تحكي الرواية عن روبرت و جلوريا اللذين فشلا فى العثور على عمل فى هوليوود، فقررا الاشتراك فى ماراثون رقص حتى يلاحظهم أحد المنتجين هناك، وماراثونات الرقص هي نوع من المسابقات يتنافس فيها المشاركون في الرقص واقفين على أقدامهم لأيام طويلة…
بينما كنت أكْبُر، كنت أدرك أنّني مختلفة عن الأطفال الآخرين، لأنه لم يكن هناك قُبُلات أو مواعدات في حياتي. دائمًا ما كنت أشعر أني وحيدة وأنني أريدُ أن أموت. كنت أحاول أن أُسرّي عن نفسي بأحلامِ اليقظة. لم أكن أحلم أبدًا بأيّ شخصٍ يعشقني مثلما كنت أرى أطفالًا آخرين يُعشَقون. تلك الرّغبةُ في اجتذاب الانتباه كان لديها دورٌ ما لتقومَ به، أظنُّ مع مشكلتي في الكنيسة أيّام الآحاد. فلم أكَدْ أصبحُ داخل المقصورة أثناء عزف الأورغون، والجميع يُنشِدون ترنمية؛ حتى تأتيني الرّغبة في أن أنزع جميع ملابسي. كنت أريدُ على نحوٍ يتّسمُ بالتهوّر أن أقف عاريةً من أجل الرّب، ولأجْلِ الجميع أيضًا كي يروني. نزوتي بأن أظهر عاريةً وأحلامي عن ذلك لم تتضمّن أيَّ شعورٍ بالخزي أو بالذنب. الحُلم بالناس يتطلّعون إليّ جعلني أشعر أنّني أقلَّ وحدة. أظنُّ أنّي أردتُ أن يرَوْني عارية لأنني كنت أخجل من ملابسي التي كنت أرتديها-فستانُ الفقر الأزرق الباهت الذي أبدًا لا يتغيّر. أمّا حين أكون عارية؛ فأنا أكون مثل الفتيات الأُخْرَيات، وليس مثل شخصٍ يرتدي الزيَّ الموحَّدَ للأيتام. هوليوود التي عرفتُها كانت هوليوود الفشل. تقريبًا كلُّ شخصٍ قابلته كان يعاني من سوء المأكلِ أو لديه نزواتٍ للانتحار. هوليوود مكانٌ حيثُ سيدفعون لك آلاف الدولارات مُقابل قُبْلة، وخمسين سِنتًا من أجل رُوحك. كانت مكانًا بشريًّا أكثرَ منه جنةً قد حلمتُ بها ووجدتُها.
لسنوات طويلة ظل أورهان باموق يتلقى هذا السؤال:« هل أنت كمال؛بطل روايتك متحف البراءة؟ » وعندما جاء وقت ليفتتح كاتب نوبل التركى الأشهر متحفًا على الضفة الأوروبية للبوسفور يحمل اسم روايته، قرر أخيرًا أن يجيب قائلًا: « نعم، أنا أيضًا قضيت طفولتى وشبابى فى الفترة بين عامي 1950و 1990، وترعرعت وسط أبناء الطبقة البورجوازية فى « نيسان طاش» وفيما بعد، كمال وانا تعرضنا للنبذ من الطبقة التى ننتمى إليها. للدقة، تم إسقاطنا خارجها. كمال بسبب عشقه لـــ «فسون» ، وانا بسبب حبى للأدب ووضعى السياسى . وكلانا لسنا نادمين» . « متحف البراءة» قبل كل شئ فكرة حول العشق. قصة حب مستحيلة تجمع بين كمال المنحدر من الطبقة الاستقراطية لإسطنبول فى سبعينيات القرن العشرين، و « فسون» الفتاة الفقيرة التى تربطه بها صلة قرابة بعيدة. تتجاوز التفاصيل حدود الغرام التقليدى، لتكشف حيرة الأنسان بين ثقافة الشرق والغرب، دون معزل عن التغيرات الاجتماعية والسياسة التى أحاطت بإسطنبول فى هذا الوقت، وتركت أثرًا عميقًا حتى فى قصص العشاق.
في رواية ثلج ستجد أجمل من السياسة برغم الجدل السياسي الذي أثارته، تلك المشاهد المتشابكة والكثيرة جدا، عن الهوية والأفكار والتاريخ والذكريات والبؤس في مدينة قارس الجبلية الرابضة فوق قمة أناضولية تحت الثلج، والتي تبدو رغم صغرها متاهة عالمية ووطنية معقدة من العوالم والأفكار والأحداث، الطلاب المتشددون و المتطلعون إلى مثاليات أقرب إلى المستحيل، والفقراء، والأكراد المنشقون، وبقايا وشواهد التاريخ الأرمني في المدينة، الكاتدرائية المهجورة، وعيون الليل وزوار الفجر، والبيوت التي تتدفأ بكهرباء لا تطالها عدادات الفواتير، وأجهزة تلفاز مفتوحة طوال اليوم، ولكن بصوت مغلق. الكتابة هي "عزاء الروح" أو هي الوجود، بالنسبة إلى الكاتب، هذه هي الطريقة التي يُعرّف فيها نفسه باموك في إيجاز شديد، حتى وإن كانت الكتابة نوعاً من التعبير عن الذات والحب.
يختزل زفايج بعبقرية شديدة معاناته مع الإنسانية في صورة ""مباراة شطرنج"" بين بطل العالم في اللعبة والغريب الذي يقابله على متن سفينة متجهة من نيويورك إلى بوينس إيرس، وعلى سطح المركب حيث بالكاد يمكنك أن تلفظ أنفاسك مع كل حركة يقوم بها البطل متحديًا بطل العالم وسط البحر وطاقم السفينة الذي يشاهد المباراة المثيرة في ترقب مهيب يجعلك تتسائل طول الرواية عن كيفية الفوز في لعبة الشطرنج ولعبة الحياة بأكملها.. بل إنك ستتسائل بعد أن تغلق الرواية عن تعريف الفوز نفسه.إنها رواية بديعة يمكنك قراءتها في جلسة واحدة، لكنك أبدًا لن تنساها هي وصاحبها.
ولدت كاثرين مانسفيلد (اسمها بالأصل كاثلين بوشامب موراي) عام 1888 في ولنغتون، عاصمة نيوزيلاندا، وماتت في منطقة فونتبلو الفرنسية عام 1923. قدمت إلى إنكلترا من أجل متابعة دراستها، واستقرت هناك منذ عام 1908. نشرت أولى كتاباتها في «العصر الجديد» التي كانت تكاتبها بانتظام. ثم نشرت في عام 1911 مجموعتها القصصية الأولى «في بنسيون ألماني». وفي عام 1912 أخذت تكاتب «إيقاع» التي كانت يرأس تحريرها جون ميدلتون موراي الذي تزوجها فيما بعد. كانت كتاباتها في السنوات التالية يغلب عليها التجريب، غير أن ما نشرته في عام 1916 أظهر أنها قد أصبحت ذات صوت متميز ككاتبة قصصية حديثة. أصيبت بالسل عام 1917، ومنذ ذلك الوقت عاشت حياة متنقلة بحثاً عن الشفاء. ولم تنشر مجموعتها الثانية «سعادة تامة» إلا في عام 1921. أما مجموعتها الثالثة «حفلة في الحديقة» فقد ظهرت في العام التالي، وكانت آخر ما نُشر لها في حياتها. بعد وفاتها نُشرت مجموعتان لها هما «عش الحمام» في عام 1923، و«شيء صبياني» في عام 1924. وفيما بعد نشر لها زوجها «يوميات» (1927)، و«رسائل» (1928)، و«سجل القصاصات» (1940). وفي عام 1945 نشرت دار كونستابل أعمالها القصصية الكاملة، ثم أعادت نشرها دار بنجوين عام 1981. ضمَّ هذا الكتاب ثلاثاً وسبعين قصة، وخمس عشرة قصة غير منتهية.
حين أواجِهُ موتَ الورقة، أتوقّفُ، ثم أبدأ بإزاحَةِ بياضها غير مطمئنٍ على استحقاق ما أسكبُه عليها، فأنا أُرقِّشُها برسوم مشوّهة وطوارئِ أفكار. لا أدري تماماً، لكنّي أُخمِّن أني أشعرُ بما هو قابل للنسيان، فألْتَقِفُهُ وهو يترك أثراً على يدَيَّ وظلالاً على الورقة. استمرُّ مفترضاً أننا نبدأ كلَّ شيءٍ بأخطائنا. وما أُريدهُ لا تُسعفُهُ الكلمات إلا قَدْرَ التنفّس. أُحسُّ اعتراضاتهِ، صيحاتِ الرفض في رأسي تُرعشُ يدي وتوقف القلم، يتحركُ وتوقفُه! أقل
وهي قصيدة واحدة طويلة، موزعة على فقرات ومقاطع فرعية، هنا نموذج منها: «العالقون عالقون أمام أبواب المخامر، لا تزجروهم، والناكصون ناكصون:وراء أولاء الأبواب تُبعثُ الأنهارُ للحساب أولاً، والحدائق للحساب على فضائح الشجر، ومروق الظلال، وهرطقة الممرات.حساب من
إن كتاب الفيلم الوثائقي منظّمٌ بحيث يقدم نظرة عامة إلى بعض القضايا الرئيسة ثم ينتقل لمناقشة بعض الأصناف الفرعية.ورغبت خصوصاً في استخدام فئات تتناول مسائل الموضوعية والمناصرة والتحيّز التي لطالما دارت حول الفيلم الوثائقي لكن بزخمٍ متجدد منذ الاختراق
هذه المدينة الحجرية جادة أكثر من اللازم، ومستقيمة أكثر من اللازم. صممت لأناس يكون البيت مأواهم الأول والأخير، بعد عمل يوم طويل. ولأنه شرقي تعود أن يقضي شطراً من استراحته خارج البيت، تعود الرفاق والمقهى والحانة والسير في الدروب الضيقة وحلزونيات الحياة العلنية والسرية، فقد كان يحس بشيء يفتقده في هذه المدينة المغلقة المكشوفة، ولاسيما وأنه في حالته العاطفية الراهنة، والمختصرة إلى تلك السويعات التي يقضيها إلى جانب سرير ابنه. كان يحتاج إلى ما يستند إليه، ويبدد قتام وحدته. الشوارع عريضة، والبيوت عالية، مكعبات ومستطيلات من الحجارة والإسمنت والزجاج، والفراغات هائلة، والمسافات جبارة يتيه فيها الإنسان الوحيد، إذا لم يكن له دور في هذا الزحام الهائل العجول الراكض إلى غايات شتى. يحس بالضآلة وانعدام الوزن.
ما زالت الأساطير العراقية القديمة تثير اهتمام الدارسين والمتابعين للأدب القديم وتاريخ الحضارات في الشرق المتوسطي. وخصوصاً الأساطير السومرية، لأنها تمثل عتبة مهمة تضيء المستوى الروحي والثقافي الذي أُبدع في جنوب العراق، وظل مستمراً ومتمركزاً في تاريخ الحضارة العراقية الطويل، وصاعداً نحو الديانات المجاورة، وتبدّى في العناصر الدينية ونظامها في سورية. ولشدة التطابق بدت وكأنها منقولة عند ارتحالها، لذا فإن للأساطير السومرية مساحة واسعة في التداول والاتصال من هنا كان حجم تأثيرها وهيمنتها. وأكثر الأساطير تعمقاً وتداولاً تلك التي كانت فيها الألوهة المؤنثة ذات دور فعال، ومتأت من طبيعة بلاد وادي الرافدين وخصائصها الطبيعية التي تستدعي اهتماماً بنظام الألوهة المؤنثة، وعبادة الأم الكبرى، وصلتها مع عقائد الحياة والخصوبة/ التجدد والانبعاث. ولعب الجنس، كنظام دلالي، دوره الحيوي في هذه العقائد والشعائر، لأن البنية الذهنية الأسطورية، لم تتعامل معه باعتباره استهلاكاً للرغبة والنشاط بل كونه فاعلاً في تطوير الحياة والحفاظ عليها وتحقيق التوازن في الطبيعة والكون، وحركة الأوقات وانتظام الفصول، وأضفى الفكر العراقي القديم صفة القداسة على طقوس الجنس التي صارت فعلاً إلهياً، يحتفل به. وأنتجت المرحلة السومرية كثيراً من الأساطير والقصائد والأناشيد في هذا المجال الحيوي. بحيث صارت هذه النصوص رأسمالاً ثقافياً، ساهم بقوة في الاستدلال على طبيعة الحياة وعقائدها.
نشر الدكتور زين العابدين عبد الكلام هذه المذكرات (رحلتي: تحويل الأحلام إلى أفعال) في كتاب صغير عام 2013 ، ويمكن النظر إلى هذا الكتاب- المذكرات على أنه إستذكارات جميلة لتفاصيل صغيرة لم يأتِ عبد الكلام على ذكرها في سيرته الذاتية المنشورة في كتبه السابقة ومنها كتابه الشهير (أجنحة من نار)، نستشعر في هذه المذكرات ذلك الحس الروحاني السامي إزاء الناس والطبيعة والزمن كما نتلمس العاطفة الجياشة التي تملأ روح الكاتب وعقله وهو يأتي على ذكر تفاصيل من طفولته وصباه ساهمت في تشكيل وعيه المبكر وشخصيته الإيثارية ذات الطموحات الملحمية العابرة للذات والساعية لتكريس الهند كقوة عظمى على الساحة العالمية. تمتاز هذه المذكرات بغلبة الطابع الحميمي فيها وتركيزها على الجوانب الإنسانية النبيلة التي تعدّ ضرورة لازمة تفرضها متطلبات العيش وإدامة الحياة في البيئات الفقيرة من العالم، يؤكد عبد الكلام هنا على القيمة العليا للجوانب الإيثارية الرائعة التي حازها شخوص كثيرون في حياته إبتداء من أبيه التقيّ وأمه وأخته وإبن عمه وحتى بائع الكتب في مدينة مدراس وإنتهاءً بالعلماء الكبار الذين عمل معهم في وقت لاحق من حياته المهنية.. يكتب عبدالكلام عن عطاء الروح دون انتظار مقابل: (تطلّع في الزهرة وهي تنشر بكرمٍ عبيرها الفواح وعسلها الشهي، هي تمنح الجميع بركاتها المجانية النابعة من جوهر روحها المتسربلة بالحب، وعندما تنتهي من عملها ترتمي على الأرض في هدوء كامل. إجتهد بكل قدرتك المتاحة أن تكون مثل الزهرة التي تمنح من غير مقابل رغم عظمة ماتحوزه من صفات.