إنّ الرواية تسرد وقائع سيرتين متوازيتين يفصل بينهما قرن ونصف من الزمان: واحدة خيالية مبنيّة على شخصية حقيقية، والثانية خيالية بحتة. - سيرة خوسيه ماريا هيريديا (1803 - 1839)، وهو شخصيّة كوبيّة حقيقية، تاريخية وأدبية، تصرّف المؤلف، كما اعترف هو نفسه في مقدمته، في سرد وقائع حياتها وتكييفها بما يخدم الخطاب الروائي: «مع أنّ هذا النصّ مبنيٌّ على أحداثٍ تاريخيّة يمكن التحقق منها، ومع أنّه مدعومٌ بنصوص مأخوذة من رسائل ووثائق شخصيّة، فإنّ علينا أن ننظر إلى قصّة حياة خوسيه ماريّا هيريديا، مرويّة على لسان بطلها، على أنّها قصّة من نسج الخيال .» - أمّا شخصيّة فرناندو تيري، فهي، كما قلنا، محض خيال، والرواية تضعها زمنيّاً في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته وتسعينياته. - ومع أنّ السيرتين مختلفتان كينونة وزماناً ووظيفة (الجامعي فرناندو يدرس الشاعر هيريديا ويبحث عن رواية حياته المفقودة) فقد عقد المؤلفٍ بينهما شبهاً في العديد من ظروفهما: الملاحقة السياسيّة والنفي والصداقات المزروعة بالخيانة والعداوات والحنين إلى الوطن الذي نفيا منه. الرواية نصّ في الحنين إلى الوطن والشوق إلى العطن، بعدما اضطرتْ كلتا الشخصيتين إلى ترك البلد والتنقّل بين المنافي: فقد اضطرّ خوسيه ماريّا هيريديا إلى الهرب بعد أن تآمر على المحتلّ الإسباني ونادى باستقلال بلده، واضطر فرناندو تيري إلى ترك كوبا بعد أن فُصل من عمله في الجامعة لأنّه «تكلّم» بما لا يعجب «النظام» ولا يرضيه. وهي لذلك تستعرض الكثير من مشاعر الإنسان المنفي المعذّب الذي يحلم بالعودة إلى وطنه وعناق أهله وأحبته وأصدقائه، وهم أحياناً على مرمى حجر وبصر منه. وأخيراً فإنّ هذه الرواية توصف بأنّها أكثرُ روايات پادورا طموحاً وتعقيداً وأتقنها بناءً. قال الناقد الكوبي أبيليو استيبيث عنها إنّها: «رواية حياتنا كلّنا. فهي مبنيّة على ألم، علينا أن نتجاوزه، وتقدم لنا عرضاً لما كنّا عليه وما نحن عليه». وتنبأ لها أن تكون «علامة مضيئة في طريق الرواية الكوبية المعاصرة». أقل
"يواصل البطل هنا حياته في المهجر مع زوجته وابنتها بعد أن رحل عن وطنه قسراً. وسيندب خراب العراق في حربيه الأولى والثانية. ويشهد، مع اليسار العالمي، سقوط الاشتراكية، وضياع الحلم في تحقيق اليوتوبيا، فيرحل إلى ماضيه، الذي يقترن بآمال العريضة، التي كانت تبشر بها أفكار اليسار الاشتراكي، ويحاول استرجاع سعادته الراحلة، في رحلات نوستالجية إلى الأماكن التي عاش فيها شبابه، في بيركلي، ولوس أنجلوس، وبيروت، وحتى بغداد، التي نفته قبل سنوات. ويعود إلى منفاه واجداً ملاذه في عائلته التي أصبحت مدينته الفاضلة، يبعد ضياع كل شيء. لكنه سيواصل نضاله على الصعيد العلمي ليرى هل إن الخلل في غياب الحقيقة\" كوني، في الطبيعة، كما يزعم مفسرو ميكانيك الكم الكلاسيكيون، أم من صنع الإنسان في سياق المصالح؟ وسيجد البطل بصيص أمل في إن الخلل في ضياع الحقيقة ذاتي مصطنع، وليس موضوعياً. "وسيتيح الكاتب في هذه الرواية أن تمارس لعبة كتابة رواية داخل الرواية، يأمل خلق عشق طوباوي داخل المستنقع العراقي، لكنها ستجد أن لعبتها ستصل إلى طريق مسدودة لأن العراق لم يعد بلداً تمارس فيه حياة طبيعية.
يفصح المؤلف في روايته عن رؤيته لواقع وأحداث كان جزءاً منها، شغلته بهمومها كما شغلت كثيرين من أبناء جيله، إلا أنه نظر إليها نظرة لا تخلو من الشمولية. لقد كشف ترسب من أوهام وأفكار في نفوس أبطاله تاركاً لهم حرية الإفصاح عن مكنونات نفوسهم دون أن يفقد سيطرته على أحداث الرواية. أما إبطاله فهم أموات وأحياء ، أموات قد غادروا عالمنا أو مازالوا فيه لكنهم يقفون على مسافة من الواقع وينغمسون في أحلامهم وتهويماتهم الصوفية، وهم أحياء بعث فيهم الحياة ورسم لهم طريق العبور إلى الخلود، وهم بيننا يكاد لا تخلو إحدى مدننا منهم لقد التقط المؤلف تفاصيل روايته من الواقع الحي، المعاش وغلفها بتلك الرؤية الخاصة التي لا يمتلكها إلى المتميزون والمبدعون، وبعد فإن القارئ ليحار أيقرأ رؤية أم كتاب تاريخ يؤرخ لما سيأتي، أم أنه يقرأ سفراً من أسفار الخلق.
كنت في اليومَين التاليَين ميّتًا من التعب، لكنّ اليونانيّ كان منزعجًا مني، فتدبّرتُ أمري. كان غاضبًا لأنني لم أصلح باب الزنبرك الذي يفصل بين المطبخ وقاعة الطعام. قالتْ له إنّ الباب ارتدّ إليها وضربَها على فمها. كان لا بدّ أن تقول له شيئًا يفسّر انتفاخ فمها بعد أن عضضتُها. لذلك قال إنّ الذنب ذنبي لأن
ونْستون تشِرشل السّياسي وَالزَّعيم البريطاني الشهير أحَد أبطال الحَرب العالميّة الأولى بَطَل الحرَب العالميَّة الثانيَة الأديب المفكّر الرّسام الحائز على جَائزة نوبل العَالميّة للأدب. والذي حاول أن ينافس برناردشو هو صاحب هذه الرّواية في: الحُبّ والاجتماع والسّياسة وشؤون الحَياة في هذه الرّواية تحدّث تشرشل عن: • قيَم الحياة الكامنة في الحُبّ. • المفكّرين وأصحاب المُثُل الرفيعة. • موقف الشّرفاء من الحرب والقتل. • موقف الانتهازيّين من الناس. يكشفُ النّقَاب عَنْ: • حقيقة رجال السّياسَة. • حقيقة أهل «الغيرة » على مصَالح الأوطان والخير العامّ. • حقيقة العامِلين لمصالحهم الخاصّة تحت شعارات برّاقة. • طبيعة الجماعات في الانقلابات والثورات والمنازعات. موقف الجماعات من الصّادقين ومن المنافقين الانتهَازيّين. وَيُدَوِّن خبرته الواسعَة عن: • معاني الطّموح للسّلطان. • قيمة الفكر في كلّ عملٍ اجتماعي وإنساني. وَيروي أشيَاء كثيرة أخرى.
في هذا النص الكثيف والمضيء، المكتوب بحنكة حكّاء، يعطي الروائي ريشته نفحة ملحمية متحررة من الزمن، مثل صلاة أزلية، تعلو من قلب أفريقيا القديمة، وتضعنا أمام حكاية رائعة، حكاية حب وكراهية، تجعل أصداءَ كوامن عميقة في داخلنا تتردّد
روائي حاز على جائزة نوبل للعام 1989، ورواية "سحب عابرة" تزخر بأحداث وشخصيات تحمل ملامح السحب العابرة، هي سحب كاميلو خوسيه ثيلا كما يراها تمرّ فوق المدينة شامخة الأنف أحياناً كسادة عاشقين متكبرين؛ ورمادية قائمة أحياناً أخر كمتسولين جوالين. والمدينة ليست كبيرة ولا صغيرة، على الأغلب لم يتبدل فيها شيء منذ سنين كثيرة، كثيرة جداً، ومع ذلك تلتصق الأزمنة الكئيبة.
بعد مضي زهاء شهرين ونصف الشهر على قيام الكتائب الكورية الشمالية ، التي دربت وسلحت جيدا على يد السوفييت والصينيين الشيوعيين ، بعبور الخط الثامن والثلاثين نحو كوريا الجنوبية في ۲5 حزيران ۱۹5۰ ، وبدء ويلات الحرب الكورية ،التحق بجامعة روبرت تریت،وهي جامعة صغيرة تقع في وسط مدينة نيوآرك، سميت باسم مؤسس ال مدينة في القرن السابع عشر، وكنت أول فرد في عائلتنا يدخل الجامعة، إذ لم يتجاوز أحد من أبناء عمومتي الدراسة الثانوية، ولم يكن أبي وأشقاؤه الثلاثة قد أكملوا دراستهم الابتدائية. قال لي أبي : « بدأت أعمل لكسب المال مذ كنت في العاشرة من عمري. كان أبي جزار الحي، وكنت أقوم بإيصال الطلبات إلى الزبائن على دراجتي عندما كنت طالبا في المدرسة الثانوية، باستثناء فترة موسم مباريات البيسبول، وفي فترات ما بعد الظهر عندما كنت أحضر المناظرات التي تقام بين المدارس الثانوية، لكوني عضو في فريق مدرستي، ومنذ اليوم الذي تركت فيه دكان أبي الذي عملت فيه ستين ساعة أسبوعيا إلى أن تخرجت في المدرسة الثانوية في كانون الثاني وبدأت أدرس في الجامعة في شهر أيلول - وربما منذ اليوم الذي باشرت فيه الدراسة في جامعة روبرت تریت
سمر كلمات -مغامرة روائية، من التداعيات والاعترافات الحية والحرة معاً، تقتحم الحياة الخاصة المعلنة والسرية لنساء ورجال يتحركون في نسيج الحياة اليومية في الكويت، في عشرين دقيقة، مغامرة، في الشكل والمضمون، أغرن الكاتب أن يكون شريكاً بالاسم الصريح، لا شاهداً في الحكاية، بما فيها من غوايات وأحلام ورغبات ووقائع مرة، واستبطان للنزعات الفردية المتغيرة كألوان إشارات المرور.
سنة العجائب شاءت المصادفة أن يأتي العمل على ترجمة هذه الرواية متزامناً مع انتشار جائحة كورونا COVID–19، واتّباع إجراءات الحظر الصحي في معظم دول العالم، لتكون حكاية الوباء التي تسردها جيرالدين بروكس عن الطاعون الذي ضرب بلدة إيام الإنجليزية في القرن السابع عشر، والحظر الطوعي الذي فرضه القرويون على أنفسهم، مطرح مقاربةٍ شائقةٍ وملفتة، يباين عبرها القارئ أساليب البشر بتدبّر أمورهم لقطع سلسلة العدوى بالأمراض القاتلة. أساليب ما انفكت تتأرجح بين الشعوذة والإيمان واليأس والعلم، رغم مرور ما يقارب أربعة قرون.
سوناته لكروتزر 1889 – 1891. هذا النص الشهير والذي أثار كثيراً من المجادلات، تخيّله تولستوي بعد أن تجاوز الستين. والمؤلّف يتّخذ فيه موقفاً تجاه المشكلة الزوجية وتجاه الفن الموسيقي على حد سواء. وقبل أن نتصدّى للمشكلة الأولى لِنُشر إشارةً عابرة إلى أن تولستوي أحبّ الموسيقا كثيراً منذ شبابه وفي كل زمان
رواية «سيدات زحل» للروائية العراقية «لطفيّة الدليمي» عمل سردي مميز بكل ما للكلمة من معنى، فهي مكتوبة بشفافية ندر مثيلها، وبلغة رفيعة الشأن فيها شغف حزين بأحوال المجتمع العراقي فقد عرضت لوحة انسانية مركبة للعراق في حقبتي الاستبداد والاحتلال وتميزت بانتقاء المشاهد السردية وبالرؤية الانثوية للعالم . وجدت في رواية سيدات زحل افضل مدونة سردية عن احوال بلادنا في العقود الاخيرة وندر ان ظهرت رواية عراقية في السنوات القليلة الماضية على مثل هذا المستوى من الجودة في الحبك والبراعة في الصوغ السردي فقد عرضت الشخصية الرئيسة، برؤية أنثوية، تجاربَ مذهلة عمّا حدث لها ولأسرتها، ولعدد كبير من صديقاتها إبان الاحتلال الأميركي للعراق، وخلال سيطرة الجماعات المسلحة على أحياء كاملة من بغداد في ظروف الحرب شبه الأهلية التي مرت بها البلاد قبل بضع سنوات ، وما سبق ذلك من حكم مستبدّ أفرغ المجتمع من قيمه الإنسانية والثقافية، فتقوم تلك السيدة بنشر كرّاسات سرّية ارتسمت فيها جميعا حالات لنساء قتلن، أو شردن، أو اغتصبن، أو جرى التنكيل بهن بلا رحمة، وذلك على خلفية عنف متنام مارسه رجال قساة ، وتتواشج الأحداث مع وقائع تخص تاريخ بغداد وتأسيسها وتحولاتها وتمتلك الرواية أهميتها الاستثنائية في تمثيل أحوال النساء عامة، ولأنها المدوّنة السردية الكاشفة لأحدى أهم حقب التاريخ العراقي الحديث.
ورواية "سيدتنا أليس باتي" يصفها النقاد بان قوتها تكمن في تصويره كيفية سحق أليس بلا رحمة. وأخيرا، وكأن حنيف يقول إن أليس وإن تكن بطلة خارقة، لكن حتى البطلة الخارقة في باكستان لا يمكن أن تنتصر لتكون نهايتها بأن يحرق وجهها بماء النار.