يصف جينيه أجواء باريس بعد هزيمة النازية، حيث خرج أهالي باريس خرج الناس إلى الشوارع يرددون: ما زلنا أحياء ونتتبع حياة شاب يريد التحرّر من النازية، وفي الوقت نفسه من كل القيود الإجتماعية والسياسية والأخلاقية حتى يعيش اختلافه. يقول جان جينيه: ”على الرغم من أن الهدف المُعلن أن يحكي هذا الكتاب تألق جان، فإن له أهدافًا ثانوية أخرى أكثر غموضًا، و إن تكتب يعني أن تنتقي من بين عشرات مواد معروضة عليك، أتساءل لماذا كنت راغبًا في أن أثبت بكلمات حقيقة ما جرى” يقول سارتر إن المكانة التي يجب أن تعطى لجان جينيه بفضل هذه الرواية التي تنتمي إلى أدب الإعتراف، مكانة رفيعة بالتأكيد، تضعه في الصف الأول من أدباء هذا الجيل“ لا يمكن في هذه الزاوية الصغيرة استعراض أحداث الرواية، ولكنها في النهاية تحفة أدبية عن عالم الإنسان، وكشف لأنواع الكذب والزيف في حياة الإنسان.
جميع صحف اليوم التالي الصباحية أشارت إلى السرقة الفاشلة، الجميع فوجئ، مفاجأة النفاق، بأنّ أسطورة غايتان ما تزال تُلهِبُ العواطفَ بعد ستّ وستين سنة من الأحداث وقارن بعضهم للمرّة الألف بين مقتل غايتان ومقتل كِندي، الذي أتّم في العام الماضي نصف القرن، دون أن يكون قد تقلّص الذهول أدنى تقلّص. الجميع تذكّروا، عندما دعت الحاجة، ظروفَ القتل غير المتوقَّعة: المدينة التي أحرقتها الاحتجاجات الشعبية، القنّاصة الذين اتخذوا مواقعهم على السطوح، الذين كانوا يطلقون النار من دون أوامر ولا تمييز، البلد في حرب السنوات اللاحقة. المعلومة ذاتها كانت تتكرّر في كل مكان، بتنويعات أكثر أو أقل وبكثير أو قليل من الميلودراما، مرفقة بكثير أو قليل من الصور بما فيها تلك التي انتقمت فيها الشرذمة الغاضبة توًّا من القاتل، وراحت تجرّ جسده شبه العاري وسط الطريق السابع باتجاه القصر الرئاسي.
ولد آل سكورتا ملطخين بالعار لأن سلالتهم نشأت من اغتصاب شقي لعانس. في مونتيبوتشيو، بلدتهم الصغيرة في جنوب إيطاليا، يحيون في عوز، ولمن يموتوا أثرياء، غير أنهم عاهدوا أنفسهم على توارث القليل الذي منت به الحياة عليهم من جيل إلى جيل. لذا كانت ثروتهم، ما عدا دكان التبغ المتواضع الذي أنفقوا عليه "نقود نيويورك" ثروة لا مادية قد تكون تجربة في الحياة، أو ذكرى أو حكمة أو لحظة فرح عابرة. وقد تكون سراً كالسر الذي تبوح به كارميلا العجوز لكاهن مونتيبوتشيو السابق، خشية أن تفقد ملكة الكلام.
تدور الرواية حول الفتى الطيب والطفلة الخبيثة. الفتى الطيب هو ريكاردو الذي يعمل مترجمًا لدى الأمم المتحدة، أما الطفلة الخبيثة فأسماؤها كشخصياتها لا تُحصى. عرف ريكاردو الطفلة الخبيثة في مدينة ليما، لكنها بعد فترة قصيرة اختفت نهائيًا، لتظهر بعد عشرة أعوام في باريس حيث باتت تعمل في السياسة، ثم تتكرّر اللقاءات بحكم عمل الفتى الطيب الذي يسافر كثيرًا، ويلتقيان في بلدان متعددة، فرنسا وإسبانيا وبريطانيا. على مدار صفحات كتاب شيطنات الطفلة الخبيثة تسير حياة الشخصيتين من زمن المراهقة إلى الشيخوخة، ويترافقان في رحلة أربعين عامًا، تصرّ الأقدار فيها على أن تجمعهما من جديد، وكل مرة في مكان مختلف، محافظين على علاقة غير عادية، تجمع الحب وجنون الرغبات، وعلى خلفية تلك العلاقة وتفاصيل مجنونها وجنونها تمر في الخلفية كل أحداث القرن العشرين.
إنّي أتردّد في أن أضع اسمًا لهذا الإحساس المجهول حيث يتملّكني الضّجر والعذوبة، أتردّد في أن أطلق عليه ذاك الاسم الجميل الوقور... اسم الحزن. إنّه إحساس من الشموليّة والأنانيّة حتّى إنّي أكاد أشعر بالخجل منه، ذلك أنّ الحزن كان يبدو لي دائمًا أمرًا جديرًا بالاحترام. لم أكن أعرفه... بخلاف الملل والحسرة وشيء يسير من النّدم. واليوم شيءٌ مّا يحتويني كالحرير، شيءٌ مُزْعِجٌ وعذبٌ، يفصلني عن الآخرين.» ولدت فرانسواز ساغان، اسمها الحقيقي فرانسواز كواراز، في كاجارك (لوت)، بدأت الكتابة سنة 1954، عندما نشرت روايتها الأولى صباح الخير أيها الحزن. أثارت هذه الرواية فضيحة حقيقية بمعالجتها لموضوع الجنسانية النسائية بأسلوب وقح ولاذع. فازت في السنة نفسها بجائزة النقد، لتصبح شعاراً لجيل ما بعد الحرب ولتدفع بكاتبتها إلى مقدمة المشهد الأدبي. أصدرت ساغان لحد اليوم حوالي ثلاثين رواية من بينها «هل تحب برامز...»، التي صدرت سنة 1963 من قِبَلِ أناطول ليتفاك، ثم رواية «السحب العجيبة» سنة 1973، «عاصفة ساكنة» سنة 1983، «المراوغون» سنة 1991، «المرآة الشاردة» سنة 1996. قاصة وكاتبة مسرحية، كتبت فرانسواز مجموعة من المسرحيات وسيرة ذاتية عن سارة برنار نشرت سنة 1987. ألفت هذه الشخصية الكبيرة المنتمية للمشهد الثقافي الفرنسي سيناريو «لاندر» لكلود شاربول. توفيت فرانسواز ساغان في 24 شتنبر سنة 2004 عن سن تناهز 69 سنة.
اليودميلا ستيفانوفنا بيتروشيفسكايا - كاتبة متعددة المواهب : فهي روائية وكاتبة مسرحية وشاعرة وكاتبة سيناريو وفنانة ترسم بالألوان المائية ومخرجة الثانية من الأفلام المتحركة وملحنة ومغنية وممثلة مسرحية . ولدت في موسكو عام 1938 . نالت الكثير من الجوائز الروسية والعالمية على أعمالها السردية والمسرحية . تُرجمت أعمالها إلى الكثير من اللغات الأجنبية وعرضت أعمالها الدرامية على أفضل المسارح في روسيا والعالم . صبية من متروبول » - ليست مذكرات أو محاولة لإجراء مقابلة بعد عشرين عاماً من الصمت ، على الرغم من أن الكتاب يبدأ برسالة للمؤلفة تتحدث فيها عن بديل للمقابلة الصحفية . إذ أنّ الكاتبة قدّمت سردها على شكل مجموعة من القصص والمقالات القصصية التي كتبتها بدوافع شتى . ومع ذلك ، من خلال وصف الحوادث والمصير الدرامي للشخصيات ، تتكشف أمامنا تدريجيّاً بشكل جلي القصة الصعبة لقدّر حياة المؤلفة نفسها . ' | تكشف لنا الكاتبة في عملهاهذا بأسلوبها المشوّق الجوانب الخفية للمجتمع الروسي من بداية الثورة إلى مرحلة السبعينيات من القرن الماضي بجوانبها الإيجابية والسلبية . | « صبية من متروبول » - هي حكايات حقيقية عن حياة مؤلفة هذا الكتاب . بدءاً من الاستعراضات الأدبية الأولى لها في الأفنية بين المنازل مقابل قطعة خبز وهي في سن السابعة من العمر ، ومن كتابة القصص الخيالية حول اليد السوداء التي تمتد نحوها في غرفة النوم في دار رعاية الأطفال ، والمغامرات في المدرسة والجامعة إلى أول عمل إذاعي ، والمسرحيات الأولى . كما يتضمن مواقف هزلية عن حياة المجتمع البوهيمي في الداخل والخارج . إنه كتاب للأشخاص المبدعين ولأولئك الذين يستكشفون الأدب والمسرح والفن ويستعرضون الكيفية التي رعت فيها صبية صغيرة أحلامها لتغدو كاتبة مرموقة ومعروفة ومحبوبة على المستوى العالمي ، ومدى صعوبة الطريق نحو الإبداع الحر غير المحدود .
رواية "ملاك الجليل.. صحبة حلوة" للكاتبة الكولومبية لاورا ريستريبو، وهي كاتبة وصحفية، ولدت في كولومبيا، سانتافي دي بوجوتا 1950. وهي واحدة من الكتاب الكولموبيين الأكثر شهرة بفضل روايتها الهذيان والتي فازت بجائزة الفاجوارا لعام 2004، كما فازت أيضا بجائزة جرينثاني كابوور لعام 2006 باعتبارها أفضل رواية أجنبية نشرت في إيطاليا. ودائما ما تُظهر في أعمالها خليطا من البحث الصحفي والخبرات الخاصة عن طريق قصص رفيعة المستوى وكثيفة المضمون والتي دائما ما تدور أحداثها في كولومبيا. وبجانب كتابتها الروائية قامت أيضا بكتابة مقالات صحفية وكتاب للأطفال.
تتنوع الأشكال والأجناس الأدبية لدى توماس برنهارد (1931/2/9-1989/2/12)، لكن أغلب أعماله تدور في فلك واحد: المرض والجنون والموت. بدأ برنهارد حياته الأدبية شاعراً، ثم اتجه إلى النثر، وفي مطلع الثمانينيات لمع اسمه في دنيا المسرح في البلاد الناطقة بالألمانية. وعندما توفي في الثامنة والخمسين من عمره، كان قد أمسى من أنجح "المهمشين" على ساحة الأدب الألماني المعاصر. في "صداقة" يتحدث توماس برنهارد عن علاقته بباول فيتغنشتاين، ابن شقيق الفيلسوف المشهور لودفيغ فيتغنشتاني. وكانت أواصر الصداقة قد جمعت بينهما عام 1967، عندما كان الكاتب يُعالَج في مصحة لأمراض الرئة، بينما كان باول نزيلاً على بعد خطوات منه في مستشفى الأمراض العقلية. كان باول في مطلع حياته من الأثرياء، فهو سليل عائلة من أغنى عائلات النمسا، غير أنه بعثر نقوده بلا حساب على أصدقائه وعلى الفقراء، حتى انتهى به الحال معدماً وحيداً، لا تربطه صداقة بإنسان سوى بالمؤلف.
ليس ثمة قائمامقام في البلدة منذ ثلاثة أشهر. يقوم كاتب الديوان رسول أفندي بالوكالة. ولا فرق بين وجوده أو غيابه... إنه رجل مسن، ضئيل، يخاف من ظله، ولا يمكن القيام بأي عمل مع هذا الرجل. حلً نيسان، وبدأت المراجعات للحصول على تراخيص زراعة الأرز. تمتد متسارعة: قضايا خرائط الحقول، وتأجيرها، وصراعات الماء، والتسوق، والخوزقة الخوزقة. ولكن القائمقام غير موجود. ويقول رسول أفندي القائم بأعمال القائمقام: "أنا لا أدس أنفي بأمر زراعة الأرز. لا أدس أنفي حتى لو عرفت بأن المحافظ سيطردني من عملي، لا أدسه، لا أدسه
صدرت حديثا عن دار المدى رواية "صندوق باندورا" للروائي الفرنسي برنار فير بير صاحب الثلاثية الشهيرة "النمل". الرواية تتناول حياة استاذ جامعي يحاول ممارسة التنويم المغتاطيسي في التأثير على حياته الحالية. حيث ينشأ امامه تحد جديد يعيد كتابة تاريخ حياته.. برنارد فيربير كاتب روايات خيال علمي. يمزج في رواياته بين عدة انواع ادبية مختلفة، كالأسلوب الملحمي، وأسلوب الخيال العلمي والأسلوب الفلسفي. رواياته حققت مبيعات كبيرة ولا تزال على قائمة الكتب الأكثر مبيعاً.
هنا محنة الإنسان المعاصر محنة مبدع تهيمن عليه فكرة الزوال ولا يعنيه ابداع، على ان ينجو من قدره المحتوم.. بطل الرواية رسام يعشق الحياة ومباهجها وتسكنه فكرة الميلاد والموت. ان هيسه المفتون بالأسماء الغريبة يقدم لنا كلنكسر هذه المرة بشخصية المفتون بسحر الشرق
كنت أحاول أن أتذكر أين التقيت بالشاهد الآخر، كان وجهه من النوع الذي لا يعرف المرء إن كان التقاه قبل مدة طويلة أم منذ برهة. فجأة تذكرت عندما نظر إلي نظرة مفادها أنه من الأفضل ألا أتذكره.
"ضوء نهار مشرق" رواية هندية تدور أحداثها في عام 1947، حيث الاضطرابات الأهلية ذات الطابع الديني بين الهنود والمسلمين. وفي هذه الرواية تتابع "أنيتا ديساي" الشقيقيتن تارا وبيم وهما تحاولات إعادة بناء ذكريات طفولتهما في منزلهما بدلهي القديمة. تزور تارا أختها بيم في البيت القديم الذي نشأتا فيه، وتحاول المرأتان التوفيق أو المواءمة بين أحلام طفولتهما وحياتهما الراهنة لعلهما تنجوان من شعورهما بالذنب إزاء الصراعات القديمة بين أفراد العائلة والصراعات الإثنية والدينية بين مكونات الأمة الهندية التي انعكست على علاقات الأسرة، وهنا يبتدى نضال الجميع من أجل الاستقلال الشخصي والحكم الذاتي على خلفية الهند الجريحة حديثة التقسيم إلى بلدين: الهند وباكستان... وتدور ثيمات "ضوء نهار مشرق"، الأساسية حول الطفولة وحياة العائلة واكتشاف الذات وهيمنة الذاكرة وأحداث سنوات الأربعينيات بموسيقاها وثقافتها المختلطة وهيمنة الثقافة الغربية على الهند من جانب والثقافة الإسلامية الأوردية من جانب آخر مع إهمال واضح للثقافة الهندوسية، كما تتقصى الرواية ذلك الشعور بالذنب الذي يميز الأخت الكبرى بيم إزاء عائلتها التي تمثل انهيار الطبقة الوسطى الهندية إثر تقسيم البلاد، مثلما تبحث في علاقة الأخوة بالخوات، والأخوات ببعضهن وتكشف تفاصيل حياة الناس في شرق الهند وهم يواجهون التحديات النفسية والاجتماعية الصعبة، كذلك تقدم الرواية عرضاً ساحراً للتقاليد العائلية والطقوس الدينية وتقاليد الزفاف وولع الأخ راجا (شقيق الفتاتين) بالشعر الأوردي والشعراء الإنكليز... باختصار هي رواية تقدم رؤية ثقافية لهند ما بعد الكولونيالية لحظة امتزاج الثقافات وسعي الجيل الجديد للتنصل من الثقافة الأم
من أراد أن يقرأ نصاً روائياً يمثل ما عرف بالواقعية السحرية خير تمثيل فعليه بهذه الرواية . ومن أراد أن يغامر ويبحر في عوالم فنطازية لا يخرج منها إلا بما تخرج به الشبكة من شعاع الشمس أو قبضة اليد من الريح فعليه بهذه الرواية . ومن أراد أن يتفرج على عالم من مخلوقات مرعبة مشوهة كاريكاتيرية منحرفة ا لسلوك غريبة التفكير تعيش في عوالم سفلية مغلقة غامضة فعليه بهذه الرواية .
رواية طعام، صلاة، حب: امرأة تبحث عن كل شيء pdf تأليف إليزابيث جيلبرت .. إليزابيث في العقد الثالث من عمرها، تسكن في منزل فاخر مع زوج محب يريد أن ينشئ عائلة. ولكن هذا المشروع ليس من ضمن أولوياتها، فيحصل الطلاق المر لتصفع تردداته العنيفة إليزابيث، التي تنهض بعد وقت محطمة ولكن مصممة على البحث عن كل ما تفتقده. هنا يبدأ البحث. في روما تغرق في ملذات الطعام والحفلات فيزداد وزنها عشرين كيلوغرماً دفعة واحدة. في الهند تنير الهداية روحها وهي تحف أرض المعابد. وأخيراً في بالي تكتشف على يدي عراف سقطت أسنانه الطريق إلى السلام الذي يقودها إلى الحب.
" طقوس فارسية " ، أو " سووشون " التي نُشرت أصلاً بالفارسية في إيران العام 1969 هي أول رواية تكتبها روائية إيرانية ، بيع منها ما يزيد على نصف مليون نسخة وعُدّت عملاً كلاسيكياً صاغ أفكار وتطلّعات ووجهات نظر جيل كامل من الإيرانيين في حقبة زمنية تميزت بالغليان الاجتماعي والسياسي الكبيرين . وهي ليست رواية إيرانية مهمة فحسب بل أحد الأعمال الكلاسيكية العالمية ، وسبق أن تُرجمت إلى 17 لغة عالمية .وبعض القراء يعزون نجاح الرواية إلى كونها مكتوبة من وجهة نظر أنثوية فريدة ، بحيث تُتيح للقارئ أن يسافر بحرية بين العالم الصغيرة للأسرة والشبكة الأوسع للمجتمع . كما أنها تحتوي على حكايات وشذرات منسوجة ببراعة تُضيف لمُجمل الوصف . تجري أحداث هذه الرواية ، خلال الحرب العالمية الثانية في شيراز ، " المدينة التي تنحني الملائكة كي تُقبّل تربتها " ؛ شيراز حافظ ، الشاعر الغنائي الأشهر . يُسحرنا الوصف الشاعري لجمال الطبيعة الأخاذة ، مواسم القطاف في القرى ، والجداول والبساتين ، وتُسكرنا روائح الزهور والورود ؛ الندى ما يزال يشع على ورق الشجر ؛ زقزقة العصافير عند الفجر ؛ رقة النساء وجمال أجسادهن وعذوبة أصواتهن . لكن الكاتبة لا تكتفي بالوصف والتغزل بل تعرض لنا شخصيات روائية نبيلة ، ومُحبة للخير ، وتتعاطف مع الفلاحين الفقراء ، ومع السجناء والمرضى العقليين والرجال الثوريين والمتنوّرين ، وتدافع عن العدالة والحرية وكرامة الإنسان ، وتصف الطقوس الدينية والعادات الاجتماعية لأبناء بلادها ، وهي إذ تستقي من تراث بلادها الأدبي والشعري لا يفوتها أن تقتبس من حافظ ، وتستلهم من " شاه نامه " . إننا لا نبالغ إذا ما قلنا إن الحياة الإيرانية كلّها موجودة في هذه الرواية : الطموحات والأفكار والشعائر الدينية والأحزان والآلام والطيبة والنبل والإحسان والخيانة والثأر والحب الجنوني والموت والتضحية بالنفس والأحلام السعيدة والكوابيس والجوع والتيفوئيد والانتهازية والتدّخل الأجنبي . " طقوس فارسية " عمل أدبي باهر من تأليف سيمين دانشور ( 1921 – 2012 ) . في بداية مسيرتها عملت في الإذاعة والصحافة وبعدها شرعت تكتب القصة القصيرة والمقالة والرواية ، ومما يلفت انتباه القارئ والناقد هو تنوع شخصياتها واختيارها للأفكار وفهمها الكامل المتمكن للمجتمع الإيراني بوجوهه المتعددة وطبقاته الاجتماعية الفقيرة والثرية . ترجمت سيمين لتشيكوف وبرنارد شو وهوثورن ، ونالت الدكتوراه في الأدب الفارسي من جامعة طهران . تزوجت من جلال آل أحمد ، المثقف والكاتب الإيراني البارز . ولعبت دوراً مهماً في " جمعية الكتاب الإيرانيين " ، وكانت تقدّم الدعم المعنوي للكتاب والمفكرين المعارضين لحكم الشاه .
ترصد هذه الرواية جوانب من تحولات المجتمع الإيراني الحديث، وترسم صورة واضحة للمرأة في مواجهة العقلية الذكورية التي تتعامل معها كجارية أو أداة للمتعة. وتعرض النص الأصلي من هذه الرواية إلى التشويه بمقص الرقابة، لكن النص المترجم هنا مأخوذ عن النص الأصلي دون حذف أو تشويه.