دار المدى للنشر والتوزيع هي دار نشر عراقية تأسست عام 1994، أصدرت الدار العديد من المنشورات الأدبية والكتب والروايات العربية، كما شاركت في العديد من معارض الكتاب المحلية والدولية.
تاريخ الدار
دار المدى تم تأسيسها رسمياً عام 1994 وهي إحدى شركات مجموعة المدى الثقافية والتي أسسها فخري كريم عام 1960، وتخدم القضايا الأدبية والسياسية والسير والمذكرات والفكر القومي. تضم دار المدى شبكة توزيع ووكلاء في عدة دول، وعدة مكاتب في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق وقبرص وأربيل.
مجالات الدار
تتنوع إصدارات الدار وتغطي موضوعات مختلفة على رأسها التاريخ، وقد أصدرت الدار أعمال متنوعة في مجالات مختلفة منها:
- الدراسات النقدية - المجموعات القصصية - الروايات. - المقالات والخواطر
مساهمات ثقافية تنشر دار المدى للعديد من الكتاب والأدباء العرب مثل: ميسلون هادي، بلال فضل والتي وصلت روايته الصادرة من دار المدى «أم ميمي» للقائمة الطويلة في الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2022، محمد الماغوط، ليلى العثمان، سعدي يوسف، نزيه أبو عفش. كما تنشر دار المدى ترجمات بعض الكتب من كل اللغات العالمية
"بغداد السبعينات" سيرة أدبية يخطها الشاعر العراقي هاشم شفيق واحد من أهم شعراء جيل السبعينات العراقي، الجيل الشعري الذي أحدث إنفلاتات شعرية اتسمت بالحداثة والتجديد على مرّ السنين، ومن الذين تمكن وشعراء غيره من الإفلات من قبضة تسلط المؤسسة الثقافية التي كانت تديرها ثلة من أدباء السلطة وليبدأ شوطه الجديد في عالم الترحال والإستقرار بمدن وعواصم عربية وعالمية، ولكن هذا كله لم ينسهِ عالم الشعر والمقاهي والحانات في "بغداد السبعينات"، فكان هذا الكتاب بمثابة تسجيل لمرحلة عاشها الشاعر، تشكل مضمون تجربته الأدبية بين رفاق الدرب ورفاق الشعر، مستذكراً الأماكن والزوايا والروائح والطبائع والعادات والوجوه والمقاهي. يقول المؤلف في ثنايا عمله: "جيلنا تحديداً، كان يرتاد أكثر من مقهى ولكنه كان يديم التردد على اثنين هما مقهى "البرلمان" ومقهى "المقعّدين". إلى مقهى "البرلمان" كان يأتي الكل، بقايا من جيل الخمسينات غير المشهورين، لفيف من جيل الستينات، بينهم القاص والروائي والصحافي والشاعر. وجيلنا المتنوع في اتجاهاته الأدبية والفنية فهناك الرسام والنحات والممثل والمخرج والقاص والناقد والصحافي، والإذاعي، والتلفزيوني، والسينمائي. جيل متعدد المواهب. وكان جلّه يميل إلى كفة اليسار واليسار الجديد (...). كان جيلنا مخضرماً، عاصر جلّ الأجيال الذهبية التي سبقته (...) اكتسب جيلنا حساً نقدياً، وامتلك رؤية جمالية إنسانية، وعدة معرفية ومفاهيم حداثية جديدة مكنته من المواصلة وتحدّي القيم الماضوية والأفكار السلفية والتصورات الفاشية للفن والأدب والحياة وللطبقات الإجتماعية على نحو عام". ومن أعلام هذا الجيل سوف يحضر في هذه السيرة أدونيس وصلاح عبد الصبور وسعدي يوسف ويوسف الخال ومحمد الماغوط وفوزي كريم وسامي عبد الجبار وزاهر الجيزاني وخليل الأسدي وآخرون كتب عنهم هاشم شفيق عبر رحلته بين باريس وبودابست وبرلين وبراغ بطيبته العراقية وقلمه الحزين على الوطن وأهله.
تخفي بغداد كنوزاً معرفية عديدة في ثنايا فضائها المديني. وهذه الكنوز، هي في الواقع، تمثيلاً لابداع فترات مثمرة ومميزة، مرّ بها تاريخ المدينة الممعن في القدم. وقد سعى صفوة من المهتمين وراء تبيان تلك الكنوز والكشف عنها، لتكون المنطلق والأداة اللتين، منهما وبهما، تبدأ نهضة المدينة، وبالتالي نهضة البلد ككل. وكحاضرة “متروبولتانية” عريقة بامتياز، فإنها تخفي، أيضاً، تحفاً معمارية عالية الأهمية، إن كانت في قيمتها الفنية، أم في نوعية مقاربتها الأسلوبية. إنها تحف حقيقية ومتنوعة، ما انفكت تمتلك جمالياتها، وقوة معالجاتها التكوينية. بيد إن سطوة الزمن العاتية، “المتواطئة” مع يد الانسان غير الرحيمة، عملتا على تشويه وإقصاء وغياب “حضور” تلك التحف عن المشهد المديني، رغم ما تمثله من أهمية ثقافية، وما تعكسه من إبداعات مهنية مرموقة.
كانت بغداد وما تزال وستظل الى ابد الآبدين ملهمة الشعراء ومصدر وحيهم وإلهامهم, وقد طفحت كتب الأدب ودواوين الشعر في مختلف العصور بعواطفهم وعرائس خيالهم فقد تغنّى بها البدوي والحضري والعراقي والحجازي والشامي والمصري والعربي والعجمي على السواء ولا عجب في ذلك ولا غرابة فقد كانت حاضرة الخلافة العباسية مدة اكثر من خمسة قرون.
وصف كتاب بكاء الطاهرة: رسائل قرة العين تأليف (يوسف أفنان الثابت) يتحدث الكتاب عن شخصية بكاء الطاهر الشخصية التاريخي التى حكم عليها بالموت عام 1852 بمدينة طهران ، فقد كانت رمزا من رموز التحرر للمرأة و الحداثة الدينية والتمرد على التقاليد
ودة وحنين للعراق الذي افتقدت على مدى سني الغربة وبحث في كوامن بعض العراقيين الذين فارقوه في مراحل متتابعة من تاريخه الحديث. "سلوى جراح أم لشابين وجدة لحفيدين وتعيش في لندن مع زوجها وأسرتها.
رواية "بلا ظلال" للكاتب التركي حسن علي طوبتاش ترجمة رباع ربابعة، وطوبتاش يعد من أبرز الأصوات الأدبية التركية المعاصرة. صدر له العديد من الروايات والمجموعات القصصية منها "هوية الضحكة" 1987، و"همس المفقودين" 1990، و"نقطة اللا منتهى" 1993، و" بلا الظلال" 1994 التي اقتبسها المخرج اوميت أونال فيلما عام 2009. وفازت الرواية بجائزة (يونس نادي) للنصوص الروائية ونال العديد من الجوائز، وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات حول العالم. صدرت له عن المدى روايات "حتى الطيور تذهب الى عزلة" و"هباء".
بعد إحدى عشرة سنة من صدور مجموعته الأولى في سورية، يصدر كتاب خالد الناصري الشعري اليوم محمّلاً بروائح الجثث وغاز السارين وخوف الغرق، ليحدثنا عن بلاد الثلاثاء
"بلاد الثلوج" رواية الكاتب الياباني ياسوناري كاواباتا الحائز على جائزة نوبل عام 1968م. نقلها إلى العربية الروائية لطيفة الدليمي، وقدمت لها بمقدمة عن حياة وأعمال ومكانة كاواباتا ياسوناري في اليابان.تقول الدليمي: "كان كاواباتا التأملي ذا نزعة حسية ولغة منحوتة بدقة وإقتصاد، عاش منتشياً بالعزلة والكتابة وكارهاً للشهرة التي ظل يتجنبها وهو يعيش في محترفه الصغير بعيداً عن فضول الآخرين وجحيمهم". وعن روايته "بلاد الثلوج" تقول: "في رواية بلاد الثلوج نجد البطل شيمامورا مهتماً بالباليه الغربي، إلا أن اهتمامه، كما نفهم، يتخذ طابع الهوس السطحي الذي لا يلامس أعماق الروح. إذ يؤكد الكاتب أن بطله سوف يغمض عينيه مختاراً إذا ما هيأ له أن يشهد عرض باليه غربي مكتفياً بالرؤى التي رسمتها مخيلته عن ذلك الفن
يضمّ هذا الكتاب السيرة الكاملة للمؤلفة الحائزة على العديد من الجوائز المرموقة في إسبانيا وأميركا اللاتينية، منها: «جائزة الملكة صوفيا» و«لاس ميركاس» . ينطلق الكتاب من ميلادها ونشأتها في كنف عائلة ثرية تسكن أرقى أحياء ماناغوا، ومروراً بتجنيدها اليساري وانضمامها إلى الحركة الثورية الساندينية التي أسقطت الدكتاتور سوموزا عام 1979، وانتهاءً بضلال الثورة وعدم وفائها بوعودها ثم هجرتها إلى الولايات المتحدة. بين كل ذلك، تحكي عن حياتها امرأةً وشاعرةً، وتتناول حياتها العائلية وقصص غرامها. صدر للكاتبة باللغة العربية العديد من الأعمال، من بينها رواية «اللامتناهي في راحة اليد»، و«بلد النساء» . وتعدّ من أهم الأصوات الأدبية شعراً ورواية باللغة الإسبانية. وُلدت جيوكوندا بيلي في عام 1948، وعاشت في أسرة ميسورة مع أشقائها الأربعة. تابعت دراستها الإعدادية في مدينتها ماناغوا، قبل أن تشدّ الرحال صوب العاصمة الإسبانية مدريد لإتمام دراستها الثانوية، والتي أنهتها بحصولها على شهادة الثانوية العامة سنة 1965. والتحقت بجامعة فيلاديلفيا لدراسة الصحافة، عام 1967، لتعود مرة أخرى إلى نيكاراغوا. ظهرت أولى قصائدها عام 1970، واعتبر المتابعون للمشهد الثقافي أشعارها ثورة على المألوف لطبيعة المواضيع المرتبطة بجسد المرأة والجنس والشّهوة. فكان أن نال ديوانها الأول سنة 1972 جائزة «ماريانو فياوس خيل» التي تمنحها الجامعة الوطنية المستقلة بنيكاراغوا، وعمرها لم يتجاوز العشرين. خاضت غمار مواجهة الديكتاتور سوموزا، وانضمت إلى الجبهة الساندينية للتحرر الوطني سنة 1970 والتي استمرت بها إلى حدود سنة 1994 لتغادرها بسبب خلافات سياسية. وقد شغلت منصب الناطق الرسمي باسم الجبهة وممثلها أمام مجلس العموم، وعملت قبل ذلك في الكفاح السري وتهريب الأسلحة إلى المقاتلين، وكانت أيضاً المبعوث السري إلى أوروبا وأمريكا اللاتينيّة للبحث عن التمويل وحشد الدعم للثورة التي انتهت بالإطاحة بالديكتاتور أناستازيو سوموزا سنة 1979.
لدى الناس أمور أخرى غير الحب ليفكروا فيها » . عبّر ألبرتو مورافيا أمام إيلسا مورانته بهذه » الكلمات الحاسمة عن شكوكه إزاء تحقيق حول الحب كان من المقرر أن يكتبه بتكليف من مجلة أوروبيو » . لقد كانت هذه الشكوك معقولة إذا نظرنا إليها بعيون إيطاليا ما بعد الحرب التي كانت بصدد إعادة الإعمار بعد البؤس والخراب . ومع هذا فإنّنا نجد في جميع العهود والظروف التاريخية ، أن الاهتمام بمشاعر الحب لا يتناقص أبداً . بل إن مورافيا ساها في حوار أجراه مع ماريو فورتوناتو مشعلاً ضخماً ، ونوعاً من المرض ، توسّعاً غير عادي تل « أنا » . ذلك لأنّ الحب بكل بساطة « لا يتغيّر » . وربّا لهذا السبب نرى أنّ الأزواج من الفنّانين والمفكرين كانوا دائماً يمارسون كثيراً من الجاذبيّة ، خاصة عندما تظهر أمام الملأ مراسلاتهم الغراميّة في هذه المراسلات التي أرسلها مورافيا إلى مورانته بين 1947 والثمانينيات نرى كيف يتقابل رجل مع امرأة ، وأديب مع أديبة من كبار أدباء القرن العشرين . لذلك فإنّ قيمة هذه الوثائق المجموعة في هذا الكتاب تكمن في شهادة باطنيّة عن رابطة لا يمكن أن نفصل فيها بين الحياة . والفنّ حتى إنّ الحب ينعكس ضمن بُعد كوني آخر ، رغم أنه لا شيء خاص أكثر من الحب ، ولا شيء أدبياً أكثر من الحب . يدل على الأمر رسائل مورافيا هذه التي كتبها بعفويّة وبصدق تفجرا في نفسه دون تأمّلات مسبقة ، وبحشمة لا تمنع من مشاركة الآخرين بالمشاعر والأفكار وأحاسيس القلق . وما سمّته مورانته « حبّاً بالإكراه » يأخذ هنا شكلاً حقيقياً لـ « صعوبة التعبير العاطفي الموروثة عن سنوات المرض والأحزان . الطويلة » التي جرّبها الكاتب في عهد الصبا ، كما يقول المؤلف هذه الرسائل التي نشأت في ساعات بعدِ جسدي وبشري عن مورانته سمحت لمورافيا أن يكون دائماً إلى جانبها ، أو أن يسمع . للتعويض عن هذا النقص جاءت رسائل مورافيا لتظهر مراحل من حياة مورانته ، التي عاشتها بين كثير من الإرهاق والنجاحات الأدبية والمآسي ، وذلك من خلال تقرّب لم ينكره أحد ، ولا حتى غداة انفصال الزوجين الذي لم يصبح طلاقاً بمعنى الكلمة ، خاصة بعد أن بقي الزوجان لخمس وعشرين سنة معا.
ثلاثة من بناة الصروح الشامخة يرصد المؤلف ملامح شخصياتهم وعبر أعمالهم التي تركت بصمات واضحة على أدب القرن الذي شهد ولادتهم. وهم بحق بناة للعالم وأعمدة من أعمدة الفكر والأدب الجزء الأول خصصه ستيفان شفايج لثلاثة شاءت أقدارهم أن يكونوا علامات بارزة في القرن التاسع عشر. هولدرلن القادم من قرى العصور القدي مة في (لاوفن) الألمانى المرهف الذي شغله الحنين إلى الوطن دوما الذي دخل القرن التاسع عشر وهو في الثلاثين من عمره فكانت السنوات الأخيرة الحافلة بالآلام قد أكملت منه أكبر أعمالها.
كنت طفلاً قروياً مرتبكاً حين حللنا مرة ضيوفاً على أقاربنا في المدينة.. وأرسلتني صاحبة البيت لاحضار ملح من جارتها، وجدت الباب الخشبي العتيق مفتوحاً موارباً فطرقته بهدوء، لكن لا أحد يرد.. وحين هممت بالعودة تناهى الى سمعي صوت تأوه حاد، ترددت قليلاً، لكن قرويتي جعلتني أدلف الى البيت لأن ثمة خطر يلم بصاح به، ومن باب المطبخ استطعت ان ارى الجارة منطرحة وفوقها زوجها ضخم الجثة ولا يرى منها سوى ساقيها الملتفتين على عقبيه ويديها على أكتافه.. ثم يتعرف فيما بعد على زوجها فيجده نحيفاً وانه ليس هو من كان معها، بل هي الخيانة الزوجية..
“بنت دجلة” وهي الجزء الثاني لرواية (حدائق الرئيس) ولكن يمكن قراءتها أيضا كرواية مستقلة. يكتب الرملي في نقديمه لروايته ان بنت دجلة ينطبق عليها ما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية عن رواية الرملي السابقة حدائق الرئيس، فعلى الرغم من جذورها المحلية، إلا ان مواضيعها عالمية ايضا. إنها بحث عميق عن الحب وال موت والظلم، وتأكيد لأهمية الكرامة والصداقة ومعنى الحياة وسط القمع. بنت دجلة رواية ترصد تحولات التاريخ ومخلفات الدكتاتورية الدموية والغزو والاحتلال.
تسرد "إفلين شاكر" قصة بنت عرب - المرأة العربية - في الولايات المتحدة والتي تمّ تهميشها مدة طويلة، تقوم الكاتبة بمسح يمتدّ من أواخر القرن التاسع عشر حتى اليوم، وتركّز على الطرق التي عالج بها كلّ جيل التباين بين القيم التقليدية العربية والحريات الإجتماعية والجنسية المتاحة في الغرب. ومن خلال الروايات الشفوية التي يتضمّنها الكتاب، تتحدّى "إفلين شاكر" الأشكال النمطية وترسم صورة فريدة ومثيرة لمجموعة أسيء فهمها في غالب الأحيان.
"لعلنا يجب أن نعد هذه الرواية متعددة الأصوات. مع ملاحظة أن كل صوت يعيد إنتاج الصوت الآخر، يفسره، ويضعه في محنة، ويسائله، ويذكره بما جرى نسيانه أو اعتقد أنه عديم الأهمية في وقته، إن لغة الاعترافات الشخصية التي تبني الشكل الروائي في "بونساي" يعاكس هذا الوصف ظاهرياً. فالاعترافات تبقى فردية، وهي تسبغ ال تبرير الذاتي على اصحابها. لكن لأنها تجري في وعي متأخر، اذ لا يمكن العودة. ولا المراجعة، كما أن الأسف لايبدو نافعاً ولا مضراً.
كرَّستْ روايةُ بيت الأرواح الكاتبةَ التشيليَّةَ إيزابيل ألليندي في صدارة روائيّي الأدب الحديث، وأكثرهم موهبةً في سرد الحكايات وابتكار ملحمةٍ تمزج الخاصَّ بالسياسيّ، والحبَّ بالسحر والقدَر. تتناول الروايةُ انتصاراتِ عائلة «ترويبا» وانهزاماتِها عبر ثلاثة أجيال. يسعى «إستيبان» إلى السُّلطة المتوحِّشة، ولا يخفِّف من حدَّة هذا السعي سوى غرامِه بزوجته الرقيقة «كلارا»، وهي امرأةٌ لها اتِّصالاتُها العجيبةُ بعالم الأرواح. تُبْحر ابنتُهما «بلانكا» في علاقةٍ مُحرَّمة، تتحدَّى من خلالها جبروتَ والدها، وتكون النتيجة أجملَ هديّة لـ «إستيبان»: حفيدةً جميلةً وقويّةً، سوف تقود عائلتَها ووطنَها نحو مستقبلٍ ثوريّ. «عمل باهر... مشوِّق ومُميَّز. رواية بيت الأرواح إنجازٌ فريدٌ بسبب حساسيتِها الإنسانيّة والمعلومات التي تقدِّمها إلى القارئ على الصعيدين الشخصيّ والاستعاريِّ ـ لتاريخ أميركا اللاتينيَّة، وحاضرِها، ومستقبلها
بيت الدمية (بالنرويجية: Et dukkehjem) (بالإنجليزية: A Doll's House)؛ هي مسرحية نثرية من ثلاث فصول كتبها هنريك إبسن في عام 1879، عُرِضَت لأول مرة على المسرح الملكي الدنماركي في كوبينهاجن في الدنيمارك في الواحد والعشرين من ديسمبر عام 1879، وكانت قد نُشِرَت في أوائل هذا الشهر. تكمن أهمية المسرحية في الموقف الحاسم الذي تتخذه تجاه أعراف الزواج في القرن التاسع عشر. فقد أثارت جدلًا واسعًا في ذلك الوقت، حيث تنتهي الرواية بترك البطلة نورا زوجها وأبنائها بحثًا
غراتسيا ديليدّا 1871 - 1936 روائيّة وشاعرة ومؤلّفة مسرحيّة، اشتهرت بخصوبة إنتاجها الأدبي. ذاع صيتها في إيطاليا وفي أنحاء العالم، حتّى إنّها أصبحت في عام 1926 ثاني امرأة في العالم تحصل على جائزة نوبل العالمية للآداب، وذلك تقديراً لأدبها الذي «أبرز بشكل متميز مُثلاً سامية وقدرةً على تصوير واقع الحياة والإنسان بعمق وحرارة ». وقد جاء في سياق خطاب تقديم الجائزة: «نجد في روايات ديليدّا أكثر ممّا نجد في غيرها وحدةً فريدة بين الإنسان والطبيعة. حتّى قد يمكن للمرء أن يقول إنّ البشر في رواياتها هم نوعٌ نباتيّ ينمو في تراب جزيرة سردينيا. كانت غراتسيا ديليدا امرأة قوية مبدعة، لا تخاف الأحكام المسبقة، ومؤلفة لنوع خاص من الكتابة، يضرب جذوره في أعماق معرفتها بتقاليد موطنها جزيرة سردينيا وثقافتها. إن هذا الرباط الوثيق بين الأدب والموطن، الذي تمكّنت على كلٍّ من التحرر منه، يسري عبر إنتاجها على هدى أنموذج مشحون بقوة استثنائية وبقدرة تعبيرية فائقة، كما يحمل بين طياته نغماتها الغنائية وسيرتها الذاتية، ويمثل شخصيات تعكس غالبا الحياة التي كانت تحلم بها. لقد ترجمت ديليدا مشاعر القلق الوجودية التي ميزت القرن التاسع عشر، وتمكّنت من الدخول بكل جدارة في أوليمبوس المشهد الأدبي العالمي. وكان ذلك بفضل أصالة إنتاجها، ونفاسة أعمالها الأدبية، هذا رغم انحدارها من منطقة ريفية من مناطق بلادنا. في رواياتها نستطيع أن نشاهد الأثر الحاسم للمذهب الروائي الواقعي الذي رسم نقطة تحول أساسية في طراز كتابتها، ومكّنها من أن ترسم بيد بارعة شخصيات تعاني من صراعات باطنية عميقة. إن أعمالها تمثل حجر الأساس في بناء تاريخ الأدب، وإن إعادة نشر الكثير من أعمالها اليوم، ليشهد بالاهتمام المتزايد بإنتاجها. وهذا يساهم في نشر ثقافتنا داخل إيطاليا وفي الخارج، ويعمل كذلك على تمثيل أنموذج لا شك في قيمته بالنسبة للأجيال الجديدة.
ينبغي أن يكون حذراً معها، فهي ليست مثل أية امرأة أخرى. يرفع يده عن خدها ويضعها على مرتفع فخذها.. يضعها متردداً، ثم يتركها ساكتة في مكانها. ترنو إليه في حياء. ثم تغمض عينيها ولا تتكلم. يمر الوقت وهما يرقدان هكذا متلاصقين، يده على مرتفع فخذها، وعييناها مغمضتان، كأنها نائمة تنتظر وجلة. عندما يحرك يده أخيراً يتصلب جسدها. تفتح عينين مفزوعتين، ثم تنتفض جالسة في الفراش. حركتها المباغتة، تجعله يجلس هو أيضاً، يتأملها حائراً. “ماذا حدث!؟ لماذا!؟”، “أشم رائحة حريق، كأنه عند الجيران!” يتشمم الهواء، ثم يقول، “معك حق، الرائحة قوية، كأن المدينة كلها تشتعل!
جيرترود ستاين ( 1874 - 1946 ) Gertrude Stein شاعرة ، روائية وناقدة أمريكية ، ظلت سنوات مقتربة من باريس وكانت مثار نقاشات في العشرينيات . ستاين من عائلة ثرية ، ارتضت الحياة الخصبة في العاصمة الفرنسية ، فأقامت فيها مع سكرتيرتها أليس ب . توكلاس Elice B . Toklas التي يظن أنها مؤلفة سيرة حياة اليس ب . توكلاس . لم تعد إلى أمريكا إلا مرة واحدة لتحاضر هناك ، وكانت زيارة قصيرة . اهتمت بالرسامين : بيكاسو ، ماتيس ، براك وجان كريز . وكتبت عن الأولين سنة ۱۹۱۲ . الآنسة ستاين أصبحت من بعد ناقدة فنية ونصيرة للفنانين ترعاهم . أسلوبها الفريد المتميز أفاد من نظريات وليم جيمس في علم النفس ومن الرسامين الفرنسيين المحدثين ، هي تعنى بالكلمات من أجل صوتها وإيحاءاتها ، أكثر من عنايتها بمعانيها الحرفية . لها طريقة معقدة في تكرار الفكرة الكلامية الواحدة وتنويعها . تتحاشى التنقيط ونظام الجملة التقليدي . وكتابات ستاين كلها تتسم بالتأكيد على الانطباعات وعلى حالات العقل الخاصة أكثر مما على رواية القصة . صياغتها محدودة وبسيطة ، مع ميل واضح للكلام الاعتيادي الموجز . ' تلك هي جيرترود ستاين ، وذلك هو أسلوبها الخاص الذي لم تكن مدينة به لأحد » ، الأسلوب الذي أفاد منه كتاب معروفون مثل شير ود أندرسون الذي نال منها فوائد تكنيكية عظيمة ، تعلم من كتابيها ثلاث سير » و « براعم طرية » ضرورة الاعتماد على الصناعة الفنية التي جعلت من نقل الحقائق عملية معقدة . وبفضل هذا الاحترام للتكنيك - الذي كان من السمات المميزة للعصر - استطاع أندرسون أن يلتف على عدم التماسك المنطقى المتأصل في موضوعه ، وبالرغم من استفادته من أسلوب ستاين ، وبالرغم أيضاً من ميله لجيرترود ستاين التي كوّن معها صداقة قوية ، لم يخف عن فطنته أن كتاباتها لم تنجح في نقل كل أفكارها وإيحاءاتها . لذلك كتب عنها سنة ۱۹۲۳ : ' إنها هامة لا بالنسبة للجمهور ، بل بالنسبة للفنان الذي يتخذ من الكلمات مادة العمله )
يتناول هذا الكتاب سيرة الأديب الروسي الفذ والذي لقّب بأبي الأدب النقد الروسي، على غرار بوشكين الذي لقّب بأبي الشعر الروسي، ويستعرض هذا الكتاب للدكتورة حياة شرارة حياة هذا الكاتب التي أحاطها الفقر والعوز المادي وصعوبات الحياة لكنها كانت غنية على الجانب الإبداعي النقدي الذي جعل من اسم بيلينسكي مشهورا في روسيا والعالم فيما بعد. وسأتناول حياته وآرائه النقدية والأدبية في السطور القادمة، معتمدًا على ما وردَ في الكتاب نصًّا..
توقف منجل الزمن بين يديه مشدوهاً، كيف يفيض قرن الوفرة بيدها، بباكورة كل شيء، بإجلال، في حين يكدح البسطاء في المناجم البعيدة...؟... وتُشكِّل الأواني المصبوغة من الأرض البربرية؟... تلبية لطلبي، يضع المحارب المسلح درعه جانباً؛ يغادر الوثني بخور المذبح بأضحية آثمة، تتداخل زهرات البنفسج والورد الياقوتي في الأرض المحترقة، لا خوف للتائه الغافل من الأفاعي السامة، أما النحل فيسكبُ عسله الذهبي في الخوذة". توقفت... طابور طويل من القرويين بأقمشة الخيش يخرجون من بين الأشجار خلفها. يحفرون، ينقبون، يحرثون، يبذرون... يغنون، لكن الرياح تسلبُ كلماتهم بعيداً. تحت ظلّ ثوبي المنساب تتبع الفنون، تتجلى الموسيقا في كينونتي بإنسجام سماوي. وصيتي أن يغادر البخيل ما كنزّ عذرياً، فترى الأم أطفالها، بسلام يلعبون... أطفالها يلعبون...".
هذا الكتاب هو عصارة جهد وعناء مضنٍ وتجربةٍ مريرةٍ ومسيرةٍ سياسية طويلة تراجع فيها جيلنا كثيراً، بعكس أجيال آبائنا أجدادنا البُناة الأوائل لهذه الأمة، فهذا الكتاب لا يدخل في السيرة الشخصية وتفاصيلها، وإنما يمرّ بالمحطات والمنعطفات الرئيسة التي مرَرْتُ بها، وهو شهادتي عليها، أعرضُ فيه تجربةً لفائدة أجيالنا القادمة في المستقبل. كان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) موحِّداً لقبائل العرب، داعياً لقوّتها وسموّها محققاً سلامتها... وقد توارث الأبناء عن الآباء قيم الأجيال السابقة إلى أن هُدِمت بأيدي أجيالنا، فلا مجال للعودة إلى الزمن الرائع من ركام وخراب الدنيا وما نحن فيه ما لم تنهض الأجيال الجديدة بقوة وعزيمة لتغيير الحال القائمة في أنفسنا أولاً وفي مجتمعاتنا. يتكوّن هذا الكتاب من عدة أجزاء، الأول يحكي تجربتي في اللّهيب الأول الذي مرّ به العراق عندما كنتُ بعثياً، وحتى وصول حزب البعث إلى السلطة واختلافي وتركي الحزب وهو لم يزل متماسكاً وقوياً في السلطة، وتعرّضي لمحاولات تصفية واغتيال من جانب صدّام حسين التكريتي. والجزء الثاني يعرض التجربة في اللّهيب الثاني في العراق، حرب الخليج الثانية (تحرير الكويت) والحرب الأخيرة التي سقط فيها نظام صدّام، وما ترتّب على تلكما الحربين من دمار وتداعيات كارثية.
هذا الكتاب هو عصارة جهد وعناء مضنٍ وتجربةٍ مريرةٍ ومسيرةٍ سياسية طويلة تراجع فيها جيلنا كثيراً، بعكس أجيال آبائنا أجدادنا البُناة الأوائل لهذه الأ. . . مة، فهذا الكتاب لا يدخل في السيرة الشخصية وتفاصيلها، وإنما يمرّ بالمحطات والمنعطفات الرئيسة التي مرَرْتُ بها، وهو شهادتي عليها، أعرضُ فيه تجربةً لف ائدة أجيالنا القادمة في المستقبل. كان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) موحِّداً لقبائل العرب، داعياً لقوّتها وسموّها محققاً سلامتها. . . وقد توارث الأبناء عن الآباء قيم الأجيال السابقة إلى أن هُدِمت بأيدي أجيالنا، فلا مجال للعودة إلى الزمن الرائع من ركام وخراب الدنيا وما نحن فيه ما لم تنهض الأجيال الجديدة بقوة وعزيمة لتغيير الحال القائمة في أنفسنا أولاً وفي مجتمعاتنا. يتكوّن هذا الكتاب من عدة أجزاء، الأول يحكي تجربتي في اللّهيب الأول الذي مرّ به العراق عندما كنتُ بعثياً، وحتى وصول حزب البعث إلى السلطة واختلافي وتركي الحزب وهو لم يزل متماسكاً وقوياً في السلطة، وتعرّضي لمحاولات تصفية واغتيال من جانب صدّام حسين التكريتي. والجزء الثاني يعرض التجربة في اللّهيب الثاني في العراق، حرب الخليج الثانية (تحرير الكويت) والحرب الأخيرة التي سقط فيها نظام صدّام، وما ترتّب على تلكما الحربين من دمار وتداعيات كارثية
هذا الكتاب هو عصارة جهد وعناء، مضنٍ وتجربةٍ مريرةٍ ومسيرةٍ سياسية طويلة تراجع فيها جيلنا كثيراً، بعكس أجيال آبائنا أجدادنا البُناة الأوائل لهذه الأمة، فهذا الكتاب لا يدخل في السيرة الشخصية وتفاصيلها، وإنما يمرّ بالمحطات والمنعطفات الرئيسة التي مرَرْتُ بها، وهو شهادتي عليها، أعرضُ فيه تجربةً لفائدة أجيالنا القادمة في المستقبل. كان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) موحِّداً لقبائل العرب، داعياً لقوّتها وسموّها محققاً سلامتها... وقد توارث الأبناء عن الآباء قيم الأجيال السابقة إلى أن هُدِمت بأيدي أجيالنا، فلا مجال للعودة إلى الزمن الرائع من ركام وخراب الدنيا وما نحن فيه ما لم تنهض الأجيال الجديدة بقوة وعزيمة لتغيير الحال القائمة في أنفسنا أولاً وفي مجتمعاتنا. يتكوّن هذا الكتاب من عدة أجزاء، الأول يحكي تجربتي في اللهيب الأول الذي مرّ به العراق عندما كنتُ بعثياً، وحتى وصول حزب البعث إلى السلطة وإختلافي وتركي الحزب وهو لم يزل متماسكاً وقوياً في السلطة، وتعرّضي لمحاولات تصفية وإغتيال من جانب صدّام حسين التكريتي. والجزء الثاني يعرض التجربة في اللّهيب الثاني في العراق، حرب الخليج الثانية (تحرير الكويت) والحرب الأخيرة التي سقط فيها نظام صدّام، وما ترتّب على تلكما الحربين من دمار وتداعيات كارثية.
هذا الكتاب هو عصارة جهد وعناء مضنٍ وتجربةٍ مريرةٍ ومسيرةٍ سياسية طويلة تراجع فيها جيلنا كثيراً، بعكس أجيال آبائنا أجدادنا البُناة الأوائل لهذه الأمة، فهذا الكتاب لا يدخل في السيرة الشخصية وتفاصيلها، وإنما يمرّ بالمحطات والمنعطفات الرئيسة التي مرَرْتُ بها، وهو شهادتي عليها، أعرضُ فيه تجربةً لفائدة أجيالنا القادمة في المستقبل. كان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) موحِّداً لقبائل العرب، داعياً لقوّتها وسموّها محققاً سلامتها... وقد توارث الأبناء عن الآباء قيم الأجيال السابقة إلى أن هُدِمت بأيدي أجيالنا، فلا مجال للعودة إلى الزمن الرائع من ركام وخراب الدنيا وما نحن فيه ما لم تنهض الأجيال الجديدة بقوة وعزيمة لتغيير الحال القائمة في أنفسنا أولاً وفي مجتمعاتنا. يتكوّن هذا الكتاب من عدة أجزاء، الأول يحكي تجربتي في اللّهيب الأول الذي مرّ به العراق عندما كنتُ بعثياً، وحتى وصول حزب البعث إلى السلطة واختلافي وتركي الحزب وهو لم يزل متماسكاً وقوياً في السلطة، وتعرّضي لمحاولات تصفية واغتيال من جانب صدّام حسين التكريتي. والجزء الثاني يعرض التجربة في اللّهيب الثاني في العراق، حرب الخليج الثانية (تحرير الكويت) والحرب الأخيرة التي سقط فيها نظام صدّام، وما ترتّب على تلكما الحربين من دمار وتداعيات كارثية.
رواية من الروايات التي يصعب على الإنسان قراءتها، دون الإنغماس فيها ودون الإحساس مع أبطالها، ويصعب على الإنسان أيضاً أن يتساءل لماذا جُعلت واحدة من روائع الأدب الأميركي. "ويليام فوكنر" رابح جائزة نوبل للآداب، قالت النقاد فيه ما لم تقله بكاتب أميركي آخر؛ خلال ستة أسابيع من صيف عام 1929، كتب المؤلف روايته هذه التي تهز المشاعر والأحاسيس، هي رواية جمعت بين البساطة والتألق، بحيث اعتبرها النقاد من روائع الأدب العالمي. عبر "ويليام فوكنر" في روايته هذه عن أحاسيس المجتمع الأميركي وموقفه من الموت، فإذ بنا نرى أناساً يرهبونه وآخرين يقفون حيارى أمامه، إنما ما من أحدٍ وقف هازئاً ضاحكاً. إنها رواية تُقرأ من الصفحة الأولى حتى نهايتها ولا يمل منها.
"ولكن الماضي قد مضى. لماذا تريد أن تستخلص عبراً أخلاقية منه؟ عليك أن تنساه. أنظر هاهي شمسك المشرقة قد نسيت كل شيء والبحر الأزرق، والسماء الزرقاء؛ هذان قد قلبا صفحات جديدة" أجاب بعزيمة واهنة: "لانهما دون ذاكرة، ولأنهما ليسا بشريين."
كتاب " تاركو الاثر.. حوارات مع مبدعين عراقيين" للكاتب والناقد السينمائي علاء المفرجي الذي يؤكد من خلاله على اهمية السيرة الذاتية للمبدع بل وخصبها وانتفاع المثقف المنتج منها، باعتبارها الطريق الضروري والمهم للدخول الى سيرة المبدع ووضع اليد على عدد من خباياه واسرار سيرته وحياته، الكتاب مجموعة حوارات ثقافية ومعرفية مع شعراء ومعماريين وروائيين وفنانين. الكتاب (الذي كتب مقدمته سهيل سامي نادر) يعد دليلا او سجلا معرفيا لقارئه للتواصل ومعرفة عدد من المبدعين العراقيين الذين ساهموا بجدية ابداعهم في توضيح سمات الشخصية العراقية.
مؤلف هذا الکتاب هو "هانس إبرهارد ماير" الذي يُعَدّ ولا ريب – وکما تذکر الدکتورة/ نجاح القابسي صاحبة التقديم لهذا العمل من أکبر المختصين الألمان في دراسة الحروب الصليبية، حيث يشغل کرسي التاريخ الوسيط بجامعة کيل بألمانيا الغربية، وقد کرس الشطر الأوفر من حياته لدراسة هذه المرحلة الهامة من تاريخ أوروبا والشرق الإسلامي، إذ أنه نشر منذ حوالي ثلاثة عقود ثبتا وافيا بالکتب والأبحاث التي صدرت باللغات الأوروبية حول الحروب الصليبية، أضف إلى ذلک العديد والعديد من الموضوعات التي تدور في ثنايا الحروب الصليبية مثل کتابه: "الصليبيون والشرق اللاتيني" وکذلک کتابنا موضوع الدراسة التحليلية النقدية: تاريخ الحروب الصليبية" الذي أتم کتابته في ستينات القرن العشرين. حظي کتاب: "تاريخ الحروب الصليبية للألماني "هانز إبرهارد ماير" منذ صدوره على اهتمام الأوساط العلمية الألمانية، وکذلک الأوروبية وليس أدل على ذلک من تکرار طبعته إلى ست طبعات منذ سنة 1965 وحتى سنة 1985، وترجم إلى الإنجليزية سنة 1972م، ثم ترجمت أيضا طبعته السادسة المنقحة سنة 1988، وأخيرًا تم ترجمته للغة العربية مع مقدمة للدکتورة نجاح القابسي، (منشورات مجمع الفاتح للجامعات) سنة 1990.
حرّض العنف المنفلت في عراق ما بعد صدام ويحرض المثقف خصوصاً للتساؤل عن أسبابه الثقافية الدفينة أو بناه الثابتة. فبعد أن هوت بنا موجاته المتواصلة منذ حوالي خمس سنوات إلى عتبات الجحيم والعدم، أججت في نفوس ضحاياه المحتملين المؤجلين مزاجاً تطهيرياً نقيضاً. صار كلنا أو أغلبنا ينظر إلى نفسه كروح هائمة أو ملاك بريء في عالم وحشي مدنّس. هذا القلق الوجودي وضع أقواساً من الشك على عباراتنا وواقعنا ومخيالنا. محنة الإستمرار بالحياة التي أطبقت علينا حفزتنا للتمعن في الوجه الآخر للتاريخ بصفحاته المسطّرة بلغة القسوة والإستباحة، والثقافة بسجلها المشؤوم المتواطئ مع العنف والمروج له. لكن ما جدوى وقفة كهذه محمولة على إقتفاء ما يسند حلمنا الإنساني المهدد بالانكسار كل لحظة والتاريخ الحي يخذلنا بوقائعه والثقافة السائدة تسلبنا فعل الوعي؟ هل بوسعنا الهروب من الماضي، تاريخاً وثقافة، بعد أن تجلى كمستودع لمعان سود؟ أيلزمنا الانتساب إلى حضارة أخرى غير موجودة إلا في كتب المدن الخيالية؟ لا هذا ممكن ولا ذاك، يلزمنا عملياً الرهان على مناورات السياسي ودهائه وأجهزته الأمنية لمواجهة العنف بأشكاله كالإرهاب والقتل على الهوية والإختطاف والتهجير والجرائم العادية. ويلزمنا، على المستوى الأعمق، الرهان على بث الحياة المدنية المشتركة من خلال طرق باب القيم الأخلاقية. أقول القيم الأخلاقية وأعني تلك النابعة من مجتمع سياسي حر لأنه ما عاد هناك دور كبير للأفكار الصحيحة لزحزحة هيمنة الجهل والتعصب والأساطير، لتجاوز القناعات المتجذرة في عقولنا وخطابنا، وللتخلص من شراك صراع الماضي مع نفسه. العنف الذي إجتاحنا بقوته الكاسحة دفعة واحدة، لم يكن فقط، كما أشار السؤال، إبن لحظة عابرة طوّعت السياسة لتكون إستمراراً للحرب. بيد إنه أيضاً دليل قدر إنساني جليل ووضيع في آن واحد، سبب قاهر يثقل علينا بتجلياته القصوى وكثافته التي تغشي البصر فتؤدي بنا إلى متاهة فعلية دون مخلّص. وبصفته تلك جعلنا كذلك ننسى التاريخ والثقافة معاً: ليس هناك سوى قوة عمياء، وشرط ميتافيزيقي سابق ولاحق. كشف تحيزات اللغة وتطهيرها قد لا يعني الكثير من دون مراجعة «رومانسية » النظرة الإنسانوية وتفكيك مسلماتها وكسر ثنائياتها ودون العمل على الخروج من النرجسية الثقافية والتمركز على الذات وإلغاء الآخر ومثلنة الماضي والأصول وحكمة الأسلاف. نحتاج إلى يقظة أخلاقية مسؤولة وإلى أجيال وأجيال تمتلك ناصية التفكير النقدي. ذلك إن «أعداء المجتمع » هؤلاء هم بناة مستقبله.
"وأما إسرائيل فأحب يوسف أكثر من سائر بنيه لأنه ابن شيخوخته، فصنع له قميصاً ملوناً، فكما رأى أخوته أن أباهم أحبه أكثر من جميع أخوته أبفضوه ولم يستطيعوا أن يكلموه بسلام". - تك: 37- 3-4 تشف شخصية يوسف التوراتي عن جينيولوجيا بعيدة جداً، استقرت في الذاكرة، وساهمت ببلورة مجموعة من العلامات الرمزية والشعائر المقدسة، ولم تكن هذه الشخصية كافة طويلاً؛ بل كانت تستيقظ رموزها ومتوازياتها، لتجد فرصة جديدة في التبلور، وتحقق إستبدالات جديدة عليها، لذا فإن "يوسف" التوراتي لم يكن توراتياً خالصاً - هذا ما سيعمد الباحث إلى تناوله في دراسته هذه، ويذكرنا يوسف تماماً بما ترسمه الأساطير الإسرائيلية المستمدة من الأساطير السامية عن شخصية آدم، فهو مخلوق في منتهى الجمال، ويضيء النص التوراتي بأن "يوسف" حقق نجاحاً وتوفيقاً قلّما تحقق لشخص آخر غيره وخصوصاً في مرحلة تطور الدراما الأخيرة، أي بعد البئر / السجن العبودية، حيث تسيّد تماماً على كل مصر، وتجسدت في شخصيته الملامح الأسطورية والفكرية الواضحة لعدد من الآلهة الشابة في الشرق الأدنى القديم، وخصوصاً الآله أدونيس أو "أدوني" الذي يعني الرب أو السيد، ومعروف بأن أدوني آله كنعاني جميل جداً ويسحر القلوب، وتسجد لجماله الساحر العذارى في معابد الكنعانيين، ولفظة أدون قرينة النطق من لفظة آدم، بل أن "أدون" حكم عليه أن يقيم نصف العام تحت أديم الأرض والنصف الآخر فوق الأرض، فمرة يغطيه الأديم ومرة يفترش الأرض، وما اسم آدم ذاته إلا من هذا الأديم، مما يجعل المزاوجة بين أدوم وآدم أقوى؛ "أدون" في هذه يشبه يوسف أيضاً إذ يدخل باطن الأرض مرتين ويخرج منه مرتين في قصته، وذلك عندما يدخل الجب، وعندما أُدخل السجن...
وحدث يوماً أن فكر كعادته في ما مضى من حياته بعيداً عن الله، وعرض خطاياه الواحدة تلو الأخرى ليدرك شناعتها. فتذكر أ،ه رأى منذ بضع سنين في ملعب الإسكندرية ممثلة ساحرة الجمال تدعى "تاييس". كانت تمثل في الألعاب أدواراً شتى. ولم تكن تتحرج من رقص يثير في النفس بحركاته أقوى الشهوات. ويعرض نفس الروائي لأشنع الرغبات. وتبدو في مشاهد مخجلة، مما ألصقه الكافرون بالزهرة وليداً باسيفة، فكانت تشعل نيران الشهوة في جميع المشاهدين. وكان يختلف إليها الشبان المدلهون والشيوخ الأغنياء المغرمون، يعلقون أكاليل الزهر ببابها، فكانت ترحب بهم وتنيلهم منها ما يشتهون. فأضاعت بضياع نفسها نفوساً أخرى عديدة.
اصدر هذا الكتاب كمبادرة لمواجهة عسف نظام البعث الصدامي وتصفياته الجسدية التي طالت المئات من الشيوعيين والديمقراطيين تحت التعذيب وبالإعدامات والاغتيالات المنظّمة بوسائل ابتكرتها المنظمة السرية التي كان يقودها ويشرف عليها صدام حسين شخصياً، عشية انفراده بالسلطة بعد إزاحة أحمد حسن البكر عن رئاسة الجمهورية فيما يُشبه انقلاباً، إن لم يكن انقلاباً مبتكراً في سلسلة الانقلابات التي شهدها العالم العربي طوال الأربعينيات والخمسينيات وما بعد ذلك ، وحتى يومنا هذا، وربما حتى «يوم الدين»، إن لم نشهد استنهاضاً شعبياً واعياً ومنظماً يقتلع جذور الاستبداد ويصفّي مظاهره . كان الدكتاتور قد أصبح على ثقة بـ«اقتداره» على المضي في تصفية الحزب الشيوعي سياسياً بوسائل الإبادة الجسدية الشاملة، بعد أن أجهض الثورة الكردية، وأفرغ البعث نفسه من إمكانية مقاومة مطامعه في فرض سلطته المطلقة، وجعل الحزب الشيوعي «مكشوفاً» أمام وسائل قمعه نتيجة نهجه المتخم بقناعة واهمة بجدية توجه «البعث الجبهوي» وادعاءاته بالتخلي عن السياسة الدموية التي انتهجها بعد انقلابه في ٨ شباط . وفي خطوة تصعيدية بالغة القسوة والتعسف المكشوف، أقدم صدام على إعدام كوكبة من الشيوعيين بزعم انضمامهم إلى التنظيم العسكري للحزب الشيوعي. ولم تكن تلك الخطوة سوى رسالة بالدم الزكي إلى قيادة الحزب، تدعوه للدخول في «خيمة البعث» أي التخلّي عن أُسس وركائز وجوده أو مواجهة التصفية . انبثقت فكرة ترجمة الكتاب ونشره في فورة الأحزان والشعور العميق بالخيبة التي كانت تلازمني وأنا أتابع ما يتعرض له يومياً مئات الرفيقات والرفاق من ملاحقات واعتقالٍ وتعذيب لا نظير له، وتحت قهر التزام الصمت، بل وأحياناً كآبة الموقف بسبب التواطؤ الضمني، تنفيذاً لسياسة الحزب بـ«ليّ الحقائق» ومجافاتها للواقع حول تلك الأهوال التي تحاصر منظمات الحزب وأعضاءه، باظهارها في اعلام الحزب كما لو أنها مجرد «حوادث» غامضة، تحتل مكاناً خجولاً في جريدة الحزب من دون أن تنال بطولة المناضل وبسالة صموده ما يستحقه من نعي وتشييعٍ واستذكار
تكتب اناييس نن في تقديمها لمجموعتها القصصية هذه:هناك سببان جعلاني أوافق على إعادة طبع هذه القصص.أحدهما أنها نُشِرت أصلاً فـي انكلترا بُعيد الحرب العالمية الثانية، فـي أشد الأوقات شؤماً.لم يكن ثمة ما يكفي من الورق، فبدت الطبعة المحدودة هَرِمة قبل الأو
«منذ مغادرتكَ للقرية والبلد، ونحن هنا نتابع أخبارك وما تنشره من قصص، وكلما اجتمعنا للسَهر، كنتَ حاضراً معنا، نتحدث عنك ونقرأ ونناقش قصصك سِراً. نجد فيها ذكريات طفولتنا، قصص حبنا البسيطة، أعوام دراستنا الجامعية وخدمتنا في الجيش والحروب.. ونشعر بأنك تُعبر عنا. وفي سنوات الحصار المريرة، عندما أصبح أحدن ا يشعر بالحرج من زيارة صديقه والسهر عنده، كي لا يكلفه واجبات الضيافة، قمتُ بجمع كل قصصك التي حصلت عليها واستنسختها عدة نسخ، غلفتها بكارتون وكتبتُ عليها عنوان (تُحفَة السَهران) ووزعتها على بقية الأصدقاء كي يقرأوها على ضوء شموع أو فوانيس بعد أن ينام الأطفال والعائلة» - من رسالة قارئ - *** يضم هذا الكتاب مجمل القصص القصيرة للكاتب العراقي د.محسن الرملي التي نشرها على مدى ثلاثين عاماً (1985 ـــ 2015)، وهي قصص متنوعة في مواضيعها وأشكالها، فقد كُتبت على مراحل مختلفة، ومنها ما كُتب ونشر أولاً باللغة الإسبانية وما تمت ترجمته إلى لغات أخرى كالإنكليزية والبرتغالية والروسية والألمانية. ومن بين القضايا التي تتطرق إليها، مواضيع: الحُب والحرب والهجرة والذاكرة ولقاء الثقافات والتراث والعزلة والهم الوجودي. كما تتنوع في تقنياتها ولغتها وأساليبها في السرد بين التجريبي والرمزي والتقليدي، بين الإيحاء والتصريح وبين الواقعي والإيهام به.
لا يترك الكاتب والروائي الكولومبي أنتونيو غارثيا آنخيل مساحة في جمله القصيرة، وانتقالاته الفجائية بين الحلم والواقع، تفصيلاً من تفاصيل حياة مدينة بوغوتا اليومية إلاَ وتوقف عنده أو أسهب في وصفه في روايته هذه «تداعٍ »، أقل مايقال عنها حكاية لصورة مقصودة عن تلك المدينة المتأرجحة بين مشاهد الفقر وملامح ثقافة العولمة وظلالها. متوالية من المشاهد اليومية المتكررة بين أمكنة المدينة عمد الكاتب إليها من أجل تكريس وجودها وتأكيد هويتها، فضلاً عن محاولة حثيثة منه لجعل مدينته حاضرة على امتداد أحداث الرواية، فهو يجيد التنقل في المشاهد والأحداث، بل يصر على ذلك، عبر فضاءات المدينة المفتوحة والمغلقة على حد سواء.. إذن هي رواية «مدينة » وهذا ما يؤكده أنتونيو غارثيا آنخيل نفسه عندما يذكر في إحدى المقابلات قائلاً: «نعم إنها رواية مدينة، إنها بوغوتا »، بوغوتا التي عاش فيها أكثر من نصف حياته، يقدمها في صورة تعكس حياة واقع الطبقة المتوسطة التي ينتمي اليها «خورخه» شخصيتها الرئيسة، المقتحمة بعمق لهذه المدينة والمكتشفة لأجزاءٍ مدهشة من عالمها. وصفت هذه الرواية بأنها «كافكاوية» بامتياز إذ إنها تعيد خلق حياة شخصية «خورخه » الشبيهة بشخصية «غريغوريو» بطل رواية المسخ للكاتب الألماني فرانز كافكا، حيث يواظب خورخه على التحرك في حلقة من الأحداث اليومية الروتينية التي تتخللها مشاهد درامية بسيطة لا تخلو من عجائبية تأتي إما بصورة أحلام أو أحداث تتداخل فيما بينها بنحو غير محسوس، وتندمج مع مشاهد فرعية أخرى تكثف من عجائبيتها لتُوقع قارئها في حيرة البحث عن خيوط الحقيقة.. لكن تداخل الأحداث مع الأحاديث سرعان ما يضعنا أمام فانتازيا أو غرائبية تخرجنا بين الحين والآخر من شعور بالملل والحزن وإحساس بالوحدة والرتابة يلازمنا حتى آخر مشهد في الرواية. وُصفت رواية «تداعٍ » بأنها واحدة من أفضل الروايات التي صدرت في كولومبيا في العام 2016
في عام 1955، بعد إقصاء أيرا عن المذياع بوضعه على اللائحة السوداء لكونه شيوعياً بأربعة أعوام، طَرَدتْ هيئة الثقافة مَري من منصبه بالتدريس لرفضه التعاون مع إدارة مكتب مناهضة النشاطات المعادية لأميركا عندما مرّت بنيوارك لعقد جلسات إستماع لأربعة أيام، ثم أعيد إلى منصبه، ولكن بعد مرور ستة أعوام من الكفاح القانوني انتهت بقرار 5- 4 أصدرته المحكمة العليا في الولاية، أعيد إلى منصبه مع الرواتب المتأخّرة، مُقتَطَع منها المبلغ الذي كسبه من أجل إعالة عائلته خلال تلك الأعوام الستّة كبائع للمكانس الكهربائيّة. قال مَري مبتسماً: "عندما لا تعرف ماذا تعمل، تبيع مكانس كهربائيّة، من باب إلى باب، مكانس كهربائية ماركة كيربي، تقوم بإفراغ منفضة ممتلئة على السجادة ثم تُنظّفها بالمكنسة الكهربائيّة أمامهم، تنظّف المنزل كله لهم، هكذا تبيع البضاعة.
تظهر رواية «تسارع الخطى» للروائي العراقي الرائد احمد خلف في ظروف باهظة الحرج، لم يشهد التاريخ لها مثيلا لا في العراق ولا في العالم. إنها بهذا المعنى تأخذ من الجنس التسجيلي بعض سماته ومن الجنس التاريخي سمات أخرى. لكننا لا نستطيع إسناد «تسارع الخطى» إلى احد الجنسين ليس لأن التسجيلي والتاريخي متداخلين بطبعهما فحسب بل لأن الرواية ولدت في حضن ظرف ملتبس من الصعب تحديد مميزاته التاريخية سياسيا واجتماعيا. فلا نستطيع مثلا تحديد هوية الصراع على انه صراع بين الجديد والقديم كما يحصل في العادة في ظل ظرف صار الجديد يستع?ر ادوات القديم البربري ذاته لرسم هويته، في القتل والاختطاف والسلب وبيع النساء واتخاذهن محظيات ووضع آدمية البشر في الدرك الاسفل من اولويات التقييم وكأن القائمين على هيستيريا اللامعقول يرومون نفي المجتمع عبر نفي آدميته والعبور به الى برسخ الموت، فلم يحصل الموت بمعنى الإماتة اي القتل على وسائل تبرير بالسهولة التي يحصل بها اليوم...
قلب الدين قال إنها عملية لها أربعة رجال. قالها بالباشتونية لأن لغتي الفارسية رديئة. « أكثر من أربعة » ، قالها لي ولضيا وداود ونحن نجلس ما بين قن الدجاج وغلال الكاموت « سنبدو كتجمهر مخالف للقانون، غير أن أي عدد أقل يعني أننا قد نتعرض لهجوم مباغت أو يجري سلبنا ونهبنا.» جلس على رأس دائرتنا وهو يفتل أحد طرفي الشارب الأسود الكث، ذلك الذي حاولت شقيقاته الأكبر دوما انتزاعه من شفير شفتيه لأنه يجعله أشبه ما يكون برجال العصابات الأتراك بجمالهم في خضم بهجة مسلسلاتهم التلفزيونية. قلب الدين كان خالي الصغير. في نحو الرابعة عشرة. هو الأكبر في ثلتنا. « ماذا لو كنا أربعة ونصفاً ؟ » . قلتها، وأنا أفكر في شقيقي. « ما الذي قلته لتوّي يا مروند ؟...) أكثر من أربعة يكون تجمهراً »، أجاب داود. « لكن نصفاً زيادة عله يكون مفيداً »، قلتها. « ليس النصف الذي تتحدث عنه »، قال داود، جالساً القرفصاء عند أقصى حافة لدائرتنا، ليشغل فضاءً كبيراً للغاية. داود كان خالي الصغير الآخر. في نحو الثانية عشرة. عمره هو عمري نفسه.