فى رواية "العودة إلى إيثاكا" يستعيد الكاتب السويدى "إيفند يونسن" الرحلة الطويلة الأكثر تأثيراً فى الأدب العالمى "رحلة أوليس"، وعودته إلى إيثاكا، ليس كما جاءت فى الأوديسة الهوميرية، وإنما كما يراها ويسقطها كاتب معاصر يعيش اغترابات مختلفة.
غزالة صغيرة من نوع الريم ، بدت لجمالها كأنها مصنوعة من مادة هشة لربما كيك أو بسكويت القرفة، بأعين واسعة، ورموش كثيفة وأظلاف رقيقة كبتلات الورد . هل هذه التي يسمونها غزالة العشق ؟ والتي تعيش في فجة الفجر الذي ينساب بين أجساد العشاق؟
يعد الغزالي واحدا من أشهر الشخصيات الإسلامية في الميدان الثقافي والفقهي قديما و حديثا، وموضع عناية الباحثين على مر العصور.وفي هذا الكتاب (الغزالي فقهياً وفيلسوفاً ومتصوفاً) وعلى مدى 244 صفحة يسلط د. حسين أمين الضوء على فكر ومنهج أبي حامد الغزالي. فيدرس ويحلل المنهج الفقهي والفلسفي وسيرته الشخصية وعصره وبيئته من مختلف الجوانب، ويطلعنا على ما خلفه من تراث،وما كتب عنه في المصادر والمراجع وفق المنهج العلمي البحثي الذي عودنا عليه في جميع مؤلفاته. في مستهل الكتاب يعرفنا د. حسين أمين بحياة الغزالي وشخصيته،وأساتذته.فيذكر بأنه تلقى أولى منابع علمه في مدينة طوس على يد الشيخ أحمد بن محمد الراذكاني وبعد ذلك انتقل إلى جرجان ومن ثم إلى نيسابور. في هذه المدينة درس الفقه على يد الجويني ولاحظ الاختلافات المذهبية والآراء المتعددة والمتناقضة بين المذاهب والطوائف الدينية،كما لاحظ فساد الكثير من رجال الدين والفقهاء وتآلبهم على مصالح الدنيا ولذاتها، وعندما رحل إلى بغداد وعاش فيها من سنة 484 – 488 ورأى الخلفاء ألعوبة بيد الأمراء والقواد،والهرج والمرج الذي تعيشه بغداد بين ضعف في سلطة الخليفة وتباين في المسائل الدينية،وهو ذلك العالم الميال إلى الصوفية، عكف على دراسة المذاهب بالتفصيل ليكتشف أسرار كل طائفة،وفق نظرة موضوعية،توصله إلى الحقيقة،مستعيناً بدراسة الفلسفة وعلم الكلام والمنطق وكما يذكر د. حسين أمين وفق منهج علمي حديث يبنى على وضع الغرض ثم وضع نقيض الغرض أو ضده.أي أنه لا ينتقد مذهباً أو مبدأً معيناً إلا بعد دراسته وبحثه والخروج منه بنتائج دراسية واقعية، انعكست على الكثير من آرائه ومؤلفاته
سليم بركات شاعر على فرادة خاصة، وعلى غير تصنيف، لا بالحديث في سياق ثرثرات الحداثة، ولا بالقديم في سياق استثمار الماضي ولا «لغوي» على طريقة البلاغيين، ولا «أسلوبي» على طريقة المنمطين. إنه فضاء شعري متحوّل متّسع لأكثر من زمن. ولأكثر من تجريب. قد يقال أنه شاعر «اللغة»، أو «سوريالي»، أو «شكلي»، أو قاموس ي... أو تهويمي... لكن، عكس كل ذلك، لا ينتمي إلى أحد، ولا إلى عمومية، ولا إلى مرجعية نهائية مقدسة. فهو أكثر الشعراء بالعربية تحرراً من العناوين الباهظة، والنظريات الفادحة، والمدارس المُعقّمة. هو شعره. هو مدرسته. وتعابيره. وجنونه، يغرف من تراث عرف كيف يدجنه، ويسوقه، بقوة استشفافه، وعلوّ موهبته، وتشابك تجاربه وتصادم غرائبه ووسع ذاكرته التاريخية والأسطورية والميثولوجية، والواقعية. كل شيء يختلط بكل شيء، في كيميائية إيقاعية من اعتمالات المخيلة. من تفجر المخيلة اللغوية، (واللغة مخيلة لا واقعة ولا واقع). بهذا المس السحري المتداخل المتدفق هنا، والمتشظي هناك، والرقراق على عذوبة قاسية هنالك، كأن سليم بركات يعبر مفترقات عديدة في خطوة واحدة، وعلى نَفَس طويل، ونبرات أكبر من مسافاتها. شاعر الهلوسة الخصبة حاضنة الوساوس، والخيبات، والكوابيس، والقسمات، وعزلات الكائن، ووهنه، وعجزه، وخروجه الأبدي... وعوداته الأبدية، ذلك أن سليم بركات أكثر من حالم. هو صانع أحلام. وأكثر من لغوي. هو صانع لغات. وأكبر من أنماط. فهو محطم أنماط». كل ذلك، لا يعفيه على غير تجريد، من جلجلات مجهولة، يجذرها، في حواسه وفي خطابه. فاللغة حواس. والمشاعر حواس. والمخيلة حواس. فسليم بركات، على ترحاله بين الأمكنة والفضاءات والتجارب، هو شاعر الحواس بامتياز. شاعر الجسد: والجسد مخيلة. والموت مخيلة. واللغة مخيلة. والمنافي مخيلة، لكنها على غير تجريد، أو تحديد، أو توصيف.. إنها الحواس الملتهبة. بول شاوول
يتحدث الكاتب التركى "يشار كمال" فى هذا الكتاب "الفتوة التشغرجوى" عن حياة هذا الفتوة التركى الذى شغل السلطنة العثمانية فى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وقضّ مضجعها بأعمال القتل والتنكيل التى قادها ضد الآغاوات والأغنياء.
منذ صدور الطبعة الأولى لهذه الرواية القصيرة في القاهرة، حظيت بالقراءة والاهتمام. تُرجمت إلى الإسبانية والإيطالية وحازت ترجمتها الإنكليزية على جائز أركنسا الأمريكية لعام 2002. وتم تدريسها في العديد من الجامعات كميشيغان وهارفرد الأمريكيتين والقاضي عياض المغربية وجامعة لندن.، فكما يرى البروفسور كاميران راستيغار من جامعة كولومبيا الأمريكية في مقاله عنها بمجلة (جمعية الدراسات الشرق أوسطية) : أن أساتذة الرواية العربية المعاصرة والتاريخ أو السياسة العراقية أو الإقليمية الحديثة، سيجدون في هذا النص، بلا شك، ما يستحق لاتخاذه مادة في دروسهم. - د.صبري حافظ:”تقدم لنا (الفتيت المبعثر) تجليات المأساة العراقية من خلال أُسرة متعددة الشخصيات المتنوعة المواقف والمضارب والأهواء كصورة مصغرة للوطن العراقي برمته، بتنوعاته الثرية والموقفية على السواء وحتى الأكراد لا تنساهم”. - هارولد برازويل:”رواية (الفتيت المبعثَر) تصوّر حياة عائلة كبيرة تحت نير الدكتاتوريّة، وتضيء الصورة الغائمة للتعقيدات التي عاشها الشعب العراقي. إنها رواية مؤثرة وذات ثيمة مكثفة، وتميّز نفسها عبر شيء هو أكبر من شهادة سياسية أو من مجرد فضول ثقافي”. - عبده خال:”في (الفتيت المبعثر) نجد التجسيد الحقيقي لأثر الطاغية على الناس من خلال رواية اتخذت من الريف العراقي فضاءً لأحداثها وجعلت من صراع السلطة والمثقف محوراً”. - د.صلاح نيازي:”من زمن الحروب والمنافي في (الفتيت المبعثر).. الغريب كلّ الغرابة، أنه بينما كانت الحياة تموت في القرية، أصبحت المقبرة ممتلئة بالحياة. الموتى قوى لا مرئية، ولكنّها تكاد تتحكّم بالمصائر. وما بين القبور وحواليْها تولد حياة جديدة لم تخطر ببال أحد، مثل خروج غصن يانع من لحاء قديم”. - د.وليد صالح الخليفة:”إن لغة الرملي في (الفتيت المبعثر)؛ لغة مبدعة وخلاقة ومركزة، خالية من الحشو الزائد وساخرة في كثير من الأحيان، فالكلمة في هذه الرواية لا تبني بل تؤسس”. - عيسى حسن الياسري:”إنها اللوحة البانورامية لمحنة الإنسان، تآزرت على استكمال آليتها الفنية والتقنية موروثتان: ميثولوجية وشعبية ظلت تكتوي بجحيم الحرب حتى استكملت نضجها.. وخرجت من حدودها المحلية الضيقة.. لتتسع إلى محنة كل البشر”.
توحدت طرقنا وجمعتني بذلك الشيطان، الذي عليك أن تسجد لله قدر استطاعتك لكي لا تلتقي به أبدًا، ألّا يجمعك به حلم ولا يقظة. وافقت بالاقتران به، تقبلتُ كل شيء، حتى أنني غفوت وسقطتُ في بئر الأخطاء دون هوادة؛ فأنا وبكل إرادتي صافحت الشيطان، وعانقته وسرتُ معه جنبًا إلى جنب في نفس الطريق، لا أعلم إذا خُدعت أم تغافلتُ، لكنني أعلم أنه وبعد الكثير من السير على الجمر، تجاهلت كل شيء وسرتُ في الضباب وراء ضوء غريب مجهول، وحين وصلتُ له وجدته جمر الجحيم المشتعل لأجلي.
من دون شكّ، ما كان لهذا الكتاب أن يظهر لو لم يسمع رجلٌ في الستّين من عمره، في يوليو / تموز من عام 1967، في صحف كاراكاس، بعد عامٍ من الزلزال الذي دمّر المدينة، الناسَ يتحدّثون عن ألبيرتين سارازان. كانت هذه الجوهرة السوداء النابضة بالألق والفرح والشجاعة قد ماتت حديثاً. وهي التي اشتهرت في العالم أجمع بنشرها، خلال أكثر من عامٍ بقليل، ثلاثة كتب تروي في اثنين منها حكاية هروبها من السجون وإعادتها إليها. هذا الرجل يُدعى هنري شاريير، وكان يعود من بعيد. يعود بالتحديد من سجن كايين للأشغال الشاقّة، الذي كان قد «صعد» إليه في عام 1933، خارجاً على القانون نعم، ومُداناً، ولكن بتهمة جريمة قتل لم يرتكبها، ومحكوماً بالسجن المؤبّد، أي حتى لحظة وفاته. هنري شاريير، الذي كان يُدعى بابيون – سابقاً – في الوسط الإجرامي، وُلِد فرنسياً في كنف عائلة من المعلّمين في بلدة آرديش، ولكنّه أصبح فيما بعد فنزويلياً، لأنّ الشعب الفنزويلي فضّل أسلوبه في حبّ الحياة على سجلّه الجنائي ولأنّ ثلاثة عشر عاماً من الفرار والكفاح من أجل النجاة من جحيم سجن الأشغال الشاقّة كفيلة بأن ترسم مستقبلاً لا ماضياً. إذاً، في يوليو / تموز 1967، ذهب شاريير إلى المكتبة الفرنسية في كاراكاس واشترى رواية «الكاحل». كان يوجد على شريط الكتاب رقمٌ: 123000. قرأ الرقم وقال في نفسه، بكلّ بساطة: «هذا جميل، ولكن إذا كانت الفتاة، بعظمها المكسور، المتنقّلة من مخبأ إلى آخر، قد باعت مئة وثلاثة وعشرين ألف كتابٍ، فأنا، بفضل سنواتي الثلاثين من المغامرات، سأبيع ثلاثة أضعافها». إنّه استنتاجٌ منطقي ولكن لا يعود المرء خطيراً، منذ نجاح ألبيرتين من بين آخرين، وهو يَملأُ طاولات الناشرين بعشرات المخطوطات من دون أمل. لأنّ المغامرة والبؤس والظلم مهما بلغت شدّتها لا تصنع بالضرورة كتاباً. بل ينبغي أن يجيد المرء كتابتها، أي أن يمتلك هذه الموهبة التي تجعل القارئ يرى ويشعر ويعيش، في داخله، كلّ ما رآه وشعر به وعاشه مَنْ كتب العمل. وهاهُنا، كان لشاريير حظٌّ كبير. فهو لم يفكّر لمرّة واحدة أن يكتب سطراً واحداً عن مغامراته: إنّه رجل أفعالٍ وحياةٍ ودفءٍ، وفي عينِه الماكرة عاصفةٌ عاتية، وذو صوتٍ جنوبيّ دافئ وخشن بعض الشيء والذي يمكننا الإصغاء إليه لساعات طويلة لأنّه يروي مثل أيّ شخصٍ، أي مثل كلّ الرواة العظام.