منذ الأربعينات من القرن العشرين، رسخت القصة القصيرة نفسها كجنس أدبي شعبي جداً في الأدب الإندونيسي الحديث، وربما كان هناك سبب عملي لنمو الاهتمام في كتابة القصة القصيرة. إن العائدات المالية من الكتابة ليست كبيرة، ولكن الطلب الكبير على القصص من قبل الصحافة الشعبية يوفر حافزاً مالياً للكتاب. في المدن، فإن القصص القصيرة تتكاثر في المجالات الشعبية والصحف وخاصة في أيام الأحد وفي المجلة الأدبية. وبين يدينا ترجمة لبعض القصص المختارة من الأدب الأندلسي والمكتوبة في الثمانينات وبداية التسعينات من القرن العشرين، وهي تمثل أكبر عدد ممكن من نماذج الكتابة الإندونيسية، ونقدم أعمالاً لكتاب من مختلف أنحاء الأرخبيل، نساء ورجالاً. بعض هذه القصص هي من تأليف كتاب معروفين مثل "بوتو ويجايا"، "بودي دارما"، "ن.هـ.ديني" و"ساتياغراها هويريب"، ولكن معظمها من تأليف جيل أصغر من الكتاب يضعون سمتهم الآن على المشهد الأدبي الإندونيسي. كان هناك هدف آخر لاختياري هو تحديد وتقديم عمل بعض الكتاب الشباب. وكما نستطيع أن نرى من اللمحة عن حياة الكاتب التي ترافق كل قصة، فإن المؤلفين شديدو التنوع في البراعات ويبدعون في عدد من الأجناس الأدبية. لا يوجد أساس واحد لمواضيع هذه المجموعة واختار المترجمة هو محض انعكاس لذوقها الشخصي، أي أنها قصص قرأتها وأحبتها، وشعرت أن لها ميزة أدبية، كما أنها تحكي للقارئ شيئاً عن التجارب الحياتية ومشاغل عدد من الشخصيات المتنوعة في المجتمع الإندونيسي المعاصر. معظم القصص تتميز بالواقعية، وإن نحا بعضها نحو الفانتازيا، كما أن معظمها نابع من الصراع الفعلي أو المجازي. وقد يكون هذا صراعاً ضمن الفرد، أو بين الأفراد أو بين الأفراد والمجتمع.
الأدب، هذا الشيء المراوغ، الذي يخلق اللذة الخالصة، والذي يعبّر عن كل ما فينا من سعادة، أو اضطراب، أو تعاسة، أو ما طاب لك من ذكر كلمات تصنف كمشاعر. الأدب، والقصص، والحكايات، ذلك النسيج المعقد، والذي من شأنه أن ينتشلنا من حالة ليقذفنا إلى حالة أخرى. كل هذا استدعى أن يُكتب في الأدب نظرية، وهنا، يكتب إيغلتون “مقدمة” أقرب ما تكون إلى أطروحة في نظرية الأدب، يستعرض نظرية ومن ثم يأتي دوره لينقدها ويفندها.
هانس كريستيان أندرسن 1805-1875، يعد من أكبر شعراء الدنمارك، وقد أطلق عليه النقاد شاعر الدنمارك الوطني. كتب روايات، مسرحيات وأعمالاً شعرية، لكن إسهامته الكبرى في الأدب العالمي كانت هي الحكايات الخرافية، والتي تأخذ بشكلها قالب الحكاية الشعبية، وبعض منها ينطلق من القصص الخرافية الشهبية التي كان الشاعر قد سمعها عندما كان صغيراً، لكن المحتوى لحكم هـ.ك. أندرسن أكثر تعقيداً بكثير، فهي تتضمن في الوقت نفسه مستويات عدة في بنائها. وعندما تكون الحكايات الخرافية هي أجمل ما يكون، يمكننا نحن الكبار وبالمتعة ذاتها التي يشعر بها الأطفال لدى سماعهم لها، أن نفهمها وبشكل أعمق عندما نقرؤها لهم بصوت عال.
هذه القصص المتفرقة لفولتير (1694-1778) مأخوذة، دون تسلسل، من الجزء الأول، المجموعة الكاملة لأعمال فولتير القصصية، مطبوعات كتاب الجيب، لعام 1972. ورب قائل: هذا كتاب غطّاه غبار التاريخ على رفوف دور الكتب الوطنية! ولا رد على هذا المعترض إلا القول: لكن الفكر الإنساني خالد عبر العصور ورموزه باقية لا تموت! وما فولتير إلا أهم رموز الفكر الفرنسي-والإنساني- في أوج عصر التنوير. وما أحوجنا في عالمنا العربي، قبل الخوض في البنيوية أو غيرها، إلى الوقوف الدقيق والمعمق على أفكار ومفاهيم عصر النهضة في أوروبا: إنها بوابتنا الحقة والضرورية لولوج العصر الحديث، ودون العبور منها سنظل إلى ما لا نهاية نراوح في دهاليز العصر الوسيط.
قد تبدو هذه المذكرات للقارئ العادي وكأنها تمجد أنظمة اقتصادية واجتماعية وسياسية أصبحت بائدة في عصرنا ولا تظهر إلا بصورتها السلبية المعادية لمصالح الشعوب التي صنفت حديثاً تحت اسم "البلدان النامية"، أو "دول العالم الثالث"، أو "دول الجنوب" الفقيرة مقابل "دول الشمال" الغنية. لكن عندما ننظر إليها من هذه الزاوية فإننا نظلمها، فهي ليست تاريخاً، لأن للتاريخ أسلوبه وطرائقه ونظرياته في تفسير الأحداث والنظر إليها, وهي ليست أدباً، لأن للأدب فنونه وأساليبه نثراً كان أم شعراً.. إنها ببساطة انطباعات عن أحداث ومشاهد إنسانية ورؤية سكنت ذهن صاحبها فترة طويلة من الزمن حتى حان الوقت لتدوينها ليشارك بها الآخرين تجربته الشخصية وخبرته التي أكسبته إياها سنوات عمره الثمانون.
الديكاميرون، ومعناها باليونانية: ديكا وهيميرا (يوم)، أي "الأيام العشرة"، ويتوجه بوكاشيو في هذا الكتاب إلى النساء تحديداً، يريد تسليتهن والترويح عنهن، لأنهن محرومات من وسائل اللهو والتسلية المتاحة للرجال (وربما يفعل ذلك على سبيل الاعتذار من السباب والإساءات التي وجهها إلى الجنس اللطيف في كتابه السابق
"إنيارا" مجموعة شعرية للشاعر هاري مارتينسون هي وليدة زمنها، فعندما خرجت للقراء في العام (1956) تحولت إلى ظاهرة ثقافية في غضون السنوات الخمس التالية، اعتبرها مارتينسون مقياساً لأعماله المستقبلية اللاحقة، في مقابلة أجراها في هلسنكي عام 1963، الشاعر الذي لم يخفِ شكواه، وإن بشيء من المزاح، بأنه يعتبر كتابه (إنيارا) أشبه بصناعة سجادة اسكندنافية ضخمة وكل ما بوسعك فعله، بعد ذلك، هو أن تجلس وتقوم بصنع وسائد صغيرة، وسيقول الناس: لماذا لا يقوم بصنع سجادة اسكندنافية ضخمة عوضاً عن هذه الوسائد الرديئة؟
في بيت قديم بقرية على أطراف إسطنبول، تنتظر الأرملة العجوز فاطمة الزيارة العائلية لأحفادها. لقد عاشت فاطمة في هذه القرية لعقود طويلة منذ أن جاءت مع زوجها الطبيب الشاب ليساعد الصيادين الفقراء، لكنها الآن طريحة الفراش، يخدمها القزم المخلص رجب، وهو ابن غير شرعي لزوجها الراحل. ولكن انضمام حسن؛ ابن شقيق ر جب، إلى التيار القومي الصاعد في تركيا في ذلك الوقت، سيجذب هذه الأسرة نحو صراع تركيا مع الحداثة. رواية مؤثرة عن أسرة تركية تجتمع في ظل الانقلاب العسكري الوشيك الذي حدث في تركيا في عام 1980.
ولد الكاتب التركي فقير بايقورت عام 1929 في إحدى قرى محافظة بورضور. درس في معهد ريفي وعمل معلماً في القرى النائية مدة خمسة سنوات. ثم تابع دراسته الجامعية، وتخرج من كلية التربية –جامعة غازي- أنقرة. انخرط في العمل النقابي، وانتخب رئيساً لنقابة المعلمين في تركيا، ورئيساً للاتحاد القومي لروابط المعلمين ف ي تركيا، عمله النقابي أودى به إلى السجن عام 1971. وبعد محاكمات طويلة أمام المحاكم العسكرية حصل على البراءة. هاجر إلى ألمانية، وأقام في مدينة "دوريسبورغ" حتى وفاته في عام 1999. بدأ الكاتب شاعراً، ولكنه انتقل إلى القصة والرواية، وصدر له أربعة عشرة مجموعة قصصية واثنتا عشرة رواية. وكتب عدة مجموعات قصصية للأطفال. حصل على جوائز أدبية عديدة في تركيا، وقد حصل على جائزة "يونس نادي" للرواية عن روايته هذه عام 1958. تعتبر رواية ثأر الأفاعي أول نموذج لتيار "أدب الريف" الذي ظهر في تركيا في أواسط الخمسينيات، وهي ليست نموذجاً رائداً لهذا الأدب فحسب، بل بقيت إحدى أهم روايات هذا التيار. وأدب الريف لا يقتصر على تناول موضوعات الريف فقط، بل يبحث في فنيات خاصة معتمداً على لغة الريف. فالرواية مكتوبة بالأصل بلغة (أو لجهة) محلية، وهذا ما جعل الترجمة قريبة من لغة المنطوق. بايقورت أهم من صور الريف التركي، فقد صوره بعد معايشة عن كثب. نقلت هذه الرواية إلى السينما والمسرح، وأحدثت ضجة كبيرة في تركيا إثر صدورها، ووصلت هذه الضجة إلى مجلسي النواب والشيوخ، ونوقشت في جلسات رسمية لهذين المجلسين، وطالب بعض الأعضاء بمنعها عام 1962. قال عن هذه الرواية يشاركمال: "رواية ثأر الأفاعي عمل لن ينسى في أدبنا، وسيتبع". ما زالت تتوالى طبعاتها في تركيا، وقد طبعت بين عامي 1997-2001 ست طبعات.
يتحدث الكاتب التركى "يشار كمال" فى هذا الكتاب "الفتوة التشغرجوى" عن حياة هذا الفتوة التركى الذى شغل السلطنة العثمانية فى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وقضّ مضجعها بأعمال القتل والتنكيل التى قادها ضد الآغاوات والأغنياء.
ليس ثمة قائمامقام في البلدة منذ ثلاثة أشهر. يقوم كاتب الديوان رسول أفندي بالوكالة. ولا فرق بين وجوده أو غيابه... إنه رجل مسن، ضئيل، يخاف من ظله، ولا يمكن القيام بأي عمل مع هذا الرجل. حلً نيسان، وبدأت المراجعات للحصول على تراخيص زراعة الأرز. تمتد متسارعة: قضايا خرائط الحقول، وتأجيرها، وصراعات الماء، والتسوق، والخوزقة الخوزقة. ولكن القائمقام غير موجود. ويقول رسول أفندي القائم بأعمال القائمقام: "أنا لا أدس أنفي بأمر زراعة الأرز. لا أدس أنفي حتى لو عرفت بأن المحافظ سيطردني من عملي، لا أدسه، لا أدسه
ضم مجموعة من القصص المعاصرة، اختارتها وترجمتها فدوى فاضل عن مجاميع قصصية لخمسة عشر قاصّاً ممن كتبوا باللغة الإنجليزية، أو ترجمت قصصهم إليها، مثل قصة (باقة زرقاء) للشاعر المكسيكي اكتافيو باز. ومن الأسماء الأخرى للكتّاب يظهر أن المترجمة وضعت اختيارها على مؤلفين معاصرين في أسلوب سردهم ومواضيعهم، وأغلبهم ما زالوا أحياء يواصلون الإبداع، بينهم كتّاب لم يسمع القارئ العربي عنهم من قبل رغم دورهم البارز في الأدب العالمي الحديث، مثل الأميركي جون شيفر والأميركية غريس بيلي، والقاصة نومافيندا ماثياني والكاتب إيفان فلاديسلافيتش من جنوب أفريقيا، وأحمد إيسوب من الهند، والعديد منهم حصل على جوائز أدبية مهمة، مثل الكاتبة الكندية إفلين لو، التي حصلت على جائزة الحاكم العام الكندي على كتابها الأول، وكانت أصغر كاتب على الإطلاق ينال مثل هذا التقدير.