يحتوي الكتاب على عدد كبير من القصص الإيطالية المثيرة والتي لها طابع خاص ومعنى مؤثر في حياة الآخرين, حيث انتقل الكاتب في كتاباته بين عدة أساليب من الرومانسية إلى الواقعية ثم الطبيعية والتعبيرية والرمزية والفرويدية, وترك تأثيرات واضحة على كتاب المسرح في العالم. وكان من أهم هذه القصص ما يلي: صوت, نور ا
وقد وضعت جولر مقدمة موسعة لعملها النقدي التتبعي ابرزت فيه خصائص هذه المدرسة التي مارست عملها في الشرق الاسلامي ونقلت تفاصيل الحياة اليومية للشرق عبر القرون وقالت في مقدمتها ان الهواء الحبشي لم يكن وحده الذي عبر البحر المتوسط إلى ايطاليا في عصر دانتي لان البلاد ـ تقصد ايطاليا خصوصا ـ كانت مكانا لالتقاء الشرق بالغرب قبل المسيحية بفترة طويلة. وتستعرض جولر الصلات القديمة بين الفينيقيين اللبنانيين الذين استقروا في ايطاليا وبين صقلية في القرن الثامن قبل الميلاد ثم مجيء الرومان غزاة لشمال افريقيا وبيزنطة والشرق الادنى والبيزنطيين ومن العرب من سلالة الاغالبة الذين نقلوا حضارتهم من تونس إلى سردينيا في جنوب ايطاليا والى صقلية حوالي عام 800 . وعند الاحتدام التجاري مع الشرق في القرن الخامس عشر غادر تجار الموانئ الإيطالية حيهم الخاص في القسطنطينية (استانبول فيما بعد) وعاد معماريون ايطاليون إلى ايطاليا بعد ان درسوا فنهم في الشرق الادنى وقد بعث دوق البندقية الرسام بيلليني إلى السلطان محمد الثاني عام 1479 لينفذ له عدة لوحات في القصر العثماني منها رسوم شخصية وبورتريهات للسلطان نفسه. وفي عام 1525 ذهب فيليبو انجيلي إلى البلاط الفارسي كرسام مزكى من ال ميدتشي وعاد بعد عمل ممتاز هناك بلوحتين زيتيتين تمثلان مشهد الصيد الفارسي ضخم التجهيز . وزار فنانون اخرون مصر وسوريا كما لعبت مسألة استقلال اليونان عن السلطة العثمانية ـ دورها في تحفيز الفنانين الايطاليين على تقديم اعمال أفضل كان ملهمهم فيها اللورد بيرون الذي قاد تياراً ثقافياً في ايطاليا يدعو للانتصار لليونان. وتشير جولر إلى استقلال ايطاليا وتوحيدها كحافز للوصول إلى الشرق وتؤكد على دراسة ظهرت في 1927 اظهرت ان عدد الايطاليين الذين يعيشون في مصر ازاداد من ستة الاف فرد 1820 إلى أكثر من (52) الفا وقد جلب الايطاليون معهم ضمن عملية التحديث التي قام بها محمد علي مجموعة مدهشة من الخدمات والمواهب. وعرضت جولر مجموعة من الاسماء المؤثرة التي هاجرت أو ظلت موزعة بين ثقافة الشرق والثقافة الإيطالية اضافة لتأثيراتهم على مدارس الفن والعمارة في استانبول. لقد كانت للثقافة والفن والزخارف الإسلامية تاثيراتها الواضحة على المدارس التشكيلية الإيطالية خلال القرن التاسع وكانت فتنة الشرق حافزاً لعمل المبدعين من رسامين وفوتوغرافيين ومعماريين وسواهم.
أسئلة عديدة يطرحها هذا الكتاب، تدور حول طبيعة الفكر الحر ودوره في تحريك التاريخ، وكيفية تمظهره في إيديولوجيات المجموعات العلمانية أو المضادة للكهنوت التي تدعي بأنها حارسة معبده. أسئلة تمس جذور الحضارة الحديثة، تقود الرغبة إلى الإجابة عليها إلى التأكيد أن الفكر الحر لا يقبل اختصاره في أي تعريف نحاول إعطاءه إياه. فالفكر الحر كما يذهب المؤلف ليس إيديولوجيا ولا عقيدة، بل هو انبثاق، واندفاع لـ"الزخم الحيوي" الذي يأخذ شكل تمرّد وتجديف. وهو ما يتلو عمليات التمرد والتجديف والتشكيك والرفض والتجديد التي يقوم بها المفكرون الأحرار. إنه مؤلف هذا الكتاب وهو يعالج موضوعاته وأسئلته يأخذ بعين الاعتبار معيارين ينبغي ملاحظتهما: قسوة الأزمة التي يعبرها العالم وأوروبا كأفق لا يمكن تجاوزه، وعمق تلك الأزمة. وإذا ما عدنا إلى متن هذا الكتاب نجد أنه يقع في ثلاثة أقسام: الماضي البعيد، الماضي القريب، والأزمنة الحديثة.
بحث هذا الكتاب في مفهوم العلمانية ونشاتها في كل من فرنسا وباقي الدول الاوروبية ونشأتها كذلك في الولايات المتحدة الاميركية ، ويتطرق الكاتب الى تحليل وشرح العلمانية بادوارها او انواعها الثلاث : العلمانية الوئامية او المعتدلة والعلمانية التقليدية والعلمانية الجديدة ويختتم الكتاب بعض التفصيل في مسألة الفصل بين الحق والخير ومفهوم العدالة الذي الفيلسوف الاميركي جون رولز في كتابه (نظرية في العدالة)الذي لاقى رواجا هائلا في وقته. العِلمانية هي إحدى إنجازات الغرب بعد صراع العقل مع التخلف والكنيسة التي سيطرت على كل شيء خلال القرون الوسطى المظلمة. بالتأكيد أن العلمانية لم تنجز دفعة واحدة ؛ فالعقل والوجدان الأوروبي في بدايات عصر النهضة لم يكن يتصور هذا الفصل بين الكنيسة والشأن العام. وأن يكون رجال الدين مثلهم مثل غيرهم في محيط المجتمع الواسع. لم يكن هذا من المفكر فيه بالتأكيد ولكن العمل المثابر والدؤوب لإعمال العقل ونشر أفكار الحرية والتسامح جعل من وجود فكرة العلمانية في أوروبا حقيقة راسخة.
ليس أي من الشخصيات في هذا الكتاب مبنية على شخص حي، وقد أخذت الخلفية الجغرافية للقصة من ذلك الجزء من أفريقيا الغربية الذي عندي عنه تجربة شخصية. وهذا أمر حتمي. ولكنني أريد أن أوضح بشكل تام أنه ما من ساكن من سكان تلك المستعمرة بالذات، في الماضي، أو في الحاضر، يظهر في كتابي. فحتى المستعمرة الخيالية لها موظفوها. قائد شرطة وسكرتير مستعمرة، على سبيل المثال لدي سبب خاص يجعلني لا أريد لشخصيات كهذه في كتابي أن تتماهى مع ناس حقيقيين، لأني أتذكر بامتنان بالغ جداً اللياقة والتقدير اللذين تلقيتهما من قائد الشرطة وسكرتير المستعمرة التي عملت فيها خلال 1942-1943.
تتنوع الأشكال والأجناس الأدبية لدى توماس برنهارد (1931/2/9-1989/2/12)، لكن أغلب أعماله تدور في فلك واحد: المرض والجنون والموت. بدأ برنهارد حياته الأدبية شاعراً، ثم اتجه إلى النثر، وفي مطلع الثمانينيات لمع اسمه في دنيا المسرح في البلاد الناطقة بالألمانية. وعندما توفي في الثامنة والخمسين من عمره، كان قد أمسى من أنجح "المهمشين" على ساحة الأدب الألماني المعاصر. في "صداقة" يتحدث توماس برنهارد عن علاقته بباول فيتغنشتاين، ابن شقيق الفيلسوف المشهور لودفيغ فيتغنشتاني. وكانت أواصر الصداقة قد جمعت بينهما عام 1967، عندما كان الكاتب يُعالَج في مصحة لأمراض الرئة، بينما كان باول نزيلاً على بعد خطوات منه في مستشفى الأمراض العقلية. كان باول في مطلع حياته من الأثرياء، فهو سليل عائلة من أغنى عائلات النمسا، غير أنه بعثر نقوده بلا حساب على أصدقائه وعلى الفقراء، حتى انتهى به الحال معدماً وحيداً، لا تربطه صداقة بإنسان سوى بالمؤلف.
"توماس وولف" كاتب أمريكي ولد في اليوم الثالث من شهر تشرين الأول عام 1900 في آشفيل بنورت كارولينا. وقد عالج وولف بأسلوبه المميز موضوعاته التي يلتقطها من الواقع، حيث يلمس القارئ أن هناك صراعاً في الأفكار في أعمال وولف كما أن الحافز الملحمي والرغبة في أن يعرف الشخصية والتجربة الأمريكية كانا ظاهرين بصورة حادة في مؤلفاته. كما تتجلى في مؤلفاته أقوى ميزاته وهي تعبيره البلاغي في رصد السلوك الذاتي.
تدور حوادث رواية "لا مصير" في أواخر الحرب العالمية الثانية وهي تتحدث عن حياة المعسكرات وعلاقة المعتقلين ببعض وبالدرجة الأولى عن اكتشاف المعتقل اليافع العالم المحيط به ومحاولة فهم ما يدور حوله ووضع تصوراته الخاصة به عن هذه البيئة غير الطبيعية. وهي في مجملها تقدم لنا صورة ذاتية واقعية وليست انتقائية أو نمطية كما جرت العادة على تقديم صورة معسكرات الاعتقال. كما دون كرتيس في هذه الرواية أفكاره الأساسية التي نجد أصداءها تتردد في أعماله اللاحقة. إذ يقول: "لو كان هناك مصير، فالحرية غير ممكنة؛ لكن لو.. كانت هناك حرية، فلا يوجد مصير، أي.. أننا نحن أنفسنا المصير ذاته".
عبده بشور هو "اللبناني الطائر" المغامر حول العالم، يحلم بالسفن والحب والبحر والسماء والمدن، والنساء، في النصف الآخر من الكرة الأرضية. وإذا لم يكن عبده بشور شخصيو واقعية، فإنه حتماً يشبه مهاجراً لبنانياً لا نعرفه. الفارو موتيس، صديق ماركيز، يعرف جيداً كيف يرسم اللبناني الطائر، بجاذبية واضحة، ونكهة خاصة.
في هذه التحفة الأدبية، يسرد لنا ماركيز قصة حياته منذ ولادته في العام 1927، مروراً بمراحل دراسته حيث ظهرت شخصية الكاتب، ثم بدايات مشروعه في الكتابة، وصولاً إلى لحظة فارقة في فترة الخمسينات عندما تقدّم لخطبة المرأة التي ستصبح زوجته… سيرة تتميّز بحيوية الحوار المباشر مع القارئ… حكاية عن الأشخاص والأماكن والأحداث التي شكّلت خزّان ما كتبه ماركيز لاحقاً… في هذه السيرة سنكتشف كيف أن السحرية التي طبعت أعمال ماركيز، أساسها في غرائبية أفراد عائلته، وفي التأثير الكبير لأمّه وجَدّه. سنتعرّف إلى مرحله عمله المضني في مجال الصحافة التي بقيت تجذبه، إلى الأصدقاء والمعلمين الذين شجعوه وساندوه، والأساطير والأسرار المحيطة ببلده الحبيبة كولومبيا. سنتعرّف إلى تفاصيل شخصية ماركيز التي ستظهر لنا لاحقاً… وفوق كل ذلك سندرك أنه طوال حياته تملّكته رغبة مستعرة في أن يصبح كاتباً. وكما في أعمال ماركيز الأدبية، فإن الراوي هنا هو مراقب ملهم لعالمنا الحي، من خلاله تتوضّح وتتعيَّن العواطف والرغبات الكامنة في عمق الحياة، التي هي، في هذا الكتاب، حياته هو
واحد من أكبر الأعمال الأدبية أثراً في زماننا. إن "مئة عام من العزلة" إنجاز أصيل مدهش للأديب الكبير غابرييل غارسيا ماركيز الفائز بجائزة نوبل للآداب. تحكي "مئة عام من العزلة" قصة نشأة مدينة ماكوندو الأسطورية وسقوطها من خلال رواية تاريخ عائلة بوينديا.. رواية مبتكرة، مسلية، حزينة، جذّابة، حية بما فيه ا من رجال ونساء لا يمكن نسيانهم. رواية ملؤها الصدق والتعاطف والشاعرية السحرية التي تعصف بالروح عصفاً. إنها قمّة من قمم الفن الروائي.
في السنة التسعين من سنوات حياتي، رغبت في أن أهدي إلى نفسي ليلة حب مجنون، مع مراهقة عذراء. تذكرت روسا كباركاس، صاحبة بيت سري، اعتادت أن تتصل بزبائنها الجيدين، عندما يكون تحت تصرفها جديد جاهز. لم أستسلم قط لهذا الإغراء، أو لأي واحد آخر من إغراءاتها الفاحشة، ولكنها لم تكن تؤمن بنقاء مبادئي. فكانت تقول بابتسامة خبيثة: الأخلاق مسألة زمن أيضا ، ولسوف ترى. كانت أصغر مني بعض الشيء، ولم تعد لدي أخبار عنها منذ سنوات طويلة، بحيث يمكن أن تكون قد ماتت. ولكنني، منذ الرنين الأول، تعرفت على صوتها في الهاتف، وبادرتها دون مقدمات: - اليوم، أجل. فتنهدت قائلة: آه، يا عالمي الحزين، تختفي عشرين عاما، وتعود لتطلب مستحيلات فقط. وفورا، استعادت السيطرة على فنها، وعرضت علي ستة من الخيارات الشهية، ولكن عليك أن تعلم، جميعهن مستعملات. ألححت عليها أن لا، ويجب أن تكون عذراء، وأريدها هذه الليلة بالذات. فسألت مفزعة: ما الذي تريد أن تجربه؟ لا شيء، أجبتها مهانا، حيث تسبب الإهانة لي أكبر ألم، فأنا أعرف جيدا ما أستطيعه وما لا أستطيعه...