طفل غريب يتعرض لحادث في الأهوار، جنوب العراق، يعالجه ويتبناه شيخ عشيرة حكيم، من الصابئة، فينمو وتتطور شخصيته ليتولى الزعامة، في مجتمع ذي خصوصية مميزة، في حياته اليومية وتقاليده، ولم يكن الحب بعيداً، في نسيج هذه الحياة التي تحفل بالمفاجآت.
تشكل هذه الدراسات النقدية رؤية منهجية لملامح الحركة الثانية للحداثة الشعرية العربية متمثلة بعدد من القصائد والتجارب والموضوعات الشعرية التي تحمل في أبعادها تصورات شاملة. وقد شمل الناقد في قراءاته عدداً من الشعراء من مخنلف الأجيال، مما يعني أن الحركة الثانية للحداثة الشعرية لم تبدأ بعد حركة الحداثة الشعرية الأولى (حركة الرواد) ولن تنتهي في مرحلة لاحقة محددة، وإنما هي تيار شكّل تصورات وأدوات جديدة يمكننا تسميتها بحق (الحركة الثانية للحداثة الشعرية)، وفي هذه الرؤية المنهجية طوّر الناقد نفسه أدواته النقدية ومنهجيته، رابطاً بين الشعر والمجتمع ضمن تصور فكري واسع
هذه الرواية هي واحدة من أهم أعمال الكاتب العراقي محسن الرملي، صاحب روايات (الفَتيت المُبعثَر) و(تمر الأصابع) و(ذئبة الحُب والكتب) وقد تُرجِمت إلى أكثر من لغة وترَشحَت ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية/البوكر عام 2013م. إنها رواية حافلة بالأحداث والتواريخ والمواضيع والشخصيات التي م ن أبرزها شخصية عبدالله كافكا، طارق المُندهِش وإبراهيم قِسمة. تسرد سيرتهم ومن خلالها جانباً من تاريخ العراق على مدى نصف قرن، وكيف انعكست مجرياته على حياة الناس البسطاء. الحروب، الحصار، الدكتاتورية، المقابر الجماعية وفوضى الاحتلال التي يضيع فيها دم إبراهيم، كرمز للدم العراقي، بين فلول نظام سابق وأتباع نظام تلاه. يرفض محسن الرملي اعتبار الضحايا مجرد أرقام، كما تَذكُر الصحافة، وإنما هم أناس لهم تاريخ وعوائل وأحلام وتفاصيل. كل شخص هو عالَم قائم بذاته.. ومن بين مهام الأدب تبيان ذلك. قال عنها الناقد الدكتور صلاح فضل في مقاله (النور السردي يغمر حدائق العراق): "لقد أدهشتني رواية «حدائق الرئيس» للكاتب المتميز محسن الرملي. لم أكن أتصور أن بوسعه من مَهاجِره البعيدة أن يكثف رؤيته للواقع العراقي خلال العقود الماضية بمثل هذه التقنيات السردية المُتقَنة، والكفاءة الشِعرية التي تقدم نصاً إبداعياً من الطراز الأول." وكتبت عنها الروائية الدكتورة ميرال الطحاوي قائلة:"إنها رواية مليئة بالتفاصيل.. باللوعة وبالوطن وبالثورة والأسى، وهي رواية تشكل علامة في مسيرة الأدب العراقي وقدرته على تأريخ وتحليل التاريخ القريب والبعيد للوطن... متعة الأسئلة والبحث، ولوعة الفهم، وسوداوية الواقع الذي فاق كل خيالات الكتابة.. هي ما يقدمه محسن الرملي". فيما وصفها الدكتور محمد المسعودي بأنها:" مفعمة بسخريتها وتراجيديتها وبعمق معالجتها للحال العراقي. إنها رواية فاتنة وعميقة عن العراق بأحزانه وأفراحه. إنها بحق مَلحَمة مكثَّفة عن عراق قلق دام ومتوتر".
انتجت مادة هذا الكتاب فى خضم صراع ممتد مع افكار شائعه قوته لكتاب ومفكرين وشيوخ ونساء ورجال قاوموا العملية التاريخية لتحرير المراه التى بدات فى نهاية القرن التاسع عشر وما تزال جارية ، مستهدفه الوصول بالمراة الى وضع المواطن الكامل وتحريرها من الاستغلال ولم يكن هؤلاء تعبيرا عن انفسهم فقط بل غالبا عن قوى اجتماعية وسياسية فعالة لها مشروعاتها وبرامجها التى اكتسبت شرعية اضافيه لكونها تكسب الى صفها ملايين النساء الذين يندفعن بوعى او بدون وعى اليها وقد تضافرت الجهود ضد المراه بين قوى الاسلام السياسى الذى صور جسد المراة لصورة للشرف القومى والشخصى وتعتبرها عورة وبين سياسة الليبرالية الجديدة والتكيف الهيكلى وما سمى بالانفتاحالاقتصادى الذى استغل المراه للدعاية كسلعه اقتصاديه تستخدمها فى الاعلان والترويح للبضائع ويلتقيان معا فى مد الاول الثانى بالتفسيرات الفقهية اللازمة لتحقيق المناسب للمجتمع وينتج عن هذا الواقع مقاومه تشتد وتخفت وينتج عن ذلك نتائج مثل الحركة النسائية الجديدة التى تطمع لبناء عالم قائم على العدل والمساواة والحرية .. وتثير المؤلفه فى هذا الكتاب جدلا فى الحياة الفكرية والسياسية وضمن الحركة النسائيه وحركة حقوق الانسان ليغتنى بأفكار جديده وبالنقد على نحو خاص
فكرة هذا الكتاب الأصلية قد أقنعتني بتأليف سيرة شخصية لبستاني اسقرّت صورته في ذهني منذ منت طفلاً. كان ذلك البستاني رهين حديقة واسعة الأرجاء، وجليس أنواع لا تحصى من الورود والأشجار، ونديم أجناس لا تهدأ من الطير والفراش والديدان، ومرشد أصناف شتّى من الناس. كان المنتزهون الهائمون فرادى وأزواجاً في الحديقة يطهرون وحدتهم من هواجس الحصر والكبت بالاستمتاع ببساطة التكوين الطبيعي وتناسقه وجماله، والعشاق يطقئون أوار عشقهم بسكون الطير وعناق الزهر وشباب الأرض، فإذا طال بهم الالتفاف والانزواء تلقوّا من البستاني، إينما رأوه في زاوية بالحديقة، همسات شاردات أو تلويحات صامتات.
في رواياته وقصصه القصيرة، وفي حوارياته، يظل فؤاد التكرلي يبحث في العمق، في تجربة الحياة وتجربة الكتابة، في نسيج واحد، يتداخل فيه الفرح والحزن، الحرية والقمع، النجاح والإخفاق، فالشخصيات تتحرك دائماً تبحث عن مصائرها ومساراتها التي تتغير دائماً.
حديقة بعطر رجل.. كيف تكون هذه الحديقة؟ وكيف يكون هذا العطر؟ وكيف يكون هذا الرجل؟ .. هذا مانكتشفه وندلف إليه من باب ديوان "دنى طالب غالى" الذى بين يدينا، حيث نرى الحروف والكلمات ونشتم رائحتها ونلمس بأيدينا أسطحها.. ونجد قاسمها المشترك في كل قصائدها "الحواس" .. وما يصل إلينا عبرها.. العين والأنف والشففاه والأصباع .. العطر و الرائحة والألوان، كل ما هو معنوى لابد وأن يتحول غلى ملموس محسوس مرئى .. إنه ديوان يجدل لنا المعانى فى صورة تزدحم بالأشياء والألوان والمشاعر المجسمة.. يرسمها على الصفحات وينفح فى روحها لتتشبث بذاكرتنا وقلوبنا حين تنثر الشاعرة مكنون خيالها من قصائد.. لا أدرى. عيناه تعومان فى ليل داكن.. تركنك تتسرب من بين أصابعى هذا الصباح.. نون.. وغيرها من حبات عقدها الذى إنتظم فى "حديقة بعطر رجل".
لا ضفاف للعلاقة بين المخيلة العراقية والمياه . ولا يمكن أن نفهم الفنان ناظم الغزالي حين يقول ، " غابت شمسنا والحلو ما جانا " دون التوقف في تخوم هذه العلاقة التي تتوزع مضامينها ليس على ضفاف الأنهار ، بل حتى على ضفاف السواقي أو الجداول المتفرعة من الأنهر . كما لا يمكن التفكير بأنسنة دجلة دون العودة لقصائد الجواهري أو مقاربات الروائي والقاص محمد خضير بين حركية الأنهار ولغة العراقيين ، ناهيك عن تراث إنساني هائل لم تمحوه آلاف السنين بعد السومريين . لكل هذه الأسباب أجدني هنا متوقفاً على ضفة الفنون والآداب من مواقف و حکایات ونصوص تغوص في المياه قبل الغوص في اللغة. خالد سليمان كاتب وصحفي متخصص في القضايا المتعلقة بالتغير المناخي والمياه . بدأ العمل في الصحافة الكردية في إقليم کردستان أواسط تسعينيات القرن المنصرم . یکتب لوسائل إعلام عراقية ، عربية دولية . نشرت له كتب باللغة العربية في كل من دمشق وبيروت وبغداد من بينها : حوارات مع المفكر العراقي الراحل هادي العلوي ، حالات كردية جداً وظاهرة صدام في المخيلة العربية . إضافة إلى المقالات والتحقيقات الصحفية عن المياه في العراق ومنطقة الشرق الأوسط في الصحافة العربية ، نشرت له كتب باللغة الكردية منها كتاب عن استخدام المياه كسلاح لفرض تغیرات سكانية بعنوان : استعمار المياه.
هذه رواية مزلزلة، في ما تحتويه من أفكار وما تعرضه من مشاهد، ولسوف يخرج قارؤها (كما خرج مترجمها) مبلبل البال، محيَّراً، مستمتعاً، مستهجناً... وحين يطوي صفحتها الأخيرة سيجد نفسه أمام السؤال الحتمي، وبعدُ؟... في الرواية صراع (وهل تكون رواية بغيره؟) بين معسكرين، قوتين، وقد يتبادر إلى الذهن أن الكاتب يمثل (أو يتبنى) أحد طرفي الصراع، ولكن مهارة "بارغاس يوسا" - أو إحدى مهاراته - تكمن في أسلوب الطرح الذي ينتهجه. إنك ما إن تنحاز إلى جانب، بفعل قوة الحجة أو دلالة التصرف أو التعاطف الوجداني، حتى ينتشلك الكاتب، بفعل العوامل عينها، ليحطك في صف الجانب الآخر. وقد يتساءل متسائل يسعى إلى تبسيط الأمور: هل تحاول الرواية المواءمة بين الثورية الفوضوية (في أواخر القرن التاسع عشر) والتعصب الديني المنطوي، في جانب منه، على رفض الظلم؟ هل المواءمة جادة أم ساخرة؟... إن في الرواية عشرات القرائن على هذا ونقيضه في آن واحد.