تحتل ووكر موقعا استثنائيا في تاريخ الكاتبات الأمريكيات المنحدرات من أصول إفريقية... إن معبد تابعتي عمل مذهل. – مجلة Essence بعد ظهورها الأول عام 1990. ظلت معبد تابعتي، رواية أليس ووكر التي هي تكملة لأيقونتها اللون أرجواني، على مدى ما يربو أربعة أشهر على قائمة أفضل المبيعات في نيويورك تايمز وساهمت في توطيد مكانتها وسط أهم الكتاب في أمريكا. يتماوج القالب الرؤيوي للشخصيات بين الماضي والحاضر في آن معا، في نسيج معقد بأسلوب رائع من سرد الحكايات. يحكي التركيب الناتج قصة المعدمين والمشردين، بشر تاريخهم موغل في القدم ومستقبلهم مجهول. من بينهم ليزي، امرأة ذات ماض متعدد؛ أرفيدا، عازف الغيتار الشهير، وزوجته الأمريكية اللاتينية التي أرغمت على الهروب من موطنها؛ سويلو، مدرس التاريخ الذي يدرك إهمال أنباء جيله من الرجال للمرأة، وزوجته السابقة فاني، الواقعة بحب الأرواح. تجوس السيدة سيلي وشوغ فوق حكاياتهم عن قرب، الشخصيتان المحبوبتان من رواية اللون أرجواني. على حد وصف المؤلفة رومانسية آخر خمسمائة ألف عام، تلاحق معبد تابعتي هذه الشخصيات متشابكة العلاقات، معظمهم ينحدر من أصول إفريقية ويمثل كل منهم سلالة عرقية مختلفة – من القبائل الإفريقية المتنوعة إلى ذوي الدم المختلط من سكان أمريكا اللاتينية – تساهم في تجربة السود في أمريكا. أليس ووكر، الكاتبة الأكثر مبيعا، لها سبع أعمال روائية، وثلاث مجموعات في القصة القصيرة، وثلاث مجموعات في المقالة، وستة مجلدات شعرية إضافة إلى عدة كتب للأطفال. ترجمت أعمالها إلى أكثر من عشرين لغة. ولدت في إيتونتون، في جورجيا. وهي تعيش الآن في شمالي كاليفورنيا.
أعتقد أن انتحاري ليس حادثة استثنائية في حاضر المدينة، وربما لا يحدث أي ضجيج من النوع الذي يحدثه انتحار الحيتان على شواطئ البحار، أو احتمال انقراض سلالة من دببة القطب. قد تكون حادثة عابرة، وغير مؤسفة، وروتينية، سوف يتكوم فوق جسدي الميت بعض من كائنات الليل وربما يبول عليه بعض السكارى ساخرين من فعلتي التافهة. بعد ذلك سوف تأتي الشرطة وتتمم بعض الإجراءات الروتينية في التحقيق، سيتضح أن الحادثة ليست جريمة قتل، بعدها ستحملني عربة إسعاف إلى براد المستشفى، بانتظار أن يتعرف أحد على جسدي، سوف يأتي الكثير من أناسٍ فقدوا آخرين في ظروف غامضة، يلقون نظرة علي، سيتضح لهم بالتأكيد، أني رجلٌ غريب ولا أخصهم على الإطلاق، فالذين كانوا سبب وجودي في هذا العالم سبقوني منذ أعوام إلى العتمة والفراغ الكلي، ثم وبعد أيام سوف تنشر الصحف خبر انتحاري وسوف يتبين للرأي العام أن الجسد الميت مقطوع الجذور، وإني أقرب إلى مشاع عام. إنها مهزلة.. شيء سخيف للغاية.
نُزلاءُ المهازل. نُزلاءُ الأرقامِ الفاخرةِ الفنادق. نُزلاءُ الحمْضِ الهجينِ من تلاقُحِ الثمارِ الهِجان. ليس بوصفٍ للمصارعيْنَ هذا، بل تقديرٌ لا موثوقٌ للأحوالِ تعهَّدها السماسرةُ للأجساد منازلاتٍ بلا لَكْمٍ، او رفٍسٍ، أو نطحٍ: غَلبةُ الأذرعِ تطويقاً للأعناقِ. غَلبةُ التفافِ الأسرعِ قبْضاً على الخصم بيديْنِ تُحْنيانه حصاراً على كيانه من أعلى، ومن أسفلَ، بعَرَقٍ صبيبٍ في مَسيلهِ يتخالطُ نازفاً من الآباطِ بالعَرَقِ نازفاً من الآباض. عراكٌ يُلزِمُ المصارعَ جندلةَ الغريم أرضاً مغمىً عليه، صريعاً، مهدوداً، مُسْتنزَفَ العضل لا يقوى على احتمالِ النزالِ. سُكَّرٌ من مُسْتَحْلَبِ اليقظةِ بعد النومِ الخوفِ، أو النومِ في الخسارةِ الخوفِ، أو الخسارةِ في الخوفِ النوم. سُكَّرٌ نباتيٌّ؛ حيوانيٌّ؛ إنسانيٌّ.
من عمق الريف التركي إلى قاع المدينة ينتقل أورهان كمال ليرصد عالم المهمشين وحكاياتهم وأوهامهم وخوفهم، وأحلامهم التي تتحول إلى كوابيس. شخصيات حية في هذه الرواية تنسج حولها أساطيرها الشخصية وتمزق الأقنعة المزيفة في حياتها اليومية.
توقّف الرجل لبرهة قبل أن يدخل. كان من العبث أن ينظر حوله ليحاول أن يعرف ما إذا كان أحد قد تبعه. كان مدخل القلعة في منطقة قديمة من ميلانو، على طول طريق رطب ومظلم لا يمكن بلوغه إلّا من خلال طرق أخرى رطبة ومظلمة أيضاً، لذلك فحتّى لو كان هناك أحد يجري وراءه فلابدّ أن يكون قد ضيّعه منذ فترة، رغم أنّه كان يرتدي ثوباً ورديّاً مبهرجاً. وإذا قلنا الحقيقة فقد حدث أنّه خشي هو أيضاً أن يضيع. فهو لم يكن قادراً أبداً على معرفة الاتّجاهات بعدما تاه في كبكوبة الأزقّة المحيطة بالقلعة. وكان ذلك بسببه إلى حدّ ما، لأنّه لم يكن يملك أبداً شعوراً قويّاً بالاتّجاهات. وكذلك بسبب تلك المدينة التي تطّورت بشكل سيّئ لا يقوم لا على تصميم ولا على شكل ورؤية. لذلك كان لابدّ من إعادة النظر فيها، بتلك المدينة، من أعلاها إلى أسفلها. لابدّ من تنظيمها بطريقة مختلفة، ملائمة. مختلفة بصورة جذريّة. بطريقة غير معروفة من ذي قبل. كأن تكون مدينة على عدّة مستويات مثلاً. من الأسفل إلى الأعلى، من الماء إلى السماء. مدينة على عكس البيت، حيث يقيم الفقراء في الهواء، والأغنياء على الأرض، كما كان يجري في بيوت أهل روما كما وصفها فيتروفيو. وكان الحقّ مع فرانشيسكو دي جورجو عندما ترجم الكتاب، لأنّه يستحقّ ذلك بالفعل. ويستحقّ الثمن المرتفع الذي اشتراه به، وإذا كان قد كلّفه غالياً، فهو قد ذكّره بكثير من... اهتزّ الرجل ذو الثوب الورديّ بعد أن أدرك أنّه قد تاه - لكن ضمن أفكاره فقط. وكان هذا الأمر يحدث له في كثير من الأحيان، فتكون تلك أفضل الأوقات في يومه. لكنّ تلك لم تكن اللحظة المناسبة للاستغراق في تخيّلاته. لأنّ الوقت الآن هو وقت عمل. بهدوء، ولكن من دون طمأنينة، قرع الرجل على الباب. سمع مباشرة صوت صرير فهم منه أنّهم في طريقهم لفتح الباب، كما أنّ غُريفةَ المدخل ظهرت كأنّها مضيئة وسط عتمة الشارع. كلمة واحدة فقط. - ادخل. دخل الرجل وترك الظلام وراءه.
ليس الإنسان أكثر من عود قصب قابل للكسر. لكنه عود قصب مفكِّر، لا تحتاج القدرة الكلية أن تحشد سلاحاً من أجل سحقه. لأن بوسع قطرة ماء صغيرة أن تقضي عليه. ولكن حتى لو كان بإمكان هذه القدرة الكلية أن تسحق الإنسان، فإنما يبقى هو أكثر نبلاً. لأنه مدرك أنه سوف يموت. في حين أنها لا تعرف شيئاً عن هذه الميزة التي بها يتربع الإنسان فوق عرش الأرض. هكذا فإن كل ما نتمتّع به من رفعة كامن في تفكيرنا. من هذا المنطلق علينا أن ننتفض كبشر، وليس من منطلق التحرك في المكان والزمان، مسؤوليتنا كبشر أن نفكر جيداً. وهذا هو منطلقنا الأخلاقي. باسكال أقل