في هذا الكتاب من سلسلة "مكتبة نوبل" باقة مختارة من قصائد الكاتب السويدي "هاري مارتينسون" حيث تم اختيارها من ستة دواوين شعرية مختلفة "لمارتينسون"، وما يميزها أنها تتحلى بطلق لغوي، بهي مثير، وتنزلق ووفق سجية مفرداتها، مثل سفينة تمخر عباب بحر هادئ، وتشعر أن الأشياء حية ومرنة وعطرة مثل عشب ينام تحت الماء. قصائده في اللغة السويدية تذكر قليلاً بشعر لورانس في "الزهور البافارية" أو ببعض مقاطع ويتمان عن بومونك التي تشبه السمكة.
بعد تلقى الجيش البيروي شكاوى كثيرة حول اعتداءات الجنود في مناطق الأدغال النائية على نساء الفلاحين وبناتهم، تجد القيادة العسكرية الحل في تأسيس خدمة زائرات تتكفل بتوفير المتعة للجنود. فيكلف النقيب حديث الترقية بانتاليون بانتوخا بتأسيس خدمة دعارة للقوات المسلحة. ولأن بانتوخا من أشد ضباط الشوون الإدارية
يضم هذا الكتاب لوحات - متصلة منفصلة - تتقاطع في خطوطها وألوانها، حول شخصيات اغترابية من جنسيات مختلفة، تبحث عن نفسها في زحام سوق العمل، وهي مثقلة بالأحلام والأوهام، وطعم الكتشاب ورائحة الكاري. يقترب منها المؤلف، أو يندمج معها، في غواياتها، وهي تتصادم، أو تنسحق، تتمدد أو تتكور، وتعلن عن نفسها، وتكشف عن نزعاتها الفطرية، تكرع الدخان والموبقات، وتنفلت من قيودها، تركض وراء السراب، أو تبحث عن رائحة الجلود البشرية البيضاء، في أكثر مدن العالم انشغالاً بالتحديث والانفتاح على كل جهات الأرض
يتحدث الروائى الألمان "ألفريد دوبلن" فى روايته "برلين.. ميدان الإسكندر" عن حياة المهمشين والباعة الجوالين، إضافة للصوص والمجرمين والمومسات، وكذلك يعرض صورة للحياة الاجتماعية والسياسية والعمرانية بمدينة برلين في نهايات العقد الثالث من حياة المدينة، غداة انتهاء الحرب العالمية الأولى التي لا يتم ذكرها إلا بشكل عرضي كشبح يلقي بظلاله على الحياة في المدينة. كل ذلك يجري من خلال استعراض حياة بطل الرواية الخارج من السجن للتو محاولاً استعادة الإمساك بزمام حياته بعيداً عن تاريخه السابق والبدء من جديد حياة عنوانها الاستقامة؛ بعد أن أقسم اليمين على هذا الشيء. تمتاز شخصية البطل بالبساطة، ومحاولة إصلاح الغير، وسرعة الوثوق بالأشخاص؛ رغم أنهم من أوساط سيئة السمعة يعمل في مهن شريفة ويقاوم محاولات عديدة رغم ظروف العيش القاهرة لإدخاله مجددا في عالم النصب والاحتيال.
ودة وحنين للعراق الذي افتقدت على مدى سني الغربة وبحث في كوامن بعض العراقيين الذين فارقوه في مراحل متتابعة من تاريخه الحديث. "سلوى جراح أم لشابين وجدة لحفيدين وتعيش في لندن مع زوجها وأسرتها.
رواية "بلا ظلال" للكاتب التركي حسن علي طوبتاش ترجمة رباع ربابعة، وطوبتاش يعد من أبرز الأصوات الأدبية التركية المعاصرة. صدر له العديد من الروايات والمجموعات القصصية منها "هوية الضحكة" 1987، و"همس المفقودين" 1990، و"نقطة اللا منتهى" 1993، و" بلا الظلال" 1994 التي اقتبسها المخرج اوميت أونال فيلما عام 2009. وفازت الرواية بجائزة (يونس نادي) للنصوص الروائية ونال العديد من الجوائز، وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات حول العالم. صدرت له عن المدى روايات "حتى الطيور تذهب الى عزلة" و"هباء".
"بلاد الثلوج" رواية الكاتب الياباني ياسوناري كاواباتا الحائز على جائزة نوبل عام 1968م. نقلها إلى العربية الروائية لطيفة الدليمي، وقدمت لها بمقدمة عن حياة وأعمال ومكانة كاواباتا ياسوناري في اليابان.تقول الدليمي: "كان كاواباتا التأملي ذا نزعة حسية ولغة منحوتة بدقة وإقتصاد، عاش منتشياً بالعزلة والكتابة وكارهاً للشهرة التي ظل يتجنبها وهو يعيش في محترفه الصغير بعيداً عن فضول الآخرين وجحيمهم". وعن روايته "بلاد الثلوج" تقول: "في رواية بلاد الثلوج نجد البطل شيمامورا مهتماً بالباليه الغربي، إلا أن اهتمامه، كما نفهم، يتخذ طابع الهوس السطحي الذي لا يلامس أعماق الروح. إذ يؤكد الكاتب أن بطله سوف يغمض عينيه مختاراً إذا ما هيأ له أن يشهد عرض باليه غربي مكتفياً بالرؤى التي رسمتها مخيلته عن ذلك الفن
كنت طفلاً قروياً مرتبكاً حين حللنا مرة ضيوفاً على أقاربنا في المدينة.. وأرسلتني صاحبة البيت لاحضار ملح من جارتها، وجدت الباب الخشبي العتيق مفتوحاً موارباً فطرقته بهدوء، لكن لا أحد يرد.. وحين هممت بالعودة تناهى الى سمعي صوت تأوه حاد، ترددت قليلاً، لكن قرويتي جعلتني أدلف الى البيت لأن ثمة خطر يلم بصاح به، ومن باب المطبخ استطعت ان ارى الجارة منطرحة وفوقها زوجها ضخم الجثة ولا يرى منها سوى ساقيها الملتفتين على عقبيه ويديها على أكتافه.. ثم يتعرف فيما بعد على زوجها فيجده نحيفاً وانه ليس هو من كان معها، بل هي الخيانة الزوجية..
“بنت دجلة” وهي الجزء الثاني لرواية (حدائق الرئيس) ولكن يمكن قراءتها أيضا كرواية مستقلة. يكتب الرملي في نقديمه لروايته ان بنت دجلة ينطبق عليها ما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية عن رواية الرملي السابقة حدائق الرئيس، فعلى الرغم من جذورها المحلية، إلا ان مواضيعها عالمية ايضا. إنها بحث عميق عن الحب وال موت والظلم، وتأكيد لأهمية الكرامة والصداقة ومعنى الحياة وسط القمع. بنت دجلة رواية ترصد تحولات التاريخ ومخلفات الدكتاتورية الدموية والغزو والاحتلال.
"لعلنا يجب أن نعد هذه الرواية متعددة الأصوات. مع ملاحظة أن كل صوت يعيد إنتاج الصوت الآخر، يفسره، ويضعه في محنة، ويسائله، ويذكره بما جرى نسيانه أو اعتقد أنه عديم الأهمية في وقته، إن لغة الاعترافات الشخصية التي تبني الشكل الروائي في "بونساي" يعاكس هذا الوصف ظاهرياً. فالاعترافات تبقى فردية، وهي تسبغ ال تبرير الذاتي على اصحابها. لكن لأنها تجري في وعي متأخر، اذ لا يمكن العودة. ولا المراجعة، كما أن الأسف لايبدو نافعاً ولا مضراً.
كرَّستْ روايةُ بيت الأرواح الكاتبةَ التشيليَّةَ إيزابيل ألليندي في صدارة روائيّي الأدب الحديث، وأكثرهم موهبةً في سرد الحكايات وابتكار ملحمةٍ تمزج الخاصَّ بالسياسيّ، والحبَّ بالسحر والقدَر. تتناول الروايةُ انتصاراتِ عائلة «ترويبا» وانهزاماتِها عبر ثلاثة أجيال. يسعى «إستيبان» إلى السُّلطة المتوحِّشة، ولا يخفِّف من حدَّة هذا السعي سوى غرامِه بزوجته الرقيقة «كلارا»، وهي امرأةٌ لها اتِّصالاتُها العجيبةُ بعالم الأرواح. تُبْحر ابنتُهما «بلانكا» في علاقةٍ مُحرَّمة، تتحدَّى من خلالها جبروتَ والدها، وتكون النتيجة أجملَ هديّة لـ «إستيبان»: حفيدةً جميلةً وقويّةً، سوف تقود عائلتَها ووطنَها نحو مستقبلٍ ثوريّ. «عمل باهر... مشوِّق ومُميَّز. رواية بيت الأرواح إنجازٌ فريدٌ بسبب حساسيتِها الإنسانيّة والمعلومات التي تقدِّمها إلى القارئ على الصعيدين الشخصيّ والاستعاريِّ ـ لتاريخ أميركا اللاتينيَّة، وحاضرِها، ومستقبلها
ينبغي أن يكون حذراً معها، فهي ليست مثل أية امرأة أخرى. يرفع يده عن خدها ويضعها على مرتفع فخذها.. يضعها متردداً، ثم يتركها ساكتة في مكانها. ترنو إليه في حياء. ثم تغمض عينيها ولا تتكلم. يمر الوقت وهما يرقدان هكذا متلاصقين، يده على مرتفع فخذها، وعييناها مغمضتان، كأنها نائمة تنتظر وجلة. عندما يحرك يده أخيراً يتصلب جسدها. تفتح عينين مفزوعتين، ثم تنتفض جالسة في الفراش. حركتها المباغتة، تجعله يجلس هو أيضاً، يتأملها حائراً. “ماذا حدث!؟ لماذا!؟”، “أشم رائحة حريق، كأنه عند الجيران!” يتشمم الهواء، ثم يقول، “معك حق، الرائحة قوية، كأن المدينة كلها تشتعل!
توقف منجل الزمن بين يديه مشدوهاً، كيف يفيض قرن الوفرة بيدها، بباكورة كل شيء، بإجلال، في حين يكدح البسطاء في المناجم البعيدة...؟... وتُشكِّل الأواني المصبوغة من الأرض البربرية؟... تلبية لطلبي، يضع المحارب المسلح درعه جانباً؛ يغادر الوثني بخور المذبح بأضحية آثمة، تتداخل زهرات البنفسج والورد الياقوتي في الأرض المحترقة، لا خوف للتائه الغافل من الأفاعي السامة، أما النحل فيسكبُ عسله الذهبي في الخوذة". توقفت... طابور طويل من القرويين بأقمشة الخيش يخرجون من بين الأشجار خلفها. يحفرون، ينقبون، يحرثون، يبذرون... يغنون، لكن الرياح تسلبُ كلماتهم بعيداً. تحت ظلّ ثوبي المنساب تتبع الفنون، تتجلى الموسيقا في كينونتي بإنسجام سماوي. وصيتي أن يغادر البخيل ما كنزّ عذرياً، فترى الأم أطفالها، بسلام يلعبون... أطفالها يلعبون...".
رواية من الروايات التي يصعب على الإنسان قراءتها، دون الإنغماس فيها ودون الإحساس مع أبطالها، ويصعب على الإنسان أيضاً أن يتساءل لماذا جُعلت واحدة من روائع الأدب الأميركي. "ويليام فوكنر" رابح جائزة نوبل للآداب، قالت النقاد فيه ما لم تقله بكاتب أميركي آخر؛ خلال ستة أسابيع من صيف عام 1929، كتب المؤلف روايته هذه التي تهز المشاعر والأحاسيس، هي رواية جمعت بين البساطة والتألق، بحيث اعتبرها النقاد من روائع الأدب العالمي. عبر "ويليام فوكنر" في روايته هذه عن أحاسيس المجتمع الأميركي وموقفه من الموت، فإذ بنا نرى أناساً يرهبونه وآخرين يقفون حيارى أمامه، إنما ما من أحدٍ وقف هازئاً ضاحكاً. إنها رواية تُقرأ من الصفحة الأولى حتى نهايتها ولا يمل منها.
"ولكن الماضي قد مضى. لماذا تريد أن تستخلص عبراً أخلاقية منه؟ عليك أن تنساه. أنظر هاهي شمسك المشرقة قد نسيت كل شيء والبحر الأزرق، والسماء الزرقاء؛ هذان قد قلبا صفحات جديدة" أجاب بعزيمة واهنة: "لانهما دون ذاكرة، ولأنهما ليسا بشريين."
وحدث يوماً أن فكر كعادته في ما مضى من حياته بعيداً عن الله، وعرض خطاياه الواحدة تلو الأخرى ليدرك شناعتها. فتذكر أ،ه رأى منذ بضع سنين في ملعب الإسكندرية ممثلة ساحرة الجمال تدعى "تاييس". كانت تمثل في الألعاب أدواراً شتى. ولم تكن تتحرج من رقص يثير في النفس بحركاته أقوى الشهوات. ويعرض نفس الروائي لأشنع الرغبات. وتبدو في مشاهد مخجلة، مما ألصقه الكافرون بالزهرة وليداً باسيفة، فكانت تشعل نيران الشهوة في جميع المشاهدين. وكان يختلف إليها الشبان المدلهون والشيوخ الأغنياء المغرمون، يعلقون أكاليل الزهر ببابها، فكانت ترحب بهم وتنيلهم منها ما يشتهون. فأضاعت بضياع نفسها نفوساً أخرى عديدة.
تكتب اناييس نن في تقديمها لمجموعتها القصصية هذه:هناك سببان جعلاني أوافق على إعادة طبع هذه القصص.أحدهما أنها نُشِرت أصلاً فـي انكلترا بُعيد الحرب العالمية الثانية، فـي أشد الأوقات شؤماً.لم يكن ثمة ما يكفي من الورق، فبدت الطبعة المحدودة هَرِمة قبل الأو
لا يترك الكاتب والروائي الكولومبي أنتونيو غارثيا آنخيل مساحة في جمله القصيرة، وانتقالاته الفجائية بين الحلم والواقع، تفصيلاً من تفاصيل حياة مدينة بوغوتا اليومية إلاَ وتوقف عنده أو أسهب في وصفه في روايته هذه «تداعٍ »، أقل مايقال عنها حكاية لصورة مقصودة عن تلك المدينة المتأرجحة بين مشاهد الفقر وملامح ثقافة العولمة وظلالها. متوالية من المشاهد اليومية المتكررة بين أمكنة المدينة عمد الكاتب إليها من أجل تكريس وجودها وتأكيد هويتها، فضلاً عن محاولة حثيثة منه لجعل مدينته حاضرة على امتداد أحداث الرواية، فهو يجيد التنقل في المشاهد والأحداث، بل يصر على ذلك، عبر فضاءات المدينة المفتوحة والمغلقة على حد سواء.. إذن هي رواية «مدينة » وهذا ما يؤكده أنتونيو غارثيا آنخيل نفسه عندما يذكر في إحدى المقابلات قائلاً: «نعم إنها رواية مدينة، إنها بوغوتا »، بوغوتا التي عاش فيها أكثر من نصف حياته، يقدمها في صورة تعكس حياة واقع الطبقة المتوسطة التي ينتمي اليها «خورخه» شخصيتها الرئيسة، المقتحمة بعمق لهذه المدينة والمكتشفة لأجزاءٍ مدهشة من عالمها. وصفت هذه الرواية بأنها «كافكاوية» بامتياز إذ إنها تعيد خلق حياة شخصية «خورخه » الشبيهة بشخصية «غريغوريو» بطل رواية المسخ للكاتب الألماني فرانز كافكا، حيث يواظب خورخه على التحرك في حلقة من الأحداث اليومية الروتينية التي تتخللها مشاهد درامية بسيطة لا تخلو من عجائبية تأتي إما بصورة أحلام أو أحداث تتداخل فيما بينها بنحو غير محسوس، وتندمج مع مشاهد فرعية أخرى تكثف من عجائبيتها لتُوقع قارئها في حيرة البحث عن خيوط الحقيقة.. لكن تداخل الأحداث مع الأحاديث سرعان ما يضعنا أمام فانتازيا أو غرائبية تخرجنا بين الحين والآخر من شعور بالملل والحزن وإحساس بالوحدة والرتابة يلازمنا حتى آخر مشهد في الرواية. وُصفت رواية «تداعٍ » بأنها واحدة من أفضل الروايات التي صدرت في كولومبيا في العام 2016