كتاب (قِمَم عِراقية) هو جزء آخر مستقل يضم 28 ترجمة لمن عرفتهم ولي ذكريات معهم سجلت شطراً منها في هذا الكتاب. – ولا بدّ لي من تكرار الاعتذار عن ترداد كلمة (أنا) التي أمقتها، لكن السياق يقتضي ذلك وأنا أعيد مقولة العلامة (آينشتاين): إن القيمة الحقيقية للإنسان، تقاس بمدى تحرره من كلمة (أنا). – أؤكد هنا بأن كتابي يشتمل على تقريظ (مدح) المترجم لهم.. أي إنه يعكس الوجه الإيجابي الناصع لهذه الكوكبة المنتقاة من المبدعين العراقيين الأفذاذ، ولعل لبعضهم جوانب (سلبية)، لكنهم في جميع الأحوال بشر ليسوا معصومين من الأخطاء و(السلبيات)، لكنني أؤمن أنهم قدموا معظم حياتهم لخدمة المجتمع والناس. – لقد فكرت في كيفية ترتيب الكتاب، وبعد تفكير عميق آثرت أن أرتبه حسب تواريخ وفيات المترجم لهم هكذا: – أولهم علي الشرقي -المتوفى سنة 1964 . – آخرهم يوسف عز الدين المتوفى سنة 2013 . وأشير هنا إلى أنني أهملت الألقاب كالشيخ والدكتور والأستاذ وما أشبه قدر الإمكان. وبعد: فإنّ هذه المراثي المتواضعة التي يحتجنها هذا السفر الصغير ليست مجرد أكاليل ورد تنثر فوق أجداثهم الشامخة، فهذه الكوكبة المتألقة من رموز العراق وأعلامه تستحق منا التثمين والإقرار بما قدموا من خدمات جليلة للوطن والمواطن.
قبل رواية كين كيسي "طيران فوق عشواق" ، يشعر القارئ بالحيرة والخوف ، الحيرة أمام هذا التشابه المذهل بين مستشفى الأمراض العقلية والمجتمع ؛ و الخوف من هذا الوهم الذي هو أكثر واقعية من الحقيقي ، وبين الارتباك والخوف ، يروي القائد ، برومدن ، بلغته المنفصمة المغطاة بضباب الرؤية الممزقة ، مأساة ماك ميرفي والآخرون ، مأساة المجتمع الأمريكي من خلال عينة صغيرة تجتمع في مستشفى الأمراض العقلية ، ويعرض لوحة متكاملة عن مأساة الإنسان المعاصر داخل كابوس القيم الرأسمالية.
"قوة العمر" وهو جزء من مذكرات سيمون دي بوفوار التي صدرت باربعة اجزاء وستصدر ترجمتها الكاملة عن دار المدى.. نشرت "سيمون دي بوفوار" رواية "المثقفون" في عام 1954 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية والتي بفضلها حازت على الجائزة الأدبية الأعلى في فرنسا "جائزة غونكور"، وكتبت "سيمون دي بوفوار" 4 مجلدات من السيرة الذاتية تحتوي على "مذكرات فتاة مطيعة"، و"قوة العمر"، و"قوة الأشياء"، إضافة إلى "كل شيء قيل وانتهى". خلال السبعينيات أصبحت ناشطة في حركة تحرير النساء الفرنسيات.
هذه التفاصيل كلّها – من أين أتيتَ بها؟! فقد تشنّجت معدتي تقريباً بسببها. هذا كلّه – كأنّي أراه بأم عيني، أنت ابن كلب! أنت شكسبير أشعث! شيللر مغبَرّ! ما الذي يحدث هناك – في هذا الرأس الأصمّ المُوْبِر، ها، قل؟ أيّ شياطين موجودة في داخلك؟ – وبعد أنْ قفز إلى باخ، قرَّب هوفمان منه حسب العادة وجهه الجميل كثيراً وهزَّ منخريه فجأة وخفق برموشه. هذه هي المرة الثانية التي نقول فيها هذا بأعلى أصواتنا لغوزيل ياخينا، ونحن نقرِّب حسب العادة وجوهنا الجميلة إلى السطور التي كتَبَتْها. ولا يمكننا التوقف عن القراءة. وكلّما نقرأ أكثر نندهش أكثر. في الرواية الأولى التي اشتهرت بسرعة بعد عام واحد من ظهورها لأول مرة، والتي صدرت في ثلاثين ترجمة ونالت أفضل الجوائز الأدبية العالمية، أخذتنا ياخينا إلى سيبيريا وفي الوقت نفسه أظهرت لنا الروحية التترية في داخلها، وفي روسيا، ويمكن للمرء أن يقول في داخلنا جميعاً. والآن تغمر القارئ في ماء نهر الفولغا البارد، في الطحلب الجليدي والخث، وفي التماوج والوحل، في إتيل – بولغو – سو، و «فكره الشعبي»، إنها مثل نهر الفولغا، العميق، تتلمَّس أيضاً الروحية الألمانية في داخلها وفي روسيا، ويمكن أنْ نقول، في داخلنا جميعاً.
يهيمن الرجال على التاريخ لأنهم يكتبونه. لطالما تم التقليل من شأن دور المرأة الحيوي في تشكيل العالم أو تجاهله. تقدم روزاليند مايلز في كتابها (تاريخ العالم كما ترويه النساء) وبعنوان فرعي من طبخت العشاء الاخير، الصادر عن دار المدى بترجمة د. رشا صادق،إعادة تقييم أساسية تضع الأمور في نصابها الصحيح. مذهل في نطاقه وأصالته ، يتحدى تاريخ المرأة جميع تواريخ العالم السابقة ويحطم الأوهام في كل صفحة. بدءًا من النساء في عصور ما قبل التاريخ ، ينظر المؤلف إلى ما وراء أسطورة "الرجل الصياد" ليكشف عن الدور المركزي للمرأة في بقاء وتطور الجنس البشري. إنها تتابع تقدمهم من الأيام التي كان الله فيها امرأة وحتى انتصارات الأمازون وملكات الحرب الآشورية: إنها تنظر في صعود الدين المنظم والقمع المتزايد للمرأة: ترسم النضال البطيء الطويل من أجل حقوق المرأة والذي بلغ ذروته في الحركات النسائية في القرن العشرين: وأخيراً تقدم رؤية للمرأة تتحرر.
هذا الكتاب يتوجه إلى الذين لديهم ما يقولونه، غير أنهم لا يعرفون كيف يقولونه بشكل جيد. بمعنى أن هذا الكتاب لا يحد من مغامرة الروائي، بل يساعده على معرفة الهيكل الداخلي، الذي يحكم حركة تقدم الروايات إلى الأمام. حتى أولئك الذين يفكرون دوماً بكسر القواعد وتهديم الأنماط لكي يأتوا بالجديد، عليهم أولاً معرفة ما هي هذه القواعد والأنماط من أجل تجاوزها وكسرها. ليس مهماً التوقف عند الأنواع العشرة التي يطرحها المنهج، المهم معرفة كيف تجري كتابة القصص على منوالها، كيف تعمل في نظام تتخلله لائحة النقاط الخمس عشرة، وكيف نضع مخططاً لكتابة الرواية إذا كنّا من النوع الذي يخطط قبل الكتابة، وأخيراً كيف نراجع رواياتنا على ضوء هذا المنهج، إذا كنا من النوع الذي يكتب وينطلق دون خريطة طريق كما هي الحال معي شخصياً. المترجمة.
لمطاردة تولستوي في طريق الهروب المتوقع أُرسل الصحافي الشاب كونستانتين أورلوف، الناقد المسرحي، وابن نصير تولستوي، المعلم، وأحد أفراد الحركة الشعبية الحرة فلاديمير فيودوروفيتش أورلوف، الذي صوّره تولستوي في قصتي «الحلم» و«لا مذنبين في العالم». لقد أدرك هذا الصحفي الهارب تولستوي في بلدة كوزيلسك ورافقه سراً حتى منطقة أستابوفو، ومنها أعلم ببرقية زوجته صوفيا أندرييفنا وأولاده أن ليف نيقولايفتش مريض بشكل خطير وهو موجود في محطة تقاطع السكك الحديدية في منزل رئيس المحطة ي. ي. أوزولين. لولا مبادرة أورلوف لما عرفت أسرة تولستوي عن مكان وجود ليف نيقولايفتش الذي كان على سرير الموت إلا من خلال ما ستنشره الصحف لاحقاً. وهل ثمة حاجة للحديث عن مدى الألم الذي كان يمكن أن يصيب أسرته؟ ولهذا، وبالاختلاف عن الدكتور ماكوفيتسكي، الذي اعتبر نشاط صحيفة «روسكوي سلوفو – الكلمة الروسية» «دسماً» كانت ابنة تولستوي الكبرى تاتيانا لفوفنا سوخوتينا، حسب ما جاء في ذكرياتها، «حتى الموت» ممتنة للصحفي أورلوف
رواية عن الشّرق الفرنسي المهمّش الذي لا نعرفه، عن منطقة ألقى الانحسار الاقتصادي بظلاله عليها، وأحلام انطفأت بانطفاء المصانع. مصائر أشخاص تتباعد وتتداخل في توليفة اجتماعيّة خلال أربعة أصياف متتالية في سنوات التّسعينيات. من سنة 1992 إلى سنة 1998، تتفرّع حكايات الأبناء والآباء، وتغذّيها أحلام مسعورة بالهروب من واقع بائس. فتتشابه المصائر، كلعنة أبديّة. مراهقون تمرّدوا على النّواميس العائليّة، وآباء رجّتهم الحياة بتفاصيلها الحادّة. ويسبح الجميع في فلك الشّقاء، طامعين في مستقبل يخرجهم من دوّامة التّفاصيل المؤرقة لمنطقة الوادي. وتدور الأحداث في كيمياء اجتماعية متقلّبة بين الكُحُول والحشيش والحُبّ والرّفض والطُّمُوح والفَشَلِ، بين الرّغبات والواقع، حيثُ تتخضّب الحِكايَاتُ بمسائل الهُويّة والمهاجرين والعرب والضّواحي الفرنسية المهمّشة والسّياسات المرفوضة. فكيف نحتت الحياة البائسة في منطقة الوادي مسألة الشّعور بالانتماء؟ وكيف صهرت أفران الحديد الصّدئة مصائر الآباء وأبنائهم؟. المُترجِم.
سنة العجائب شاءت المصادفة أن يأتي العمل على ترجمة هذه الرواية متزامناً مع انتشار جائحة كورونا COVID–19، واتّباع إجراءات الحظر الصحي في معظم دول العالم، لتكون حكاية الوباء التي تسردها جيرالدين بروكس عن الطاعون الذي ضرب بلدة إيام الإنجليزية في القرن السابع عشر، والحظر الطوعي الذي فرضه القرويون على أنفسهم، مطرح مقاربةٍ شائقةٍ وملفتة، يباين عبرها القارئ أساليب البشر بتدبّر أمورهم لقطع سلسلة العدوى بالأمراض القاتلة. أساليب ما انفكت تتأرجح بين الشعوذة والإيمان واليأس والعلم، رغم مرور ما يقارب أربعة قرون.
الرواية تتحدث عن قضايا العنصرية، كتبها الروائي الأمريكي من أصل أفريقي رالف إيلسون، وفازت بالجائزة الوطنية للكتاب عن فئة الخيال في عام 1953. وقد صنفت بالمرتبة 19 في قائمتها لأفضل مئة رواية في القرن العشرين. ضمنت مجلة تايم رواية الرجل اللامرئي في قائمتها لأفضل 100 رواية باللغة الإنكليزية منذ عام 1923
وثّقت الذاكرة الشعبية العراقية منذ 100 عام ما ظل خالداً من أهازيج وهوسات ثورة 1920 ضد الاحتلال البريطاني كإهزوجة (الطوب أحسن لو مگواري) و(يلترعد بالجو هز غيري) و(حل فرض الخامس گوموله) و(تندار الدنيه وهذا آنه) و(حطوني إبحلگه وگلت آنه) و(رد لا تتدهده إبحلگ آفه) و(هزيت ولوليت لهذا) و(الشر يتلبد وإحنه أندور إعليه) وصولاً إلى إهزوجة ثوار الناصرية في تلك الحقبة الزمنية (شرناها وعيّت باهيزه) و(باهيزه) منطقة ريفية تقع بين الناصرية وناحية الغراف (30 كم شمال الناصرية) تسكنها عشيرةُ ال أزيرج، إذ يقول (المهوال) إننا استشرنا منطقة (باهيزه) بقبول أو رفض مرور المحتل الإنكليزي عليها فرفضت لذا قاتلنا لأجل رفضها هذا. ورغم ما وصلنا من تلك (الهوسات) والأهازيج إلا أن ما ضاع منها هو كثير، فما ردّده المهوال والثوار العراقيون من أهازيج و(هوسات) في تلك المناسبة والمناسبات الوطنية الأخرى أضعافاً مضاعفةً