طرأ شيء من التوقف على أعمال تولستوي الأدبية المُبدعة، بعد «الحرب والسلم». وذلك لا يعني أن الكاتب يظل خالياً من العمل، على العكس: إنه يقرأ بكَثرة، ويعمل على تأليف، «كتب القراءة الأربعة» التي يَعُدّها أعظم الأعمال الأدبية شأناً في حياته. وتتفتّق في ذهنه مشروعات روايات جديدة. لكن صوفيا تولستوي تُدوَّن في 24 شباط 1870 مايلي: «قال لي البارحة مساء أن قد ظهر له نموذج امرأة متزوجة، من الطبقة الارستقراطية. ضلّت سبيلها. وقال لي: إن مهمته تنحصر في عَرض هذه المرأة على أنها جديرة بالعطف وليست مذنبة، وما إن مَثُل هذا النموذج بين يديه حتى وَجدت جميع الشخصيات والطباع المذكّرة التي ظهرت له من قبل مكانها وانتظمت من حول هذه المرأة. «لكن ذلك لم يكن سوى فكرة عارضة؛ وبدا المشروع كأنه لا مستقبل له. وبالفعل، فإن تولستوي، في السنوات الثلاث التي تلت، يُنجز كتب القراءة الأربعة، ويدفعها إلى الطباعة في 1872، وتشغل بالَه، قبل كل شيء، فكرة كتابة رواية تجري في عهد بطرس الأكبر، رواية يُحرّك فيها جدَّه بطرس تولستوي، تلك الشخصية الملتبسة التي تنتهي حياتها نهاية جدّ مثيرة. وهو يحيط نفسه بمجموعة من الوثائق ويقرأ كتب التاريخ، ويُعيد كتابة البداية نحو عشر مرات، ثم يَعجز، في نهاية الأمر، عن الانتقال بالخيال إلى عصر العاهل العظيم، السحيق البعد، فيَهجُر مشروعَه ليعود إلى المخلوقات التي تُحيط به. إلى الوسط الاجتماعي الذي يعرُفه حق المعرفة والذي يستطيع أن يصفه بوضوح أعظم.
آلي سميث كاتبة اسكتلندية، ولدت في إنفرنس عام 1962 لأبوين من الطبقة العاملة، وفي منزل هو إعانة من مجلس المدينة. التحقت بجامعة أبردين، ثم بجامعة نيونهام في كمبريدج، لكنها لم تُكمل دراستها للحصول على درجة الدكتوراه. وعملتْ كمُحاضرة في جامعة ستراثيكلايد، إلى أنْ بدأتْ تظهر عليها علامات الإصابة بالتعب المزمن، فتركت العمل وتفرّغت للكتابة. وهي الآن تساهم بمقالات في الغارديان والسكوتسمان وفي الملحق الأدبي لصحيفة التايمز. هي عضو في جمعية الأدب الملكية. نالت عدداً من الجوائز على كتبها، منها جائزة إنكور على رواية «فندق العالم»، وجائزة مجلس الفنون الاسكتلندية، ورُشّحت لجائزة الأدب وجائزة مان بوكر. وفي عام 2005 نالت جائزة وايتبريد. من كتبها الأخرى ومجموعاتها القصصية: «المُصادفة»، «فتاة وفتى»، «كان ولكن ذلك الحقيقة»، «كيف تكوني كليهما»، «حب حر وقصص أخرى»، «القصة الكاملة وقصص أُخرى»، «الشخص الأول وقصص أخرى». تعيش مع صديقتها في كمبريدج. في روايتها الشهيرة «المُصادفة»، عمدت آلي سميث إلى جعل عنوان كل فصل من فصول روايتها هو الكلمة الأولى من ذلك الفصل، على سبيل المثال، إذا بدأ الفصل: «كانت ميري تطل من نافذة غرفة نومها...»، فإنَّ عنوان الفصل هو كلمة «كان»، وإذا بدأ الفصل: «عندما فتح تشارلز الباب وجد ما لم يخطر على باله...» – فإنَّ عنوان الفصل هو «عندما»، وهكذا. ثم إنَّ العنوان كان جزءاً من النص وليس منفصلاً عنه. أما في الرواية التي بين أيدينا فإنَّ آلي سميث تمادت وجعلت مجموع عناوين فصول الرواية هو عنوان الرواية كلها، وعليه فإنّ العنوان «كان ولكن ذلك الحقيقة» ليس جملة مفيدة بل هو مجموع عناوين فصول الكتاب الأربعة وُضِعَتْ كعنوان للكتاب
الفتاة البالغة من العمر 12 عاماً شغوفة بخطف لقطات سريعة من الحياة، من خلال آلة التصوير التي لا تكاد تتركها من يديها، "استريد سمارت" فتاة من نسج خيال الروائية الاسكتلندية "آلي سميث" وهي بطلة رواية "المصادفة".. "استريد" تبدو كأنها تجاوزت مرحلة عمرها، ففي حياتها المزيد من الأفكار النامية، الكم الكبير من التساؤلات المعقدة، والكم الأكبر من الأحاديث التي تجرها إلى فلسفة معقدة، "استريد سمارت" مع كاميرتها، والافلام الصورية الناطقة للأشياء التي تختزنها في شريط ذاكرتها ستخلق لنا حكاية طويلة لا تسهل أبداً على قارئها. من يقرأ رواية واحدة لآلي سميث يستطيع أن يميز أسلوبها المختلف عن أي كاتب آخر، فهى تطرح كماً كبيراً من المعلومات يحتاج معها القارئ لتركيز عال، ومزيد من الصمت، والعزلة عمّا يحيطه، والدخول بين سطور الرواية التي يجب ان تكون جزءاً من واقعه هو
حين يُذكر شعر الحرب العالميّة الأولى، يبزغ في الذّهن حالاً، الشّعر الإنجليزي، وتتّضح تلك المجموعة المعروفة في العالم من الشعراء الإنجليز الشباب، حتى لكأنّهم المقصودون بتسمية «شعراء الحرب الأولى». ولا يبدو هذا غريباً إذا علمنا بأن عشرات وربما مئات القصائد كتبت بالإنجليزية خلال الحرب العالمية الأولى. وإذا كان شعراء العالم الآخرون ممّن دخلوا تلك الحرب كانوا إما متطوّعين، فدخلوها مختارين، أو أنهم دخلوا الحرب مراسلين أو معالجين طبيـين، والقليل منهم جداً كانوا جنوداً مقاتلين. أما الشعراء الإنجليز فبعضهم جاء موعد تجنيدهم فالتحقوا بالجيش، والآخرون شملتهم التعبئة العسكرية فارتدوا الكاكي وحملوا السلاح. وقد عرف أولئك الشعراء الحرب في البحر أو في الخنادق، والباقون منهم المراسلون والمعالجون الطبيون.
ما أعدت قراءة ترجمة لقصيدة أجنبية وقارنتها بأصلها، إلا وصحبني أسف على غياب شيء، وشعور آخر يقابل ذاك هو الرغبة بقدرة أكبر على الإمتلاك والتعبير، وحين تأكد لي أن ذلك الأسف وذلك الشعور الآخر يتكرران إثر كل قراءة لما ترجمت وبعد كل تنقيح وتعديل صرت أستسلم لقناعة ما بعد التعب والحفاظ على آخر حال تمّت معتذراً هذه المرة بأن تلك غاية ما وصلت إليه اليوم وغاية اليوم الثاني مختلفة وللسنة القادمة غاية أخرى. ولإننا نؤمن بأن نعرف جوّ الشاعر وأفكاره وموضاعاته خيرٌ من أن نجهله كلِّه، وبأن نرى قصيدته من مسافة ليست بعيدة خير من ألا نراها، فإن هذا الإيمان يهبنا سبباً آخر لأن نرتضي بالقصيدة المترجمة ونتقبلها بفرح لا يحول دونه بعض ما يصحب السفر. وإذا كان الأديب غير المتخصص بالشعر لا ينتبه إلى بعض من خسارة القصيدة المترجمة، فأنا أعلم مما أمّر به أن قراءة أخرى للعبارة الشعرية أو البيت الشعري تلوح في ذهن الشاعر أو العالم بالشعر الذي يقرأ الترجمة وجواً أكثر إكتمالاً أو أقرب إلى فهمه يرتسم في مخيلته وذهنه.
سوناته لكروتزر 1889 – 1891. هذا النص الشهير والذي أثار كثيراً من المجادلات، تخيّله تولستوي بعد أن تجاوز الستين. والمؤلّف يتّخذ فيه موقفاً تجاه المشكلة الزوجية وتجاه الفن الموسيقي على حد سواء. وقبل أن نتصدّى للمشكلة الأولى لِنُشر إشارةً عابرة إلى أن تولستوي أحبّ الموسيقا كثيراً منذ شبابه وفي كل زمان
أن الحكايات العشر المجموعة تحت هذا العنوان لا تتيح بدقة الترتيب الزمني لأعمال تولستوي، فنشرها جاء بعد آنا كارينينا 1877، لكننا نضعها، لأسباب عملية في المجلد نفسه الذي يضم كتب القراءة الأربع، وإن كانت تتباين فيما بينها تبايناً موحياً: إننا نرى تولستوي صاحب النهج الثاني الذي تُهيمن عليه هموم التثقيف ه و الذي يظهر فيها. لسنا هنا بإزاء مدوّن وقائع طبقات المجتمع الراقية - كما هي الحال في الحرب والسلم وآنا كارينينا - لكننا بإزاء الكاتب الذي تتملكه الآلام الإنجيلية وحياة سواد الشعب الذي يرى فيه وحده الخلاص والذي يرغب به، من أجل ذلك بالذات، أن يساعده فكرياً بكتب القراءة الأربعة وأخلاقياً بحكايات الإنجيل الذي يعتقد أنه قد فهم رسالته فهماً كلياً بعد أزمته الدينية في سنوات 1880. ولذلك، يَعْزم، كما نعلم، أن يتنكر لنهجه السابق، أنه لا يريد بعد الآن أن يكون الروائي الشاهد والحكم على المجتمع الراقي: إنه يرغب بحرارة أن يكلّم الذين ينتظرون من الكتّاب رسالة جوهرية، لا تسلية. ولقد أسرّ ذات يوم إلى الكاتب دانيلف سكي: أن ملايين الروس الذين يعرفون القراءة، يظلّون أمامنا فاغري أفواههم مثل صغار الغربان، ويقولون لنا: أيها السادة الكتاب، ألقوا في أفواهنا غذاء فكرياً جديراً بكم وبنا، اكتبوا لنا نحن أيضاً، نحن العطاش إلى الكلمة الحية والأدبية.
يتضمن هذا المجلّدُ، إلى جانب قصة "السيد والخادم" التي لعلها أغرب ما كتبه تولستوي في قدرتها الإيحائية والتي تشكل وثيقةً حقيقية من وثائق الأدب العالمي الشامل، مجموعةً من الأقاصيص والحكايات الشعبية التي تتدرّج من 1895 إلى 1909 (أي قبل موت الكاتب بسنة) والتي تنتمي في معظمها إلى النوع التثقيفي الذي تبنّا ه مؤلفُ "آنا كارينينا" قبل نحو خمس عشرة سنة، وَلْنُبادرْ إلى القول: إننا أضفنا إليها بعض النصوص التي استلهمها أو حاكى بها مباشرةً كُتاباً آخرين، ولا سيّما "موباسان" مثل "نُزُل وسرات"، و"بوذا"، و"كارما"، و"أربعون عاماً"، و"مفرط الغلاء"، والتي من أجل ذلك أثًبتتْ. وفي آخر هذا المجلد، مع أنها ألفتْ في فترةٍ أَسبق أحياناً من الحكايات التي تُدعى الحكايات الشعبية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى قصة "حياتي" التي ليست من عند تولستوي، لكنها من عند فلاّحةٍ تُدعى "آنيسيا" كانت تسكن آنئذٍ "كوت شاكي" على مقربة من "إيا سنايا بوليانا"، وقد حبرت السرّاء والضراء، ولحقت بزوجها المنفيّ إلى سيبيريا، ثم ترمّلت وانتهت بأن تزوّجت مُستخدم كنيسة القرية، وكانت "آنيسيا" تُحسن القَّص، مثل كثير من الفلاحين الروس، ولذلك فإن أخت الكونتيسة تولستوي، "تاتيانا كوزمنسكي" التي كانت تصغي إليها بسرور، قد جمعت قصتها.
في لقاءات لاحقة فسر إبراهيم لمحمود صعوبة العيش منفياً بلا وثيقة ما. حدثه عن البواخر التجارية وعن البحر في دلمون حيث عمل هناك وعن أبناء وطنه غرباء نجارين وبنائين وعمالاً أجراء يسعون إلى تشييد سقف مالي فوق رؤوسهم. حدثه عما قرأه في مسرحية أوديب لسوفوقليس قال فيها كريون “ لم أولد وعندي الرغبة في أن أكون ملكاً بل ولدت وعندي الرغبة أن أعيش كذلك!” شغلت الفكرة ذهن إبراهيم مفكراً باغواءات التمَّاهي وتعامل الإنسان منذ خلق آدم و الآلهة والأديان ثم الحياة ما بعد الموت ولازم هذا التماهي الولاء له، الكفران به يساوي الزندقة. والآن تبدو لإبراهيم فكرة أن تعيش ملكاً أو كملك، لا بد من آثار تتركها في علاقات الإنسان بنفسه ومع الآخر والعالم ولم يستبعد تأثير ذلك في السياسة وهذه بدورها تطالب بولاءات وإغواءاتها متنوعة. داخل المقهى رائحة ظل بارد وأصوات غسيل للاستكانات والرصيف ساخن وفي الهواء رائحة غبار وأصوات أتوبيسات سطوحها حمراء لماعة في ضوء الشمس.
كتاب خالي العزيز نابليون pdf الكاتب إيرج بزشك زاده قد يأتي حجم هذا النص الساخر كبير, و هو ليس مجرد رواية تتبادل فيها الشخصيات من أماكن متعددة الأدوار. بنى الروائي إيرج بزشك زاده روايته على عاصمة من السخرية والأحداث التي توضح مفهوم المؤامرة حين سيطرتها على ذهنية شخصيات تأتي في القيادة, تتفرع هذه الفكرة المؤامراتية, بالتدريج إلى من حوله. هناك غوص عميق في المجتمع الإيراني, وتفاصيل تكشف عن أسئلة راودت الكثير منا عن ذلك المجتمع, عباراتهم الرمزية وطقوس العائلة و سذاجة المواقف التي تتحول إلى حدث عالمي يرتبط بصورة مباشرة بالحربين العالميتين و الثورات الدستورية. بزشك زاده يركض بنا مسافات طويلة من الضحك المفعم بخطط مراهق تشبه خطط العقلية الإنجليزية لماكرة في تقسيم الجغرافيات. تحميل كتاب خالي العزيز نابليون PDF - إيرج بزشك زاده هذا الكتاب من تأليف إيرج بزشك زاده
توهّجتْ ثقافةُ علي الشوكِ في زمن الصعودِ والانتصارات التي شهِدتَها البشريّةُ بعدَ الحرب العالميّة الثانيةِ والانتصارِ على الفاشيّة والنازية، وتركت بصماتها في كلّ ميدانٍ من ميادين العلوم والثقافة والمعرفة بتنوِّعها وتعدُّدِ حقولها وتطبيقاتها ومنجزاتها في ا
تتناول (قصة او) حياة مصوًرة أزياء فرنسية تُكنى بـ «او»، حُبست في أماكن غامضة وتعرضت لشتى أنواع التعذيب والإذلال والعنف والعبودية، في سبيل إثبات إخلاصها لعشيقها رينيه. في مجريات القصة، تُعصب عيناها وتربط بالسلاسل وتجلد بالسوط وتثبت الحلقات في جسمها وتوسم بالنار. كتبت أوري هذه الرواية إهداءً لبولان بشكل خاص، رداً على ملاحظته الارتجالية، أن ليس بمقدور امرأة أن تكتب رواية جنسية حقيقية، إلا أن السبب الملّح لذلك كان خوفها من أن تنتهي العلاقة التي تجمعهما، حيث كشفت هذا السر فيما بعد (لم أكن في ريعان صباي، ولم أكن باهرة الجمال، وبما أن الجانب الجسدي لم يكن كافياً، لذا كان من الضروري أن أجد أسلحة أخرى، للأسف، تلك الأـسلحة كانت تدور في رأسي). كُتبت هذه الراوية كتحدٍ لجرأة بولين، (لقد كتبتُها له وحده، إرضاءً له، ولكي أستحوذ على تفكيره)، هذا ما قالته لـ بولا ربابورت مخرجة الفيلم الوثائقي، قبل وفاتها بفترة قصيرة.