رواية الكتلان (جوردي پونتي) هذه رواية من النوع «الإسباني» التقليدي وإن كانت «كتلانيّة بامتياز»، لأنّ كاتالونيا إسبانيا ولأنّ الأدباء الكتلان أقرب إلى بني جلدتهم الإسبان منهم إلى أدباء أمريكا اللاتيتية، الذين لا هم من بني جلدتهم ولا من بني لغتهم. هذه رواية قريبة المتناول، سهلة اللغة، مسترسلة الأحداث، وإن تشابكت. ليست أحداثها خيطية خطيّة، لكنّ خريطتها واضحة المعالم ومساراتها لطيفة مفهومة لا تكلّف المترجم أن يفرّ أذنه ولا القارئ أن يملّها ويتركها. فيلم سهرة من جزأين: بالأسود والأبيض، الأوّل، وبالألوان، الثاني. وهي رواية كتالانيّة 100% فمؤلفها كتلاني وطبعتها الأصلية بالكتلانية وأجواؤها هي أجواء كاتالونيا صعوداً نحو أوربا. لا ذكر فيها إشارة إلى ما هو جنوب برشلونة وكاتالونيا. أمّا المشاهد التي تصوّرها فتنقلنا عبر برشلونة وأطرافها. تنتقل بنا في شوارعها وساحاتها وبناياتها ومتنزهاتها وجبالها. فكأّن مستشاريّة السياحة في حكومة كاتالونيا الإقليميّة هي من كلّفت جوردي پونتي بتأليف ما ألّف. سياحة في برشلونة بالكلمات، تماما كما تفعل الأفلام المصرية حين تريك القاهرة والاسكندرية وأنت في مدينتك وبلدك
حين تذكر عبارة "الحكواتي"، تتداعى إلى الذهن حكايات الزمن الجميل، ولكن حكايا "عبد الستار ناصر" هي من نوع آخر، أقل ما يقال عنها حكايات الزمن الرديء، ذلك الذي عاشه العراقيون يلملمون جراحهم، في إنتظار يوم يبدو أنه بعيد المنال، من هنا جاءت قصص المجموعة تجسيداً للمشهد العراقي في تحولاته عبر الزمان والمكان، وتأثير ذلك على الناس العاديين في حيواتهم اليومية، ففي قصة (بائع الجثث) نرى كيف دارت الدينا على بطلها الذي يبعث جثته بـ (بلاش) من بعد أن كان يبيع كل جثة تمر بين يديه إلى أهلها. أما قصة (المبدع الكبير) فتناولت ثقافة الزيف والتهشيم كمظهر من مظاهر المجتمع العراقي بعد الحرب، وأما مهنة القنص، قنص الرؤو في الحروب الأهلية والطائفية فعبَر عنها في قصة (المطعم التركي). بهذه اللجة العالية يكتب عبد الستار ناصر كحكَاءً يتقن صنعته بمهارة، فيجعل قارئه وراءه في شوق إلى نهاية الحكاية. يضم الكتاب (29) قصة قصيرة نذكر من عناوينها: "في المطعم التركي"، "شاي بالحليب"، "حفلة السيد الوزير"، "ذهاباً وإيابا إلى الهند"، "صانع التوابيت"... الخ.
الحلم العظيم .. رواية من تاليف الروائي العراقي احمد خلف وهي تتحدث عن مجموعة من الشباب الثوريين في سبعينيات القرن العشرين يخططون لاسقاط السلطة السياسية في منتصف سبعينيات القرن العشرين وبالطبع لانهم ليس اصحاب تجربة في العمل السياسي فان ثورتهم تفشل فشلا ذريعا ويدفع كل واحد منهم ثمنا باهظا من حياتي ونتعرف في الرواية على شخصية السارد المحايد الذي يتحدث عن تجربته المختلفة عن تجربة زملائه من السياسيين فهو يهتم في الادب والثقافة وحلمه العظيم ان يصبح كاتبا مرموقا وان يؤلف رواية بعنوان الحلم العظيم
عندما قلبت فجيعةُ الحمامة، التي ألمت به، كيانه رأسا على عقب، كان جوناثان نويل قد تجاوز الخمسين من العمر ويراجع الآن ذكرى عشرين سنة هنية أمضاها من دون أن تجري فيها أي أحداث, مطمئنا إلى مستقبل لن يجري له فيه أي شىء جوهري بعد، حتى يحين الأجل. كانت حياته الآمنة في العشرين سنة الأخيرة رضية مرضيّة، فهو يم قت الأحداث، ويمقت منها خصوصاً تلك التي تزلزل التوازن الداخلي وتخلّ بنسق الحياة الخارجية.
"قرأتُ كتابًا في يومٍ ما فتغيرتْ حياتي كُلها" بهذه العبارة يبدأ أورهان باموق روايته المغايرة "الحياة الجديدة"، ويبدأ معها البطل رحلة بحثه عن تأثير هذا الكتاب فيمن قرأه من قبله. وفي هذه الرحلة، يُزاوج المؤلف ببراعة بين الرومانسية والفلسفة والألغاز؛ فيتساءل القارئ عن ماهية هذا الكتاب الذي غيّر من حياة البطل، ومن هي الفتاة التي رافقته في رحلته عبر مدينته التي تجمع بين الأصالة التاريخية والحداثة الغربية في مزيج فريد. "الحياة الجديدة".. نصٌ مفتوحٌ على الماضي والحاضر؛ بُغية إعادة قراءتهما في ضوء جديد مُتحرر من الأحكام المُسبقة، رائيًا في العقل طريقه إلى حرية الاكتشاف، وصوغ العلاقة الجديدة بالحياة، من خلال رحلة بطلي الرواية: " جانان" الفتاة التي رأى معها البطل الكتاب لأول مرة، والراوي الذي لن تعرف اسمه إلا في النصف الثاني من الرواية. عبر هذه الرحلة والمغامرات التي يخوضانها في إسطنبول؛ يُبحر البطل باحثا عن حياة جديدة تليق بالكتاب الذي غيّر حياته.. فهل تُغيَّر قراء كتاب "الحياة الجديدة" من حياة قارئه؟
انا لا اكتب شعرا. انا أجد في الحياة شعراً فالتقطُه. مهنتي الصياغات وتغيير اتجاه الريح ودلالة الخبر. الحياة التي تشكون منها، هي حياتُنا. وهي الاجملُ في الكون. السيئات طارئة. ومهمة الشعر، مهمتي، ازيح الغبارَ و انقاضَ التدمير ليطلع اللمعان، لارى النبتتةَ الجديدةَ تنبثق، لأراني سعيداً برؤية الحياة. الخطأُ، انحرافُ الخطاب، تسمّمُ الكلمة قبل النطق، أمراضُ التاريخ المزمنة، هذه كلها، مثل كلاب قذرة تتشمّمُ المواقع النظيفة وتؤذي المستحِمَّ توّاً بالضوء وتؤذي العزلة التي يلوذ بها الشعرُ وقتَ السوء. يمرّرُ خنزيرُ الشر خطمَهُ الملوث على جمال الحياة، يؤذيه ويؤذينا. لكن الكوخ المصنوع من قش يقاوم الريحَ والبيوتُ الطينيةُ المطرَ والنوءَ، والانسانُ في العراء يقفُّ وراء حجرٍ حتى يمر العصْف الهائج. الحياة لا تستسلم بيسر، الحياة تظل حياة! جميع البشر يعيشون قصة حب غامضة مع الحياة. للحياة عشاقها الكبار، احبتها المخلصون! هذه الشجيرة بلَّغها الضوءُ رسالةَ مجدِ الحياة، امضت الليلَ في مقاومةٍ باسلة مع العاصفة، هي الان مستريحة راضية بنور النهار الدافئ. وهي وان كانت تعاني من فقر تربتها السَبِخة، لكنها ترسل جذوراً ابعد، والى اكثر من جهةٍ لتعيش، لتظل. اوراقُها المتيبسة تتشبث ايضا، لا تريد ان تبتعد. والورقة التي أماتَها اليباسُ والتي سقطت من غصنها المجعّد، طارت بعيداً الى المكان الذي تصير فيه سماداً، لتشارك بعد موتِها في صناعةِ حياة الغابة.
تسعى كلاويز إلى تناول حُزمة من الموضوعات والأفكار الأساسية التي تعالجها ضمن السياقات السردية لهذا العمل الأدبي أو ذاك، آخذين بنظر الاعتبار أنها ترصد هذه الظواهر، سواء أكانت سلبية أم إيجابية، أم محايدة، وتحلِّلها بعين نقدية ثاقبة قد يغلب عليها الطابع الاجتماعي والنفسي، كما هو الحال في هذه “النوفيلا”، إضافة إلى تقنياتها المتنوِّعة ورؤاها الفكرية الأخرى التي قد تختلف من نصٍ إلى آخر. قد يبدو عنوان هذه الرواية مُربِكاً بعض الشيء، فثمة أكثر من خادمة تتحرّك على مدار النص
خيرتروديس أو تولا، المرأة "ذات العينين الحداديتين"، صاحبة كنز عذوبة ورقة سرية، تقرر وهي في العشرين من عمرها، أن تجعل من حياتها مهمة محددة: استلام كاسح تضحي فيه بنفسها. تتحول إلى "ثيلستينا" مبكرة لغراميات أختها روسا مع الشاب راميرو، تعمل على تزويجهما بما هو أقرب إلى الإكراه، وتختار بتصميم حاسم لا رجع
آه أيّها الولودون، يا إخوتي وأخواتي الصغار، أنتم بحقّ أقوى جيل وُجِدَ حتى اليوم. لكنَّ ذلك لم يُنقذكم. إنَّ الجيل الذي لم يثِق في أحد يتجاوز الثلاثين من العمر ويقترب من سن الخمسين بنسبة زيادة تبلغ سبعة وسبعين مليون في العام. لقد كتبتُ «الخوف من الخمسين» لأنني شعرتُ في أعماقي بأنَّ بلوغ الخمسين من العمر سوف يكون اختباراً صعباً بالنسبة إليّ وإلى الولودين. إنْ بلوغ سن الخمسين يعني أنك سوف تفعل ما لا يخطر على البال - أنْ تُصبح عجوزاً وغير متأثّر بالجديد- وهذا يُغيِّر كل شيء. أنا لستُ من الجيل الولود. أنا ابنة الحرب، وُلِدتُ قُبيل بدء الاجتياح السكاني الأعظم، لكنني عشتُ مع أشخاص من ذلك الجيل وتزوجت منهم - وأنا نفسي أنتمي قليلاً إلى ذلك الجيل: نرجسيّة، مهووسة بالجنس، وجرّتني الأبوّة إلى سن البلوغ وأنا أرفس وأصرخ. وفعلتُ العديد مما يفعله فرد من ذلك الجيل: تعاطي الماريغوانا (عندما كانت شيئاً جيداً)، سماع البيتلز، والمشاركة في مسيرات السلام والمظاهرات المناهضة لحرب فييتنام مع زملائي من سيتي كوليج في نيويورك (عندما كنتُ في الثالثة والعشرين وكانوا في الثامنة عشرة). أتذكّر أنني أتمدّد في جادة أمستردام مع مئات من الطلاب في أوائل ربيع عام 1970 احتجاجاً على مذبحة كينت ستيت، حيث قُتِل أربعة من الطلاب رمياً برصاص حرّس أوهايو الوطني في أثناء اشتراكهم في مظاهرة سِلميّة ضد اجتياح نيكسون لكمبوديا. وأتذكّر أنَّ الصوت الوحيد الذي صدر أتى من أضواء إشارات المرور وهي تنتقل من الأخضر إلى الأصفر إلى الأحمر