الحب ليس مصادفة سعيدة، ولا هبة من القدر، بل هو فن رفيع يتطلب من الإنسان سعياً إلى الكمال الذاتي، وإبداعاً، وحرية داخلية. إن الحب الحقيقي المشبع بالقيم السامية مازال نادراً، وذلك لأن الكثيرين ليسوا مهيئين له بعد، بل إنهم يخافونه؛ فهذا الحب يتطلب \\\"روحاً حية\\\"، ونكراناً.
يرصد الباحث العراقي صلاح نيازي تقنية الشعر وتنويعاته في نصوص ملحمة كلكامش، انطلاقاً من أن هذه الملحمة التاريخية، كانت مجموعة من الحكايات المتفرقة، جمعها شاعر ذو موهبة خاصة، في حبكة روائية ممسرحة، وربما جمعتها شاعرة، لأن ما فيها من صور الأمومة والضعف الأنثوي ما يعجز عن تصويره الرجل. ويمهد لدراسته (فن الشعر في ملحمة كلكامش – دار المدى) بمقدمة تؤكد اهتمامه الخاص والمتواصل بهذه الملحمة التي تعددت قراءاتها وتقنياتها ومستوياتها، بما فيها من مزيج عجيب من التاريخ والخرافة والفلسفة والشعر، وهي في تقنيتها الشعرية "لا تقل عن تقنيات أي شاعر معاصر، عربي أم أجنبي، وربما بهذه التقنيات انسحر ريلكه، كما انسحر الشاعر الإنكليزي المعاصر ميتشل الذي ترجم مؤخراً الملحمة إلى اللغة الإنكليزية "شعراً".
سعة وثلاثون تأملاً في بهجة القراءة، يأخذنا عبرها ألبرتو مانغويل في رحلة أدبية استثنائية ترفدها مرويّاتُ هوميروس ودانتي، وموضوعاتٌ تمتدّ من بينوكيو إلى أليس، ومن بورخيس إلى تشي غيفارا. يبيّن مانغويل كيف تضفي الكلمات التناغم على العالم وتمنحنا "أمكنة آمنة قليلة، حقيقيةً كالورق ومنعشة كالحبر، فتهبنا مأوى ومائدة في عبورنا خلل الغابة المظلمة والمجهولة الاسم".
مجموعة من القصائد تعلم وتشرح بشكل جميل حرفة كتابة الشعر، بحيث بات ينظر إليها كأعمال عظيمة لمبدعيها. وهذه القصائد تأخذنا في رحلات خلابة إلى متاهات النفس والخيال، وتصلنا عبر ذلك بالمصدر السري القابع تحت العالم. في هذه القصائد يقودنا الشاعر، بل ويبث فينا الروح عبر معراج أدبي وهو في الوقت نفسه معراج روحي. فن الكتابة مثل "التاو" عصي على التعريف بطبيعته. ومثل "التاو" القوة الخلاقة التي تحكم سكان العالم فإنه متبدل باستمرار ووجوهه العديدة لا يمكن أبداً الإحاطة بها. غير أن محاولة معرفة "التاو" تمثل
حدثَ في هذا الصباح الأخير أنهما تواجدا هنا في وقتٍ واحد، في المطبخ، وأخذا يتمشيان بخُطى متثاقلة ماراً كل منهما بالآخر يُخرِجان أشياء من الخزانات والأدراج ثم ينتظر أحدهما الآخر ليبدأ عند المغسلة أو البرّاد، ولا يزالان مُشوَّشَين قليلاً يخوضان في مياه الحلم، وفتحت ماء الصنبور على ثمار العنبيّة التي تح مل حفنة منها بيدها وأغمضَتْ عينيها لتستنشق العبير المنبعث
هذه القصص المتفرقة لفولتير (1694-1778) مأخوذة، دون تسلسل، من الجزء الأول، المجموعة الكاملة لأعمال فولتير القصصية، مطبوعات كتاب الجيب، لعام 1972. ورب قائل: هذا كتاب غطّاه غبار التاريخ على رفوف دور الكتب الوطنية! ولا رد على هذا المعترض إلا القول: لكن الفكر الإنساني خالد عبر العصور ورموزه باقية لا تموت! وما فولتير إلا أهم رموز الفكر الفرنسي-والإنساني- في أوج عصر التنوير. وما أحوجنا في عالمنا العربي، قبل الخوض في البنيوية أو غيرها، إلى الوقوف الدقيق والمعمق على أفكار ومفاهيم عصر النهضة في أوروبا: إنها بوابتنا الحقة والضرورية لولوج العصر الحديث، ودون العبور منها سنظل إلى ما لا نهاية نراوح في دهاليز العصر الوسيط.
لقد اهتمت الباحثة في دراسة الأفكار التي شاعت وانتشرت واستقرت في بداية الحضارة الإسلامية بالمقارنة مع الأفكار التي انزاحت إلى الهامش وتوارت في محاولة لفهم سبب شيوع الأولى وتهميش الأخرى. ففي الفصل الأول عقدت مقارنة بين ما جاء في كتب التفسير من أسباب النزول للآيات مع ما جاء في كتب السيرة. وفي الفصل الثاني قارنت علم أصول الفقه كما جاء في رسالة الشافعي مع تجربة عمر بن الخطاب. وفي الفصل الثالث قارنت بين محنة أهل الحديث في زمن المأمون مع محنة المتكلمين/القدرية القائلين بخلق القرآن منذ الزمن الأموي.