ما أعدت قراءة ترجمة لقصيدة أجنبية وقارنتها بأصلها، إلا وصحبني أسف على غياب شيء، وشعور آخر يقابل ذاك هو الرغبة بقدرة أكبر على الإمتلاك والتعبير، وحين تأكد لي أن ذلك الأسف وذلك الشعور الآخر يتكرران إثر كل قراءة لما ترجمت وبعد كل تنقيح وتعديل صرت أستسلم لقناعة ما بعد التعب والحفاظ على آخر حال تمّت معتذراً هذه المرة بأن تلك غاية ما وصلت إليه اليوم وغاية اليوم الثاني مختلفة وللسنة القادمة غاية أخرى. ولإننا نؤمن بأن نعرف جوّ الشاعر وأفكاره وموضاعاته خيرٌ من أن نجهله كلِّه، وبأن نرى قصيدته من مسافة ليست بعيدة خير من ألا نراها، فإن هذا الإيمان يهبنا سبباً آخر لأن نرتضي بالقصيدة المترجمة ونتقبلها بفرح لا يحول دونه بعض ما يصحب السفر. وإذا كان الأديب غير المتخصص بالشعر لا ينتبه إلى بعض من خسارة القصيدة المترجمة، فأنا أعلم مما أمّر به أن قراءة أخرى للعبارة الشعرية أو البيت الشعري تلوح في ذهن الشاعر أو العالم بالشعر الذي يقرأ الترجمة وجواً أكثر إكتمالاً أو أقرب إلى فهمه يرتسم في مخيلته وذهنه.
شيركو بيكه س هو الصوت الأقوى في الشعر الكردي الحديث، وهو في إبداعاته يؤكد على صفاء الشعر، ويستلهم حياة الناس من حوله، في نفس إنساني واضح، وهو في "الكرسي" يبتكر حكاية شعرية، أو أسطورة جديدة، تؤرخ وترسم وجوهاً لحياة مزدحمة بالحب والجمال والمعاناة.
يهتم هذا الكتاب بنشر مجموعة مختارة من كتابات بهاء الله المنظر والمؤسس الحقيقي للحركة البهائية ورمزها الأكبر، بالاعتماد على اختيار مجموعة من النصوص التي سميت بالألواح حسب الفهم البهائي، وتم ترشيح ألواح هذا الكتاب انسجاماً والسياق التاريخي والديني والفكري المتصل بالحركة البهائية، وقدمت هذه الألواح بمقاربة تاريخية بمثابة تقديم لهذه النصوص لما لسيرة بهاء الله ووقائع سجنه ونفيه من تأثير مباشر في كتابة هذه النصوص التي جرى التعامل معها بوصفها نصوصاً مقدسة عند أتباع بهاء الله.
يرصد أورهان كمال تحولات المجتمع التركي بتنوعاته وتقاليده في الريف والمدينة .. وصراع الأجيال والمشكلات العائلية التي لا تجد حلا إلا حينما تتحول إلى مشكلات من نوع آخر .
((الكوميديا)) كاتدرائية ضخمة وعمارة شاهقة، متناسقة البناء مترابطة الأجزاء، يعتمد فيها السابق واللاحق بعضه على بعض، وجعل دانتي فيها الإنسان والدنيا والآخرة والعالم والله في بؤرة واحدة. ووضع في إطارها العام كل المعارف والجزئيات الدقيقة المادية والمعنوية. واستمد دانتي ذلك من ثقافته الواسعة، من الميثولوجيا، وحضارة القدماء، وتراث المسيحية، ومن أوروبا وأفريقيا وآسيا، ومن الشرق والغرب، ومن ظروف الحياة التي عاشها، ومن إحساسه المرهف الذي لم يكد يحسه إنسان. تمثل «الجحيم» الشباب الحر الطليق المتكبر الثائر، وتصور الفطرة والغرائر الإنسانية لإشباع ميولها، وهي الخطيئة والعذاب والمأساة والحياة الدنيا. ويمثل ((المطهر)) التجربة والنضج والفكر، والتوبة والتطهر والأمل. ويصور ((الفردوس)) الكهولة والطهارة والصفاء والحرية والخلاص والنور الإلهي. و((الكوميديا)) كلها مرآة الحياة وقصيدة الإنسانية الكبرى. وهي فن رفيع يهدف إلى تغيير الإنسان وإصلاح المجتمع. وقصد دانتي أن يجعل منها بداءةً لعصر جديد، وكأنه أراد بذلك أن يضع كتاباً مقدساً جديداً يهدي البشر إلى سواء السبيل. وبدا فيها دانتي كأنه أورفيوس جديد لعالم جديد.
((الكوميديا)) كاتدرائية ضخمة وعمارة شاهقة، متناسقة البناء مترابطة الأجزاء، يعتمد فيها السابق واللاحق بعضه على بعض، وجعل دانتي فيها الإنسان والدنيا والآخرة والعالم والله في بؤرة واحدة. ووضع في إطارها العام كل المعارف والجزئيات الدقيقة المادية والمعنوية. واستمد دانتي ذلك من ثقافته الواسعة، من الميثولوجيا، وحضارة القدماء، وتراث المسيحية، ومن أوروبا وأفريقيا وآسيا، ومن الشرق والغرب، ومن ظروف الحياة التي عاشها، ومن إحساسه المرهف الذي لم يكد يحسه إنسان. تمثل «الجحيم» الشباب الحر الطليق المتكبر الثائر، وتصور الفطرة والغرائر الإنسانية لإشباع ميولها، وهي الخطيئة والعذاب والمأساة والحياة الدنيا. ويمثل ((المطهر)) التجربة والنضج والفكر، والتوبة والتطهر والأمل. ويصور ((الفردوس)) الكهولة والطهارة والصفاء والحرية والخلاص والنور الإلهي. و((الكوميديا)) كلها مرآة الحياة وقصيدة الإنسانية الكبرى. وهي فن رفيع يهدف إلى تغيير الإنسان وإصلاح المجتمع. وقصد دانتي أن يجعل منها بداءةً لعصر جديد، وكأنه أراد بذلك أن يضع كتاباً مقدساً جديداً يهدي البشر إلى سواء السبيل. وبدا فيها دانتي كأنه أورفيوس جديد لعالم جديد.
الجحيم عالم الهاوية والخطيئة، ودنيا الأسى والعذاب الأبديّ. والمطهر عالم الصعود فوق الجبل الشاهق، للقيام بالتكفير والتطهر من الخطايا، مع الأمل في الخلاص والطوباوية. والفردوس عالم الصعود في معارج السماوات، وعالم السموّ والسلام والطوباوية، والاقتراب رويداً رويداً من جوهر الحقيقة الكبرى. وتتشكل الأرواح الطوباوية بهيئة النور الصافي، الذي تخيلته البشرية رمزاً للروح من قديم الأزمان. وبصفة عامة لا تبدو أرواح الطوباويين بصورتهم في الأرض، بل يظهرون في غلالة من أنوار طوباويتهم، حتى لتكاد تختفي مميزاتهم الفردية، والنور كالظلمة يحجبان كلاهما الرؤية، ويثيران خيال الشعراء. ويظهر الطوباويون وقد أحس كلٌّ منهم بالتعادل الروحيّ، وتملكهم السلام النفسيّ، وامتزجوا بعضهم ببعض، وتآلفوا في محبة الله، وتساموا معاً في بحر الوجود الشامل.
الجحيم عالم الهاوية والخطيئة، ودنيا الأسى والعذاب الأبديّ. والمطهر عالم الصعود فوق الجبل الشاهق، للقيام بالتكفير والتطهر من الخطايا، مع الأمل في الخلاص والطوباوية. والفردوس عالم الصعود في معارج السماوات، وعالم السموّ والسلام والطوباوية، والاقتراب رويداً رويداً من جوهر الحقيقة الكبرى. وتتشكل الأرواح الطوباوية بهيئة النور الصافي، الذي تخيلته البشرية رمزاً للروح من قديم الأزمان. وبصفة عامة لا تبدو أرواح الطوباويين بصورتهم في الأرض، بل يظهرون في غلالة من أنوار طوباويتهم، حتى لتكاد تختفي مميزاتهم الفردية، والنور كالظلمة يحجبان كلاهما الرؤية، ويثيران خيال الشعراء. ويظهر الطوباويون وقد أحس كلٌّ منهم بالتعادل الروحيّ، وتملكهم السلام النفسيّ، وامتزجوا بعضهم ببعض، وتآلفوا في محبة الله، وتساموا معاً في بحر الوجود الشامل.
والمطْهر كائنٌ بين الجحيم والفردوس. وهو حال وسط تصبح فيها الجحيم كذكرى للخطايا السابقة، ويشعُّ فيها الفردوس كأملٍ تتطلع إليه الأرواح النادمة التائبة. والجحيم سوداء، مظلمةٌ، خانقة، منعزلة، مليئة بالضوضاء والصراخ والعويل أما المطهر فناصعٌ مضيءٌ تسطع فيه الشمس، ويطلع عليه البدر، وتظهر في سمائه النجوم، وهو مكان هادئٌ وادعٌ، يسوده جوٌ عذبٌ رقيقٌ وحينما تتطهر الروح من الخطايا يرتجف جبل المطهر ويتزلزل، ويرسل صوتاً مدويّاً ابتهاجاً بانتصار الروح الآثمة على ذاتها. وليس في الجحيم غناء أو إنشاد لأنه تعوزها المحبة الشاملة، وتميل الكراهية إلى العزلة والانطواء على النفس، بينما يتردد في أرجاء المطهر الإنشاد والترتيل والترنم والموسيقى، حيث تخرج الأرواح من إحساسها بذواتها، وتطلق أنغامها وأصواتها المتنوعة، وتندمج في شعور واحد من التعاطف والمحبة ومادة الترنم والترتيل أناشيد مقدّسة وصلواتٌ وابتهالات وآيات من الكتاب المقدس، وتعبير عن الألم والأمل والبهجة، والتمدّح بالعذراء وبالسيد المسيح. ويبدو الملائكة أنهم أطيافٌ تكسوهم ألوانٌ من البهجة الصوفية، وتنعكس عليهم أضواء السماء والفردوس.
والمطْهر كائنٌ بين الجحيم والفردوس. وهو حال وسط تصبح فيها الجحيم كذكرى للخطايا السابقة، ويشعُّ فيها الفردوس كأملٍ تتطلع إليه الأرواح النادمة التائبة. والجحيم سوداء، مظلمةٌ، خانقة، منعزلة، مليئة بالضوضاء والصراخ والعويل أما المطهر فناصعٌ مضيءٌ تسطع فيه الشمس، ويطلع عليه البدر، وتظهر في سمائه النجوم، وهو مكان هادئٌ وادعٌ، يسوده جوٌ عذبٌ رقيقٌ وحينما تتطهر الروح من الخطايا يرتجف جبل المطهر ويتزلزل، ويرسل صوتاً مدويّاً ابتهاجاً بانتصار الروح الآثمة على ذاتها. وليس في الجحيم غناء أو إنشاد لأنه تعوزها المحبة الشاملة، وتميل الكراهية إلى العزلة والانطواء على النفس، بينما يتردد في أرجاء المطهر الإنشاد والترتيل والترنم والموسيقى، حيث تخرج الأرواح من إحساسها بذواتها، وتطلق أنغامها وأصواتها المتنوعة، وتندمج في شعور واحد من التعاطف والمحبة ومادة الترنم والترتيل أناشيد مقدّسة وصلواتٌ وابتهالات وآيات من الكتاب المقدس، وتعبير عن الألم والأمل والبهجة، والتمدّح بالعذراء وبالسيد المسيح. ويبدو الملائكة أنهم أطيافٌ تكسوهم ألوانٌ من البهجة الصوفية، وتنعكس عليهم أضواء السماء والفردوس.