قال لعبد الله «راح أغيب كم دقيقة» وخرج من المقهى وقطع الزقاق متجهاً إلى اليسار. وقال عبد الله في نفسه «كأن الزورخانة ستنفعه» وراقبه يحني قامته الطويلة ويدخلها. كانت «الزورخانة» بيتاً قديماً مجهول الأصل، شبيهاً بجارته «الجومة» بابه المصنوع من الخشب الرخيص ذو المصراع الواحد يؤدي إلى فناء مربع الشكل تتوسطه حفرة مستديرة مثلمة الحوافي هي «الجفرة» مهجورة الآن لفصل الشتاء. والى اليسار إيوان صغير بنيت فيه دكة طينية طويلة لصق الحائط فرش عليها حصير من الخوص مهلهل. وفي أقصى الإيوان باب أسود واطئ تهبط بك درجتاه الطينيتان إلى حجرة صغيرة في سقفها «سماية» مدورة. وفي الحجرة دكة طينية أخرى أضيق، ورفوف خشبية وضعت فيها أدوات الزورخانة، ومشاجب منفردة أو مسامير كبيرة تعلق عليها الملابس، والأرض مفروشة ببساط مبقع مختلط الألوان ضار بلون الجلد المدبوغ العتيق. وفي الجانب الآخر حجرة أخرى يسكن فيها حارس الزورخانه، والمقيم فيها. كانت الزورخانة لا تستقبل زواراً كثيرين في موجات البرد والمطر. كان المطر يملأ الجفرة، وينقع الجدران، ويتسرب من خلال السقف إلى أرض الحجرة. وحجرة اللعب لا تتسع لغير لاعبين أو ثلاثة. وكانت الزورخانه زورخانة «المحلة» مثل مقهى دبش. فكان رجال الطرف يترددون عليها من حين لآخر كلما شعروا بأن أجسادهم ثقيلة، وتحتاج إلى تمرين عضلات. مجرد هواية كالسباحة ولعب الدومينو وتدخين النرجيلة.
إطلالة شاملة على قرن كامل من الوقائع الروحية والدموية البارزة بكل أمجادها ومآسيها، واستعراض تاريخي لأحداث بسطها أمامنا شوقي أفندي رباني لمسيرة قرن من الزمان غرق فيه الشرق والغرب في الظلام والحروب والأمجاد والاضطرابات، ووضع تلك الأحداث التاريخية في ملابساتها الصحيحة منذ دعوة الباب الشيرازي في 23 أيَّ ار 1844م حتّى عام 1944م. وبهذه الرؤية التاريخية دوّن ولي أمر الله بين دفّتي هذا الكتاب وقائع وحقائق هي الأثمن والأدق من بين المدونات التاريخية المتعلقة بنشوء الديانة البهائية، وهو ما يُغني الباحث والقارئ الذي يسعى لمعرفة نشوء هذه الديانة وحقيقتها التاريخية الحافلة بالمآسي من جهة، وانتشار تعاليم ديانة معاصرة في مدة قرن من الزمان من جهة أخرى. ويمكن للقارئ أن يرى عبر هذه الوثيقة مراحل تشكل الديانة البهائية من العصر الرسولي لدين بهاء الله، الذي افتتح بإعلان الباب الشيرازي دعوته، ويتضمن حقبة ظهور بهاء الله كلّها،. أمّا العصر الثّاني فيبدأ بألواح الوصايا التي حدّدت طبيعة هذا الدين ووضعت أسسه. وأمّا العصر الثّالث الممتد ما بين 1892 إلى 1921 فيدور حول شخصيّة عبد البهاء السّامية وهو عصر يبدأ بإعلان عهد بهاء الله وميثاقه، لعبد البهاء وتسلمه القيادة الدينية، وأمّا المدة الرّابعة فتمتد من 1921 إلى 1944 وهي مرحلة وارث الديانة ولي أمر الله شوقي أفندي رباني الذي كتب لنا القرن البديع، وهو من أهمّ آثاره الكتابيّة خلال 36 سنة من عمره 1921-1957 الّتي قضاها وليًّا للأمر البهائيّ.
ثمة علامة فارقة تميز الآداب عامة، والأدب الروسي خاصة. وهي ازدهار الأدب الساخر، أو ما يمكن أن ندعوه مجازاً بـ «أدب العدسة المكبرة»، في المراحل الانتقالية الصعبة التي يمر بها هذا المجتمع أوذاك. وهذه ظاهرة طبيعية إيجابية. فمن الملاحظ في الآداب عامة، أن ازدهار السخرية والفكاهة، وانتشار التورية والعبارات القارصة والتلميحية، والمبالغة، يتزامن أكثر ما يتزامن، مع مراحل التحولات. الثورية والتغيرات الاجتماعية الكبيرة، والانتقال من نظام اجتماعي- سياسي إلى نظام آخر. ولم يشذ الأدب الروسي عن هذه القاعدة. فقد ازدهر الأدب الروسي الساخر، والقصة الروسية القصيرة الساخرة تحديداً، وانتشر انتشاراً واسعاً في السنوات العشر الأولى التي أعقبت ثورة أكتوبر عام 1917 ، وفي أعقاب «البيريسترويكا» وانهيار الاتحاد السوفييتي في الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وتعد هذه الفترات الزمنية المذكورة بحق) العشرينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين والعقد الأولى من القرن الحادي والعشرين (من الفترات النادرة والفريدة في مجال الأدب الساخر، والقصة الروسية القصيرة الساخرة والانتقادية الفكاهية. ولعل أصدق دليل على ازدهار هذا الأدب الساخر، في المراحل المذكورة، صدور الأعداد الكبيرة من المجلات الساخرة والفكاهية فيها. ورغم انتشار الأدب الساخر في الأجناس الأدبية المختلفة) الرواية، المسرحية، القصة، القصة القصيرة إلخ لكنه كان أكثرانتشاراً وتركيزاً في أدب القصة القصيرة.
يضم الكتاب أربع مجموعات قصصية كتبها ماركيز في فترات وظروف مختلفة وقد ترجمت بعض هذه القصص في كتب متفرقة مثل (جنازة الأم الكبيرة) و(إيرنديرا البريئة) و(اثنتا عشرة قصة تائهة) وبعضها شكلت نواة لرواياته مثل قصة (أحد هذه الأيام) التي تحولت فيما بعد إلى رواية (ساعة الشؤم) حسب
القضاء العرفي عند العرب منظومة قانونية شفهية متوارثة، سبقت القضاء الشرعي والقوانين المستجدة، في كل وجوه العلاقات الإجتماعية القبلية، صاغها على مدى مئات السنين حكماء القبائل المختلفة، بما يتناسب مع الإنصاف والعدالة، وهي ما تزال متداولة بين المجتمعات القبلية العربية حتى اليوم، فكيف تشكلت هذه المنظومة، وما مدى إنسجامها أو إختلافها مع منظومات القوانين الأخرى، وما جدوى إستمرارها في عالم اليوم...؟ هذه الأسئلة وغيرها تجد أجوبتها المفصلة في هذا الكتاب!
«بموهبتها الأدبية الأصيلة تقنعنا الآنسة مكولرز بأننا فوَّتنا على أنفسنا فرصة رؤية ما هو واضح في العالم الواقعي... إنّ مكولرز سيدة البصيرة النافذة والخاصة، وقاصّة لا نظير لها... إنّها كاتبة من الطبقة الأعلى». -ف. س. بريتشت- «لم تستقِ كارسون مكولرز إلهامها من العناوين العريضة ثمّ ادعت أنّ ما كتبته روايات من بنات أفكارها. رغم اهتمام مكولرز ببربرية العنصرية في موطنها الأصلي في الجنوب، إلا أنّ قصصها القصيرة، ورواياتها مجازية وواضحة في الوقت ذاته. مجدت الفرد وبخاصة الخاسرين في الحياة... وعكست ذلك القلب الوحيد بيدٍ ذهبية». - جريدة النيويورك تايمز- «وجدتُ في أعمالها كثافة ونبالة في الروح لم أشهدها كثيراً منذ كتابات هيرمن ميلفيل». - تينيسي ويليامز- «إنّها موهوبة جداً. تملك الآنسة مكولرز قوة ملاحظة وذاكرة غيرعادية، وموهبة فذّة في ترجمة الإحساس المسترجع في الذاكرة عبر اللغة». -ديانا تريلنغ- «إنّ الجانب الأكثر إذهالاً في عملها تلك الإنسانية المدهشة التي مكنت كاتبة بيضاء - لأول مرة في الأدب الجنوبي - من التعامل مع شخصيات زنجية بتلك السهولة والعدالة التي تتعامل بها مع عرقها. ولا يمكن عزو هذا إلى أسباب فنية أو سياسية، بل ينبع هذا من موقفها الخاص من الحياة والذي مكّن الآنسة مكولرز من الترفع على ضغوط بيئتها، وتبني الإنسانية البيضاء والسوداء بمسحة وعي ورقة». -ريتشارد رايت-
واحدة من الروايات الشهيرة جدا في تركيا وهي من تأليف الروائي التركي الحاصل على جائزة نوبل للآداب "أورهان باموق"، وتدور أحداثها حول شخصية عالم إيطالي شاب في القرن السابع عشر، يخرج في رحلة بحرية من فينيسيا إلى نابولي، فيقع في قبضة القراصنة العثمانيين ويباع في سوق أسطنبول لعالم تركي متلهف على تحصيل العل م الذي وصل إليه الغرب.. بعد اطلاع كل منهما على أسرار وخطايا الآخر.
كانت في السادسة من العمر وكان عليها أن تموت وهي في هذا العمر. لم تكن تجرؤ على إشاحة نظرها عن تلك الحشرة. ترتعد أوصالها من شدة الخوف وهي تنظر إلى سقفٍ تبلغ مساحته مساحة حقل من حقول عبّاد الشمس، ولم تكن ترى فيه سوى تلك الحشرة. حشرة بحجم حبة صغيرة من حبات عبّاد الشمس. سيقانها دقيقة، تبدو مع الشعيرات ال محيطة بها كأنها كرعان، أما مجساتها فكانت دقيقة هي الأخرى كما لو كانت رموشاً حادة. صورة حشرة، بقعة شديدة السواد تصبغ البلوك الإسمنتي ببدنها الراكد كما تصبغ الظلَّ الحالك محولة إياه إلى بقعة رصاصية داكنة. بنفس اللون الذي تخضلت به عينا الفتاة الصغيرة من أثر الخوف. كانت قد قربت البطانية إلى ذقنها وراحت تعتصر حافتها بين كفيها المبتلَّين.