مهما يكن من أمر فإن شعرالكرخي سجل مجتمعه , أودعه عاداته التي ألفها,و تقاليده التي اتبعها , و صفاته التي اتصف يها . و لم يغادر دقيقاً و لا جليلاً منها إلا أثبته و أحصاه , حتى ما أصلح عليه أرباب المهن و الصناعات و الحرف ,و ما كان ينادى به الباعة المتجولون .فهو إذاً شعر يصوّر لك مجتمع الشاعر في العهد الذي عاش فيه تصويراً صادقاً. يقول المؤرخ الأستاذ عباس العزاوي :إن المرحوم الكرخي لامس الحياة ,فاكتسب الرغبة ,و نال المكانة من نفوس القوم في سوادهم الاعظم ,تمكن من التعبير عن رغائبهم .لقد حاول أن يبلّغ الفكرة الحقة عن طريق الأدب العامي في جده و هزله بل تمكن ,و تيسر له ذلك .و أضاع أدباؤنا طريق الصواب فحرموا تفهيم السواد الأعظم و كان نصيب شاعرنا العامي .
"هكذا تم اللقاء القدري وبدأت قصتي أنا مع هذه الحكاية .. حملت إليّ المرأة هذه الأوراق قائلة إنها تلقتها بالبريد من جارها، بعد انتقاله من شقته. لم يكتب الفتى عنواناً ولم يقل أي شيء في رسالته التوضيحية غير التحية وهذه الكلمات. اسمحي لي يا جارتي الطيبة أن أبعث بأوراقي هذه إليك. لقد أتممت كتابتها وانتهيت منها، وأكملت يد أُخرى مراجعتها وتشذيبها قبل انتقالي من الشقة وأنا لا أريد أن أعود اليها بعد تنقيحها هي فأغيّر وأبّدل ما كتب قد كتب كما تقول الأمثال أو الكتب القديمة ! لم أعد أتذكر أين قرأت هذه العبارة! وصدقيني يا سيدتي إن بقاء هذه الأوراق قريبة مني يسبب لي، إضافة إلى رغبتي بتجميل أسلوبها مزيداً من الأسى والحزن الشخصيين، ما لا أحتمله فقد أنهض من النوم أو عن المكتب فجأة وأمزق هذه الأوراق.. لا لشيء إلا لأنها السبب في إثارة أساي وحزني.. وأنا لا أود أن أمزق أوراقي هذه وأرميها، إنها جزء من حياتي كما يُقال في الكتب. وأنا لست كاتباً أديباً ، فما أنا غير مترجم! وصدقيني أيضاً إن هذه الأوراق لا تنطوي على شيء، مهما صغر، قد يسبب إحراجاً لك أو يمكن أن تخجلي منه، هي أوراق شخصية لا تعني أحداً سواي احتفظي بها يا سيدتي عندك، ودعيها نائمة في سلام، فإذا ضقت بها ذرعاً في يوم من الأيام أودعيها يداً أمينة.. وستأخذ طريقها المقدّر ساعة يُراد لها أن تأخذه ! وتذكري جاراً لن ينسى دفء يدك الصديقة! .
الطعام ليس كالحِرَف الأخرى التي ابتكرها الإنسان لإدامة وراحة عيشه. إنّه حاجة ضروريّة، متأصِّل في بيولوجيّة إدامة وجوده وبقائه. ومع ظهور الإنسان العاقل المحمّل بقدراته الإبتكاريّة، ابتكر تنوّع الطعام، وأصبح يملّ تكراره. وأصبح الإبتكار هو القوّة المحرِّكة لتطوّر حضارة الإنسان. ومع تقدّم الحرفة وابتكار الإنتاج الزراعي والفائض في الإنتاج، ظهرت قدرة الإنسان على البذخ. وتطوّرت حِرْفة الطعام من موقعها العائلي التي كانت مسؤولة عنها النساء إلى حرفة يقودها الطبّاخ، ابتداء بطبّاخ الحملات العسكريّة، إلى طبّاخ السُلْطة. فاكتسبت مقاماً مرموقاً في المجتمع، ومن هنا ظهر الطبّاخ الفنّان الذي أخذ دوره في تطوّر الحضارة إلى جانب النحّات والمعمار والموسيقار والمغنّي وغيرهم من روّاد الحضارة. إن سيرورة تطوّر الطعام كانت متعثِّرة خلال المراحل التاريخية، تنتعش وتتهذّب كلّما تنضج وتتقدّم الحضارة، وتتدنّى وتخمد عندما تكبت قدرات الإبتكار. فإذا أردنا تقييم معيار تطوّر مجتمع ما، علينا أن نشاهد ما يأكل من طعام، والموقع الاجتماعي الذي يُمنح للطباخ، وطريقة تنظيم الطعام وتناوله حول المائدة. يقدّم الكتاب عرضاً مسهباً للتفاعل بين تطوّر الحضارة بعامّتها، باختلاف وتنوّع صيغها ومراحلها في الشرق والغرب، مع تطوّر طقوس إعداد الطعام وتناوله.
تتبع "خالد القشطيني" في عمله هذا ظاهرة الفكاهة في تاريخ العراق المعاصر بدءاً من الحكم الملكي، مرورا بالأنظمة الجمهورية المتعاقبة، وانتهاء بالرئيس جلال طالباني الذي كان يدون النكات، ويستمع إليها بشغف، وقيل أنه يرويها للمقربين منه بمتعة كبيرة حتى وإن كان هو موضوعها أو الشخص المستهدف فيها. يتضمن الكتاب ثلاثين فصلاً ممتعاً، إضافة إلى قصيدة فكاهية ظريفة كتبها الشاعر غازي القصبي تتبع "خالد القشطيني" في عمله هذا ظاهرة الفكاهة في تاريخ العراق المعاصر بدءاً من الحكم الملكي، مرورا بالأنظمة الجمهورية المتعاقبة، وانتهاء بالرئيس جلال طالباني الذي كان يدون النكات، ويستمع إليها بشغف، وقيل أنه يرويها للمقربين منه بمتعة كبيرة حتى وإن كان هو موضوعها أو الشخص المستهدف فيها. يتضمن الكتاب ثلاثين فصلاً ممتعاً، إضافة إلى قصيدة فكاهية ظريفة كتبها الشاعر غازي القصبي خصيصا للقشطيني الذي جلس على عرش صدام حسين، ملتقطاً صورة بليغة أثارت خشية القصبي عليه من "عدوى الطغاة وشهوة البطش" فعارضها القشطيني بقصيدة لا تقل ظرفا وفكاهة من سابقتها. وفي الكتاب أيضا يحدثنا القشطيني عن الجاحظ ونكاته، كما يتوقف عند مجان الكوفة وبغداد الذين كانوا يبيحون لأنفسهم كل شيء تقريبا، ومن أشهرهم أبو نواس، وبشار بن برد، ومسلم بن الوليد، ودعبل الخزاعي، وأبو الشمقمق، وإمامهم أبو عبد الله الحسين بن أحمد البغدادي. ولم يقتصر الظرف على المجون، وإنما نجده يمتد إلى الجوانب النحوية في علم اللغة، ولعل أبرز اللغويين الذين تردد إسمهم في الفكاهات اللغوية هو أبو علقمة النحوي الذي كان يتهكم من قواعد "المضمر والمستتر"، وله أبيات ظريفة يذكرها الكتاب في تأويل "قرقرة البطن". وهكذا يأخذنا الكتاب في جولة فكاهية ممتعة وظريفة لن نمل حين قراءتها.
كانت كركوك ومناطق أخرى مثار صراع بين الحكومات المتعاقبة والكورد المتمركزين في المنطقة منذ آلاف السنين، ويسبب هذا الصراع اتجهت غالبيتها التي سبقت السقوط عام 2003 إلى تنفيذ برامج مقننة لتغير طبيعة هذه المناطق، فأُسكنت فيها آلاف العوائل العربية التي جلبتها من الوسط والجنوب وكذلك من الشمال العربي، ورَحل تْ منها في ذات الوقت الآلاف من الكورد أصحاب الأرض الأصليين.
يبتدئ الكتاب بتمهيد يستعرض فيه ظاهرة الصراع في اطار زمني أزلي يحدده مع نشأة الخليقة ونزول آدم على الأرض،ليبدأ من داخل الإنسان نفسه،صراع بين الخير والشر، وبين الحق والباطل،ليرافقه ويحدد شكل عالمه،وعلاقته بالآخرين، فيمتد تأثيره عليهم،ويصبح سنة من سنن الحياة،فتنشأ على اساسه دول وأمبراطوريات وحضارات تنهض وتسقط في مجرى طويل للحياة،تخترقه فترات هدوء وسلام وتوترات وحروب تباينت شدتها ومدتها تبعا ً لمثيراته في الزمان والمكان المحددين،وهذا ما حفز الكثير من الفلاسفة وعلماء النفس والسياسة بوضع نظرياتهم لتحديد انواعه واشكاله التي يتطرق اليها المؤلف باختصار في هذه المقدمة التمهيدية لينتقل بعدها وعبر ثمانية فصول الى بحث الصراع الدولي والتوازن، عبر عدة مواضيع، ومناقشة آراء قادة المنظرين السياسيين والفلاسفة. الفصل الأول من الكتاب جاء بعنوان (رؤية في موضوع الصراع الدولي)بين فيه تطور الحرب، وتعدد اساليبها، وادواتها عبر التاريخ،وارتباطها بتطور العلوم التكنولوجية،فيسوق عدداً من الأمثلة المستوحية من التاريخ القديم للدلالة على نتائج الحاضر، لتساعدنا على فهم طبيعة الصراع،وتبيان تطور العلاقات في السياسة الدولية للقرن الواحد والعشرين،الذي تميز بازدياد عدد الدول،وبروز انظمة متعددة لها رؤى متباينة عن طبيعة الصراع واستخدام القوة. كما يتطرق الى عامل القانون والأخلاق باعتبارهما أحد العوامل الفاعلة التي تقلل من استخدام القوة وتلعبا دوراً متميزاً في السياسة الدولية،ويسوق مثالاً على ذلك غزو صدام حسين للكويت وضمها للعراق، وكيف أن غالبية الدول رأت فيه عملاً مخلاً للقانون الدولي، ويتعارض مع الأعراف الدولية. اما الفصل الثاني من الكتاب فقد جاء بعنوان (بنية الصراع في القرن العشرين) فيبن فيه بأن دوافع انتقال الصراع الى المستوى المسلح محاولاً أن يرجعه الى تفاعل ثلاثة عوامل: تتجسد في الخصائص الفردية للحاكم، وشكل نظام الدولة،والنظام السياسي الدولي،وللمضي في شرح وتحليل ذلك يوضح المؤلف ماهية النظام السياسي، وبنية الصراع،ودوافعه وانعكاسات الماضي على الحاضر. لينتقل بعدها الى الفصل الثالث. في الفصل الثالث (ميزان القوى والحرب العالمية الأولى)يتطرق د. إحسان الى ميزان القوى باعتباره واحدا من أوسع المصطلحات استعمالاً وانتشاراً واشدها تعقيداً في السياسة الدولية، ولطالما عده الباحثون والسياسيون السبب في حدوث الحرب العالمية الاولى.ولفهم معنى التوازن يعرفنا المؤلف على ماهية القوة ومصادرها،مبينا الاساليب المباشرة، وغير المباشرة لاستعمال القوة مثل: الاساليب العسكرية والقومية والاقتصادية لينتقل بعد ذلك الى الفصل الرابع من الكتاب. بحث في الفصل الرابع (الأمن الجماعي والحرب العالمية الثانية) نظام الأمن الجماعي الذي افرزته مأساة الحرب العالمية الأولى حيث دعت الحاجة إلى تأسيس منظمات وقواعد تنفذ الاتفاقيات،وعلى ضوء ذلك كما يذكر المؤلف سعى ولسون –رئيس الولايات المتحدة في تلك الفترة – الى تحقيق فكرة انشاء عصبة الأمم. يمضي الباحث د. إحسان بتحليل بنود ميثاق عصبة الأمم،موضحاً تباين مواقف الدول الكبرى منها والاسباب التي ادت الى فشلها كمنظمة لم تستطع منع وقوع الحرب العالمية الثانية،التي كانت ويلاتها أضعاف ويلات الحرب العالمية الأولى.وفي هذا الفصل ايضاً يناقش الآراء التي تؤكد على مبدأ الحتمية في وقوع الحرب الثانية بالرجوع الى اعتماد مبدأ التضاد. بعد ان يوضح مفردات الصراع التي افرزتها الحرب الثانية ينتقل الى الفصل الخامس وفيه يطرح و يناقش مسألة (الحرب الباردة) بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، والتي بدأت بنهاية الحرب العالمية الثانية، وانتهت بعد أربعة عقود في عام 1989،ولم تشهد خلالها سوى القليل من المفاوضات،مما اثير جدلاً كبيراً بين الفقهاء والسياسيين وطرح عدداً من الأسئلة: من المسؤول عن اشعالها؟ وما هو السبب؟ ولماذا لم تحدث حرب فعلية بين هاتين الدولتين،مع انها استمرت كل هذه السنين؟ ولماذا لم تتحول الى حرب عالمية ثالثة؟ يجيبنا الباحث د.إ حسان على هذه الأسئلة جميعاً عند تطرقه الى موضوع السلاح النووي في الردع والسياسة وتوازن الرعب والقضايا الأخلاقية في الردع النووي. لينتقل بعد ذلك الى الفصل السادس. الفصل السادس جاء تحت عنوان (التدخل في الصراعات الإقليمية) ويناقش فيه قضايا تتعلق بالصراعات الاقليمية. وبعد أن يعرفنا بمفهوم التدخل، والسيادة، وتقرير المصير، يربط هذه التعاريف والمفاهيم بمنطقة الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي وغزو صدام للكويت ليؤكد في نهاية الفصل على أن منطقة الشرق الأوسط ستبقى منطقة من أكثر مناطق العالم الساخنة. اما الفصل السابع من الكتاب (مفهوم القوة في الاتكال المتبادل)يطرح فيه ويناقش قضايا تتعلق بالاقتصاد والنفط وعلاقتهما بصراع القوى وميزان القوى، محاولاً أن يسجل فيه رؤيته الخاصة عن هذه العلاقة.وبه يكون قد انهى بحثه خلال القرون الماضية ليدخلنا الى الألفية الثالثة في الفصل الثامن. في الفصل الثامن (نظرة الى المستقبل من زوايا الصراع) يتطرق الى عزم زعماء ورؤساء وملوك دول العالم في بداية الألفية الثالثة على حل مشاكل البشرية وتحسين اوضاعهم الاقتصادية والصحية والثقافية في القمة العالمية التي انهت اعمالها في مطلع شهر أيلول عام 2000.ومن خلال مناقشته لقرارات هذه القمة يؤكد بانه لابد من تعاون دولي وعمل جماعي مشترك، وعلى الدول العظمى وخاصة الولايات المتحدة ان تبذل جهداً استثنائيا ينسجم مع سيادتها،مما دفع البعض الى التساءل هل هو البديل عما سمي بالنظام العالمي الجديد؟ وهل ينسجم مع فكرة افول الدولة الوطنية في ظل العولمة؟وهل هناك علاقة بين الفاعلية والاقليمية والبيئوية وغيرها من الأسئلة التي يجيب عليها د. إحسان في هذا الفصل. وبنهاية الفصل الثامن يكون د. إحسان قد انهى هذا الكتاب القيم وعرفنا بماهية الصراع وتوازن القوى وفق المنهج العلمي التحليلي،وأثبت لنا بأن التاريخ رفيق الحرب.
كيف الغجر دراسة أنتروبولوجية اجتماعية لجماعات الكاولية في العراق – لي الدكتور حميد الهاشمي هو دراسة تتناول موضوع الغجر بلمحات عامة تتطرق إلى التعريف بهم وأصولهم وتسمياتهم مع تركيز خاص على غجر الكاولية في العراق . جزء من فهرس الكتاب : من هم الغجر والكاولية ؟ – هل الغجر جماعة إثنية ؟ – تسميات الغجر في العالم -فرضيتنا في تسمية الكاولية – فرضيات في أصل الغجر- خلاصة – الخصائص المشتركة للغجر في العالم – الغجر والهولوكوست – الغجرأو الكاولية في العراق – أعداد الكاولية في العراق – القرابة والزواج في مجتمع الكاولية – القرابة – الأسرة في مجتمع الكاولية – المرأة رب أسرة في مجتمع الكاولية – الحالة الزواجية – الحالة التعليمية للكاولية – نظام الزواج في مجتمع الكاولية – مراسيم الزواج عند الكاولية – النسق الديني – الممارسات الدينية للكاولية – النسق الإقتصادي – النشاطات الإقتصادية الرئيسية للكاولية – الغناء / الموسيقى / الرقص – الضبط الإجتماعي في مجتمع الكاولية – الإتصال والتفاعل الإجتماعي – التكيف الإجتماعي – أوضاع الكاولية في العراق اليوم – أهم مشاكل الكاولية في العراق – أهم نتائج الدراسة
تشكل الإدارة أحد أهم أركان النشاط الإتصالي ونجاحه على مستوى تنظيم الفعاليات الإعلامية ومستوى إستمرار توثيق علاقة النشاط الإتصالي المذكور مع الجمهور القارئ المستمع، والمشاهد. ومع تعاظم هذا الإهتمام بقيت موضوعة الإدارة الإعلامية، ولمدة طويلة تمثل معضلة شاخصة في الفكر الإعلامي والدراسات الإعلامية، خاصة الأكاديمية منها، فضلاً عن ذلك بقي الفكر الإعلامي الإداري العربي أسير نظريات الإدارة العامة وطروحاتها الكلاسيكية
ان هذا الكتاب يقنع قارئه بأن (فسيفولود مييرهولد) هو احد اولئك النوادر من رجال المسرح الذين لاتنحسر اهميتهم بمرور الزمن. وان الخدمات التي قدمها الى المسرح تصبح جلية اكثر فأكثر , وان حيوية تأثيره تتجلى في كل فرد يكتشفه لنفسه من جديد ويجدد له التقدير على ماعمل. ويدرك الى اي مدى غير مييرهولد فهم امكا نات وقدرات المسرح. والشيء نفسه يمكن ان يقال عن مؤلف هذا الكتاب. تقول البروفيسورة غالينا تيتوفا في تقديمها للكتاب (انكم على حق , هكذا يجب ان يكون اللعب.. هي عبارة قالها الشاعر الروسي بوريس باستيرناك عن المخرج الروسي(ان حب مييرهولد لايحرك وجدان الشعراء
في اللاذقية في الثمانينات حكايات حب وعنف وانتظار مواسم الصيد والقطاف، والبحر يهدأ أو تتكسر أمواجه على الشاطئ وبين مئات الآلاف من الناس العاديين تتحرك شخصيات مسكونة بالتحدي والولع البحري بالسفر والاختفاء والحنين، وثمة صيادون يحاولون ترويض البحر بالديناميت، وآخرون يحاولون ترويض البشر بمشتقات الديناميت
هذا الكتاب عرض موجز لمراحل نضال الشعب العراقي وحركته الوطنيه العامه خلال نصف قرن ضد الاستعمار و الحكومات العراقية التابعة ، انتهت بسقوط النظام الملكي و قيام الحكم الجمهوري. "والواقع فإن هذه الدراسة التاريخية تتطلب أكثر من مجلّد لمن أراد التوسع . و أظن أن هذا العرض الموجز استعراض فيه الكفاية . "قد اج تهدت أن أجمل هذه المراحل في أبواب ثلاث و لكل باب - فيما أرى- فواصل تميزه عن غيره و إن كان يربط بينهما نسيج متواصل متطور. "فالباب الأول يبدأ بالانقلاب التركي عام ١٩٠٨ وينتهي بنهايه ثورة العشرين المجيدة. "أما الباب الثاني ففصوله مكرّسة للصراع بين الشعب العراقي و حركته الوطنية من جهة وبين المستعمرين من جانب آخر و ذلك في العشرينات و الثلاثينات من القرن المنصرم. "أما الباب الثالث فيتكلم عن الأربعينات و الخمسينات من القرن المنصرم . وأخيراً فقد وجدت نفسي مقتحماً علم التاريخ الذي هو علم معقّد تتضارب فيه الأفكار المتضادة وغيرها ولكن ولوج هذا العلم بموضوعية يعصم إلى حدٍ ما من يلجه عن كثير من الزلل وكل إنسان في هذا الوجود معرَّض للخطأ فلم يخلق إنسان مجرَّد عن الخطأ
ودة وحنين للعراق الذي افتقدت على مدى سني الغربة وبحث في كوامن بعض العراقيين الذين فارقوه في مراحل متتابعة من تاريخه الحديث. "سلوى جراح أم لشابين وجدة لحفيدين وتعيش في لندن مع زوجها وأسرتها.