” أنا محسن مطلك الرملي ، مؤلف كل الكتب التي تحمل اسمي ، باستثناء هذا ، ولو لم أكن شقيقا لحسن مطلك لكتبت ضعف ما نشرته حتى الآن ، أو لما كتبت أي منها أصلا ولا حتى اهتممت بهذا الكتاب الذي وجدته صدفة حين كنت في الأردن .. فغير حياتي كلها وجئت إلى إسبانيا بحثا عن المرأة التي كتبته ... إنها امرأة تبحث عن ا لحب وأنا أبحث عنها . عراقيان ، امرأة ورجل ، يبحثان عن الحب في ظل الحروب والحصار والدكتاتورية والاحتلال والمغتربات . إنها رواية حب تدعو للحب في أزمنة تهمش الحب ، لذا يهديها كاتبها الى كل الذين حرموا من بهم بسبب الظروف . ذئبة الحب والكتب رواية مثقفة عن مثقفين ، تمنح المتعة والمعرفة لقارئ يجيد الانصات إلى بوح الدواخل وانثيالاتها . إنها بمثابة بحث عميق في الخفي والمكبوت . تتقصى العواطف والجمال والأمل الإنساني وسط الأوجاع والخراب . مكتوبة بلغة وأسلوب وتقنية مختلفة عما عهدنا عليه محسن الرملي في أعماله السابقة ، حيث يمزج فيها بعض سيرته الذاتية بالخيال ، متقمص ومتعمق أكثر في جوانح شخصياته بعد أن وصف ما مر به بلده من أحداث قاسية وتحولات عصيبة في رواياته السابقة التي ترجمت إلى أكثر من لغة : حدائق الرئيس ، تمر الأصابع والفتيت المبعثر .
ذات الشعر الأحمر "في بحثه عن روح مدينته الحزينة اكتشف باموق رموزًا جديدة لتصادم الحضارات وتضافرها". أكاديمية نوبل السويدية في أحداث رواياته، يأخذنا أورهان باموق إلى بلدة صغيرة على بعد 30 ميل من إسطنبول فيعود بنا إلى الماضي القريب في ثمانينيات القرن العشرين حيث الانقلابات والأحداث السياسية المشتعل ة، من خلال علاقة حفار آبار ومساعده الصغير. في" ذات الشعر الأحمر" يبحث البطل عن بديل للأب الذي اختفى، فتتطور علاقته مع حفار الآبار قبل أن يتعرض لحادث يُغير من حياته تمامًا بعد لقائه بذات الشعر الأحمر. وحين يشكو إليها فقدان الأب تواجهه بقولها " عليك أن تجد لنفسك أبًا غيره. فكل واحد هنا في هذه البلد له أكثر من أب، مثل الدولة الأب، الأب المقدس، الباشا الأب، أبو المافيا... هنا لا أحد يستطيع الاستمرار في العيش بلا أب"... فمن هي تلك المرأة الغامضة ذات الشعر الأحمر؟ تحمل الرواية صورًا متعددة للعلاقة المتوترة بين الآباء والأبناء، يبدو الجانب السياسي واضحًا لكن الجانب الرومانسي هو الآخر حاضر هنا بقوة. عبر سلسلة متداخلة من الأساطير والقصص والمشاعر، ولمحة وإثارة وغموض، يربط باموق كل هذه الأشياء معًا ويغزلها في نسيج يجعل القارئ يلهث معه حتى السطر الأخير. إنها رواية عن الأسرة والحب، الشباب والعَجَز، التقاليد والحداثة.
كان أبي وأمي ينظران إلى وجه نامابيا الضاحك بقلق صامت، وكنت أعلم علم اليقين أنّهما كانا يتساءلان في سرهما ما إذا كان ابنهما عضواً في عصابة أم لا. في بعض الأحيان كنت أجزمُ أنه ينتمي إلى إحداها. فأفراد العصابات يتمتعون بسمعة ذائعة الصيت، وسمعةُ نامابيا واسعةُ الانتشار. الصبيان الآخرون كانوا ينادونه بلق ب - «الجبان»- ثم يصافحونه يداً بيد، كلّما مرّ بهم، أما الفتيات، وبخاصة شلّة «الجميلات الكبيرات» المعروفة، فكنّ يعانقنه لأطول مدّة ممكنة، في كلّ مرّة يقلْن له مرحباً. كان يرتادُ جميع الحفلات، تلك الهادئة، في السكن الجامعي، وتلك الأكثر صخباً، في المدينة، وكان، بحقّ، الذكر المحبّب بين الفتيات، والذكّر المحبب بين الذكور، والشابّ الذي يستطيعُ أن يدخّن علبة روثمان كاملة في اليوم، بل واشتُهر بأنه يستطيع أن يحتسي صندوقاً كاملاً من البيرة، في جلسةٍ واحدة. وفي أحيان أخرى، كنتُ أظنّ أنه لا ينتمي إلى أي جماعة بعينها، لأنّ سمعته اخترقت الآفاق، وكان أسلوبه يتطلّب أن يصادق الصبيان من مختلف الانتماءات، وأن لا يكون عدواً لأحدٍ منهم. كما أنني لم أكنْ متأكّدةً أنّ شقيقي يمتلك حقاً المؤهّلات المطلوبة- الشجاعة وفقدان الأمان- للانضمام إلى عصابة ما. المرة الوحيدة التي سألته فيها ما إذا كان فرداً في عصابة، نظر إليّ بدهشةٍ، عبر رموشه الطويلة، الكثيفة، كأنما ليقول لي، ينبغي أن تعرفي أكثر من أن توجّهي سؤالاً كهذا، فقط ليجيب جازماً، «بالطبع، لا». عندئذٍ صدّقته. وأبي صدّقه أيضاً. لكن حقيقة أننا صدّقناه لم تغير في الأمر شيئاً، فقد أُلقي القبض عليه، ووجّهت له تهمة الانتماء إلى عصابة. وقد قال لي هذا- «بالطبع، لا »- أثناء أوّل زيارة لنا إلى قسم الشرطة، حيث زُجّ به في السجن
المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر السوري نزيه أبو عفش، وهو أحد الأصوات المتميزة في الشعر العربي المعاصر. والذي برز في السنوات العشرين الأخيرة من القرن الماضي والسنوات الخمس من هذا القرن. صدر له حتى الآن 15 مجموعة شعرية، منها (إنجيل الأعمى، أهل التابوت. هكذا أتيت، هكذا أمضي، بين هلاكين، عن الخوف والتماثيل حوارية الموت والنخيل، وديوانه الأول الذي صدر عام 1968 بعنوان الوجه الذي لا يغيب.
في السنة التسعين من سنوات حياتي، رغبت في أن أهدي إلى نفسي ليلة حب مجنون، مع مراهقة عذراء. تذكرت روسا كباركاس، صاحبة بيت سري، اعتادت أن تتصل بزبائنها الجيدين، عندما يكون تحت تصرفها جديد جاهز. لم أستسلم قط لهذا الإغراء، أو لأي واحد آخر من إغراءاتها الفاحشة، ولكنها لم تكن تؤمن بنقاء مبادئي. فكانت تقول بابتسامة خبيثة: الأخلاق مسألة زمن أيضا ، ولسوف ترى. كانت أصغر مني بعض الشيء، ولم تعد لدي أخبار عنها منذ سنوات طويلة، بحيث يمكن أن تكون قد ماتت. ولكنني، منذ الرنين الأول، تعرفت على صوتها في الهاتف، وبادرتها دون مقدمات: - اليوم، أجل. فتنهدت قائلة: آه، يا عالمي الحزين، تختفي عشرين عاما، وتعود لتطلب مستحيلات فقط. وفورا، استعادت السيطرة على فنها، وعرضت علي ستة من الخيارات الشهية، ولكن عليك أن تعلم، جميعهن مستعملات. ألححت عليها أن لا، ويجب أن تكون عذراء، وأريدها هذه الليلة بالذات. فسألت مفزعة: ما الذي تريد أن تجربه؟ لا شيء، أجبتها مهانا، حيث تسبب الإهانة لي أكبر ألم، فأنا أعرف جيدا ما أستطيعه وما لا أستطيعه...
صدر الكتاب بالإنكليزية عام 2001، وفيه يناقش المؤلّف (1959) مسألة لطالما ناقشها الفلاسفة واللغويون: أي سؤال ما إن كان اللغات الإنسانية نُسَخاً وفروعاً للغة واحدة، أو أنظمة لسانية لا رابط فعلياً بينها. بالاستناد إلى مفكّرين لغويين مثل نعوم تشومسكي، يدافع بايكر عن فكرة وجود بنية لغوية مشتركة بين أغلبية
في مدريد في السنوات الأخيرة من القرن السادس عشر، ترى الفتاة الفقيرة الجاهلة «لوكريثيا » رؤى رهيبة معلنةً النهاية الكارثية للملكية الإسبانية وحكم الملك «فيليبه» الثاني، بما في ذلك المعارك البحرية وغزوات الهراطقة. ولكن عندما تبدأ هذه الروى في التحقق تنقلب الإمبراطورية الإسبانية رأسًا على عقب. رواية مثيرة، تعتمد على الأمانة الشديدة في سرد الأحداث وذكر الشخصيات التاريخية الحقيقية. «رؤى لوكريثيا» تُعيد خلق زمن لا يختلف كثيرًا عن زمننا، فتكسر الحواجز بين الواقع والخيال. رواية لا تُنسى عن مصير أولئك الذين يجرؤون على الحلم. حصل هذا العمل الروائي الرفيع على واحدة من أهم الجوائر الأدبية للغة الإسبانية عام 1996، وهي جائزة “ميجيل دليب” المرموقة.
«من الكتب ما هو خفيف وما هو ثقيل الوزن، کتاب يتلو الآخر، كتاب يستبدل الآخر، بذات الطريقة التي توضع فيها على رفوف المكتبات. إنها كتب قديمة، وكتابات لا تفك طلاسمها، مثل الطبعات الأولى المندثرة. كتب يسهل حرقها، ويصعب استهلاكها. إنها تقتنص الأفكار التي نتشاركها الجادة والهاربة، الظاهرة والباطنة». جان لو ك نانسي. من كتاب عن الكتب والمكتبات ۲۰۰۹ واجب الفرسان الحقيقيين هو سلّ سيوف الحرب، والنظر برعب لأنهم يعرفون أنهم سيموتون حين يقذف أعداؤهم النار والحديد عليهم. معركة أطلق عليها فيلم أنتج عام 1936 (حيث قاد القتال ضابط إنجليزي أدّى دوره الممثل إرول فلين Erol Flynn ) اسم معركة الستمئة، هل تذكرها؟ بالاكلافا، ۲5 أكتوبر 1854، في القرم ( تحالف إنجليزي، وفرنسي، وتركي ضد الإمبراطورية الروسية). فرسان لواء لايت بريجادي البريطاني هاجموا أفراد القوات الروسية الذين كانت تحميهم مدفعية أمامهم. فرسان ركضوا مسافة كيلو مترين في معركة، أطلق عليها شاعر إنجليزي اسم « وادي الموت ». (ألفريد تينيسون. المترجمة) هذا ما توشك أنت على «النظر إليه» وقراءته في الصفحات التالية.