جمع الكاتب “إيرفينغ والاس” في روايته هذه صالة من النساء المختلفات في الأعمار، والخلفيات الاجتماعية، والمواهب، النساء اللواتي أثارت اهتمامي حيواتهن وشخصياتهن -اللواتي كن شهيرات أو سيئات السمعة في الماضي والحاضر، لأنهن سلكن سلوكاً فضائحياً، فأصبحن بذلك شخصيات مثيرة للجدل. جميع النساء في هذا الكتاب، شابات أو مسنات، يربطهن رباط واحد: فكل واحدة منهن كانت متورطة في فضيحة أو عدة فضائح، وكل واحدة أحرزت شهرة، أو حصدت عاراً لسلوك أهان أسرتها وأصدقاءها ونظراءها والناس عموماً. وإن معظم هؤلاء النسوة، أو ربما كلهن بالاختيار أو المصادفة، أصبحت شخصيات فضائحية لأنهن كن مهووسات.
كثيرة هي الدراسات والبحوث والاكتشافات التي ارتبطت بالشرق القديم الذي نعيش بين أطلاله. ولكننا هنا أمام إعادة قراءة ذكية، ترسم إحداثيات جديدة في خرائط الماضي بتحليل عميق، انطلاقاً من حقائق مبعثرة، وصولاً إلى نتائج علمية مستجدة.
ضعوا الجَمالَ جانباً على الأرائكِ، قربَ قلوبكم وضعتموها في أكياسٍ على الأرائك: هذا جَذْبُ الأيامِ من شَعْرها؛ جذْبُ البرقِ من شَعرهِ؛ جذْبُ المعاني من شَعرِ عاناتها. معي إنذارُ الماءِ أنَّه لا يُؤتَمَنُ، لكنني أسمع صخبَ المعجبين بسيادة الموجِ على الشاطئ، وبسيادة الصخر والرمل على الشاطئ. وبسيادة الأرواحِ الرطبة على الشاطئ. أسمعُ صخبَ المعجبين بالخشوعِ الجليلِ للماءِ في محرابِ صوتهِ المائيِّ.
"الشماعية" اسم مشفى الأمراض العقلية في بغداد، وهذه الرواية ليست تحقيقاً صحفياً عن هذا المستشفى. إنها مقاربة إبداعية ترصد لما كان يحدث، ويمكن أن يحدث، في الحياة هناك، في ظل المتغيرات العاصفة التي مر بها العراق.
ولنبدأ بإيجاز بقصّ الأحداث الشخصيّة التي أدّت إلى كتابة رواية «الشوشاريّة». يجب أن نبدأ هنا بيوم 8 أيلول 1943، بيوم عسير على إيطاليا وعلى المؤلّف: «ذات صباح بعد 8 أيلول قال لي شخص هنغاريّ كان يترأّس رابطة الصحافة الأجنبيّة فلتعلم أنّك في قائمة الأشخاص المطلوب اعتقالهم» (من مورافيا إلى إينزو سيشيليانو ص 56). عندها أسرع مورافيا ليسافر مع زوجته إيلسا مورانتِه من روما، وتوجّها نحو نابولي، على أمل أن يعبرا الجبهة. لكنّ القطار توقّف قرب فوندي، فعزم الزوجان على الذهاب إلى الجبال الشوشاريّة تجنّباً للقصف وشِباك الاعتقالات، وهناك عاشا لثمانية أشهر في كوخ في نواحي سانت آغاتا (وهي سانت يوفيميا في الرواية) بصحبة نازحين آخرين. ولم «يتحرّرا» إلّا في نهاية أيّار 1944 عندما تمكّنا أخيراً من الوصول إلى نابولي، ثمّ إلى العاصمة روما بعد أن تحررت في حزيران. تركت هذه الأشهر الثمانية التي قضياها بين الشجيرات أثراً لا يمّحى في نفس مورافيا، وقد قال بعد مرور عدّة سنوات إنّ حدَثيْن عملا على تغيير حياته بصورة واضحة: سلّ العظام الذي أصابه وهو في التاسعة من عمره ثمّ الحرب. عاش وقتها في كوخ لدى فلّاح اسمه دافيده ماروكّو (باريده في الرواية) وقال إنّه لم يعد يفكّر إلّا في العيش كيفما اتّفق، ومن غير أن يكتب شيئاً «فلم يكن لدينا لا قلم ولا حبر»، بينما نقرأ في شهادة ماروكّو أنّه كان يقضي جلّ وقته في الكتابة على دفاتره. ومن يدري إذا كانت تلك الدفاتر ستظهر يوماً ما. ومن الممكن أنّه كان يكتب ملاحظات عن بعض الأحداث والأشخاص والأفكار التي تخثّرت بعد ذلك في ثلاثة أنواع من الكتابة عند عودته إلى روما: – كتابات سياسيّة كالتي ظهرت في كتب مثل «مذكّرات سياسيّة» و«الإنسان هدفاً». «نحو 1946» وهو كتاب عن تأكيد الثقة بمستقبل الإنسان. – كتابات سيرة ذاتيّة عن تلك التجربة وقد ظهرت منها سلسلة من الأحداث في رواية «الشوشاريّة». وهنا صرّح المؤلّف بالذات قائلاً إنّ جوقة تلك الرواية لا تحتوي إلّا على ثلاث شخصيات مبتكرة، هي: تشيزيرا وروزيتّا وميكيله. كما أنّها تساعدنا على فهم طريقة عمل هذا الروائيّ بتقنيّة اندماجيّة.