إن نجاحنا في الحياة يعتمد في المقام الأول على حسن تقديرنا للأمور، وعلى تمييز الطيب من الخبيث. فمهما يكن الأمر، علينا أولًا إعمال العقل؛ لأن فقدانه يعني فقدان كل شيء. هذه هي الرسالة التى أراد أن يرسلها لنا «شكسبير»؛ فلو أن الملك «لير» عقل الأمور لما انخدع في حب ابنتيه «غونوريل» و«ريغان» وفقد كل شيء. لقد عمل شكسبير على التأكيد على انتصار الشر بمقتل الملك وابنته، وأصرَّ على هذه النهاية التراجيدية كي يبقى أثرها في نفس المتلقي. وقد تجاوزت الرواية حدود المحلية الإنجليزية وانطلقت نحو العالمية، وكان لها أثر كبير في الأدب العالمي؛ فتُرجمت إلى عدة لغات لأكثر من مرة — كان منها العربية — كما مُثِّلت على المسرح العالمي والعربي، واعتبرها بعض النقاد أكثر المسرحيات المأساوية إثارة للنفس.
واجه المؤلفون والكتاب في الوقت الحاضر خطر سرقة مصنفاتهم ومؤلفاتهم وأحياناً تعريضها للتشوية. وخلال معارض الكتب الأخيرة التي نظمت في القاهرة وبغداد والشارقة اشتكى الكثير من المؤلفين العرب من استفحال هذه الظاهرة المقلقة، وطالبوا بوضع حلول لها من خلال تطبيق ضوابط تشريعات حقوق الملكية الفكرية التي وقعت عليها معظم الدول العربية.ففي مقابلة مع الكاتب السياسي العراقي حسن العلوي أجرتها معه الشاعرة والإعلامية رنا جعفر ياسين اشتكى فيها الكاتب من أن جميع طبعات كتبه المنتشرة في المكتبات ومعارض الكتب مزورة ومشوهة وطالب بمعالجات جادة لإيقاف هذه الظاهرة ومنها العودة إلى القوانين. ولاحظت أن الكثير من المكتبات والمطابع تعمد إلى إصدار طبعات للكتب الرائجة بطريقة غير قانونية ومخالفة لضوابط الملكية الفكرية.
المقالات المستلة في هذا الكتاب عن «المنظورية والحواس في تفسير النص»، ذوات مواليد متباعدة، ونُشِرتْ انفراداً في مطبوعات مختلفة، على مدى سنين. كانت بمثابة خرز بلا خيط. لم يكنْ يدور بالبال أنها ستكون مسبحة متجانسة، أو نواة لرؤية نقدية، إذا ما جُمعتْ في دفّتي كتاب. إنها مجرد محاولات ـ على جدّيتها ـ أوليّة معنية بفهم بعض النصوص، لا سيّما الشعرية منها. بقدرة قادر، أو بصورةٍ فوق علمي، استوت تلك النواة النقدية، وبرّرتْ جدواها بعد تطبيقات عملية متكررة على نصوص عربية وأجنبية مختلفة الشيات، كان قد آشتدّ الخلاف على فهمها وبالتالي ترجمتها. إذنْ أمام المعنيين، معياران نقديان قد ينضافان إلى نظريات نقدية معتمدة، لفكّ رموزات نصوص شعرية ذات طابع غريزي على وجه الخصوص كأشعار المتنبي وشيكسبير... ألحقت بهذه النصوص تطبيقاً عمليا، على نصّ نثريّ قصصي، باستعمال معيار الحواس، لتتوضح الصورة أكثر. صلاح نيازي
تمتاز الصحافة العراقية بميزة قد تسبق فيها الصحافة العربية في بدء نشوئها وتطورها، تلك هي سرعة إنتشارها في أنحاء القطر وتعدد الإمتيازات في أكثر من مدينة، خاصة بعد إعلان الدستور العثماني عام 1908 حتى بلغت في بداية الثلاثينات المئات من الصحف اليومية والأسبوعية والمجلات الشهرية السياسية والأدبية في الموصل وبغداد وكركوك والبصرة والنجف الأشرف، بينما صدرت في الدول العربية بعض الصحف السياسية والأدبية في عواصمها فقط، كما يعتبر الصحافة العراقية أغنى المصادر التاريخية والوطنية والفكرية لا في العراق فحسب بل في الوطن العربي. إلا أنه رغم أهمية تلك الصحف منذ صدور الزوراء عام 1869 حتى يومنا هذا في تدوينها وتسجيلها وقائع تطور العراق السياسي الوطني والإجتماعي والفكري، ورغم كونها من أهم المصادر الوثائقية والتاريخية لحركة التطور في العراق والوطن العربي، ما تزال الصحافة العراقية تفتقر إلى التدوين والتاريخ إلا ما ندر من تلك المصادر التي تسجل فيها نشوئها وتعددها وتطورها من حيث المضمون والشكل. وهكذا تبرز كل عام أهمية تدوين تاريخ وسيرة رجال الصحافة الذين شاركوا في مسيرة البلاد الطويلة عبر سنوات النضال القومي والوطني منذ تأسيس الحكم الأهلي وحتى يومنا هذا، وبتدوين تاريخ الصحافة العراقية، إنما يدون المؤرخون والمعنيون بالفكر والقلم التاريخ السياسي والإجتماعي والفكر للعراق بلداً وشعباً ومستقبلاً. وفي هذه الموسوعة سجل المؤلف تاريخ الصحافة العراقية بصورة موسعة شاملة وبتجريد تام تقتضيه مصلحة الأمانة في سرد وقائع الأحداث التاريخية لتكون خير مصدر للأجيال القادمة في دراسة التاريخ السياسي للعراق من خلال دراسة تاريخ الصحافة الزاخر بالمواقف والمعارك والبطولات للشعب والقادة وحملة الأقلام الحرة.
يبذل الباحث والصحافي العراقي المعروف الدكتور فائق بطي جهدا فائقا في سبيل انجاز هذه الموسوعة التي تتكون من 900 صفحة، والتي تتحدث عن تاريخ الصحافة الكردية في العراق وتطورها والمحطات التي مرت بها. وأبرز رموزها وأقطابها، وأطلق على كتابه الضخم هذا عنوانا واضحا يختزل محتواه: الموسوعة الصحفية الكردية في العراق: تاريخها وتطورها، والصادر، أخيرا، عن دار المدى. يمهد الباحث لكتابه بمقدمة نظرية يقول فيها : الصحافة الكردية تاريخ هام، ومكمل لتاريخ الصحافة في العراق، وسجل حافل فاعل، تفاعل بموضوعية وجرأة وصدقية مع مجمل الأحداث التي مرت بالعراق الحديث حيث لعبت، ولعب صحفيوها الرواد، دورا بارزا في تعميق أواصر الأخوة العربية الكردية،
على الرغم من أننا نميل، فيما يخص تاريخ العود، إلى البحث العلمي الدقيق الذي يستند إلى الحقائق التاريخية الملموسة القائمة على المكتشفات واللُّقى الأثرية، كالرُّقم الطينيّة والمخطوطات، وننحو إلى الاسترشاد بمناهج البحث الحديثة التي تأخذ في الاعتبار أن الحقائق التي توصل إليها من سبقنا تبقى قائمة حتى يَظهر ما يدحضها من أدلة تجلبها مكتشفات وجهود بحثية جديدة، إلّا أننا وجدنا أن لا ضيرَ من المرور أيضًا عند تناول هذه الآلة، التي هي من أهم الآلات الموسيقية المثيرة للجدل، على الروايات التاريخية والقصص المحكية التي كان يتناولها الناس في الموروث الشعبي إلى وقتٍ قريب، وقد بلغ بعضها حدّ الأسطورة، وذلك لتقريب تاريخ هذه الآلة المحببة إلى القلوب أكثر وتقديم صورةٍ بسيطةٍ لها بعيدًا عن تعقيدات البحث في أغوار الكتب والمخطوطات. منذ عصور ما قبل الميلاد، سحَر العود، وما زال حتى يومنا هذا يَسحَر الكثير من الناس؛ يُطربُ أسماعهم، ويُثير أشجانهم، يصاحبهم في أفراحهم ولا يفارقهم في أحزانهم، يسري صوته في شرايينهم وتُسمع «دقّاتُ» أوتاره في قلوبهم؛ وهو على هذا الحال حتى غدا رفيقًا مؤنسًا لوحشتهم، وصار ترويحًا لا غنى عنه لنفوسهم إذا تكاثرت عليها الهموم. من هنا، ومن باب الاعتزاز والأهمية، حاول الكثير من الأقوام والشعوب؛ من أذربيجان حتى المغرب وإسبانيا، مرورًا ببلاد الإغريق، أن يَنسبَ هذه الآلة كلٌّ له أو يَعدَّها من العلامات الفارقة في حضارته، فقد جاء في أساطير القدماء مثلًا أن الإسكندرَ ذا القرنين كان يستمع إلى العود إذا وجد في نفسه ما يُعكّر مزاجه من انقباض، حيث يأمر تلميذه أن يعزف له، فيزول عنه، بعد ذاك، ما كان يشعر به. وفي اختراع العود أقوالٌ وأساطيرُ كثيرةٌ اختلف فيها المؤرخون حتى تباعدت آراؤهم وتباينت استدلالاتهم، فمنهم من قال: إن أول مخترع للعود هو لمك بن متوشلخ بن أخنون بن يرد بن مهليل بن قينن ابن يانش بن شيث بن آدم عليه السلام
بعد ترك حقول الخزامى في بروفانس وراءه ، ينطلق شاب في رحلة تقوده إلى إفريقيا حيث في أعماق المناطق الداخلية ، يكتشف أرض النحل الغامضة. من بين أولئك الذين يقابلهم في طريقه رسام مفلطح يحمل أكثر من تشابه مذهل مع فان جوخ ، وهو متجول مشوش يمكن أن يكون فقط