أرتور آداموف كاتب مسرحي فرنسي من أصل روسي. ولد عام 1908 في كيسلوفوتسك - القوقاز، من عائلة روسية نبيلة - هاجر مع عائلته الى باريس قبل اندلاع الثورة البلشفية بقليل. عايش السورياليين ز إيلوار - آراجون، بروتون، يُعد من مؤسسي مذهب العبثية في المسرح، وأيضاً من أهم كتاب النص المسرحي الملتزم والمتأثر الى حد بعيد بفوضويته السياسية. من أهم أعماله، مسرحية الغزو، ربيع 71، لعبة كرة الطاولة، باولو باولي. وكتاب مذكراته (الرجل والطفل) يعتبر بمثابة المفتاح الرئيسي للولوج الى عالمه الشخصي والأدبي.
الرواية بالذات من روايات أحمد خلف والتي غامر فيها – ربما لأول مرة – للاقتراب من شخصيات إنسانية قريبة من موقف اليسار أو تقف داخله. ولم يحاول أن يتدخل في مسار تفكير شخصياته أو أفعالها وسلوكها والاستثناء الوحيد المهم الذي أود تأشيره هنا يتمثل في الموقف الأخير الذي أعلن عنه بطله عبد الله مؤلف القصص و الروايات والذي أشار فيه فجأة الى أن بطله في منولوجه الداخلي الختامي " لم يتوصل الى قرار حازم بشأن كل شيء يدور حوله، هنا داخل السجن أو هناك في مدينة الحرية" والإشارة واضحة الى المفاضلة بين ثلاثة من اصدقائه المقربين: جواد الحمراني، شيوعي القيادة المركزية الذي شارك في انتفاضة الأهوار وزج به في سجن الحلة ومحمود عبد العال الشاعر الرومانسي، والماركسي المعتدل، وصديقه الفلسطيني الذي اختار الدراسة في قسم المسرح في اكاديمية الفنون الجميلة ببغداد، وهو غير واضح الانتماء لكنه من السياق العام يبدو قومياً أو بعثياً مستقلاً ومعتدلاً في مواقفه وسلوكه وعلاقاته،
إنّ التحدّي الماثل أمام الروائي العالمي يكمن - على النحو الذي يراه كيرش - في أمور كثيرة هي في جوهرها مسألة أسلوب وتقنية : « كيف يتأتى لكاتب متجذر في ثقافة ما أن ينقل حقيقتها إلى قرّاء من أماكن وثقافات شديدة التباين ؟ » هكذا يتساءل كيرش . وفي خضم محاولته الحصول على إجابة مناسبة يمضي في مساءلة أعمال ثمانية من الكتاب : باموك ، موراكامي ، روبرتو بولانيو ، تشياماندا نغوزي أديتشي ، محسن حميد ، مارغريت آتوود ، ميشيل ويليبيك ، . يكتب كيرش بخصوص هؤلاء الكتاب والكاتبات قائلاً : « هم يتورّعون على ست لغات : التركية ، اليابانية ، الإسبانية ، الإنكليزية ، الفرنسية ، الإيطالية » ، ويضيف كيرش « وثمّة إتفاق مقبول على الصعيد العالمي بأن هؤلاء يمثلون الشخصيات الروائية التي تقود عربة الرواية في ( بانثيون ) الأدب العالمي » . لو شئنا الحديث بدقة أكبر لقلنا أنّ نوعية الأعمال التي يبدو أنها جذبت كيرش إلى العديد من هذه الأعمال هي الوقع الرنيني الذي لاقته في الغرب . الرواية الأولى التي يتناولها كيرش بالتحليل المطوّل هي رواية ( ثلج ) الأورهان باموك : تحكي الرواية عن شاعر يدعى Ka يعود لتركيا بعد إثنتي عشرة سنة قضاها في الخارج ، ويسافر إلى بلدة Kars - التي تمثل إحدى البلدات المهمة في مقاطعة تركية - للبحث و الكتابة عن ظاهرة الفتيات المنتحرات اللواتي هن شابات يافعات يمكن أن يمثلن ( وربما لايمثلن ) شهيدات من أجل عقيدة دينية ، وقد حصل أن إنخرطت إحداهنّ في تظاهرة مدرسية رفضت فيها خلع وشاح رأسها مثلا طلب إليها مدير مدرستها علاني النزعة الذي يتمّ إغتياله لاحقاً على يد متطرّف إسلامي تحت دعوى أنه يقمع المعتقدات الدينية . بالنسبة إلى كيرش فإن هذا الأمر يرينا الكيفية التي تعرض فيها رواية ( ثلج ) وبطريقة دراماتيكية الحالة الصراعية بين تركيا وأوربا ، بين الإسلام والغرب » ، وهكذا يوضع باموك في هذه الرواية في سياق الغرب وأفكاره الراسخة بشأن الإسلام بعد 11 أيلول . ۲۰۰۱ آدم كيرش Adam Kirsch ( مولود عام 1976 ) : شاعر وناقد أدبي أمريكي ، يعمل مشاركاً دائمياً في الحلقة النقاشية الأدبية لمركز الدراسات الأمريكية التابع لجامعة كولومبيا المرموقة
يتّفق النقاد ومنظّرو الدراسات الثقافية ودارسو تأريخ الافكار أن الرواية أحد أهم الإبتكارات الثقافية التي جاءت بعد عصر التنوير الأوربي، وقد كُتب الكثير بشأن الفنّ الروائي منذ القرن الثامن عشر وحتى يومنا هذا. أودّ في هذا التقديم تثبيت بعض المؤشرات التي علقت في ذهني كملاحظات تراكمت لدي منذ زمن حتى بلغ ا لتراكم حداً رأيت معه أن أعلّق على بعض التفاصيل الخاصة بالرواية في إطارها العام، من وجهة نظر شخصية خالصة، مع التركيز على الرواية المعاصرة بخاصة، وأودّ التأكيد منذ أنني لست بصدد الحديث عن الثيمات الكبيرة الخاصة بوظيفة الفن الروائي وطبيعته وأجناسه - تلك الثيمات التي كتب عنها بشيء من التفصيل في تقديمي لكتابي المترجم (تطور الرواية الحديثة) الصادر عن دار المدى 2016؛ بل سأؤكّد هنا على بعض التفاصيل المُغْفلة التي غالباً ما تُهّمشُ ولا يعنى بها بعضُ قرّاء الرواية وكتّابها.
سليم بركات ، شاعر وروائي سوري، كردي، قويُّ البناء، فريدٌ، نسيج وحده في وصف النقد لأعماله. يُحسَبُ له أنه نَحَا بالرواية العربية إلى ثراء في خيالها، وجعل اللغة في صياغة موضوعاتها لحماً على هيكل السرد والقصِّ لا ينفصل عن جسدها، حتى كأنَّ اللغة لم تَعُدْ وساطةً إلى السرد، بل هي السرد لا تنفصل عن سياق بناء الحكاية. ويُحسَب له في الشعر أنه أبُ نفسه، مكَّنَ القصيدة من استعادة خواصها كحرية تعبير في أقصى ممكناتها. ما من امتثال عنده لنمط أو مذهب. عنيد في نحته العبارةَ بلا خوف من المجازفات، وكل كتاب له، في الشعر والرواية، موسوعةٌ مختصرة. بركات من مواليد مدينة القامشلي، في الشمال السوري سنة 1951. انتقل إلى دمشق ملتحقاً بالجامعة دارساً للغة العربية سنة واحدة، قبل أن يغادر إلى بيروت في العام 1972، ومنها إلى قبرص سنة 1982، ثم إلى السويد في العام 1999 حيث يقيم. تمثل الرواية نصا ملحميا رائعا يسلط الضوء على قدر الشعب الكردي المأساوي، ولكن أيضا على أساطيره وتقاليده وبعض محطات تاريخه الحديث. ويسرد بركات في هذه الرواية قصة الشاب الكردي السوري "مم آزاد" الذي أرسله أبوه إلى قبرص لمقابلة شخصية غامضة وأسطورية تُعرف بـ"الرجل الكبير" وتبقى متوارية حتى نهاية النص. وبعد ست سنوات من الانتظار اليومي بعيدا عن داره وأهله، يفشل مم آزاد في أداء مهمته، فيقرر، تحت وقع خيبته وعبثية حضوره في نيقوسيا، وضع حد لحياته. لكن حين يفتح حقيبته لنشر محتوياتها على السرير وتجنيب مَن سيعثر على جثته مهمة التفتيش للتعرّف على هويته، ترتفع من الحقيبة ريشة رمادية في الهواء تبدّد رغبته في الانتحار، فتتداعى أمام عينيه ذكريات حياته في مدينة القامشلي السورية ومعها طُرف مثيرة حول عائلته وأساطير كردية كان والده يقصّها عليه.
كان ويليام سيبروك رحالة مغامراً، وكاتباً يبحث عن أسرار الحياة في كل أنحاء العالم، كما كان رساماً وروائياً بارزاً، وهو من أوائل المستشرقين الأمريكيين الذين كتبوا عن الشرق. وهو في كتابه هذا يكشف أسراراً مجهولة عن السحر في طقوسه وتأثيراته في حياة الناس في مناطق مجهولة وغنية بالتفاصيل؛ أول كتبه التي ترجمت إلى العربية "مغامرات في بلاد العرب" الذي صدر عن دار المدى.