أسئلة عديدة يطرحها هذا الكتاب، تدور حول طبيعة الفكر الحر ودوره في تحريك التاريخ، وكيفية تمظهره في إيديولوجيات المجموعات العلمانية أو المضادة للكهنوت التي تدعي بأنها حارسة معبده. أسئلة تمس جذور الحضارة الحديثة، تقود الرغبة إلى الإجابة عليها إلى التأكيد أن الفكر الحر لا يقبل اختصاره في أي تعريف نحاول إعطاءه إياه. فالفكر الحر كما يذهب المؤلف ليس إيديولوجيا ولا عقيدة، بل هو انبثاق، واندفاع لـ"الزخم الحيوي" الذي يأخذ شكل تمرّد وتجديف. وهو ما يتلو عمليات التمرد والتجديف والتشكيك والرفض والتجديد التي يقوم بها المفكرون الأحرار. إنه مؤلف هذا الكتاب وهو يعالج موضوعاته وأسئلته يأخذ بعين الاعتبار معيارين ينبغي ملاحظتهما: قسوة الأزمة التي يعبرها العالم وأوروبا كأفق لا يمكن تجاوزه، وعمق تلك الأزمة. وإذا ما عدنا إلى متن هذا الكتاب نجد أنه يقع في ثلاثة أقسام: الماضي البعيد، الماضي القريب، والأزمنة الحديثة.
ظهرت الكتابات السريانية الأولى في أوائل القرن الأول الميلادي، وكان معظمها نقوشاً صخرية، ثم تطورت اللغة السريانية في المنطقة الواقعة حول مدينة الرها. وما لبثت اللغة والثقافة السريانية أن انتشرتا في أواخر القرن الثاني الميلادي في مدن عدة مثل نصيبين، وأربيل وسلوقية. واستمر الإسهام الثقافي للسريان في سبيله طيلة العصور التالية، وكانت لهم إسهامات جليلة في الثقافة والحضارة. يعرض هذا الكتاب لحياة وأعمال أهم المترجمين والفلاسفة السريان على مر العصور، من مارا الفيلسوف الرواقي في القرن الأول أو الثاني، وصولاً إلى حنين بن إسحق بن حنين في العصر العباسي، وكثيرين بعدهم، مروراً بهياس المترجم، وبولس الفارسي، وأثناسيوس البلدي، وجورج أسقف العرب، وطيماثاوس الأول صديق الخلفاء.
يضم هذه الكتاب أهم المساهمات الفلسفية للمفكر والباحث العراقي كامل شياع. إذ سيجد القارئ وعبر فصوله الثلاثة دراسات وبحوثاً تقتفي أبرز الأفكار الفلسفية التي شغلت أوربا بأسئلة ظلت تبحث عن أجوبة شاملة وجامعة. يبحث الفصل الأول دور مدرسة فرانكفورت وموقعها وتأثيراتها وأهم أسمائها من خلال دراسة قدمت الى قسم الفلسفة في جامعة لوفان الكاثوليكية - بلجيكا مروراً بخلاصات لتاريخ الفلسفة وتشعب إهتماماتها والتوقف عند محدثيها، بين نقودهم وتبريراتهم، كيف ينظر الى أسئلتها الإشكالية المعاصرون وتتبع لأصل فكرة الليبرالية وما جاءت به من ضمانات للحرية الفردية وفي ظل السياق التعددي للأصول. فيما يبحث الفصل الثاني بعُقد التاريخ وإشتباكاتها مع أسئلة الحاضر
قد حاولت جهدي أن يكون البحث علمياً ومركزاً، يبرز الحقيقة التاريخية في أصالة عروبة هذه الحاضرة العربية، وجهود الآباء والأجداد في بنائها وتطويرها والحفاظ على رموزها التراثية، كما أوضحت المطامع الأجنبية التي قاست منها هذه المدينة خلال الحقب التاريخية. واخذت هذه المدينة...
إطلالة شاملة على قرن كامل من الوقائع الروحية والدموية البارزة بكل أمجادها ومآسيها، واستعراض تاريخي لأحداث بسطها أمامنا شوقي أفندي رباني لمسيرة قرن من الزمان غرق فيه الشرق والغرب في الظلام والحروب والأمجاد والاضطرابات، ووضع تلك الأحداث التاريخية في ملابساتها الصحيحة منذ دعوة الباب الشيرازي في 23 أيَّ ار 1844م حتّى عام 1944م. وبهذه الرؤية التاريخية دوّن ولي أمر الله بين دفّتي هذا الكتاب وقائع وحقائق هي الأثمن والأدق من بين المدونات التاريخية المتعلقة بنشوء الديانة البهائية، وهو ما يُغني الباحث والقارئ الذي يسعى لمعرفة نشوء هذه الديانة وحقيقتها التاريخية الحافلة بالمآسي من جهة، وانتشار تعاليم ديانة معاصرة في مدة قرن من الزمان من جهة أخرى. ويمكن للقارئ أن يرى عبر هذه الوثيقة مراحل تشكل الديانة البهائية من العصر الرسولي لدين بهاء الله، الذي افتتح بإعلان الباب الشيرازي دعوته، ويتضمن حقبة ظهور بهاء الله كلّها،. أمّا العصر الثّاني فيبدأ بألواح الوصايا التي حدّدت طبيعة هذا الدين ووضعت أسسه. وأمّا العصر الثّالث الممتد ما بين 1892 إلى 1921 فيدور حول شخصيّة عبد البهاء السّامية وهو عصر يبدأ بإعلان عهد بهاء الله وميثاقه، لعبد البهاء وتسلمه القيادة الدينية، وأمّا المدة الرّابعة فتمتد من 1921 إلى 1944 وهي مرحلة وارث الديانة ولي أمر الله شوقي أفندي رباني الذي كتب لنا القرن البديع، وهو من أهمّ آثاره الكتابيّة خلال 36 سنة من عمره 1921-1957 الّتي قضاها وليًّا للأمر البهائيّ.
القضاء العرفي عند العرب منظومة قانونية شفهية متوارثة، سبقت القضاء الشرعي والقوانين المستجدة، في كل وجوه العلاقات الإجتماعية القبلية، صاغها على مدى مئات السنين حكماء القبائل المختلفة، بما يتناسب مع الإنصاف والعدالة، وهي ما تزال متداولة بين المجتمعات القبلية العربية حتى اليوم، فكيف تشكلت هذه المنظومة، وما مدى إنسجامها أو إختلافها مع منظومات القوانين الأخرى، وما جدوى إستمرارها في عالم اليوم...؟ هذه الأسئلة وغيرها تجد أجوبتها المفصلة في هذا الكتاب!
يهتم هذا الكتاب بنشر مجموعة مختارة من كتابات بهاء الله المنظر والمؤسس الحقيقي للحركة البهائية ورمزها الأكبر، بالاعتماد على اختيار مجموعة من النصوص التي سميت بالألواح حسب الفهم البهائي، وتم ترشيح ألواح هذا الكتاب انسجاماً والسياق التاريخي والديني والفكري المتصل بالحركة البهائية، وقدمت هذه الألواح بمقاربة تاريخية بمثابة تقديم لهذه النصوص لما لسيرة بهاء الله ووقائع سجنه ونفيه من تأثير مباشر في كتابة هذه النصوص التي جرى التعامل معها بوصفها نصوصاً مقدسة عند أتباع بهاء الله.
يحمل هذا الكتاب بين صفحاته تعريفاً بكل أنواع اللانهاية: المُحتمَلة والفعلية، الرياضية والفيزيائية، اللاهوتية والدنيوية. وسيقودنا ذلك إلى العديد من المفارقات المذهلة. وبتفحُّصنا هذه المفارقات عن كثب، سنتعلم الكثير عن العقل البشري وقدراته وحدوده. سنرى أن دراسة اللانهاية أمر يتجاوز البحث الأكاديمي الجاف والممل، وأن المسعى الفكري لمعرفة اللانهائي المطلق هو شكل من أشكال بحث النفس عن الإله، كما أدرك "جورج كانتور" سابقاً. وسواء وصلنا للهدف أم لم نصل، فإن وعينا سيضيء في كل خطوة نجتازها في طريق البحث. "اللانهاية والعقل" هو رحلة تمثِّل عملية تحول. أهديه بكل حب واحترام لكل من يسير على هذا الطريق. «رودي روكر».
هذا الكتاب هو حصيلة أبحاث تناولت فيها الباحثة المأثورات الشعبية تعريفاً وتحليلاً، وأكدت فيه على دور الإبداع الشعبي الفاعل في تشكيل ملامح الأمة وتحديد هويتها القومية؛ على ضوء ما تقف من نظريات ومناهج كان لها فضل تتبع الجذور الأولى للفولكور، واكتشاف وظيفته الهامة في بناء وحفظ التاريخ البشري. ما يزال عدد كبير من المعنيين بدراسة المأثور الشعبي في العالم العربي يستخدمون المفاهيم القديمة في مؤلفاته ويرددون مصطلحات لم تعد مناسبة لدراسة الأنماط الشعبية في عصرنا الحاضر.
" تنهض الأطروحة الأساسية لهذا الكتاب النقدي على فرضية أنّ أشكال البناء الميتا-سردي أو الميتا-روائي والذي يُسمّى أحياناً بـ"ما وراء الرواية" في الرواية العربية ، وقبل ذلك في الرواية العالمية هي تنويعات وتمثلات لرواية ما بعد الحداثة في الثقافة العالمية . إنّ هذا الخرق المقصود لعمود الكتابة الروائية ال حديثة الذي أسّس له روّاد الرواية الأوربية والغربية منذ سبعينيات القرن الماضي ، والذي وصف في حينها بأنّه - موت للرواية - إنّما هو ولادة جديدة للسرد الروائي بآفاق وفضاءات سردية جديدة يتمثّل أساساً في الوعي الذاتي المقصود بالكتابة الروائية وفي الاشتغال على كتابة رواية داخل الرواية أو نشر مخطوطة موازية أو الاعتماد على مدوّنات وخطاطات كتابية أو شفاهية من خلال توظيف ضمير المتكلّم الأوتوبيوغرافي غالباً لصياغة خطاب سردي ما بعد حداثي . وقد تناولت في هذا الكتاب أكثر من خمسين رواية عربية تنتمي إلى هذا اللون التجريبي بالفحص والتحليل للكشف عن تشكلات البنى الميتا-سردية فيها وارتباط ذلك بإنتاج الدلالة والرؤيا والمعنى في الخطابات الروائية ." مؤلِّف كتاب "المبنى الميتا-سردي في الرواية" فاضل ثامر
الكتاب يبحث عن المتمرد في حياة عدد من الفلاسفة والادباء والفنانين ابرزهم كولن ويلسون، برنارد شو، يوجين يونسكو، رامبو، ألبير كامو، دوريس ليسنج، تروتسكي، سلفادور دالي، هنري ميللر، عبد الرحمن منيف وآخرون. والكتاب يتناول الهدف الذي يسعى اليه الانسان المتمرد، حيث يعلن ألبير كامو "أنا متمرد إذا أنا موجود".. من هو الإنسان المتمرد؟ إنه الإنسان الذي يقول "لا".
في كتابها (المثقف بين السلطة والعامة) تبدأ الدكتورة "هالة أحمد فؤاد" بالبحث في الذاكرة التاريخية العربية الإسلاميَة فتتخذ من القرن الرابع الهجري، عصر الدويلات نموذجاً لدراسة مأزق المثقف الذي لا يزال يرزح ما بين سندان السلطة، ومطرقة العامة، هر إشكالية قديمة حديثة، تقليدية بقدر ما هي متجددة، ولكنها، لا تزال تطرح نفسها باستمرار، وتعلن عن حضورها في الواقع الراهن. تقدم المؤلفة في هذا الكتاب الاستشرافي رؤيتها المبدئية لظاهرة معقدة ومتشابكة، حيث تطرح تساؤلاتها وتقدم تحليلاتها، وتقارب تخوم المشهد، لتكشف عن هواجسها الخبيئة، ونوازعها. يتكون الكتاب من الأقسام التالية: مدخل: يحتفي بإشكاليات الكتابة السالبة من وجهة نظر تحليل الخطاب، ونموذجها المثير للانتباه مجسداً في كتاب أبو حيان التوحيدي (مثالب الوزيرين). حيث تسعى المؤلفة إلى تقديم قراءة لنص المثالب، بوصفه نصاً سردياً تخليلياً ينطوي على شيء من العجائبية الصادمة والمدهشة في آنٍ!! وبينما تعمل الباحثة على كشف العمق الإشكالي المراوغ لكتابة الثلب (أي الكتابة التي تبرز العيوب)، فإنها ترحل عبر مراياها النصية المخايلة لفهم مدى تعقيد وتشابك علاقة المثقف بالسلطة من خلال ما كتبه التوحيدي عن الوزيرين الصاحب بن عباد، وأبو الفضل بن العميد في كتابة المثالب. ناهيك عن أبي الفتح ابن العميد الإبن. ثلاثة فصول، بل ثلاث مرايا كاشفة لمدى تعقيد الظاهرة وعلاقاتها المتشابكة، ونموذج مثير، بل مستفز لمثقفي القرن الرابع الهجري، التوحيدي، مثقف كبير من مثقفي عصره، ورغم هذا عانى التهميش على مستويات عديدة وعاش علاقة مركبة مليئة بالتناقض والمفارقة مع أصحاب السلطان من جانب، والعامة من جانب آخر، ناهيك بأقرانه من المثقفين الكبار على اختلاف انتماءاتهم وتنوع مناهجهم ومشاربهم، وتباين مواقعهم من السلطة. تكتسب هذه الدراسة أهميتها من كونها تشكل آلية لتفسير وفهم بنية اللاوعي الجمعي لحاضرنا الإشكالي المتردي على مستوى النخب يتنويعاتها المتباينة، أو على مستوى العامة والبسطاء من الناس، وهو ما نجحت المؤلفة في الكشف عنه