دار المدى للنشر والتوزيع هي دار نشر عراقية تأسست عام 1994، أصدرت الدار العديد من المنشورات الأدبية والكتب والروايات العربية، كما شاركت في العديد من معارض الكتاب المحلية والدولية.
تاريخ الدار
دار المدى تم تأسيسها رسمياً عام 1994 وهي إحدى شركات مجموعة المدى الثقافية والتي أسسها فخري كريم عام 1960، وتخدم القضايا الأدبية والسياسية والسير والمذكرات والفكر القومي. تضم دار المدى شبكة توزيع ووكلاء في عدة دول، وعدة مكاتب في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق وقبرص وأربيل.
مجالات الدار
تتنوع إصدارات الدار وتغطي موضوعات مختلفة على رأسها التاريخ، وقد أصدرت الدار أعمال متنوعة في مجالات مختلفة منها:
- الدراسات النقدية - المجموعات القصصية - الروايات. - المقالات والخواطر
مساهمات ثقافية تنشر دار المدى للعديد من الكتاب والأدباء العرب مثل: ميسلون هادي، بلال فضل والتي وصلت روايته الصادرة من دار المدى «أم ميمي» للقائمة الطويلة في الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2022، محمد الماغوط، ليلى العثمان، سعدي يوسف، نزيه أبو عفش. كما تنشر دار المدى ترجمات بعض الكتب من كل اللغات العالمية
في ذلك اليوم ذهب علي سلمان لمشاهدة تنفيذ أول عملية إعدام علنية في مدينة الثورة. عندما نهض من نومه كان الفجر يتسرب من نافذة الغرفة المطلة على شارع فرعي في منطقة الداخل فيلقي أشعة شفافة نقية على أمه مكية الحسن وأخته مديحة سلمان النائمتين على الأرض قريباً من فراشه. خطا بجوار أمه فتحركت. رفعت رأسها قليل اً عن الوسادة ثم أراحته على طرفها. وبعينين نصف مغمضتين رأت الضوء يملأ فضاء الدار المفتوح على قبة السماء عبر الباب الذي فتحه ابنها في طريقه إلى الحوش. غسل وجهه وعاد إلى الغرفة ليرتدي ملابسه. خُيِّل لها، في ظلال النعاس الرطب الناعم الذي يثقل أجفانها، إنه يستعد للذهاب إلى العمل، فهذا هو الوقت الذي يتوجه فيه عمال البناء إلى أشغالهم في مناطق مختلفة من بغداد.
للمرة الأولى منذ مغادرته لقصر الإليزيه ، يتحدث فرانسوا هولاند عن تجربته ويعبر عن رأيه فيها إنه يستخلص الدروس والعبر الإنسانية والسياسية من تجربة فريدة . كيف يعيش رئيس البلاد حياته اليومية ؟ كيف يمجسم القرارات في اللحظات العصيبة والحرجة ؟ كيف يتصرف على المسرح الدولي ؟ كيف يتخذ القرار في سبيل إعادة إنعاش البلاد ، ومواجهة تدني الشعبية وعدم الفهم وسط المقربين منه وعائلته السياسية ؟ في مواجهة المحن الدموية التي ضربت بلادنا ، يعبر عن مشاعره الحميمية ويقاسمنا ، من خلال وصف شخصية القادة الرئيسيين في العالم ، التحديات الكبرى التي تواجه الكوكب . ويبدي وجهات نظر وآراء حادة حول الأزمة التي تضرب الديمقراطية الأوروبية وحول مستقبل اليسار الاصلاحي . في حياته العامة ، كما في ثنايا حياته الخاصة ، يعترف بأخطائه ويعبر عن ندمه على بعض المواقف من دون تهور ، ولكن أيضا من دون مواربة . ثم يكشف عن الأسباب التي قادته إلى الامتناع عن الترشح لولاية رئاسية ثانية ، ويتحدث بالتفصيل عن العلاقات المعقدة التي تربطه مع إيمانويل ماكرون . يعد هذا الكتاب وثيقة نادرة حول ممارسة السلطة والتي سوف يقرأها بشغف كل مواطن وكل قارئ متشوق المعرفة التجربة الإنسانية لكبار القادة.
يقدم هذا الكتاب صوراً من الغوايات العاطفية الخاصة في تجاوزات المألوف، في تفاصيلها الدقيقة، حينما تشكل طقساً، من التشويق والغرابة، في حبكة روائية مثيرة.
أعادت إلي هذه الرسائل/النصوص، وأنا أوشك أن أدفع بها للنشر، فصولاً حياتية تقاسمت غالبية وقائعها مع كاتبها الملهم الأستاذ والمفكر التنويري كامل شياع (1954–2008). وحين أستعيدها اليوم، أجدني أتعثر بكم هائل من الذكريات مع شقيق الروح، إن كان في شطرها الأول الذي قارب ربع قرن من الزمن، في أرض الوطن، أو مثل عدد سنواتها تقريباً في الأرض الغريبة المسماة «المنفى». والشطر الثاني هو ما تتوقف عنده هذه النصوص البليغة، إذ إنها كتبت في المنفى وعن المنفى. وهو ما حرصت على توثيقه وحمله معي أينما حللت، وقد مثل لي في حقيقته زوادة معرفية ودليل مسار في رحلتنا الغريبة.وبين الرحيل الاضطراري عن الوطن الأول والعودة إليه، تراكمت أوراق هذا الدفتر على شكل سيرة يوميات لقاموس المنفى، أو هي أقرب إلى نصوص المذكرات الشخصية المبكرة، كما يصفها صاحبها. فحين تتقطع بك سبل التواصل الحميم مع أبناء الوطن، من أهل وأصدقاء، وأنت مشدود إلى قدرك المجهول، وما يرافق ذلك من بخل الحياة الجديدة؛ لا يبقى للمنفي سوى كلمات يتبادلها مع أقرانه عن بعد في تيه فرض إلزامات وشروط حياتية لم نكن نحسن بعد تدبر الكثير من أبجدياتها. ولعل ما تبادلناه نحن الأصدقاء من رسائل بوح، وقتها، هو في حقيقته تعويض، أقرب إلى المسكنات، لمرارات لم تبق على سطح لسان المنفي ولا في سريرة قلبه بشرى ترقص لها الروح أو مزحة تعيد له الارتباط بتلقائية حياة العائلة/الوطن.
هذه الرواية سيرة ذاتية في جزء منها ورواية ملحمية في جزئها الآخر، إنها قصة متعددة الطبقات بدءاً بالعام 1903، وإثر موت والدته. أما والده، وهو صناعي غني، فقد انتحر جراء التأثير المحبط الذي مارسه محاميه كوماروفسكي، والرواية تجمع فن الطب والعلاقات العائلية والحب والسرد في مقابل الخبرة والثورة والمجتمع والحرب
كان مستر "أترسون" المحامي ذا وجه عبوس لم تشرق عليه ابتسامة أبدًا، فاترًا، قليل الكلام، مترددًا في الحديث، رجعي التفكير، كما كان نحيلًا، طويل القامة مترب الثياب كئيبًا، ورغم ذلك كان فيه جاذبية. فعندما يجتمع الأصدقاء، ويكون النبيذ موافقًا لمزاجه، تضيء في عينيه شعلة من الشعور الإنساني، وهذا شيء لا يظهر مطلقًا في حديثه إلا أنه ينطق في هذا الرمز الصامت من وجهه فيما بعد الغذاء. يبدو كثيرًا وبوضوح أكبر في تصرفاته بالحياة، فكان شديدًا في معاملة نفسه، يشرب خمر "الجن" إذا ما خلا إليه، كي يقاوم رغبته في النبيذ وحبه له، يحب المسرح ولكنه لم يطأ أبواب مسرح منذ عشرين سنة، على أنه يحتمل نقائص الآخرين راضيًّا عنهم، دهشًا في بعض الأحيان، فيما يشبه الحسد، لما يظهر من روح النشاط في سيئاتهم
عاشت أناييس نن حياتها كما تكتب. وفي باريس كما في الولايات المتحدة كان لها حضور طاغ في الكتابة والحب والأفكار والمذكرات الغنية بالتجارب والكتابة الروائية وهذه أهم رواياتها المفتوحة على أشكال الحب والحياة. يتحدث الأستاذ محمد صويلح عن رواية «دلتا فينوس»،حيث يرى أن أناييس نين في روايتها تقتحم عالماً سرّياً وتضيئه من الداخل، باستسلام الراوية للنزوات والأهواء والرغبات. وتكشف عن شخصيات تتحكم بحياتها الشهوانية، وتحكي عن اقتناص لحظات اللذة أينما كانت، في الأسرّة وتحت الجسور، في الشوارع المظلمة وفي القصور. صحيح أنّ نين كتبت هذه القصص تحت ضغط الحاجة إلى المال، لكنّها دشّنت نوعاً أدبياً نسوياً، ستقتحمه أخريات بعد عقود بوصفه ملاذاً لحرية كانت مفتقدة ومحرّمة، وعفّة فرضتها القيم الاجتماعية الصارمة. لعل الكتابات الأنثوية العربية اليوم، في تجرُّئها على المحظور، تدين بالكثير إلى تلك الأديبة الجريئة التي سبقت عصرها، كاشفة عن احتدامات الجسد المشتعل وانفعالاته من دون وجل. هناك مسافة نصف قرن بين مكاشفات أناييس نين والتمارين الإيروتيكية العربية التي تُحاكم بقسوة، تحت بند خدش الحياء العام. لعلها فرصة للمقارنة؟"
فى الرواية ينقل الراوى جان بلومارت رد فعل صديق طفولته مارسيل تجاه كلمة ( ثورة) يقول "كانت محاولة تغيير أى شىء فى العالم أو الحياة بلا معنى، لقد كانت الأمور سيئة بما فيه الكفاية دون أن يتدخل الإنسان بها. لقد دافعَت بشكل متطرف عن كل ما أدانه عقلها وقلبها: الأب، الزواج ، الرأسمالية لأن الخطأ لا يقبع فى المؤسسات بل فى عمق كياننا. علينا أن ننكفئ على أنفسنا ونكون أصغر قدر المستطاع. فمن الأفضل أن نرضى بكل شيئ على أن نبذل جهداً محكومٌ عليه مسبقاً بالفشل".
بدأ ملحمة كلكامش بـ" هو الذي رأى.." دون مسمّى. ولكنّ الراوية ينعته بأنه كلّيّ المعرفة Omniprescient. المفارقة إنّ الضمير "هو" معرّف لغة ولكنه هنا مجهول بمثابة اسم نكرة.وكلما أمعن الراوي في إضفاء الصفات على ذلك الـ "هو" ازداد الموصوف غموضاً، وإلغازاً ،وقتئذٍتستنفر الحواس بفضول وترقب. مَنْ ذا يكون هذا الـ"هو"؟. كانت تلك التسبيحة بمثابة جوقة موسيقية تسبق عادة مواكب الملوك. راح الراوية يمعن في إثارة فضولنا كقراء أو مستمعين، فأغدق صفات إلهية عليه، وبهذه الحيلة الفنية الحاذقة زاد من فضولنا، وفي الوقت نفسه أبعدنا هيبة وجلالاً عن ذلك المجهول الذي يتمتع بكل ما هو خارق.. قال عنه الراوي مثلا: "إنه رأى كل شئ خبر كل شئ وهو عارف بكل شئ بما فيها الأسرار، وأنباء ما قبل الطوفان.." يمعن الراوية وكأنْ بثمل، في سرد المعجزات.: حباه إلإله شمش ، إله العدل والشرائع ،بالحسن وخصّه الإله أدد، إله الرعود والعواصف والأمطار، بالبطولة. تمعنت الآلهة الأخرى به فجعلته صورة كاملة.. كذا إذن، فهذا أوّل مخلوق ،كما يبدو ،على وجه البسيطة، وله أكثر من خالق.!مَن يكون هذا غير .كلكامش ذي الجبروت والطغيان! لكن ْنسيت الآلهة أن تركّب في صدره الضخم قلباً يرقّ أويرحم.قال الراوية. "لم يترك آبناً لأبيه، ولا عذراء لحبيبها، ولا آبنة المقاتل، ولا خطيبة البطل..." مع ذلك فالدموع في ملحمة كلكامش .لا سيّما دموع كلكامش طرازخاص لا مثيل له على ما يبدو.
يتحدث هذا الكتاب أو الرواية الصادرة حديثاً والمبنية على أحداث حقيقية لمؤلفة أفضل الكتب مبيعاً وفقاً للنيويورك تايمز، ديانا كليهاني، عن الأميرة ديانا وعن حادث السيارة الذي وقع لها عام 1997 والذي أدى إلى وفاتها المأساوية. بينما ينتظر العالم أخباراً عن مصير الأميرة ديانا بعد الحادث الذي سببه المصورون ا لمرتزقة تستيقظ ديانا من غيبوبتها لتكتشف أنّها نجت من الحطام ولكن وجهها المشهور الذي كان هدف كل الكاميرات في العالم تغيّر إلى الأبد. وبالاستناد إلى أحداث حقيقية أتت الرواية المتخيلة لحياة ديانا بعد الحادث أنيقة ونابضة بالحياة تجمع قصص الماضي وما سيحصل معها في المستقبل كأيقونة وحبيبة وأمّ الملك المستقبلي. عملت ديانا كليهاني، مؤلفة كتاب (ديانا: أسرار أناقتها)، كمُعلقة على أخبار العائلة الملكية لصالح محطة ال (سي. إن. إن.)وبرنامج (أكسيس هوليوود) و(سي. بي. إس. نيوز). كتبت عن المشاهير والثقافة العامة في مجلة فانيتي فير وفوربس وبيبل. عملت كمراسلة أمريكية لصالح مجلة بريتش هيرتيدج. تناولت في عمودها الأسبوعي (لانش) على موقع أدويك المشهد الإعلامي في مانهاتن. ساعدت في كتابة أفضل الكتب مبيعاً وفقاً لمجلة النيويورك تايمز ويحمل عنوان (أوبجكشن)، وحررت مجموعة (أحبك يا أمي) أفضل مجموعة مقالات وفقاً للنيويورك تايمز أيضاً
في اللاذقية في الثمانينات حكايات حب وعنف وانتظار مواسم الصيد والقطاف، والبحر يهدأ أو تتكسر أمواجه على الشاطئ وبين مئات الآلاف من الناس العاديين تتحرك شخصيات مسكونة بالتحدي والولع البحري بالسفر والاختفاء والحنين، وثمة صيادون يحاولون ترويض البحر بالديناميت، وآخرون يحاولون ترويض البشر بمشتقات الديناميت
في كتابه "ديوان الشعر الأمريكي الجديد" ترجم الدكتور عابد اسماعيل (مختارات شعرية) لعدد من الشعراء الأمريكيين من الذين ينتمون في أغلبيتهم إلى الجيل الجديد، المولود بعد الحرب العالمية الثانية، أي ممن تأثروا، كما يقول المؤلف، بدرجات متفاوتة، بقصائد عزرا باوند و ـ.س. إليوت وولاس ستيفنس ووليام كارلوس وويليامز، وسواهم من شعراء النصف الأول من القرن العشرين في أمريكا. ولهذا انحصر اهتمام المؤلف للكتاب في التركيز على شعراء ويترجمون في غالبتهم للمرة الأولى إلى العربية" وحرص على تقديم أصواتاً شعرية يعتبرها شديدة التنوع والتباين في الأسلوب والرؤيا، وينتمي أصحابها إلى أصول ثقافية وعرقية متنوعة، (إفريقية، وآسيوية، ومكسيكية، وأوروبية)، حيث جذور بعضهم تعود إلى سكان أمريكا الأصليين (الهنود الحمر)، والقارىء لهذه النصوص سيجد أن نصوصهم تمتاز بقوة عاطفتها وقسوة لغتها وتركيزها على الإنزياح الكبير الذي عصف بتاريخ أمريكا المعاصر، ثقافياً ومعرفياً ...
” أنا محسن مطلك الرملي ، مؤلف كل الكتب التي تحمل اسمي ، باستثناء هذا ، ولو لم أكن شقيقا لحسن مطلك لكتبت ضعف ما نشرته حتى الآن ، أو لما كتبت أي منها أصلا ولا حتى اهتممت بهذا الكتاب الذي وجدته صدفة حين كنت في الأردن .. فغير حياتي كلها وجئت إلى إسبانيا بحثا عن المرأة التي كتبته ... إنها امرأة تبحث عن ا لحب وأنا أبحث عنها . عراقيان ، امرأة ورجل ، يبحثان عن الحب في ظل الحروب والحصار والدكتاتورية والاحتلال والمغتربات . إنها رواية حب تدعو للحب في أزمنة تهمش الحب ، لذا يهديها كاتبها الى كل الذين حرموا من بهم بسبب الظروف . ذئبة الحب والكتب رواية مثقفة عن مثقفين ، تمنح المتعة والمعرفة لقارئ يجيد الانصات إلى بوح الدواخل وانثيالاتها . إنها بمثابة بحث عميق في الخفي والمكبوت . تتقصى العواطف والجمال والأمل الإنساني وسط الأوجاع والخراب . مكتوبة بلغة وأسلوب وتقنية مختلفة عما عهدنا عليه محسن الرملي في أعماله السابقة ، حيث يمزج فيها بعض سيرته الذاتية بالخيال ، متقمص ومتعمق أكثر في جوانح شخصياته بعد أن وصف ما مر به بلده من أحداث قاسية وتحولات عصيبة في رواياته السابقة التي ترجمت إلى أكثر من لغة : حدائق الرئيس ، تمر الأصابع والفتيت المبعثر .
ذات الشعر الأحمر "في بحثه عن روح مدينته الحزينة اكتشف باموق رموزًا جديدة لتصادم الحضارات وتضافرها". أكاديمية نوبل السويدية في أحداث رواياته، يأخذنا أورهان باموق إلى بلدة صغيرة على بعد 30 ميل من إسطنبول فيعود بنا إلى الماضي القريب في ثمانينيات القرن العشرين حيث الانقلابات والأحداث السياسية المشتعل ة، من خلال علاقة حفار آبار ومساعده الصغير. في" ذات الشعر الأحمر" يبحث البطل عن بديل للأب الذي اختفى، فتتطور علاقته مع حفار الآبار قبل أن يتعرض لحادث يُغير من حياته تمامًا بعد لقائه بذات الشعر الأحمر. وحين يشكو إليها فقدان الأب تواجهه بقولها " عليك أن تجد لنفسك أبًا غيره. فكل واحد هنا في هذه البلد له أكثر من أب، مثل الدولة الأب، الأب المقدس، الباشا الأب، أبو المافيا... هنا لا أحد يستطيع الاستمرار في العيش بلا أب"... فمن هي تلك المرأة الغامضة ذات الشعر الأحمر؟ تحمل الرواية صورًا متعددة للعلاقة المتوترة بين الآباء والأبناء، يبدو الجانب السياسي واضحًا لكن الجانب الرومانسي هو الآخر حاضر هنا بقوة. عبر سلسلة متداخلة من الأساطير والقصص والمشاعر، ولمحة وإثارة وغموض، يربط باموق كل هذه الأشياء معًا ويغزلها في نسيج يجعل القارئ يلهث معه حتى السطر الأخير. إنها رواية عن الأسرة والحب، الشباب والعَجَز، التقاليد والحداثة.
كان أبي وأمي ينظران إلى وجه نامابيا الضاحك بقلق صامت، وكنت أعلم علم اليقين أنّهما كانا يتساءلان في سرهما ما إذا كان ابنهما عضواً في عصابة أم لا. في بعض الأحيان كنت أجزمُ أنه ينتمي إلى إحداها. فأفراد العصابات يتمتعون بسمعة ذائعة الصيت، وسمعةُ نامابيا واسعةُ الانتشار. الصبيان الآخرون كانوا ينادونه بلق ب - «الجبان»- ثم يصافحونه يداً بيد، كلّما مرّ بهم، أما الفتيات، وبخاصة شلّة «الجميلات الكبيرات» المعروفة، فكنّ يعانقنه لأطول مدّة ممكنة، في كلّ مرّة يقلْن له مرحباً. كان يرتادُ جميع الحفلات، تلك الهادئة، في السكن الجامعي، وتلك الأكثر صخباً، في المدينة، وكان، بحقّ، الذكر المحبّب بين الفتيات، والذكّر المحبب بين الذكور، والشابّ الذي يستطيعُ أن يدخّن علبة روثمان كاملة في اليوم، بل واشتُهر بأنه يستطيع أن يحتسي صندوقاً كاملاً من البيرة، في جلسةٍ واحدة. وفي أحيان أخرى، كنتُ أظنّ أنه لا ينتمي إلى أي جماعة بعينها، لأنّ سمعته اخترقت الآفاق، وكان أسلوبه يتطلّب أن يصادق الصبيان من مختلف الانتماءات، وأن لا يكون عدواً لأحدٍ منهم. كما أنني لم أكنْ متأكّدةً أنّ شقيقي يمتلك حقاً المؤهّلات المطلوبة- الشجاعة وفقدان الأمان- للانضمام إلى عصابة ما. المرة الوحيدة التي سألته فيها ما إذا كان فرداً في عصابة، نظر إليّ بدهشةٍ، عبر رموشه الطويلة، الكثيفة، كأنما ليقول لي، ينبغي أن تعرفي أكثر من أن توجّهي سؤالاً كهذا، فقط ليجيب جازماً، «بالطبع، لا». عندئذٍ صدّقته. وأبي صدّقه أيضاً. لكن حقيقة أننا صدّقناه لم تغير في الأمر شيئاً، فقد أُلقي القبض عليه، ووجّهت له تهمة الانتماء إلى عصابة. وقد قال لي هذا- «بالطبع، لا »- أثناء أوّل زيارة لنا إلى قسم الشرطة، حيث زُجّ به في السجن
المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر السوري نزيه أبو عفش، وهو أحد الأصوات المتميزة في الشعر العربي المعاصر. والذي برز في السنوات العشرين الأخيرة من القرن الماضي والسنوات الخمس من هذا القرن. صدر له حتى الآن 15 مجموعة شعرية، منها (إنجيل الأعمى، أهل التابوت. هكذا أتيت، هكذا أمضي، بين هلاكين، عن الخوف والتماثيل حوارية الموت والنخيل، وديوانه الأول الذي صدر عام 1968 بعنوان الوجه الذي لا يغيب.
في السنة التسعين من سنوات حياتي، رغبت في أن أهدي إلى نفسي ليلة حب مجنون، مع مراهقة عذراء. تذكرت روسا كباركاس، صاحبة بيت سري، اعتادت أن تتصل بزبائنها الجيدين، عندما يكون تحت تصرفها جديد جاهز. لم أستسلم قط لهذا الإغراء، أو لأي واحد آخر من إغراءاتها الفاحشة، ولكنها لم تكن تؤمن بنقاء مبادئي. فكانت تقول بابتسامة خبيثة: الأخلاق مسألة زمن أيضا ، ولسوف ترى. كانت أصغر مني بعض الشيء، ولم تعد لدي أخبار عنها منذ سنوات طويلة، بحيث يمكن أن تكون قد ماتت. ولكنني، منذ الرنين الأول، تعرفت على صوتها في الهاتف، وبادرتها دون مقدمات: - اليوم، أجل. فتنهدت قائلة: آه، يا عالمي الحزين، تختفي عشرين عاما، وتعود لتطلب مستحيلات فقط. وفورا، استعادت السيطرة على فنها، وعرضت علي ستة من الخيارات الشهية، ولكن عليك أن تعلم، جميعهن مستعملات. ألححت عليها أن لا، ويجب أن تكون عذراء، وأريدها هذه الليلة بالذات. فسألت مفزعة: ما الذي تريد أن تجربه؟ لا شيء، أجبتها مهانا، حيث تسبب الإهانة لي أكبر ألم، فأنا أعرف جيدا ما أستطيعه وما لا أستطيعه...
نصف قرن من الأحداث يسردها بطي في كتابه بحساسية أدبية وسياسية. وبلغة سلسة صافية. وليس غريباً على رجل أمضنى سنين عمره في ميدان الكتابة الصحفية. وخاض حروباً طويلة وشاقة في ميدان (مهنة المتاعب). فاكتسب عبر هذه الممارسة الطويلة أسلوباً يعنى برشاقة العبارة. وبلاغة الجملة. وسلاسة المفردة.. وهاهو الآن يقدم كتابه لا من باب التباه والتفاخر. بل من موقعه كشاهد عاصر الأحداث. وراح يختزنها في ذاكرته الخصبة التي تتدفق الآن. بعد أن بلغ من العمر عتياً. يعود كشيخ وقور يضج بالحكمة والخبرة. إلى ذلك الأرشيف المخبوء في ثنايا الذاكرة ليستحضر منه محطات مشرقة واخرى مظلمة في تاريخ العراق وانعكاساتها على حياة العائلة. وعلى رفاق الدرب وما أكثرهم في هذه الصفحات.
قد تناولنا في هذا الكتاب تجربة اليمن الديمقراطية الشعبية منذ 30 نوفمبر 1967 وحتى مايو 1990م بسلبياتها وإيجابياتها كما تحدثنا عن الرؤساء في الجنوب الذين حَكموا في تلك الفترة وليس الهدف من ذكر هذه الأحداث التي مرت بمثلها شعوب كثيرة إلا الإستفادة من دروس وعبر هذه التجربة بسلبياتها وإيجابياتها. وذلك بهدف إطلاع القارئ والمواطن والباحث على هذه التجربة التي كانت خلاصة وعصارة تجربتنا من محافظ إلى رئيس. نتصالح ونتصارح ونتقاتل ونتسامح ومن ينجو من لحظات العنف والتطرف أثناء الأحداث فتكتب له الحياة... أما الشهداء في هذه الأحداث فلهم الجنة ويمنحون الأوسمة والميداليات ولكن بعد الممات، وهذه رسالة لشباب المستقبل الذي قاد عملية التصالح والتسامح ولكل الأجيال القادمة
صدر الكتاب بالإنكليزية عام 2001، وفيه يناقش المؤلّف (1959) مسألة لطالما ناقشها الفلاسفة واللغويون: أي سؤال ما إن كان اللغات الإنسانية نُسَخاً وفروعاً للغة واحدة، أو أنظمة لسانية لا رابط فعلياً بينها. بالاستناد إلى مفكّرين لغويين مثل نعوم تشومسكي، يدافع بايكر عن فكرة وجود بنية لغوية مشتركة بين أغلبية
الكتاب يمثل رحلة كاتبة السيرة حول موضوعين عظيمين، فبعد قضاء سبع سنوات في العمل على حياة بيكيت، قضت باير ما يروم العقد وهي تحوم حول جارته سيمون دي بوفوار. تستحضر باير من خلال مذكراتها وملاحظاتها التفصيلية عن تلك الفترة، أجواء المدينة التي عاش فيها صاحبا السيرتين اللتين دونتهما. لا ننسى أبدًا حماسها وذعرها وإحباطها أثناء التنقل بين الصالون والمقهى بحثًا عن حكاياتهما بشكلٍ قد يكون أحيانًا هزليًّا.
في مدريد في السنوات الأخيرة من القرن السادس عشر، ترى الفتاة الفقيرة الجاهلة «لوكريثيا » رؤى رهيبة معلنةً النهاية الكارثية للملكية الإسبانية وحكم الملك «فيليبه» الثاني، بما في ذلك المعارك البحرية وغزوات الهراطقة. ولكن عندما تبدأ هذه الروى في التحقق تنقلب الإمبراطورية الإسبانية رأسًا على عقب. رواية مثيرة، تعتمد على الأمانة الشديدة في سرد الأحداث وذكر الشخصيات التاريخية الحقيقية. «رؤى لوكريثيا» تُعيد خلق زمن لا يختلف كثيرًا عن زمننا، فتكسر الحواجز بين الواقع والخيال. رواية لا تُنسى عن مصير أولئك الذين يجرؤون على الحلم. حصل هذا العمل الروائي الرفيع على واحدة من أهم الجوائر الأدبية للغة الإسبانية عام 1996، وهي جائزة “ميجيل دليب” المرموقة.
«من الكتب ما هو خفيف وما هو ثقيل الوزن، کتاب يتلو الآخر، كتاب يستبدل الآخر، بذات الطريقة التي توضع فيها على رفوف المكتبات. إنها كتب قديمة، وكتابات لا تفك طلاسمها، مثل الطبعات الأولى المندثرة. كتب يسهل حرقها، ويصعب استهلاكها. إنها تقتنص الأفكار التي نتشاركها الجادة والهاربة، الظاهرة والباطنة». جان لو ك نانسي. من كتاب عن الكتب والمكتبات ۲۰۰۹ واجب الفرسان الحقيقيين هو سلّ سيوف الحرب، والنظر برعب لأنهم يعرفون أنهم سيموتون حين يقذف أعداؤهم النار والحديد عليهم. معركة أطلق عليها فيلم أنتج عام 1936 (حيث قاد القتال ضابط إنجليزي أدّى دوره الممثل إرول فلين Erol Flynn ) اسم معركة الستمئة، هل تذكرها؟ بالاكلافا، ۲5 أكتوبر 1854، في القرم ( تحالف إنجليزي، وفرنسي، وتركي ضد الإمبراطورية الروسية). فرسان لواء لايت بريجادي البريطاني هاجموا أفراد القوات الروسية الذين كانت تحميهم مدفعية أمامهم. فرسان ركضوا مسافة كيلو مترين في معركة، أطلق عليها شاعر إنجليزي اسم « وادي الموت ». (ألفريد تينيسون. المترجمة) هذا ما توشك أنت على «النظر إليه» وقراءته في الصفحات التالية.
خوفه من الجلوس بمكان عام، مع فتاة وهو ابن رجل دين، لم يمنحها منفذاً غير شقة صديقه التي اقترحها هو، ما إن خطت قدماها داخل الشقة حتى أيقنت ملكيته لها، قميص ارتداه يوم أمس، قنينة مشروب روحي، فارغة، كأسان متسخان أحدهما مزين بلون شفاه عند حوافه، حملت الكأس بين يديها، شعرت أن الدم قد هجر عروقها، بدأت بالص راخ: - تتحدثون عن الدين، تدرس فلسفته صباحاً، تجادل به، يخرج والدك ليأمرنا بالمعروف، وينهانا على المنكر، طبعا فهو يود أن يدخره لولده الوحيد، وكر رذيلة، تدخلني وكر رذيلة يا زاهد.
"هكذا تم اللقاء القدري وبدأت قصتي أنا مع هذه الحكاية .. حملت إليّ المرأة هذه الأوراق قائلة إنها تلقتها بالبريد من جارها، بعد انتقاله من شقته. لم يكتب الفتى عنواناً ولم يقل أي شيء في رسالته التوضيحية غير التحية وهذه الكلمات. اسمحي لي يا جارتي الطيبة أن أبعث بأوراقي هذه إليك. لقد أتممت كتابتها وانتهيت منها، وأكملت يد أُخرى مراجعتها وتشذيبها قبل انتقالي من الشقة وأنا لا أريد أن أعود اليها بعد تنقيحها هي فأغيّر وأبّدل ما كتب قد كتب كما تقول الأمثال أو الكتب القديمة ! لم أعد أتذكر أين قرأت هذه العبارة! وصدقيني يا سيدتي إن بقاء هذه الأوراق قريبة مني يسبب لي، إضافة إلى رغبتي بتجميل أسلوبها مزيداً من الأسى والحزن الشخصيين، ما لا أحتمله فقد أنهض من النوم أو عن المكتب فجأة وأمزق هذه الأوراق.. لا لشيء إلا لأنها السبب في إثارة أساي وحزني.. وأنا لا أود أن أمزق أوراقي هذه وأرميها، إنها جزء من حياتي كما يُقال في الكتب. وأنا لست كاتباً أديباً ، فما أنا غير مترجم! وصدقيني أيضاً إن هذه الأوراق لا تنطوي على شيء، مهما صغر، قد يسبب إحراجاً لك أو يمكن أن تخجلي منه، هي أوراق شخصية لا تعني أحداً سواي احتفظي بها يا سيدتي عندك، ودعيها نائمة في سلام، فإذا ضقت بها ذرعاً في يوم من الأيام أودعيها يداً أمينة.. وستأخذ طريقها المقدّر ساعة يُراد لها أن تأخذه ! وتذكري جاراً لن ينسى دفء يدك الصديقة! .
"ربيع أسود" هو الكتاب الثاني في الترتيب الزمني من بين مؤلفات هنري مللر. "مدار السرطان" كان الأول، وصدر في عام 1934، ثم "ربيع أسود" الذي صدر في عام 1936، وأخيراً "مدار الجدي" في عام 1939. الرمايات الثلاث تعبر ثلاثية بصورة ما. ف "مدار السرطان" يحكي فيه ميللر عن جوانب في حياته في مدينة نيويورك. و"مدار الجدي" تحدث فيه عن تجربته في مدينة باريس، خلال سنوات تسكعه ومحاولة إثبات ذاته كأديب. أما "ربيع أسود" فهو وسط بينهما. إنه ليس رواية بالمعنى التقليدي للكلمة، فهو ليس سرداً تقليدياً لجوانب من سيرته الشخصية، بل قصول وتفرقة يستعرض ميللرمن خلالها طاقته في الكتابة الإبداعية. إنها طاقة فريدة لا تشبه تجربة أي كاتب فبله، يكشف فيها عت قدرته على تحويل السيرة الذاتية إلى فصول شعرية غاضبة وساخرة مما يفعله المجتمع بمبدعه وعباقرته إذا لم يعوا أنفسهم ذاتياً ويعتمدوا على رعاية عبقريتهم بأنفسهم، وهكذا ينتهي الكتاب: بأنشودة يمجد فيها المبدع ذاته الواعية واعتماده على نفسه في إبرازها ورعايتها: إذا لم تعي ذاتك المبدعة وترعاها فلن يتعرف عليها أحد أو يرعاها.