(حامل الهوى) اخر اعمال الروائي والقاص احمد خلف، التي يكشف عنوانها متنها، اذا اكملنا صدر البيت (حامل الهوى تعب) أي أن الذي يحمل الافكار، ويبني هواجسه على الحق والعدل، ستكون حياته غربة ومتاعب، مع مجتمع متخلف لا يفهم الا مصالحه الذاتية، وترسيخ جهله.
تدور أحداث الرواية حول قصة طالبة تسمي ' فرح ' تفوز من قبل دولتها الكويت بشرف تمثيل بلدها في السويد لتكمل أبحاثها في علم الأحياء شريطة اجتياز الاختبار هناك من بين طلبة آخرين لدول أخري. هناك في البيئة الجديدة والغربة الموحشة بالنسبة إليها تنفجر الأسئلة من خلال بعض المواقف المفاجئة والتي لا تخلو من غرابة، أو من خلال هذا الارتطام الصامت والقوي بين مواطنة ' التي هي فرح ' ومواظن ' بدون ' اسمه ' ضاري ' المقيم منذ أكثر من عشر سنوات في السويد، إنه علي ما يبدو ارتطام ' ضاري ' بالوطن من خلال ' فرح' أو إنه ارتطام الوطن بالبدون من خلال ' ضاري '، والارتطام كعنوان اختارته الكاتبة لروايتها معبر ويشي بالكثير، فالارتطام هو اصطدام بدني قوي بين جسمين أو شيئين كبيرين وثقيلين، إنه اصطدام يأتي من بعد، من مسافة كبيرة وبسرعة فائقة يحصل، انه ارتطام بين نيزك وكوكب، أو بين كوكب وآخر، إنه في هذه الرواية يأخذ رسالة قوية لمعناه: ارتطام بين وجهين أو بين وجهي شخصين أضحيا رمزا لوطن ولغربة عن الوطن، للهوية وللاهوية، فالمسافة بينهما تقاس بمدي قسوة الاغتراب ' المسافة بين الكويت والسويد ' في اللغة واللسان والوجه والمناخ والعادات والتقاليد، وفيه يقاس مدي غربة الإنسان عن ذاته أيضا، كاغتراب ' ضاري ' الذي ترعرع في الكويت ثم بعد عنها حاملا حبها بين ضلوعه، وهو العاشق الدائم لمطرها ولنخيلها
على رصيف الشارع المعبد تمددت داخل قشرتي السميكة. بسطت أغصاني الخضراء لألتقط بأطراف حواسي ذرات الشجن التي فاحت في الشارع، خارجة من نوافذ الشقق المجاورة. خفضت بصري لأرى جذعي، هل هو بنّي أم أخضر أم غير ذلك؟ كم دائرة داخله؟ كم دودة تسعى فيه؟ وكم حشرة تلوذ به؟ راحت بشرتي تجف، وأوراقي تفقد رطوبتها. عرفت أني سأفقد أوراقي قريباً من دون أن يأبه أحد لعريي، وأن طفلة ستهرس أوراقي الأرجوانية اليابسة، مستمتعة بخشخشتها في ذهابها الى المدرسة، وقد تختبىء بي من صديقها، الذي قد يبول عند قدمي... لكن ألماً مفاجئاً
استطاعت السينما الفلسطينية أن تتجاوز الحواجز الخطرة، للتواصل مع المشاهدين العرب والأجانب، وتقول الحقائق المغيبة، وترصد الأحداث والصراعات الساخنة على الأرض، بلغة فنية عالية، يمكن أن نكتشفها في أعمال عشرات من السينمائيين الفلسطينيين من أجيال مختلفة. ويمكن أن نكتشف فرادة هذه التجربة وقوتها في أعمال ثلاثة من أهم المخرجين الفلسطينيين بتنويعات مختلفة. في هذا الكتاب رصد للتجارب المميزة لكل من ميشيل خليفي ورشيد مشهراوي وإيليا سليمان الذين قدموا خصوصية النضال الفلسطيني في أفلامهم وحصدوا جوائز سينمائية بارزة.
"نتاج جبران نتاج ذهبي مشوش بالعاطفة، مضروب بالخيال، مفسد بالجمالية الزائفة، ومتقسم على ذاته بالروحانية". هذا ما توصل إليه كاتب هذا البحث بعد أن استقرأ النصوص. الذي يذهب إلى أن أدب جبران يعتمد أساساً على انعكاسه عن أصل ديني روحاني، لكنه مع ذلك لم يكن بمنحى عن التأثر بالبيئة العلمية العصرية. إن ما يهدف مؤلف هذا الكتاب إليه، هو نقد التفكير العشوائي الخيالي المدلس، الذي يجد في جبران مثالاً واضحاً عليه. وهو يقوم باستقصاء كل التفاصيل الممكنة، وبدراسة آراء جبران وأفكاره، ما يجعل من هذه الدراسة رؤية جديدة في الدراسات الجبرانية. ولباب أطروحته يقوم على أن جبران قد تعرف إلى علوم العصر الفلكية والبيولوجية ولكن بصورة عمومية وغير مستقصية، ولكن مع ذلك ظلت بنية أفكاره دينية غنوصية، مع شعرية رومانسية مالت بع إلى التزام الطروحات الغنوصية. والمؤلف يستند في دراساته إلى كتب جبران عربية ومعربة وكذلك إلى أصولها الإنكليزية قدر المستطاع.
هذا الكتاب هو حصيلة أبحاث تناولت فيها الباحثة المأثورات الشعبية تعريفاً وتحليلاً، وأكدت فيه على دور الإبداع الشعبي الفاعل في تشكيل ملامح الأمة وتحديد هويتها القومية؛ على ضوء ما تقف من نظريات ومناهج كان لها فضل تتبع الجذور الأولى للفولكور، واكتشاف وظيفته الهامة في بناء وحفظ التاريخ البشري. ما يزال عدد كبير من المعنيين بدراسة المأثور الشعبي في العالم العربي يستخدمون المفاهيم القديمة في مؤلفاته ويرددون مصطلحات لم تعد مناسبة لدراسة الأنماط الشعبية في عصرنا الحاضر.
ها هم النحاتون. ازاميل اللون حجارة الونز نحت الخلية النائمة في الحصاة بايد عشر. تحت النبضة التي تركها, اليها اشر, تحت جناحين اللون مسموعة كقلب مرتد عن المذاهب الجسد
أبحث عن ثنايا الغمام عن جثة طاهرة وبعض من التراب الخصب، وزرقة تشبه أرضي، ألملم الشوك من جسد الهواء الرهيف وافرش مهادي... فيوقظني صوت البكاء، ونواح المغيب.
يقدم فائق بطي مذكراته، في مجالي السياسة والصحافة غير أن هذه المذكرات تتسع وتتشابك لتكون ذاكرة وطن بكل خيباته، وانتصارته، وهمومه، وأحلامه، وانقلاباته، وثوراته… فرغم كونه يقدم كتابه، كما يظهر على الغلاف الأول، على انه مذكرات، بيد ان هذه المذكرات تتخطى الجانب الذاتي الشخصي الخاص للكاتب لتكون توثيقا لمراحل، وأحداث، ووقائع شهدها العراق في النصف الثاني من القرن العشرين، فالمذكرات كما تشير التواريخ التي يحرص بطي على تدوينها في بداية كل فصل تبدأ من نهاية الأربعينات لتنتهي في عقد التسعينات.نصف قرن من الأحداث يسردها بطي في كتابه بحساسية أدبية وسياسية، وبلغة سلسة صافية، وليس هذا غريبا على رجل أمضى سني عمره في ميدان الكتابة الصحافية. وخاض حروبا طويلة وشاقة في ميدان «مهنة المتاعب»، فاكتسب عبر هذه الممارسة الطويلة أسلوبا يعنى برشاقة العبارة، وبلاغة الجملة، وسلاسة المفردة…وها هو الآن يقدم كتابه لا من باب التباهي والتفاخر بل من موقعه كشاهد عاصر الأحداث. وراح يختزنها في ذاكرته الخصبة التي تتدفق، الآن.