اخر الغجر - فوزي كريم - المدى
علانا المشيب. ولم تعدْ الريحُ ترعى ضفائرَنا. وأفراسُنا سمُنت. ومراقدُ من ماتَ صارتْ مَزارا! كلما فاجأتنا رياحُ الهضاب أصَتْنا، كأنا عظامٌ مجوّفة. ليس يجرؤ ذئبٌ على سحنةِ الليلِ فينا. ولا الشمسُ تدخلُ آبارنا. غير أنا، بذاتِ التواتر، لمْ نُبطلِ النسلَ. أيها المتحاشون منا اقترابا خفّفوا وطأةَ الحذر. قدْ ترونَ مرابعَنا طللاً وهياكلَ. لسنا ضحايا وباءٍ مضى، ووقودِ حروبٍ جرتْ، بلْ مرايا لكم علانا المشيب. ولم تعدْ الريحُ ترعى ضفائرَنا. وأفراسُنا سمُنت. ومراقدُ من ماتَ صارتْ مَزارا! كلما فاجأتنا رياحُ الهضاب أصَتْنا، كأنا عظامٌ مجوّفة. ليس يجرؤ ذئبٌ على سحنةِ الليلِ فينا. ولا الشمسُ تدخلُ آبارنا. غير أنا، بذاتِ التواتر، لمْ نُبطلِ النسلَ. أيها المتحاشون منا اقترابا خفّفوا وطأةَ الحذر. قدْ ترونَ مرابعَنا طللاً وهياكلَ. لسنا ضحايا وباءٍ مضى، ووقودِ حروبٍ جرتْ، بلْ مرايا لكمْ. نقطعُ الشوطَ لا نقتفي أثرا. أو نحاولُ مجداً وراءَ الخرائبِ مندثرا. ولنا أملٌ أن نحاورَكم. أنْ نحاورَ فيكم فماً لا يكفُّ عن الإبتهالْ، ودماً يتطلَّعُ للشمس، يرقبُ خيطَ الزوالْ في استدارتها حين تغربُ! هذا سبيلُ الرجوعْ، أيها الساكنون جسدا زائلاً، مثقلاً بمذاقِ الدموعْ.
السعر القديم: 5.250د
3.750د