يختار ماريو بارغاس يوسا أن يكتب عن الرواية بطريقة مختلفة عما كتبه النقاد. وفي تجربة فذة على شكل رسائل يلتقط الزوايا الخفية في روايات نعرفها وأخرى لا نعرفها. خسر يوسا كرسي الرئاسة في بلاده وكسب القراء في كل أنحاء العالم.
هي ملحمة تبين تاريخ استصلاح الأراضي في شمال النيرويج تحديدا في المنطقة الواقعة على الحدود وهي تحكي قصة رجل أراد أن ينشأ مزرعة في السفوح البرية مع زوجته أنجر والتي التحقت به وهي تعاني من شفة مشقوقة فلم تجد أحدا يتزوجها غير رجل يسكن في البرية ينتظر أن تلتحق به إمرأة تستطيع أن تتخلى عن الحياة المدنية وتعيش معه بعيدا عن المناطق المأهولة وتساعده في تحقيق الحلم بتأسيس مملكة زراعية.
رواية "الذين يحبون الشوك" هي بوح شخصي، وقصة صراع ثقافي. ويبدو أن القضية المركزية في الرواية، زواجٌ غير سعيد بين شخصين لا يمتّعان بعضهما جنسياً، ويشعران بحيرة مضنية حول ما يجب فعله. إنها تحمل طابع السيرة الذاتية. لأنها تحكي انبهار الكاتب المتزايد بمدينة أوساكا واليابان التقليدية.
في هذا الكتاب من سلسلة "مكتبة نوبل" باقة مختارة من قصائد الكاتب السويدي "هاري مارتينسون" حيث تم اختيارها من ستة دواوين شعرية مختلفة "لمارتينسون"، وما يميزها أنها تتحلى بطلق لغوي، بهي مثير، وتنزلق ووفق سجية مفرداتها، مثل سفينة تمخر عباب بحر هادئ، وتشعر أن الأشياء حية ومرنة وعطرة مثل عشب ينام تحت الماء. قصائده في اللغة السويدية تذكر قليلاً بشعر لورانس في "الزهور البافارية" أو ببعض مقاطع ويتمان عن بومونك التي تشبه السمكة.
روائي حاز على جائزة نوبل للعام 1989، ورواية "سحب عابرة" تزخر بأحداث وشخصيات تحمل ملامح السحب العابرة، هي سحب كاميلو خوسيه ثيلا كما يراها تمرّ فوق المدينة شامخة الأنف أحياناً كسادة عاشقين متكبرين؛ ورمادية قائمة أحياناً أخر كمتسولين جوالين. والمدينة ليست كبيرة ولا صغيرة، على الأغلب لم يتبدل فيها شيء منذ سنين كثيرة، كثيرة جداً، ومع ذلك تلتصق الأزمنة الكئيبة.
"الموت والعذراء" مسرحية استوحى الكاتب مادتها من رباعية شوبرت الوترية التي تحمل ذات العنوان، وهي قصيدة مغناة من تأليف ماتياس كلاوديوس 1740-1815. أم الثيمة فقد استقاها من خبر كان قرأه في صحيفة تشيلية، يحكي قصة رجل أنقذ حياة شخص انقلبت عربته في الطريق العام وكادت تودي بحياته، وأثناء دعوة الرجل لذلك الغريب ضيفاً إلى منزله، تحدث المفاجئة المروعة.
إذا نشأت في الفن عبقرية تخطت العصور: فإنها تحدث في ساعة في تاريخ البشرية تنشىء حسماً يمتد على مدى عقود من الزمان وقرون. ومثلما يحدث في أضيق حيز من الزمان، وما يجري، في العادة مسرحياً بعضه إثر بعض، أو بعضه إلى جانب بعض، فإنه ينضغط في لحظة واحدة، تحدد كل شيء، وتفصل في كل شيء. كلمة نعم واحدة، أو كلا واحدة، أو لما يئن الأوان، أو فات الأوان، تجعل من هذه الساعة ساعة حاسمة لا رجعة فيها، على مدى مئة جيل، وترسم معالم حياة فرد، أو شعب، بل مسيرة المصير للبشرية بأسرها. وبذلك كان من أهم ما تناوله الكتاب: هرب إلى الخلود, فتح القسطنطينية, انبعاث جورج فريدريش هيندل, عبقرية ليلة, دقيقة واترلو في تاريخ العالم, مرثية ماريينباد, اكتشاف إلدورادو, لحظة بطولية, الكلمة الأولى عبر المحيط, الهرب الى الله, الكفاح من أجل القطب الجنوبي
ريف البطريرك" موسوعة تعج بأغاني الساحل الكولومبي وألحانه، حيواناته وأعشابه، طرائفه ومآسيه، قصص حب وهمية وحقائق دموية، سحر وتعاويذ، مآدب من لحم بشري مبّل، وبحر يباع قطعاً مرقّمة. رواية مفزعة يتجاوز بها غابرييل غارسيا ماركيز حدود أمريكا اللاتينية، ودكتاتور كلّي الوجود يعلن حالة حرب على كل منافسيه، من الأطفال إلى الكرسي البابوي في روما... حيث يقول في ذروة خريفه، عاش أنا... يموت ضحاياه: أطفال ومعارضون، رجال دين ومتمرّدون، هنود وهندوسيون، عرب ومضطهدون آخرون. عاش أنا، يقول. غير انه في النهاية يجد نفسه وجهاً لوجه مع الموت في صفحات رائعة يكثف فيها ماركيز الوجه الآخر للحياة، الحياة التي لم يكن البطريرك يراها إلا من القفا، قبل أن ينتهي زمن الأبديّة الهائل، وقبل أن تدق أجراس الحبور وتعلو معزوفات التحرّر، ومنذ طفولة البطريرك إلى توليه السلطة أو، بالعكس، منذ توليه السلطة إلى طفولته الأولى التي نتعرف عليها مندغمة ومتزامنة مع طفولته الثانية، حسب تسلسل الأحداث وتداخلها في الرواية، يوجد زمن مغلق هو الحيّز الذي تدور فيه أحداث رائعة ماركيز هذه. حركة دائرية مغلقة ونشيد مذهل ضد الدكتاتورية، بأسلوب يجمع بين الشعر والموسيقى والسيناريو السينمائي.
هنري فالنتاين ميلر (1891- 1980)، روائي ورسام أمريكي، نشأ في نيويورك، وعاش شبابه في باريس، منها سنوات برفقة صديقته الروائية أنايس نيَن بشكل بوهيمي حتى إندلاع الحرب العالمية الثانية، حيث تُعتبر سنوات إقامته في باريس الأخصب بالنسبة لإبداعاته الأدبية؛ عاد بعدها إلى الولايات المتحدة، وعاش ما تبقى من حياته فيها. عُرف عنه كسر القوالب الأدبية التقليدية، وطوّر نوعاً جديداً من الرواية دمج فيه السيرة الذاتية والنقد الإجتماعي، الذي تنعكس فيه الفلسفة والعلاقات السريالية الحرة مع الروحانيات التي تعبّر عن الحياة الحقيقية؛ من أشهر أعماله؛ ثلاثية الصلب الوردي، مدار السرطان، مدار الجدي، ربيع أسود. ربما كانت "الصلب الوردي" هي رائعة هنري ميلر، إنها سرد موسع حول جهود ميلر لكي يصبح كاتباً وحول صراعاته، المالية والروحية؛ وفي الوقت نفسه تعيد إبداع نبرة ونسيج بيئة ميلر، وتبعث إلى الحياة أصدقاءه الحميمين.
واضع هذا الكتاب، أفغيني ماكسيموفيتش بريماكوف، شخصية سياسية دولية معروفة. عمل مراسلاً لصحيفة "برافدا" في منطقة الشرق الأوسط، وقد كان مسؤول مكتب وكالة "تاس" الروسية بلبنان. كما اشتغل بالعمل الاستخباري في الـ"KGB" وتولى رئاسة مكافحة التجسس فيها "SVR" لمدة طويلة في عهد الاتحاد السوفييتي. وشغل منصب وزير خارجية روسيا، ثم أصبح رئيساً لوزرائها، وترأس غرفة تجارة موسكو، وهو أحد المستشارين الدوليين للرئيس الروسي "بوتين" إضافة إلى كونه مستشرقاً بارزاً.
بدو كتاب ( مذكرات تنيسي ويليامز )* في جانب منه، كما لو أنه محاولة لتصفية حساب مؤلمة مع الذات، مع التاريخ الشخصي، مع ماضٍ لا يمكن تغييره بأية حال.. إنها تصفية حساب نهائية، طالما حصلت في الشفق الصارخ والمؤسي للحياة، احتجاجاً، ليس على الموت المقبل وحسب، بل على الحياة نفسها، لأنها على هذا القدر الكبير من الهشاشة، وماضية حتماً نحو التبدد. فهو احتجاج على بذرة الفناء الثاوية في قلب الأشياء. وعلى الأشياء التي تتنكر بحكم الضرورة لنفسها ولحيويتها، وللجمال.. الجمال الذي هو قيمة عليا لشخص مثل ويليامز وقد استقطر رحيقه، أو سعى جاهداً، لذلك، حد الإشباع. وربما، حد الاستهتار بالقيم السائدة.. إنه كتاب غاضب، كُتب من قبل رجل لا يهادن وهو يعرض الحقيقة مثلما حصلت؛ عارية وقاسية ومثيرة للحيرة والحنق… كتاب، كان يدرك أنه سيشعل غيظ التقليدين والمحافظين والمنافقين، وقد فعل.
يصف جينيه أجواء باريس بعد هزيمة النازية، حيث خرج أهالي باريس خرج الناس إلى الشوارع يرددون: ما زلنا أحياء ونتتبع حياة شاب يريد التحرّر من النازية، وفي الوقت نفسه من كل القيود الإجتماعية والسياسية والأخلاقية حتى يعيش اختلافه. يقول جان جينيه: ”على الرغم من أن الهدف المُعلن أن يحكي هذا الكتاب تألق جان، فإن له أهدافًا ثانوية أخرى أكثر غموضًا، و إن تكتب يعني أن تنتقي من بين عشرات مواد معروضة عليك، أتساءل لماذا كنت راغبًا في أن أثبت بكلمات حقيقة ما جرى” يقول سارتر إن المكانة التي يجب أن تعطى لجان جينيه بفضل هذه الرواية التي تنتمي إلى أدب الإعتراف، مكانة رفيعة بالتأكيد، تضعه في الصف الأول من أدباء هذا الجيل“ لا يمكن في هذه الزاوية الصغيرة استعراض أحداث الرواية، ولكنها في النهاية تحفة أدبية عن عالم الإنسان، وكشف لأنواع الكذب والزيف في حياة الإنسان.