إشكالية هذا البحث يحتويها السؤال المركب التالي: لماذا بقي الصراع العربي - الإسرائيلي مفتوحاً، ولماذا أخفق السلام، وهل للسلام مستقبل؟ لقد دخلنا في مرحلة "نزع الاستعمار" منذ عقود جديدة، بعد أن حصلت كل شعوب المستعمرات وأشباه المستعمرات في آسيا وأفريقيا على استقلالها السياسي، وإن ما زالت تكافح من أجل استقلالها الاقتصادي، وزال، منذ اكثر من عقد، آخر نظام للتمييز العنصري في جنوب أفريقيا، ولم يبقَ في ميدان الكفاح من أجل التحرر الوطني والاستقلال السياسي سوى الشعب الفلسطيني، فما الذي يفسر هذا الاستعصاء؟ وأين تكمن خصوصية الصراع في هذه المنطقة، التي أطلق عليها اسم "الشرق الأوسط؟ من هذا السؤال المركب، نبع الافتراض الذي حكم هذا البحث ومفاده بأن هذا الاستعصاء، وهذه الخصوصية، مرتبطان بطبيعة الحركة الصهيونية، ومشروعها الذي تبلور في نهاية القرن التاسع عشر، وبكيفية تعامل الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ولا سيما بعد حرب حزيران 1967، مع ما سمي بـ "عملية السلام" في الشرق الأوسط، وبالتحولات التي طرأت على المجتمع الاسرائيلي في العقود الأخيرة وما رافقها من تحديات، وبالضعف المزمن الذي عانى منه الفلسطينيون، وأشقاؤهم العرب، منذ بدايات هذا الصراع. سينقسم هذا الكتاب، الذي سيعتمد على منهج وصفي وتحليلي في آن معاً، إلى أقسام ثلاثة، بحيث يشتمل، إلى جانب المقدمة والإستخلاصات وفهرست الأعلام، على تسعة فصول، يعالج الأول والثاني منها جذور الصراع، من خلال الرجوع إلى المقدمات التي سبقت نشأة الحركة الصهيونية الحديثة، وإلى التيارات التي انضوت في إطار هذه الحركة إثر تأسيسها. بينما يعالج القسم الثاني، الذي يشتمل على الفصول الثالث والرابع والخامس، تطورات الصراع العربي - الإسرائيلي بعد قيام دولة إسرائيل، والنزعة العدوانية والتوسعية التي حكمت سياسات قادتها، خلال خمسينيات القرن العشرين. أما القسم الثالث، والأخير، الذي يغطي الفصول السادس والسابع والثامن والتاسع، فهو يحلل، بعد الإستعراض التاريخي لتطورات الصراع و"عملية السلام"، العوامل التي حالت دون توصل هذه العملية إلى مبتغاها، أي دون التوصل إلى حل عادل، دائم وشامل.
وفي لحظة يحدثُ الشيءُ. يحدث صدفة: كأن تتحاشى طرأ في الكتابِ الذي كنت تقرأه أملاً بالتوافق. فتأخذ ركناً بحجة أن تتأملَ، أو حاجةٍ أن تُعيد انسجام المغنين والعازفبن بداخل أوركسترا كيانك.. وإذ بكَ، لا عن إرادة تقاومُ لحناً نشازاً بدا على آلةٍ، لم تكن في الحساب. تقاومه، أوّل الأمر، عن رغبة في العتاب، ولكنه يتفشى بلون الوشاية بين صفوف المغنين والعازفين...! وإذ بك تدخلُ لا عن يقين، خيوط الشرك وتهلك، فيمن هلك!
تتناول (قصة او) حياة مصوًرة أزياء فرنسية تُكنى بـ «او»، حُبست في أماكن غامضة وتعرضت لشتى أنواع التعذيب والإذلال والعنف والعبودية، في سبيل إثبات إخلاصها لعشيقها رينيه. في مجريات القصة، تُعصب عيناها وتربط بالسلاسل وتجلد بالسوط وتثبت الحلقات في جسمها وتوسم بالنار. كتبت أوري هذه الرواية إهداءً لبولان بشكل خاص، رداً على ملاحظته الارتجالية، أن ليس بمقدور امرأة أن تكتب رواية جنسية حقيقية، إلا أن السبب الملّح لذلك كان خوفها من أن تنتهي العلاقة التي تجمعهما، حيث كشفت هذا السر فيما بعد (لم أكن في ريعان صباي، ولم أكن باهرة الجمال، وبما أن الجانب الجسدي لم يكن كافياً، لذا كان من الضروري أن أجد أسلحة أخرى، للأسف، تلك الأـسلحة كانت تدور في رأسي). كُتبت هذه الراوية كتحدٍ لجرأة بولين، (لقد كتبتُها له وحده، إرضاءً له، ولكي أستحوذ على تفكيره)، هذا ما قالته لـ بولا ربابورت مخرجة الفيلم الوثائقي، قبل وفاتها بفترة قصيرة.
"الطريق السريع" هو مسافرٌ حول العالم، وَنَسّاج قِصص، وجامعٌ للأشياء والحكايا، وبائعٌ أسطوريّ في المزاد العلني. أغلى مُقتنياته والأثيرة على قلبه هي أسنان مشاهير "سيئي السُّمعة"، مثلَ أفلاطون وبترارك وفيرجينيا وولف. كُتِبَت "قصّة أسناني" بالتعاون مع العمّال في مصنع خوميكس للعصير، وهي عبارة عن مَرحٍ فَكِهٍ ذكيّ وسَارّ عبرَ الضواحي الصناعية في مكسيكو سيتي، وتأثيرات لويزلي الأدبية الخاصة والمميزة.
كان يبدو في الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة من عمره بسبب رقته، ولأنه أمرد وشعر رأسه حَليق كله تقريباً . ولكن مايتا فكر في أنه يجب ألا يكون فتياً إلى هذا الحد. فحركات يديه، ونبرة صوته، وثقته بنفسه تستدعي التفكير في أنه أكثر نضجا. وكانت له أسنان كبيرة وبيضاء تبعث البهجة في وجهه الأسمر. وكانواحدا من قلة في الحفلة يرتدون سترة وربطة عنق، وكان يبرز فوق ذلك منديل صغير من جيبه. وكان يبتسم طوال الوقت وفيه شيء من المباشرة واندفاع العواطف. أخرج علبة سجائر ماركة إنكا وقدم سيجارة لمايتا . فقبلها .