عرف هوارد زين، كاتب هذه المسرحية، "إيما" تلك الشخصية من خلال زميله المؤرخ ريتشارد درينون، الذي أخبره، وفي أوائل الستينات، بأنه كتب سيرة لحياتها بعنوان "متمردة في الجنة"، وعند قراءة هوارد زين لذاك الكتاب ازداد افتتاناً بهذه الشخصية الذي يقول عنها بأنها المدهشة في التاريخ الأمريكي، وما أدهشه أن اسمها لم يرد عليه أثناء عمله على التاريخ الأمريكي. وقاده ذلك لقراءة السيرة الذاتية لإيما "أعيش حياتي"، ليقوم بعد ذلك بكتابة مسرحية عن إيما غولدمان الرائعة تلك لتعرض المسرحية في العام 1967 في بوسطن، إلا أن الكاتب أعاد كتابتها، ليتلقى بعدها تعليقات متألقة حولها.
ينبع نص الكاتب أولاً من همه الذاتي، من رغبته في تحدي الحياة والموت معاً، بل وفي حدود قصوى من رغبته في الوقوف خارج الجماعة، ومن هنا يكون الفن (أدبياً أو غير أدبي) هو فعل مشاكسة، ولأن كل مشاكسة تجاوز، يصبح الفن لغة التطلع الدائم الى الممكن، الى المستحيل،
جاءت رواية "البحريات" حفية بالمهارات السردية، إذ اتخذت الكاتبة "البحريات" مدخلاً تحفر به قاع المكان وتوقظ بهن ركوده، فهن المضاف الإنساني الإستثنائي - إلى الصحراء - والطاريء بثقافته ووجدانه المضمخ برائحة البحر وأسراره وحكاياه). د. محمد الدبيسي/ جريدة الجزيرة. (بلا مبالغة تعتبر رواية البحريات علامة هامة في تاريخ الرواية السعودية، ورصد تاريخي مهم لمرحلة تسوية لم تقرأه بهذا الجمال والوضوح من قبل).
كتاب العمارة في العصر الأموي: الإنجاز والتأويل بقلم خالد السلطاني..توخت هذه الدراسة الكلام عن العمارة في العصر الأموي، انطلاقاً من أهمية تلك الفترة ولدورها في المسار التطوري للعمارة العربية الإسلامية، إذا اقترنت هذه الفترة بمرحلة التأسيس. ولهذا ضمحت مفردات البناء المحتوياتي لهذه الدراسة أن تعكس، بصدق، تلك المقاصد والغايات، مبتدئة بأهمية الفضاء المعماري الذي توافرت في بيئته أسباب ظهور هذه العمارة التي هي جزء لا تتجزأ من خصوصية تلك البيئة: البيئة بمعناها الفيزياوي-الجغرافي، ومعناها الاستدلالي-الثقافي. وبشكل عام فقد تم تقسيم فصول هذه الدراسة، طبقاً للعناوين التي تتوخى الدراسة إثارة مواضيعها، فتم التطرق إلى الإنجازات المعمارية والتخطيطية إبان قيام الحكم الأموي، ولا سيما عمارة المساجد الجامعة، وعمارة القصور الريفية، كأنشطة رئيسية في الممارسة المعمارية لتلك الفترة فضلاً عن تناول "بناء المدن" أو "تمصيرها" إذا استعرنا المصطلح القديم. وكرس فصلاً إلى النشاط المعماري الخاص بأمثلة كثيرة من مباني المساجد الجامعة التي شيدت طيلة فترة تأسيس الدولة وكانت في مناطق وأقاليم مختلفة، مع أمثلة لمباني القصور المشيدة خارج مراكز التجمعات السكانية نشاطاً مميزاً، لا تزال آثاره ونماذجه الضخمة منتشرة في البوادي وخارج المدن وتثير عمارة هذه المباني كثيراً من الأسئلة التي يحسن الإجابة عنها.
"لكن ماذا لو طلبت منك أن تختاري موقفاً ما أو لحظة حدثت لك بعد وصولك الدنمارك، أو شخصاً جديداً تعرفت عليه هنا في كوبنهاجن مثلاً؟ تصمت قليلاً لتفكر. تكرر فرك كتفها، تمسج أعلى رقبتها، تمط شفتيها ثم تقول بصوت خافت: ستكون "مروى". مروى البصري؟ أجل مروى البصري. نهضت مروى من مكانها وتوجهت إلى اللوحة الكبيرة المسنودة إلى الجدار في غرفتها. راحت تتحسس سطحها بيدها الملوثة بلون أخاله زيتياً. تبدو تعبة. تذكرت فجأة بأنها لم تحرص على أن تظهر لي بزيها الخاص الذي اعتادت أن تظهر به، كما هو مدرج. كنت قد جمعت ملاحظ
"ولأن المطر، منذ أن جئت تسكن في تلة الضاحية -خامل دائم ماثل مثل باب الحديثة أو مدخل البيت، مثل جذوع الشجر... صرت تحلم، مستيقظاً، بالمطر... مطر يتكون من وردة متناثرة في الرذاذ مطر القطرات الكبيرة، مطر الموج يغمر قمصان بحارة تائهين، مطر الرحمة الاستوائي في الزوبعة مطر لست تملك أن تسمعه: مطر من جراد مطر في عروق البلاد، مطر من رماد...".
ديوان الشاعر العراقي المغترب في كندا ضياء الدين العلاق، الذي مهره بعنوان (مضاف إليّ). جاءت النصوص بأسلوب (الهايكو الياباني). وقد ضم الديوان بين دفتيه مئة وواحد وخمسين نصاً تجول في مدى فلسفي لغوي إبداعي ، وعلى الرغم من قصر النصوص والقصر المتناهي لبعضها إلا أن ذاك لم يمنع القصائد (قرابين لصلصالات لا تجف) و(مزامير عالقة في شفاه بغدادية) و(بفوضاي أنصص حروفك ) و (جيكور تلدنا مرتين) من الامتداد على اثنتين وستين صفحة من الديوان .
سمر كلمات -مغامرة روائية، من التداعيات والاعترافات الحية والحرة معاً، تقتحم الحياة الخاصة المعلنة والسرية لنساء ورجال يتحركون في نسيج الحياة اليومية في الكويت، في عشرين دقيقة، مغامرة، في الشكل والمضمون، أغرن الكاتب أن يكون شريكاً بالاسم الصريح، لا شاهداً في الحكاية، بما فيها من غوايات وأحلام ورغبات ووقائع مرة، واستبطان للنزعات الفردية المتغيرة كألوان إشارات المرور.
حين تذكر عبارة "الحكواتي"، تتداعى إلى الذهن حكايات الزمن الجميل، ولكن حكايا "عبد الستار ناصر" هي من نوع آخر، أقل ما يقال عنها حكايات الزمن الرديء، ذلك الذي عاشه العراقيون يلملمون جراحهم، في إنتظار يوم يبدو أنه بعيد المنال، من هنا جاءت قصص المجموعة تجسيداً للمشهد العراقي في تحولاته عبر الزمان والمكان، وتأثير ذلك على الناس العاديين في حيواتهم اليومية، ففي قصة (بائع الجثث) نرى كيف دارت الدينا على بطلها الذي يبعث جثته بـ (بلاش) من بعد أن كان يبيع كل جثة تمر بين يديه إلى أهلها. أما قصة (المبدع الكبير) فتناولت ثقافة الزيف والتهشيم كمظهر من مظاهر المجتمع العراقي بعد الحرب، وأما مهنة القنص، قنص الرؤو في الحروب الأهلية والطائفية فعبَر عنها في قصة (المطعم التركي). بهذه اللجة العالية يكتب عبد الستار ناصر كحكَاءً يتقن صنعته بمهارة، فيجعل قارئه وراءه في شوق إلى نهاية الحكاية. يضم الكتاب (29) قصة قصيرة نذكر من عناوينها: "في المطعم التركي"، "شاي بالحليب"، "حفلة السيد الوزير"، "ذهاباً وإيابا إلى الهند"، "صانع التوابيت"... الخ.
أحب أن تبدأ الأشياء بالأسئلة، وتنتهي بالأسئلة، وما بين هذا الحشد من علامات الاستفهام، في البدء والخاتمة، يليق بالمرء أن يقول أنه قد أنجز عملاً طيباً، لأن أسئلته تلك قد أنجبت عالماً جديداً من الأسئلة الأعمق والأدق، فاللعنة على الإجابات وعلى كل الذين يجعلون إجاباتهم نهاياتنا! ليس أن نتساءل عن كأس: ما هو، كأن نتساءل عن شخص ما: من هو، ولا عن لغز في هذا الكون، ولا عن خلق أو حقيقة أو، أو، أو حتى لا تنتهي الأشياء! حسناً.. سأبدأ من المكان والوقت، الرحم الذي تتوالد منه الأقدار والقصص والحكايات المؤلمة، وتلك الأخرى الجميلة، وتلك الجميلة والقبيحة في آن! كتبت هذا العمل بين 1999-2005، هذا كتاب اجتهدت ألا أصنفه، فصدت منه أن تعرفوا زاهي الجبالي، هذا الذي احتمالاً أكيداً لتمام الـ 19 قاتلاً في سبتمبر أمريكا، فهو ألإرعابي الـ20، وكانت احتمالاً أوثق لتمام قائمة الـ26ـ فهو الإرهابي الـ27 في السعودية، واحترت كثيراً في الطريقة التي أقدم بها هذين الاحتمالين، وأخيراً رأيت أن يمضي العمل هكذا عفواً، فسحته لزاهي، يتحدث عن نفسه، على طريقته، التي لا أسميها!
هذا الكتاب عبارة عن عدة دراسات وبحوث ثرية الغرض منها هو ارجاع ظاهرة الانبعاث الاسلامي الى أزمة الغرب الرأسمالي وأزمة الاشتراكية، ترجمها وأعدها الباحث في هذا الكتاب وتصدره لنا مؤسسة المدى للثقافة والنشر، ويركز الباحث على التحليل الفيلوجي لكلمة الإسلام كمنظومة فكرية من كافة النواحي، سواء في تشكلاتها التاريخية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية في بلدان العالم الإسلامي، ويبرز لنا من خلال الكتاب دور العامل الديني في تطور ذلك كله. .
من العراق الى كل الجهات، انطلقت أصوات عراقية حرة، مهاجرة، تكتب وترصد مصير الإنسان العراقي المحاصر في الداخل، وتنشر الحقائق المرة وترسم صورة الحاضر وأحلام المستقبل. الصحافة العراقية في المنفى مرصد حر لصحافة حرة انتشرت، وكانت لها أصداء في كل الجهات، وكان للدكتور فؤاد بطي مبادرة طيبة في رصد هذه الظاهرة.