ليس الجديد في هذا الكتاب هو طرح مواضيع جديدة، بل كيفية طرحها ومعالجتها الجديد هو تناول الحكايات كتعبير عن مجتمع معين ومن ثم دراسته: -دور الحكاية في هذا المجتمع: الفهم الخاطئ للمرأة والجنس، والخوف من المرأة. -مفهوم الجمال، مفهوم الحب، والموقف الإيجابي من الجنس، أثنية (أقوامية) الدين، ودينية العصبية. -الإستبداد الشرقي ونمط الإنتاج الآسيوي. -الطبقات الإجتماعية؛ ومع ذلك فما زالت بعض الجوانب القليلة التي يمكن أن يضيفها الباحث، والمناسبات، بما فيه العادات والأزياء وآداب الحياة، وغيرها. والباحث هنا يتمنى على المثقفين العرب أن يتابعوا تسجيلاتهم للحكايات الشعبية في شتى مناطق الوطن العربي ونشرها بشكل موثوق وبأقرب ما يكون من الأصل، لأن إنجاز هذه المهمة يعد خطوة من الخطوات المتأخرة للنهضة العربية.
في هذا الكتاب فقد تصدرت ثلاث دراسات رئيسية تناولت فيها الإسهامة النظرية والمنهجية للدكتور علي الوردي. سجل الوردي بجهوده العلمية بداية ظهور علم الاجتماع في العراق مطلع الخمسينيات من القرن الماضي وساهم مساهمة لا يمكن تجاوزها بشأن التعريف بهذا العلم وتقديمه في العراق. لم يكن قد مضى على ظهور علم الاجتماع كعلم معترف به عالمياً أكثر من عشرين عاماً عندما ظهر علي الوردي في العراق. ساهم تالكوت بارسونز (أمريكي) وبيتريم سوروكن (روسي) بتأسيس أول قسم لعلم الاجتماع في العالم في جامعة هارفارد الأمريكية عام 1924. أثارت كتابات الوردي ودراساته وآرائه ومحاضراته آنذاك نقاشات حامية على مستوى الحياة العامة في العراق وشجعت كثيرين للدخول في مضمار العلم الجديد بدراسته والتخصص فيه.
أعادت إلي هذه الرسائل/النصوص، وأنا أوشك أن أدفع بها للنشر، فصولاً حياتية تقاسمت غالبية وقائعها مع كاتبها الملهم الأستاذ والمفكر التنويري كامل شياع (1954–2008). وحين أستعيدها اليوم، أجدني أتعثر بكم هائل من الذكريات مع شقيق الروح، إن كان في شطرها الأول الذي قارب ربع قرن من الزمن، في أرض الوطن، أو مثل عدد سنواتها تقريباً في الأرض الغريبة المسماة «المنفى». والشطر الثاني هو ما تتوقف عنده هذه النصوص البليغة، إذ إنها كتبت في المنفى وعن المنفى. وهو ما حرصت على توثيقه وحمله معي أينما حللت، وقد مثل لي في حقيقته زوادة معرفية ودليل مسار في رحلتنا الغريبة.وبين الرحيل الاضطراري عن الوطن الأول والعودة إليه، تراكمت أوراق هذا الدفتر على شكل سيرة يوميات لقاموس المنفى، أو هي أقرب إلى نصوص المذكرات الشخصية المبكرة، كما يصفها صاحبها. فحين تتقطع بك سبل التواصل الحميم مع أبناء الوطن، من أهل وأصدقاء، وأنت مشدود إلى قدرك المجهول، وما يرافق ذلك من بخل الحياة الجديدة؛ لا يبقى للمنفي سوى كلمات يتبادلها مع أقرانه عن بعد في تيه فرض إلزامات وشروط حياتية لم نكن نحسن بعد تدبر الكثير من أبجدياتها. ولعل ما تبادلناه نحن الأصدقاء من رسائل بوح، وقتها، هو في حقيقته تعويض، أقرب إلى المسكنات، لمرارات لم تبق على سطح لسان المنفي ولا في سريرة قلبه بشرى ترقص لها الروح أو مزحة تعيد له الارتباط بتلقائية حياة العائلة/الوطن.
بدأ ملحمة كلكامش بـ" هو الذي رأى.." دون مسمّى. ولكنّ الراوية ينعته بأنه كلّيّ المعرفة Omniprescient. المفارقة إنّ الضمير "هو" معرّف لغة ولكنه هنا مجهول بمثابة اسم نكرة.وكلما أمعن الراوي في إضفاء الصفات على ذلك الـ "هو" ازداد الموصوف غموضاً، وإلغازاً ،وقتئذٍتستنفر الحواس بفضول وترقب. مَنْ ذا يكون هذا الـ"هو"؟. كانت تلك التسبيحة بمثابة جوقة موسيقية تسبق عادة مواكب الملوك. راح الراوية يمعن في إثارة فضولنا كقراء أو مستمعين، فأغدق صفات إلهية عليه، وبهذه الحيلة الفنية الحاذقة زاد من فضولنا، وفي الوقت نفسه أبعدنا هيبة وجلالاً عن ذلك المجهول الذي يتمتع بكل ما هو خارق.. قال عنه الراوي مثلا: "إنه رأى كل شئ خبر كل شئ وهو عارف بكل شئ بما فيها الأسرار، وأنباء ما قبل الطوفان.." يمعن الراوية وكأنْ بثمل، في سرد المعجزات.: حباه إلإله شمش ، إله العدل والشرائع ،بالحسن وخصّه الإله أدد، إله الرعود والعواصف والأمطار، بالبطولة. تمعنت الآلهة الأخرى به فجعلته صورة كاملة.. كذا إذن، فهذا أوّل مخلوق ،كما يبدو ،على وجه البسيطة، وله أكثر من خالق.!مَن يكون هذا غير .كلكامش ذي الجبروت والطغيان! لكن ْنسيت الآلهة أن تركّب في صدره الضخم قلباً يرقّ أويرحم.قال الراوية. "لم يترك آبناً لأبيه، ولا عذراء لحبيبها، ولا آبنة المقاتل، ولا خطيبة البطل..." مع ذلك فالدموع في ملحمة كلكامش .لا سيّما دموع كلكامش طرازخاص لا مثيل له على ما يبدو.
صدر الكتاب بالإنكليزية عام 2001، وفيه يناقش المؤلّف (1959) مسألة لطالما ناقشها الفلاسفة واللغويون: أي سؤال ما إن كان اللغات الإنسانية نُسَخاً وفروعاً للغة واحدة، أو أنظمة لسانية لا رابط فعلياً بينها. بالاستناد إلى مفكّرين لغويين مثل نعوم تشومسكي، يدافع بايكر عن فكرة وجود بنية لغوية مشتركة بين أغلبية
«من الكتب ما هو خفيف وما هو ثقيل الوزن، کتاب يتلو الآخر، كتاب يستبدل الآخر، بذات الطريقة التي توضع فيها على رفوف المكتبات. إنها كتب قديمة، وكتابات لا تفك طلاسمها، مثل الطبعات الأولى المندثرة. كتب يسهل حرقها، ويصعب استهلاكها. إنها تقتنص الأفكار التي نتشاركها الجادة والهاربة، الظاهرة والباطنة». جان لو ك نانسي. من كتاب عن الكتب والمكتبات ۲۰۰۹ واجب الفرسان الحقيقيين هو سلّ سيوف الحرب، والنظر برعب لأنهم يعرفون أنهم سيموتون حين يقذف أعداؤهم النار والحديد عليهم. معركة أطلق عليها فيلم أنتج عام 1936 (حيث قاد القتال ضابط إنجليزي أدّى دوره الممثل إرول فلين Erol Flynn ) اسم معركة الستمئة، هل تذكرها؟ بالاكلافا، ۲5 أكتوبر 1854، في القرم ( تحالف إنجليزي، وفرنسي، وتركي ضد الإمبراطورية الروسية). فرسان لواء لايت بريجادي البريطاني هاجموا أفراد القوات الروسية الذين كانت تحميهم مدفعية أمامهم. فرسان ركضوا مسافة كيلو مترين في معركة، أطلق عليها شاعر إنجليزي اسم « وادي الموت ». (ألفريد تينيسون. المترجمة) هذا ما توشك أنت على «النظر إليه» وقراءته في الصفحات التالية.
لماذا كان كتّاب عديدون ذوو أعمال عظيمة في الأدب يُستهلَكون بالكحولية؟ في "الرحلة إلى أيكو سبرينغ"، تأخذنا أوليفيا لاينغ في رحلة عبْر أمريكا، لتَسبِر الروابط بين الإبداع والإسراف في معاقرة الخمر في أعمال وحيوات ستة كُتّاب استثنائيين: أف سكوت فتزجيرالد، إرنست همنغواي، تنيسي ويليامز، جون بيريمان، جون شيفر ورايموند كارفر. من كي وست همنغواي إلى نيو أورلينز ويليامز، جمَّعَتْ لاينغ أجزاء خارطة طوبوغرافية للكحولية، معرّية أسطورة الكاتب الكحولي لتكشف عن الثمن الباهظ الذي يمكن أن يدفعه الإبداع. "مفعم بنفاذ البصيرة، التعاطف وجمال غير متوقَّع"