"من شرفتي العالية أراقب ليل الآخرين، أبوابهم الموصدة في النهار تكتم أسرار القلوب. العتمة تمنحهم إحساساً مريحاً بالوحدة فيشرّعون آلامهم على الشرفات، ويسمحون لصراخهم المكتوم بالهسيس، والتسلل على وقع خطى الدقائق تتهادى بخفة حتى الفجر. أحب أن أكون معهم
في زمن طغت فيه السياسية والإيديولوجيا على الرواية، تطالعنا خماسية الأحياء والأموات بطيف ألوان من شخصيات واحدة الهوية متعددة الأبعاد: الجنس، الحب، الفن والمعرفة، كلها أبعاد استخدمتها الروائية كوسيلة إيحائية لعالم تريده ألا "يموت". حيث أنها استخدمت خمسة نماذج لشخصيات تحكم وتعترف وتتوهم وتشك في محاولة لقراءة العيون وجغرافية الوجوه والأجساد في مرايا مقعرة أو محدبة أو متعاكسة، من خلال أربع وخمسين لوحة منفردة تتقاطع لتشكل في النهاية لوحة جدارية واحدة منقوشة بأصابع امرأة تعرف ماذا تريد، والمفاجئ في هذه الرواية هو تلك السردية الرهيفة المتحررة من سطوة الأسلوبية المشاعرية الرخوة والغنائية الهشة، ومن مرض سرطانية اللغة وهيمنة الصوات الواحد.
ليست مذكرات الرصافي غير تسجيل لجلسات خاصة انطلق الشاعر فيها بحرية القول وخرج عن التزمت المعروف عند الرواد, وفيها صراحة القول في ذكريات عفا عليها الزمن ولم يبق منها إلا وميض الأمل في الحياة ولذة ذكر ما مر منها. شغل الرصافي الناس وبخاصة المفكرين والساسة بتمرده وثورته وغرابة تصرفاته وتناقض أعماله والشذوذ الظاهر في أسلوب حياته. فهو بين محب شديد في الحب وعدو يتمنى القضاء عليه, ومع هذا فقد كان يتمتع بالاحترام والتقدير. وكان من أهم ما تناوله الكتاب من مواضيع: معروف الرصافي وسيرته الذاتية, الرصافي
ما هي القيمة الحقيقية لقدم جنديٍّ أنقذت حياة ضبّاطٍ أعلى منه رتبة؟ كيف يضحك في الحقيقة شخصٌ اتّخذ الضحك مهنة له؟ كيف تختصر إجابات مقتضبة بنعم أو لا سعادةَ رجل؟ وما الذكريات التي ستثيرها بضع لوحاتٍ معلّقة في مدرسةٍ تحوّلت لمستشفى عسكريّ، لدى تلميذٍ مصابٍ عائد من الحرب؟ أيكون من الجيّد أن نعيش لنعمل، أم أن نعمل لنعيش؟هذه الأسئلة وغيرها، سيحرّكها الكاتب الألماني "هاينريش بُل" في هذا الكتاب. عاكساً بأسلوبه الطريف حيناً، الغاضب حيناً آخر، والحسّاس في كلّ حين، سخريّته من الظروف التي تلت الحرب، وأجبرت الناس على معاودة حياتهم كأنّ شيئاً لم يكن، واستهزاءه بالنزعة الرأسمالية التي تطالب الجميع بالعمل بأقصى طاقتهم من أجل "المستقبل"... مثمّناً التأمل والبطء، يكتب "هاينرش بُل" في هذه القصص ردّه على عالمٍ عجول، ممسوس بالجنون، وفاقد لإنسانيّته.
مجموعة من القصائد تعلم وتشرح بشكل جميل حرفة كتابة الشعر، بحيث بات ينظر إليها كأعمال عظيمة لمبدعيها. وهذه القصائد تأخذنا في رحلات خلابة إلى متاهات النفس والخيال، وتصلنا عبر ذلك بالمصدر السري القابع تحت العالم. في هذه القصائد يقودنا الشاعر، بل ويبث فينا الروح عبر معراج أدبي وهو في الوقت نفسه معراج روحي. فن الكتابة مثل "التاو" عصي على التعريف بطبيعته. ومثل "التاو" القوة الخلاقة التي تحكم سكان العالم فإنه متبدل باستمرار ووجوهه العديدة لا يمكن أبداً الإحاطة بها. غير أن محاولة معرفة "التاو" تمثل
يعتبر هذا الكتاب أكثر من ممتع.. وباهر.. حيث يتمتع سيبروك بنظر ثاقب ورؤية دقيقة لما يجري حوله, ولقد أغنى هذا العمل بالكثير من المعلومات, والعديد من الانطباعات. تتميز طريقته في رواية قصته بالروعة, وله بصيرة تستطيع النفاذ الى أعماق الشخصية والحدث... كما يتمتع بثقة كاملة ودون أدنى تردد, كما يصف الكتاب الشعوب الأخرى وأنماط حياتها وظروفهم المعيشية غير المألوفة. وكان من أهم ما تناوله الكتاب: بين البدو: بوجه الله, خيام سود وإبل بيض, مغوية الرجال في الصحراء, العبد منصور, ولي اللصوص, المسير الى الغزو, منشان عيون قطنه, بين الدروز: في معقل سلطان باشا الأطرش, العجل الذهبي, سيدة المختارة ذات النقاب, بين الدراويش: في صرح المولوي, قفزة ديدان حلمي, قاعة التعذيب الرفاعية, بين الزيدية: جبل عبدة الشيطان, في باحة الأفعى.
"لا يوجد سعادة في الحياة، بل توجد ومضات لها فقط، فثمَنها، ولتحي بها" بهذه العبارة يمكن اكتناه ما أراده الكاتب الروسي إيفان بونين من كتابه (الدروب الظليلة) المجموعة القصصية الرائعة التي كانت مصدر البهجة الرئيسية في حياة الكاتب في المهجر خلال الفترة من (1937- 1945) فهي من خير ما أبدعه عن فكر قيمة (الحب الخالد) ذلك أن بونين يعتبر أن الحب يمثل "ومضات" السعادة تلك التي تنير حياة الإنسان، من هنا يمكن وصف هذا الكتاب عن حق بأنه (موسوعة الحب). يسرد خلاله الكاتب شتى لحظات تنوع المشاعر التي تنشأ بين الرجل