«نجوم النهار» نصّ روائي على شكل سيرة مفعمة بالحسّ الشعري والإنساني العميق، للكاتبة الشاعرة السوفييتية البارزة أولغا بيرغولتس، حيث تستعيد فيها حياتها بأكملها بصدق من اللحظات الأولى لوعيها وهي طفلة. يمكن اعتبار هذه الرواية بمثابة الكتاب الرئيس الذي، كما تقول عنه بيرغولتس في أحد أهم فصول كتابها، المعنو ن: «الكتاب الرئيس» إنه حلم كلّ كاتب والذي يظل يسعى طوال حياته لإنجازه. أعمال أولغا بيرغولتس، الحائزة على جائزة الدولة، معروفة على نطاق واسع ليس فقط في الاتحاد السوفيتي، ولكن أيضاً في العالم. كتابها «نجوم النهار» هو مذكرات شعرية فلسفيّة تجمع من خلال أسلوب سردي شديد البراعة بين ذكريات الزمن المأساوي لحصار لينينغراد من قبل الجيش الألماني زمن الحرب العالمية الثانية، مع سرد الكثير من القصص المعبّرة والفريدة من نوعها، وتأملات في شتى نواحي الحياة، ما يسمح للقارئ بفهم «سيرة حقبة» بكاملها ومعرفتها والشعور بمصير جيل عاش كلّ مآسي الحرب وقاوم وتحمّل، على الرغم من الجوع والبرد والخيبات. كاتبة، عاشت فترة صباها زمن الثورة الاشتراكية، وامتلأت بالإيمان بها وبفكرها وبقائدها وملهمها لينين، لكنها إذ تمجّد الثورة وفكرها، لا تركّز على الدعاية لها، بقدر ما تعكس ما بين السطور تناقضاتها وانحرافاتها، وتتحدث عن الفرق بين الدعاية والبوح في النصوص الأدبية.
هذا الكتاب عرض موجز لمراحل نضال الشعب العراقي وحركته الوطنيه العامه خلال نصف قرن ضد الاستعمار و الحكومات العراقية التابعة ، انتهت بسقوط النظام الملكي و قيام الحكم الجمهوري. "والواقع فإن هذه الدراسة التاريخية تتطلب أكثر من مجلّد لمن أراد التوسع . و أظن أن هذا العرض الموجز استعراض فيه الكفاية . "قد اج تهدت أن أجمل هذه المراحل في أبواب ثلاث و لكل باب - فيما أرى- فواصل تميزه عن غيره و إن كان يربط بينهما نسيج متواصل متطور. "فالباب الأول يبدأ بالانقلاب التركي عام ١٩٠٨ وينتهي بنهايه ثورة العشرين المجيدة. "أما الباب الثاني ففصوله مكرّسة للصراع بين الشعب العراقي و حركته الوطنية من جهة وبين المستعمرين من جانب آخر و ذلك في العشرينات و الثلاثينات من القرن المنصرم. "أما الباب الثالث فيتكلم عن الأربعينات و الخمسينات من القرن المنصرم . وأخيراً فقد وجدت نفسي مقتحماً علم التاريخ الذي هو علم معقّد تتضارب فيه الأفكار المتضادة وغيرها ولكن ولوج هذا العلم بموضوعية يعصم إلى حدٍ ما من يلجه عن كثير من الزلل وكل إنسان في هذا الوجود معرَّض للخطأ فلم يخلق إنسان مجرَّد عن الخطأ
يروي مانديلا في كتابه سيرته الذاتية، وسيرة كفاح شعبه، التي أدت دفعت به إلى سجون العنصرية البيضاء لمدة 28 عاماً. الكتاب الذي صدرت ترجمته الجديدة عن دار المدى، يعتبر من أهم المراجع التي يمكن من خلالها التعرف إلى ملامح تجربة مانديلا النضالية الفذة التي أسفرت بعد أكثر من نصف قرن عن انتصار إرادة الجماهير المضطهدة وعودة السلطة إلى الأغلبية الأفريقية... يستعرض مانديلا في هذا الكتاب بأسلوب تحليلي شائق المراحل النضالية التي خاضها شعبه ضد سياسة التمييز العنصري القائمة على هيمنة البيض، فنراه طفلاً صغيراً ترعرع في قرية في أعماق الريف، ثم شاباً يافعاً يطلب العلم في الجامعة، ثم موظفاً بسيطاً يكافح لسد رمقه. ويواكب الكتاب مسيرة مانديلا، وقد تفتحت مداركه للعمل السياسي، فينخرط بكل مشاعره ووجدانه في حركة النضال الشعبية المناهضة للنظام العنصري..
لوحة (العراق صبي) فكرة وتنفيذ د.عماد زبير أحمد من غربتة في مملكة السويد أذ ينتقي بيت من قصيدة(سفر التكوين) لشاعر العراق الكبيرعبد الرزاق عبد الواحد(سفر التكوين) (( هوَ العراقُ ، فَقُلْ لِلدائراتِ قِفي شاخَ الزَّمانُ جَميعا ًوالعراقُ صَبي !)) اخترت هذه اللوحة لاوثق فكر هذا الأب العظيم الذي رباني على صورة وطن مستقل بهي معافى انتمي إليه ولكل أبنائه بكل مافي القلب من عزيمة محبه وإخلاص وبدوري اهدي هذه اللوحة لأرواح شهداء ثورة تشرين العظيمة الذين أثبتوا أن العراق يبقى صبي رغم عاديات الزمان لكل من لازال هدفه في الحياة ان يكون اعلامي متميز فانه سيحصل على قوة خفية تقدمها الكاتبة في سلسله من كشف الاسرار والحقائق عليك ادراكها والاحتفاظ بها لتصل لهدفك اسرع. من خلال الرحلة بين ثنايا موضوعات الكتاب ستدرك ان لا احد يروج لافكارك افضل منك بعد تعرفك على سر التوازن الذاتي في اتخاذ (قرارالكلمة) عندما يغيب الرقيب، ستتعلم كيف تكتب معادلتك الكيميائية في مواجهة (الطعن والتشهيربك) وربما ستواجة الموت في بعض الصفحات وستتخذ قرارات تحبس الانفاس وتدرك مايقشعر له جسدك كل ذلك لانك تسير في حقل الاعلام في زمن الموت على ارض العراق وانت تقود مهمة تاسيس (حرية) خسرنا لاجلها اجمل النفوس في زمن الوجع العراقي.. (الكاتبة) كيف فاوضت ؟ وكيف فرضت؟ وكيف ادارت (منظومة مشاعرعملاقة) للناس؟ وكيف تدرك معها انك وصلت الى مرحلة الاحتراف؟ واصبحت رقما لن يثلم وصعب اجتيازه من قبل الاخرين لتكون حالة خاصة لن تتكرر على مدى دوران عقارب الساعة. للاعلامي المبتدا والانسان الاعتيادي الذي لايعلم شى عن الاعلام بعد قراءة الكتاب سيرتفع وعية ويراجع نفسه كثيرا لكل مامرامام ناظريه في الفضائيات العراقية من خلال كتاب يعد الاول من نوعة في العراق تصدرة اعلامية عراقية بكل جرئة وثبات . لكم جميعا (هذه حقيقة ماحدث). شيماء عماد زبير عراقية الجنسية مواليد بغداد 1975 حاصلة على شهادة البكلوريوس من جامعة بغداد والدبلوم من مدرسة التضامن للصحافة بدأت العمل الصحفي عام 1998 في مجلة الف باء وتسلسلت في عملها الاعلامي وصولا لاعداد وتقديم البرامج في قناة العراق الفضائية والشرقية والبغدادية،حاصلة على جوائزعدة والقاب من قبل نقابة الصحفيين العراقيين والاستفتاءات الجماهيرية كافضل مقدمة برامج عراقية، لقب باوبرا وينفري العراق من قبل جريدة (guardian)البريطانية وقناة(bbc) البريطانية هذا كتابها الاول وهي الان اعلامية مستقلة.
حين تمرّ السنون ترافقها محطات تقف عندها الذاكرة عندما تصبح شجرة معمّرة تساقط منها الذكريات تقلبُ أوراقها في فصول مختلفة بين التاريخ والسياسية والأدب الفن ، فتروي لنا بلقيس شرارة في كتابها (هكذا مرّت الأيام) الصادر عن دار المدى في بغداد . رحلتها العميقة بسطورٍ تحملُ مشاهد من شريط سينما الذاكرة العراقية وكان أوّل شريط الذكريات في الفصل الافتتاحي ( حي العمارة النجف) واصفة هذا الحي بأنه ( كتلة متماسكة من الناس في إقامة الافراح والأحزان ) ص 12 . بينما طفولتها فيه وهي بنت الستة شهور لم تكن هادئة كشقيقتها مريم ، صراخها الطفولي ومحاولات إسكاتها لم تنفع مع تمرد الطفلة لتكون شابة مؤمنة بالحرية ، كانت ولادتها في يوم حافل عالمياً بتقلد هتلر قيادة الحزب النازي عام 1933وهو نفسه العام الذي توفي فيه الملك فيصل الأول في العراق وأدت وفاته إلى هيمنة نوري سعيد وترى بلقيس أن الأخير منه انطلقت الصراعات الدموية في المجتمع العراقي (ص23) في ظل تقلبات محلية كانت نشأة بلقيس وانتقال عائلتها إلى الناصرية عندما انخرط والدها في السلك التدريسي في ثانوية الناصرية الأمر الذي جعله يسجلها مع اختها في المدرسة ممّا اضطره إلى تكبير عمرها في دفتر النفوس وترى أن هذا الشيء طبيعي ( في عالمنا الإسلامي ولم أكن وحيدة في الصف بل كانت رفيقات كثر مثلي) ص 36 .وينتقل قطار الرحلة إلى الحلة لكنها ناقصة العدد لأن والدة بلقيس لم تكن معهم وجاءت عمتها خديجة شرارة من بيروت لتعتني بهم وكانت نكسة في طفولتها عند غياب الأم وتذكر بلقيس أن أصعب مشكلة واجهتها هي الآيات القرآنية عن ظهر قلب وهذا اشعل النار في العائلة لأن محمد شرارة أستاذ اللغة العربية يرى التقصير في هذه الأمور انتقاص بحقه . وتهبط رحال الرحلة في بغداد في الفصل الثاني ( الانتقال إلى بغداد) وقد قضت دراستها في الرستمية في بغداد وكانت العاصمة وختام مرحلة الابتدائية بنجاح ذات تحول عميق في حياتها ( ولكنني شعرتُ أنني انتقلت من مرحلة إلى أخرى غيرت الساعة أنغام النهار وأوقاته أنظر إليها بين الفنية والفنية أصبح الوقت فجأة مهماً)
لا شك أن مسألة السلطة في البلدان العربية لا تنفك عن إنتاج الإستبداد والإستبعاد وانتهاك حقوق الإنسان، وأيّاً كانت طبيعة السلطة، ديكتاتورية أم ديمقراطية، لم تشكل إلى الآن نقلة في حياة البشر. وإزاء هذا التسلط ينطلق الكاتب والشاعر العراقي عبد الزهرة زكي في كتابه (واقف في الظلام) من تجربته الشخصية أثناء اعتقاله من قِبل المخابرات العراقية في عهد النظام العراقي الأسبق، وبالتحديد في آخر عهده (2003)، "حقيقة لم استطع الفكاك، نفسياً على الأقل، من أيام الحبس، أيام (الحاكمية) سجن المخابرات الذي سيجد القارىء .. أني قلت عنه في هذا الكتاب: ما زلت يوماً أمر ببنايته (سجن الحاكمية) ولا أستطيع إلا أن ألتفت باتجاه تلك البناية التي تختصرها ذاكرتي بكل طبقاتها إلى مجرد زنزانة وغرفة تحقيق وقبو تعذيب، وهي الأماكن التي تشكل تلك الذاكرة عن هذا السجن وعن بنايته التي ما يزال يؤلمني أنها بقيت حتى الآن مكاناً أميناً ...". لا يكتفي المؤلف في حديثه بتصوير عملية الإعتقال، بل يحولها "إلى مسؤولية، مسؤولية الإيمان العميق بالحرية وقيمتها وبحفظ الكرامة الإنسانية ..."، وهو في هذا يوجه نداءه إلى مثقفي عصره أن تحركوا ولو بالقلم، "على أن لا نسمح للسلطات بارتكاب (أخطاء) يذهب ضحيتها الناس، وتُسحق حرياتهم وكراماتهم ...".
كرّست سيمون دي بوفوار حياتها للكتابة والبحث والاطّلاع والدّفاع عن قضايا المرأة في مختلف جوانبها دون أن يلهيها ذلك عن النّضال من أجل إنسانيّة يطيب فيها العيشُ، إنسانيّة خالية من العنصُريّة والجهل والاضطهاد. إلّا أنّ ما يُميّزها عن غيرها من الحقوقيّين هو نصّها الرّائعُ الذي ما انفكّ يرافقها في جميع مح طّات سعيها إلى إحراج الطّغاة على اختلاف طبيعة سلطاتهم (التميز بينَ الجِنسَيْن، البورجوازيّة، استغلال الدّين، اغتصاب الحُرّيات، الاستعمار، الدّكتاتوريّة..). بوسائل ضغط ميدانيّة وصحافيّة وأدبيّة وسياسيّة، على نحوٍ لا تتحقّق معه المطالب وتُعادُ الحقوق إلى أصحابها فحسب، بل أن يقف الجُناة – وهذا هو الأهمّ – أمام مسؤوليّاتهم وهم على دراية لا يكتنفها غموض بما تدينهم من أجله الإنسانيّة والتاريخ. فهي، إذًا، محاكمة للعتاة من جهة ودرس للأجيال حتّى لا تتكرّر أخطاء سوء الاختيار والتخاذل وتغليب المصلحة الخاصة على الإحساس العام بالقضايا. في الفنّ والمعمار أيضاً، من خلال اكتشافاتها وأسفارها الكثيرة حول العالم، كان لها وجهة نظر عميقة، اختلفت عمّا يرويه أدباء الرّحلة، فهي وإن بدت تنقل ما رأت أثناء زياراتها، فهي ترمي من وراء ذلك إلى تقصّي مسيرة الإنسانيّة في حيرتها الوجوديّة وبؤسها وطريقة تعبيرها عن أسئلة الموت والخلود وعن جدوى الإنجاز والتّضحية. ومن خلال قراءاتها وأحلامها أخذتنا دي بوفوار في جولة داخل عالمها السّحري المُتفرّد، وعرّجت بنا على علاقاتها وصداقاتها التي كان لها أثر عميق في حياتها، لاسيّما تلك التي جمعتها بالفيلسوف الكبير رفيق دربها سارتر. لكنّ الأهمّ في اعتقادي هو تفرّد سيمون دي بوفوار في إحساسها العميق بواجبٍ تجاه الوجود يُحتّم عليها سرد ما أتاحه لها هذا الوجود من فرص سفرٍ واطّلاع وتأمّل وأمجاد، كأنّها تدفع مقابلَ حياةٍ قُدّمت لها في شكل هديّة جميلة لا شيء يشكُرها سوى العمل. وهكذا سيشعر القارئ على امتداد الكتاب بأنّه مُنطلق في رحلة طويلة جذّابة في الصّورة والمعنى، ترجو من خلالها الكاتبة أن تعيره حواسّها وعقلها ووجدانها وحاضرها وماضيها كي يُشاركها امتنانها لما حَبَتْها به الحياة من مِنَح وأيّدتها به دون كثيرين من ظروف جعلتها تعيش أفكارها. وأخيراً، ولكي تجعل المتلقّي من كلّ زمن وبلد، بأسلوبها، شاهداً على أنّها أدّت ما عليها تجاه المُضطَهَدين أفراداً كانوا أم شعوباً وتجاه التّاريخ. وعلى أنّها سوّت حسابها أمام الضّمير والفكر.
ثل أبيلار هيلواز دفنا في قبر مشترك، ارتبط اسماهما معاً إلى الأبد. كانا زوجين من أزواج العالم الأسطوريين. لا يمكننا أن نفكر باحد منهما من دون التفكير بالآخر: سيمون دو بوفوار وجان بول سارتر. في نهاية الحرب العالمية الثانية تبوأ سارتر وبوفوار، على نحوسريع، مكانة عالية بو صفهما مفكريَنْ حرين وملتزمين. كتبا في جميع الأنواع الاديبة: المسرحيات والروايات والدرا سات الفلسفية وقصص الرحلات والسيرة الذاتية والمذكرات و أدب السيرة والصحافة. وقد شكلت رواية سارتر الأولى «الغثيان» حدثاً في عالم الرواية الفرنسية المعا صرة. وغدت مسرحياته العشر حديث المو سم المسرحي في باري . وأحدثت درا ساته الفلسفية: «الوجود والعدم» و «نقد الفكر الديالكتيكي» وغيرها صدمة هذا إلى جانب بحثيه الأدبيين اللذين كرسهما لجان جينيه وغوستاف فلوبير. لكنه ربما سيُذكر على نحو أفضل من خلال سيرته الذاتية «كلمات»، هذا الكتاب الذي أكسبه جائزة نو بل. وسترتبط وبوفوار دائماً بكتابها الهام «الجن الآخر» وبمذكراتها وبروايتها اللامعة «المندرين» التي ا ستحضرت فيها جو أوربا بعد الحرب العالمية الثانية.
صدر للكاتب زهير الجزائري كتاب بعنوان " يوميات الالم والغضب " يروي فيه حكاية انتفاضة تشرين في ضوء مشاركته ومراقبته ومعايشته لساحات الاحتجاج، وفي الكتاب يشير زهير الجزائري الى العوامل التي ادت الى اندلاع الانتفاضة متسائلا؛ما الذي أشعل الانتفاضة؟ وأجاب، هنالك عدد من العوامل مثلت مقدمات لاندلاع الانتفاضة ، ويرى المؤلف ان مستقبل التظاهرات الاحتجاجية بالعراق سيظل مرتبطًا بمدى تطبيق مقتضيات الدستور والعدالة الاجتماعية في توزيع الثروة والعدالة الانتقالية عـلى وجـه صحيح؛ ووجـود إرادة حقيقيــة مــن الدولــة إزاء مكافحــة الفســاد ، ودعــم اســتقلالية القضــاء وتجــاوز تحكم الفصائل المسلحة وتدخل القانون العشائري .
((ليسامح الناس تلك المرأة التي ربما كانت عاجزة، منذ أعوام الشباب، عن أن تحمل على كتفيها الضعيفتين تلك المهمة الرفيعة- أن تكون زوجة رجل عبقري وإنسان عظيم)). هذا ما كتبته صوفيا أندرييفنا تولستايا في عام 1913م عقب وفاة زوجها كاتب روسيا الكبير ليف تولستوي، بعد أن عاشت حوالي نصف قرن إلى جانبه، وشاطرته صعوبات الحياة في المجتمع القيصري المتزمت، وفي صعوده سلّم المجد حتى أصبح من أشهر كتاب روسيا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. إن اليوميات هي بمثابة رواية للأحداث اليومية التي تجسد خصال الكاتب وموقف زوجته من سلوكياته معها ومع الاخرين، وأفكاره الطليعية في ذلك الزمان، ومعاناتها بسبب هذا كله. إنها تزوجت الكونت ليف تولستوي في عام 1862م، وأصبحت تحمل لقب كونتيسة، حين كانت في سن 18 عاماً، بعد أن شبّت بلا هموم في كنف أبيها اندريه بيرس طبيب الأسرة القيصرية الذي عاش مع أسرته في شقة حكومية في داخل الكرملين. واكتسبت صوفيا الكثير من العادات الأرستقراطية وحصلت على تعليم جيد من إجادة ثلاث لغات أجنبية، هي الفرنسية والإنجليزية والألمانية، والعزف على البيانو، ناهيك عن الاطلاع على الآداب العالمية. واتسمت بطبيعة شاعرية وبمواهب عدة تركت أثرها في العلاقات مع زوجها لاحقاً، حيث أحبت صوفيا سحر الطبيعة في الريف الروسي، كما أحبت الموسيقى والفن عموماً، وخالفت زوجها في تقييمه للفنون الذي ورد في كتابه “حول الفن”. وكان تولستوي قد أصبح آنذاك كاتباً معروفاً ونافس حتى تورجينيف في الشهرة، وترجمت أعماله إلى اللغات الأجنبية. وقد شق طريقه في ميدان الأدب بعد تجارب حياتية قاسية منها الخدمة في الجيش والمشاركة في حرب القرم ومن ثم في القوقاز بصفة ضابط مدفعية، وعرف كل مساوئ حياة الضباط آنذاك من سكر وعربدة ومعاشرة الغجر وبنات الهوى ولعب القمار.