رواية مذكرات الحجر هي قصة حياة امرأة واحدة؛ رواية تمتع الحواس، تظهر العقود المضطربة لقرننا وتلقي الضوء عليها. دايزي غودويل، المولودة عام 1905، تنجرف عبر فصول الطفولة، الزواج، الترمّل، الزواج الثاني ، الأمومة والشيخوخة. دايزي المرتبكة بسبب عدم قدرتها على فهم دورها بالذات، تسعى إلى العثور على طريقة ك ي تروي قصتها ضمن روايةٍ هي نفسها تتحدث عن قصور السِّيَر الذاتية ومحدوديتها. "أنشودة شكر مدروسة بصورة جميلة لكل القصص الخاصة التي نُجلّها ونعزّها."
"إن كبار الكتّاب تطوف بخواطرهم نوادر الأفكار، وتلوذ بقلوبهم شوارد العواطف، حتى إذا صحت عزيمتهم على جمع شتيت فكرهم، ولمِّ ما تفرق من عواطفهم، نزلت بصدورهم ضيقة لارتيابهم في قيمة ما يخرجون، فإما أن يكون ما يقدمه الكاتب ظاهراً في زي المتداول المألوف، فيعزّ عليه ألا يكون ما تنتجه قريحته أجل وأسمى مما تن تجه سائر القرائح، وإما أن تتزيا له بنات فكرة في زي طريف، فيخشى أن تقع في النفوس موقع ما لم تألفه النفوس، ويترجح عنده أن الناس أدنى إلى أن تميل عن الجديد، لا أن تميل إليه. وقد ينبغي له أن يخشى ذلك إذا هو قدّم للجمهور رقصة طريفة، والطريف لا يلقى من الناس كرامة، ولا يجد من الدهر معيناً، فإن بني على أساس متين فإن الناس تتعشقه وتعتنقه، بعد أن تضطهده وتطارده.
تدور أحداث هذه الرواية في غاليثيا (جليقية) حيث يعيش الساحر مرلين رابطا بهده الطريقة سحر هذه المنطقة الاسبانية بالاساطير الارثرية لفرسان المائدة المستديرة . وبذالك يجمع كونكيرو بين التراث الأدبي وتقاليد غاليثيا الشعبية,بين السحر والواقع . تتعلق المسالة بواقع لايبقى في المحيط الاطلسي بل يصل الى مناطق كثيرة من الأرض على يد ساحر لاينسى سوريتنا الحبيبة .
وتتحدث الرواية عن امرأة من السود الأميركين تنضم إلى حركة الحقوق في ستينيات القرن الماضي وتبذل كل شيء من أجل تغيير حياة المحيطين بها. وتتمحور الرواية حول شرعية قتل إنسان لأي إنسان آخر تحت أي مسمّى أو ذريعة، وتطرح تسؤلات حول مشروعية قتل إنسان آخر في سبيل الثورة. وتناقش "ووكر" مدى صحة لجوء حركة ا لحقوق المدنية التي نشطت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي إلى العنف دفاعاً عن حقوق السود في أميركا.
لا يمكن الحديث عن مسرح الأديب الروسي إيفان سرجييفيتش تورغينيف دون التعرُّض إلى دراسته الأكاديمية وكتاباته الشعرية والروائية والقصصية. إذ أنهى دراسته الثانوية على أيدي مدرِّسين خصوصيين، والتحق بجامعة موسكو في العام 1833 درس فيها عاماً واحداً بكلية الآداب، ثم انتقل إلى جامعة بطرسبرغ حيث درس اللغات الأ جنبية، وأنهى دراسته الجامعية باكتساب حاسة التذوق الأدبي. سافر إلى برلين في العام 1838 لإتمام معارفه بالتاريخ والفلسفة، وتعرَّف على فلسفة هيغل، وعند عودته إلى موسكو تابع دراسته للحصول على ماجستير بالفلسفة، وكان يداوم على حضور الندوات الأدبية ويكتب الشعر. ورغم حصوله على ماجستير في الفلسفة من جامعة بطرسبرغ إلا أنّه لم يسلك الطريق الأكاديمي، فقد غلبت عليه موهبته الأدبية، فاتجه إلى الكتابة، وتعرَّف على الأدباء الروس مثل بيلنسكي، نيكراسوف، ودوستويفسكي. تولَّع إيفان الصغير بحب الأدب والقراءة وتذوق اللغة الروسية عن طريق بونين العامل في منزل العائلة بالقرية. بالإضافة إلى أنّ مكتبة القرية سباسكي كانت زاخرةً بأمهات كتب الأدب الفرنسي والأوروبي. يتميز مسرح تورغينيف بالتصوير الواقعي للحياة اليومية الروسية، والأخلاق وطباع البشر، والحوار الذي ينبض حياةً، وبقدرة الشخصيات المسرحية في التعبير عن أنفسهم بصدق ووضوح.
مشروع أومّا نصٌّ يغذّي إمكانات الأمل بالخلاص ، ينبثق عن قصص حبّ ملهمة ومداولات أفكار تجترح تفاصيل المشروع فيزدهر بها وتدوم به ، ويرعى وقائع الحب البرّية انتماءٌ متجذّر للطبيعة وإيمانٌ بالخلاص المرتجى ، إنتماءٌ وايمانٌ يشتبكان وجودياً بالمشروع حتى لكأنّهما يشكّلان كياناً ملتحماً وسط التحديات القاتلة . مشروع أومّا يمثل رؤية مستقبلية ممكنة إجتمع عليها أشخاصٌ آمنوا بأنّ خلاص أية مجموعة بشرية إنما هو مجموع " الخلاصات " الفردية لأعضائها ، أشخاص يضيء الحب مسالك زمنهم الوعر ، يعتمدون قدرات شخصية وخبرات علمية وتقنية متاحة - بدائية أحياناً - مستلهمة من البيئة المحلية أو من بعض الثقافات البرّية المهملة ، يُفضي مسعاهم لإنقاذ الوجود الحيوي وإحياء الأرض وماعليها إلى تحفيز العقول لمجابهة الخطر المحلي المحدق بهم ، ومواجهة معضلات التغوّل التقني العالمي وندرة مصادر المياه ونضوب موارد الطاقة والاحتباس الحراري والمجاعات الوشيكة التي تلوح أشباحها في الأفق
بغداد نهاية سبعينات القرن الماضي، تفيض بالنازحين من المثقفين المصريين والفلسطينيين والعرب، الذين غادروا أوطانهم لأسباب سياسية اجتماعية، وتلقتهم بغداد واحتضنتهم بالحب العميق. فترة تاريخية حاسمة أعقبت حرب أكتوبر وعاصرت اتفاقيات السلام التي وقعت بين الرئيسين السادات والعدو الإسرائيلي، ماجت بأحداث جسام، شهدت سطوع أزمة الفكر القومي واليساري، وبزوغ الديكتاتورية وقبضتها الدامية. وحبلت بالمقدمات المفزعة لما جرى في ما بعد. البطلة من الأهوار والبطل صحفي مصري يعيش انهيار عالمه القديم من حوله، والكاتبة قاهرية تزوجت في ربوع بغداد، فعشقتها وحملت هموم المدينة العريقة وحروبها على كاهلها، وداومت على زيارتها عبر سنوات الجمر والنار، لتلتقي أبطالها وشخوصها في أرجاء العراق العظيم. مطر على بغداد رواية ضخمة من خلال عيون مصرية، حكايات عن روعة الأمكنة بين الجنوب العربي وساحات الأهوار، والشمال الكردستاني الساحر، وشخوصه المفعمة بالجمال الإنساني وثقافاته المتنوعة في زمن الحب والدمار وسؤال يلح عليك طوال فصول الرواية هل ما حدث كان حتمياً؟
تحتل ووكر موقعا استثنائيا في تاريخ الكاتبات الأمريكيات المنحدرات من أصول إفريقية... إن معبد تابعتي عمل مذهل. – مجلة Essence بعد ظهورها الأول عام 1990. ظلت معبد تابعتي، رواية أليس ووكر التي هي تكملة لأيقونتها اللون أرجواني، على مدى ما يربو أربعة أشهر على قائمة أفضل المبيعات في نيويورك تايمز وساهمت في توطيد مكانتها وسط أهم الكتاب في أمريكا. يتماوج القالب الرؤيوي للشخصيات بين الماضي والحاضر في آن معا، في نسيج معقد بأسلوب رائع من سرد الحكايات. يحكي التركيب الناتج قصة المعدمين والمشردين، بشر تاريخهم موغل في القدم ومستقبلهم مجهول. من بينهم ليزي، امرأة ذات ماض متعدد؛ أرفيدا، عازف الغيتار الشهير، وزوجته الأمريكية اللاتينية التي أرغمت على الهروب من موطنها؛ سويلو، مدرس التاريخ الذي يدرك إهمال أنباء جيله من الرجال للمرأة، وزوجته السابقة فاني، الواقعة بحب الأرواح. تجوس السيدة سيلي وشوغ فوق حكاياتهم عن قرب، الشخصيتان المحبوبتان من رواية اللون أرجواني. على حد وصف المؤلفة رومانسية آخر خمسمائة ألف عام، تلاحق معبد تابعتي هذه الشخصيات متشابكة العلاقات، معظمهم ينحدر من أصول إفريقية ويمثل كل منهم سلالة عرقية مختلفة – من القبائل الإفريقية المتنوعة إلى ذوي الدم المختلط من سكان أمريكا اللاتينية – تساهم في تجربة السود في أمريكا. أليس ووكر، الكاتبة الأكثر مبيعا، لها سبع أعمال روائية، وثلاث مجموعات في القصة القصيرة، وثلاث مجموعات في المقالة، وستة مجلدات شعرية إضافة إلى عدة كتب للأطفال. ترجمت أعمالها إلى أكثر من عشرين لغة. ولدت في إيتونتون، في جورجيا. وهي تعيش الآن في شمالي كاليفورنيا.
أعتقد أن انتحاري ليس حادثة استثنائية في حاضر المدينة، وربما لا يحدث أي ضجيج من النوع الذي يحدثه انتحار الحيتان على شواطئ البحار، أو احتمال انقراض سلالة من دببة القطب. قد تكون حادثة عابرة، وغير مؤسفة، وروتينية، سوف يتكوم فوق جسدي الميت بعض من كائنات الليل وربما يبول عليه بعض السكارى ساخرين من فعلتي التافهة. بعد ذلك سوف تأتي الشرطة وتتمم بعض الإجراءات الروتينية في التحقيق، سيتضح أن الحادثة ليست جريمة قتل، بعدها ستحملني عربة إسعاف إلى براد المستشفى، بانتظار أن يتعرف أحد على جسدي، سوف يأتي الكثير من أناسٍ فقدوا آخرين في ظروف غامضة، يلقون نظرة علي، سيتضح لهم بالتأكيد، أني رجلٌ غريب ولا أخصهم على الإطلاق، فالذين كانوا سبب وجودي في هذا العالم سبقوني منذ أعوام إلى العتمة والفراغ الكلي، ثم وبعد أيام سوف تنشر الصحف خبر انتحاري وسوف يتبين للرأي العام أن الجسد الميت مقطوع الجذور، وإني أقرب إلى مشاع عام. إنها مهزلة.. شيء سخيف للغاية.
من عمق الريف التركي إلى قاع المدينة ينتقل أورهان كمال ليرصد عالم المهمشين وحكاياتهم وأوهامهم وخوفهم، وأحلامهم التي تتحول إلى كوابيس. شخصيات حية في هذه الرواية تنسج حولها أساطيرها الشخصية وتمزق الأقنعة المزيفة في حياتها اليومية.
توقّف الرجل لبرهة قبل أن يدخل. كان من العبث أن ينظر حوله ليحاول أن يعرف ما إذا كان أحد قد تبعه. كان مدخل القلعة في منطقة قديمة من ميلانو، على طول طريق رطب ومظلم لا يمكن بلوغه إلّا من خلال طرق أخرى رطبة ومظلمة أيضاً، لذلك فحتّى لو كان هناك أحد يجري وراءه فلابدّ أن يكون قد ضيّعه منذ فترة، رغم أنّه كان يرتدي ثوباً ورديّاً مبهرجاً. وإذا قلنا الحقيقة فقد حدث أنّه خشي هو أيضاً أن يضيع. فهو لم يكن قادراً أبداً على معرفة الاتّجاهات بعدما تاه في كبكوبة الأزقّة المحيطة بالقلعة. وكان ذلك بسببه إلى حدّ ما، لأنّه لم يكن يملك أبداً شعوراً قويّاً بالاتّجاهات. وكذلك بسبب تلك المدينة التي تطّورت بشكل سيّئ لا يقوم لا على تصميم ولا على شكل ورؤية. لذلك كان لابدّ من إعادة النظر فيها، بتلك المدينة، من أعلاها إلى أسفلها. لابدّ من تنظيمها بطريقة مختلفة، ملائمة. مختلفة بصورة جذريّة. بطريقة غير معروفة من ذي قبل. كأن تكون مدينة على عدّة مستويات مثلاً. من الأسفل إلى الأعلى، من الماء إلى السماء. مدينة على عكس البيت، حيث يقيم الفقراء في الهواء، والأغنياء على الأرض، كما كان يجري في بيوت أهل روما كما وصفها فيتروفيو. وكان الحقّ مع فرانشيسكو دي جورجو عندما ترجم الكتاب، لأنّه يستحقّ ذلك بالفعل. ويستحقّ الثمن المرتفع الذي اشتراه به، وإذا كان قد كلّفه غالياً، فهو قد ذكّره بكثير من... اهتزّ الرجل ذو الثوب الورديّ بعد أن أدرك أنّه قد تاه - لكن ضمن أفكاره فقط. وكان هذا الأمر يحدث له في كثير من الأحيان، فتكون تلك أفضل الأوقات في يومه. لكنّ تلك لم تكن اللحظة المناسبة للاستغراق في تخيّلاته. لأنّ الوقت الآن هو وقت عمل. بهدوء، ولكن من دون طمأنينة، قرع الرجل على الباب. سمع مباشرة صوت صرير فهم منه أنّهم في طريقهم لفتح الباب، كما أنّ غُريفةَ المدخل ظهرت كأنّها مضيئة وسط عتمة الشارع. كلمة واحدة فقط. - ادخل. دخل الرجل وترك الظلام وراءه.
ليس الإنسان أكثر من عود قصب قابل للكسر. لكنه عود قصب مفكِّر، لا تحتاج القدرة الكلية أن تحشد سلاحاً من أجل سحقه. لأن بوسع قطرة ماء صغيرة أن تقضي عليه. ولكن حتى لو كان بإمكان هذه القدرة الكلية أن تسحق الإنسان، فإنما يبقى هو أكثر نبلاً. لأنه مدرك أنه سوف يموت. في حين أنها لا تعرف شيئاً عن هذه الميزة التي بها يتربع الإنسان فوق عرش الأرض. هكذا فإن كل ما نتمتّع به من رفعة كامن في تفكيرنا. من هذا المنطلق علينا أن ننتفض كبشر، وليس من منطلق التحرك في المكان والزمان، مسؤوليتنا كبشر أن نفكر جيداً. وهذا هو منطلقنا الأخلاقي. باسكال أقل
ما المبرر لهذه الترجمة العربية الجديدة لمكبث، وقد تُرجمت من قبل؟ قد يُجاب عن هذا السؤال بسؤال مشابه: لماذا توجد عدَّة طبعات لمكبث باللغة الإنكليزية، علماً أن النصَّ فيها يكاد يكون واحداً، والاختلافات في قراءة كلمة هنا، أو كلمة هناك تكاد تُعَدُّ؟ الشرَّاح الإنكليز يجدون مبررهم في طريقة فهم النصَّ، لذا تختلف هذه الطبعات باختلاف ثقافات الشرَّاح ومكنتهم من تحليل فهم النص وتقنياته، ومدى تعمقهم في تصورات وعقائد ومفاهيم العصر الإليزابيثي الذي عاش فيه شكسبير. المترجم العربي لا يختلف في مبرراته عن الشارح الإنكليزي، مع فارق جسيم هو أنَّ الترجمة مهما كانت أمينة ودقيقة تبقى غير دقيقة. لذا فالترجمات المتعددة لعمل واحد، إثراء بوجه أو بآخر ومحاولة للاقتراب من النص أكثر فأكثر. أما مبررات الترجمة هذه، فكانت ردَّة فعل، على اجتهادات غريبة في الترجمات السابقة، غرابة لافتة المنظر، تضرُّ بشكسبير، وبالقارئ العربي في آن واحد . إذن لننظر قليلاً في آخر ترجمة لهذه المسرحية التي تتوالد فيها المعاني في كل قراءة جديدة لها، وفي كل إخراج مسرحي أو سينمائي. المسرحية الشكسبيرية - وكل المسرحيات الكبرى عموماً - نسيج سمفوني متعدد الآلات، والمترجم في هذه الحالة، قائد موسيقي يهتم بكل آلة، ويعطيها الإصغاء الكامل. يمهد كذلك لتقديمها باحترام. إذن هذه محاولة متواضعة للإسهام في تطوير المترجمات الشكسبيرية، وهي أبعد ما تكون عن النقد أو التجريح، أو - في الأقل - هذه نية كاتب السطور. لا بد من القول أولاً، إن الترجمات العربية السابقة خلت من الشروح إلا قليلاً. بينما الطبعات العديدة لمسرحية «مكبث» بالإنكليزية، تتنافس فيما بينها، وتتفاضل بنوعية شروحها للنص ولا أدري لِمَ يحتاج القارئ الإنكليزي إلى كل هذه الشروح والتعليقات لزيادة الفهم، ويُحرم منها القارئ العربي؟
قصة حُب تجمع على نحوٍ استثنائي، خلافاً للسائد، أطرافاً ثلاثة تمثل، كل على حدة، هويات إثينية مختلفة ومتعارضة: ملائكة يهودية ، نعيم مسلم لام صابئية، ونور صابئي الأب والأم، هؤلاء الثلاثة ينشئون في "عماريا" جنوب العراق، ويكبرون فيها ليواجهوا لاحقا أقدارا مأساوية متشابهة
تشكِّل ملحمة جلجامش صورة رائعة لمواضيع إنسانية حسَّاسة ففيها الحب والصداقة والبغض والحقد والأماني والحنين الى الذكريات والبطولة والرجولة والمغامرات والرثاء. ولعل أبلغ رثاء في تأريخ الحب والصداقة نجده في رثاء جلجامش المؤثِّر لصديقه وخلّه "انكيدو" وبكائه عليه. في هذا الكتاب يناقش طه باقر كيف تناول الأدباء ملحمة جلجامش.. أي الأعمال البطولية والمغامرات المنسوبة الى جلجامش وصاحبه انكيدو وخاصة حادثة الطوفان الشهيرة الأمر الذي جعل الملحمة برأيه "كلها تبدو وكأنه وحدة فنية مطردة على الرغم من أن المؤلف أو المؤلفين استعملوا ما يشبه طريقة سرد القصص المتبعة في ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة في ربط قصة بأخرى". وفي هذا السياق يرجع المؤلف "طه باقر" الى أصول حوادث الملحمة بنصها الذي جاء باللغة الأكدية (البابلية)، معتبراً أنها ذات مصادر سومرية. فقد وجد – والكلام للمؤلف – بالفعل نصوصاً أدبية سومرية، منها ما يتعلق بأعمال جلجامش وأنكيدو والعفريت "خمبايا"، وقصة حب عشتار لجلجامش وقصة الثور السماوي وغيرها.
رواية بوليسية تدور أحداثها في أمريكا اللاتينية تبحث عمن قتل موليرو، الفتى البسيط الذي وجد جثته أحد الرعاة وقد شوهت بشكل مخيف، فما هي الأسباب الحقيقية التي أدت إلى مقتل موليرو، ذلك الفلاح ذي الأصول الهندية .. ربما يكون الشاب قد انتهك حرمة تابو إجتماعي سياسي حتم على أهل البلاد إصدار حكم جعل قتله مباحا ً لا يعاقب عليه مرتكبوه. هذا ما سوف يتابع التحقيق فيه "يوسا" وهو يتحرى الكثير من خصائص المجتمع الريفي في أمريكا اللاتينية.
الرواية السادسة للكاتبة العراقية سميرة المانع بعنوان «من لا يعرف ماذا يريد» تدور احداثها ما بين العراق ولندن من خلال شخوصها وحوادثها بعد سقوط النظام السابق سنة 2003 وما جرى بعد ذلك للشعب العراقي، سواء داخل العراق او خارجه، ويأتي على لسان احد شخصيات رواية سميرة المانع: الجميع يحلم بزيارة العراق، البارحة في السوق من بعيد، رأت زوجين عراقيين مغتربين كانا يزورونهما في السابق، تجنبت لقاءهما او السلام عليهما، لماذا ابتعدت عنهما حتى غابا في زقاق جانبي؟ هل كانت خجلة من نفسها او خجلة منهما؟ «لا تعرف».