبحت الكتب التي جلَد اسمه محرومة من التبادل ومع ان كل تلك التبعات كانت قاسية وشديدة الوطأة فوق منه، ومدمرة لمركزه وحياته، سوى ان وايلد يعود دافع معاناته وألمه الأساسي الى خذلان صديقه .
كنا لا نعرف من قواعد ركوب الطائرات أكثر من أن نأتمر با تقوله لنا المضيفة الجميلة ، ربطنا الأحزمة وسوينا ظهورنا وانتبهنا جيداً لما تحذرنا منه عند الإقلاع بعضهم أشار علينا أن نفتح أفواهنا قبل ان تستوي الطائرة في الفضاء ، في مصالحة مع ضغط الهواء ، داخل الجسم وخارجه . كنت أتأمل الرحلة ، الخريطة امامي تف يد باننا خرجنا من ساء العراق ، هذه هي المرة الثانية التي أجتاز الحدود فيها ، فقد سبق لي أن غادرتها بالسيارة إلى عمان عام 1994 . الخريطة تحدثني عن مسار ما كنت الأصدقه ، فقد عبرت الطائرة حدود الأردن ودخلت أجواء إسرائيل ، هذه هي المرة الأولى التي يخامرني فيها شعور بالخيانة ، إذ أنني دخلت دولة معادية ، خفت بحق ، فما زالت صورة المسافر الى خارج العراق ، أي خارج ، مشوبة بالتجسس والعالة . أحسست ، كما لو أن الطائرة ستتوقف وتهبط في مطار اللد ، وأن عودتي للعراق ستكون فيصلا بين حياتي وموتي . الشعور ذاته ، خامرني ثانية في مدينة سيتا بالجنوب الفرنسي ، حين التقيت في صيف سنة 2014 الشاعر الإسرائيلي الشاب « أليعازر كوهين » مع مجموعة من الشعراء اليهود ، في مهرجان شعراء البحر المتوسط ، لكم تودد لي هذا اليهودي من الأصول البولونية ، لكنني كنت أصدّه بشكل غريب ، كانت الطاقية السوداء على رأسه تفزعني ، أظنني ، كنت مخطئاً في تقدير ودَه لي . كان معبد الأولمب وسلاسل الجبال السوداء وحجارة كريت وانوار أثينا أكثر من دليل على أننافوق اليونان ، وأنّ البحر المتوسط « الأزرق » أوحي لنا بان السماء إلى روما باتت قريبة ، ربا ، رفعت يدي محيياً كازنتزاكي ، هل أقول بأنني لمحت ظلال ريتسوس على الشواطيع البازلتية . مضت الدقائق سريعة ، ومثل حذاء عامل منجم كبير بدت خريطة ايطاليا أمامي ، في شاشة الطائرة ، تذكرت أطالس المدرسة ، التي شغفت بتصفحها . هانحن نقترب من بلاد المحاربين الرومان ، إذن
لأعترفْ من البداية أنني دخلت إلى الترجمة من الباب الخلفي. ولم يدُرْ بِخَلَدي أنني سأمارسها في يومِ ما بأية صورة. أوّلاً لأنني كنت أثق ثقة عمياء. بما كنتُ أقرأ من ترجمات يوم كنتُ وحيد اللغة. لكنْ بعد سنين طويلة من العيش بهذه الجزر البريطانية، ومتابعة اللغة ومداخلها، شرعت بقراءة نصوصٍ باللغة الأمّ وتع مدت أن تكون من النصوص المترجمة إلى العربية. كان همّي تعلّم اللغة لا ترجمتها. حتّى هذا الحدّ، وما كانت ترجماتهم موضع نقاش قطّ. المصادفة وحدها هي التي رمتني في هذه المعمعة الغريبة. فبعد أن أنهيت دراستي العليا في جامعة لندن، انتدبت لإلقاء محاضرات في الترجمة في دورة خاصة بإحدى الجامعات الأسكتلندية. أعددت العدّة وتأبطت بعض النصوص الانكليزية وما تيسر لديّ من ترجمات لها. ولأنني سأناقشها مع الطلبة، طفقتُ أقرأها بتمعن ومسؤولية هذه المرّة، آخذاً الحيطة لكل سؤال قد يعنّ بأذهان الطلبة. هنا تكشفت لي اجتهادات في الترجمة غير مستساغة تبلغ درجة الأخطاء. إنها أخطاء حقيقية لا يستقيم معها المعنى. صلاح نيازي
لم يكن موباسان سائحاً أو متسكعاً، في تونس أو غيرها، إنه كاتب يشبه المكتشفين، فهو مع حاجته إلى الشمس الساطعة كان يراقب حركة الحياة في الموانئ والمدن التي زارها، وكتب عنها بقلم يجيد الكتابة. في هذا الكتاب رحلات كاتب باريسي ميسور الحال، اغتنى من حقوق التأليف والإستكتابات والترجمات، برفقة خادم فرّاش، وأحياناً برفقة إمرأة جميلة، مع خادم آخر محلي، ينتقل من نُزل إلى آخر، ويستقبله الموظفون الكبار في البلاد، وليس من الممكن بعد، وصفه بــ"السائح"، إنه بالأحرى، مغامر قليلاً، أو "مستكشف"؛