ثلاث فتيات نشأن في حي شعبي في مدينة حماة يدعى "جورة جوا"، هن بطلات رواية "منهل السراج" المسماة بالاسم نفسه "جورة حوا"، تلقي الرواية الضوء على كثير من الأحداث والمنعطفات التي مرت في حياة كل منهن.. وهن على التوالي: مي، كوثر، وريمة، وعبر سيرة حياتهن سنتعرف على الظروف الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وستأتي الأحوال السياسية في الطابور الخلفي للأحداث، ملقية بظلالها على كل شيء عبر إيماءات وإيحاءات تمد برأسها، كما ورد في إحدى الصحف، على استحياء في الرواية؛ لأن الرواية أصلاً تركز على الجانب الاجتماعي، وانعكاس الأحداث السياسية في الواقع الاجتماعي، وأثرها فيه. مي: أنثى تصبو إلى تلوين الحب بألوان خاصة كألوان قطعة الحلوى.
هذه سيرة شخصية للصبي المغمور الذي وصل الى ذروة السلطة في الامبراطورية الرومانية, ولكنها تكشف عن الوجوه المختلفة للصراعات الدامية في في محيط الامبراطورية التي توسعت شرقاً, و كان على الامبراطور جوليان
ليس أي من الشخصيات في هذا الكتاب مبنية على شخص حي، وقد أخذت الخلفية الجغرافية للقصة من ذلك الجزء من أفريقيا الغربية الذي عندي عنه تجربة شخصية. وهذا أمر حتمي. ولكنني أريد أن أوضح بشكل تام أنه ما من ساكن من سكان تلك المستعمرة بالذات، في الماضي، أو في الحاضر، يظهر في كتابي. فحتى المستعمرة الخيالية لها موظفوها. قائد شرطة وسكرتير مستعمرة، على سبيل المثال لدي سبب خاص يجعلني لا أريد لشخصيات كهذه في كتابي أن تتماهى مع ناس حقيقيين، لأني أتذكر بامتنان بالغ جداً اللياقة والتقدير اللذين تلقيتهما من قائد الشرطة وسكرتير المستعمرة التي عملت فيها خلال 1942-1943.
كانت تقصد المزارع تساعد في أعمالها. في الخريف، كانت تعمل في تحطيب عيدان الشجر وأخشابها، تحزمها في ربطات. في عطلة الخميس، كنت أرافقها. ألتقط الأغصان الصغيرة، وأضعها في الكومة. كنا وحيدتين. عند الظهيرة، كانت توقد نارا صغيرة. كثيرا ما أسترجع ذكرى خريف الغابات، النار، البرد، ذكراها وأنا برفقتها في الغاب
بدا لمارينا وقد أصبحت في الأمازون الآن أن ثمة أسباباً لا حصر لها يمكن أن تقتل المرء دون تحديد الملام، عدا ربما ذلك اللوم الملقى على السيد فوكس. «لم يخطر لي قط أنه خطؤها». شعرت باربارا بارتياح عظيم لهذا الكلام. «إنني في منتهى السعادة!» قالت. «عندما تفهمين آنيك ستعرفين مدى فرادتها. كنت أفكر لعلك بعيدة ٌ عنها منذ فترة، أو لعلك نسيت»، قالت، يبدو أنها تعرف أموراً لم تكن قادرة هي على معرفتها. «إنها شكل من أشكال قوة الطبيعة. عملها مثير، لكنه في الواقع يكاد يكون بعيداً عن الهدف. إنها مذهلة، شخصيتها نفسها، ألا تظنّين هذا؟ حاولت أن أتخيل أن يكون للمرء أم تشبهها، أو جدة، امرأةٌ لا يعرف الخوف طريقاً إلى قلبها، شخصٌ يرى الحياة بلا حدود». استطاعت مارينا أن تتذكر ذلك الشعور بالضبط. فكرةٌ عابرة بسرعة ومدفونة عميقاً لدرجة أنها بالكاد أفلحت في استدعائها من جديد: ماذا لو كانت الدكتورة سوينسون والدتي؟ وضعت في بالها الاتصال بوالدتها قبل خلودها إلى النوم هذا المساء، حتى لو كان الوقت متأخراً. «وما علاقة هذا بالسيد فوكس؟». «إنه يزعجها»، قال جاكي، كأنه قد صحا فجأةً فوجد نفسه في المطعم، وسط الحديث. شخصت عيناه الزرقاوان من خلال أطراف غرة شعره الطويلة للغاية. «أرسل لها يسألها عما تقوم به. كان يتصل بها باستمرار». «وبعدها تخلصت من الهاتف»، قالت باربارا. «حدث هذا قبل مجيئنا إلى هنا بسنوات». رفعت مارينا شريحة الأناناس عن طرف كأسها، غمستها بالمشروب ثم تناولتها. «هل يعتبر هذا حقّاً تدخلاً كبيراً؟ إذ إنها تعمل تحت إمرته في النهاية. وهو الذي يدفع المال مقابل كلّ شيء، مقابل بحوثها، وشقتها وهذا العشاء. أوَليس من حقّه الاطلاع على سيرورة الأمور؟».
(حامل الهوى) اخر اعمال الروائي والقاص احمد خلف، التي يكشف عنوانها متنها، اذا اكملنا صدر البيت (حامل الهوى تعب) أي أن الذي يحمل الافكار، ويبني هواجسه على الحق والعدل، ستكون حياته غربة ومتاعب، مع مجتمع متخلف لا يفهم الا مصالحه الذاتية، وترسيخ جهله.
يواصل الروائي جمال حسين علي سرد فصول "الملحمة العراقية" التي بدأها في رواية "أموات بغداد" (دار الفارابي - 2008)، بعد أن شكّل الكائن العراقي الجديد من أشلاء القتلى، واختار بروفيسور الجينات والاستنساخ العائد من موسكو، أجزاء هذا الكيان من كلّ منطقة عراقية. وقام هذا الكائن في روايته التالية "رسائل أمارج
على الرغم من وقوع حوادث هذه الرواية في كينيا المعاصرة فإن جميع الشخوص من نسج الخيال. وأما المجيء على ذكر أسماء من أمثال «جومو»، «كينياتا»، و«واياكي»، فقد كان أمراً لا مندوحة عنه باعتبارها تمثل قسماً من تاريخ بلادنا ومؤسساتها. بيد أن المواقف والمشكلات حقيقية تماماً – وحقيقية إلى حد مؤلم في بعض الأحيا ن بالنسبة لأولئك الفلاحين الذين حاربوا البريطانيين ويرون الآن أن كل ما حاربوا من أجله قد نُحّي جانباً. نغوجي واثيونغو ها هو ذا (ميوغو) تنهشه الهواجس مستلقياً على ظهره شاخصاً ببصره إلى السقف. ثمة خصل هامدة من الحشائش والسرخس تتهدّل من سقيفة القش وتتجه كلها صوب قلبه. وها هي قطرة من الماء الصافي تتدلى فوقه مباشرة. لقد أخذت هذه القطرة تنتفخ رويداً رويداً وتزداد اتساخاً كلما زادت تشبعاً بذرات السخام. ها قد بدأت الآن بالسقوط باتجاهه. حاول أن يطبق جفنيه ولكن هيهات... جرّب أن يزيح رأسه غير أنه وجده مقيَّداً بهيكل السرير. لقد بدأت هذه القطرة تتسع شيئاً فشيئاً كلما زادت اقتراباً من عينيه فأراد أن يغطي عينيه براحتيه إلا أن يديه وقدميه، بل كل أعضائه رفضت الخضوع لمشيئته. وأخيراً استجمع ميوغو قواه وبجهد يائسٍ أخير، هبّ مستيقظاً من نومه. وها هو الآن يلتحف الدثار نهباً للمخاوف والوساوس من أن تسملَ عينيه فجأة – كما تراءى له في الحلم – قطرة من الماء البارد. لقد كان الدثار خشناً وبالياً، كما كان وبره يخزه في وجهه وفي رقبته بل ويخز في الواقع كل الأقسام العارية من جسده. وقع ميوغو في حيرة من أمره؛ أيقفز من السرير أم يبقى فيه؟. لقد كان السرير دافئاً ولمّا تشرق الشمس بعد في الوقت الذي كانت تتسلل فيه خيوط الفجر إلى الكوخ من شقوق الجدار. حاول أن يلجأ إلى لعبة كان يمارسها دائماً كلما حاصره الأرق إبان منتصف الليل أو مع تباشير الصباح الأولى. إن معظم الأشياء في حلكة الظلام الدامس أو وقت الغسق تفقد حدودها المميزة لها ويختلط الحابل بالنابل. كانت اللعبة تتألف من محاولة تمييز الأشياء المختلفة بعضها عن بعض داخل الغرفة، بيد أن ميوغو وجد هذا الصباح أنّ من العسير عليه أن يركز انتباهه، وكان يدرك أن الأمر لا يتعدى الحلم: ومع ذلك فقد لازمه الشعور بالرعدة من فكرة قطرة الماء البارد وهي تسقط في عينيه.
كان الصوت الذي يتصادى رجعه في داخلي قد انسحب إلى بعيد. لهذا السبب لم أستطع أن أكتب ولا كلمة واحدة خلال الأشهر المنصرمة. إذ بقيت طوال الوقت متسمِّراً هكذا، جالساً خلف الطاولة. وفي الحقيقة لم أعرف أي هراء أفعل. ثم خُيّل إليَّ أن صوتي كان يراقبني عن كثب. يتأمَّلُني. وقد أدرك أنني أنادي عليه بكلمات تكوّ نت من تلقاء نفسها إثر حركات بسيطة لا أدري كيف قمتُ بها. أخرجت قلم الحبر ذا اللون اللازورديّ من علبته. فتحت غطاءه ثم أخذت أسحب الحبر إلى داخله رويداً رويداً. رفعتُه إلى أعلى كي أتأكد إن كان خزّان الحبر قد امتلأ أم لا. بعد ذلك التفتُّ إلى دفتري الذي تركته مفتوحاً، وهو باقٍ على حاله هكذا منذ عدة أشهر. وجَّهتُ قلم الحبر باتجاه نصاعة ورقه، فتأكدت من امتلاء الخزان بالحبر. تماماً في تلك اللحظة رنّ تلفوني. فوضعت القلم جانباً وقمت من فوري. وبخطوات سريعة هرعت إلى الركن القصي من الصالة.