يقدم الكتاب حصيلة نشاط متميز لمنظمة المرأة من أجل حقوق المرأة الإنسانية ويرصد إنتهاكات حقوق المرأة في الريف والمدينة ومن خلال شهادات وكتابات نادرة لنساء يعشن في ظل القمع الجنساني المستمر على مدى قرون.
«المرتكزات الأساسية للتصميم والإخراج الفني» للباحثة والفنانة التشكيلية غادة العاملي قضية هامة ندر أن التفت إليه الباحثون. فالحديث عن التصميم والإخراج الفني للصحف والمجلات يأتي، غالباً، بصورة عابرة في سياق دراسات وكتب تتناول، بشكل رئيسي، مواضيع أخرى. انطلاقا من هذا الواقع، فإن كتاب العاملي يأتي ليسد فراغا في المكتبة العربية أولا، وهو من ناحية ثانية يقدم معلومات وافية للمتخصص في مجال الإخراج الصحافي بالدرجة الأولى، كما انه يقدم، في قالب يسير وسهل، معلومات للقارئ العادي تتمحور حول أسس الإخراج الصحافي، والشروط التي يجب توفرها في الشخص الذي يعمل في هذا المجال، وابرز المدارس الإخراجية التي ظهرت في مجال الإخراج الصحافي.
المرض هو الجانب المظلم من الحياة. إنه مواطَنَة مرهقة وشاقة، فكل شخص ولد مواطناً في مملكة الأصحاء، وفي الوقت نفسه يُولد مواطناً أيضاً في مملكة المرضى. ومع أننا جميعاً نفضل أن نحمل جواز سفر مملكة العافية، فنحن مجبرون آجلاً أم عاجلاً على الأقل لفترةٍ من الزمن، أن نعد أنفسنا مواطنين في مملكة المرض. أري د أن أتكلم، ليس عن معنى الرحيل إلى مملكة المرض والعيش هناك، ولكن عن الأوهام العقابية أو العاطفية الملفقة عن المرض، وليس عن الانتقال مكانياً، بل عن نماذج لهذه الأوهام التي أخذت طابعاً أو صفاتٍ قومية. إن موضوعي ليس المرض نفسه، بل استعمالات المرض كاستعارة. موضوعي هو أن المرض ليس استعارة، وأن أصدق نظرةٍ إلى المرض، وأكثر الطرق صحةً في نظر الشخص المريض لمرضه، هي أن يتطهر منه، وأن يكون أشد الناس مقاومةً للتفكير البلاغي واستعمال الاستعارات. إلا أنه من الصعوبة بمكان النظر إلى السكن في مملكة المرض دون تحيُّزٍ، باستعمال الاستعارات التي وَصَفت المرض وصورته. إنني أكرس هذا التحقيق لشرح هذه الاستعارات وتفنيدها، وتحرير النظرة إلى المرض منها.
ترتبط مواضيع الأشعار المُغنّاة اليوم في أعراس العالم العربي بتقاليد ضاربة في القدم ترقى إلى الحضارات الرافدينية خاصة، وإلى الحضارة الفرعونية, أيضاً تدفع تقاليد بلاد الشام والخليج ومصر العرْسيّة للتفكير أن طريقة الاحتفاء بالمعرِّسين ليست سوى نسخة حديثة لتقاليد الاحتفاء بالخصوبة االرافدينية خاصة، وأن العروس ليست سوى نسخة من عشتار القديمة المعروفة عبر نصوصها أو النصوص المرتلة لأجلها ولأجل خطيبها دمّوزي (تموز). الماء، التطهُّر والاستحمام شرط أساسي في التقاليد السابقة في المنطقة وفي الممارسات القائمة اليوم. هناك أصول رافدينية ومصرية عن شعائر الاستحمام العُرْسيّ والشعر الإيروتيكي المرتبط به. الحب هو مصدر هذه الأيروتيكا في النصوص الأدبية القديمة، قبل أي أمر آخر. الإيروس يتضمن الحنان كما خلص اليونانيون إلى الاستنتاج لاحقاً. هناك الكثير من النصوص الرافدينية التي تبرهن على ذلك. وهناك العديد من التمثيلات البصرية لهذا الحب الحنون بين ذكر وأنثى، ومنه تنطلق البداية الحقيقة لأي عرس حقيقيّ أو طقوسيّ في بلاد الرافدين، إذ لا معنى للوجود من دون هذا الحنان حسب الرواية الرافدينية على لسان سيدوري صاحبة الحانة التي تخاطب كلكامش "أما أنت يا جلجامش فاجعل كرشك مملوءاً، وكن فرحا مبتهجاً ليل نهار، وأقِم الأفراحَ في كل يوم من أيامك، وارقصْ والعبْ ليل نهار، واجعلْ ثيابك نظيفة زاهية، واغسلْ رأسك واستحم في الماء، ودلل الطفل الذي يمسك بيدك، وافرح الزوجة التي بين أحضانك، هذا هو نصيب البشر"
ملحمة جلجامش أول نص سردي/شعري في تاريخ الحضارات الإنسانية. وصار مركزاً دالّاً على المرحلة الأكدية، التي استطاعت إعادة انتاج الاساطير السومرية الخمس وجعلت منها نصاً ملحمياً جسّد الصراعات المحتدمة بين الانظمة الثقافية وخصوصاً نظام الام الكبرى والآلهة المؤنثة والنظام الذكري الذي توفرت له الشروط الموضوع ية والذاتية للصعود، وانهيار النظام الثقافي والديني للام الكبرى. لم يكن نص الملحمة منشغلاً بثنائية الحياة والموت مثلما هو شائع. لان هذه الموضوعة عرفتها كل الحضارات، بل تمركزت حول صراع النوع ولم ينسحب النظام الثقافي والديني للام الكبرى كليّاً بل ظل حاضراً عبر عقائده وطقوسه ورموزه، وارتحلت كلها الى النظام الثقافي الجديد الذي أضفى عليها خصائصها الثقافية. وتبدّى هذا اكثر وضوحاً مع الرموز الأمومية. هذه الدراسة بداية مشروع المعموري الخاص بالمسكوت عنه، صدر للمؤلف عن دار المدى ملحمة جلجامش والتوراة،وتقشير النص.
ان اعتماد آليات العمل الديمقراطي في بناء مؤسسات الدولة العصرية سيكون لها اثر بالغ في إنجاح كامل التجربة العراقية في الإصلاح السياسي, ومن هنا تأتي اهمية حملة التوعية التي ينبغي على القوى السياسية العراقية القيام بها للارتفاع بمستوى الوعي السياسي والقانوني للعراقيين، لا سيما وان النظام البائد مارس وبش كل منظم ومنهجي سياسة التغييب القسري للمواطن عن الإسهام في اختيار أجهزة الدولة، وخصوصاً التشريعية منها، بالإضافة إلى حالة الأميّة السياسية التي أشاعها النظام الدكتاتوري. إن الرجوع إلى التجربة العالمية الكبيرة في إجراء الانتخابات سيكون له اثر بالغ الأهمية في انجاح التجربة العراقية. ان دراسة وتحليل وتطبيق تراث الدوّل الأخرى في مجال إجراء العملية الانتخابية سيوفر على دولتنا الكثير من الجهد والوقت. وبهذا الخصوص أرجو أن يكون هذا الكراس جهداً متواضعا للإسهام في إنجاح العملية الانتخابية في عراقنا الجديد، العراق الديمقراطي المزدهر.
بصرف النظر عن الأدب و علم اللاهوت, فإن قلة يمكنهم الشك بأن الميزة الرئيسية لكوننا هي افتقاره للمعنى, و الهدف الواضح. غير أننا, و بتفاؤل محيّر, ماضون في حشد كل قصاصة ورق من المعلومات التي يمكننا جمعها في لفائف و كتب و أقراص كومبيوتر, في رف بعد رف من المكتبة, سواء كانت مادية , وهمية, أو غير ذلك و على نحو مثير للشفقة, بهدف إضفاء شكل من الإحساس و النظام على العالم, بينما نحن نعي , جيداً , مهما أردنا أن نصدق العكس , بأن مسعانا للأسف مآله الفشل. كانت المكتبات، مكتبتي الخاصة أو تلك العامة التي أشارك فيها جموع القراء، تبدو لي دائماً أمكنة مجنونة على نحو ممتع، وبقدر ما تسعفني الذاكرة كنت مفتوناً بمنطقها الشائك، الذي يفيد بأن العقل يحكم الترتيب المتنافر للكتب. أحس بمتعة المغامرة حين أفقد نفسي وسط الأكداس المكتظة، مؤمناً بشكل خرافي بأن الهرمية الراسخة للحروف والأرقام ستقودني ذات يوم إلى غاية موعودة.
واجه المؤلفون والكتاب في الوقت الحاضر خطر سرقة مصنفاتهم ومؤلفاتهم وأحياناً تعريضها للتشوية. وخلال معارض الكتب الأخيرة التي نظمت في القاهرة وبغداد والشارقة اشتكى الكثير من المؤلفين العرب من استفحال هذه الظاهرة المقلقة، وطالبوا بوضع حلول لها من خلال تطبيق ضوابط تشريعات حقوق الملكية الفكرية التي وقعت عليها معظم الدول العربية.ففي مقابلة مع الكاتب السياسي العراقي حسن العلوي أجرتها معه الشاعرة والإعلامية رنا جعفر ياسين اشتكى فيها الكاتب من أن جميع طبعات كتبه المنتشرة في المكتبات ومعارض الكتب مزورة ومشوهة وطالب بمعالجات جادة لإيقاف هذه الظاهرة ومنها العودة إلى القوانين. ولاحظت أن الكثير من المكتبات والمطابع تعمد إلى إصدار طبعات للكتب الرائجة بطريقة غير قانونية ومخالفة لضوابط الملكية الفكرية.
المقالات المستلة في هذا الكتاب عن «المنظورية والحواس في تفسير النص»، ذوات مواليد متباعدة، ونُشِرتْ انفراداً في مطبوعات مختلفة، على مدى سنين. كانت بمثابة خرز بلا خيط. لم يكنْ يدور بالبال أنها ستكون مسبحة متجانسة، أو نواة لرؤية نقدية، إذا ما جُمعتْ في دفّتي كتاب. إنها مجرد محاولات ـ على جدّيتها ـ أوليّة معنية بفهم بعض النصوص، لا سيّما الشعرية منها. بقدرة قادر، أو بصورةٍ فوق علمي، استوت تلك النواة النقدية، وبرّرتْ جدواها بعد تطبيقات عملية متكررة على نصوص عربية وأجنبية مختلفة الشيات، كان قد آشتدّ الخلاف على فهمها وبالتالي ترجمتها. إذنْ أمام المعنيين، معياران نقديان قد ينضافان إلى نظريات نقدية معتمدة، لفكّ رموزات نصوص شعرية ذات طابع غريزي على وجه الخصوص كأشعار المتنبي وشيكسبير... ألحقت بهذه النصوص تطبيقاً عمليا، على نصّ نثريّ قصصي، باستعمال معيار الحواس، لتتوضح الصورة أكثر. صلاح نيازي
تمتاز الصحافة العراقية بميزة قد تسبق فيها الصحافة العربية في بدء نشوئها وتطورها، تلك هي سرعة إنتشارها في أنحاء القطر وتعدد الإمتيازات في أكثر من مدينة، خاصة بعد إعلان الدستور العثماني عام 1908 حتى بلغت في بداية الثلاثينات المئات من الصحف اليومية والأسبوعية والمجلات الشهرية السياسية والأدبية في الموصل وبغداد وكركوك والبصرة والنجف الأشرف، بينما صدرت في الدول العربية بعض الصحف السياسية والأدبية في عواصمها فقط، كما يعتبر الصحافة العراقية أغنى المصادر التاريخية والوطنية والفكرية لا في العراق فحسب بل في الوطن العربي. إلا أنه رغم أهمية تلك الصحف منذ صدور الزوراء عام 1869 حتى يومنا هذا في تدوينها وتسجيلها وقائع تطور العراق السياسي الوطني والإجتماعي والفكري، ورغم كونها من أهم المصادر الوثائقية والتاريخية لحركة التطور في العراق والوطن العربي، ما تزال الصحافة العراقية تفتقر إلى التدوين والتاريخ إلا ما ندر من تلك المصادر التي تسجل فيها نشوئها وتعددها وتطورها من حيث المضمون والشكل. وهكذا تبرز كل عام أهمية تدوين تاريخ وسيرة رجال الصحافة الذين شاركوا في مسيرة البلاد الطويلة عبر سنوات النضال القومي والوطني منذ تأسيس الحكم الأهلي وحتى يومنا هذا، وبتدوين تاريخ الصحافة العراقية، إنما يدون المؤرخون والمعنيون بالفكر والقلم التاريخ السياسي والإجتماعي والفكر للعراق بلداً وشعباً ومستقبلاً. وفي هذه الموسوعة سجل المؤلف تاريخ الصحافة العراقية بصورة موسعة شاملة وبتجريد تام تقتضيه مصلحة الأمانة في سرد وقائع الأحداث التاريخية لتكون خير مصدر للأجيال القادمة في دراسة التاريخ السياسي للعراق من خلال دراسة تاريخ الصحافة الزاخر بالمواقف والمعارك والبطولات للشعب والقادة وحملة الأقلام الحرة.
يبذل الباحث والصحافي العراقي المعروف الدكتور فائق بطي جهدا فائقا في سبيل انجاز هذه الموسوعة التي تتكون من 900 صفحة، والتي تتحدث عن تاريخ الصحافة الكردية في العراق وتطورها والمحطات التي مرت بها. وأبرز رموزها وأقطابها، وأطلق على كتابه الضخم هذا عنوانا واضحا يختزل محتواه: الموسوعة الصحفية الكردية في العراق: تاريخها وتطورها، والصادر، أخيرا، عن دار المدى. يمهد الباحث لكتابه بمقدمة نظرية يقول فيها : الصحافة الكردية تاريخ هام، ومكمل لتاريخ الصحافة في العراق، وسجل حافل فاعل، تفاعل بموضوعية وجرأة وصدقية مع مجمل الأحداث التي مرت بالعراق الحديث حيث لعبت، ولعب صحفيوها الرواد، دورا بارزا في تعميق أواصر الأخوة العربية الكردية،
على الرغم من أننا نميل، فيما يخص تاريخ العود، إلى البحث العلمي الدقيق الذي يستند إلى الحقائق التاريخية الملموسة القائمة على المكتشفات واللُّقى الأثرية، كالرُّقم الطينيّة والمخطوطات، وننحو إلى الاسترشاد بمناهج البحث الحديثة التي تأخذ في الاعتبار أن الحقائق التي توصل إليها من سبقنا تبقى قائمة حتى يَظهر ما يدحضها من أدلة تجلبها مكتشفات وجهود بحثية جديدة، إلّا أننا وجدنا أن لا ضيرَ من المرور أيضًا عند تناول هذه الآلة، التي هي من أهم الآلات الموسيقية المثيرة للجدل، على الروايات التاريخية والقصص المحكية التي كان يتناولها الناس في الموروث الشعبي إلى وقتٍ قريب، وقد بلغ بعضها حدّ الأسطورة، وذلك لتقريب تاريخ هذه الآلة المحببة إلى القلوب أكثر وتقديم صورةٍ بسيطةٍ لها بعيدًا عن تعقيدات البحث في أغوار الكتب والمخطوطات. منذ عصور ما قبل الميلاد، سحَر العود، وما زال حتى يومنا هذا يَسحَر الكثير من الناس؛ يُطربُ أسماعهم، ويُثير أشجانهم، يصاحبهم في أفراحهم ولا يفارقهم في أحزانهم، يسري صوته في شرايينهم وتُسمع «دقّاتُ» أوتاره في قلوبهم؛ وهو على هذا الحال حتى غدا رفيقًا مؤنسًا لوحشتهم، وصار ترويحًا لا غنى عنه لنفوسهم إذا تكاثرت عليها الهموم. من هنا، ومن باب الاعتزاز والأهمية، حاول الكثير من الأقوام والشعوب؛ من أذربيجان حتى المغرب وإسبانيا، مرورًا ببلاد الإغريق، أن يَنسبَ هذه الآلة كلٌّ له أو يَعدَّها من العلامات الفارقة في حضارته، فقد جاء في أساطير القدماء مثلًا أن الإسكندرَ ذا القرنين كان يستمع إلى العود إذا وجد في نفسه ما يُعكّر مزاجه من انقباض، حيث يأمر تلميذه أن يعزف له، فيزول عنه، بعد ذاك، ما كان يشعر به. وفي اختراع العود أقوالٌ وأساطيرُ كثيرةٌ اختلف فيها المؤرخون حتى تباعدت آراؤهم وتباينت استدلالاتهم، فمنهم من قال: إن أول مخترع للعود هو لمك بن متوشلخ بن أخنون بن يرد بن مهليل بن قينن ابن يانش بن شيث بن آدم عليه السلام
يعد كتاب النص والحياة للمؤلف حسن ناظم أحد الكتب الأدبية الفلسفية الهامة التي تتناول العلاقة بين النص الأدبي والواقع، حيث يتناول المؤلف في هذا الكتاب العديد من المفاهيم المرتبطة بالنص والحياة، ويقدم رؤية فلسفية جديدة حول تأثير النصوص الأدبية على الحياة والعكس.
يتدبر هذا الكتاب الشهير، لمؤلفه الفيلسوف الكبير برتراند رسل، أثر العلم في الحياة البشرية عبر أمور ثلاثة، أولها طبيعة المعرفة العلمية ونطاقها، وثانيها قوة الاستخدام العملي المشتقة من النهج العلمي، وثالثها ما لابد أن ينشأ عن الصور الجديدة للتنظيم الذي يتطلبه النهج العلمي من تغيرات في الحياة الاجتماعية والأنظمة التقليدية. والعلم من حيث هو معرفة هو بطبيعة الحال أساس الأمرين الآخرين، لأن كل نتائج العلم هي ثمرة لما يقدمه من معرفة، فلقد حال بين الإنسان وبين تحقيق آماله جهله بالوسائل، وكلما اختفى هذا الجهل، تزايدت قدرته على تشكيل نفسه وتشكيل بيئته الطبيعية على النحو الذي يفضله. فالقوة الجديدة التي يخلقها العلم تكون خيرة بقدر الحكمة التي يتميز بها الإنسان، وتكون قوة شريرة بقدر ما في الإنسان من حمق. إن أريد للحضارة العلمية أن تكون حضارة خيرة، فقد وجب أن تقترن زيادة المعرفة بزيادة في الحكمة، أي الإدراك السليم لغايات الحياة، وهذا في ذاته أمر لا يقدمه العلم، فزيادة العلم إذن لا تكفي لتحقيق رقي صادق، وإن قدمت واحدا من مقومات الرقي.
يسلط هذا الكتاب الضوء على بعض الأبعاد التاريخية لهذا الصراع. وهو يركز على الشيعة الذين يشكلون أقلية في الإسلام، والذين أصبحوا اليوم في محور محاولة الولايات المتحدة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط. وتوضح الأحداث التاريخية التي تتم مناقشتها هنا كيف استجاب الشيعة في العالم العربي للاضطرابات الناجمة عن انهيار الإمبراطورية العثمانية وصعود الدولة القومية في القرن العشرين. ويطلعنا على التجمعات السياسية الشيعية التي توجب على المنتمين إليها أن تكون لهم هوية جديدة وأن يعيدوا تعریف علاقاتهم مع الدول الناشئة حديثاً، ومع النخب الحاكمة غير الشيعية المدعومة من قوى الغرب التي كانت غير مستعدة لاستيعاب الشيعة في الدولة الحديثة. وتشكل تداعيات هذا الاضطراب، وأوجه القصور في الدولة القومية، محور ما يدور اليوم في الشرق الأوسط. يوضح التحليل المقدم هنا التحول الاجتماعي - السياسي الذي عاشه الشيعة العرب في الفترة التي سبقت ظهور الدولة القومية في الشرق الأوسط واستمراره حتى الانتخابات التي جرت في كانون الثاني عام 2005 في العراق. يستعرض الكتاب انتشار موجة التشيع كقوة سياسية منذ حدوث الثورة الإسلامية الإيرانية في الفترة ما بين عامي ۱۹۷۸ - ۱۹۷۹. ويلفت الانتباه إلى التغير الجوهري الذي حدث في مواقف الشيعة تجاه الغرب، وعلى الأخص التحول الذي حدث في أوساط الشيعة منذ التسعينيات من التركيز على المواجهة مع الغرب إلى إمكانية التعايش معه - وهو تطور يتناقض بشكل صارخ مع التشدد الذي كان يتنامى في أوساط الجماعات السنية. والذي كانت له تداعيات على مساعي الولايات المتحدة لإحداث تغيرات في الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، يسعى الكتاب لتنبيه القراء وصناع القرار إلى المشاعر القومية القوية التي يحملها الشيعة في العالم العربي، مؤكداً على جسامة التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في محاولاتها لفرض نظام جديد في المنطقة
يتحرى هذا الكتاب أصول (اليزيدية في سورية وجبل سنجار)، وهو في مضمونه حصيلة بحثين أجراهما خلال عام 1939، بالتعاون مع آخرين للوقوف على الحياة الإجتماعية والسياسية للجماعات اليزيدية في جبل سنجار وسورية. ومما جاء في مقدمة الكتاب: "... في شهر نيسان عام 1936 أتاحت لنا رحلة قمنا بها إلى الجزيرة العليا الإتصال مع يزيدية جبل سنجار: البعض منهم تركوا العراق والتجأوا إلى الأراضي السورية في الحسكة، وكذلك جندنا بعض المخبرين من أفراد قبيلتي السموقة والغيران اللتين عبرتا الحدود وخيمتا على شواطئ بحيرة الخاتونية ... وفي شهر تشرين الثاني هيأت لنا إقامة لمدة ثلاثة اسابيع في إعزاز ورحلة طويلة على الحصان؛ فرصة دراسة يزيدية جبل سمعان والتجوال في بلدهم ...".