دار المدى للنشر والتوزيع هي دار نشر عراقية تأسست عام 1994، أصدرت الدار العديد من المنشورات الأدبية والكتب والروايات العربية، كما شاركت في العديد من معارض الكتاب المحلية والدولية.
تاريخ الدار
دار المدى تم تأسيسها رسمياً عام 1994 وهي إحدى شركات مجموعة المدى الثقافية والتي أسسها فخري كريم عام 1960، وتخدم القضايا الأدبية والسياسية والسير والمذكرات والفكر القومي. تضم دار المدى شبكة توزيع ووكلاء في عدة دول، وعدة مكاتب في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق وقبرص وأربيل.
مجالات الدار
تتنوع إصدارات الدار وتغطي موضوعات مختلفة على رأسها التاريخ، وقد أصدرت الدار أعمال متنوعة في مجالات مختلفة منها:
- الدراسات النقدية - المجموعات القصصية - الروايات. - المقالات والخواطر
مساهمات ثقافية تنشر دار المدى للعديد من الكتاب والأدباء العرب مثل: ميسلون هادي، بلال فضل والتي وصلت روايته الصادرة من دار المدى «أم ميمي» للقائمة الطويلة في الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2022، محمد الماغوط، ليلى العثمان، سعدي يوسف، نزيه أبو عفش. كما تنشر دار المدى ترجمات بعض الكتب من كل اللغات العالمية
جاءت رواية "البحريات" حفية بالمهارات السردية، إذ اتخذت الكاتبة "البحريات" مدخلاً تحفر به قاع المكان وتوقظ بهن ركوده، فهن المضاف الإنساني الإستثنائي - إلى الصحراء - والطاريء بثقافته ووجدانه المضمخ برائحة البحر وأسراره وحكاياه). د. محمد الدبيسي/ جريدة الجزيرة. (بلا مبالغة تعتبر رواية البحريات علامة هامة في تاريخ الرواية السعودية، ورصد تاريخي مهم لمرحلة تسوية لم تقرأه بهذا الجمال والوضوح من قبل).
من بيت فلاح، ومن صميم الأسرة العصامية المكافحة انطلق الماغوط منتزعاً نفسه عن صدر أمه ليكون هبتها للوجود، ثم من بلده التي تعرت من كرومها، وبادلت ذهب السنابل ومساكب الورد وأصداء سوق الذرة وأنين المقاصب والصفصاف بموسم واحد من القطن، كان كفن الرغيف وإعصار الصحراء العاتي على كل أمل بعودة الحياة. ولما تهاوت الجذوع الهرمة، وسقطت عجائز الأشجار مودية بأعشاش الطيور، تقاوى على نفسه هذا الصقر المهاجر مرمماً جناحيه المهشمين منطلقاً من سفر عسير، وفضاء لم يدخر له أي شيء من الطقوس الرديئة. من العبث أن يستخدم لغة الكلام من أجل التحدث عن تلك الحقبة من عمره، فلعل ما علق من مزق الثياب، ومن بقع الرعاف وتشقق الأقدام على التلال والمقالع والمغاور والكهوف وفروع الأشجار المكشرة على التخوم ما يروي بمنتهى البلاغة والإعجاز بداية التشرد والتمرد والإصرار على لقاء الخلود. تتعدد أطياف الشعر عند الماغوط، تورف عرائشه على كل الجدران، وكمهندس بارع ما يني بوسع فتحة الفرجار على مدار واسع يشمل العالم كله والإنسان في كل مكان باعتباره آخر نتاجات الكون وأقدس من أن يداس. وكبناء مرهف خبير يضع الطوبة على الأخرى لينصبه في عقد القبة الكونية، ولسان حاله يقول: لتسقط كل الحضارات أمام طفل يفغر فاهه لقطرة من الحليب. يحاول الماغوط بكل ما أوتي من قوة الإحساس، وصدق المشاعر، وعمق المعاناة أن يجعل من الأدب شعاعاً قوياً يسلطه على الحياة من أجل اجتثاث المأساة من جذورها، واستئصال آفات الزمن الردئ. من غربته، من ثنايا وحدته، من كوابيسه المرعبة، والأشباح التي تقتحم لحظات رقاده القليلة، تطل عليك قصيدة الماغوط آخاذة جذابة، لا تتمالك نفسك من أن تنهال عليها كما ينهال الجائع البائس على الرغيف، والضال التائه على النجم الدليل تقرأها متسارعاً كما يتسارع نبض العدائيين، متسائلاً: أمام أية حقيقة ستضعنا سخرية الماغوط، وماذا هناك أيضاً من المفقودات الثمينة التي دفعت به لأن يقف في صحن محكمة التاريخ يهز ضميره، ويمسك بتلابيبه صائحاً: أوجدها.
البرج الاحمر رواية مفعمة بالبهجة والاثارة والوسائل المشوقة، كتبت بلغة شاعرية ذهبت بنا نحو عالم مترع بالسحر والخيال والكشف المستمر عن المتعة المتناثرة في كل فصل من فصولها. هي رواية مغامرات وبحث وجودي وتاملات في الحياة ونقد للخراب الذي حل بالعراق. رواية حب وسفر وهجرة تجاه عوالم جديدة خالية من العنف وا لتطرف والدمار الذي نال من شخصياتها وهي تتحرك فوق خارطة العراق والعالم. ان البرج الاحمر رواية عابرة للهويات، والحدود وتتجاوز في مفهومها البعد الاثني والمذهبي والعنصري، لتخلق في تحليقها ذلك الكائن الدولي، كما تخبرنا الرواية...
كان العراق في الواقع، الدولة الأولى التي تمت فيها تجربة إستخدام القوة الجوية كعقوبة وحيدة وأساسية للمقدرة، وهي فكرة وينستون تشرشل، عندما كان وزيراً للمستعمرات، عندما وضع مشروع إتفاقية مع العراق، تنص على منحهم التحالف مقابل الإنتداب البريطاني، ولهذا السبب فإن القوات الأرضية مثل رجال الشرطة كانت عراقية، والقوة البريطانية الوحيدة التي بقيت فيها، في قاعدة القوة الجوية الملكية مع معسكرها في الحبانية وكتيبة في المجندين الآشوريين لحراستها، وعندما جاءت التجربة، نظم العراقيون جيشاً من 40000، زُوِّروا بالمعدات بشكل سخيّ من قبلنا كحلفاء، ولكن قاعدة القوة الجوية هذه كانت قادرة على إيقاف أي تهديد والتصدي له قدر المستطاع، حتى وصولنا إليهم للمساعدة. لم نكن ندري حتى الآن، إن كانت التجربة مبررة، إذ أن الأرجحية هي ضدنا بشكل ثقيل، وقد كنا محظوظين حتى الآن، وكما ذكرتنا علامة الطريق، كانت بغداد على مسافة خمس وخمسين ميلاً فقط، قبل مغادرة المعسكر، عدت مع بيلغريف إلى مقر قيادة القوة الجوية حيث التقيت بضابط يرتدي علامة غريبة على قبعته، كان ماثيو، المراسل الحربي الذي سألني عن إجتيازنا للصحراء، كنت متعباً جداً للدخول في التفاصيل، ولكني أجبت
رواية "البعث" لا تحفل بما حفل به كثير من الروائيّين الّذين يحاولون أن يصعنوا جمالاً من ألفاظهم ومعانيهم، ولا شكّ عندي، كذلك، في أنّ هذه الرواية هي بيان مباشر لا ينزع إلى المجاز في شيء. لقد كان قلم تولستوي مباشراً وصادماً بشكل خطير جداً، فلم أجد، في هذه الصفحات الخمسمئة، أي صورة بيانيّة قصدت لذاته ا، ولم أجد من البلاغات عند تولستوي من تشبيهات وإستعارات وكنايات ومحسّنات بديعيّة إلا عندما تصبح الحقيقية غائمة عائمة، فيعمل على توضيحها وتثبيتها بنوع من الجمال البيانيّ، فترتدّ الفكرة مجلية واضحة، أمّا أنّه يقصد إلى إظهار قدرته البلاغيّة، فهذا شيء لم أجده في "البعث". و"البعث" واقع تحدّث عنه تولستوي، وهو يراه بعينه، وتبلّغه حوادثه بأذنه، ويقرأه في وجه المجتمع سقفه وقاعه. وعندما أدار حديثه حول حبكة للرواية مركزية تجمع الأمير نيكلندوف والخادمة ماسلوفا، كان يشير إلى نوع من العلاقات المتبادلة بشكل عامّ، أي إنّ قيام نيكلندوف بإنزال العار بالخادمة بإغتصابها عنوة ليس هو مدار الرواية، لأنّ فعل الأمير يمثّل الفوق والنحت؛ الذي يأمر والّذي ينفّذ؛ الذي يخطئ متى شاء ويطلب العفو متى شاء، وليس لأنّ الحقّ طلب منه ذلك أو لأن العدالة تستوجب ذلك... لقد كان تولستوي بارعاً في إقتناص مشهد مريع واحد من مشاهد هذه الدنيا بما فيها من علاقات آثمة بين السيّد والعبد، والغنيّ والفقير.
يقدم المؤلف السيد علي الحيدري مواصفات البيت البغدادي كنموذجاً للبيت السومري،مبيناً التطورات التي حصلت على محيطه على مر العصور والأمكنة، وتعيين مرامي الاستخدام والزخارف والنقوش المميزة له محاولاً إعطاء صورة دقيقة عن القيم والبنى التحتية التي تحكمت في هندسة معمارية تقليدية لا تزال قادرة على إعطائنا تصوراً معمارياً لتطوير البيت البغدادي وفق المتطلبات الحضارية والاجتماعية التي يمر بها العراق.مزوداً القارئ بعدد من الصور الفوتوغرافية والرسومات والمخططات الهندسية لبعض الآثار العراقية والبيوت. ففي جنوب العراق حيث نشأت أول مدينة إنسانية على السهول الخصبة المحيطة بنهري دجلة والفرات،وبدافع الخوف والاحترام،شيد السومريون لآلهتهم الزقورات الشاهقة والمعابد الكبيرة ولملوكهم القصور الضخمة،بشكل مميز عن بيوت العامة المشيدة من القصب ومن الطين.تميزت حجراتها ومرافقها بترتيب مميز حول فضاء مكشوف ليحققوا لساكنيها متطلبات المناخ من صيف شديد الحرارة وشتاء قارص البرد. فالمعتقدات الدينية بتعقيدها وتنوعها كانت قوة فاعلة في الفن والعمارة لتمتد إلى أصقاع مدن العراق وتكون الحضارة السومرية والبابلية والآشورية لتضم مدنا كبيرة ترتبط بتقاليد وعادات المعيشة في كل منها مكونة طرازاً معمارياً جديداً يتلائم مع الحالة الاجتماعية والظروف المناخية.
في بيت قديم بقرية على أطراف إسطنبول، تنتظر الأرملة العجوز فاطمة الزيارة العائلية لأحفادها. لقد عاشت فاطمة في هذه القرية لعقود طويلة منذ أن جاءت مع زوجها الطبيب الشاب ليساعد الصيادين الفقراء، لكنها الآن طريحة الفراش، يخدمها القزم المخلص رجب، وهو ابن غير شرعي لزوجها الراحل. ولكن انضمام حسن؛ ابن شقيق ر جب، إلى التيار القومي الصاعد في تركيا في ذلك الوقت، سيجذب هذه الأسرة نحو صراع تركيا مع الحداثة. رواية مؤثرة عن أسرة تركية تجتمع في ظل الانقلاب العسكري الوشيك الذي حدث في تركيا في عام 1980.
«التاريخ الثقافيّ للقباحة » هو كتاب مُستفِزّ. من خلال سبر أغوار علاقتنا بما نصمه على أنّه قبيح (أو جميل) تجبرنا هندرسن على التمعّن بأذواقنا ومخاوفنا وقناعاتنا الاجتماعيّة ومفهومنا اليوميّ للعدالة. هذا النداء للانتباه نافع دوماً، ولا غنى عنه في عصر متحيّز مثل عصرنا. ألبرتو مانويل/Literary Review – تاريخ غريتشن هندرسن الثقافيّ للقباحة ينزلق بسرعة عالية ممتعة عبر قطاعات واسعة – ثقافيّة وتاريخيّة وبيولوجيّة – وهو كتاب ساحر. وجود القبيح وصراعه هو تذكير (عاجل وقويّ وضروريّ) أنّ العالَم ليس ملكنا وحدنا فقط. TLS – إن كان الجمال في عين من يراه، إذن، فالقباحة كذلك. كدليل، لا تبحثوا أبعد من تاريخ المفهوم نفسه والذي حلّلته غريتشن. إي. هندرسن مؤخّراً. رغم وجود بعض اللحظات الموضوعيّة البغيضة – مثلاً في بعض المدن الأمريكيّة كشيكاغو وأوماها، ظلّت القوانين القبيحة التي تمنع أصحاب الإعاقات من التواجد في الأماكن العامّة مطبّقةً حتّى أواخر القرن العشرين– أيُّ انتهاكٍ بدا قبيحاً يوماً ما، يُعتبر الآن تقدّماً. «عوضاً عن اعتبارها ثنائيّة متضادّة بحتة» تكتب هندرسن، «يمكن اعتبار القباحة والجمال أشبه بمنظومة النجم التوأم، كلّ من النجمين يدور حول الآخر ويجذبه، ويمكن لنا أن نُعجَب بكليهما.» Lily Rothman/Time Magazine – هذا الكتاب هو تاريخ ثقافيّ ممتعٌ وسلس، يزوّدنا بالمعلومات ويحرّض القارئ على رؤية الأمور من منظور مختلف. History Today – في هذا الاستطلاع المستفيض، تفحص غريتشن هندرسن مفاهيمَ القباحة المختلفة. استكشافاتها تمتدّ من غرغولات العصور الوسطى إلى وحش الدكتور فرانكشتاين، ومن المفهوم النازيّ للفنّ إلى الجاز والعمارة الوحشيّة، وتطرح السؤال التالي: هل القباحة هي بالضرورة ضدٌّ للجمال؟ وهل هي مكوّن هامّ من مكوّنات التنوّع أم أنّها شيء آخر أكثر تعقيداً على المستويين الجماليّ والفلسفيّ؟ في دراستها، تنحسر القباحة وتفيض، وتحرّض على التفكير، وتستعصي على التعريف المبسّط. New Statesman.
هي رواية كتبها فيليب روث نشرت في عام 2004. إنه تاريخ بديل هُزِم فيه فرانكلين روزفلت في الانتخابات الرئاسية لعام 1940 على يد تشارلز ليندبيرغ. تتبع الرواية ثروات عائلة روث خلال فترة رئاسة ليندبيرغ، حيث أصبحت معاداة السامية أكثر قبولا في الحياة الأمريكية، كما أن الأسر اليهودية الأمريكية مثل الروث المضطهدون على مختلف المستويات.
هذا الكتاب: علم من أعلام الأدب الحديث ورائد من رواده، وضع اللبنة الأولى لتاريخ الأدب العربي الحديث في العراق، تُرجم أدببه إلى عدد من اللغات الحية كالانكليزية والفرنسية والبولونية والإسبانية، عضو في مجامع اللغة العربية في القاهرة ودمشق والأردن وبيت الحكمة في تونس وفي جمعية الأدب المقارن في كندا واللغة الحديثة في أمريكا والجمعية الملكية البريطانية وعضو رابطة الأدب الحديث وجماعة أبوللو الجديدة. أسهم في عدد من الندوات العربية والعالمية بمحاضرات عديدة وبحوث متنوعة.له عدة كتب في تاريخ الأدب والنقد والقصة القصيرة والرواية والمسرحية الشعرية. كتب عنه عدة كتب ودراسات بالانكليزية والفرنسية والبولونية والإسبانية وأعدت دراسة عنه في السوربون.. ولم يكتب عن أديب حي كما كُتب عنه في القرن العشرين من دراسة وكتب. حصل على الليسانس (شرف) من جامعة الإسكندرية والماجستير (شرف) منها وأكمل الدكتوراه في جامعة لندن.
يبحث هذا الكتاب في أهم عناصر الاقتصاد السياسي في العراق المعاصر، النفط والتنمية والديمقراطية، من مدخل الدراسة التفصيلية والتاريخية للتجربة الاقتصادية ووسائل التخطيط الحكومي في إدارتها، وخاصة سياسات تعبئة وتوزيع الموارد العامة، ولآليات تنفيذها خلال العقود الخمسة الماضية. ويقوم الإطار الذي تدور فيه تفسيرات الحقائق والوقائع والبيانات والمعلومات والتحليلات الجزئية والكلية على قاعدة الإدارة السياسية للاقتصاد الوطني، أي السلطة الحاكمة، التي ترتبط بها مجموعتان من العلاقات المتفاعلة.
إزدهرت في السنوات الأخيرة حركة تحقيق ونشر الرحلات العربية القديمة، كما بدأت عملية ترجمة ونشر الرحلات الأجنبية إلى بلادنا منذ العصور القديمة وحتى القرن التاسع عشر أو بدايات القرن العشرين، أما ترجمة الرحلات الحديثة والحديثة نسبياً فلم تلقى حتى الآن الإهتمام الذي تستحقه، ألا نريد أن نفهم كيف شاهد السائح الأجنبي بلادنا، ماذا أعجبه وماذا لم يعجبه؟ ماذا أدهشه وماذا صدمه؟ ألا يهمنا أن نعرف كيف حدّث أهل بلده عنا وعن بلدنا؟ للإجابة عن هذه الأسئلة من الضروري أن نترجم وننشر وندرس كتب الرحلات الأجنبية
يعتبر كتاب التحليل النفسي للمهجر والمنفى من الكتب النادرة والمميزة التي تزخر بها المكتبة العربية، وذلك لشح المصادر المترجمة التي تخص ظاهرة المنفى والاغتراب وأثرها على الإنسان، فقد عالج الكتاب مواضيع هامة وعميقة في التحليل النفسي للمغتربين والمهجرين من خلال تسليط الضوء على عدة أمثلة في عيادة التحليل النفسي، وما يعانيه المغترب من صدمة وأزمة، وانقسام في عالمه الداخلي، وذاته التي يسيطر عليها الخوف من المجهول، والخوف من النبذ والطرد خارج المجتمع، وما ترافقه من كآبة انفعالية حادة . يبدأ الكتاب بمقدمة مميزة كتبها الشاعر العراقي عواد ناصر جاء فيها: "إنه كتاب المرايا: مرايا يضعها الباحث أمام وجوهنا القلقة وأرواحنا اللائبة ونحن نبحث عن زاوية أمينة تؤمن الحد الأدنى للبشر الهاربين من ممرات النيران والأقبية المظلمة. إن المكان أي مكان حسب تجربتي المتواضعة ليس معاديا للكائن البشري، سواء كان مقيما، أو وافدا، مهاجرا أو مغتربا أو منفيا، بل أن المنفي أو الوافد أو المهاجر هو الذي يحمل معه عدوانيته المسبقة إزاء المكان الجديد".
تعد (التل) آخر رواية طبعت في العراق دون أن تظهر في المكتبات, فقد غطتها الحرب مثلما غطت على الحياة العراقية كلّها وزادتها يباساً وكآبة. في هذه الرواية ثمة حرب أخرى مهموسة بين رجل آثار اعتاد أن يختفي لكي يظهر متسللاً, و بين المجتمع والتاريخ و السلطة و العائلة.
كتاب التنين : وخمس قصص أخرى للأطفال هو من احدى الكتب التي ينصح باقتناءها حيث انها من افضل الكتب التي تحدثت عن الموضوع بطريقة رائعة , كما انها من افضل اصدارات لويجي كابوانا التي شرح فيها نظريته بالكامل , و تم نشر الكتاب عن طريق دار النشر دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع التي لديها العديد من الاصدارات الاخرى التي ننصحكم بالاطلاع عليها ايضا من اجل اقتناءها و تعزيز مكتبتكم بما هو الأفضل و المميز دائما.
أبو حيان التوحيدي نموذج إشكالي لمفكر موسوعي، يتأبّى على التصنيف. أو الحصر في مجال معرفي بعينه، وربما يمكن أن نطلق عليه "المفكر البيني"، ذلك أنه بوصفه ذاتاً مفكرة وكاتبة، يتحرك بيسر ورشاقة عقلية لافتة بين الحقول المعرفية المتنوعة والمتباينة. ولا أبالغ إن إدّعيت أنه ينشئ نصوصه المتعددة يصوغها، في تلك المساحات البينية الملتبسة والمتفاعلة والمتداخلة بين الحقول المعرفية المختلفة. ومن هنا تتسم نصوص التوحيدي بالزخم المعرفي والقيمي المترع بالمفارقات والتناقضات والاحتمالات التأويلية المفتوحة والثرية. وحين يخوض الباحث مغامرة البحث في نصوص التوحيدي، فإنه يجازف في مسارب خطرة، ولعلها أقرب إلى المتاهة التي كلما أوغلت فيها الذات القارئة، أدركت أنها واقعة لا محالة في فخاخ النصوص المراوغة المخايلة، والتي تهدم تماماً أي تصور يقيني على أن الفهم هو امتلاك المفهوم! بل يمكننا القول: إنه لا سبيل إلى السيطرة العقلية أو أوهام التفسير النهائي أو مزاعم القراءة الموضوعية المحايدة فيما يتعلق بنصوص التوحيدي، أو هذا ما أتصوره وأدعيه! أصابتني نصوص التوحيدي بفتنتها المغوية ونزقها العميق، واستدرجني زخم التناصات الثقافية المتباينة والثرية.. نصوص متعددة المستويات، شديدة التعقيد والعمق، رغم ما قد يتبدّى أحياناً من ظاهرها السهل السلس.. بل يمكننا القول: إنها نصوص إشكالية ومركبة، بل مرهقة للقارئ لأنها تستدعي إلماماً معرفياً وثقافياً واسعاً عميقاٌ بشبكة العلاقات النصية، بكافة مستوياتها، وتاريخياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً وعقيدياً، إلخ؛ ذلك أن نصوص التوحيدي تفتحنا على العديد من النصوص الأخرى في الحقول المعرفية المختلفة المهيمنة في زمن التوحيدي، نصوص معاصريها فحسب، بل مع التراث الثقافي السابق عليها في مجالات متنوعة.. بل يمكننا القول: إن هذه النصوص انطوت في أعماقها على إرهاصات مبدئية وبذور جينية لما تبلور فيما بعد من إشكاليات، تطورت ونضجت تدريجياً فيما تلا من نصوص، خصوصاً في مجال التصوف، والفلسفة ذات الطابع الصوفي إذ صح التعبير، ناهيك عن المساهمة الإبداعية الخلاقة في مجالات اللغة والبلاغة والأدب، وغيرها، كالآداب السلطانية، على سبيل المثال لا الحصر.
الجنس ثقافة تمثيل للسلوك الإنساني عن العلاقة الثنائية بين قطبي الحياة، الذكورة / والأنوثة، وهي ثقافة تنطوي على عدد كبير من العناصر، ذات الصلة المباشرة بالحاجات البايلوجية التي تجد لها تجسدات حيوية في الإتصال الإدخالي مع المجال المؤنث / الأنوثة، كذلك تتمثل السلطة الدينية / والإجتماعية التي أسست منظومتها وقوانينها الخاصة والمرتبطة بالجنس وصبغه عبر كلية ذلك الخطاب الإنساني وتصوراته. ستحاول هذه الدراسة البحث في عناصر الجنس ذات العلاقة بالديني، الذي شرع نظاماً إخصابياً في العصور المبكرة للحضارات في الشرق الأدنى القديم ومنها عقائد الجنس المقدس / أو الزواج الإلهي. وهدف الدراسة الأول ملاحقة - الجنس المقدس - الحكايات والإشارات النصية التي انطوت على تلك الطقوس والكشف عنها، لا بإعتبارها خرقاً للوصايا الموسوية، أو خلخلة للإنسجام الإجتماعي / الأخلاقي، وإنما بإعتبارها معتقداً دينياً عرفته الحضارات الشرقية وكرسته مجالاً طقسياً مقدساً، مع إستفادة واضحة من العناصر الدينية التي عرفتها الحضارة السومرية / عبر نصوص شعرية ما تزال إلى الآن مؤثرة وفاعلة في تجديد الخطاب الشعري العربي المعاصر، تلك النصوص المرتحلة مع عناصرها الدينية والمعرفية، صعدت نحو الحضارة السورية / الكنعانية وتتشابك معها وتمنحها ملمحاً لا يمكن التمويه عليه وتغطيته، وما يهمنا هنا ملاحقة الخصوبة كنظام فكري إحتل مركزاً مهيمناً في الحضارة السومرية.
ليس المقصود بالثقافة الثالثة - كما قد يتبادر إلى ذهن المرء أوّل الأمر - أن تكون تركيباً تخليقياً يجمع الثقافة العلمية مع الأدبية ليخرج منها بخلطة ذات عناصر متوازنة من تينك الثقافتين؛ بل يجادل بروكمان في أطروحته الفكرية بأنّ نموذج المثقف الشكسبيري الذي عُدّ النموذج الأعلى للمثقف الموسوعي حتى خواتيم العصر الفكتوري لم يَعُد صالحاً ليكون النموذج المبتغى في عصر مابعد الثورة التقنية الثالثة التي نشهد مفاعيلها في حياتنا الحاضرة، ولم تعُد الثقافة تمتلك دلالاتها المرجعية بمقدار التمرّس في الدراسات الإغريقية واللاتينية والتواريخ الكبيرة، وكذلك لم تعد الثقافة دلالة على الإنعطافات الثقافية المبتكرة حتى لو تلبّست بمسوح الثورية المتطرفة التي شهدنا آثارها في حركات الحداثة ومابعد الحداثة إلى جانب الحركات الفرعية التي تفرّعت منها أو إعتاشت على نسغها مثل: البنيوية واللسانيات والسيميوطيقا وتحليل الخطاب،،، إلخ من مفردات السلسلة الطويلة؛ بل صار العلم وعناصره المؤثرة في تشكيل الحياة البشرية وغير البشرية هو العنصر الحاسم في الثقافة الإنسانية بعد أن غادر العلم مملكة الأفكار والرؤى الفردية والآيديولوجيات وصار قوة مرئية على الأرض بفعل مُصنّعاته التي لامست أدقّ تفاصيل الحياة البشرية
إنَّ الذين يجدون الدِينَ مُمِلّاً، أو لا حاجة إليه أو مُهيناً لن يروا في عنوان كتابي عائقاً. إنَّ هذا الكتاب ليس عن الله بل عن الأزمة التي نشأت عن اختفائه الواضح. والخوض في هذا الموضوع يبدأ بعصر التنوير وينتهي مع بروز الإسلام المتطرِّف وما يُسمّى بالحرب على الإرهاب. وأبدأ بإظهار نجاة الله من عقلانيّ ة القرن الثامن عشر، وأنتهي مع اختفائه المُفاجئ من عصرنا المُفترَض أنه بلا إيمان. والسرد الذي لجأتُ إليه، بالإضافة إلى أشياء أخرى، يتّصل بحقيقة أنَّ الإلحاد ليس سهلاً كما يبدو. لطالما كان الدِّين إحدى الوسائل القوية لتبرير السلطة السياسية. ولا شك في أنَّ من السُخف اختزاله إلى هذه الوظيفة. فإنْ كان قد قدَّم اعتذاراً جباناً إلى السلطة، فإنه أيضاً عمل بين حين وآخر عمل الشوكة في جنبها. لكنَّ الله لعبَ دوراً حيوياً في الحفاظ على السلطة السياسيّة بحيث إنَّ ضعف دوره في عصرٍ عِلمانيّ لا يمكن حتى لمَنْ لديهم أوهى إيمان به أنْ يُرحّبوا بذلك الضعف باتزان. ولذلك، بدءاً بفكر عصر التنوير وحتى الفن الحديث، تتولّى سلسلة كاملة من الظواهر مهمّة التزويد بأشكالٍ بديلة للتسامي، لتملأ الفجوة التي كان يشغلها الله سابقاً. إنَّ جزءاً من حجّتي هو أن أشد البدائل قُدرة كان الثقافة، بالمعنى الأوسع وليس الضيق للكلمة.
ثمة علاقة قديمة بين الثقافتين العربية والروسية، أخذت خصوصية واضحة منذ عهد بطرس الأكبر، وفي القرن العشرين كان التبادل الثقافي العربي الروسي مزدهراً، وكان للمستشرقين الروس نشاطات واسعة في قراءة الثقافة العربية، وبعد التحولات الكبرى في روسيا في نهاية القرن العشرين والتحولات العاصفة في الساحة العربية، كان المشهد يحتاج إلى قراءة جديدة بأقلام روسية حادة.
تعدّ موضوعة الثقافتين: العلمية والأدبية واحدة من الموضوعات الجوهرية التي ألقت بظلالها على مجمل التطور الإنسانيّ وبخاصة بعد عصر التنوير والأنسنة الأوربية، وتفاقمت مفاعيل هذه الموضوعة بعد عصر الثورة الصناعية (بأطوارها المختلفة) وتعاظم دور العلم وتمظهراته التقنية في الحياة البشرية وتغلغله في قلب السياسات الحكومية على مختلف الأصعدة. إنّ الحديث عن ثقافتين متمايزتين: ثقافة علمية وثقافة أدبية هو بعض حديث الزمن الذي مضى جارفاً معه الكثير من مخلّفات الأفكار المتكلّسة التي رسخت طويلاً في العقول، وممّا لاشكّ فيه أنّ الممارسات التعليمية والأعراف المجتمعية السائدة رسّخت كثيراً من تلك الأفكار عبر تقسيم التخصصات الثانوية المدرسية إلى فروع علمية وأدبية؛ بل مضى العقل المتكلّس لوسم الدراسات الأدبية بأنها خليقة بكلّ من أوتي حظاً كبيراً من القدرة على الحفظ واستظهار المعلومات!! وأنّ الدراسات العلمية مصمّمة لهؤلاء الذين يأنسون للفهم التحليلي والقدرة الرياضياتية المميزة. إنّ هذه المواضعات ماهي إلا أباطيل شائعة، وترى الدراسات الخاصة بسايكولوجيا الإبداع البشريّ أنّ الإبداع في كلّ أشكاله ينبع من منبع واحد هو الشغف، وأنّ التمايزات النوعية بين شكل الإبداع الموصوف بالأدبيّ بالمقارنة مع نظيره العلميّ ليست سوى أقنعة تخفي وراءها المنبع الذي يتدفّق منه الشغف والرغبة في إثراء المعرفة البشرية. المترجمة
الرواية التي وضعت مؤلفها في مرتبة قائد أدب الحرب دون منازع. وهي أفضل ما كتب عن أدب الحرب. Yuri Bondarev يوري بونداريف كاتب روسي ولد سنة 1924. شارك في الحرب العالمية وكان ضابط مدفعية، انتسب للحزب الشيوعي سنة 1944، تخرّج من معهد غورغي مكسيم للآداب عام 1951. نشرت له أول مجموعة قصص بعنوان على نهر كبير ف ي عام 1953. من بين الجوائز والأوسمة العديدة التي نالها نذكر: وسام لينين مرتين. ووسام الشجاعة مرتين. وسام ألكسندر فادييف للأدب العسكري. جائزة الدولة الروسية عن سيناريو "الثلج الحار". جائزة ليو تولستوي للآداب. جائزة ميخائيل شولوخوف للآداب. -في عام 1994 رفض وسام "الصداقة بين الشعوب" من بوريس يلتسين.
تأتي رواية «الثوب»، الصادرة عن «دار المدى» أخيراً، للروائي الكويتي طالب الرفاعي لتوسّع المنجز الروائي المتمثّل في ثلاثة أعمال: «ظل الشمس، رائحة البحر، سمر كلمات». كذلك توازي تجربة الرفاعي الإبداعية، إضافة الى الممارسة الروائية، بين كتابة القصة القصيرة والمسرحية والدراسة، بمعنى أن التجربة لا تقتصر على جنس أدبي وإنما تنفتح على صوره وأشكاله النثرية. اقرأ المزيد:
الموضوع الذي خاضه هذا الكتاب، هو موضوع تأسيس جمهورية \"مهاباد\" الكردية وأسبابه ودوافعه، والتنظيمات السياسية السرية والعلنية التي مهدت له، والرجال الذين لعبوا دوراً مهماً فيه، كما يتناول سقوط هذه الجمهورية التي لم تدم سوى عام ونصف تقريباً، والأسباب التي قادها إلى السقوط السريع. على الرغم من الغنى ال تاريخي المزدحم بالحوادث والوقائع المهمة التي يخطب الباحثون ود الحصول عليها، فان المصادر المتوفرة عنها قليلة، ولا تتناسب مع أهميتها السياسية والاجتماعية، ولا مع دورها الفعال في حركة التاريخ، وتأثيرها الكبير على مجرى الأحداث في هذه المنطقة ذات الأهمية الستراتيجية، وما كتب بصدد ذلك في اللغة العربية، على الرغم من قلته التي ذكرناها قبل قليل، فانه كثير الاعتماد على ما ألّفه الأجانب الذين أهلهم تطور بلادهم الحضاري وسبقها الثقافي على سبر أغوار الأحداث التي مرت بالمناطق الكردية ، مما جعلها بحاجة دائمة إلى ترجمة تلك الكتب التي سنحت لها الفرصة بتسجيل ما فاتنا تسجيله من تلك الوقائع.
كان هذا الأسبوع الثاني له في المنزل. فقد أخبر الأطباء في المستشفى أنه لا يريد أن يموت هناك. كانت ثمة أسباب أخرى لم يعرفوها، ويجب ألّا يعرفوها. على الرغم من أنّه قد أحبَّه الجميع في تلك المستشفى ذات السرعة العالية والشبيهة بمقصف للأكلات السريعة، حتى الأطباء الذين لم يكن لديهم الوقت للنظر في وجوه المرضى بل كانوا ينظرون في أفواههم أو مؤخراتهم أو في أعضائهم الأخرى التي تؤلمهم. كانت شقتهم مثل فناء (بين المنازل) متاحة لكل مَن هبَّ ودَبّ، مزدحمة من الصباح حتى الليل، وفي الليل كان لا بد للبعض أنْ يبقى. المكان هنا ممتاز لحفلات الاستقبال، ولكنه لا يُطاق للحياة الاعتيادية: دورٌ علوي، مستودعٌ مُحوّرٌ بقواطع قُسِّمَت لحصر مطبخ صغير ومرحاض فيه دش وغرفة نوم ضيقة بشريحة للنافذة. واستوديو رسم كبير ثنائي الإضاءة. يقضي الضيوف المتأخرون والأشخاص الطارئون الليل هناك في الزاوية، على السجادة. عددهم في بعض الأحيان يصل إلى خمسة أشخاص.
هى رواية للكاتب الكولومبي غابرييل غارثيا ماركيث الحاصل على جائزة نوبل في الأدب. فهى رواية ذات طابع تاريخي حيث توثق الأيام الأخيرة من حياة الجنرال سيمون بوليبار، الذي يعتبر واحدا من الزعماء الذين شاركوا في حركة الاستقلال السياسي لدول أمريكا الجنوبية في الربع الأول من القرن التاسع عشر. ونشرت عام 1989، وتدور القصة حول الفترة الأخيرة من حياة بوليبار: رحلة المنفى من بوجوتا إلى الساحل الكاريبي لكولومبيا في محاولة لمغادرة أمريكا والذهاب إلى منفاه في أوروبا. وتدور الرواية في إطار الحديث عن روايات الحكام المستبدين، وأنه لابد وأن يتغلب اليأس والمرض والموت على الحب والصحة والحياة.
ما زالت الأساطير العراقية القديمة تثير اهتمام الدارسين والمتابعين للأدب القديم وتاريخ الحضارات في الشرق المتوسطي. وخصوصاً الأساطير السومرية، لأنها تمثل عتبة مهمة تضيء المستوى الروحي والثقافي الذي أُبدع في جنوب العراق، وظل مستمراً ومتمركزاً في تاريخ الحضارة العراقية الطويل، وصاعداً نحو الديانات المجاورة، وتبدّى في العناصر الدينية ونظامها في سورية. ولشدة التطابق بدت وكأنها منقولة عند ارتحالها، لذا فإن للأساطير السومرية مساحة واسعة في التداول والاتصال من هنا كان حجم تأثيرها وهيمنتها. وأكثر الأساطير تعمقاً وتداولاً تلك التي كانت فيها الألوهة المؤنثة ذات دور فعال، ومتأت من طبيعة بلاد وادي الرافدين وخصائصها الطبيعية التي تستدعي اهتماماً بنظام الألوهة المؤنثة، وعبادة الأم الكبرى، وصلتها مع عقائد الحياة والخصوبة/ التجدد والانبعاث. ولعب الجنس، كنظام دلالي، دوره الحيوي في هذه العقائد والشعائر، لأن البنية الذهنية الأسطورية، لم تتعامل معه باعتباره استهلاكاً للرغبة والنشاط بل كونه فاعلاً في تطوير الحياة والحفاظ عليها وتحقيق التوازن في الطبيعة والكون، وحركة الأوقات وانتظام الفصول، وأضفى الفكر العراقي القديم صفة القداسة على طقوس الجنس التي صارت فعلاً إلهياً، يحتفل به. وأنتجت المرحلة السومرية كثيراً من الأساطير والقصائد والأناشيد في هذا المجال الحيوي. بحيث صارت هذه النصوص رأسمالاً ثقافياً، ساهم بقوة في الاستدلال على طبيعة الحياة وعقائدها.
كان هذا مسافراً جديداً، ركب السفينة من جزيرة كونيفتس دون أن يلحظه أحد منا. وكان حتى ذلك الحين صامتاً، فلم يلتفت اليه أحد، ولكن الجميع حدّقوا به الآن، ومن المحتمل أنهم دهشوا جميعاً لأنه ظل إلى ذلك الحين لا يلفت نظر أحد، كان رجلاً هائل الطول ذا وجه أسمر مفتوح، وشعر كثيف متموج رصاصي اللون لما يخالطه من شيب على نحو غريب. كان يرتدي قمبازاً يشد عليه حزاماً عريضاً من أحزمة الرهبان ويعتمر طربوشاً أسود من الجوخ، وكان من المستحيل أن يحدس أحد هل كان راهباً أم مبتدئاً في الرهبانية، لأن رهبان الجزر في بحيرة لادوجسكويه، لا يلبسون دائماً القلنسوات السود ليس في رحلاتهم فقط، بل وفي داخل الجزر أيضاً، ولبساطتهم الريفية يقتصرون على الطرابيش، وقد تبين فيما بعد أن رفيق سفرنا هذا رجل ممتع للغاية، ومظهره لايمكن أن يعطيه من العمر غير ما يزيد على الخمسين سنة بقليل، ولكنه كان عملاقاً في المعنى الكلي لهذه الكلمة، بل نموذجاً للعملاق الروسي البسيط القلب الطيب النفس الشبيه بالجد إيليا موروميتس المصّور في لوحة فيريتشاغين الرائعة، وفي قصيدة الكونت اليكسي تولستوي.
مؤلف هذا الكتاب هو الشاعر والناقد العراقي محمد جواد الغبّان الذي ينحدر من مدينة النجف نفسها التي ينحدر منها الجواهري. تلقى تعليمه في هذه المدينة المقدسة، ونشأ في أحضان أسرة تهتم بالعلم والفقه وعلوم اللغة، شأن أغلب الأسر النجفية، فقد كان والده عبد الكاظم الغبّان شاعرا، وكذلك خاله محمد علي اليعقوبي، وهو وجد نفسه يميل إلى الشعر أكثر من أي شيء آخر، وقاده هذا الاهتمام إلى إصدار عدة كتب تتعلق بالشعر، فقد صدر له كتاب «المعارك الأدبية حول الدعوة إلى تحرير المرأة في الشعر العراقي المعاصر». وكذلك اصدر مجلدا في أربعة أجزاء تحت عنوان «مختارات الغبان من ديوان الشعر العربي»، وهو معجب إلى حد بعيد بشاعرين كبيرين هما المتنبي كشاعر قديم، والجواهري كشاعر معاصر، وكتابه «الجواهري..فارس حلبة الأدب» يأتي كنتاج لإعجابه بهذا الشاعر، وصداقته له، وقناعته بان الجواهري، ورغم الدراسات الكثيرة التي صدرت عنه، غير انه لم يأخذ حقه من الاهتمام، فمنجزه الشعري الوافر يحتاج إلى إعادة القراءة بصورة مستمرة.
كما وعرفه الآخرون بـ "شاعر العرب الأكبر" و"كبرياء العراق" و"نهر العراق الثالث"... وبالرغم من كل ذلك، فإن المواطن العراقي، وبشكل خاص من لم يتجاوز عمره العقد الرابع، لا يعرف الكثير عن هذا الرمز الثقافي والوطني الشامخ، نتيجة التعتيم شبه المطلق الذي مارسه النظام السابق قرابة ربع قرن، وقلة من كتب عنه في المرحلة السابقة منذ عام 2003.... وأضافت المقدمة التي كتبها كفاح، ألابن الاصغر للجواهري: أن الهدف من المؤلََف ليس" أن يكون مرجعاً بحثياً للنخب المتخصصة التي لديها الطبعات شبه الكاملة المتعددة من ديوان الجواهري، وإنما ان يكون مصدراً للعامة من محبي الجواهري المتطلعين للمزيد من المعرفة عنه، لذلك، وبحسب اعتقادنا، فإن القصائد والمقاطع المختارة منها تعطي صورة واضحة وكافية لهذه الجمهرة الواسعة من المواطنين، عن شعر الجواهري ومواقفه ورؤاه للشعب وحكامه". وقد حوى الكتاب اضافات لما لم ينشر، او يُشار له، من شعر الجواهري، وبعض توضيحات وخلاصات عن " التباسات" هنا وهناك... ذلكم الى جانب مقدمات ورؤى ومحطات في حياة الشاعر العظيم، الانسانية والفكرية والوطنية والتاريخية، موثقة من معايشات ومشاهدات يومية، لنجله" كفاح" وأبن اخته "رواء" الذيّن رافقاه في بغداد وبراغ ودمشق، وأتمنهما الرمز الخالد، لسنوات طوال... ومن هنا تأتى الاهمية الاضافية، بل والاستثنائية، للكتاب الجديد.. أما الخاتمة التي جاء عنوانها "... وبعضٌ مما بعد الرحيل" فقد ثبت خلالها رواء الجصاني، وبايجاز ايضاً، مؤشرات ووقائع سريعة عما أنشغل به الناس، نخباً وافراداً، كما ومؤسسات، بعد رحيل شاعر العراق والعرب الاعظم، في القرن العشرين، على الاقل
( الجواهري هذا المغني لنور الشمس) للكاتب والأديب ( عبد ألأمير شمخي الشلاه ) ، وتصدرت واجهة الكتاب صورة الشاعر الكبير (محمد مهدي الجواهري) ، ويقع الكتاب ب471 صفحة من الحجم الكبير وبورق أبيض صقيل . سألت الصديق الباحث ( عبد الأمير شمخي الشلاه ) عن سبب اختياره لعنوان كتابه وقلت له من أين لك هذا المغني لنور الشمس ؟ ، قال لي أن الجواهري الكبير هو الذي وضع عنوانة كتابه !! ، قلت كيف وضعها ؟ ، ومتى ؟ ، قال ألم تقرأ ( على قارعة الطريق ) بمذكرات الجواهري ؟ ، قلت قرأتها ، أجابني بأنه أستل عنوان كتابه من مذكرات الجواهري والتي يقول فيها ، - الحديث للجواهري - مع عابر سبيل ، ( أأنت مسافر مثلي ؟ فقلت له : لا بل أنا شريد قال : وأين وجهتك الآن ؟ قلت : وجهتي أن أضع مطلع الشمس على جبيني وأغذَّ السير حتى إذا جنني الظلام أقمت حيث يجنني .. وسرت عند طلوع الفجر وعندما حان موعد الوداع قال صديق ( قارعة الطريق ) وداعاً أيها المغني لنور الشمس !!! وداعاَ أيها الشريد ... ) .
هنا تحت ذراعك وأنت تسير على غيمة من ذهول حالم شاشات مترامية الأبعاد تظهر عليها تفاصيل ذكرياتك، براقة متفجرة الألوان زاهية حيناً، ضبابية غامضة عسيرة الوضوح حيناً آخر. عدتك تلك، قربت الأبعاد التي تلاشت.. الهيئات والفضائات المترامية الجدران المصمتة والنخرة المتهاوية.. الواحة والصحراء.. النهر المتدفق والجدول الرائق.. ضفاف الطين والرمل.. وأرضاً مشت فيها أخاديد الجفاف المعروقة... هنا سعف النخل المتناثر الهفهاف كشعور السعالي في ليلة عاصفة هنا حزنها الأزلي المستوحش في لفح هاجرة صموت. هنا تحت ذراعك جبال كردستان الملونة تتدرج بوضوح عبر الزرقة البنفسجية من أوشحة الغروب تخال السلاسل المتلاشية في الأفق البعيد تمتد إلى أبدية غامضة.. هنا وتحت ذراعك الوطن الذي تستحضره متى ما أمضك الشوق وانهكتك الغربة.
يقف ج.د.سالنجر وحيداً منفرداً بين الكتاب الأمريكيين المعاصرين، فهو من مواليد 1919، وبدأت شهرته مع أول أعماله التي كتبها في نحو عشرين عاماً، ثم توقف واختفى عن الأضواء في الريف البعيد. "الحارس في حقل الشوفان" رواية من أهم أعماله، ترجمها الروائي الراحل غالب هلسا بلغته المشرقة، وترجم له الشاعر بسام حجار خمس قصص قصيرة، بينما ظلت أعماله الأخرى بعيدة عن القارئ العربي.
بين التسامح وتقديس الحرب, وبين الكلمة الطيبة وتصعيد الجهاد بالسيف, مسافة ما بين الحياة والموت.. وهي المسافة التي قطعتها المسيحية والاسلام في الحروب الصليبية.. والحروب الهلالية, مثلاً. فما الذي حدث, وكيف, ولماذا..؟ والى أين تمتد جذور الصراعات الدموية التي ترتدي لباس الدين, ويدفعها التعصب الأعمى الى إلغاء الآخر أو قتله..؟ وكان من أهم ما تناوله الكتاب من موضوعات ما يلي: الحرب والدين المسيحي, من يسوع الى شارلماني( القرون 1-8), رفض العنف. المسيحيون والحرب في الإمبراطورية الرومانية الوثنية,