في كل جديد يقدمه "سليم بركات" طفرة إنسياقية وراء اشتغال حداثي، ينزع إلى الغرائبية، وينهض على أساس تنويع متجدد في الآليات الصياغية القادرة على بث متعة التلقي لدى القارئ "عجرقة المتجانس" قصيدة ملحمية، يلجأ فيها الشاعر إلى اللغة اليومية، وغلى نسق من العفوية والكشف في آن معاُ بكل ما تحمله اللغة الشعرية من البناء والنظم التي تميزت بها شعرية سليم بركات
ترتبط مواضيع الأشعار المُغنّاة اليوم في أعراس العالم العربي بتقاليد ضاربة في القدم ترقى إلى الحضارات الرافدينية خاصة، وإلى الحضارة الفرعونية, أيضاً تدفع تقاليد بلاد الشام والخليج ومصر العرْسيّة للتفكير أن طريقة الاحتفاء بالمعرِّسين ليست سوى نسخة حديثة لتقاليد الاحتفاء بالخصوبة االرافدينية خاصة، وأن العروس ليست سوى نسخة من عشتار القديمة المعروفة عبر نصوصها أو النصوص المرتلة لأجلها ولأجل خطيبها دمّوزي (تموز). الماء، التطهُّر والاستحمام شرط أساسي في التقاليد السابقة في المنطقة وفي الممارسات القائمة اليوم. هناك أصول رافدينية ومصرية عن شعائر الاستحمام العُرْسيّ والشعر الإيروتيكي المرتبط به. الحب هو مصدر هذه الأيروتيكا في النصوص الأدبية القديمة، قبل أي أمر آخر. الإيروس يتضمن الحنان كما خلص اليونانيون إلى الاستنتاج لاحقاً. هناك الكثير من النصوص الرافدينية التي تبرهن على ذلك. وهناك العديد من التمثيلات البصرية لهذا الحب الحنون بين ذكر وأنثى، ومنه تنطلق البداية الحقيقة لأي عرس حقيقيّ أو طقوسيّ في بلاد الرافدين، إذ لا معنى للوجود من دون هذا الحنان حسب الرواية الرافدينية على لسان سيدوري صاحبة الحانة التي تخاطب كلكامش "أما أنت يا جلجامش فاجعل كرشك مملوءاً، وكن فرحا مبتهجاً ليل نهار، وأقِم الأفراحَ في كل يوم من أيامك، وارقصْ والعبْ ليل نهار، واجعلْ ثيابك نظيفة زاهية، واغسلْ رأسك واستحم في الماء، ودلل الطفل الذي يمسك بيدك، وافرح الزوجة التي بين أحضانك، هذا هو نصيب البشر"
في خواطر الشاعرة "عزة منفرد على وتر الذات، وحيرة شاعرة أضاعت الجهات، فلاذت بصمت هادئ/ انتهى بتساؤل دال على نفس مزيزة بالحزن، مشحونة بهم صارخ متوحد يعبر عما في نفسها: "... "أنا"، أنا حين تحضنني؟/ أم حين أراقص في أمسٍ/ قريب/ أحبائي البعيدين؟/ لم يعتب أمسنا على غدنا؟/ فيعتب حاضرنا على حاضرنا/ تصبح مشاعرنا/ التقاءات دقائق/ ذكرى تنمق الغضب(...)". وهكذا في بقية قصائد المجموعة كلمات تدفقت من نبض القلب، وانحدرت مع ومع العين، وفي ذات الوقت تفتح شباكها للحلم وتنتظر الانطلاق فالرحلة بدأت مع عزة، ولما تنته، وهي مملوءة بكل شائق آسر. توزع الكتاب على سبعة عناوين هي: 1- المدينة، 2- المعركة، 3- الهند، 4- خواطر مصرَفة بين النَحن والأنا، 5- من الغزل، 6- النساء، 7- السنونو، ويفصل بين القصائد رسوم للشاعرة نفسها بالأبيض والأسود "... كانت نتيجة خلط استوحيته من أسلوب المنمنمات الهندية، المطبوعات اليابانية للفنان هيروشيفة، الصور السوريالية لأوديلون رودون، والسَرد الصوري في "ويلات حرب" للفنان فرانسيسكو غويا" هكذا تقول الشاعرة في مقدمة كتابها
"تلفنت إليَّ بعد يومين،واتفقنا على أن نلتقي في مقهى مخزن هارودز. "في البدء تحدثنا عن اللقاء الذي تم في بيتهما،وأعني ياسمين وأمها وقلت لها:احمد الله أن اللقاء انتهى على بخير،فأنا أعلم وأن ماما لا ترتاح إلى أمك، لأنها تتصور أن هناك علاقة سابقة بين أبي وأمك وهذا ما اتضح في اللقاء السابق. "فقالت ياسمين: سأذيع لك سراَ،ماما لا تزال تحب أباك. "قلت أدري،ولا أعلم كيف ستتطور الأمور.
لقد تمثلت شعرية الحداثة الشعرية العربية في نهاية الأربعينيات ومطلع الخمسينيات على أيدي المثلث العراقي "نازك الملائكة"، بدر شاكر السيَاب، البياتي " في تأسيس بنية شعرية شمولية متماسكة تميل إلى الإنسجام والتماسك وتفارق التقاليد الشعرية للشعر الكلاسيكي والكلاسيكي الجديد والرومانسي في الأدب العراقي خاصة الأدب العربي يصورة عامة.محاولتنا هذه تهدف إلى مساءلة الحراك الشعري الراهن وإعادة قراءة النقلات المفصلية والأنساق الثقافية في حركة الحداثة الشعرية في الشعر العراقي بشكا خاص والشعر العربي بشكل عام، وينطلق في ذلك من رؤيا منهجية "سوسيو-شعرية" هي جزء من مشروع المؤلف النقدي الذي يزاوج بين الفحص الداخلي النصي للخطاب الشعري ومناهج التحليل الخارجي ولكنه لا يتعالى على الساقات الثقافية والتاريخية والنصية والسيكولوجية التي تحيط بالإنتاج الأدبي بوصفه معطى إجتماعياً وتاريخياً يرتبط بوعي إنساني في مرحلة تاريخية محددة ويحمل دلالاته ومعطياته السيمائية الخاصة.
انتجت مادة هذا الكتاب فى خضم صراع ممتد مع افكار شائعه قوته لكتاب ومفكرين وشيوخ ونساء ورجال قاوموا العملية التاريخية لتحرير المراه التى بدات فى نهاية القرن التاسع عشر وما تزال جارية ، مستهدفه الوصول بالمراة الى وضع المواطن الكامل وتحريرها من الاستغلال ولم يكن هؤلاء تعبيرا عن انفسهم فقط بل غالبا عن قوى اجتماعية وسياسية فعالة لها مشروعاتها وبرامجها التى اكتسبت شرعية اضافيه لكونها تكسب الى صفها ملايين النساء الذين يندفعن بوعى او بدون وعى اليها وقد تضافرت الجهود ضد المراه بين قوى الاسلام السياسى الذى صور جسد المراة لصورة للشرف القومى والشخصى وتعتبرها عورة وبين سياسة الليبرالية الجديدة والتكيف الهيكلى وما سمى بالانفتاحالاقتصادى الذى استغل المراه للدعاية كسلعه اقتصاديه تستخدمها فى الاعلان والترويح للبضائع ويلتقيان معا فى مد الاول الثانى بالتفسيرات الفقهية اللازمة لتحقيق المناسب للمجتمع وينتج عن هذا الواقع مقاومه تشتد وتخفت وينتج عن ذلك نتائج مثل الحركة النسائية الجديدة التى تطمع لبناء عالم قائم على العدل والمساواة والحرية .. وتثير المؤلفه فى هذا الكتاب جدلا فى الحياة الفكرية والسياسية وضمن الحركة النسائيه وحركة حقوق الانسان ليغتنى بأفكار جديده وبالنقد على نحو خاص
وقد نُقلت أطروحته أخيراً إلى اللغة العربية عن دار المدى، وهي تنهض على ثلاثة مفاصل أساسية: اليوتوبيا وسياقاتها، اليوتوبيا معياراً نقدياً (استقى منها العنوان) وبلوخ واليوتوبيا. تميزت أطروحة شيّاع بالدقة العلمية من حيث المنهج وتنظيم الأفكار وعرضها ونقدها. بدا عمله العلمي شديد الكثافة، كما لو أنه نصٌّ م تراصّ. لم يتخذ موقفاً إيديولوجياً من الأفكار التي درسها، شُغل دوماً في مساجلة الأدبيات الغربية التي طاولت اليوتوبيا منذ عصر النهضة إلى الوقت الراهن
كما وعرفه الآخرون بـ "شاعر العرب الأكبر" و"كبرياء العراق" و"نهر العراق الثالث"... وبالرغم من كل ذلك، فإن المواطن العراقي، وبشكل خاص من لم يتجاوز عمره العقد الرابع، لا يعرف الكثير عن هذا الرمز الثقافي والوطني الشامخ، نتيجة التعتيم شبه المطلق الذي مارسه النظام السابق قرابة ربع قرن، وقلة من كتب عنه في المرحلة السابقة منذ عام 2003.... وأضافت المقدمة التي كتبها كفاح، ألابن الاصغر للجواهري: أن الهدف من المؤلََف ليس" أن يكون مرجعاً بحثياً للنخب المتخصصة التي لديها الطبعات شبه الكاملة المتعددة من ديوان الجواهري، وإنما ان يكون مصدراً للعامة من محبي الجواهري المتطلعين للمزيد من المعرفة عنه، لذلك، وبحسب اعتقادنا، فإن القصائد والمقاطع المختارة منها تعطي صورة واضحة وكافية لهذه الجمهرة الواسعة من المواطنين، عن شعر الجواهري ومواقفه ورؤاه للشعب وحكامه". وقد حوى الكتاب اضافات لما لم ينشر، او يُشار له، من شعر الجواهري، وبعض توضيحات وخلاصات عن " التباسات" هنا وهناك... ذلكم الى جانب مقدمات ورؤى ومحطات في حياة الشاعر العظيم، الانسانية والفكرية والوطنية والتاريخية، موثقة من معايشات ومشاهدات يومية، لنجله" كفاح" وأبن اخته "رواء" الذيّن رافقاه في بغداد وبراغ ودمشق، وأتمنهما الرمز الخالد، لسنوات طوال... ومن هنا تأتى الاهمية الاضافية، بل والاستثنائية، للكتاب الجديد.. أما الخاتمة التي جاء عنوانها "... وبعضٌ مما بعد الرحيل" فقد ثبت خلالها رواء الجصاني، وبايجاز ايضاً، مؤشرات ووقائع سريعة عما أنشغل به الناس، نخباً وافراداً، كما ومؤسسات، بعد رحيل شاعر العراق والعرب الاعظم، في القرن العشرين، على الاقل
مسرحية يختلط فيها الشعر بالنثر بلغة الماغوط الساحرة الساخرة الزاعقة الشاخرة أحيانا. إنه الجد في صورة هزلية لا يسعك معها إلا التعجب على حال أمة لا تكاد تبرح مكانها على مدى عدة عقود و ترى أن الحل في العودة للماضي لا في السير قدما نحو المستقبل الذي لا نتصور لنا مكانا فيه.
مسرحية من سلسلة مسرحيات الكاتب والشاعر محمد الماغوط. هو نص مسرحي ألفه الماغوط عام 1963 ويقع النص في 127 صفحة طبع في عدة دور نشر ومثل في بعض المعاهد المسرحية
"سيدوري تسألها الشمس "هل بقيت في الكأس ثمالة "وهل فجرُ يطلع من أمس؟ "رجل في غابات الموت "يحمل غصناً من زيتون "فأحالوه الى مجنون "سنبلة الضوء بدت تقلق "رقصت في كل مفاتنها "رقصت طرباً كي لا تغرق.
"ماذا تسمّي الالتماعات الشجاعة، حين يأنس المرء بلحظته دائماً، ولا يأسف على ما فات، ويقتحم ما سيأتي به الغد من دون خشية؟ هي دهشة الطفولة في أول العمر، والحلم الرومانسي لتغيير العالم وبنائه من جديد، في وسط العمر، والومضات الشحيحة للسعادة مثل غمزات النجوم في ليل غائم، آخر العمر، شعرية العمر هي في ديموم ة الدهشة، وهي الشباب الذي لا يشيخ، فليس الشباب زمناً معيارياً للعمر تحدّده السنوات، إنما الشباب حقاً رؤية متقدمة للعالم تتجاوز إحباط السنوات التي تخترقك، ومن هنا، ما لم يخضع العمر لقانون الشعرية بهذا المعنى، فإن المرء سيتثاءب حياته ويبصقها من الضجر. "كنا صغاراً نمتطي قصبة لا نتخيلها حصاناً إنما نراها حصاناً حقاً نرفع أعجازنا عن القصبة حين نسرع، ونقعدها حين نتريث في السير، وبعد جولتنا، نُركن القصبة الحصان عند جدار، نشدّ مقدمها بالحبل بحنوّ بالغ.. هذه هي الشعرية الأولى من عمرنا.